المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة السابعة عشرة: - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌الطبقة السابعة عشرة:

‌الطبقة السابعة عشرة:

المذكورة إذ هي كغيرها من الطبقات فيها رجال في أوائلها يمكن أن يعدوا في الطبقة الماضية قبلهم لتقدم وفاتهم وقدم هجرتهم فاعلمه.

1-

محمد بن إسرائيل الإمام الأستاذ أبو عبد الله السلمي، الدمشقي القصاع المقرئ.

مصنف المغني والاستبصار في القراءات والكتابات، وقفه بخطه في الخانقاه، انتفعت بهما كثيرا، كان شابا ذكيا، زكيا خيرا صالحا متواضعا، عني بهذا الشأن أتم عناية.

وقرأ بالروايات الكثيرة، على الكمال بن شجاع العباسي، والعلم أبي محمد القاسم اللورقي، والكمال بن فارس، والشيخ علي الدهان، والزواوي وغيرهم.

وكان يعيش من كسب يمينه، كان شيخنا البرهان أبو إسحاق الجذامي يبالغ في الثناء على دينه ومعرفته.

وقد جلس وأقرأ الناس وسمع الكثير، وعاجلته المنية، فمات قبل الكهولة، سنة إحدى وسبعين وستمائة أو بعدها1.

2-

إبراهيم بن إسحاق بن المظفر الأستاذ المقرئ، برهان الدين أبو إسحاق المصري الوزيري، والوزيرية حارة بالقاهرة.

ولد سنة تسع عشرة وستمائة، وحفظ العنوان، وقرأ بالروايات، على التقي عبد القوي بن المغربل، صاحب أبي الجود، ثم بعده على الكمال الضرير.

وارتحل إلى الصعيد، فقرأ على أبي عبد الله محمد بن محمد الفصال، ثم قدم دمشق، وقرأ بعدة كتب على علم الدين القاسم، وكمال الدين بن فارس.

وعني بهذا الشأن، وسمع وأسمع ولده إسحاق، عدة كتب في القراءات، وتصدر للإقراء، وقرأ عليه القراءات ولده، والشيخ أحمد الحراني وجماعة.

وحج في سنة أربع وثمانين وستمائة، فأدركه الأجل بعد الحج بين الحرمين

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 100".

ص: 375

الشريفين، في الخامس والعشرين من ذي الحجة، سنة أربع وثمانين وستمائة، رحمه الله تعالى1.

3-

حسن بن عبد الله بن ويحيان الأستاذ، أبو علي الراشدي التلمساني، المقرئ.

وهو من بني راشد، قبيلة من البربر، لا من الراشدية، التي من قرى مصر، قرأ بالروايات على الكمال بن شجاع الضرير، وجلس للإقراء مدة.

قرأ عليه شيخنا مجد الدين التونسي، والشيخ شهاب الدين أحمد بن جبارة، وكان بصيرا بالقراءات وعللها، عارفا بالعربية، صاحب عبادة وزهد وإخلاص، واشتغال بنفسه.

قال لي شيخنا مجد الدين: كان لا يغتاب أحدا، وقال الإمام أبو حيان: كان الشيخ حسن حافظا للقرآن، ذاكرا للقصيد، يشرحه لمن يقرأ عليه، ولم يكن عارفا بالأسانيد، ولا المتقن للتجويد، لأنه لم يقرأ على متقن.

وكان مع ذلك بربريا، في لسانه شيء من رطانتهم، وكان مشهورا بالقراءات، عنده نزر يسير جدا من العربية، كألفية ابن معطى، ومقدمة ابن بابشاذ، يحل ذلك لمن يقرأ عليه.

قلت: بل كان قوي المعرفة بالعربية، ويكفيه أنه يشرح ألفية ابن معط للناس ولكن شيخنا أبو حيان لا يثبت لأحد شيئا في العربية.

وينظر إلى النحاة بعين النقص، لسعة ما هو فيه من التبحر في علم اللسان، ثم قال: قد روى عن ناس متأخرين، أعلاهم الكمال الضرير، على مقال فيه، سمعت الحافظ شرف الدين الدمياطي، يذكر ذلك.

قلت: كان الشيخ حسن ثقة مأمونا في قوله، وحاشاه أن يدعي ما لم يقع، كان أتقى لله وأورع من ذلك ولصدق بينة.

قد انتهى السؤدد في الإقراء، إلى صاحبيه شيخنا المجد وابن جبارة ورأيتهما يثنيان على علمه ودينه.

قال أبو حيان: ولعمري إن بين الشيخ أبي بكر بن القاسم التونسي، وبين شيخه في الذكاء وجودة الفهم، وحسن الإدراك لبونا بعيدا، ولو عاش الراشدي لقرأ عليه.

قلت: توفي في الثامن والعشرين من صفر، سنة خمس وثمانين وستمائة2.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 9".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 218".

ص: 376

5-

إبراهيم بن داود بن ظافر بن ربيعة، الإمام جمال الدين أبو إسحاق العسقلاني، ثم الدمشقي المقرئ الشافعي:

المشهور بالفاضلي؛ لأن أباه كان متصلا بالقاضي الفاضل، وابنه القاضي الأشرف، ولد في صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وسمع من أبي عبد الله الزبيدي، ومكرم بن أبي الصقر، والفخر الأربلي، وخلق سواهم.

وقرأ بالروايات على الشيخ علم الدين، ولزمه ثمانية أعوام، حتى إنه جمع عليه سبع ختمات للسبعة، وحمل عنه الكثير من التفسير، والآداب والحديث.

وكتب الخط المنسوب، ونسخ كثيرا وعني بالحديث، وشهد على القضاة، وكان إماما فاضلا حسن المشاركة في العلوم، يتحقق بعلم الأداب ولي التربة بعد الشيخ عماد الدين الموصلي، وتكاثر عليه الطلبة.

وقرأ عليه طائفة: منهم جمال الدين البدوي، والشيخ محمد المصري والشيخ محمد بن الخياط.

وقرأ عليه الشيخ بدر الدين بن بصخان لابن عامر.

وكنت أنا وابن بصخان، وشمس الدين الحنفي النقيب، وشمس الدين بن غدير، نجمع عليه الجمع الكثير، فانتهيت عليه إلى أواخر القصص، وانتهى كل واحد منهم إلى سورة قبل ذلك، فقوي به الفالج، ومنعنا من الدخول عليه، نحو الشهر.

وكان قد أصابه طرف من الفالج، قبل موته بسنتين أو أكثر، فبقي يقرئ في بيته، بباب البريد، وساء حفظه، ولم يختلط، وما أنكرنا عليه شيئا إلا إقراءه الجماعة وجها رابعا لحمزة في الوقف، على مثل الأرض والآخرة، وهو تسهيل الهمزة بين بين.

فكلمناه وقلنا: هذا لا يجوز، فرجع وزعم أن السخاوي أقرأه به، وكان شيخا مطبوعا، رئيسا حسن البزة مليح الشكل، حلو المحاضرة كثير المحفوظ، ولي مشيخة الحديث بالفاضلية، وروى الكثير.

وتوفي إلى عفو الله تعالى ورحمته، ليلة الجمعة، مستهل جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وستمائة، وقد نيف على السبعين، وولي بعده التربة شيخنا مجد الدين1.

6-

علي بن ظهير بن شهاب الإمام نور الدين، المصري المقرئ الموشي، المعروف بابن الكفتي، شيخ الإقراء بالجامع الأزهر.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 14".

ص: 377

أخذ القراءات عن الخطيب عيسى بن أبي الحرم، وأبي إسحاق بن وسيق وجماعة، وكان أحد من اعتنى بالقراءات وعللها، وشهر بها، مع الورع والديانة والزهد والصيانة.

وقد حدث عن أصحاب السلفي. روى عنه الإمام أبو حيان، وعلم الدين البرزالي وفتح الدين بن سيد الناس، توفي في ربيع الآخر، سنة تسع وثمانين وستمائة1.

7-

أحمد بن عبد الله بن الزبير، الإمام شمس الدين، أبو العباس الخابوري، ثم الحلبي المقرئ الشافعي، خطيب جامع حلب.

سمع بحران من خطيبها فخر الدين بن تيمية، وبحلب من أبي محمد بن الأستاذ، وابن روزبة، وببغداد من عبد السلام الداهري، وبدمشق من أبي صادق بن صباح، وقرأ القراءات على الشيخ علم الدين السخاوي وغيره.

وتقدم في الفقه والعربية، وتصدر للإقراء ببلده، واشتهر ذكره، وقرأ عليه جماعة، وكان من كبار المقرئين، وله نوادر وخلاعة وظرف معروف، وطال عمره وبعد صيته، سمع منه المزي وابن الظاهري، وولده وابن سامة والبرزالي.

توفي بحلب في المحرم، سنة تسعين وستمائة، وقد قارب التسعين، وصلوا عليه بجامع دمشق، صلاة الغائب2.

8-

محمد بن عبد الخالق بن مزهر، الإمام شهاب الدين، أبو عبد الله الأنصاري الدمشقي.

قرأ القراءات على السخاوي، وروى الحديث، وكان عالما فاضلا، ذاكرا للروايات، حسن المعرفة، له مشاركة في الفقه والنحو.

قرأ عليه القراءات، شمس الدين محمد بن أحمد الرقي الحنفي وغيره، مات في رجب سنة تسعين وستمائة، ووقف كتبه بدار الحديث الأشرفية وكان يقرئ خلف قبر زكريا عليه السلام3.

9-

جعفر بن القاسم بن جعفر بن علي بن حبيش الربعي الإمام، رضي الدين بن دبوقا، الدمشقي المقرئ الكاتب.

ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة بحران وكان أبوه كاتبا بها، ثم قدم دمشق، فقرأ

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 547".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 73".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 159".

ص: 378

القراءات على أبي الحسن السخاوي، وحصل طرفا من العلم والعربية والأدب، وعالج الكتابة والتصوف ثم أضر في أواخر عمره، فراجع القراءات.

وجلس للإقراء عند قبر هود عليه السلام، وكنت أراه يقرئ والطلبة حوله، وكان شيخا حسن الشكل مليح البزة، موطأ الأكناف، جيد المعرفة بالأداء، فصيحا متقنا.

وكان إمام مسجد الخواصين، قرأ عليه البرهان بن الكحال، وببعض الروايات، بدر الدين بن بهخان؛ وعلم الدين البرزالي وجماعة.

وروى الحديث عن السخاوي؛ توفي في السادس والعشرين من رجب سنة إحدى وتسعين وستمائة1.

10-

محمد بن عبد العزيز بن أبي عبد الله بن صدقة، الإمام شمس الدين أبو عبد الله بن الدمياطي، الدمشقي المقرئ.

ولد في حدود سنة عشرين وستمائة، وقرأ القراءات مفردا في عشر ختمات، وجامعا في ختمة على الشيخ علم الدين السخاوي، واختص بخدمته وسمع منه، ومن أبي الوفاء عبد الملك بن الحنبلي، وأبي الحسن بن أبي جعفر القرطبي وغيرهم.

وعرض الشاطبية والرائية، وسمع التيسير، وكان ذاكرا للقراءات ذكرا جيدا، طويل الروح، حسن الأخلاق، مطبوع العشرة، وكانت له حلقة مصدرة، وقراءة في سبع وقراءة على التربة الصلاحية، وكنت أعرف شكله من الصغر.

وكان لطيف القد مليح البزة، فلما مات الفاضلي وحزنا عليه، تذاكرنا من بقي من أصحاب السخاوي، فدللنا على الدمياطي هذا، وعلى الجمال عبد الواحد بن كثير، والزين محمد بن أحمد العقيلي الكاتب، والد الشيخ جلال الدين القلانسي.

والحاج محمد بن قيماز الطحان، والشيخ رشيد الدين إسماعيل بن المعلم والشيخ شرف الدين الفزاري الخطيب، فأما ابن كثير وابن قيماز، فإنهما نسيا الفن من طول الترك، وأما ابن المعلم فتمنع علينا، وقال: أنا تارك.

ولم يكن بذاكر للقراءات أيضا، وأما الآخران فقرءا بعض القراءات فأتيت إلى الدمياطي، وسألته أن يجلس لنا، فأجاب.

وجلس للجماعة طرفي النهار بالكلاسة، احتسابا، فشرعنا عليه، فوجدناه ذاكرا للقراءات، ذكرا جيدا قريب العهد بالخلافة، فبلغني أنه كان يتلو القرآن كل ختمة لراو،

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 194".

ص: 379

فلهذا لم ينس الفن.

فكملت عليه الجمع الكبير، أنا وابن بصخان وابن غدير، وأفرد عليه جماعة، ولم تطل مدته، فأدركه الأجل، والشيخ شمس الدين الحنفي الزنجيلي يجمع عليه، فلم يكمل الختمة، وأصيب به، كما أصبت بالفاضلي.

وروى عنه الحديث ابن الخباز، والبرزالي وجماعة، وكان له شيء من الدنيا يكفيه، حصل له عسر البول أياما، ومات به، ولما أيس من نفسه، نزل لي عن حلقته، ولسليمان بن حمزة عن السبع المجاهدي، فالله يرحمه ويسامحه.

توفي في الحادي والعشرين من صفر، سنة ثلاث وتسعين وستمائة ودفناه بمقابر الصوفية، وهو والد علي بن الدمياطي، صاحب الخط المنسوب أصلحه الله1.

11-

محمد بن أبي العلاء محمد بن علي بن المبارك، الإمام موفق الدين أبو عبد الله الأنصاري الرباني النصيبي المقرئ الشافعي الصوفي.

نزيل بعلبك، وشيخ الإقراء بجامعها، وشيخ الخانقاه، ولد سنة سبع عشرة وستمائة، بنصيبين، وقرأ القرآن على والده، ثم رحل إلى مصر فقرأ بها القراءات، على السديد عيسى بن أبي الحرم، صاحب الشاطبي.

وبالإسكندرية على العلامة أبي عمرو بن الحاجب، وسمع منه مقدمته في النحو، وغير ذلك، واستوطن بعلبك أربعين سنة، وكان إمام مسجد كبير بها، وكان يجلس للناس، ويورد أحاديث من حفظه، وقل من رأيت بفصاحته وعنه أخذت التجويد.

وقرأت عليه للسبعة، في نحو من خمسين يوما، في سنة ثلاث وتسعين ورحل إليه قبلي، علم الدين طلحة مقرئ حلب، فجمع عليه، وأخذ عنه القراءات جماعة من أهل بعلبك، وتخرجوا به.

وكان جيد المعرفة بالأدب، بديع النظم، عارفا بالقراءات، يحل القصيد حلا متوسطا، أنشدنا الإمام موفق الدين، محمد بن أبي العلاء لنفسه شعرا:

قرأت القرآن وأقرأته

وما زلت مغرى به مغرما

وطفت البلاد على جمعه

فصرت به في الورى مكرما

وألفيت إلفي بطلابه

فيا نعم ما زادني أنعما

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 173".

ص: 380

ويا فوز من لم يزل دأبه

وما أجزل الأجر ما أعظما

فلله أحمد مهما أعش

وفي الموت أسأل أن يرحما

وأصفي الصلاة نبي الهدى

ومن فوق كل سماء سما

وأفشي السلام على آله

وأصحابه والرضى عنهما

توفي شيخنا موفق الدين في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وستمائة ببعلبك1.

12-

محمد بن منصور بن موسى الإمام، شمس الدين أبو عبد الله الحلبي، الحاضري المقرئ النحوي.

قرأ القراءات بجماعة كتب، في السبعة والعشرة، على الشيخ كمال الدين الضرير، والشيخ على الدهان، وقرأ العربية على الشيخ جمال الدين بن مالك، ولازمه مدة، ولكن لم يبرع في العربية.

وكان شيخ الإقراء بالتربة العادلية، مع الشيخ شرف الدين الفزاري وله معلوم على المصالح، فكان يقرئ عند قبر زكريا عليه السلام، وكان متوسط المعرفة في القراءات.

كمل عليه القراءات السبع أنا وابن غدير الواسطي، وتوفي في صفر سنة سبعمائة، وقد قارب السبعين2.

13-

إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم، الإمام الخطيب برهان الدين، أبو إسحاق الجذامي الإسكندراني، المقرئ الشافعي.

قرأ القراءات على الشيخ علم الدين القاسم، والشيخ شمس الدين أبي الفتح، والشيخ زين الدين، وتفقه على الشيخ كمال الدين سلار وغيره، ثم على الشيخ محيي الدين النواوي.

ودرس وأفتى وتصدر للإقراء مدة طويلة، بدار الحديث الأشرفية، وبالتربة الأشرفية، وتحت النسر، وقد سمع الحديث من فرج الحبشي، وزين الدين خالد، وابن عبد الدائم، وطائفة.

ودرس بالقومية وغيرها، وناب في الخطابة، وكان صالحا خيرا وقورا مهيبا، حسن السمت مديد القامة مليح الشيبة، وكان ناقلا للقراءات عارفا بالمذاهب، جيد المعرفة بالحديث، كثير الفضائل، معروفا بالعدالة والديانة.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 244، 245".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 266".

ص: 381

قرأ عليه القراءات الشيخ أحمد الحراني، والشيخ بدر الدين بن بصخان وابن غدير، وصاحبي شمس الدين العسقلاني، وجمال الدين الحموي، وخلق.

توفي في شوال سنة اثنتين وسبعمائة، ودفن بمقبرة باب الصغير، وهو في عشر الثمانين رحمه الله1.

14-

دانيال بن منكلي بن صرفا القاضي ضياء الدين، أبو الفضائل التركماني الكركي، الشافعي المقرئ، قاضي الشوبك.

ولد سنة سبع عشرة وستمائة، وسمع بالكرك، من أبي المنحى بن اللتي، ثم قدم دمشق، وقرأ القراءات على السخاوي، وسمع من كريمة وجماعة.

ثم رحل وسمع ببغداد، من أبي بكر بن الخازن، وعبد الله بن النخال وجماعة، وبحلب من الحافظ بن خليل، وبمصر من يوسف الساوي، وجماعة.

وكان فقيها مقرئا عالما مجموع الفضائل، مليح الشكل مديد القامة.

ولي قضاء الشوبك مدة، ثم سكن دمشق مدة، وولي القضاء بأماكن، وخرج له علاء الدين بن بلبان مشيخة، قرأها عليه الشيخ شرف الدين الفزاري.

وخرج له الإمام شمس الدين بن جعوان، أربعين حديثا، وسمع منه المزي والبرزالي، والطلبة، وحدث بالكثير ثم عاد إلى قضاء الشوبك لم أره، وهو ممن أدركناه من أصحاب السخاوي.

وما أعلم هل أقرأ القراءات، بناحيته أم لا.

توفي بالشوبك في رمضان، سنة ست وتسعين وستمائة -رحمه الله2.

15-

أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى الإمام المقرئ، المحقق الكبير، أبو جعفر بن الطباع، الرعيني الغرناطي، شيخ القراء بغرناطة، أخذ عنه القراءات الإمام أبو حيان 3.

16-

أحمد بن إبراهيم بن سباع بن ضياء الإمام شرف الدين، أبو العباس الفزاري، البدري المقرئ النحوي الشافعي، خطيب جامع دمشق.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 22".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 278".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 87".

ص: 382

قرأ القرآن لنافع وابن كثير، وأبي عمرو في عدة ختمات، على الشيخ علم الدين السخاوي، وسمع عليه الكثير، وعلى التاج ابن أبي جعفر، وعتيق السلماني، وأبي عمرو بن الصلاح، والعز النسابة، وخلق سواهم.

ثم أكمل القراءات، على شمس الدين أبي الفتح الأنصاري وغيره، وتفقه قليلا على أخيه مفتي الشام، تاج الدين عبد الرحمن، وقرأ في العربية كتاب المفصل، على مجد الدين الأربلي.

وعني بالحديث بعد الستين وستمائة، وأكثر عن ابن عبد الدائم، والموجودين، وقرأ الكتب الكبار، وكان أحسن أهل زمانه قراءة للحديث؛ لأنه كان فصيحا مفوها، عديم اللحن، عذب العبارة طيب الصوت.

خبيرا باللغة، رأسا في العربية وعللها، جم الفضائل مطبوع الحركات ظريف الجملة حلو المزاح، كثير التواضع، والتودد، ولي مشيخة الناصرية ومشيخة التربة العادلية زمانا.

ثم ولي خطابة جامع جراح، ونقل منه إلى خطابة البلد، فكان من أبلغ الناس خطابة، قرأ عليه بالروايات إمام مسجد السبعة، وببعضها الشيخ بدر الدين بن بصخان.

ولازمه مدة، وقرأ عليه شرح القصيد لأبي شامة، بقراءته له على المصنف، وكنت أحضر مجلسه أخذ عنه العربية جماعة، منهم شيخنا برهان الدين بن أخيه، وكمال الدين بن الشهبي، ونجم الدين القحفازي وزين الدين أبو بكر.

وكان يجلس لنا وقتا قليلا، فلا يتمكن الطالب من الأخذ عنه، إلا بالملازمة مع الطول، فلهذا لم أقرأ عليه، كان مشغولا بحضور الوظائف، وسمعنا الصحيح بقراءته.

وقد روى كتاب السنن الكبير للبيهقي، ولد في رمضان سنة ثلاثين وستمائة.

وتوفي بدار الخطابة، ليلة العشرين من شوال، سنة خمس وسبعمائة -رحمه الله1.

17-

حسين بن سليمان بن فزارة الإمام، الفقيه شهاب الدين أبو عبد الله الكفري، ثم الدمشقي المقرئ الحنفي، المعدل، ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة.

وقدم دمشق بعد الخمسين، فحفظ القرآن وقرأ الفقه، قرأ بالروايات على الشيخ علم الدين اللورقي، والشيخ زين الدين الزواوي وغيرهما، وسمع رسالة القشيري من ابن طلحة النصيبي.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 33".

ص: 383

وقرأ الترمذي أو أكثره، على تقي الدين بن أبي اليسر، وشرح على الشيوخ، في القراءات والفقه والعربية، وعالج الشروط مدة، ودرس بالطرخانية زمانا.

وأقرأ بالزنجيلية، وبالمقدمية، وأم بالخاتونية، وناب في القضاء، وأفتى وكان من صغره على طريقة حميدة، وقد عمر وأسن، وقصده القراء لعلو إسناده، وذكره للقراءات.

قرأ عليه ولده، وأبو العباس أحمد بن الجندي البعلبكي، وأبو المحاسن بن المبيض، وابن شكر، ومحمد بن البرزالي -رحمه الله تعالى.

وإسماعيل بن شيخنا إبراهيم الكردي، وشمس الدين بن البصال، وسيف الدين أبو بكر النساج وبهاء الدين بن إمام المشهد، ومدرس الزنجيلية، رفيقنا شمس الدين محمد بن إبراهيم النقيب، وعلم الدين سليمان الغزي.

وبرهان الدين إبراهيم بن المغربي، وشمس الدين محمد بن علي بن السقاء، والشيخ محمد بن عبد العزير الحنبلي الصوفي الصالحي، وشرف الدين صالح بن حسن الحداد.

وشمس الدين محمد بن محمود الحريري، وشرف الدين محمد بن أحمد بن الشيخ زين الدين أبي بكر المزي الحريري.

وأضر آخر عمره، ولزم منزله حتى توفي في جمادى الأولى سنة تسع عشرة وسبعمائة1.

طبقة بين الطبقتين:

18-

الدلاصي شيخ الإقراء بالحرم الشريف وصاحب الكمال بن فارس.

ولد سنة ثلاثين وستمائة، وهو بقيد الحياة الآن.

قرأ عليه بالروايات، صاحبنا الفقيه عبد الله بن خليل، بارك الله فيه وذكر لي أن اسم الدلاصي: أبو محمد عبد الله بن عبد الحق بن عبد الله بن عبد الأحد بن علي المخزومي، وأنه اشتغل بمصر.

فقرأ لنافع على الإمام أبي محمد، عبد الله بن لب بن خيرة الشاطبي المقرئ سنة خمسين، وسمع منه التيسير عاليا، والموطأ.

وسمع الشاطبية من أبي الفضل، محمد بن هبة الله بن الأزرق، ويعرف بقارئ مصحف الذهب، ثم حج سنة أربع وخمسين، وجاور دهرا.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 241".

ص: 384

ثم قدم دمشق، سنة أربع وستين، فعرض القراءات ختمة كاملة بعشرين كتابا على الكمال بن فارس، وتفقه لمالك أولا، ثم للشافعي رضي الله عنهما.

ورد إلى مكة، وأقرأ بها القراءات، وكان له أصحاب عدة، وحلقة كبيرة، فممن قرأ عليه بالروايات: الشيخ مجير الدين مقرئ الإسكندرية في وقتنا، وأبو محمد الزواوي نزيل مكة.

وأبو العباس أحمد بن الرضي إمام المقام، والفقيه خليل المالكي، ومحمد قطب الدين ولده، وذكر لي عنه ابن خليل، عبادة وورعا وتألها وأورادا وأحوالا واجتهادا عظيما1.

19-

محمد بن أيوب بن عبد القاهر بن بركات، الإمام بدر الدين، أبو عبد الله التاذفي الحلبي المقرئ الحنفي.

ولد بقرية تاذف، سنة ثمان وعشرين وستمائة تقريبا، ولزم أبا عبد الله الفاسي مدة وأتقن عليه القراءات، وعللها، وسمع منه الكثير، ومن الصاحب كمال الدين بن العديم، ومحمد بن عبد الباقي الصفار، وجماعة.

وارتحل الى مصر بعد أخذ حلب، فأخذ الشاطبية عن المعين بن عبد الوارث صاحب الشاطبي، وتكاسل عن القراءة على الشيخ كمال الدين الضرير، ففرط، وسمع من عبد الله بن علام وغيره، وشهر بإتقان السبعة.

وأقرأ الناس دهرا، وأحكم العربية. وشارك في اللغة والحديث وغير ذلك، وشرح النونية التي للشيخ يحيى الصرصري، في سفرين، قدم دمشق بعد الثمانين، وأم بالربوة مدة، وسمع من الشيخ شمس الدين بن أبي عمر.

قرأ عليه جماعة إذ ذاك، ثم تحول إلى حماة وسكنها، وأقرأ بها ثم قدم علينا في سنة ثلاث وتسعين، فقرأ عليه غير واحد، وحضرت عنده وكتبت عنه، ولم أنشط للجمع عليه.

وكان حاذقا بالفن مليح الحل لحزر الأماني، وللعقيلة، وأقام مدة ثم انتقل إلى حماة يقرئ بها ويدرس، إلى أن توفي في رمضان سنة خمس وسبعمائة2.

20-

البدوي الشيخ جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن غالي بن شاور الحميري، المقرئ الشافعي نزيل دمشق.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 427".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 102".

ص: 385

ولد في حدود الخمسين وستمائة، وقرأ القراءات الكثيرة على الكمال بن فارس، وابن أبي الدر، والزواوي والفاروثي والفاضلي وغيرهم.

وعني بهذا الشأن، وكان عارفا بكثير من غوامضه، يحل القصيد حلا حسنا، ويفهم العربية، وكان يحفظ التنبيه، ويحضر المدارس، ويؤم بمسجد، وله حلقة على باب المنارة الغربية بالجامع، جالسته وانتفعت به.

وشرعت في الجمع الكبير عليه، في سنة إحدى وتسعين، عندما شرعت على الفاضلي، وكان ظريفا مزاحا سامحه الله تعالى، أخذ القراءات عنه جماعة منهم النظام النحوي اليمني، والحاج محمد بن القباني والدقيقي.

واشتهر اسمه، وولي مشيخة التربة الأشرفية، بعد شيخنا برهان الدين، توفي في ربيع الأول، سنة ثمان وسبعمائة1.

21-

إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق بن المظفر أبو الفضل بن الوزيري المؤدب.

اعتنى به والده الشيخ برهان الدين، وأسمعه الشاطبية، وجملة من كتب القراءات، على الكمال الضرير، وسمع من الحافظ عبد العظيم المنذري معجمه.

وقرأ القراءات على والده، وعلى الكمال بن فارس، وهو قادر إن شاء الله على إقرائها، وذكر الخلاف، وهو عاقل حسن السمت له حلقة إقراء، لقن جماعة، مولده سنة خمسين وستمائة، ومات في شعبان سنة تسع عشرة وسبعمائة2.

22-

محمد بن عبد المحسن الشيخ المقرئ شمس الدين، أبو عبد الله المصري الضرير، الملقب بالمزراب، نزيل دمشق.

قرأ بالقاهرة على الكمال المحلي، وقدم دمشق، فقرأ بها القراءات، على ابن فارس، والزواوي، وكان عارفا بالخلاف، فصيحا مفوها، قيما بالتجويد، يلقن ويقرئ بالروايات.

قرأت عليه ختمة للسوسي، وأخرى لنافع -أشك: هل فاتني منها شيء من الحواميم -وكان يحضر المدارس والختم، وصار شيخ ميعاد بن عامر، وله مسجد وصوته طيب.

توفي في أول سنة ثلاث وسبعمائة، وقد جاوز الستين، فيما أرى وشيخي الذي لقنني القرآن كله من جملة تلامذته3.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 22".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 155".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 191".

ص: 386

23-

محمد بن يوسف بن علي بن حيان، العلامة الأوحد أثير الدين، أبو حيان الأندلسي الجياني الغرناطي، المقرئ النحوي.

ولد سنة أربع وخمسين، وكتب العلم سنة سبعين، وهلم جرا أخذ بغرناطة عن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الحافظ، والمقرئ أبي جعفر أحمد بن علي بن الطباع الرعيني وغيرهما.

وقرأ القراءات بالإسكندرية، على عبد النصير المريوطي، صاحب الصفراوي، وبالقاهرة على أبي طاهر إسماعيل بن هبة الله المليجي، صاحب أبي الجود.

وقرأ التيسير سنة إحدى وسبعين وستمائة على أبي علي الحسين بن أبي الأحوص الحافظ: أخبرنا أبو الربيع بن سالم الكلاعي، سوى فوت يسير منه، وقرأ الموطأ سنه ثلاث وسبعين، على ابن الطباع.

وأخذ علم الحديث عن شيخنا الدمياطي، وغيره، وسمع من عبد العزيز بن الصيقل، وغازي الحلاوي وطبقتهما، ومع براعته الكاملة، في العربية.

له يد طولى في الفقه والآثار، والقراءات، وله مصنفات في القراءات والنحو، وهو مفخر أهل مصر في وقتنا في العلم، تخرج به عدة أئمة مد الله في عمره وختم له بالحسنى، وكفاه شر نفسه.

وودي لو أنه نظر في هذا الكتاب وأصلح فيه، وزاد فيه تراجم جماعة من الكبار، فإنه إمام في هذا المعنى أيضا1.

24-

محمد بن نصير بن صالح الإمام، أبو عبد الله المصري، المقرئ الصوفي، نزيل دمشق.

ولد في حدود سنة خمسين وستمائة، وقدم دمشق في شبيبته، فقرأ القراءات على الرشيد بن أبي الدر، والزواوي والفاضلي وغيرهم.

وسمع الحديث من الكمال بن عبد وجماعة، وكان قيما بمعرفة القراءات، بصيرا بها عارفا بكثير من عللها، مجموع الفضائل، عاقلا دينا، جلس للإقراء والتلقين، من بعد الثمانين.

وقرأ عليه القراءات جماعة، منهم محمد بن البرزالي رحمه الله. وصالح بن الحداد،

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 285، 286".

ص: 387

وكان شيخ الإقراء بدار الحديث الأشرفية، وله حلقة بالجامع1 توفي في ذي الحجة سنة ثماني عشرة وسبعمائة2.

25-

أبو بكر بن عمر بن المشيع الإمام المجود، الصالح تقي الدين الجزري، المقصاتي المقرئ.

ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة تقريبا، وقرأ القراءات في حدود الخمسين وستمائة، وأدرك الكبار من القراء، لكنه تهاون بنفسه، بحيث إنه قدم دمشق.

وقرأ بها على الشيخ علم الدين الأندلسي عشرين جزءا من القرآن، وترك وسافر، أكمل القراءات على الشيخ عبد الصمد، مقرئ بغداد وسمع من الشيخ موفق الدين الكواشي تفسيره.

وسمع كتاب جامع الأصول، من شيخ سمعه من المصنف، وجلس للإقراء سنة بضع وخمسين، ولو قرأ على الداعي الرشيدي، أو على الكمال الضرير، لكان شيخ القراء في عصره، فإنه أقرأ بالتجويد في أيامهما.

قدم دمشق وسكنها، وأقرأ بالرباط الناصري مدة، ثم سكن البلد، وولي الإقراء والإمامة بدار الحديث الأشرفية، بعد شيخنا الإسكندراني وأقرأ أيضا بالجامع.

وكان بصيرا بالقراءات، قيما بمعرفتها، واقفا على غوامضها، يفهم شيئا من عللها، وله اعتناء كامل بالأداء والمخارج، ناب في الخطابة مدة وكان خيرا زاهدا عزيز النفس، ذا صدق وورع.

قرأ عليه بالروايات، شمس الدين محمد بن البصال، والشيخ محمد الوطائي الضرير، وجمعت عليه قديما بعض سورة البقرة، وقرأت عليه كتاب التجريد لابن الفحام، وحدثني به تلاوة وسماعا، عن الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش.

توفي إلى رحمة الله تعالى، في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وقد جاوز الثمانين3.

26-

محمد بن علي بن أبي القاسم بن أبي العز، الإمام المجود بقية السلف، شمس الدين أبو عبد الله بن الوراق، الموصلي الحنبلي، المقرئ المعروف بابن خروف.

ولد في حدود سنة أربعين وستمائة أو قبلها، واشتغل بالموصل، وقصد أبا عبد الله الحنبلي مصنف الشمعة، ليأخذ عنه فوجده قد مرض ثم توفي.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 269".

2 سقط من أ.

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 183".

ص: 388

ارتحل إلى بغداد، سنة اثنتين وستين، فقرأ بها القراءات بعدة كتب، مؤلفة في السبع وفي العشر، على الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، ولزمه مدة طويلة، وسمع منه ومن كمال الدين بن وضاح وجماعة.

وسمع بالموصل من محمد بن مسعود بن العجمي، وموفق الدين الكواشي، وقرأ القراءات، على الشيخ عبد الله بن إبراهيم الجزري، الزاهد بالموصل.

وحفظ مختصر الخرقي، ونظر في العربية، وتصدر للإقراء والإفادة زمانا ببلده، ثم قدم علينا دمشق، في سنة سبع عشرة وسبعمائة1.

27-

أبو بكر بن أبي شامة الشيخ الجعبري المقرئ.

المؤذن شيخ مطبوع، يتعاطى التجويد، ويرهج كثيرا ويلهج، بمعرفة القراءات.

وكان مستحضرا للخلاف، أدرك الكمال الضرير، وشاهده، وقرأ بمصر في حياته القراءات، على الشيخ عبد الهادي خطيب المقياس، وغيره.

قرأ عليه بالروايات، بهاء الدين محمد بن علي، والجمال يوسف بن المبيض، والفخر إسماعيل بن شيخنا إبراهيم الصوفي، وله شعر حسن، وفيه دين وتواضع.

وكان يحضر الوظائف، وله حلقة مصدرة بجامع دمشق، توفي سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وهو في عشر الثمانين2.

28-

أحمد بن موسى الموصلي الحنبلي، أبو العباس المقرئ نزيل دمشق، شيخ صالح عاقل عارف بالقراءات.

أخذها عن الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، وكان فصيحا عارفا بالتجويد، من رفقاء الشيخ إبراهيم الرقي. توفي سنة عشر وسبعمائة وقد شارف الستين3.

29-

محمد بن الحسن الشيخ أبو عبد الله الأربلي، الضرير المقرئ، نزيل القاهرة جلست معه فوجدته عارفا بالفن، محققا، للتجويد والأداء.

ولي الإقراء بالفاضلية وغيرها، تلا عليه جماعة بالروايات، منهم رفيقنا الشيخ جمال الدين رافع، وفي طبقة هؤلاء طائفة كبيرة، أدركناهم لكنهم تركوا الفن فمنهم4.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 206".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 206".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 143".

4 انظر/ غاية النهاية "2/ 127".

ص: 389

30-

العلامة الأوحد شيخ العربية والآداب بمصر، بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن النحاس الحلبي.

قرأ القراءات على الكمال الضرير، وروى عن ابن اللثي، توفي سنة ثمان وتسعين -رحمه الله تعالى، ومنهم1.

31-

الحافظ الكبير الشهير بقية الأعلام، شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي.

قرأ القراءات على الكمال الضرير، أيضا، وتوفي سنة خمس وسبعمائة2 ومنهم:

32-

المقرئ جمال الدين عبد الواحد بن كثير المصري، ثم الدمشقي، نقيب السبع.

قرأ القراءات على الشيخ علم الدين السخاوي، وترك ونسى، توفي سنة ست وتسعين3.

ومنهم:

33-

الرئيس العالم زين الدين محمد بن أحمد العقيلي، القلانسي الكاتب، والد الشيخ جلال الدين.

قرأ القراءات على السخاوي، وعرض عليه القصيد، وسمعتها عليه وكان حسن السمت والبزة، صديقا لشيخنا الفاضلي.

توفي سنة ثمان وتسعين وستمائة، وهو في عشر الثمانين، عرض عليه الشاطبية رفيقنا ابن غدير4.

ومنهم:

34-

الحاج المقرئ شمس الدين محمد بن قيماز عتيق بشر الطحان.

قرأ القراءات على السخاوي مفردا، لا جامعا، وكان معه إجازة، توفي سنة اثنتين وسبعمائة، عن ثلاث وثمانين سنة، وقد حدث بصحيح البخاري، عن ابن الزبيدي5.

ومنهم:

1 انظر/ شذرات الذهب "5/ 442" غاية النهاية "2/ 46".

2 انظر/ شذرات الذهب "6/ 12" غاية النهاية "1/ 472".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 477".

4 انظر/ غاية النهاية "2/ 94".5 انظر/ شذرات الذهب "6/ 7"، غاية النهاية "2/ 233".

ص: 390

35-

الصدر الأديب العالم نور الدين، أحمد بن إبراهيم بن عبد الضيف بن مصعب أحد رؤساء دمشق.

قرأ على الشيخ علم الدين ونسى، وكان له شعر جيد، ومعرفة بالعربية، توفى سنة بضع وتسعين وستمائة1.

ومنهم:

36-

العلامة المفتي رشيد الدين، إسماعيل بن عثمان بن المعلم الحنفي، وكان من كبار أئمة العصر.

قرأ بالروايات على السخاوي، ولو أراد لما عجز عن إقرائها، كان إماما في العربية لكنه كان ضيق الخلق، فلم يقدر على الأخذ عنه، واعتل بأنه تارك.

حدثنا عن ابن الزبيدي بثلاثيات البخاري، تحول إلى القاهرة سنة سبعمائة مستجفلا، فبقي بها إلى أن مات في رجب، سنة أربع عشرة وسبعمائة.

وهو آخر من قرأ القراءات على السخاوي، عاش إحدى وتسعين سنة، وتغير عقله وذهنه، قبل موته، بنحو من سنتين، رحمه الله تعالى2.

ومنهم:

37-

العالم الأديب شهاب الدين، أحمد بن سليمان بن مروان بن البعلبكي، أحد عدول القضاة الضعفاء.

قرأ على السخاوي بثلاث روايات، وعرض عليه الشاطبية ورواها مرات عدة.

مات في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وله خمس وثمانون سنة، وكان يقول الشعر، وله ثروة وبزة حسنة3.

ومنهم:

38-

الشيخ المسند المعمر صدر الدين إسماعيل بن مكتوم الدمشقي.

ذكر لي أنه قرأ ختمة على السخاوي، وسمع من ابن اللثي وغيره، توفي سنة ست

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 341".

2 انظر/ شذرات الذهب "6/ 33" غاية النهاية "1/ 166".

3 انظر/ شذرات الذهب "6/ 29" غاية النهاية "1/ 58".

ص: 391

عشرة وسبعمائة1.

ومنهم:

39-

الإمام المقرئ المحدث الفقيه فخر الدين، عثمان بن محمد التوزري، المجاور بمكة شرفها الله تعالى.

حدثنا عن ابن الحميري، وحدثني صاحبنا ابن خليل المكي، أنه قرأ القراءات على الكمال الضرير، وعلى أبي إسحاق بن وثيق، فحرضته على التلاوة عليه، إذا رجع إلى مكة، فلم يدركه.

توفي سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وله ثلاث وثمانون سنة.

قرأ عليه القراءات، العلامة أبو عبد الله الغرناطي، وأبو زكريا يحيى الغياثي القناسي، وحدث بالشاطبية عن خمسة رجال عن المؤلف2.

ومنهم:

40-

الشيخ المعمر المقرئ الخير أبو علي الحسن بن عبد الكريم الغماري، المصري المقرئ المؤدب.

سمع كتبا في القراءات، من ابن عيسى، وسمع القصيدتين من أبي عبد الله القرطبي، وقرأ القراءات على أصحاب أبي الجود، وهو سبط الفقيه زيادة.

توفي في شوال سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وله خمس وتسعون سنة، قرأت عليه التيسير في مجلس، وكان ذاكرا بعض الشيء3.

ومنهم:

41-

شيخنا الإمام الحافظ الزاهد جمال الدين، أحمد بن الظاهري، الحلبي نزيل القاهرة.

قرأ بالروايات على الشيخ أبي عبد الله الفاسي، وروى الحديث عن ابن اللثي، والأربلي والكبار، وكان رأسا في معرفة الحديث وطرقه.

توفي سنة ست وتسعين وستمائة، وله سبعون سنة4.

ومنهم:

1 انظر/ شذرات الذهب "6/ 38".

2 انظر/ شذرات الذهب "6/ 32"، غاية النهاية "1/ 510".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 217".

4 انظر/ شذرات الذهب "5/ 435"، غاية النهاية "1/ 122".

ص: 392

42-

الشيخ العالم الزاهد الكبير نصر بن سلمان المنبجي، أحد شيوخ الزوايا بالقاهرة.

قرأ بالروايات على الكمال الضرير، وحدث عن إبراهيم بن خليل، ونال من الرفعة والجاه، في دولة الشاشنكير ما لا مزيد عليه، ثم خمل وانطفأ وهو حي يرزق، مقبل على العبادة والاشتغال بالله.

وقد قرأ القراءات، وروى عدة كتب ومحاسنه جمة، ولد سنة نيف وثلاثين وستمائة1.

ومنهم:

43-

الشيخ المقرئ عماد الدين محمد بن المقرئ الكبير، تقي الدين الجرائدي، رأيت معه إجازة صحيحة، بقراءته مفردا للسبعة، على الكمال الضرير.

وذكر لي أنه جمع على والده فيما بعد، وسمع من ابن الجميزي، وسبط السلفي، قرأت عليه الشاطبية، بسماعه من الكمال وغيره، وكان حافظا لها ناسيا للقراءات، كثير الدعاوي.

ولد سنة تسع وثلاثين، وهو مقيم ببيت المقدس الآن2.

ومنهم:

44-

الشيخ المقرئ جمال الدين محمد بن علي بن صالح المصري، خازن كتب البادرائية، وإمام مسجد الأشراف.

قرأ بالروايات على الكمال الضرير، ورحل إلى العراق، وحدثني أنه قرأ بطرق المبهج، على الداعي الرشيدي، سنة نيف وخمسين.

ولد بعد العشرين وستمائة، ومات في رجب، سنة إحدى وسبعمائة وكان قد ترك ونسي، لقن جماعة القرآن3.

ومنهم:

1 انظر/ شذرات الذهب "6/ 52" غاية النهاية "2/ 335".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 281".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 23".

ص: 393

45-

الشيخ الإمام النحوي محيي الدين، محمد بن يوسف بن أبي محمد المقدسي، ثم المصري نزيل دمشق.

ولد سنة ثلاثين وستمائة، وحدثنا عن ابن رواج وغيره، وقرأ القراءات على أصحاب أبي الجود، وأحسبه قال لي إنه قرأ على الكمال الضرير.

وكان بصيرا بالعربية توفي سنة ثلاث وسبعمائة، وتوفي أبوه سنة نيف وتسعين، وكان قد قرأ القراءات أيضا1.

ومنهم:

46-

الإمام العدل الكبير بهاء الدين محمد بن يوسف بن البرزالي.

قرأ بالروايات على جده لأمه، علم الدين القاسم، وكتب الخط المنسوب، وبرع في كتابة الشروط، وتقدم فيها، وحدث عن السخاوي وجماعة.

توفي سنة تسع وتسعين وستمائة2.

ومنهم:

47-

الشيخ الأديب المحدث علاء الدين علي بن إبراهيم، بن المظفر الكندي، الكاتب.

قرأ بالروايات على الشيخ علم الدين القاسم، والشيخ شمس الدين أبي الفتح، وسمع الكثير من عبد الله بن الخشوعي، وعثمان بن خطيب القرافة، والكفر طابي وطبقتهم.

وأتقن القراءات والعربية والحديث، ثم ترك وعالج الكتابة، وتعانى الخدمة، وقال الشعر، وكان غير حميد السيرة.

مات في سنة ست عشرة وسبعمائة، وهو في عشر الثمانين3.

ومنهم:

48-

الإمام العالم الورع الزاهد المقرئ شمس الدين، محمد بن الحوراني، إمام مشهد أبي بكر رضي الله عنه.

قرأ القراءات على علم الدين القاسم، والزواوي، وكان مهيبا حسن السمت، شديد الوسواس إلى الغاية، رحمه الله لم يقرأ عليه أحد فيما علمت.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 287، 288".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 287".

3 انظر/ شذرات الذهب "6/ 39"، غاية النهاية "1/ 517".

ص: 394

توفي في حدود السبعمائة، وهو في عشر الستين أو جاوزها.

ومنهم:

49-

الشيخ المقرئ أبو عمرو عثمان بن سيف القواس.

ذكر أنه قرأ القراءات، على الشيخ علم الدين القاسم، وسمع منه التيسير، وهو حي يرزق به زمانه.

ولد سنة ست وثلاثين وستمائة، تقريبا، وتوفي في ربيع الآخر سنة سبع عشرة وسبعمائة1.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 505".

ص: 395