المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة الثانية عشرة: - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌الطبقة الثانية عشرة:

‌الطبقة الثانية عشرة:

وفي أوائلها جماعة لولا تأخر موتهم لكانوا في الطبقة الماضية.

1-

يحيى بن علي بن الفرج الأستاذ أبو الحسين المصري، المقرئ المعروف بابن الخشاب، مقرئ الديار المصرية في وقته.

قرأ القراءات على أبي العباس أحمد بن نفيس، وأبي الطاهر إسماعيل بن خلف، ومحمد بن أحمد القزويني، ونصر بن عبد العزيز الفارسي وغيرهما.

قرأ عليه جماعة، منهم أبو الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي الخطيب، وتوفي سنة أربع وخمسمائة1.

2-

سبيع بن المسلم بن علي بن هارون الدمشقي، المقرئ الضرير، أبو الوحش المعروف بابن قيراط.

قرأ القراءات على أبي علي الأهوازي، ورشا بن نظيف، وسمع منهما، ومن عبد الوهاب بن برهان الغزال، وأبي القاسم السمياطي وجماعة، وانتهت إليه المشيخة في القراءة بدمشق، وقرأ عليه جماعة.

وكان يقرئ الناس تلقينا وتجويدا، من الصبح إلى قريب الظهر.

وأقعد فكان يحمل إلى الجامع، روى عنه على بن الحسن الكلابي بن الماسح، والصائن بن عساكر، وأخوة الحافظ أبو القاسم، وأبو البركات بن عبد الحارثي، وقال أبو القاسم الحافظ: كان ثقة ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، وتوفي في شهر شعبان سنة ثمان وخمسمائة2.

3-

أحمد بن علي بن بدران أبو بكر الحلواني البغدادي، المقرئ المعروف بخالوه، كان شيخا صالحا خيرا مقرئا، محدثا عالي السند بعيد الصيت.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 10". غاية النهاية "2/ 375".

2 انظر/ شذرات الذهب "4/ 23". غاية النهاية "1/ 301".

ص: 258

قرأ بالروايات على الحسن بن غالب، وعلي بن فارس الخياط، وسمع من محمد بن علي بن شبابة الدينوري، وأبي الطيب الطبري، وأبي الحسن الماوردي، وأبي محمد الجوهري.

قرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري، وعبد الوهاب بن محمد الصابوني، وجماعة، وخرج له الحميدي، وخرج هو لنفسه، حدث عنه السلفي، وأبو طالب بن خضير، وخطيب الموصل، وعبد المنعم بن كليب، وخلق.

قال ابن ناصر: شيخ صالح ضعيف، لا يحتج به، لم يكن له معرفة بالحديث.

وقال السلفي: كان ثقة زاهدا.

وقال غيره: ولد سنة عشرين وأربعمائة، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسمائة1.

4-

محمد بن عبد الواحد أبو غالب الشيباني القزاز المقرئ، من كبار القراء ببغداد.

قرأ على أبي علي الشرمقاني، وأبي الفتح بن شيطا، والعطار، وعلي بن محمد الخياط، وسمع من أبي إسحاق البرمكي، وأبي محمد الجوهري، وجماعة.

وكان ثقة عالما جليلا، نسخ الكثير وأسمع ولده أبا منصور تاريخ الخطيب منه، روى عنه يحيى بن موهوب بن السدنك، وسعد الله الدقاق، وحفيده نصر الله القزاز.

توفي في رابع شوال سنة ثمان وخمسمائة، وكان مولده في سنة ثلاثين وأربعمائة2.

5-

المبارك بن الحسين أبو الخير البغدادي الغسال، المقرئ الشافعي الأديب.

قرأ على أبي القاسم الغوري وأبي علي غلام الهراس، وأبي بكر محمد بن علي الخياط، والحسن بن غالب وطائفة، وعني بالقراءات عناية كلية وتقدم فيها.

وطال عمره وعلا سنده، وقصده الطلبة لحذقه، وبصره بالفن، وقد حدث عن أبي محمد الخلال، والقاضي أبي يعلي، وابن المسلمة.

روى عنه أبو طالب محمد بن محمد السنحي، وعلي بن أحمد المحمودي وسعد الله بن محمد، وعبد المنعم بن كليب، توفي في جمادى الأولى سنة عشرة وخمسمائة3.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 16". غاية النهاية "1/ 84".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 192، 193".

3 انظر/ شذرات الذهب "4/ 27". غاية النهاية "2/ 40".

ص: 259

6-

خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد، العلامة أبو القاسم بن النحاس، القرطبي الحصار المقرئ، خطيب قرطبة.

رحل وحج وقرأ القراءات بمكة، على أبي معشر عبد الكريم الطبري وبمصر على نصر بن عبد العزيز الشيرازي.

وروى عن أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرئ، ومحمد بن عابد، وحاتم بن محمد، وكريمة المروزية، وعدة، وطال عمره وبعد صيته.

وكان مدار الإقراء عليه بقرطبة، قرأ عليه أبو عبد المنعم يحيى بن الخلوف الغرناطي، ويحيى بن سعدون القرطبي، وجماعة.

قال ابن بشكوال: كان ثقة صدوقا بليغ الموعظة فصيح اللسان، حسن البيان جميل المنظر والملبس، فكه المجلس، سمعت خطبه في الأعياد والجمع.

ولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ومات في صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة -رحمه الله1.

7-

أبو ياسر محمد بن علي الحمامي البغدادي المقرئ، أحد الحذاق.

قرأ القراءات الكثيرة على أبي علي غلام الهراس، وأبي بكر بن موسى الخياط، وجماعة، وسمع من أبي جعفر بن المسلمة، وجماعة، وكتب الكثير بخطه، وعني بالقراءات، وصنف كتاب الإيجاز، في القراءات.

قرأ عليه به أبو بكر المزرفي.

قال ابن الجميزي: قرأت بهذا الكتاب على شيخنا ابن أبي عصرون، وقرأ به على المزرفي.

توفي في المحرم سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وممن قرأ عليه أبو نصر أحمد بن محمد بن بغراج2.

8-

محمد بن أبي بكر عتيق بن محمد بن أبي نصر، العلامة أبو عبد الله التميمي القيرواني، المقرئ المتكلم الأشعري، ويعرف بابن أبي كدية.

أخذ علم الكلام بالقيروان، عن صاحب ابن الباقلاني، أبي عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي الأصولي.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 271".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 214".

ص: 260

وقرأ القراءات بمصر، على أبي العباس بن نفيس، وسمع من أبي عبد الله القضاعي، وأبي عمر بن عبد البر وجماعة، وقدم دمشق، فأخذ عنه الأصول أبو الفتح نصر الله المصيصي.

وأقرأ علم الكلام والقراءات بالنظامية ببغداد زمانا، وسمع بها من أصحاب المخلص، قرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري، وحدث عنه أبو الحسين عبد الحق اليوسفي.

قال ابن عقيل: ذاكرته فرأيته مملوءا علما وحفظا.

وقال السلفي: كان مشارا إليه في علم الكلام، قال لي: أنا أدرس علم الكلام من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

وكان مقدما على نظرائه مبجلا عند من ينتحل مذهبه، مجانبا عند مخالفته، جرت بينه وبين الحنابلة فتن، وأوذي غاية الإيذاء.

أنشدني من شعر صديقه الحسن بن رشيق، قلت: توفي ببغداد في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وقد فاق التسعين1.

9-

علي بن عقيل العلامة أبو الوفاء البغدادي، الظفري الحنبلي المقرئ، الأصولي.

شيخ الحنابلة، وصاحب كتاب الفنون، الذي بلغ أربعمائة وسبعين مجلدا، ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وقرأ القراءات على أبي الفتح بن شيطا.

وسمع من أبي محمد الجوهري وطائفة، وتفقه على القاضي أبي يعلى، وأخذ علم الكلام عن أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبان، صاحبي أبي الحسين البصري، شيخ المعتزلة، ومن ثم حصل فيه شائبة تجهم واعتزال، وانحراف عن السنة.

وكان إماما مبرزا، متبحرا في العلوم يتوقد ذكاء، وكان أنظر أهل زمانه.

قال السلفي: ما رأيت عيناي مثله، ما كان أحد يقدر أن يتكلم معه لغزارة علمه، وبلاغته وحسن إيراده، وقوة حجته.

قلت: توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وقد سقت جملة من أخباره في تاريخي الكبير2.

10-

الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمه، الأستاذ أبو علي القيرواني، المقرئ نزيل الإسكندرية، ومصنف كتاب تلخيص العبارات في القراءات.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 195، 196".

2 انظر/ شذرات الذهب "3514"، غاية النهاية "1/ 556".

ص: 261

ولد سنة سبع أو ثمان وعشرين وأربعمائة، وعني بالقراءات، وتقدم فيها، فقرأ بالقيروان، على أبي بكر القصري، والحسن بن علي الجلولي وأبي العالية البندوني، وعثمان بن بلال، وعبد الملك بن داود القسطلاني، وقرأ بمصر على محمد بن أحمد بن علي القزويني، وأحمد بن نفيس، وعبد الباقي بن فارس.

وتصدر للإقراء مدة.

قرأ عليه أبو العباس أحمد بن الحطيئة، وعبد الرحمن بن خلف الله بن عطية، وأبو الحسن بن عظيمة، واسمه محمد بن عبد الرحمن الإشبيلي المقرئ، ويحيى بن سعدون وجماعة.

توفي بالإسكندرية، في ثالث عشر من رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة1.

11-

عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع الأستاذ أبو الحسن الأندلسي، المري المقرئ.

أخذ القراءات عن أبي محمد عبد الله بن سهل، وتلمذ له؛ وروى عن أبي محمد بن عبد البر، وخلف بن إبراهيم الطليطلي، وأبي تمام القطيني.

وأقرأ الناس بجامع المرية، فقرأ عليه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن غلام الفرس وغيره، ومحمد بن عبد الله بن الأشقر الداني، مقرئ سبتة.

قال ابن بشكوال: كان شيخا صالحا مجودا حسن الصوت بالقرآن، سمعت صاحبنا أبا عبد الله القطان، يثني عليه ويصحح سماعه من أبي عبد البر، وقد أخذ عنه بعض أصحابنا، وتكلم بعضهم فيه، فأنكر سماعه من ابن عبد البر.

ولد قبل الثلاثين وأربعمائة، وتوفي بالمرية، سنة أربع عشرة في شعبان وطرقه في إجازات الشاطبي من ابن أبي العاص النفزي2.

12-

الحسن بن أحمد بن الحسن أبو علي الحداد؛ شيخ أصبهان، ومقرئها في عصره، وأسند من بقي بها، بل وبالدنيا.

ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة وأول سماعه للحديث في سن أربع وعشرين وأربعمائة، فسمع الكثير من أبي نعيم الحافظ، وأبي الحسين بن فاذ شاه.

وأبي سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار، وأبي بكر محمد بن علي بن مصعب، وطائفة كثيرة، وخرج لنفسه معجما سمعناه.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 41"، غاية النهاية "1/ 211".

2 انظر/ شذرات الذهب "1614"، غاية النهاية "1/ 394".

ص: 262

وقرأ القراءات على جماعة، منهم أبو القاسم عبد الله بن محمد العطار وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن بندار العجلي الرازي، قرأ عليه أبو العلاء الهمداني العطار، وجماعة.

وحدث عنه السلفي، وأبو موسى المديني، وخطيب الموصل، ويحيى الثقفي؛ ومسعود الجمال، وخليل الداراني، ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي.

وأبو المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، قال أبو سعد السمعاني: كان ثقة عالما صدوقا، من أهل العلم والقرآن والدين والصلاح.

سمع مسند الإمام أحمد، والموطأ، ومسند الحارث، ومسند الطيالسي ومسند الكحي من أبي نعيم، وسمع منه الحلية، والمستخرجين على الصحيحين، وأشياء كثيرة.

توفي في ذي الحجة سنة خمس عشرة وخمسمائة، عن سبع وتسعين سنة -رحمه الله1.

13-

عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق بن خلف، العلامة الأستاذ أبو القاسم، الفحام الصقلي المقرئ صاحب كتاب التجريد.

قرأ القراءات على أبي العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس وأبي الحسين نصر بن عبد العزيز الفارسي، وعبد الباقي بن فارس، وأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل المالكي، وانتهت إليه رياسة الإقراء بالإسكندرية، علوا ومعرفة.

قرأ عليه أبو العباسي بن الحطيئة، وأبو طاهر السلفي، ويحيى بن سعدون شيخ الموصل، وعبد الرحمن بن خلف الله بن عطية، شيخ الصفراوي، والهمداني، وأعلى ما تلوت كتاب الله تعالى من طريقه.

توفي في ذي القعدة سنة ست عشرة وخمسمائة، وقد جاوز التسعين ونيف عليه، وكان يتردد في مولده، هل هو في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، أو في سنة خمس وعشرين.

وثقة السلفي، وعلي بن المفضل، وقد قرأ العربية على ابن باب شاذ، وشرح مقدمته، قال سليمان بن عبد العزيز الأندلسي: ما رأيت أحدا أعلم بالقراءات منه، لا بالمشرق ولا بالمغرب -رحمه الله2.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 47"، غاية النهاية "1/ 206".

2 انظر/ شذرات الذهب "4914"، غاية النهاية "1/ 374، 375".

ص: 263

14-

محمد بن الحسين بن بندار الأستاذ، أبو العز الواسطي القلانسي مقرئ العراق، وصاحب التصانيف.

قرأ بالروايات المشهورة والشاذة على أبي علي غلام الهراس وغيره، وأخذ أيضا عن أبي القاسم الهذلي، ورحل إلى بغداد، سنة إحدى وستين، وأربعمائة.

وسمع من أبي جعفر بن المسلمة، وأبي الغنائم بن المأمون وأبي الحسين بن المهتدي بالله، وذهب إلى قرية أوانا، فقرأ بها ختمة لعاصم على أبي الفوارس محمد بن العباس الأواني.

آخر من قرأ على الكتاني، وتصدر للإقراء دهرا، ورحل إليه من الأقطار، قرأ عليه أبو محمد سبط الخياط، وأبو الفتح المبارك بن زريق الحداد، وعلي بن عساكر البطائحي، وعلي بن المظفر الخطيب، وأبو بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني، وسعد الله بن محمد وآخرون، وكان بصيرا بالقراءات وعللها، وغوامضها، عارفا بطرقها عالي الإسناد.

قال أبو سعد السمعاني: سمعت عبد الوهاب الأنماطي، ينسب أبا العز القلانسي إلى الرفض، وأساء الثناء عليه.

قال أبو سعد: ثم وجدت لأبي العز أبياتا في فضيلة الجماعة، فأنشدنا سعد الله بن محمد المقرئ، أنشدني أبو العز القلانسي لنفسه:

إن من لم يفضل الصديقا

لم يكن لي حتى الممات صديقا

والذي لا يقول قولي في الفارو

ق أنوى لشخصه تفريقا

ولنار الجحيم باغض عثما

ن ويهوى منها مكانا سحيقا

من يوالي عندي عليا وعادا

هم طرا عددته زنديقا

قال الحافظ بن ناصر: ألحق أبو العز سماعه في جزء من كتاب هاءات الكناية، لعبد الواحد بن أبي هاشم من أبي علي بن البناء، بعد أن لم يكن سماعه فيه، قلت: بعض الناس يترخص في مثل هذا، إذا تيقن سماعه للجزء من ذلك الرجل.

وقال أبو سعد: سمعت المبارك بن غالب المفيد يقول: قرأ ابن ميمون حين كان يسمع معنا وهو صبي، على أبي العز القلانسي.

وما كان يحسن أن يقرأ، فكتب له في الإجازة، قرأ علي فلان وجود، فقلنا له: كيف جود القراءة؟ قال: جود الذهب.

وقال ابن النجار في تاريخه: سمعت أبا العباس أحمد بن البندنيجي يقول: سألت شيخنا أبا جعفر أحمد بن أحمد بن القاص، هل قرأت على أبي العز القلانسي.

ص: 264

قال: لما قدم بغداد، أردت أن أقرأ عليه، فطلب مني ذهبا، فقلت له: والله إني قادر على ما طلبت مني، ولكن لا أعطيك على القرآن أجرا، ولم أقرأ عليه.

قال السلفي: سألت خميسا الحوزي، عن أبي العز؛ فقال: هو أحد الأئمة الأعيان، في علوم القرآن، برع في القراءات وسمع من جماعة، وهو حسن العقل، ذو فهم فيما يقوله.

وقال أبو الفرج بن الجوزي، ولد سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة إحدى وعشرين وخمسمائة بواسط -رحمه الله1.

15-

علي بن علي بن جعفر بن شيران، الشيخ أبو القاسم الواسطي المقرئ.

قرأ بالروايات على أبي علي غلام الهراس، وكان ضريرا عارفا بالقراءات مجودا، حدث عن الحسن بن أحمد الغندجاني وغيره.

قرأ عليه أبو الفتح نصر الله بن الكيال، وأبو بكر عبد الله بن الباقلاني وغيرهما، وحدث عنه علي بن أحمد اليزدي.

قال ابن السمعاني: سمعت سعد الله بن محمد الدقاق يقول: كان ابن شيران يميل إلى الاعتزال، قلت: وقد حدث ببغداد، بعد الخمسمائة، وبقي إلى بعد العشرين وخمسمائة2.

16-

الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن حسين بن عبد الله بن الوزير القاسم بن عبيد الله بن سليمان البكري.

أبو عبد الله البغدادي الدباس، المقرئ الأديب الشاعر الملقب بالبارع، له مصنفات وديوان شعر، وشعره في الذروة، وله كتاب الشمس المنيرة في التسعة الشهيرة، قرأ القراءات على أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وأبي علي بن البناء وجماعة.

قرأ عليه القراءات أبو جعفر عبد الله بن أحمد الواسطي الضرير، وعلي بن المرحب البطائحي وأبو العلاء الهمذاني العطار، وأبو الفتح نصر الله بن علي بن الكيال، ويوسف بن يعقوب الحربي، وعوض المراتبي، وقد روى عن الحسن بن غالب المقرئ، وأبي جعفر بن المسلمة.

وأخذ الأدب واللغة عن جماعة.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 64"، غاية النهاية "2/ 128".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 557".

ص: 265

روى عنه ابن عساكر وابن الجوزي، وأبو بكر بن الباقلاني البصري المقرئ، وأبو الفتح بن المندائي، وإبراهيم بن حمدية وغيرهم، وهو أخو أبي الكرم بن فاخر النحوي المشهور لأمه.

ذكره العماد الكاتب، فقال: من أهل السؤذد، كريم المحتد نحوي زمانه، عديم النظير في أوانه وسئل ابن عساكر عنه، فقال: ما كان به بأس، وللبارع:

ذكر الأحباب والوطنا

والصبى1 والأهل والسكنا

فبكى شجوا2 وحق له

مدنف بالشوق3 حلف ضنا4

من لمشتاق تميله

ذات شجع ميلت فننا5

لك يا ورقاء أسوة من

لم تذيض طرفة الوسنا6

أين قلبي ما صنعت به

ما رأى صدري له سكنا

كان يوم النفر7 وهو معي

فأبى أن يصحب البدنا

ولد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، ومات في جمادى الآخرة، سنة أربع وعشرين وخمسمائة8.

17-

عبد الرحمن بن سعيد بن هارون أبو المطرف بن الوراق الفهمي السرقسطي.

أحد الحذاق بالقراءات، أخذ عن أبي عبد الله المغامي، والحسن بن مبشر، وأبي داود، وسمع من أبي الوليد الباجي وغيره، وأقرأ الناس بجامع قرطبة، وأم به.

وكان ثقة محققا، قرأ عليه أبو محمد عبد الله بن سعدون الوشقي، وأبو مروان عبد الملك بن الصيقل، وعلي بن أبي العيش9.

وأحمد بن الحسن بن هبة الله أبو الفضل البغدادي الإسكاف بن العالمة المقرئ.

1 الصبى: الشوق.

2 شجوا: حدنا.

3 مدنف بالشوق: مريض به.

4 حلف ضنا: أي: ملازم للمرض والهزال.

5 فننا: غصنا والجمع: أفنان.

6 الوسنا: النعاس.

7 يوم النفر: اليوم الذي ينفر الناس من منى وهو بعد يوم القر ويقال له أيضا يوم "النفر" ويوم "النفير" ويوم "النفور""انظر مختار الصحاح ص672".

8 انظر/ شذرات الذهب "4/ 69"، غاية النهاية "1/ 251".

9 انظر/ غاية النهاية "1/ 369".

ص: 266

قرأ القراءات على عبد السيد بن عتاب، وأبي الوفاء بن القواس وتلقن على أبي منصور الخياط، وسمع من أبي الحسين بن النقور وابن هزار مرد الصريفيني وأقرأ القراءات مدة.

روى عنه ابن الجوزي وغيره، وكان إماما مقرئا مجودا فقيرا صالحا، متعففا، توفي سنة ثلاثين وخمسمائة عن إحدى وسبعين سنة -رحمه الله1.

18-

شعيب بن عيسى بن علي بن جابر الأستاذ، أبو محمد الأشجعي الأندلسي البابري.

نزيل إشبيلية ومقرئها أخذ القراءات عن خاله خلف بن شعيب، صاحب مكي، وعن أبي بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبي بكر عياش بن مخراش، وعبد الله بن طلحة، وأجاز له أبو الوليد الباجي وغيره.

وكان بصيرا بعلل القراءات، غواصا على المعاني، عالي السند عارفا بالأدب، له مصنفات في القراءات.

أخذ عنه أبو بكر بن خير، وهشام بن أبان، ونخبة بن يحيى، توفي بعد سنة ثلاثين وخمسمائة2.

19-

عبد الكريم بن الحسن بن المحسن بن سوار، الأستاذ أبو علي المصري التككي المقرئ النحوي.

قرأ بالروايات، على أبي الحسن علي بن محمد بن حميد الواعظ، صاحب مصنف الروضة، وسمع أبا إسحاق الحبال، وأبا الحسن الخلعي.

وبرع في القراءات وعللها، والتفسير ووجوهه، والعربية وغوامضها، وكانت له حلقة إقراء بمصر، روى عنه أبو طاهر بن سلفة وغيره.

توفي في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وله ثمان وستون سنة3.

20-

عبد الجليل بن عبد العزيز بن محمد أبو الحسن الأموي، القرطبي المقرئ، أحد الحذاق.

أخذ عن أبي داود وابن البياز، وعلي بن خلف العبسي، وطائفة، ورأس في القراءات، وعللها، وشارك في علم الحديث والعربية والآداب.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 369".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 328".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 400".

ص: 267

وأقرأ بجامع قرطبة مدة، توفي في المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة1.

21-

منصور بن الخير أبو علي المالقي المقرئ، أحد الأعلام.

أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن شريح، صاحب الكافي، وأبي معشر الطبري، صاحب التلخيص بمكة، وجالس أبا الوليد الباجي، وصنف كتبا في القراءات، وقصده الناس.

قال ابن بشكوال: سمعت بعض شيوخنا يضعفه، ومات في شوال سنة ست وعشرين وخمسمائة بمالقة، قلت: قرأ عليه خلق، ومنهم محمد بن أبي العيش الطرطوشي، ومحمد بن عبيد الله بن العويص2.

22-

علي بن أحمد بن كرز أبو الحسن الأنصاري، الغرناطي المقرئ.

أخذ القراءات عن أبي القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب القرطبي، صاحب أبي علي الأهوازي، وحمل أيضا عن غانم بن وليد وأبي عبد الله محمد بن عتاب، وعني بالروايات.

وكان ثقة فاضلا، مات سنة إحدى عشرة وخمسمائة3.

23-

أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن بغراج الأستاذ، أبو نصر الحريمي الظاهري الدلال.

قرأ القراءات على أبي الخطاب أحمد بن الصوفي، وأبي ياسر محمد بن علي الحمامي، وسمع من الحسن بن المقتدر، والقزويني والبرمكي، وابن المذهب.

قرأ عليه يوسف بن إبراهيم الضرير، وروى عنه ابن ناصر وأبو طالب بن خضير، توفي في المحرم سنة ثمان وخمسمائة4.

24-

أحمد بن خلف بن عيشون بن خيار، أبو العباس الجذامي الإشبيلي، المقرئ الأستاذ.

أخذ القراءات، عن أبي عبد الله محمد بن شريح، وأبي الحسن العبسي، وأبي عبد الله السرقسطي، ومحمد بن يحيى العبدري.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 358".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 312".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 523".

4 انظر/ غاية النهاية "1/ 118".

ص: 268

وتصدر للإقراء، في أيام أبي داود سليمان بن نجاح، وطال عمره، أخذ عنه أبو جعفر بن الباذش، وأبو بكر بن خير، وعبد العزيز السماني، ونجية بن يحيى وآخرون.

وكان يلقب بالمجود لحسن أدائه، وله مصنف في الناسخ والمنسوخ، توفي في رجب سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، عن سبع وستين سنة1.

25-

محمد بن علي بن أحمد أبو عبد الله الأستاذ التجيبي، الغرناطي النوالشي، المقرئ.

أحد الأئمة، أخذ القراءات وجودها على أبي داود، وأبي الحسين بن البياز، وابن الدوش، وأبي الحسن العبسي، وخازم بن محمد القرطبي.

قال الأبار في تاريخه: تصدر النوالشي للإقراء، وبعد صيته، لإتقانه وصلاحه.

وأخذ الناس عنه.

وجدت سماع عبد المنعم بن الخلوف الغرناطي منه على كتاب الرعاية لمكي، في عام اثنتين وثلاثين وخمسمائة.

ومن تلامذته ابن الخلوف، وابن عروس، وعبد الوهاب بن غياث وغيرهم2.

26-

محمد بن الحسين بن علي أبو بكر المزرفي، ومزرفة قرية بين بغداد، وعكبرا، المقرئ الفرضي، المعروف أيضا بالحاجي.

ولد سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ببغداد، وقرأ القراءات وجودها، جماعة من أصحاب الحمامي، وسمع من ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، والصريفيني وطائفة، روى عنه ابن عساكر.

وأبو سعد بن أبي عصرون، وأبو موسى المديني، وأبو الفرج بن الجوزي.

وكان من ثقات العلماء، مات ساجدا في أول سنة سبع وعشرين وخمسمائة، قرأ عليه يوسف بن يعقوب الحربي، وعلي بن عساكر البطائحي وعوض المراتبي3.

27-

هبة الله بن أحمد بن عمر الشيخ، أبو القاسم بن الطبر البغدادي الحريري، المقرئ خال الحافظ عبد الوهاب الأنماطي.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 52".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 200".

3 انظر/ شذرات الذهب "4/ 81"، غاية النهاية "2/ 131".

ص: 269

ولد سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، قرأ بالروايات على أبي بكر محمد بن علي الخياط، وغيره، وسمع من أبي إسحاق البرمكي، وأبي طالب العشاري، ومحمد بن عبد الواحد بن زوج الحرة، وغيرهم.

قرأ عليه العلامة أبو اليمن الكندي، بست روايات، فكان آخر من قرأ في الدنيا عليه، بل وآخر من روى عنه الحديث.

وممن قرأ عليه، أبو المجد محمود بن نصر الشعار.

وحدث عنه أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، والحسن بن عبد الرحمن الفارسي، وعبد الله بن الطويلة، وأبو الفتح المندائي، وعمر بن طبرزد قال أبو الفرج بن الجوزي: كان صحيح السماع، قوي التدين، ثبتا كثير الفكر، دائم التلاوة.

وهو آخر من روى عن ابن زوج الحرة، سمعت عليه الكثير، وقرأت عليه، وكنت أجيء إليه في الحر فيقول: تصعد إلى سطح المسجد، فيسبقني في الدرج، ومتع بسمعة وبصره، وجوارحه إلى أن توفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، وقال أبو موسى المديني: كان قد عمي ثم عاد بصيرا قلت: عاش ستا وتسعين سنة1.

28-

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة، أبو الحسن الأسدي العكبري المقرئ.

ولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقرأ بالروايات على أصحاب الحمامي، وكان حسن التلاوة، له سمت ووقار، تفقه على أبي إسحاق الشيرازي.

وسمع كتاب السبعة لابن مجاهد، على أبي محمد الصريفيني، وسمع من أبي جعفر بن المسلمة، وأبي بكر الخطيب وجماعة.

قال ابن السمعاني: شيخ صالح خير، قرأ بالروايات، وكان حسن الأخذ وكنت أقدم السماع عليه على غيره، قلت: روى عنه الحافظ ابن عساكر، وأبو اليمن الكندي وجماعة.

وسمعت سبعة ابن مجاهد من طريقه، توفي في صفر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة2.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 97"، غاية النهاية "2/ 349، 350".

2 انظر/ شذرات الذهب "4/ 107"، غاية النهاية "2/ 84".

ص: 270

29-

الحسن بن عبد الله بن عمر بن العرجاء، الإمام أبو علي بن المقرئ، أبي محمد.

قرأ بمكة على والده، وعلى أبي معشر الطبري، وطال عمره، وقصده القراء لعلو سنده، قرأ عليه محمد بن أحمد بن معط الأوريولي، وأبو الحسن بن كوثر المحاربي.

وأبو القاسم محمد بن وضاح، خطيب سقر، وآخرون، وكان أبوه قد أدرك عند مجيئه من الغرب الشيخ أبا العباس بن نفيس، وأخذ عنه وعن عبد الباقي بن فارس.

وبقي إلى حدود سنة خمسمائة بمكة، وبقي أبو علي هذا إلى حدود الأربعين وخمسمائة.

وقد رحل إليه أبو عبد الله بن غلام الفرس، بابنه إبراهيم، وقرأ عليه بالروايات الكثيرة1.

30-

هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس البغدادي، ثم الدمشقي الأستاذ أبو محمد إمام جامع دمشق.

قرأ الراويات، وأتقنها على والده، أبي البركات، وسمع الكثير من أبي القاسم بن أبي العلاء وجماعة، وخرج إلى العراق مع أبيه في رسالة السلطان تاج الدولة تتش إلى السلطان ملكشاه.

فسمع من البانياسي، وعاصم ورزق الله، وبأصبهان من أبي منصور محمد بن شكرويه، وسليمان الحافظ، وطائفة.

وأدب مدة في مسجد سوق الأحد، ثم تركه لما ولي إمامة الجامع، وتصدر للإقراء، وختم عليه خلق، وكان ثقة محققا حسن السيرة، يفهم الحديث، ولد في صفر، سنة إحدى وستين وأربعمائة.

ومات في المحرم، سنة ست وثلاثين وخمسمائة، روى عنه الحافظان ابن عساكر والسلفي، وأبو القاسم بن الحرستاني، وأبو المحاسن بن أبي لقمة وأخرون2.

31-

محمد بن عبد الله بن أحمد الشريف، أبو الفضل بن المهتدي بالله، الهاشمي العباسي البغدادي الخطيب المقرئ.

قرأ بخمس روايات، على أبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي، صاحب الحمامي،

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 217".

2 انظر/ شذرات الذهب "4/ 114"، غاية النهاية "2/ 349".

ص: 271

وحدث عن أبي الحسين بن النقور، وجده لأمه طاهر بن الحسين القواس، وأبي القاسم بن البسري وجماعة.

وكان خطيب جامع القصر، ثقة صالحا خيرا، سدد الصوم نيفا وخمسين سنة.

قرأ عليه القراءات التاج الكندي وغيره، وحدث عنه أبو حفص بن طبرزد، توفي في جمادى الأولى، سنة سبع وثلاثين وخمسمائة1.

32-

عتيق بن أسد بن عبد الرحمن بن أسد، أبو بكر الأنصاري، الأندلسي المرسي.

أخذ القراءات عن أبي الحسين بن البياز، وأكثر من السماع عن أبي علي بن سكرة، وتفقه بأبي محمد بن جعفر، وبرع في مذهب مالك.

وولي قضاء شاطبة، ودانية، وتفنن في العلوم، روى عنه أبو بكر مفوز بن طاهر، وأبو محمد بن سفيان، وغير واحد، توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة2.

33-

محمد بن الخضر بن إبراهيم المحولي، أبو بكر الخطيب، المقرئ الأستاذ.

أحد من يضرب به المثل في التجويد والإقراء، قرأ على رزق الله التميمي، وأبي طاهر بن سوار، وأحمد بن الفتح الموصلي، وغيرهم.

وكان أحذق أصحاب ابن سوار، فإنه لزمه خمس عشرة سنة، قرأ عليه القراءات أبو اليمن الكندي وغيره، وولي خطابة المحول.

وكان من أحسن الناس خطابة، مع الخشوع وحضور القلب، مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة3.

34-

أحمد بن محمد بن سعيد بن حرب، الأستاذ أبو العباس المسيلي، المقرئ.

أخذ القراءات عن أبي داود سليمان بن نجاح، وخازم بن محمد، وأبي الحسن العبسي، وكان من أهل الحذق والتجويد.

صنف كتاب التقريب في القراءات السبع، وتصدر للإقراء بإشبيلية أخذ عنه نجية بن

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 176".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 499، 500".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 137".

ص: 272

يحيى وابن خير، وبقي إلى حدود الأربعين وخمسمائة1.

35-

شريح بن محمد بن شريح بن أحمد، الإمام أبو الحسن الرعيني الإشبيلي، المقرئ الأستاذ.

ولد صاحب كتاب الكافي، روى الكثير عن أبيه وقرأ عليه القراءات وروى عن أبي عبد الله بن منظور، وعلي بن محمد الباجي، وأبي محمد بن خزرج.

وأجاز له أبو محمد بن حزم صاحب التصانيف.

قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين، معدودا في الأدباء والمحدثين، خطيبا بليغا، حافظا محسنا، مليح الخط واسع الخلق.

ولي خطابة إشبيلية، وقضاءها، ثم صرف من القضاء، ازدحم عليه الخلق ورحلوا إليه، لقيته سنة ست عشرة وخمسمائة، فأخذت عنه وقال لي: ولدت سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.

قرأ عليه عدد كثير، وسمعوا منه، قلت: فمن أصحابه محمد بن عبد الله بن الغاسل، ومحمد بن يوسف بن مفرج، ومحمد بن حسنون الكتامي وأحمد بن محمد بن مقلد الرعيني، وهؤلاء ممن قرأ عليه بالروايات.

وحدث عنه محمد بن خلف بن صاف، ومحمد بن جعفر بن حميد بن مأمون، وأبو بكر محمد بن الجد الحافظ، وخلق، آخرهم موتا عبد الرحمن بن علي الزهري، بقي إلى سنة ثلاث عشرة وستمائة.

وآخر من روى عنه في الدنيا بالإجازة، القاضي أبو القاسم بن تقي الدين.

توفي سنة خمس وعشرين وستمائة، وقيل توفي أبو الحسن شريح سنة تسع وثلاثين وخمسمائة2.

36-

عبد الله بن سعدون بن مجيب أبو محمد التميمي والوشقي، المقرئ الضرير، نزيل بلنسية 3.

أخذ القراءات على أبي مطرف بن الوراق، وعبد الوهاب بن حكم وخلف بن أفلح، وأبي داود وابن الدوش، وتصدر للإقراء زمانا.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 155".

2 انظر شذرات الذهب "3/ 354"، غاية النهاية "1/ 324، 325".

3 بلد شرقي الأندلس محفوف بالأنعماء والجنان لا ترى إلا مياها تدفع ولا تسمع إلى أطيارا تسجع.

ص: 273

وكان محققا مجودا بصيرا بالفن، محققا للعربية، أخذ عنه أبو الربيع بن حوط الله، وأبو العطاء بن نذير، وأبو الوليد الأزدي، قال الأبار: مات قبل الأربعين وخمسمائة1.

37-

علي بن عبد الله بن ثابت أبو الحسن الأنصاري، الخزرجي العبادي، المقرئ المجود.

قرأ القراءات على أبي الحسن بن كرز، وأبي داود، وأبي الحسن بن الدوش، وأبي الحسين بن أبي زيد، وعني بالفن أتم عناية.

وحج فسمع من أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر، وفاته تسع ورقات من صحيح البخاري، وسمع الحسين بن علي الطبري، وولي خطابة غرناطة2.

وكان موصوفا بالحذق والإتقان، والفضل والصلاح، أخذ عنه أبو بكر بن رزق، وأبو عبد الله بن حميد، وعبد الصمد بن يعيش، وأبو جعفر بن حكم.

توفي بغرناطة، في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة3.

38-

محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، الأستاذ أبو منصور البغدادي، المقرئ الدباس.

مصنف كتاب المفتاح في القراءات، أجاز له أبو محمد الجوهري، وهو آخر من روى في الدنيا عنه، وسمع من أبي جعفر بن المسلمة، وأبي بكر الخطيب، وعبد الصمد بن المأمون، وجماعة، فأكثر.

وقرأ القراءات، على عبد السيد بن عتاب، وعلى جده لأمه أبي البركات عبد الملك بن أحمد، وأبي الفضل بن خيرون، وهو عمه، قرأ عليه بكتابه المفتاح، أبو اليمن الكندي، ويحيى بن الحسين الأواني، وأبو محمد الحسن بن عبيدة.

وكان ثقة صالحا، رأسا في القراءات مليح النسخ، ملازما للإقراء روى عنه الحافظ ابن عساكر، والسمعاني، وأبو موسى المديني، وابن الجوزي، وعلي بن محمد الموصلي، وعمر بن طبرزد، والكندي.

وآخر من روى عنه بالإجازة، أبو منصور محمد بن عفيجة، توفي في رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، عن بضع وثمانين سنة4.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 420".

2 بلد بالأندلس، والصواب فيها أغرناطة ومعناها الدقانة بالأندلسية.

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 552، 553".

4 انظر/ شذرات الذهب "4/ 125"، غاية النهاية "2/ 192".

ص: 274

39-

أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عاصم الثقفي، أبو العباس القصبي الأندلسي المقرئ.

أخذ القراءات عن أبي عمران موسى بن سليمان، وسمع من أبي داود وابن الدوش، وأبي خالد يزيد مولى المعتصم بن صمادح، وأبي الحسين بن أبي زيد.

وحج وتصدر للإقراء بالمرية، أخذ عنه أبو بكر بن رزق، وأبو القاسم بن حبيش، وأبو يحيى اليسع بن حزم، وغيرهم، قال الأبار: توفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة1.

40-

عبد الله بن علي بن أحمد الأستاذ البارع، أبو محمد البغدادي المقرئ النحوي، سبط أبي منصور الخياط.

ولد سنة أربع وستين وأربعمائة، وسمع من الحسين بن النقور وأبي منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، وطراد الزينبي، وطائفة.

وقرأ القراءات على الشريف عبد القاهر العباسي، وأبي طاهر بن سوار وثابت بن بندار، وأبي الخطاب بن الجراح، وأبي البركات محمد بن الوكيل.

ويحيى بن أحمد السيبي صاحب الحمامي، وابن بدران الحلواني وجده الزاهد أبي منصور، محمد بن أحمد المقرئ، وأبي الحسن بن الفاعوس، وأبي الغنايم محمد بن علي الترسي، وأبي العز القلانسي.

وقرأ العربية على أبي الكرم بن فاخر، وأقرأ الناس بمسجد ابن جرده، وأم به دهرا، وكان رئيس المقرئين في عصره، ختم عليه خلق كثير.

وعرض عليه جماعة، وكان إماما محققا واسع العلم، متين الديانة قليل المثل، وكان أطيب أهل زمانه صوتا بالقرآن، على كبر السن، صنف التصانيف المليحة في القراءات، مثل المبهج.

وكتاب الكفاية، والقصيدة المنجدة في القراءات، وكتاب الروضة، وكتاب الإيجاز في السبعة، وكتاب المؤيدة للسبعة، وكتاب الموضحة في العشرة، وكتاب الاختيار، وكتاب التبصرة غير ذلك.

وأخذ النحو عن أبي الكرم المبارك بن فاخر، قرأ عليه كتاب سيبويه، وتصانيف ابن جني.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 66".

ص: 275

قرأ عليه بالروايات عبد الوهاب بن سكينة ومحمد بن يوسف الغزنوي.

وعبد الواحد بن سلطان، وأبو الفتح نصر الله بن الكيال ومحمد بن محمد بن هارون بن الكمال الحلي، والمبارك بن المبارك الحداد، وصالح بن علي الصرصري وحمزة بن علي القبيطي، وزاهر بن رستم، وخلق كثير.

آخرهم موتا التاج أبو اليمن الكندي.

وحدث عنه هؤلاء، وإسماعيل بن إبراهيم بن فارس، وعبد العزيز بن منينا، وعبد الله بن المبارك بن سكينة، ومحمود بن الداريج، وآخرون.

قال أبو سعد السمعاني: كان متواضعا مترددا حسن القراءة في المحراب سيما ليالي رمضان، كان يحضر عنده الناس لاستماع قراءته، له تصانيف في القراءات، خولف في بعضها، وشنعوا عليه.

وسمعت أنه رجع إلى ذلك، والله يغفر لنا وله، كتبت عنه وعلقت عنه من شعره، قال أحمد بن صالح الجيلي: سار ذكر سبط الخياط في الأغوار والأنجاد، ورأس، أصحاب الإمام أحمد.

وصار أوحد وقته ونسيج وحده، لم أسمع في جميع عمري من يقرأ الفاتحة أحسن ولا أصح منه، وكان جمال العراق بأسره، وكان ظريفا كريما لم يخلف مثله في أكثر فنونه.

قلت: وكان أيضا من كبار أئمة اللغة، قرأت كتاب المبهج بكماله، على أبي حفص عمر بن غدير القواس، عن الكندي إجازة، عن المؤلف سماعا وتلاوة، ومن شعره:

أيها الزائرون بعد وفاتي

جدثا ضمني ولحدا عميقا

سترون الذي رأيت من المو

ت عيانا وتسلكون الطريقا

توفي سبط الخياط، في ربيع الآخر، سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وصلى عليه الشيخ عبد القادر الجيلي.

قال عبد الله بن جرير القرشي الناسخ: دفن عند جده أبي منصور، على دكة الإمام أحمد رضي الله عنه، وكان الجمع يفوق الإحصاء، غلق أكثر البلد ذلك اليوم، وقال ابن الجوزي: ما رأيت جمعا أكثر من جمع جنازته -رحمه الله1.

41-

نصر بن الحسين الإمام أبو القاسم بن الخبازة، البغدادي المقرئ الحنبلي.

قرأ بالروايات على يحيى بن أحمد السيبي، صاحب الحمامي، وعلى الشريف عبد

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 128، 129". غاية النهاية "1/ 434، 435".

ص: 276

القاهر العباسي، وسمع من طراد الزينبي وغيره، وتصدر للإقراء، حدث عنه معمر بن الفاخر، وأبو الفرج بن الجوزي، توفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة1.

42-

جعفر بن يحيى بن غتال العلامة أبو الحكم الداني.

أخذ القراءات عن أبي داود، وسمع منه ومن أبي علي بن سكرة.

قال الأبار: كان أديبا شاعرا منشئا، له خطب مليحة، أقرأ الناس العربية، روى عنه أبو الحسن بن هذيل.

وأبو عبد الله العكفاسي، وأبو محمد بن سفيان، توفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، في السجن من جهة الدولة2.

43-

عبد الله بن محمد بن يحيى بن فرج، أبو محمد العبدري الزهيري المدبي.

أخذ القراءات عن أبي داود، وأقرأ بقلعة حماد زمانا، ثم نزل بجاية، وبها توفي سنة أربعين وخمسمائة3.

44-

محمد بن علي بن سلامة بن صالح الإمام، أبو بكر الدارمي الآمدي المقرئ.

أحد من عني بالقراءات، قرأ بالسبع على القاضي، سعيد بن أحمد الجزري في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، وتصدر للإقراء.

قرأ عليه بالموجز للأهوازي، أحمد بن أحمد القاص، شيخ عبد العزيز بن دلف4.

45-

عمر بن ظفر أبو حفص المغازلي البغدادي، المقرئ المحدث، ولد في سنة إحدى وستين وأربعمائة، وسمع من علي بن البسري، ومالك البانياسي، وطراد الزينبي وطبقتهم.

وقرأ بالسبع على أحمد بن أبي الأشعث السمرقندي، بطرق الموجز للأهوازي، قرأ عليه القراءات، يحيى بن أحمد الأواني وغيره، وحدث عنه ابن عساكر، وابن الجوزي، والتاج الكندي.

وقد طلب الحديث بنفسه، ونسخ الكثير، وختم عليه في مسجده خلق كثير، وكان من أهل العلم والعمل، توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة5.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 335".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 199".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 455".

4 انظر/ غاية النهاية "2/ 203".

5 انظر/ شذرات الذهب "4/ 131"، غاية النهاية "1/ 593".

ص: 277

46-

يحيى بن خلف بن نفيس أبو بكر المعروف بابن الخلوف، الغرناطي المقرئ، أحد الحذاق.

ولد في أول سنة ست وستين وأربعمائة، وعني بالقراءات، حتى برع فيها، لقي من القراء أبا الحسن العبسي، وخازم بن محمد صاحب مكي.

وأبا بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبا القاسم بن النخاس وعياش بن خلف.

ولقي ببغداد أبا طاهر بن سوار، وسمع من الفقيه نصر المقدسي، ومحمد بن الطلاع، وأبي علي الغساني، وأبي مروان بن سراج، وسمع صحيح مسلم بمكة من أبي عبد الله الطبري.

وتصدر للإقراء بجامع غرناطة وطال عمره وشاع ذكره.

وكان رأسا في القراءات، عارفا بالتفسير، كثير التفنن ذا جلالة ووقار، ذكره الأبار في تاريخه، وبالغ في وصفه.

روى عنه أبو عبد الله النميري وابنه عبد المنعم بن يحيى شيخ ابن عيسى وأبو بكر بن رزق وأبو الحسن بن الضحاك وعبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن الفرس، ووالده أبو عبد الله.

وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وأبو عبد الله بن عروس، توفي في آخر عام أحد وأربعين وخمسمائة1.

47-

أحمد بن علي بن أحمد بن زرقون بن سحنون العلامة أبو العباس المرسي، المقرئ الفقيه المالكي.

أخذ القراءات عن أبي داود، الدوش وابن الدوش وابن البياز، وبرع فيها وسمع من محمد بن الفرج الطلاعي، وأبي علي الغساني، وقرأ لورش على أبي الحسن بن الجزار، صاحب مكي بن أبي طالب.

وتصدر للإقراء بمدينة الجزيرة الخضراء، وكان فقيها مشاورا، ومحدثا حافظا، ونحويا مفسرا، روى عنه أبو حفص بن عذره، وابن خير وأبو الحسن بن مؤمن، وجماعة توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وقد شاخ2.

1 انظر/ غاية النهاية "3/ 369، 370".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 83".

ص: 278

48-

دعوان بن علي بن حماد بن صدقة، الإمام أبو محمد الجبي، البغدادي الضرير المقرئ.

ولد سنة ثلاث وستين وأربعمائة، بقرية جبة من سواد بغداد، وقدم فسمع من رزق الله التميمي، وجماعة، وقرأ القراءات على الشريف عبد القاهر المكي، وأبي طاهر بن سوار.

وتفقه على أبي سعيد المخرمي الحنبلي، فأحكم الفقه وأعاد لشيخه، وكان ذكيا حافظا، متصوفا على طريقة السلف.

قرأ عليه طائفة كبيرة.

منهم منصور بن أحمد الحميلي، ومحمد بن محمد الحلي بن الكال، ومحمد بن خالد الأزجي، توفي دعوان في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، قال عبد الله بن أبي الحسن الجبائي: رأيت دعوان بن علي في النوم، فقال: عرضت على الله تعالى خمسين مرة، وقال: أيش عملت؟ قلت: قرأت القرآن وأقرأته، فقال لي: أنا أتولاك أنا أتولاك1.

49-

عبد الرحيم بن محمد بن الفرج أبو القاسم، الأنصاري الغرناطي، المقرئ المحقق، المعروف بابن الفرس.

قرأ على جماعة، ثم أرتحل فقرأ بالروايات على أبي داود، وأبي الحسن بن الدش، وسمع من جماعة، وتفقه وأقرأ الناس دهرا بجامع المرية، ودرس وأفتى وارتحل القراء إليه لمعرفته وإتقانه.

روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد، وحفيده عبد المنعم، وأبو القاسم القنطري، وأبو العباس بن اليتيم، وأبو جعفر بن حكم، وأبو الحجاج الثغري، وجماعة، فلما وقعت الفتنة بغرناطة عند زوال دولة لمتونه، سنة تسع وثلاثين.

نزح إلى مدينة المنكب، فأقرأ بها، إلى أن مات في شعبان، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، عاش سبعين سنة2.

50-

سهل بن محمد بن أحمد بن الحسين بن طاهر الأستاذ أبو علي الأصبهاني الحاجي المقرئ، بقية القراء بأصبهان.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 131"، غاية النهاية "2801".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 383".

ص: 279

سمع أبا القاسم يوسف بن علي الهذلي، مصنف الكامل، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، ومحمد بن أحمد بن ماجه الأبهري، وجماعة.

ولد بعد سنة خمسين وأربعمائة، روى عنه أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وكان مؤدبا صالحا خيرا، توفي في نصف شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وهوآخر من روى عن الهذلي1.

51-

صافي بن عبد الله أبو الفضل البغدادي، مولى ابن الخرقي مقرئ مجود عالي الإسناد كثير التعبد والأوراد.

قرأ على رزق الله التميمي، ويحيى بن أحمد السيبي، عن قراءاتهما على أبي الحسن الحمامي، وسمع من مالك البانياسي وغيره، توفي في غالب الظن سنة ست وأربعين وخمسمائة.

ومن كلامه:

سلوا القلوب عن المودات

فإنها لا تقبل الرشا2

52-

محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل، الأستاذ أبو الحسين بن عظيمة، العبدي الإشبيلي المقرئ.

عني بالقراءات وأخذ عن أبي عبد الله السرقسطي، وخازم بن محمد وأبي داود؛ وحج فأخذ بالإسكندرية على أبي علي بن بليمة، وأبي القاسم ابن الفحام.

وسمع من محمد بن الفرح الطلاعي، وأبي علي الغساني، واشتهر بالصدق والإتقان، وحمل الناس عنه، ومن جلة أصحابه أبو بكر بن خير.

وله أرجوزة في القراءات؛ بقي إلى حدود الأربعين وخمسمائة، ومن أصحابه ابنه طفيل3.

53-

محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد، الأستاذ أبو عبد الله بن غلام الفرس الأندلسي الداني المقرئ، النحوي، أحد الأئمة.

أخذ القراءات على أبي داود، وابن أبي زيد، وابن الدوش؛ وعبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع وغيرهم، وقرأ اللغة على مالك العتبي وابن العواد.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 320".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 331".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 166، 167".

ص: 280

وارتحل بابنه إبراهيم، سنة بضع وعشرين وخمسمائة، فأخذ عن السلفي وأخذ السلفي عنه.

وقرأ على أبي علي بن العرجاء، صاحب أبي معشر الطبري، وهو أبو علي الحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني ابن العرجاء نزيل مكة ومقرئها ورجع فتصدر للإقراء، والتحديث وتعليم العربية.

قرأ عليه أبو عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي، وأبو جعفر أحمد بن علي الحصار، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي العاص ولد المذكور وعبد الله بن يحيى بن صاحب الصلاة وأبو الحجاج يوسف بن عبد الله الفهري، ويوسف بن سليمان البلنسي.

قرأ عليه هذا البلنسي القراءات في ختمة واحدة، وكتب عنه أبو طاهر السلفي مع تقدمه، وابن بشكوال، وأبو العباس الأقليشي، وأبو عبد الله بن سعادة.

وهو آخر من روى عنه.

وقال: قال الأبار في تاريخه، كان صاحب ضبط وإتقان، مشاركا في علوم جمة، يتحقق بها، وكان حسن الخط أنيق الوراقة، ولي خطابة دانية.

وكانوا يرحلون إليه للسماع والقراءة، والفرس هو لقب إنسان تاجر من أهل دانية، وهو أستاذ سعيد، ولد أبو عبد الله سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.

ومات بدانية في ثالث عشر محرم، سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وقد أصابه خدر قبل موته بسنة، وكان ذا حظ من علم الحديث ومعرفة رجاله.

ولي خطابة دانية في آواخر عمره1.

54-

المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور الأستاذ أبو الكرم الشهرزوري، البغدادي المقرئ، مصنف المصباح الزاهر في العشرة البواهر.

قرأ بالروايات على الكبار، رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، ويحيى بن أحمد السيبي، وابن سوار، وعبد السيد بن عتاب، وعبد القاهر العباسي ومحمد بن أبي بكر بن محمد القيرواني، وأبي نصر أحمد بن علي الهباري.

وأبي سعد أحمد بن المبارك الأكفاني، صاحب الحمامي، وأبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل، وثابت بن بندار، وابن بدران الحلواني، والحسن بن محمد بن الفضل الكرماني الزاهد.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 144"، غاية النهاية "2/ 221، 222".

ص: 281

شيخ قرأ بدمشق على الحسين بن علي الرهاوي، وعلي بن الفرج الدينوري القارئ، وأبي الخطاب علي بن الجراح، وأبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأجاز له عبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين بن المهتدي بالله وابن هزار مرد الصريفيني، وابن النقور وآخرون، وسمع من إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، ورزق الله، وأبي الفضل بن خيرون، وطراد الزينبي، والكبار.

وانتهت إليه مشيخة الإقراء بالعراق، بعد سبط الخياط، وهو في طبقته، قرأ عليه عدد كثير منهم عمر بن بكرون، ومحمد بن محمد بن هارون الحلي بن الكيال.

والشيخ عبد الواحد بن سلطان، ويحيى بن الحسين الأواني، وصالح بن علي الصرصري، وأبو يعلى حمزة بن القبيطي وأحمد بن الحسن العاقولي وزاهر بن رستم، وعبد العزيز بن الناقد، ومشرف بن علي الخالصي.

وعلي بن أحمد الدباس، وأبو العباس محمد بن عبد الله الرشيدي الضرير.

وحدث عنه محمد بن أبي المعالي بن البناء، وأسعد بن صعلوك، والفتح بن عبد السلام وآخرون.

قال أبو سعد السمعاني: هو شيخ صالح دين خير قيم بكتاب الله عز وجل، عارف باختلاف الروايات والقراءات حسن السيرة جيد الأخذ على الطلاب.

له روايات عالية، كتبت عنه، ومولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وأربعمائة، ومات في ذي الحجة، سنة خمسين وخمسمائة -رحمه الله1.

55-

سليمان بن يحيى بن سعيد أبو داود المعافري، القرطبي المقرئ الأستاذ.

قال الأبار: أخذ عن أبي داود، وابن الدوش، وأبي الحسين بن البياز، وأبي الحسن الحصري، وأبي عبد الله بن مفرح، وتصدر للإقراء والعربية بقرطبة.

وكان مقرئا ماهرا محققا، ويعرف بأبي داود الصغير، أخذ عنه أبو بكر بن خير، والحسن بن الضحاك، وأبو القاسم القنطري، وأبو زيد السهيلي، وتوفي بعد الأربعين وخمسمائة2.

56-

عبد الله بن خلف بن بقي الأستاذ، أبو محمد المقسي الأندلسي، والبياسي المقرئ.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 157"، غاية النهاية "2/ 38-40".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 417".

ص: 282

أخذ القراءات بمرسية، عن أبي الحسين بن البياز، وبشاطبه، عن أبي الحسن بن الدوش، وسمع من أبي بحر سفيان بن العاص، وعبد العزيز بن عبادة الجياني.

وحج فقرأ على ابن الفحام، وأبي بكر بن عبد الجليل، وأبي محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء إمام المقام، وكان من أصحاب ابن نفيس، وعبد الباقي بن فارس.

فبرع البياسي في القراءات، ورأس فيها مع الصلاح والزهد والجهاد، وقرأ عليه أبو بكر محمد بن حسنون البياسي وغيره، توفي بعد الأربعين وخمسمائة وقد شاخ1.

57-

عمر بن عبد الله أبو حفص الحربي المقرئ الرجل الصالح، سمع من طراد والنعالي وقرأ على " "2.

قرأ عليه ريحان بن تركان الضرير، وعبد العزيز بن الناقد، وحدث عنه ابن طبرزد، وأبو المنجا بن اللتي، توفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة3.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 418".

2 بياض في الأصل.

3 انظر/ شذرات الذهب "4/ 162" غاية النهاية "1/ 593، 594".

ص: 283