الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الرابعة عشرة:
1-
القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الإمام أبو محمد وأبو القاسم الرعيني الشاطبي المقرئ الضرير أحد الأعلام.
ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وقرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي.
ثم ارتحل إلى بلنسية وهي قريبة من شاطبة.
فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على أبي الحسن بن هذيل وسمع الحديث منه، ومن أبي الحسن بن النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة وأبي محمد بن عاشر، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم، وعليم بن عبد العزيز وأبي عبد الله بن حميد.
وارتحل ليحج، فسمع من أبي طاهر السلفي وغيره، واستوطن مصر واشتهر اسمه وبعد صيته، وقصده الطلبة من النواحي، وكان إماما علامة، ذكيا كثير الفنون منقطع القرين، رأسا في القراءات، حافظا للحديث، بصيرا بالعربية، واسع العلم.
وقد سارت الركبان بقصيدتيه، حرز الأماني وعقيلة أتراب القصائد، اللتين في القراءات والرسم، وحفظهما خلق لا يحصون؛ وخضع لهما فحول الشعراء وكبار البلغاء، وحذاق القراء.
ولقد أودع وأوجز وسهل الصعب، روى عنه أبو الحسن بن خيرة، ووصفه من قوة الحفظ بأمر معجب، وقرأ عليه بالروايات عدد كثير، منهم أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعد الشافعي، شيخا أبي عبد الله الفاسي وأبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي، والزين أبو عبد الله الكردي، وأبو الحسن علي بن محمد السخاوي، والسديد عيسى بن أبي الحرم العامري، والكمال علي بن شجاع الضرير.
وحدث عنه محمد بن يحيى الجنجالي، وبهاء الدين بن الجميزي، وآخر من روى عنه الشاطبية، أبو محمد عبد الله بن عبد الوارث الأنصاري ويعرف بابن فار اللبن، وهو آخر أصحابه موتا.
قال أبو عبد الله الأبار في تاريخه: تصدر للإقراء بمصر، فعظم شأنه، وبعد صيته، وانتهت إليه الرياسة في الإقراء، قال: وقفت على نسخة من إجازته، حدث فيها بالقراءات، عن أبي عبد الله بن اللاية، عن أبي عبد الله بن سعيد، ولم يحدث فيها عن ابن هذيل.
قال: وتوفي بمصر في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة، سنة تسعين وخمسمائة.
قلت: وكان موصوفا أيضا بالزهد، والعبادة والانقطاع وقد تصدر للإقراء بالمدرسة الفاضلية، ومن شعره.
قل للأمير نصيحة
…
لا يركنن إلى فقيه
إن الفقيه إذا أتى
…
أبوابكم لا خير فيه
عاش الشاطبي رحمه الله اثنتين وخمسين سنة، وخلف أولادا منهم زوجة الكمال الضرير، ومنهم أبو عبد الله محمد بن القاسم، بقي إلى سنة خمس وخمسين وستمائة.
وروي عن أبيه، وعن البوصيري، وعاش قريبا من ثمانين سنة1.
2-
شجاع بن محمد بن سيدهم، بن عمرو بن حديد بن عسكر الإمام أبو الحسن المذلجي المصري المقرئ المالكي.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وقرأ القراءات على أبي العباس أحمد بن الحطيئة، وسمع منه ومن عبد الله بن رفاعة السعدي، وعبد المنعم بن موهوب الواعظ، وأبي طاهر السلفي.
وأخذ العربية عن أبي بكر بن السراج، والفقه عن أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسين الجباب، وعمر بن محمد الذهبي، وتصدر للإقراء بجامع مصر، وانتفع به الجماعة.
قرأ عليه الكمال علي بن شجاع العباسي وغيره، وتوفي في ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة2.
3-
أحمد بن علي بن عتيق بن إسماعيل أبو جعفر القرطبي، الفنكي الشافعي المقرئ إمام الكلاسة.
ولد بقرطبة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وسمع من أبي الوليد يوسف بن الدباغ الحافظ، بقراءة أبيه، وحج.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 20-23".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 324".
وجاور، فقرأ القراءات على الشيخ عبد الكافي بن توكل الجبلي، صاحب أبي العز القلانسي، وكان قد قرأ القراءات بالأندلس، على أبي بكر محمد بن جعفر بن صاف، صاحب أبي الحسن شريح بن محمد.
ثم رحل إلى الموصل، وقرأ على يحيى بن سعدون الأزدي، وقدم دمشق فسمع بها الكثير، من الحافظ أبي القاسم بن عساكر وأبي نصر عبد الرحيم بن يوسف، وخلق.
وعني بالحديث والقراءات، وكتب الكثير، وخطه معروف حلو، وكان إماما صالحا قانتا لله، كبير القدر، وفنك قلعة من أعمال قرطبة، أقرأ القراءات.
روى عنه: ولداه تاج الدين محمد وإسماعيل، ويوسف بن خليل والشهاب القوصي، وبالإجازة شيخنا أحمد بن سلامة الحداد.
توفي في شهر رمضان، سنة ست وتسعين وخمسمائة1.
4-
علي بن عتيق بن عيسى بن أحمد، أبو الحسن القرطبي الأنصاري، الخزرجي المقرئ.
قال الأبار: أخذ القراءات عن أبي القاسم عبد الرحيم بن الفرس، وأبي العباس بن زرقون، وأبي جعفر البطروجي.
وحدث عن أبي محمد الرشاطي، وأبي الحسن بن مغيث، وأبي القاسم بن بقي، وأبي بكر بن العربي، وطائفة، وحج فسمع من السلفي وغيره، وعني بالحديث.
وكان بصيرا بالقراءات، يشارك في علم الطب، وعلم الشعر، ألف في الطب والأصول، سمع منه أبو الحسن بن المفضل المقدسي، وشيوخنا أبو عبد الله التجيبي، وأبو الربيع بن سالم، وأبو الحسن بن خيرة.
توفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وولد بعد العشرين وخمسمائة2.
5-
طفيل بن محمد بن عبد الرحمن بن طفيل أبو نصر بن عظيمة العبدي الإشبيلي المقرئ.
قال الأبار: أخذ القراءات عن أبيه أبي الحسن، وأبي الحسن شريح، وكان مجودا ضابطا عارفا، أدب بالقرآن، وطال عمره، وأخذ عنه الآباء والأبناء، روى عنه أبو علي الشلوبيني وغيره.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 205".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 555".
وعاش إلى سنة تسع وتسعين وخمسمائة وهو أخو عياش1.
6-
عبد الله بن أحمد بن محمد بن علوش الإشبيلي المقرئ، نزيل مراكش.
أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح، وسمع من جده محمد بن علي، وأبي بكر بن العربي، وأدب بمراكش أولاد المنصور يعقوب بن يوسف.
وكان عالما محققا مهيبا، مجودا للقراءات مشاركا في العربية، توفي قبل الستمائة2.
7-
محمد بن يوسف بن علي الإمام شهاب الدين، أبو الفضل الغزنوي، المقرئ الفقيه الحنفي، نزيل القاهرة.
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وسمع في صغره من أبي بكر قاضي المرستان، وأبي منصور بن خيرون وجماعة، وقرأ القراءات على أبي محمد سبط الخياط.
وحدث ببغداد والشام ومصر، وتصدر للإقراء، قرأ عليه الإمامان علم الدين السخاوي وجمال الدين بن الحاجب، وحدث عنه ابن خليل والضياء المقدسي.
والكمال الضرير، والرشيد العطار، والمعين أحمد بن زين الدين الدمشقي، ودرس المذهب بمسجد الغزنوي المعروف به.
ومات بالقاهرة، في نصف ربيع الأول، سنة تسع وتسعين وخمسمائة3.
8-
محمد بن يوسف بن مفرج بن سعادة أبو بكر، وأبو عبد الله الإشبيلي المقرئ، نزيل تلمسان.
قال أبو عبد الله الأبار: أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح، وأبي العباس بن حرب المسيلي، وسمع منهما ومن أبي بكر بن العربي، وأبي بكر بن مدير.
وكان مقرئا فاضلا، ومحدثا ضابطا، أخذ الناس عنه، وعمر وأسن، توفي سنة ستمائة4.
9-
أحمد بن سلمان بن أحمد بن أبي شريك الحربي أبو العباس المقرئ، المحدث الملقب بالسكر.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 341".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 408".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 286".
4 انظر/ غاية النهاية "2/ 288".
قرأ بالروايات على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، ويعقوب بن يوسف الحربي، وأبي بكر بن الباقلاني، وسمع من سعيد بن البناء، فمن بعده.
وكان مفيد المحدثين في زمانه، مع الخير والعبادة والتلاوة، توفي سنة إحدى وستمائة1.
10-
محمد بن خلف بن مروان بن مرزوق بن أبي الأحوص، أبو عبد الله الزناتي البلنسي المقرئ، المعروف بابن نسع.
قرأ القراءات على أبي الحسن بن هذيل، واختص به ولازمه، وسمع السيرة من طارق بن يعيش بنزول وكثيرا ما كان يسمع منه، حتى كاد أن يحفظها.
روى عنه أبو محمد عبد الله بن أبي بكر الأبار، وأبو الحسن بن خيرة، وأبو الربيع بن سالم، وأبو بكر بن محرز، وجماعة.
توفي في شعبان سنة تسع وتسعين، وله تسعون سنة، وشيعه أمم لا يحصون، وكان موصوفا بالزهد والصلاح2.
11-
حمزة بن علي بن فارس الأستاذ أبو يعلى الحراني، ثم البغدادي المقرئ، المعروف بابن القبيطي، أحد القراء المحققين المسندين.
قرأ القراءات على سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري، وعلي بن أحمد الأزدي، وسمع منهم، ومن أبي عبد الله بن السلال، وأبي الحسن بن توبة، وأبي الفضل الأرموي.
وكان ثقة صادقا حسن الأخلاق، روى عنه أبو عبد الله الدبيثي، والضياء محمد، وابن خليل، والنجيب عبد اللطيف، توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وستمائة، وقد قارب الثمانين3.
12-
عبد الوهاب بن الأمين علي بن علي بن عبد الله، الإمام أبو أحمد بن سكينة، البغدادي المقرئ الصوفي، شيخ العراق في عصره.
ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة، وأسمعه ابن ناصر من هبة الله بن الحصين، وزاهر الشحامي، وأبي بكر قاضي المارستان، وأبي غالب الماوردي، ومحمد بن حمويه الجويني الزاهد، وعمر بن إبراهيم الزيدي.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 58".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 38".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 264".
وسمع بعد ذلك بنفسه، على أبيه وخلق كثير، وكان يسمع مع الحافظين ابن عساكر وابن السمعاني، وقرأ بالروايات الكثيرة على أبي محمد سبط الخياط، وعلى أبي العلاء الهمذاني، وعلى أبي الحسن بن محمويه.
وتفقه في المذاهب والخلاف على شيخ الشافعية سعيد بن الرزاز، وقرأ العربية على ابن الخشاب، ولبس الخرقة من جده لأمه أبي البركات النيسابوري، وصحبه، ولازم ابن ناصر، فقرأ عليه الكثير، وعلى ابن الطلاية، وهذه الطبقة.
وطال عمره وانتهت إليه مشيخة العلم، وكان إماما صالحا قدوة، مقرئا مجودا كثير المحاسن.
ذكره ابن النجار، فقال: عمر حتى حدث بجميع مروياته مرارا، وقصده الطلبة من البلاد.
وكانت أوقاته محفوظة، فلا تمضي له ساعة إلا في قراءة أو ذكر أو تهجد أو تسميع، وكان كثير الحج والمجاورة والطهارة، لا يخرج إلا لحضور جمعة أو عيد أو جنازة.
ولا يحضر دور الرؤساء، ويديم الصوم غالبا، ويستعمل السنة في أموره، ويتواضع لجميع الناس، وكان ظاهر الخشوع غزير الدمعة، قد ألبس رداء من البهاء، وحسن الخلقة وقبول الصورة، وجلالة العبادة.
وكانت له في القلوب منزلة عظيمة، صحبته قريبا من عشرين سنة، وطفت البلاد، فما رأيت أكمل منه ولا أكثر عبادة، ولا أحسن سمتا، وقرأت عليه بالروايات وكان ثقة حجة.
وقال يحيى بن القاسم مدرس النظامية: كان ابن سكينة عالما عاملا، دائم التكرار لكتاب "التنبيه" كثير الإشتغال بـ"المهذب" و"الوسيط"، لا يضيع شيئا من وقته.
قلت: روى عنه موفق الدين بن قدامة، وتقي الدين بن الصلاح، والضياء وابن الدبيثي، وابن خليل وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وغيرهم.
توفي في ربيع الآخر سنة سبع وستمائة1.
13-
عبد الواحد بن عبد السلام بن السلطان أبو الفضل الأزجي، البيع المقرئ المعدل.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 480".
قرأ القراءات الكثيرة على أبي محمد سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري، وسمع منهما ومن جماعة، وتصدر للإقراء، فقرأ عليه جماعة، منهم الشيخ مجد الدين ابن تيمية، وإبراهيم بن الخير، وحدث عنه يوسف بن خليل، والضياء المقدسي، والنجيب عبد اللطيف.
وكان صالحا خيرا بصيرا بصناعة الإقراء، عالي الإسناد، توفي في ربيع الأول، سنة أربع وستمائة، ودفن بباب حرب، وله ثلاث وثمانون سنة1.
14-
أحمد بن محمد بن أحمد بن مقدام، أبو العباس الرعيني الإشبيلي المقرئ.
أخذ القراءات عرضا عن أبي الحسن شريح، وسمع منه وابن العربي، وأبي عمر بن صالح وجماعة، وكان عارفا بالقراءات، أديبا زاهدا دينا؛ انفرد بالتلاوة على شريح.
أخذ الناس عنه كثيرا، توفي سنة أربع وستمائة بين العيدين، وله ثمان وثمانون سنة2.
15-
محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن زكريا الخطيب، أبو بكر بن حسنون الكتامي الأندلسي، البياسي المقرئ.
أخذ القراءات عن أبيه وعن أبي الحسن شريح، وعبد الله بن خلف صاحب ابن الدوش وغيره، وسمع منهم، ومن القاضي أبي بكر بن العربي، وأبي القاسم بن ورد.
وولي قضاء بياسة وخطابتها، وتصدر للإقراء والتحديث، وكان حاذقا بالصناعة مجودا ماهرا، توفي في رمضان سنة أربع -أيضا- وستمائة.
وقد بلغ التسعين، وقيل: بل جاوز الثمانين3.
16-
زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن، بن سعيد بن عصمة بن حمير، العلامة تاج الدين أبو اليمن الكندي البغدادي، التاجر المقرئ النحوي الحنفي، شيخ القراء والنحاة بدمشق.
ولد في شعبان سنة عشرين وخمسمائة، وقرأ القرآن تلقينا على أبي محمد سبط الخياط، وله نحو من سبع سنين، وهذا نادر.
وأندر منه أنه قرأ بالرويات العشر، وهو ابن عشر حجج، وما علمت هذا وقع لأحد أصلا.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 474".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 104".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 205-241".
وأعجب من ذلك أنه عمر الدهر الطويل، وانفرد في الدنيا بعلو الإسناد في القراءات، وعاش بعد ما قرأها بعدة كتب، ثلاثا وثمانين سنة.
وهذا لا نظير له في الإسلام، وقد قرأ بست روايات، على هبة الله بن الطبر الحريري، وسمع منه وهو آخر أصحابه موتا.
وقرأ بالعشر على أبي منصور بن خيرون، وأبي بكر محمد بن ابراهيم المحولي، وأبي الفضل بن المهتدي بالله، وسمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور الشيباني، وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي الحسن بن توبة، وطائفة سواهم، تفرد عن كبارهم.
وأخذ العربية عن سبط الخياط، ثم عن أبي السعادات هبة الله بن الشجري وغيره، واللغة وكان بارعا فيها عن أبي منصور بن الجواليقي.
وتفقه في مذهب أحمد، وقال الشعر الجيد، وعانى في شبيبته التجارة والأسفار، ومدح بالشعر فروخشاه نائب دمشق، فنوه بذكره، وأقبل عليه، وتصدر بدمشق للاشغال زمانا.
ونال جاها ودنيا عريضة، واتخذ المماليك، ودارا كبيرة بدرب العجم فكان الملك المعظم صاحب دمشق ينزل إليه ويقرأ عليه، وانتقل إلى مذهب أبي حنيفة لأجل الدنيا.
وكان حسن الأخلاق طيب المزاج، مكرما للغرباء، حجة في النقل متبحرا في عدة علوم، خرج له عدة أصحاب، وقرأ عليه القراءات علم الدين السخاوي، وعلم الدين القاسم الأندلسي، ومنتخب الدين الهمذاني، وكمال الدين بن فارس، وجماعة.
وانتهى إليه أيضا علو الإسناد في الحديث، وسمع منه خلق لا يحصون روى عنه الحافظ عبد الغني وأولاده، وابن الأنماطي، والضياء المقدسي والشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وأبو الغنائم بن علان.
وفخر الدين بن البخاري، ومحمد بن مؤمن ويوسف بن المجاور، وأمم سواهم، وفيه يقول السخاوي: لم يكن في عصر عمرو مثله، وكذا الكندي في آخر عصره.
فهما زيد وعمرو إنما
…
بني النحو على زيد وعمرو
توفي تاج الدين الكندي، في شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة، ودفن بقاسيون، رحمه الله تعالى.
17-
محمد بن أحمد بن بختيار الإمام القاضي أبو الفتح المندائي الواسطي، المقرئ المعدل.
ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة، وسمع القراءات من أبي عبد الله
البارع.
وقرأ بواسط على أحمد بن عبيد الله الآمدي، سبط الأغلاقي، والرئيس أبي يعلى محمد بن سعد بن تركان، وسمع من ابن الحصين، وهبة الله بن الطبر، وأبي السعود أحمد بن علي المجلي.
وأبي الحسن عبد الله بن محمد بن البيهقي، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وعمر بن إبراهيم العلوي، وأبي عبد الله الجلاني، وأبي عامر محمد بن سعدون العبدري، وطائفة سواهم.
وكان مسند العراق في زمانه، قال أبو عبد الله بن الدبيثي: كان حسن المعرفة جيد الأصول، صحيح النقل مستيقظا، روى الكثير وصار أسند أهل زمانه، وقصد من الآفاق.
ونعم الشيخ كان عقلا وخلقا ومودة، توفي في شعبان سنة خمس وستمائة، قلت: روى عنه أبو الطاهر إسماعيل بن الأنماطي، والخطير فتوح الخوبي، والزين أحمد بن عبد الدائم1.
18-
غياث بن فارس بن مكي الأستاذ أبو الجود اللخمي المنذري، المصري المقرئ الفرضي، النحوي العروضي الضرير، شيخ القراء بديار مصر.
قرأ القراءات على الشريف أبي الفتوح الخطيب، وسمع من عبد الله بن رفاعة السعدي وغيره، وتصدر للإقراء، من شبيبته.
وقرأ عليه خلق كثير، منهم علم الدين السخاوي، وعبد الظاهر بن نشوان، والمنتخب الهمذاني، والفقيه زيادة، وأبو عمرو بن الحاجب، والعلم أبو محمد القاسم بن أحمد اللورقي، والكمال على بن شجاع العباسي.
وأبو علي منصور بن عبد الله الأنصاري الضرير، والتقي عبد الرحمن بن مرهف الناشري، وأبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم خطيب جامع المقياس.
وخلق آخرهم وفاة أبو طاهر اسماعيل بن هبة الله المليجي، ذكره الحافظ زكي الدين المنذري في الوفيات له، وقال: أقرأ الناس دهرا، ورحل إليه، وأكثر المتصدرين للإقراء بمصر أصحابه، وأصحاب أصحابه، سمعت منه.
وقرأت القراءات في حياته على أصحابه، ولم يتيسر لي القراءة عليه، ومولده سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: وكان دينا فاضلا بارعا في الأدب حسن الأداء لفاظا، متواضعا كثير المروءة، لا يطلب منه قصد أحد في حاجة إلا يجيب.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 56".
وربما اعتذر إليه المشفوع إليه، ولم يجبه فيطلب منه العود إليه فيعود إليه، تصدر بالجامع العتيق بمصر، وبمسجد الأمير موسك بالقاهرة، وبالمدرسة الفاضلية، إلى أن توفي في تاسع رمضان سنة خمس وستمائة1.
19-
يحيى بن الحسين بن أحمد الأستاذ، أبو زكريا الأواني العراقي، الضرير المقرئ.
ولد سنة بضع عشرة وخمسمائة، وقرأ على أبي الكرم الشهرزوري، ودعوان بن علي وغيرهما، وذكر أنه قرأ على سبط الخياط، فتكلم فيه لذلك.
وقد سمع بواسط من أبي عبد الله الجلابي، وتصدر للإقراء، وكان عارفا بالفن، عالي الإسناد، لكنه ليس بالمتقن، وفيه تساهل في الرواية والأخذ.
وقد قرأ بواسط على محفوظ بن عبد الباقي، روى عنه ابن الدبيثي، والضياء محمد، وابن خليل والنجيب الحراني، وآخرون، ويقال له ابن حميلة بحاء مضمومة.
توفي في الثالث والعشرين من صفر، سنة ست وستمائة، وقد جاوز التسعين، وجد في المسجد ميتا2.
20-
عبد العزيز بن أحمد بن مسعود بن مسعد بن علي بن الناقد، الإمام أبو محمد البغدادي، المقرئ الجصاص.
قرأ بالروايات الكثيرة، على أبي الكرم الشهرزوري، وعمر بن عبد الله الحربي، وسمع من أبي الفضل الأرموي، وابن ناصر وجماعة، وتصدر للإقراء مدة، وكان ثقة بصيرا بالفن، قرأ عليه بالمصباح جماعة.
منهم أبو منصور محمد بن علي بن عبد الصمد المقرئ، وقرأ القرآن عليه بالعشر، الشيخ عبد الصمد، وحدث عنه الضياء المقدسي، وابن النجار، والنجيب الحراني، والشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش.
توفي في شوال سنة ست عشرة وستمائة، وله ست وثمانون سنة وكان من بقايا القراء المسندين، والصلحاء الذاكرين3.
21-
أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الأستاذ المقرئ، أبو جعفر الحصار الداني نزيل بلنسية.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 4".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 368".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 392".
ولد في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة، قرأ على أبي عبد الله محمد بن سعيد بن غلام الفرس، وأخذ عن أبي إسحاق بن محارب، تلميذ ابن غلام الفرس.
ورحل فقرأ على أبي الحسن بن هذيل، وأكثر من السماع منه، ومن أبي الحسن بن النعمة، وابن سعادة، وتصدر للإقراء فرأس أهل العصر بالأندلس ورحل الناس إليه.
ذكره الأبار فقال: لم يكن أحد يدانيه في الضبط والتجويد والإتقان، تصدر في حياة شيوخه، وأخذ عنه الآباء والأبناء، ثم اضطرب بأخرة في روايته، فأسند عن جماعة أدركهم.
وكان بعض شيوخنا ينكر ذلك عليه، مع صحة روايته عن المذكورين قبل، وإكثاره عنهم، قلت: لم يذكر ابن الأبار فيهم ابن غلام الفرس، فهو أحد من أسند عنه بأخرة، فتكلم فيه.
قال: وأخذ عنه والدي القراءات، وأخذتها بعد مدة أنا عن الحصار، وسمعت منه جملة، قلت: وأخذ عنه علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، نزيل دمشق.
قال الأبار: توفي في ثالث صفر سنة تسع وستمائة، قبل الكائنة العظمى على المسلمين بالعقاب من ناحية جيان بأيام، وقد قارب الثمانين1.
22-
محمد بن سعيد بن محمد أبو عبد الله المرادي المرسي المقرئ.
أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، وأبي علي بن غريب، وسمع منهما، ومن أبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد بن عاشر، قرأ عليه بالتيسير علم الدين القاسم وغيره.
ذكره الأبار فقال: كان خيرا فاضلا، أخذ الناس عنه، الكثير وتوفي بمرسية ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رمضان سنة ست وستمائة، وله أربع وستون سنة2.
23-
محمد بن أيوب بن محمد بن وهب بن محمد بن وهب بن نوح الغافقي، القاضي أبو عبد الله البلنسي المقرئ.
أخذ القراءات عن ابن هذيل، وسمع من أبيه، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي الحسن بن النعمة، وجماعة، وتفقه بأبي بكر يحيى بن محمد بن عقال، صاحب أبي جعفر البطروجي، واستظهر عليه المدونة.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 90".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 145".
وأخذ النحو عن ابن النعمة، وكتب إليه بالإجازة، أبو مروان بن قزمان، وأبو طاهر السلفي، وكان جم الفضائل، لم يكن له في زمانه بشرق الأندلس، نظير، تفننا واستبحارا.
وكان من الراسخين في العلم، صدرا في المشاورين من الفقهاء، قد برع في علم القراءات والعربية، والفقه والفتيا، وأما عقد الشروط فإليه انتهت الرياسة فيه، وإليه كان المنتهى.
وكان كريم الأخلاق. عظيم القدر سمحا جوادا سريا، خطب بجامع بلنسية، وكانت فيه دعابة، فوجد بعض الناس سبيلا إلى التكلم فيه.
أقرأ القراءات ودرس الفقه وعلم النحو، ورحل الطلبة إليه، وطال عمره وبعد صيته، قرأ عليه بالروايات العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأبار، والعلامة أبو محمد القاسم بن أحمد اللورقي.
ولد سنة ثلاثين وخمسمائة، ومات في سادس شوال سنة ثمان وستمائة، أرخه الأبار1.
24-
علي بن أحمد بن سعيد الأستاذ أبو الحسن بن الدباس، الواسطي المقرئ العدل.
ولد بواسط سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وقرأ بها القراءات على الشيخ عبد الرحمن بن الحسين بن الدجاجي، وأبي الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحداد، وأبي الكرم محفوظ بن عبد الباقي بن النازنج.
ثم رحل إلى همذان فقرأ على الحافظ أبي العلاء، وقرأ ببغداد القراءات على أبي الكرم الشهرزوري، كما زعم وهو أكبر شيوخه، وعلى عبد الوهاب بن محمد الصابوني، وعلى ابن أحمد اليزدي، ويوسف بن المبارك بن أبي شيبة الخياط.
وقرأ بالموصل على يحيى بن سعدون القرطبي، وأقرأ الناس دهرا، وكان رأسا في معرفة القراءات وعللها بصيرا بالعربية، حسن التواضع، انتفع به خلق عظيم ببغداد.
قال الحافظ عبد العظيم المنذري: ذكر أبو الحسن الدباس، أنه قرأ على أبي الكرم الشهرزوري، فأنكر عليه، وروى عن أبي طالب الكتاني، ما لا يعرف عنه.
وقال ابن النجار في تاريخه، ذكر لي محمد بن سعيد الحافظ، أن أبا الحسن بن الدباس، حدث بكتاب الحجة لأبي علي الفارسي عن الكتاني، قال: أخبرنا أبو الفضل بن
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 103".
خيرون إجازة، وما علمنا له من ابن خيرون إجازة، ولم يشاهد ابن الدباس عند الكتاني قط.
وقال ابن الدبيثي في تاريخه: قال لي عبد العزيز بن عبد الملك الشيباني: وقفت على رقعة فيها خط مزور، على خط أبي الكرم الشهرزوري، بقراءة ابن الدباس عليه.
وقال ابن النجار: سألت ابن الدباس عن مولده فقال: سنة سبع وعشرين وخمسمائة، ودخلت بغداد سنة تسع وأربعين.
قال: وكان عالما بالقراءات وعللها قيما بحفظ أسانيدها، توفي ببغداد في سابع عشر رجب سنة سبع وستمائة1.
25-
علي بن أبي الأزهر الشيخ أبو الحسن الأجمي، البغدادي المقرئ، كان لا يلحقه أحد في سرعة القراءة.
ولقد قرأ في يوم واحد بمحضر جماعة من القراءة، أخذت خطوطهم بتلاوة أربع ختمات إلا سبع، وهذا أمر عجب، توفي في رمضان، سنة سبع وستمائة ببغداد2.
26-
عبد الصمد بن سلطان بن أحمد بن الفرح، أبو محمد الجذامي الصويتي، المصري المقرئ النحوي، المعروف بالمعتمد ابن قراقيش.
ولد سنة أربعين وخمسمائة، وقرأ القرآن على الشريف أبي الفتوح الخطيب، وكان متقنا للعربية، رأسا في الطب، قال المنذري: توفي في جمادى الآخرة، سنة ثمان وستمائة3.
27-
أحمد بن الحسن بن أبي البقاء، أبو العباس العاقولي، ثم البغدادي المقرئ.
قرأ بالروايات على أبي الكرم الشهرزوري، وتصدر للإقراء، وحدث عن أبي منصور الشيباني، وأبي منصور بن خيرون وجماعة كثيرة، بإفادة أخيه.
روى عنه الضياء محمد، وابن خليل والنجيب عبد اللطيف، وابن عبد الدائم، وتوفي يوم التروية من ذي الحجة، سنة ثمان وستمائة وله ثلاث وثمانون سنة4.
28-
زاهر بن رستم الشيخ أبو شجاع الأصبهاني، ثم البغدادي المقرئ الفقيه الشافعي.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 519".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 526".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 388".
4 انظر/ غاية النهاية "1/ 45، 46".
ولد سنة ست وعشرين، وقرأ بالقراءات على أبي محمد سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري، وسمع منهما ومن أبي الفتح الكروخي وطبقتهم وصحب الصوفية ثم جاور وأم بالمقام، وروى الكثير.
قال ابن نقطة: كان صحيح السماع والقراءات، توفي في ذي القعدة سنة تسع وستمائة، روى عنه الزكي البرزالي، والضياء المقدسي، وابن خليل والنجيب عبد اللطيف1.
29-
أسامة بن سليمان بن محمد بن غالب، أبو بكر الداني.
قرأ القراءات على أبي عبد الله بن غلام الفرس، وسمع من أبي الوليد بن الدباغ، وأبي الحسن بن عز الناس، وشارك في الفقه، وتقدم في عقد الشروط.
وكان منقطع القرين في الصلاح والورع، حمل الناس عنه توفي سنة ست وستمائة2.
30-
الحسين بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن فتوح، العلامة أبو علي بن زلال البلنسي المقرئ.
أخذ القراءات عن ابن هذيل، وطارق بن موسى صاحب شريح، وسمع منهما ومن ابن النعمة وابن سعادة، وأجاز له السلفي، وانتهت إليه أستاذية الإقراء، لإتقانه وتحقيقه، وتجويده وعلو إسناده، وتفننه، وذكائه، وكان ضريرا.
قال الأبار: سمعت منه جملة، وانتقل إلى مرسية، فأقرأ بها إلى أن مات في المحرم سنة ثلاث عشرة وستمائة وولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة3.
31-
مفوز بن طاهر بن حيدرة بن مفوز، أبو بكر المعافري الشاطبي قاضي شاطبة.
سمع أباه وأبا الوليد بن الدباغ، وأبا عامر بن حبيب، وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن أبي العيش، وأبي عبد الله محمد بن علي النقزي بن اللايه، وتفقه بأبي محمد بن عاشر، وكان فصيحا مشاورا حسن السمت.
توفي سنة تسعين وخمسمائة، عن ثلاث وسبعين سنة4.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 288".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 155".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 253".
4 انظر/ غاية النهاية "2/ 308".
32-
علي بن موسى بن علي بن موسى بن محمد أبو الحسن بن النقرات، الأنصاري السالمي الجياني نزيل فاس ومقرئها.
أخذ القراءات، عن أبي علي بن عريب، وعبد الله بن محمد الفهري وغيرهما، وكان صالحا ورعا توفي سنة بضع وتسعين وخمسمائة، وقد قارب الثمانين1.
33-
يحيى بن أحمد بن سليمان الشيخ أبو زكريا بن مورين الجذامي، الإشبيلي المقرئ.
أخذ القراءات عن شريح، وأبي العباس بن عيشون، وشعيب بن عيسى، وأبي العباس بن حرب المسيلي، وأخذ النحو عن أبي الحسن بن مسلم، وتصدر ببلده للإقراء.
وكان مجودا متقنا أسره العدو وخلصه الله تعالى، وتمت له في خلاصه عجائب، أخذ عنه أبو العباس النباتي، وأبو بكر بن سيد الناس، عمر وأسن، ومات في عشر المائة.
وكان مسند القراء في عصره بالأندلس، قال الأبار: توفي في ذي القعدة، سنة ست وستمائة، ومولده سنة خمس عشرة وخمسمائة2.
34-
عبد الوهاب بن برغش أبو الفتح البغدادي المقرئ ختن ابن الجوزي.
قرأ بالروايات الكثيرة، على أحمد بن محمد بن شنيف، وعلى ابن عساكر البطائحي، وسعد الله بن الدجاجي وتفقه في مذهب أحمد، وقرأ الخلاف.
وكان صدوقا خيرا قانعا باليسير، حدث عن أبي الوقت، وأقرأ، توفي سنة اثنتي عشرة وستمائة، وله سبعون سنة3.
35-
عبد السلام بن عبد الناصر بن عبد المحسن، الشيخ أبو محمد المصري المقرئ، شيخ عالي الإسناد، في القراءات، يعرف بابن عديسة.
قال الحافظ عبد العظيم: قرأ القراءات على الشريف أبي الفتوح الخطيب، وأقرأ بدمياط مدة، توفي سنة ثلاث عشرة وستمائة4.
36-
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن سعادة، الشاطبي أبو عبد الله المقرئ.
أخذ القراءات عن ابن هذيل، وأبي بكر بن نمارة، وجماعة وأخذ العربية عن أبي
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 581، 582".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 366".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 478".
4 انظر/ غاية النهاية "1/ 386".
الحسن بن النعمة، وأبي عبد الله بن حميد، وسمع من أبي عبد الله بن سعادة، وابن عاشر.
ذكره الأبار فقال: كان مقرئا متصدرا نحويا لغويا محققا لقيته وسمعت منه مسألة، وأجاز لي، وقد أخذ عنه جماعة، وتوفي سنة أربع عشرة وستمائة1.
37-
محمد بن أحمد بن جبير أبو الحسين الكناني البلنسي المقرئ.
أخذ القراءات عن أبي الحسن بن أبي العيش، وأجاز له أبو الوليد بن الدباغ، وسمع من أبيه، وأبي عبد الله الأصيلي، وجماعة وعني بالآداب عناية لا مزيد عليها.
قال الأبار: تقدم في صناعة النظم والنثر، ونال بها دنيا عريضة، ثم رفضها وزهد، وصحب أبا جعفر بن حسان للحج فسمع من عمر الميانشي، وبدمشق من الخشوعي، ورجع فحدث بالأندلس، ودون شعره.
ثم رحل إلى المشرق ثانية وثالثة، وحدث هناك، قلت: روى عنه الحافظ زكي الدين عبد العظيم، والكمال الضرير، وجماعة.
توفي بالإسكندرية، في شعبان سنة أربع عشرة وستمائة، وله خمس وسبعون سنة2.
38-
محمد بن عبد العزيز بن سعادة، أبو عبد الله الشاطبي، المقرئ المعمر.
ولد سنة ست عشرة وخمسمائة، وقيل: سنة أربع عشرة، قال الأبار: أخذ القراءات عن ابن هذيل، وأبي بكر بن نمارة، وأخذ بعض القراءات عن ابن غلام الفرس وأبي الحسن بن النعمة، وسمع منهم ومن جماعة.
وكان من أهل الصلاح والمعرفة بالقراءات والإتقان لها، وعمر وأخذ الناس عنه، قدم بلنسية سنة عشر وستمائة، فأخذت عنه وسمعت منه، وكان شيخنا أبو الخطاب بن واجب، يثني عليه ويوثقه.
توفي في تاسع شوال سنة أربع عشرة وستمائة عن سن عالية، أربت على المائة يسيرا بشاطبة قلت: وفي هذه السنة توفي ابن أخيه المذكور قلت: قرأ لنافع على ابن غلام الفرس3.
39-
محمد ابن الأستاذ أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن هذيل، الإمام القدوة أبو عامر البلنسي المقرئ.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 67، 68".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 60".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 172".
قرأ بالروايات على والده، وسمع منه كثيرا، ومن طارق بن يعيش، وأبي عبد الله بن سعادة، قال الأبار: كان من أهل الصلاح والورع، شديد الانقباض عن الناس، مقتصرا على باديته معروفا بالعبادة والزهد.
أخذ عنه بعض الناس، ولقيته فهبت أن أستجيزه، لنفوره واستجازه لي أبي.
توفي في ذي القعدة، سنة أربع عشرة وستمائة، وقد نيف على السبعين، وازدحمت العامة على نعشه، وشهده السلطان1.
40-
مشرف بن علي بن أبي جعفر بن كامل الشيخ أبو العز الخالصي، ثم البغدادي المقرئ الضرير.
قرأ بالروايات على أبي الكرم الشهرزوري، وعلى مسعود بن الحصين، وعلي ابن أبي الغنائم، وروى عن أبي الوقت وجماعة، وكان صدوقا صالحا، من كبار القراء المجودين، يؤم بمسجد درب الدواب.
توفي في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وستمائة2.
41-
محمد بن عبد الله بن أحمد أبو العباس الرشيدي، المقرئ الضرير.
قرأ بالروايات على أبي الكرم الشهرزوري، وسمع منه ومن سعيد بن أحمد بن البناء، وأبي الوقت السجزي.
روى عنه أبو عبد الله الدبيثي، وقال: في نسبه إلى هارون الرشيد مقال، توفي في شعبان، سنة ثمان عشرة وستمائة3.
42-
داود بن أحمد بن يحيى الشيخ أبو سليمان الملهمي المقرئ الفقيه، الداودي الضرير.
قرأ القراءات على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، وعلى ابن عساكر البطائحي، والحسن بن عبيدة، وتأدب على ابن عبيدة، وكان ينتحل مذهب داود ويفهمه، توفي في المحرم، سنة خمس عشرة وستمائة4.
43-
محمد بن أبي الحسن بن أبي نصر، أبو الفضل البغدادي، المقرئ الضرير، المعروف بالخطيب.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 208".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 299".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 176".
4 انظر/ غاية النهاية "2/ 278".
قرأ القراءات على سعد الله بن نصر بن الدجاجي، وعلى ابن عساكر، وسمع من أبي الفتح بن البطي وجماعة، وأقرأ الناس إلى أن مات في المحرم، سنة عشرين وستمائة1.
44-
جعفر بن عبد الله بن سيد بونة، الأستاذ أبو أحمد الخزاعي الأندلسي القسطنطاني، المقرئ العابد، وقسطنطانية: من عمل دانية.
قرأ القراءات على أبي الحسن بن هذيل، وسمع منه ومن ابن النعمة، وسمع التيسير من أبي الحسن، في سنة ستين وخمسمائة، وحج بعد السبعين وخمسمائة.
قال الأبار: فرجع مائلا إلى الزهد والتخلي، وكان شيخ الصوفية في وقته، علا ذكره وبعد صيته في العبادة، إلا أنه كانت فيه غفلة، وقد رأيته.
توفي في ذي القعدة، سنة أربع وعشرين وستمائة، عن سن عالية، تقارب المائة، وشيعه بشر كثير، وانتاب الناس زيارة قبره، دهرا طويلا يتبركون بزيارته2.
45-
محمد بن أحمد بن عبيد الله، أبو الوليد بن قبوج، النفزي الشاطبي.
أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، وتفقه بابن عاشر وغيره، وبرع في مذهب مالك، توفي بعد سنة ست عشرة وستمائة3.
46-
محمد بن علي بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله الغافقي المرسي الشاري المقرئ نزيل سبتة، وشارة قرية من عمل مرسية.
أخذ القراءات عن أبي نصر، فتح بن يوسف، صاحب أبي داود سليمان بن نجاح المقرئ، وتفقه على أبي محمد بن عاشر، روى عنه ابنه أبو الحسن.
توفي سنة أربع وعشرين وستمائة، وله سبع وثمانون سنة4.
47-
عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء أبو محمد البلوي الأندلسي الآشي المقرئ.
ولد سنة نيف وثلاثين، قال الأبار: ولد في حدود سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، روى عن أبيه الأستاذ أبي القاسم، وأبي العباس الجزولي، وأبي بكر بن رزق، وأبي
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 127".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 192".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 70".
4 انظر/ غاية النهاية "2/ 209".
الحسن بن كوثر، وأبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد، وأخذ عن جماعة منهم، القراءات.
وأجاز له أبو الحسن بن حنين، وأبو طاهر السلفي وجماعة، وكان راوية مكثرا، وواعظا مذكرا، يتحقق بالقراءات والتفاسير، ويشارك في الحديث والعربية، اعتمد في ذلك على أبيه، وأبي العباس الجزولي.
أقرأ الناس ببلده، وتصدر وحدث، وقال أبو حيان النحوي، فيما كتب إلي: أن عبد الصمد هذا روى عن أبيه القرآن تلاوة، وسمع منه عدة كتب، ومات أبوه، ولذا نحو من عشر سنين، ومع ذلك.
روى الناس عنه، ووثقوة، سألت أبا علي بن أبي الأحوص عنه، فوثقه، روى عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن سعيد الطراز، وشيخانا أبو جعفر أحمد بن سعد بن بشير، وأبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن عروس الغساني.
وقال الأبار: توفي في رجب سنة تسع عشرة وستمائة1.
48-
عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع، أبو طالب الهاشمي الواسطي المقرئ المعدل ولد، سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وقرأ على أبي السعادات، أحمد بن علي بن خليفة، وأبي حميد عبد العزيز السماني صاحب شريح، وسمع من جده، ومحمد بن محمد بن أبي زنبقة، وهبة الله بن أحمد الشبلي، وأبي الفتح بن البطي، وخلق.
وكتب الكثير ورواه، وألف أشياء مفيدة، مع الثقة والجلالة، أجاز لشيخنا أبي المعالي الأبرقوهي، وسمع منه التقي بن الأنماطي، والقدماء. توفي في المحرم سنة إحدى وعشرين وستمائة2.
49-
محمد بن الحسين بن حرب أبو البركات الدارقزي المقرئ، قرأ بالروايات على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، وطال عمره.
وأقرأ الناس، وكان عالي الإسناد، مجودا للحروف، توفي سنة أربع وعشرين وستمائة3.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 389".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 377".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 130".
50-
إلياس بن محمد بن علي الشيخ أبو البركات الأنصاري، ذكره ابن الحاجب في معجمه فقال: أحد عدول دمشق، مطبوع صاحب نوادر.
قرأ القراءات السبع، على يحيى بن سعدون القرطبي، وكان يشهد تحت الساعات، توفي في رجب سنة ست وعشرين وستمائة1.
51-
محمد بن أحمد بن مسعود الشيخ أبو عبد الله الأزدي الشاطبي، المعروف بابن صاحب الصلاة.
قرأ برواية نافع على ابن الهذيل، وسمع منه جملة كتب، من تصانيف أبي عمرو الداني، عام ثلاثة وستين وقبلها، وكتب بخطه علما كثيرا، واحتيج إليه.
قال الأبار: لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع، سمح الله له، قلت: رأيت ما يدل على ذلك بخطه، أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة، ختمة برواية نافع.
ولد بشاطبة، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، ومات ببلنسية، سنة خمس وعشرين وستمائة، وقد قرأ عليه أبو عبد الله محمد بن محمد الفصال، ورضي الدين محمد بن علي الشاطبي اللغوي2.
52-
محمد بن أبي الفرج بن معالي الإمام فخر الدين، أبو المعالي الموصلي، المقرئ الفقيه الشافعي.
ولد بالموصل سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وقرأ بها القراءات، على يحيى بن سعدون القرطبي، وسمع منه ومن خطيب الموصل، أبي الفضل الطوسي، وقدم بغداد فتفقه بها وبرع في المذهب.
وقرأ العربية على الكمال عبد الرحمن بن محمد الأنباري، وأعاد بالنظامية، وتصدر للإقراء، قرأ عليه الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، والكمال عبد الرحمن بن المكبر، وعلي بن إسماعيل الفقيه، وغيرهم.
توفي في سادس رمضان سنة إحدى وعشرين وستمائة، ببغداد، اتصلت القراءات من طريقه في زماننا، قرأ جماعة من الطلبة على الشيخ أبي بكر بن المشيع الجزري، أخذت عنه الحروف سماعا قال: تلوت للسبعة على الشيخ عبد الصمد، عن تلاوته على الفخر الموصلي.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 171، 172".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 88".
قال ابن النجار: كانت له معرفة تامة، بوجوه القراءات وعللها وطرقها، له في ذلك مصنفات، وكان حسن الكلام في مسائل الخلاف، وفي العربي كيسا متوددا صدوقا1.
53-
عيسى بن عبد العزيز بن عيسى الأستاذ أبو القاسم ابن المحدث أبي محمد اللخمي الشريشي، ثم الإسكندراني المقرئ، أحد الضعفاء المتهمين، أسمعه أبوه من السلفي وغيره.
وقرأ القراءات وجودها، على أبي الطيب عبد المنعم بن الخلوف وغيره، وعني بهذا الشأن ورأس فيه، وتصدر مدة.
قرأ عليه الشيخ زين الدين الزواوي، ورشيد الدين بن أبي الدر وتقي الدين يعقوب بن الجرائدي، وجماعة، وحدث عنه الكمال الضرير، والحافظ ابن النجار، والحافظ عبد العظيم، وحسن المالكي سبط زيادة، وإسحاق بن أسد وجماعة.
وآخر من روى عنه بالإجازة، القاضي تقي الدين سليمان، وقد ضعفه غير واحد، قرأت بخط عمر بن الحاجب الحافظ، قال: كان عيسى لو رأى ما رأى قال: هذا سماعي، أو لي من هذا الشيخ إجازة.
ويقول: جمعت كتابا في القراءات، فيه أربعة آلاف رواية، ولم يكن أهل بلده يثنون عليه، وكان فاضلا مقرئا كيس الأخلاق، مكرما لأهل العلم، قلت:
قرأ عليه الزواوي، في حدود سنة ست عشرة، وكتب له الإجازة، فلم يسند له القراءات إلا عن ابن الخلوف، ثم بعد ذلك ادعى أشياء، حتى افتضح، ولو كان.
قرأ القراءات على ابن خلف الله، صاحب ابن الفحام الأحسن، ولهذا ما جسر أن يزعم أنه قرأ عليه، مع وجود الصفراوي والهمداني، بل أتى بشيوخ لا يعرفهم أحد، اختلقهم.
قال العلامة أبو حيان النحوي: كان له اعتناء بالقراءات، وتصانيف عدة، وكان فقيها مفتيا، اعتنى به أبوه وقرأ عليه الناس، قال: وقفت على إجازة يعقوب بن بدران الجزائدي، منه بالقراءات.
وذكر أنه أجازه الشريف أبو الفتوح ناصر الخطيب، وأسند فيها عن رجلين أحدهما، عبد الله بن محمد بن خلف الداني، فذكر أنه قرأ عليه أربعة وثلاثين كتابا، وتلا عليه بكلهن.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 228".
منها: التيسير والكافي، وتبصرة مكي، والمحبر لابن أشتة، والمفيد في الشواذ له، والهادي لابن سفيان، وكتاب القراءات لأبي عبيد والجامع لابن مجاهد.
والتذكرة لابن غلبون، والهداية للمهدوي، والقراءات للأذفوي، واختلاف السبعة للمظفر بن أحمد النحوي، وكتاب القراءات لابن عبد البر.
وكتاب القراءات لأبي عبد الله محمد بن السيد البطليوسي، والسبعة ليوسف بن خليف بن سفيان الغساني الوراق، والقراءات لأبي بكر يحيى بن سعيد بن يحيى، والقراءات لخلف بن جعفر.
والقراءات لأبي بكر بن الأنباري، والقراءات لابن جرير الطبري، وكتاب مختصر الروايات، لأبي جعفر النحاس، وكتاب القراءات للطلمنكي، وكتاب القراءات لابن قتيبة.
وكتاب الموجز، وكتاب الوجيز، وكتاب الإيضاح، وكتاب الإفصاح لأبي علي الأهوازي، وكتاب البيان لابن أبي هاشم.
وكتاب القراءات لأبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد، والمؤيد في القراءات الثمانية، لمحمد بن علي بن أبي القاسم، وكتاب القراءات لمعمر بن المثنى، وكتاب القراءات لأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد اللبيدي.
وكتاب القراءات لعبد الله بن أبي زمنين، وكتاب القراءات لأبي الحكم العاص بن خلف الإشبيلي، قال ابن عيسى: وتلوت عليه أيضا كتاب القراءات لقاسم بن إبراهيم، والقراءات لحاتم بن محمد الطرابلسي، والقراءات للنقاش.
وكتاب المنظم في القراءات للمظفر بن أحمد الدينوري، وكتاب القاصد لعبد الرحمن بن حسن الخزرجي، وكتاب نهاية الاختصار لأبي الحسن القنطري وكتاب عبد الملك بن حبيب في القراءات وكتاب مختصر القراءات لأبي حفص الهوزني، وكتاب التنبيه والإرشاد إلى معرفة اختلاف القراء لابن شفيع، وكتاب القراءات، وكتاب الهداية في قراءة نافع لعبد الله بن شهدة بن يوسف.
وكتاب القراءات لأبي حاتم السجستاني، وكتاب القراءات لمقاتل بن سليمان، وكتاب القراءات لابن فورك، وكتاب القراءات لأبي مروان عبيد الله بن مالك القرطبي، فصار المجموع تسعة وأربعين كتابا، ذكر أنه تلى بهن على هذا الداني.
وذكر الذين روى عنهم الداني، قال: فمنهم: عبد الملك بن عبد القدوس، وأنه قرأ على أبي عمرو الداني، ومنهم أبو الحسن شريح، ومنهم سليمان بن عبد الله، بن سليمان الأنصاري، عن أبي معشر الطبري.
ومنهم رحمة بن موسى القرطبي، عن مكي والأهوازي وجماعة، ومنهم: محمد بن جامع الأندلسي، عن يعقوب بن حامد، عن ابن سفيان مؤلف الهادي، ومنهم: محمد بن عبد الرحمن، ويوسف بن علي بن حمدان.
وأبو عبد الله الخولاني، وعبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، قال أبو حيان: فأما رحمة وعبد الملك وسليمان وابن جامع ويوسف بن حمدان فمجاهيل، أو لم يكونوا موجودين في الدنيا، بل هي أسماء موضوعة لغير موجود.
ثم الذين أرخوا في علماء الأندلس، ذكروا ابن خلف الداني هذا، فلم يذكروا في شيوخه أحدا من التسعة، مع اطلاعهم على أهل بلادهم، ومعرفتهم بأحوالهم.
بل ذكره الأبار وقال: حدث عنه عيسى بن الوجيه، أبي محمد عبد العزيز، وحمله الرواية عن قوم لم يرهم، وبعضهم لا يعرف.
وأبو عبد الله الأبار، متى عرض له في تاريخه، ذكر ابن عيسى يحذر منه، حتى إنه ذكره في موضع وقال ما معناه: إنما أكثرت الكلام عليه ليحذر، أو قريبا من هذا المعنى.
وأما الرجل الآخر الذي أسند عنه ابن عيسى القراءات، فهو مقاتل بن عبد العزيز بن يعقوب المقرئ، قال: قرأت عليه التجريد، وبما تضمنه، وحدثني به عن مؤلفه، وقرأت عليه بالعنوان وحدثني به عن الحسن بن خلف إلى أن قال أن عيسى:
وتلوت بكتب كثيرة لا تسع هذه الإجازة، وهي مذكورة في كتاب التبيين، ومن هذه الكتب ومن غيرها، خرجت سبعة آلاف رواية، التي تلوت بها.
قال أبو حيان: ومقاتل هذا لا نعرفه إلا من جهة ابن عيسى، قلت: هذا رجل قليل الحياء، مكابر للحس، فأين السبعة آلاف رواية.
فالقراء الذين كلهم في التواريخ، ما أظنهم يبلغون سبعة آلاف رجل، فالله يسامحه المسكين توفي سنة تسع وعشرين وستمائة، في جمادى الآخرة1.
54-
يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد بن عتاب، العلامة العلم، قاضي القضاة أبو المحاسن، وأبو العز المعروف بابن شداد الأسدي الحلبي.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ونشأ بالموصل.
وحفظ القرآن، ولزم يحيى بن سعدون القرطبي، فأحكم عليه القراءات والعربية،
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 609".
وسمع من محمد بن أسعد العطاري حفدة، وابن ياسر الجياني، وأبي الفضل خطيب الموصل، وأخيه عبد الرحمن بن أحمد، وطائفة كبيرة، وببغداد من شهده، وأبي الخير القزويني.
وتفنن في العلوم، ورأس في مذهب الشافعي رضي الله عنه، ونال من الرياسة والحرمة والجاه، ما لا مزيد عليه، وحدث بمصر ودمشق وحلب.
روى عنه أبو عبد الله الفاسي المقرئ، وأظنه قرأ عليه، والزكي المنذري، والكمال بن العديم، وولده، والجمال بن الصابوني، والشهاب القوصي، وسنقر القضائي، وآخرون. وبالإجازة، القاضي تقي الدين الحنبلي، وأبو نصر محمد بن الشيرازي.
وكان كما قال عمرو بن الحاجب: ثقة حجة، عارفا بأمور الدين، اشتهر اسمه وسار ذكره، وكان ذا صلاح وعبادة، وكان في زمانه كالقاضي أبي يوسف في زمانه، دبر أمور المملكة بحلب، واجتمعت الألسن على مدحه أنشأ دار حديث بحلب، وصنف كتاب "دلائل الأحكام" في أربع مجلدات، وقال ابن خلكان في "تاريخه": أعاد ببغداد، ثم رجع إلى الموصل، ودرس بها بمدرسة القاضي كمال الدين بن الشهرزوري، وانتفع به جماعة.
ثم حج ووفد على صلاح الدين، فولاه قضاء العسكر، ثم ولي قضاء حلب، ولم يرزق ولدا ولا كان له أقارب، وكان ذا مال عظيم، فعمر منه مدرسة ودار حديث، وعمل له بينهما تربة.
توفي في صفر سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بحلب، وله عدة مصنفات، قلت: وهو سبط ابن شداد1.
55-
الحسين بن عبد العزيز أبو علي التجيبي البلنسي القشتليوني وقشتليونه قرية.
ولد سنة ثمان وأربعين، وقرأ على ابن هذيل.
قال الأبار: أخذ القراءات عن ابن هذيل، وأجاز له في جمادى الآخرة، سنة ثلاث وستين. وكان يكتب المصاحف، سكن تونس، وأقرأ بها القرآن.
ورأيت الأخذ عنه في شعبان، سنة خمس وثلاثين وستمائة وتوفي على أثر ذلك، قلت: هذا آخر من قرأ على ابن هذيل2.
1 انظر/ غاية النهاية "2/ 395، 396".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 242، 243".
56-
علي بن المبارك بن الحسن بن أحمد بن باسويه، الفقيه المقرئ، تقي الدين أبو الحسن الواسطي البرجوني.
قرأ بالروايات العشر، على علي بن المظفر الخطيب، وأبي بكر الباقلاني، وسمع من أبي طالب الكتاني وابن شاتيل، وأبي السعادات القزاز وعبد المنعم بن الفراوي، وطائفة، وسكن دمشق.
وتصدر الإقراء، فقرأ عليه علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، والرشيد بن أبي الدر، والتقي يعقوب الجرائدي، والعماد الفصال، والصفي خليل المراغي، وجماعة.
وروى عنه الضياء وابن الحلوانية، وأبو القاسم عبد الصمد بن الحرستاني، ومحمد بن قيماز، ومحمد بن شرف، ومات في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، عن ست وسبعين سنة، وكان ثقة إماما1.
57-
علي بن عبد الصمد بن محمد بن مفرج بن الرماح، الشيخ عفيف الدين، أبو الحسن المصري المقرئ الشافعي العدل. قرأ القراءات على الشيخ أبي الجيوش عساكر بن علي، في سنة خمس وسبعين وخمسمائة، والأستاذ أبي الجود، وسمع منهما ومن السلفي.
وقرأ العربية على أبي الحسين يحيى، وتصدر للإقراء بالفاضلية وانتفع به الناس، ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة، ومات في جمادى الأولى، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
قرأت القرآن لأبي عمرو على النظام محمد بن عبد الكريم، وأخبرني أنه قرأ على ابن الرماح، وكان حسن السمت، مؤثرا للانقطاع، حسن الإنصات جيد المعرفة، وقرأ عليه ليعقوب، رشيد الدين بن أبي الدر2.
58-
جعفر بن علي بن هبة الله بن جعفر بن يحيى بن منير، الإمام أبو الفضل الهمداني الإسكندراني، المقرئ المالكي المحدث.
ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة، وقرأ القراءات على عبد الرحمن بن خلف الله القرشي، وسمع الكثير من أبي طاهر السلفي، وأبي محمد العثماني، وأحمد بن جعفر الغافقي، وأبي الطاهر بن عوف وجماعة.
وتفقه وأخذ العربية، وكتب بخطه كثيرا، وكان يؤم بمسجد النخلة.
ويقرئ به، ثم في أواخر عمره، طلب إلى دمشق فقدمها، وحدث بها، قرأ عليه القراءات الشيخ علي الدهان.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 562".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 549".
وعبد النصير المريوطي، ورشيد الدين بن أبي الدر، وجماعة، وحدث عنه أبو الحسين اليونيني، وأحمد بن مؤمن، والقاسم بن عمر الهواري، وأبو علي بن الخلال، وعيسى بن أبي محمد المغاري، والقاضي تقي الدين، وعيسى المطعم، ويحيى بن سعد، وإبراهيم بن المخرمي وخلق كثير.
وقد بقي من أصحابه، عبد الرحمن بن جماعة، والمطعم، وابن سعد، وزينب بنت شكر، وكان ثقة خيرا كثير الفضائل.
توفي بدمشق، في صفر سنة ست وثلاثين وستمائة، وله تسعون سنة -رحمه الله1.
59-
عبد الرحمن بن عبد المجيد بن إسماعيل بن عثمان بن يوسف بن حسين بن حفص الإمام جمال الدين، أبو القاسم بن الصفراوي، الإسكندراني المقرئ الفقيه المالكي، ولد في أول سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
وقرأ بالروايات، على أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله، وأبي العباس أحمد بن جعفر الغافقي، وأبي يحيى اليسع بن عيسى بن حزم، وأبي الطيب عبد المنعم بن يحيى الغرناطي، وهو آخر من تلا عليهم وفاة.
وتفقه على أبي طالب، صالح ابن بنت معافى، وسمع الكثير من أبي طاهر السلفي وأبي الطاهر بن عوف الزهري وغيرهما، وعمر دهرا طويلا، فدرس وأفتى.
وأقرأ القراءات، وانتهت إليه رياسة العلم بالإسكندرية، قرأ عليه القراءات الشيخ علي بن موسى الدهان، وابن أبي الدر، والمكين الأسمر، وعبد النصير، ويحيى بن الصواف، وعبد الرحمن بن سحنون، وعدة.
توفي في ربيع الآخر، سنة ست وثلاثين وستمائة، وقد روى عنه الحديث خلق كثير منهم يوسف بن الحسن القابسي، وأحمد بن عطية، وعيسى بن يحيى السبتي، وعمر بن الكدوف.
وأجاز لمحمد بن مشرق وغيره، توفي في ربيع الآخر، سنة ست وثلاثين وستمائة وهو في عشر المائة2.
60-
عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب، المقرئ الصالح، أبو محمد البغدادي الناسخ، خازن كتب المستنصرية.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 193".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 373".
قرأ القراءات على أبي الحسن البطائحي، وأبي الحارث أحمد بن سعيد العسكري، أحد الضعفاء، ويعقوب بن يوسف الحربي، وسمع من أبي علي بن الرحبي، وخديجة بنت النهرواني، وجماعة.
وكتب الكثير، وعني بالحديث، وكان صالحا عابدا، تام المروءة كثير الصدقة، بادي المحاسن، ولي مشيخة رباط الحريم، وكان المستنصر بالله قائلا به.
توفي الى رحمة الله تعالى، في صفر سنة سبع وثلاثين وستمائة، قرأ عليه بالسبع، عبد الصمد بن أبي الجيش وغيره1.
61-
محمد بن سعيد بن يحيى بن علي بن الحجاج الإمام، أبو عبد الله بن الدبيثي، الواسطي المقرئ، المحدث الفقيه الشافعي، الحافظ المعدل.
ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وقرأ القراءات الكثيرة، على أبي الحسن علي بن المظفر الخطيب، وأبي الفتح نصر الله بن الكيال، وعوض بن ابراهيم المراتبي، وأبي بكر بن الباقلاني وجماعة.
سمع من أبي طالب الكناني، وهبة الله بن قسام، وعبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وأبي العلاء بن عقيل، وعبد المنعم الفراوي، وخلق كثير، وبرع في القراءات والحديث، وصنف تاريخ بغداد، وتاريخ واسط، وله خبرة تامة بالعربية والشعر وأيام الناس.
تصدى للإقراء والتحديث، روى عنه زكي الدين البرزالي وأبو الحسن علي بن محمد الكازروني، وعز الدين الفاروثي، وجمال الدين الشريشي، وتاج الدين علي الغرافي، وآخرون، وأضر بآخرة.
وتوفي ببغداد في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستمائة، والله أعلم، قرأ عليه بالعشرة عبد الصمد بن أبي الجيش2.
62-
علي بن خطاب بن مقلد الإمام موفق الدين، الواسطي المحدثي المقرئ الضرير، كان إماما في القراءات ومعرفتها، عارفا بمذهب الشافعي رضي الله عنه.
قرأ بالروايات العشر، على أبي الحسن علي بن عباس، خطيب شافي، وتصدر للإقراء، قرأ عليه بالإرشاد، الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش وغيره3.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 393".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 145، 146".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 541".
63-
عبد المجيد بن محمد بن عشائر الخطيب الإمام، كمال الدين القبيصي، الموصلي المقرئ يكنى أبا محمد.
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وقرأ بالروايات السبع على ابن سعدون القرطبي، وعمر دهرا، سمع منه الصاحب مجد الدين بن العديم وغيره وروى عنه القراءات، بالإجازة الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، توفي بحلب، في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وستمائة1.
64-
محمد بن أبي القاسم بن أبي الفضل بن سالم، أبو عبد الله البغدادي المقرئ.
قرأ العشرة على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي، وتصدر للإقراء قرأ عليه عبد الصمد بن أبي الجيش وغيره.
65-
محمد بن محمود بن محمد بن حمزة، أبو بكر الأزجي الناسخ. من أعيان القراء ببغداد.
قرأ بالمفيدة في القراءات العشر، على مؤلفها أبي الفتح، نصر الله بن الكيال الواسطي، قرأ عليه القراءات، عبد الصمد بن أبي الجيش وغيره2.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 466، 467".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 232".