الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة التاسعة:
1-
عبد الله بن الحسين بن حسنون أبو أحمد السامري البغدادي المقرئ، مسند القراء، بالديار المصرية.
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن محمد بن حمدون الحذاء ويموت بن المزرع، وأحمد بن سهل الأشناني، وابن مجاهد وابن شنبوذ، وأبي الحسن الرقي، وسلامة بن هارون، وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة، ومحمد بن هارون التمار، ويوسف بن يعقوب الواسطي.
ثم سمى الداني جماعة، لم يذكر فيهم موسى بن جرير الرقي، ولا أحمد بن الحسين المالحاني، الذي قرأ على أبي شعيب القواس، صالح بن محمد صاحب حفص قرأ عليه كما زعم.
ثم قال: وسمع أبا بكر بن أبي داود وابن الأنباري وجماعة، مشهور ضابط ثقة مأمون غير أن أيامه طالت فاخحتل حفظه ولحقه الوهم، وقل من ضبط عنه في أخريات أيامه.
روى عنه القراءة في وقت حفظه وضبطه شيخنا فارس بن أحمد، ومحمد بن الحسين بن النعمان، وخلق من المصريين، سمعت أبا الفتح فارسا يقول: كان أبو أحمد ربما قال لي خرج لي رواية فلان، فأخرجها وأدفعها إليه.
وقد قلنا له: قرأت على أبي الحسن الباهلي، ووقفناه على ذلك فقال: قرأت عليه خمس آيات، أو كما قال: سمعت أبا الفتح يقول: ولد أبو أحمد سنة خمس وتسعين، أو قال: سنة ست هو شك.
وتوفي في المحرم سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه عمر بن عراك، قلت: لا أشك في ضعف أبي أحمد، وأعلى ما وقع لي إسناد القراءات من طريقه، ولكن الحق يقال. فمن ضعفه أنه روى عن أبي العلاء الكوفي، وعبد الله بن المعتز ويموت بن المزرع، ومحمد بن الباهلي، وذكر أنه قرأ على محمد بن يحيى الكسائي، ولم يلق أحدا من هؤلاء.
وزعم أنه قرأ على الأشناني، وقد أدرك من عمره إحدى عشرة سنة، فالعهدة عليه، وقال: إنه قرأ على موسى بن جرير، وعلى أبي عثمان النحوي وعلى ابن الرقي.
وأنهم قرءوا على السوسي، فموسى بعيد أن يكون لقيه فإنه كان بالرقة والآخران لا يعرفان إلا من جهة أبي أحمد وكان عارفا بالقراءات شديد العناية بها.
قرأ عليه أبو الفضل الخزاعي ويوسف بن رباح وفارس بن أحمد الضرير، وعبد الساتر بن الذرب اللاذقي، وأبو الحسن التنيسي، وأبو عبد الله محمد بن سليمان الآبي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأستاذ شيخان لابن سهل، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي.
وخلق آخرهم موتا أبو العباس بن نفيس، وقد ضعفه قبل جماعة.
قال محمد بن علي الصوري الحافظ: قال لي أبو القاسم العنابي البزاز: كنا يوما عند أبي أحمد المقرئ، فحدثنا عن أبي العلاء محمد بن أحمد الوكيعي.
فاجتمعت بالحافظ عبد الغني بن سعيد، فذكرت له ذلك، فاستعظمه وقال: سلهة متى سمع من أبي العلاء؟ فرجعت إليه، فسألته فقال: سمعت منه بمكة في الموسم سنة ثلاثمائة.
فأتيت عبد الغني فأخبرته، فقال: مات أبو العلاء عندنا في أول سنة ثلاثمائة، ثم عبرت مع عبد الغني بعد مدة، وأبو أحمد قاعد يقرئ، فقلت: ألا تسلم عليه.
فقال: لا أسلم على من يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: أبو أحمد، قد ذكر أنه ولد سنة ست أو خمس وتسعين.
فمن أبعد الأشياء بل أعدمها في ذلك الزمان، أن يكون قد حج سنة ثلاثمائة، وسمع فيها الحديث، وهو ابن أربع سنين، أو خمس سنين هذا لو كان أبو العلاء حج عامئذ كيف، وكان قد مات.
وقال مصنف العنوان: قرأت برواية الكسائي على عبد الجبار الطرسوسي، عن قراءته على أبي أحمد السامري، عن قراءته على محمد بن يحيى الكسائي الصغير.
قال أبو عبد الله القصاع: كذا نقل الجماعة عن السامري أنه قرأ على الكسائي الصغير.
قال الصوري: فبلغني أنه كتب في ذلك إلى بغداد، يسأل عن وفاة الكسائي، فكان الأمر من ذلك بعيدا، قلت: مات هذا الكسائي قبل مولد أبي أحمد.
وأما أبو عمرو الداني، فإنما روى هذه القراءة عن فارس بن أحمد عن أبي أحمد قال: قرأت بها على ابن مجاهد، قال: أنا محمد بن يحيى الكسائي عن الليث عن الكسائي.
وأما أبو القاسم الهذلي، وأبو القاسم بن الفحام وغيرهما ممن عنده طرق أبي أحمد السامري، فلم يوردوا طريق السامري، عن محمد بن يحيى أصلا.
وقد قرأ بهذه الرواية، أبو الحسن بن شنبوذ، على محمد بن يحيى الكسائي، وتلى أبو أحمد السامري على ابن شنبوذ بعدة روايات، فلعله سبقه لسانه أو قلمه في كتابته للإجازة لجماعة، فأسقط ابن شنبوذ والله أعلم.
توفي أبو أحمد سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وقد سألت أبا حيان محمد بن يوسف الأندلسي، عن أبي أحمد، فأثنى عليه، ووثقه ومشى أمره.
وقال الداني: سمعت فارسا يقول: سمعت عبد الله بن الحسين يقول: كنا نقرأ على أبي العباس الأشناني خفية من ابن مجاهد، فكنا نباكر إليه فنجلس عند المسجد نتظر مجيء الشيخ، فربما خطر علينا ابن مجاهد، فيقول لنا: أحسنتم الزموا الشيخ1.
2-
غزوان بن القاسم بن علي بن غزوان أبو عمرو المازني.
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن ابن مجاهد وابن شنبوذ وغيرهما.
وكان ماهرا ضابطا شديد الأخذ واسع الرواية حافظا للحروف، قال لي فارس بن أحمد: من أين أخذ عن ابن مجاهد، إنما أخذ عن ابن شنبوط.
وسمعت يحيى بن إبراهيم الإمام، يقول: ولد غزوان سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وتوفي بمصر سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وعهد أن يصلي عليه الشيخ أبو أحمد يعني السامري قلت: قرأ عليه إسماعيل بن عمرو الحداد من قراءته على محمد بن سلمة العثماني صاحب يونس بن عبد الأعلى2.
3-
محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشنبوذي البغدادي، المقرئ غلام بن شنبوذ.
قرأ عليه وعلى ابن مجاهد وإبراهيم نفطويه، وابن الأخرم الدمشقي، ومحمد بن هارون التمار، وأبي بكر الأدمي، وأبي مزاحم الخاقاني، وأبي بكر النقاش.
وأكثر الترحال في طلب القراءات، وتبحر فيها واشتهر اسمه، وطال عمره، قرأ عليه
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 119". غاية النهاية "1/ 415-417".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 3".
الهيثم بن أحمد الصباغ، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي وأبو الفرج الاستراباذي وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، وأبو علي الأهوازي، وخلق سواهم، وكان عالما بالتفسير وعلل القراءات.
قال الخطيب: سمعت عبيد الله بن أحمد، يذكر الشنبوذي فعظم أمره وقال سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن.
وقال أبو عمرو الداني: مشهور نبيل، حافظ ماهر حاذق، كان يتجول في البلدان، سمعت عبد العزيز بن علي المالكي يقول: دخل أبو الفرج غلام بن شنبوذ على عضد الدولة، زائرا، فقال له: يا أبا الفرج، إن الله يقول:{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} 1 ونرى العسل يأكله المحرور، فيتأذى به والله الصادق في قوله.
قال: أصلح الله الملك إن الله لم يقل فيه الشفاء للناس بالألف واللام اللذين يدخلان لاستيفاء الجنس، وإنما ذكره منكرا فمعناه فيه شفاء لبعض الناس دون بعض.
قال الداني: الصواب أن الألف واللام في قوله لا يستغرقان الجنس كله كما لا يستغرقان في قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} 2 وفي قوله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ} 3 وفي قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} 4 وشبهه.
سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول: كنت أجلس إلى الشنبوذي أسمع منه التفسير، وكان من أعلم الناس به.
سمعت فارس بن أحمد يقول: قدم علينا الشنبوذي حمص، فقال لنا: كيف يقف الكسائي على قوله: {ترَاءَى الْجَمْعَانِ} 5، فقلنا: الفائدة من الشيخ أعزه الله، قال: تراى6 فأمالها.
قال أبو بكر الخطيب: ولد الشنبوذي سنة ثلاثمائة، وتكلم الناس في رواياته، فحدثني أحمد بن سليمان الواسطي المقرئ قال: كان الشنبوذي يذكر أنه.
1 من الآية 69 سورة النحل.
2 من الآية 173 سورة آل عمران.
3 من الآية 39 آل عمران.
4 من الآية 30 سورة التوبة.
5 من الآية 61 سورة الشعراء.
6 إذا وقف الكسائي على كلمة "تراءى" من الشعراء فإنه يميل الهمزة فقط. "انظر الإرشادات الجلية من القراءات السبع من طريق الشاطبية ص396".
قرأ على الأشناني، فتكلم الناس فيه، وقرأت عليه لابن كثير ثم سألت الدارقطني عنه فأساء القول فيه، وقال التنوخي: توفي أبو الفرج الشنبوذي، في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة1.
4-
عبد الغفار بن عبيد الله بن السري أبو الطيب الحضيني، الكوفي المقرئ.
شيخ الإقراء بواسط.
له كتاب في القراءات، قرأ على أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن جعفر بن الخليل، وأحمد بن سعيد الضرير، قرأ عليه محمد بن الحسين الكارزيني، وحدث عنه أبو العلاء محمد بن علي، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي، وأحمد بن محمد بن علان المعدل وغيرهم.
حدث عن عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن حماد بن سفيان، وثقه خميس الحوزي، وقال: أظن أنه توفي في سنة سبع وستين وثلاثمائة، وأقرأ الناس مدة، قرأ غلام الهراس على الرفاعي المذكور عن قراءته عليه، وممن قرأ عليه أبو بكر أحمد بن المبارك الواسطي2.
5-
أحمد بن الصقر أبو الحسن المنبجي المقرئ، صنف كتابا في القراءات وسماه الحجة.
قرأ على أبي عيسى بكار، وأبي بكر بن مقسم، وعبد الواحد بن أبي هاشم، روى عنه عبدان بن عمر المنبجي، وعلي بن معيوف العين ثرمائي، وغيرهما، ومات كهلا، توفي سنة ست وستين وثلاثمائة3.
6-
علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام أبو الحسن البصري المالكي، المقرئ.
قرأ على أبي بكر محمد بن موسى الزينبي، ومحمد بن يعقوب بن الحجاج المعدل، قرأ عليه القاضي أحمد بن عبد الكريم، وأبو الحسن طاهر بن غليون، وجماعة.
ومسافر بن الطيب، وأبو عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني4.
7-
أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل أبو الحسين الجنبي المقرئ.
قرأ على ابن شنبوذ، وأحمد بن محمد الرازي، قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وحده.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 50".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 397".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 63".
4 انظر/ غاية النهاية "1/ 562، 563".
قرأ أيضا على الحسن بن محمد صاحب أحمد بن جبير الأنطاكي وعلى الخضر بن الهيثم1.
8-
علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد أبو الحسن الغضائري، المقرئ.
قرأ على ابن هاشم الزعفراني، وأحمد بن فرح المفسر، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير، وابن شنبوذ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسي، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن المعلى الشونيزي الأهوازي، قرأ على أحمد بن محمد بن عبد الصمد الرازي صاحب الفضل بن شاذان.
قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وقرأ أيضا على الخضر بن الهيثم الطوسي ومحمد بن موسى الزينبي، بقي إلى قريب الثمانين وثلاثمائة2.
9-
محمد بن عبد الله بن القاسم أبو بكر الخرقي، المقرئ.
شيخ لا يعرف، كالثلاثة قبله، ذكر الأهوازي أنه قرأ عليه لورش، عن قراءته على عبد الله بن مالك بن سيف صاحب الأزرق3 محمد بن محمد بن فيروز بن زاذان، أبو عبيد الله الكرجي، تلى على الحسن بن الحباب.
ذكر الأهوازي، أنه قرأ على هذا الشيخ بالأهواز بروايات وأنه تلى أيضا على عبد الله بن محمد بن العباس المدني صاحب الحلواني، وعلى محمد بن هارون التمار، صاحب رويس، ولا أعرف هذا إلا من طريق الأهوازي4.
10-
علي بن إسماعيل بن الحسن، الأستاذ أبو علي البصري. المقرئ القطان، المعروف بالخاشع.
أحد من اعتنى بالأداء، قرأ بمكة على أبي بكر بن محمد بن عيسى بن بندار صاحب قنبل، وبأنطاكية على الأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق.
وقرأ أيضا على أحمد بن محمد بن بقرة، ومحمد بن عبد العزيز بن الصباح، ومحمد بن عبد الله الرازي وغيرهم، قرأ عليه أبو بكر محمد بن عمر بن زلال النهاوندي وأبو علي الأهوازي، وأبو نصر الخباز وغيرهم، أقرأ ببغداد5.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 72، 73".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 534".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 183".
4 انظر/ غاية النهاية "2/ 247".
5 انظر/ غاية النهاية "1/ 526".
11-
أحمد بن عبد الله أبو الحسن الكتاني.
تلى على عبد الله بن أحمد بن الهيثم البلخي عن قراءته على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل قرأ عليه الأهوازي1.
12-
محمد بن أحمد بن علي أبو بكر الباهلي البصري، النجار المقرئ.
قرأ عليه أبو علي الأهوازي، في مسجده بالبصرة، وقال: إنه قرأ على القاسم بن زكريا المطرز، أبي بكر الداجوني الكبير، وعمر بن محمد السكاغذي، وأبي سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وغيرهم، كان حيا في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة2.
13-
عبد الله بن نافع بن هارون أبو القاسم العنبري.
ذكر أنه قرأ على أحمد بن فرح المفسر، قرأ عليه الأهوازي3.
14-
علي بن أحمد بن صالح بن حماد الإمام، أبو الحسن القزويني، المقرئ ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأخذ القراءات عن أبي عبد الله الأزرق، والعباس بن الفضل الرازيين ولقي ابن مجاهد ببغداد وناظره، وتصدر للإقراء نحوا من ثلاثين سنة.
وقد سمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود الأسدي ويوسف بن حمدان، روى عنه القاضي أبو يعلى الخليلي.
قال: وتوفي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قلت: عاش ثمانيا وتسعين سنة4.
15-
عبد الله بن محمد أبو محمد القضاعي الأندلسي، المعروف بمقرون المقرئ.
نزيل بجاية5، ثم نزيل وهران6 ثم نزيل مالقة7، ثم نزيل قرطبة8، قدمها باستقدام الحكم أمير المؤمنين بالأندلس في حدود خمسين وثلاثمائة.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 72، 73".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 76".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 462".
4 انظر/ غاية النهاية "1/ 519".
5 بلد بالجزائر.
6 بلد بالجزائر.
7 بلد بالأندلس.
8 بلد بالمغرب.
قال أبو عمرو الداني: فأقرأ الناس بها بحرف ورش، وكان ينحو في قراءته، نحو مذهب القرويين والمصريين، وذكر أنه أخذ القراءة عرضا عن أبي الفضل عبد الحكم بن إبراهيم المقرئ، صاحب أبي بكر بن سيف.
وذكر قاسم بن مسعود أن مولد شيخه القضاعي، سنة تسعين ومائتين، ومات بقرطبة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة1.
16-
عبيد الله بن عمر بن أحمد أبو القاسم القيسي البغدادي، المقرئ نزيل قرطبة.
قال الداني: أخذ القراءة عرضا عن ابن مجاهد، وأحمد بن يعقوب التائب، وإسحاق بن أبي عمران الإمام.
وعرض على ابن بدهن بمصر، وكان إماما في مذهب الشافعي، رضي الله عنه، كثير التصنيف في أصول الفقه، وغير ذلك.
ويعرف بعبيد مات سنة ستين وثلاثمائة في آخرها، وله خمس وستون سنة2.
17-
علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر الأنطاكي، الإمام أبو الحسن التميمي.
نزيل الأندلس ومقريها، ومسندها.
قال الداني: أخذ القراءة عرضا وسماعا عن إبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن الأخرم.
وأحمد بن يعقوب التائب، وأحمد بن محمد بن خشيش، ومحمد بن جعفر بن بيان، وصنف قراءة ورش، قرأ عليه أبو الفرج الهيثم الصباغ وإبراهيم بن مبشر المقرئ، وطائفة من قراء الأندلس.
وسمع منه عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني، قال أبو الوليد بن القرضي: أدخل الأندلس علما جما، وكان بصيرا بالعربية والحساب، وله حظ من الفقه.
قرأ الناس عليه وسمعت أنا منه، وكان رأسا في القراءات، لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته، وكان مولده بأنطاكية، سنة تسع وتسعين ومائتين.
ومات بقرطبة في ربيع الأول، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة3.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 456".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 489، 490".
3 انظر/ شذرات الذهب "3/ 90". غاية النهاية "1/ 564، 565".
18-
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو الحسن الملطي، المقرئ الفقيه الشافعي.
نزيل عسقلان1.
قال الداني: أخذ القراءة عرضا، عن أبي بكر بن مجاهد، وأبي بكر بن الأنباري، وجماعة، مشهور بالثقة والإتقان.
وسمعت إسماعيل بن رجاء يقول: كان أبو الحسن كثير العلم، كثير التنصنيف في الفقه، جيد الشعر.
قلت: له قصيدة في وصف القراءة، كالخاقانية أولها:
أقول لأهل اللب والفضل والحجر
…
مقال مريد للثواب وللأجر
وقد حدث عن عدي بن عبد الباقي، وخيثمة الأطرابلسي، وأحمد بن مسعود الوزان، روى عنه إسماعيل بن رجاء، وعمر بن أحمد الواسطي، وداود بن مصحح وعبيد الله بن سلمة المكتب.
وقرأ عليه الحسن بن ملاعب الحلبي.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران بنابلس، أنا أحمد بن طاوس، أنا حمزة بن أحمد السلمي سنة خمسين وخمسمائة.
حدثنا الفقيه نصر بن إبراهيم، أخبرنا عمر بن أحمد الخطيب، حدثنا أبو الحسين الملطي، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي إدريس، الإمام بحلب، حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي، حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قالت هند: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح2، وإنه لا يعطيني ما يكفيني، ويكفي بني، أفآخذ من ماله وهو لا يعلم؟ فهل علي منه شيء؟
1 بلد بساحل الشام تحجبه النصارى. انظر القاموس المحيط "4/ 16".
2 الشح: البخل مع الحوص، والشح أعم من البخل؛ لأن البخل يختص بمنع المال، والشح بكل شيء. وقيل: الشح لازم كالطبع والبخل غير لازم.
قال الحافظ: قال القرطبي: لكم ترد هند وصف أبي سفيان بالشح في جميع أحواله، وإنما وصفت حالها معه وأنه كان يقتر عليهما وعلى أولادها. وهذا لا يستلزم البخل مطلقا فإنه كثيرا من الرؤساء يفعل ذلك مع أهله ويؤثر الأجانب استئلافا.
انظر فتح الباري "9/ 419".
قال: "خذي من ماله ما يكفيك وبنيك بالمعروف" 1، 2 أخرجه البخاري ومسلم.
1 قال الحافظ: قال القرطبي: قوله: "خذي" أمر إباحة بدليل قوله: "لا حرج" والمراد بالمعروف القدر الذي عرف بالعادة أنه الكفاية قال: وهذه الإباحة وإن كانت مطلقة لفظا لكنها مفيدة معنى كأنه قال: إن صح ما ذكرت. قال الحافظ: وقال غيره: يحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم علم صدقها فيما ذكرت فاستغنى عن التقييد. قال الحافظ: واستدل بهذا الحديث على مسائل: منها: جواز ذكر الإنسان بما لا يعجبه إذا كان على وجه الاستفتاء والاستكثار ونحو ذلك، وهو أحد المواضع التي تباح فيها الغيبة ومنها: جواز ذكر الإنسان بالتعظيم كاللقب والكنية. قال الحافظ: وفيه نظر، لأن أبا سفيان كان مشهورا بكنيته دون اسمه فلا يدل قولها "إن أبا سفيان" على إرادة التعظيم ومنها: جواز استماع كلام أحد الخصمين في غيبة الآخر. ومنها: أن من نسب إلى نفسه أمرًا عليه فيه غضاضة فليقرنه بما يقيم عذره في ذلك. ومنها: جواز سماع كلام الأجنبية عند الحكم والإفتاء عند من يقول إن صوتها عورة ويقول جاز هنا للضرورة. ومنها: أن القول قول الزوجة في قبض النفقة؛ لأنه لو كان القول قول الزوج إنه منفق لكلفت هذه البينة على إثبات عدم الكفاية. وأجاب المازري عنه: لأنه من باب تكليف الفتيا لا القضاء. ومنها: وجوب نفقه الزوجة وأنها مقدرة بالكفاية وهو قول أكثر العلماء وهو قول للشافعي حكاه الجويني والمشهور عن إمامنا الشافعي أنه قدرها بالأمداد فعلى الموسر كل يوم مدان والمتوسط مد ونصف والمعسر مد، وتقريرها بالأمداد، رواية عن الإمام مالك أيضا. انظر/ فتح الباري "9/ 419". قال الشيخ النووي: وهذا الحديث يرد على أصحابنا. انظر شرح صحيح مسلم للنووي "2/ 11". قال الحافظ ابن حجر: وليس صريحا في الرد عليهم لكن التقدير بالأمداد محتاج إلى دليل، فإن ثبت ثملت الكفاية في حديث الباب على القدر المقدر بالأمداد، فكأنه كان يعطيها وهو موسر ما يعطي المتوسط فأذن لها في أخذ التكملة. ومن الفوائد: اعتبار النفقة بحال الزوجة وهو قول السادة الأصناف، واختار الخصاف منهم أنهم معتبرة بحال الزوجين معا قال صاحب الهداية: وعليه الفتوى والحجة فيه ضم ضم قوله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} الآية إلى هذا الحديث. وذهبت الشافعية إلى اعتبار حال الزوج تمسكا بالآية وهو قول بعض الحنفية. ومنها وجوب نفقة الأولاد بشرط الحاجة، والأصح عندنا نحن الشافعية اعتبار الصغر أو الذهانة. ومنها: وجوب فقه خادم المرأة على الزوج. قال الخطابي: لأن أبا سفيان كان رئيس قومه ويبعد أن يمنع زوجته وأولاده النفقة، فكأنه كان يعطيها قدر كفايتها وولدها دون من يخدمهم فأضافت ذلك إلى نفسها لأن خادمها داخل في جملتها. قال الحافظ: قلت: ويحتمل أن يتمسك لذلك بقوله في بعض طرقه "إن أطعم من الذي له عيالنا" ومنها: استدل به على وجوب نفقة الابن على الأب ولو كان الابن كبيرا. وتعقب بأنها واقعة عين ولا عموم في الأفعال، فيحمل أن يكون المراد بقولها "بني" بعضهم أي: من كان صغيرا أو كبيرا زمنا لا جميعهم. ومنها: استدل به على أن من له عند غيره حق وهو عاجز عن استيفائه جاز له أن يأخذ من ماله قدر حقه بغير إذنه، وهو قول الإمام الشافعي وجماعة، وتسمى مسألة الظفر، والراجح عندهم لا يأخذ غير جنس حقه إلا إذا تعذر جنس حقه. وعن الإمام الأعظم المنع. وعنه: يأخذ جنس حقه ولا يأخذ من غير جنس حقه إلا أحد التقدين بدل الآخر. وعن الإمام مالك ثلاث روايات كهذه الآراء. وعن الإمام أحمد المنع مطلقا. ومنها: أن للمرأة مدخلا في القيام على أولادها وكفالتهم والإنفاق عليهم. ومنها: اعتماد العرف في الأمور التي لا تحديد فيها من قبل الشرع. ومنها: استدل به الشيخ الخطابي على جواز القضاء على الغائب انظر فتح الباري "9/ 419-421". شرح صحيح مسلم للنووي "12/ 7، 8".
2 متفق عليه: أخرجه البخاري في البيوع "4/ 473، 474". الحديث "2211". ومسلم في الأقضية "3/ 338". الحديث "7/ 14-17".
توفي الملطي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، أيضا أما أبو الحسين محمد بن علي الملطي، ففي الطبقة الآتية.
19-
طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد أبو القاسم البغدادي المقرئ.
قرأ على ابن مجاهد، واستملى عليه، ولذلك يقال له غلام ابن مجاهد وقرأ على نصر بن القاسم الفرائضي، عن قراءته على محمد بن غالب، صاحب شجاع البلخي.
قرأ عليه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وغيره، وقد روى عن عمر بن أبي غيلان، وأبي القاسم البغوي، وأبي صخرة الكاتب وطبقتهم حدث عنه عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، والحسن بن محمد الخلال وأبو محمد الجوهري.
وصنف كتابا في أخبار القضاة، وبقراءته سمع أبو مسلم الكاتب، كتاب السبعة من ابن مجاهد، في سنة عشرين وثلاثمائة، ولم يكن بالمتقن مع كثرة إطلاعه، ضعفه الأزهري المذكور.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يدعو إلى الاعتزال.
قلت: مات سنة ثمانين وثلاثمائة، وله تسعون سنة1.
20-
محمد بن الحسن بن علي بن طاهر الأنطاكي، المقرئ، أحد أعلام القرآن نزل مصر.
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا وسماعا، عن إبراهيم بن عبد الرزاق، وهو من جلة أصحابه، ومن أثبت الناس فيه.
روى القراءة عنه غير واحد من نظرائه، منهم عبد المنعم بن غلبون وعلي بن داود الداراني، وعرض عليه وسمع منه شيخنا فارس، وعبيد الله بن مسلمة، كتابه في القراءات الثمانية.
قلت: وقرأ على عتيق بن عبد الرحمن الأدنى أيضا، روى عنه علي بن محمد الحنائي وغيره، خرج من مصر إلى الشام، فمات في الطريق قبل سنة ثمانين وثلاثمائة2.
21-
محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي، أبو الحسين البغدادي المقرئ، إمام جامع البصرة.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 97". غاية النهاية "1/ 342".
2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 90". غاية النهاية "2/ 118".
قال عمرو الداني: هو بصري، قرأ على ابن مجاهد وابن شنبوذ وأحمد بن بويان وغيرهم، وسمع من أبي القاسم البغوي، قرأ عليه واحد من شيوخنا.
وتوفي بعد السبعين وثلاثمائة، قلت: قرأ عليه طاهر بن غلبون، وعيسى بن سعيد القرطبي، وحدث عنه محمد بن الحسين بن جرير الدشتي لقيه بالأهواز1.
22-
عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج، أبو عدي المصري المقرئ.
ويعرف بابن الإمام، مسند القراء في زمانه بمصر، تلى على أبي بكر عبد الله بمن مالك بن سيف، صاحب الأزرق، قرأ عليه أئمة، كطاهر بن غلبون، وأبو الفضل الخزاعي.
وأحمد بن علي بن هاشم، ومكي بن أبي طالب، وأبو عمر الطلمنكي، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي، وإسماعيل بن عمرو بن راشد الحداد، وآخر من قرأ عليه موتا، أبو العباس أحمد بن نفيس، شيخ ابن الفحام الصقلي.
وقد روى الحديث عن علي بن قديد، ومحمد بن زبان، وجماعة حدث عنه يحيى بن الطحان وغيره، وقال أبو إسحاق الحبال: توفي في عاشر ربيع الأول، سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
قلت: أظنه عاش تسعين سنة، أو أكثر، وهو أعلى من قرأت القرآن من طريقه2.
23-
أحمد بن الحسين بن مهران الأستاذ أبو بكر الأصبهاني، ثم النيسابوري المقرئ، العبد الصالح.
مصنف كتاب الغاية، الذي قرأته على أبي الفضل، أحمد بن تاج الأمناء، بإجازته من المؤيد الطوسي، وزينب بنت الشعري، قالا: أنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم المقرئ، أخبرنا المصنف: كان من أئمة هذا الفن، قرأ بدمشق على أبي الحسن بن الأخرم، وببغداد على أبي الحسين بن بويان، وأبي بكر النقاش، وأبي عيسى بكار، وبخراسان على جماعة.
وسمع من إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبي العباس بن السراج، وأحمد بن محمد بن الحسين المآسرجسي، وجماعة.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 288".
2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 101". غاية النهاية "1/ 394".
روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء.
وروى عنه عبد الرحمن بن الحسن بن عليك وأبو سعد المقرئ، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجرودي وغيرهم.
وقرأ عليه القراءات جماعة منهم أبو الوفاء مهدي بن طرارة شيخ الهذلي.
وأبو القاسم علي بن أحمد البستي المقرئ شيخ الواحدي، وسعيد بن محمد الحيري، ويوم موته، مات أبو الحسن العامري الفيلسوف.
قال عمر بن أحمد بن مسرور: حدثني ثقة أنه رأى أبا بكر بن مهران في النوم، في الليلة التي دفن فيها، فقلت: يا أستاذ ما فعل الله بك؟ قال: إن الله أقام أبا الحسن العامري بحذائي، وقال: هذا فداؤك من النار.
قال الحاكم: قرأت ببخارى على ابن مهران كتاب الشامل له في القراءات، ومات في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وله ست وثمانون سنة -رحمه الله تعالى1.
24-
علي بن أحمد بن صالح القزويني المقرئ، أحد الأعلام.
سمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود الأسدي؛ ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن العباس بن الفضل بن شاذان وأبي عبد الله الأزرق.
ولقي ببغداد ابن مجاهد، وناظره، وأقرأ الناس ثلاثين سنة، ترجمة أبو ليلى الخليلي، وحدث عنه.
وقال: توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وله ثمان وتسعون سنة، قال: فإنه ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين2.
25-
عبد الله بن عطية بن حبيب أبو محمد الدمشقي، المفسر المقرئ المعدل.
قرأ على ابن الأخرم، وجعفر بن أبي داود النيسابوري، وحدث عن ابن جوصا، وجماعة، روى عنه أبو محمد بن أبي نصر، وطرفة الحرستاني.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 98". غاية النهاية "1/ 49".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 519".
وعبد الله بن سوار العنسي، وأبو نصر بن الحباب وآخرون، وكان إمام مسجد باب الجابية، قال عبد العزيز الكتاني: كان يحفظ فيما يقال خمسين ألف بيت، للاستشهاد على معاني القرآن.
وكان ثقة، توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، حدثنا عنه علي بن الحسن الربعي وغيره1.
26-
علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني البغدادي المقرئ، الحافظ أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.
سمع من البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وخلق كثير، وقرأ القرآن على أبي بكر النقاش، وأبي الحسين بن بويان.
وأحمد بن محمد الديباجي، وعلي بن سعيد بن ذؤابة، وسمع كتاب السبعة من ابن مجاهد، وتصدر في أواخر أيامه، وصنف فيها كتابا حافلا.
وهو أول من عمل الأبواب قبل فرش الحروف، وقد رحل في الكهولة إلى الشام، ومصر، وحدث وأفاد، وسمع من أبي الطاهر الذهلي، وطبقته روى عنه عدد كثير منهم العلامة، أبو حامد الإسفراييني، وأبو عبد الله الحاكم، عبد الغني الأزدي بن سعيد الأزدي، وتمام الرازي.
وحمزة السهمي، وأبو ذر الهروي، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو محمد الخلال وأبو الطيب الطبري، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين بن المهتدي بالله.
قال الحاكم: صار الدارقطني، أوحد عصره في الحفظ، والفهم والورع وإماما في القراء والنحويين، سألته عن العلل والشيوخ وصادفته فوق ما وصف لي، وله مصنفات يطول ذكرها.
وقال الخطيب: كان الدارقطني، فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، ومعرفة العلل، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع على علوم، سوى الحديث.
منها القراءات، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، وبلغني أنه درس فقه الشافعي رضي الله عنه، على الإصطخري. ومنها المعرفة بالأدب، والشعر فقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 433".
ونسب الى التشيع لحفظه ديوان السيد الحميري، قلت: هو بريء من التشيع، وقد سأله رجل وألح عليه، هل رأيت مثل نفسك؟ قال: لم أر أحدا جمع ما جمعت.
وقال أبو ذر: قلت للحاكم، هل رأيت مثل الداقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا.
وقال البرقاني: كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه.
توفي في ثامن ذي القعدة، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وله ثمانون سنة1.
27-
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان أبو بكر البغدادي، المقرئ المعروف بالطرازي.
نزيل نيسابور، مقرئ ضابط صالح عالي السند، قرأ على ابن مجاهد وسمع من البغوي وغيره، وكان عارفا بالعربية والحديث، قال الحاكم: خالف الأئمة في آخر عمره، في أحاديث حدث بها من حفظه.
قلت: روى عنه أبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجرودي وغيرهما، توفي في سنة خمس أيضا2.
28-
مظفر بن أحمد بن إبراهيم أبو الفتح بن برهام المقرئ، من كبار القراء المصنفين بدمشق.
قرأ على محمد بن النضر بن الأخرم، وعلي بن أبي العقب، وصالح بن إدريس البغدادي، وحدث عن أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وأبي علي الحصائري، وجماعة.
روى عنه تمام الرازي، أبو سعد الماليني، وعلي بن الحسن الربعي، قال ابن عساكر: الصواب ابن برهان بالضم والنون، توفي سنة خمس وثمانين أيضا3، وقد مر في الطبقة الماضية مظفر بن أحمد النحوي.
29-
محمد بن علي بن أحمد الإمام أبو بكر الأدفوي المصري، المقرئ النحوي المفسر.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 116". غاية النهاية "1/ 558".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 237".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 300، 301".
وأدفو قرية من الصعيد مما يلي أسوان، سكن مصر وكان خشابا يتجر، قرأ القرآن على أبي غانم، المظفر بن أحمد، وسمع الحروف من أحمد بن إبراهيم بن جامع، ومن سعيد بن السكن.
ولزم أبا جعفر النحاس، وحمل عنه كتبه، وبرع في علوم القرآن، وكان سيد أهل عصره بمصر.
قال أبو عمرو الداني: انفرد أبو بكر بالإمامة في وقته، في قراءة نافع مع سعة علمه، وبراعة فهمه وصدق لهجته وتمكنه من علم العربية، وبصره بالمعاني.
روى عنه القراءة جماعة من الأكابر، منهم محمد بن الحسين بن النعمان، وشيخنا الحسن بن سليمان، وعاش ثلاثا وثمانين سنة، قلت: له كتاب التفسير، في مائة وعشرين مجلدا، موجود بالقاهرة.
وقال سهل بن عبد الله البزاز: صنف شيخنا أبو بكر الأدفوي، كتابه الاستغناء في علوم القرآن في اثنتي عشرة سنة.
توفي في سابع ربيع الأول، سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة1.
30-
عمر بن محمد بن عراك أبو حفص الحضرمي المصري، المقرئ.
قرأ على حمدان بن عون، وعبد الحميد بن مسكين، وقسيم بن مطير.
وسمع الحروف من أحمد بن محمد بن زكريا الصدفي، وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، أخذ عنه الحروف أيضا، وتلا على أبي غانم المظفر بن أحمد، قرأ عليه تاج الأئمة، أحمد بن علي بن هاشم، وأبو الفتح فارس بن أحمد، وجماعة.
وكان متبحرا في قراءة ورش، وكان يقول: أنا كنت السبب في تأليف أبي جعفر بن النحاس، كتاب اللامات بمصر، توفي في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة2.
31-
عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون بن المبارك، أبو الطيب الحلبي المقرئ، المحقق.
مؤلف كتاب الإرشاد في القراءات، والد أبي الحسن مؤلف التذكرة عداده في المصريين، سكنها مدة.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 130". غاية النهاية "2/ 198".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 597".
قرأ على إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بن عبد الله، ونصر بن يوسف المجاهدي، وصالح بن إدريس، ومحمد بن جعفر الفريابي.
وسمع الحرف من جعفر بن سليمان صاحب السوسي؛ ومن الحسن بن حبيب الحصائري، صاحب الأخفش، وسمع الحديث من عبيد الله بن الحسين الأنطاكي، وسليمان بن زويط، وأحمد بن محمد بن عمارة الدمشقي، وعدي بن عبد الباقي.
قرأ عليه ولده والحسن بن عبد الله الصقلي، وأبو عمر الطلمنكي، ومكي بن أبي طالب القيسي، والحسن بن قتيبة الصقلي، وأحمد بن علي الريغي.
وأبو جعفر أحمد بن علي الأزدي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأستاذ، وخلف بن غصن الطائي، وأبو عبد الله محمد بن سفيان، وأحمد بن علي تاج الأئمة، وأبو العباس أحمد بن نفيس.
وحدث عنه محمد بن جعفر اليماني، والحسن بن إسماعيل الضراب وجماعة قال أبو علي الغساني: كان ثقة خيارا، وقال أبو عمرو الداني: كان حافظا للقراءة ضابطا، ذا عفاف ونسك، وفضل وحسن تصنيف.
وكان الوزير أبو جعفر بن الفضل معجبا به، وكان يحضر عنده المجلس، مع العلماء، سمعت فارس بن أحمد يقول: ولد عبد المنعم سنة تسع وثلاثمائة في رجب، ومات بمصر في جمادى الأولى، سنة تسع وثمانين وثلاثمائة1.
32-
عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني، أبو حفص البغدادي، المقرئ المحدث.
قرأ القرآن على ابن مجاهد، وسمع منه كتاب السبعة، وقرأ أيضا على محمد الحربي، وأبي عيسى بكار، وزيد بن أبي بلال، وعلي بن سعيد بن ذؤابة.
قرأ عليه أبو علي الأهوازي وغيره، وقد سمع من أبي القاسم البغوي وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.
حدث عنه الحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله وأبو محمد بن هزارمرد الصريفيني وأبو الحسين بن النقور وآخرون، وكان يقرئ بمسجده.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 131". غاية النهاية "1/ 470".
قال الداني: قال عمر: سألت ابن مجاهد أن ينقلني عن قراءة عاصم إلى غيرها، فأبى علي، فقرأت قراءة ابن كثير على بكار، عن ابن مجاهد عن قنبل وطالت أيام عمر.
فكان من آخر من قرأ على ابن مجاهد، قال الخطيب: ثقة توفي في رجب سنة تسعين وثلاثمائة، وله تسعون سنة1.
33-
عبد الباقي بن الحسن بن أحمد بن السقا، أبو الحسن الخراساني ثم الدمشقي، المقرئ أحد الحذاق.
قرأ على محمد بن سليمان بن ذكوان البعلبكي، ونظيف بن عبد الله الحلبي، ومحمد بن علي الجلندا، ومحمد بن النضر بن الأخرم، وزيد بن أبي بلال، وإبراهيم بن الحسن، وطائفة سواهم.
وحدث عن عبد الله بن عتاب الرفني وأبي علي الحصائري، وجماعة، قرأ عليه فارس بن أحمد وجماعة، وروى عنه علي بن داود المقرئ، وأبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني.
قال أبو عمرو الداني: كان خيرا فاضلا ثقة، مأمونا، إماما في القراءات، عالما بالعربية، بصيرا بالمعاني، قال لي فارس عنه: إنه أدرك إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية، وجلس بين يديه، في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول: كان عبد الباقي يسمع معنا ببغداد، على أبي بكر الأبهري، وكتب عنه كتبه في الشرح، ثم قدم مصر، فقامت له بها رياسة عظيمة، وكنا لا نظنه هناك، إذ كان ببغداد.
وتوفي عبد الباقي بعد سنة ثمانين وثلاثمائة، بالإسكندرية أو بمصر2.
34-
إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الطبري، المالكي المقرئ، المعدل، بغدادي مشهور ثقة.
ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وحدث عن إسماعيل الصفار، وعلي الستوري وأحمد بن سليمان العباداني وطائفة.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 134". غاية النهاية "1/ 587، 588".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 356، 357".
وقرأ القرآن على أحمد بن عثمان بن بويان، وأحمد بن عبد الرحمن الولي، وأبي بكر النقاش، وأبي مقسم، وأبي عيسى بكار وغيرهم.
وصنف في القراءات، قرأ عليه الحسن بن علي العطار، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، شيخا ابن سوار، وأبو علي الأهوازي، وأبو نصر أحمد بن مسرور، وأبو علي المالكي، صاحب الروضة، وأحمد بن رضوان.
قال أبو بكر الخطيب: كان الدارقطني قد خرج لأبي إسحاق الطبري خمسمائة جزء، وكان مفضلا على أهل العلم، وداره مجمع أهل القرآن، والحديث، وكان ثقة.
قلت روى عنه جماعة. وكان بصيرا بمذهب مالك، قرأ عليه الشريف الرضي، فنحل الشريف دارا فاخرة بالكرخ، توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة1.
35-
محمد بن أحمد بن علي بن حسين أبو مسلم الكاتب البغدادي، نزيل مصر.
روى القراءة سماعا، عن أبي بكر بن مجاهد، وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن وسمع من أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود وابن دريد ونفطويه، وابن صاعد.
وسعيد أخي زبير الحافظ، وأبي بكر ابن الأنباري، وأبي علي الحصائري، وأبي علي محمد بن سعيد الحافظ، ودخل المغرب، وسمع من أبي القاسم زياد بن يونس. قال أبو عمرو الداني: كتبنا عنه كثيرا.
قلت: روى عنه الداني، والحافظ عبد الغني، ورشا بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن بابشاذ، وأبو الحسين، محمد بن مكي، ومحمد بن أبي عدي السمرقندي، وأحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني.
وعلي بن بقاء الوراق، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وخلق سواهم.
وهو آخر من روى عن البغوي وغيره، وآخر من روى السبعة عن ابن مجاهد، قال محمد بن علي الصوري: بعض أصوله جياد عن البغوي وغيره.
وهو أمثل من ابن الجندي، حدثني وكيل أبي مسلم، وكان حافظا يقال له أبو الحسين العطار، قال: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا غير جزء واحد كان سماعه فيه صحيحا، وما عداه كان مفسودا.
قال الحبال: توفي في ذي القعدة، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة2.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 142" غاية النهاية "1/ 5-6".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 73-74".
36-
الحسين بن عثمان أبو علي المجاهدي الضرير المقرئ.
آخر من قرأ على ابن مجاهد القرآن، بلغنا أنه كان يأخذ على الإنسان الختمة بدينار، عمر دهرا، وتوفي سنة أربعمائة، وقال بعضهم: توفي سنة أربع وأربعمائة1.
37-
منصور بن محمد بن منصور أبو الحسن القزاز، المقرئ بغدادي معمر.
قرأ لأبي عمرو على أبي بكر بن مجاهد، وهو من آخر أصحابه موتا قرأ عليه أبو نصر أحمد بن مسرور الخباز، وأبو علي الحسن بن علي العطار، ونصر بن عبد العزيز الشيرازي وآخرون2.
38-
عبيد الله بن إبراهيم أبو القاسم البغدادي، مقرئ أبي قرة شيخ معمر.
قرأ على ابن مجاهد، برواية أبي عمرو، قرأ عليه أبو علي غلام الهراس3.
39-
الفرج بن محمد أبو جعفر المقرئ، قاضي تكريت، قرأ على النقاش، وابن مقسم.
قرأ عليه الحسن بن محمد صاحب الروضة4.
40-
علي بن محمد بن يوسف أبو الحسن بن العلاف البغدادي، المقرئ من كبار أئمة الأداء.
قرأ على النقاش، وابن أبي هاشم، وبكار وزيد بن أبي بلال، وأبي علي النقار، وتصدر للإقراء مدة، وحدث عن الواعظ علي بن محمد المصري، وجماعة.
قرأ عليه الحسن بن محمد صاحب الروضة، وأبو الفتح بن شيطا، وأحمد بن محمد القنطري المجاور، وروى عنه ابنه محمد، وعبد العزيز الأزجي، وثقه الخطيب.
ولد سنة عشر وثلاثمائة، ومات سنة ست وتسعين وثلاثمائة، رحمه الله وممن قرأ عليه أبو علي الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، وأحمد بن رضوان الصيدلاني5.
41-
أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور، أبو الحسن السوسنجردي.
ثم البغدادي المقرئ المعدل، قرأ القراءات على زيد بن أبي بلال وعبد الواحد بن
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 243، 244".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 314".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 483، 484".
4 انظر/ غاية النهاية "2/ 8".
5 انظر/ غاية النهاية "1/ 577".
أبي هاشم، ومحمد بن عبد الله بن أبي مرة الطوسي، وسمع الحديث من أبي جعفر بن البختري، وأبي عمرو بن السماك، وطائفة.
قرأ عليه أبو علي الهراس، وأبو بكر محمد بن علي الخياط، والحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي، ونصر بن عبد العزيز الفارسي وآخرون، وحدث عنه أبو الحسين بن المهتدي بالله.
قال الخطيب: كان ثقة دينا شديدا في السنة، مات في رجب سنة اثنتين وأربعمائة، وقد نيف على الثمانين -رحمه الله1.
42-
خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن خاقان أبو القاسم، المصري المقرئ أحد الحذاق في قراءة ورش.
قرأ على أحمد بن أسامة التجيبي، وأحمد بن محمد بن أبي الرجاء، ومحمد بن عبد الله المعافري، وأبي سلمة الحمراوي، وسمع من عبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن الحسن الرازي، وابن أبي الموت وجماعة، قال تلميذه أبو عمرو الداني: كان ضابطا لقراءة ورش، متقنا لها مجودا، مشهورا بالفضل والنسك، واسع الرواية صادق اللهجة، كتبنا عنه الكثير من القراءات والحديث والفقه.
سمعته يقول: كتبت العلم ثلاثين سنة، وذهب بصره دهرا، ثم عاد إليه، وكان يؤم بمسجد، مات بمصر سنة اثنتين وأربعمائة، وهو في عشر الثمانين2.
43-
عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران الإمام، أبو أحمد بن أبي مسلم البغدادي، المقرئ الفرضي، أحد الأعلام.
قرأ على أبي الحسين، أحمد بن بويان، وهو آخر من قرأ في الدنيا عليه، ولم يكن عنده سوى رواية قالون، وقد سمع من القاضي المحاملي ويوسف بن البهلول، وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري.
قرأ عليه خلق كثير، منهم الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي، ونصر بن عبد العزيز الشيرازي، والحسن بن علي العطار، وأبو بكر محمد بن علي الخياط، وأبو علي غلام الهراس وغيرهم.
وحدَّث عنه أبو محمد الخلال، وأحمد بن علي بن أبي عثمان، وعلي بن أحمد
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 163". غاية النهاية "1/ 73".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 271".
ابن البسري، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري، وخلق قرأت على أبي حفص بن القواس، عن الكندي.
حدثنا هبة الله بن الطبر قراءة، قال: تلوت القرآن على محمد بن علي الخياط، عن قراءته على أبي أحمد الفرضي، قال الخطيب: كان أبو أحمد ثقة ورعا دينا.
وقال العتيقي: ما رأينا في معناه مثله.
وقال عبيد الله الأزهري: إمام من الأئمة.
وقال عيسى بن أحمد الهمذاني: كان أبو أحمد الفرضي، إذا جاء إلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني، قام أبو حامد من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا، مستقبلا له.
قال الخطيب: حدثنا منصور بن عمر الفقيه، قال: لم أر في الشيوخ من يعلم لله غير أبي أحمد الفرضي، اجتمعت فيه أدوات الرياسة، من علم وقرآن وإسناد، وحالة متسعة من الدنيا.
وكان مع ذلك أورع الخلق، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه، لم أر مثله، قلت: مات في شوال سنة ست وأربعمائة، وله اثنتان وثمانون سنة1.
44-
علي بن داود أبو الحسن الداراني، القطان إمام جامع دمشق، ومقرئه.
قرأ القرآن بالروايات، على طائفة، منهم أبو الحسن بن الأخرم، وأحمد بن عثمان بن السباك، وسمع من خيثمة الأطرابلسي، وأبي علي الحصائري، وابن حذلم وجماعة.
قرأ عليه رشا بن نظيف، وعلي بن الحسن الربعي، وأحمد بن محمد الأصبهاني، وأبو علي الأهوازي، وتاج الأئمة أحمد بن علي المصري، وعبد الرحمن بن أحمد شيخ الهذلي، وحدث عنه رشا وغيره.
وقال رشا: لم ألق مثله، حذقا وإتقانا في رواية ابن عامر، قال عبد المنعم بن النحوي: خرج القاضي أبو محمد العلوي، وجماعة من الشيوخ إلى داريا، إلى ابن داود، فأخذوه ليؤم بجامع دمشق، في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وجاءوا به بعد أن منعهم أهل داريا، وتنافسوا، قال الحافظ ابن عساكر: سمعت ابن الأكفاني يحكي عن بعض مشايخه، أن أبا الحسن بن داود، كان إمام داريا.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 181". غاية النهاية "1/ 491".
فمات إمام الجامع فخرج أهل البلد إلى داريا ليأتوا به، فلبس أهل داريا السلاح، وقالوا: لا نمكنكم من أخذ إمامنا، فقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر: يا أهل داريا، ألا ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام، فقالوا: قد رضينا.
فقدمت له بغلة القاضي فأبى، وركب حماره، ودخل معهم فسكن في المنارة الشرقية، وكان يقرئ بشرقي الرواق الأوسط.
ولا يأخذ على الإمامة رزقا، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برا. ويقتات من غلة أرض له بداريا، ويحمل ما يكفيه من الحنطة، ويخرج بنفسه إلى الطاحون فيطحنه، ثم يعجنه ويخبزه، قال الكتاني: كان ثقة.
انتهت إليه الرياسة في قراءة الشاميين، ومضى على سداد، وكان يذهب مذهب أبي الحسن الأشعري، حضرت جنازته في جمادى الأولى، سنة اثنتين وأربعمائة، قلت: مات في عشر التسعين1.
45-
محمد بن جعفر بن محمد بن هارون، أبو الحسن التميمي الكوفي، المقرئ النحوي المعروف بابن النجار.
قرأ لعاصم على الحسن بن عون النقار، صاحب قاسم بن أحمد الخياط وسمع الحديث من محمد بن الحسين الأشناني، وأبي بكر بن دريد وإبراهيم نفطويه، وأبي روق الهزاني، وعمر دهرا طويلا.
وانتهى إليه علو الإسناد، قرأ عليه الحسن بن محمد بن إبراهيم، وأبو علي الهراس وغيرهما، وحدث عنه أبو القاسم عبيد الله الأزهري وجماعة، لقيهم أبو الغنائم النرسي.
وكان مولده أول سنة ثلاث وثلاثمائة، قال العتيقي: توفي في جمادى الأول، سنة اثنتين وأربعمائة بالكوفة وهو ثقة2.
46-
محمد بن عبد الله بن الحسين أبو عبد الله الجعفي، الكوفي المقرئ الفقيه، الحنفي القاضي المعروف بالهرواني.
قرأ القرآن على محمد بن الحسن بن يونس النحوي صاحب جعفر بن محمد الوزان، وسمع من محمد بن القاسم المحاربي، وعلي بن محمد بن هارون قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، والحسن بن محمد بن إبراهيم صاحب الروضة.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 164". غاية النهاية "1/ 541".
2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 164". غاية النهاية "2/ 11".
قال الخطيب: كان ثقة، حدث ببغداد، قال: وكان من عاصره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته، أحد أفقه منه، حدثنا عنه غير واحد.
وقال لي العتيقي: ما رأيت بالكوفة مثله.
قلت: روى عنه يحيى بن محمد الأقساسي، ومحمد بن أحمد بن علان الكرجي، ومحمد بن الحسن بن المنثور، الجهني وعدة، توفي في رجب سنة اثنتين وأربعمائة1.
47-
طاهر بن عبد المنعم بن عبيد بن غلبون، أبو الحسن الحلبي المقرئ.
أحد الحذاق المحققين، ومصنف التذكرة في القراءات، أخذ القراءات عن والده، وبرع في الفن، وقرأ على محمد بن يوسف بن نهار، وعلى ابن محمد بن خشنام المالكي بالبصرة، وعلى علي بن موسى الهاشمي.
وسمع الحروف من إبراهيم بن محمد بن مروان، وعتيق بن ما شاء الله، وأبي أحمد بن الناصح، وأبي الفتح بن بدهن، وروى الحديث عن البصريين، ابن حيويه النيسابوري، والحسن بن رشيق.
ولقي ببغداد أبا بكر القطيعي، وبحلب الحسين بن خالويه النحوي وكان من كبار المقرئين في عصره بالديار المصرية.
قرأ عليه القراءات أبو عمرو الداني، وقال: لم نر في وقته مثله، في فهمه وعلمه مع فضله وصدق لهجته، كتبنا عنه كثيرا.
وتوفي بمصر لعشر مضين من شوال سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، قلت: مات في سن الكهولة.
قلت: وقرأ عليه أيضا، أحمد بن بابشاذ الجوهري، وأبو عبد الله محمد بن أحمد القزويني، وإبراهيم بن ثابت الأفليشي وغيرهم2.
48-
علي بن جعفر السعيدي أبو الحسن مقرئ أهل فارس.
قرأ على أبي بكر النقاش، وأحمد بن نصر الشذائي، والحسن بن سعيد المطوعي، وابن الإمام وغيرهم، قرأ عليه نصر بن عبد العزيز الشيرازي وغيرهم وله مصنف في القراءات، رأيته توفي في حدود الأربعمائة3.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 165". غاية النهاية "2/ 177".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 339".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 529".
49-
عبد الملك بن بكران أبو الفرج النهرواني، المقرئ القطان، من جلة شيوخ المقارئ.
قرأ على زيد بن علي الكوفي، وأبي بكر النقاش، وهبة الله بن جعفر، وأبي عيسى بكار، وابن مقسم، وابن أبي هاشم، وطال عمره وبعد صيته.
وله مصنف في القراءات، قرأ عليه الحسن بن محمد المالكي.
والحسن بن علي بن عبد الله العطار، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي غلام الهراس، وآخرون.
وحدث عن جعفر الخلدي، وأبي بكر النجار، وثقه الخطيب، وقال: توفي في رمضان سنة أربع وأربعمائة1.
50-
بكر بن شاذان الواعظ أبو القاسم المقرئ البغدادي.
قرأ على زيد بن أبي بلال، وأبي بكر محمد بن علون، وجماعة، قرأ عليه الشرمقاني، والحسن بن محمد المالكي، والحسن بن علي العطار، وأبو علي الهراس، وآخرون.
قال الخطيب: كان عبدا صالحا ثقة، رحمه الله، توفي في شوال سنة خمس وأربعمائة2.
51-
الحسن بن محمد بن يحيى بن الفحام السامري، أبو محمد المقرئ.
قرأ القراءات على أبي بكر النقاش، وابن مقسم، ومحمد بن أحمد بن الخليل، وأبي عيسى بكار وجماعة، وبرع فيها وطال عمره، واحتيج إلى ما عنده.
وحدث عن أبي جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، والحسن بن محمد.
وحدث عنه محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، وكان فقيها عارفا بمذهب الشافعي رضي الله عنه، لكنه شيعي جلد، له كتاب إنكار غسل الرجلين.
وله كتاب الآيات المنزلة في أهل البيت، أخذ عنه أبو جعفر الطوسي شيخ الشيعة، توفي سنة ثمان وأربعمائة ببغداد3.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 467، 468". شذرات الذهب "3/ 173".
2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 174". غاية النهاية "1/ 178".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 232، 233".
52-
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال، أبو بكر الجبني، السلمي، الدمشقي المقرئ الأطروش.
قرأ على أبيه وعلى أبي الحسن بن الأخرم، وجعفر بن أبي داود النيسابوري، وأحمد بن عثمان بن السباك، وجماعة.
وحذق في القراءات لا سيما قراءة الشاميين، وكان أبوه إمام مسجد سوق الجبن، فلهذا قيل له الجبني، قلت: قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وعلي بن الحسن الربعي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن مردة الأصبهاني، ورشا بن نظيف وآخرون.
وقد قرأ أيضا على أبي القاسم علي بن الحسين بن السفر الجرشي، المتوفى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وعن قراءته على الأخفش.
توفي فيما قال الكتاني: سنة ثمان وأربعمائة، وقال الأهوازي: سنة سبع وأربعمائة، وقد جاوز الثمانين1.
53-
أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد أبو علي الأصبهاني، المقرئ الإمام.
شيخ القراء بدمشق، في وقته، قرأ على أبي بكر النقاش، وزيد بن علي الكوفي، وجماعة كثيرة، وصنف كتبا في القراءات، وسمع الحديث الكثير، وأكثر الترحال.
حدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي، وأبي القاسم، الطبراني وأبي أحمد بن عدي.
روى عنه تمام الرازي، وأبو نصر بن الجبان وإسماعيل بن رجاء العسقلاني، وآخرون.
وقرأ عليه جماعة، توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وشيعه الخلق إلى مقبرة باب الفراديس2.
54-
عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق، بن محمد بن خواستي، أبو القاسم الفارسي ثم البغدادي، المقرئ النحوي، ويعرف بابن أبي غسان.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 84، 85".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 101".
ولد سنة عشرين وثلاثمائة وقال: أذكر يوم موت أبي بكر بن مجاهد قرأ على أبي بكر النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وسمع من أبي بكر بن داسه، وإسماعيل الصفار، وأبي بكر النجار، وأبي عمر الزاهد، رحل سنة ثمان وثلاثين بنفسه.
وسمع بالبصرة سنن أبي داود، وتفرد بعلوه، ودخل الأندلس للتجارة، في سنة خمسين وثلاثمائة فسكنها، قال أبو عمرو الداني: كان خيرا فاضلا صدوقا ضابطا.
أخذ العربية عن أبي سعيد السيرافي، قرأت عليه القرآن بثلاث روايات وروى عنه أيضا أبو الوليد بن الفرضي، لقيه بمدينة التراب.
توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وله ثلاث وتسعون سنة -رحمه الله1.
55-
أحمد بن زيدان الشيخ أبو العباس المقرئ، قال أبو عمرو الداني: بغدادي.
أقرأ الناس ببيت المقدس، أخذ القراءة عن أبي بكر بن مجاهد، وهو الذي لقنه القرآن، توفي سنة أربع عشرة وأربعمائة، وعمر ونيف على المائة، قاله لي من قرأ عليه من أصحابنا المغاربة.
قلت: هذا مجهول لا يعرف، روى عنه نكرة لا يتعرف، وكتبناه للفرجة2.
56-
علي بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن بن الحمامي، البغدادي.
مقرئ العراق، ومسند الآفاق، قرأ على النقاش، وأبي عيسى بكار وزيد بن علي الكوفي، وهبة الله بن جعفر، وعبد الواحد بن أبي هاشم وجماعة.
وبرع في الفن، وسمع من عثمان بن السماك، وأحمد بن عثمان الأدمي والنجار، وعبد الباقي بن قانع، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وغيرهم.
قرأ عليه خلق كثير، منهم أبو الفتح بن شيطا، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، والحسن بن محمد بن إبراهيم صاحب الروضة.
وأبو بكر محمد بن موسى الخياط، وأبو الخطاب أحمد بن علي الصوفي المقرئ وأبو علي الهراس، وعبد السيد بن عتاب، ورزق الله التميمي؛ وأبو نصر أحمد بن علي الهاشمي، شيخ الشهرزوري.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 198، 199".
2 غاية النهاية "1/ 392".
وأبو علي الحسن بن البناء، ويحيى بن أحمد السيبي القصري، وحدث عنه أبو بكر الخطيب، والبيهقي، وهبة الله بن علي الدقاق، وطراد الزينبي، وأبو الحسن علي بن العلاف.
قال الخطيب: كان صدوقا دينا فاضلا.
تفرد بأسانيد القراءات وعلوها، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة، وهو في تسعين سنة -رحمه الله1.
57-
عبد السلام بن الحسين أبو أحمد البصري المقرئ، اللغوي نزيل بغداد.
قال الخطيب: حدث عن جماعة من البصريين، حدثني عنه عبد العزيز الأزجي، وكان صدوقا عارفا بالقراءات، مات سنة خمس وأربعمائة.
قلت: قرأ بالبصرة على ابن خشنام المالكي وغيره، قرأ عليه عبد الوهاب بن شيطا2.
58-
الهيثم بن أحمد بن محمد بن سلمة أبو الفرج القرشي، الدمشقي الشافعي المقرئ، المعروف بابن الصباغ، إمام مسجد سوق اللؤلؤ بدمشق.
قرأ بالروايات على أبي الفرج غلام بن شنبوذ، وأبي الحسن على بن محمد بن إسماعيل الأنطاكي، وصنف كتابا في قراءة حمزة.
وحدث عن علي بن أبي العقب، وأبي عبد الله بن مروان، ومحمد بن محمد بن آدم الفزاري، وعنه علي الربعي، وعلي بن محمد بن شجاع، وأبو علي الأهوازي، وغيرهم.
توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعمائة بدمشق3.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 208". غاية النهاية "1/ 521، 522".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 385".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 357".