الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الحادية عشرة:
وفيها من لعله من الطبقة الماضية، ولكنهم تأخرت وفاتهم.
1-
نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح الفارسي الشيرازي، المقرئ أبو الحسين، مقرئ الديار المصرية، ومسندها.
قرأ بفارس على علي بن جعفر السعيدي وغيره، وببغداد على أبي أحمد الفرضي، وأبي الحسن السوسنجردي، وبكر بن شاذان، وأبي الحسن الحمامي، ومنصور بن محمد بن منصور، صاحب ابن مجاهد، وعلي بن محمد بن يوسف ابن العلاف، وجماعة.
وحدث عن ابن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، قرأ عليه أبو القاسم بن الفحام، وطبقته، وحدث عنه أحمد بن يحيى بن الجارود المعري، وروزبة بن موسى، ومحمد بن أحمد بن الخطاب الرازي.
توفي سنة إحدى وستين وأربعمائة، وكان ينفرد عن أبي حيان التوحيدي بنكت عجيبة1.
2-
عبد الله بن شبيب بن عبد الله أبو المظفر الضبي، الأصبهاني المقرئ.
قرأ بالروايات الكثيرة، على أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وتصدر للإقراء مدة، وأم الناس بجامع أصبهان، دهرا، وحدث عن جده أبي بكر محمد بن يحيى، والحافظ أبي عبد الله بن منده.
وكان بليغ الخطاب، مليح الوعظ كبير القدر. قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وأهل أصبهان، وحدث عنه إسماعيل الإخشيد، وأبو عبد الله الدقاق، والحسين بن عبد الملك الخلال.
سئل عنه إسماعيل بن الفضل الحافظ، فقال: إمام زاهد عابد عالم بالقراءات، كثير
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 309". غاية النهاية "2/ 336".
السماع، قلت: توفي في صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة1.
3-
إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران، أبو الطاهر الأنصاري، الأندلسي ثم المصري المقرئ مؤلف كتاب العنوان في القراءات أخذ القراءات عن عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي.
وتصدر للإقراء زمانا، ولتعليم العربية، وكان رأسا في ذلك.
اختصر كتاب الحجة لأبي علي الفارسي، أخذ عنه جماهر بن عبد الرحمن الفقيه، وأبو الحسين الخشاب، وولده جعفر بن إسماعيل، وغيرهم.
توفي في أول المحرم، سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقد وقع لي كتاب العنوان بسند عال ولله الحمد2.
4-
عبد الباقي بن فارس بن أحمد أبو الحسن الحمصي، ثم المصري المقرئ.
جود القراءات على والده، وقرأ لورش على عمر بن عراك، وعلى قسيم بن مطير الظهراوي، وجلس للإقراء، وعمر دهرا.
قرأ عليه القراءات أبو القاسم بن الفحام، وأبو علي بن بليمة، وجماعة توفي في حدود الخمسين وأربعمائة3.
5-
أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو بكر الباطرقاني، الأصبهاني مقرئ أصبهان، ومحدثها.
قرأ بالروايات الكثيرة، على أبي الفضل الخزاعي، ومحمد بن عبد العزيز الكسائي، صاحب محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وغيرهما، وأخذ الحروف عن أبي عبد الله بن منده.
وكان مكثرا من السماع، على ابن منده، وإبراهيم بن خورشيد قوله، وأحمد بن يوسف الثقفي، والحسن بن بوه وأبي مسلم بن شهدل كتب بخطه الدقيق شيئا كثيرا.
وصنف كتاب القراءات الشواذ، وكتاب طبقات القراء، قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وأبو علي الحداد المقرئ.
وروى عنه سعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال، وأبو الخير عبد السلام بن محمد الحسان باذي، وأحمد بن الفضل بن المهاد، ومحمد بن عبد الله الدقاق.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 288". غاية النهاية "1/ 422، 423".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 164".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 357".
وقال الدقاق في رسالته: لم أر شيخا بأصبهان جمع بين علم القرآن والقراءات والحديث والروايات وكثرة الكتابة والسماع أفضل من أبي بكر الباطرقاني.
كان إمام الجامع الكبير، حسن الخلق والهيأة، والمنظر والقراءة، والرواية، ثقة في الحديث.
قلت: ولي إمامة الجامع، بعد ابن شبيب المذكور، وكان أحد الحفاظ، ولم يكن بالمتقن.
قال أبو زكريا بن منده: ذكره عمي يوما، والحافظ عبد العزيز النخشبي، وجماعة حاضرون.
فقال النخشبي: صنف مسندا ضمنه ما في صحيح البخاري، إلا أنه كتب أكثره من الأصل، ثم ألحقه إسناده، وهذا ليس من شرط المحدثين.
قال أبو زكريا: تكلم في مسائل لا يسع الموضع ذكرها، ولو اقتصر على الإقراء والتحديث، لكان خيرا، قلت: يريد أبو زكريا أنه دخل في شيء من علم الكلام.
ثم قال: وقال لي إنه ولد في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، ومات في الثاني والعشرين من صفر سنة ستين وأربعمائة1.
6-
محمد بن علي بن موسى أبو بكر الخياط المقرئ البغدادي، مسند القراء في عصره، ولولا تأخر وفاته لذكرته في الطبقة الماضية.
ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وقرأ على أبي أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأحمد بن عبد الله السوسنجردي، وبكر بن شاذان، وأبي الحسن الحمامي، وسمع من أبي الصلت المجبر، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وطبقتهم.
قرأ عليه جماعة كثيرة، منهم أبو الحسين بن الفراء، وأبو عبد الله البارع، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي، وهبة الله بن الطبر الحريري.
وحدث عنه أبو بكر الخطيب في تاريخه، وأبو منصور القزاز وعبد الخالق بن البدر ويحيى بن الطراح وأحمد بن ظفر المغازلي.
وكان كبير القدر عديم النظير بصيرا بالقراءات صالحا عابدا ورعا بكاء قانتا خشن
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 329". غاية النهاية "1/ 96-97".
العيش فقيرا متعففا ثقة فقيها على مذهب أحمد، توفي في جمادى الأولى سنة سبع وستين وأربعمائة1.
7-
أبو علي غلام الهراس هو حسن بن القاسم بن علي الواسطي المقرئ شيخ القراء ومسند العراق.
ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ورحل في القراءات شرقا وغربا، وأدرك الكبار وقرأ على صاحب ابن مجاهد، وهو من الطبقة المارة؛ وإنما أخرته إلى هنا لأنه عمر وتأخر موته كثيرا عن رفقائه.
قرأ بالروايات قبل الأربعمائة، وبعدها على طائفة منهم، عبيد الله بن إبراهيم، مقرئ أبي قره، قرأ عليه للدوري عن قراءته على ابن مجاهد.
وقرأ بواسط على عبد الله العلوي صاحب النقاش، وببغداد على عبد الملك النهرواني، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي. وابن الخضر السوسنجردي وبكر بن شاذان، والحسن بن محمد السامري.
وعلي بن أحمد الحمامي، وجماعة، وبالكوفة على القاضي، محمد بن عبد الله الجعفي الهرواني، وأبي الحسن محمد بن جعفر النحوي ابن النجار، وبدمشق على أبي علي الأهوازي، والحسين بن علي بن عبيد الله الرهاوي.
وتصدر للإقراء، بدمشق مدة في حياتهما، ثم حج وجاور، وقرأ على محمد بن الحسن الكارزيني، وقرأ بحران على أبي القاسم الزيدي وبمصر على أبي العباس بن نفيس، وبالبصرة على الحسن بن علي بن بشار السابوري، صاحب النقاش.
وكان بفرد عين، ثم شاخ وعمي رحل الناس إليه من الآفاق، وقرءوا عليه، وجميع كتاب الكفاية في القراءات العشر، لأبي العز القلانسي من تلاوة أبي العز عليه.
قال خميس الحوزي: كان قديما أعور.
رأيته، وجلست بين يديه كثيرا، وكان يلقب إمام الحرمين وللبغداديين فيه كلام.
روى الحديث عن ابن خرقة، وسمعت من يقول من أصحابنا: إنه سمع أبا الفضل بن خيرون.
وقيل له أبو علي غلام الهراس، عن أبي علي الأهوازي، فقال مطرز: معلم كذاب، عن كذاب.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 329". غاية النهاية "2/ 208، 209".
وقال هبة الله بن المبارك السقطي: كنت أحد من رحل إلى أبي علي، فألفيت شيخا عالما فهما صالحا، صدوقا، متيقظا نبيلا وقورا.
وقال أبو الفضل بن خيرون في الوفيات: كان غلام الهراس مقرئا غير أنه خلط في شيء، من القراءات فادعى إسنادا في شيء لا حقيقة له.
وروى عجائب، وتوفي يوم الجمعة، سابع جمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربعمائة، وهذا أصح من قول خميس، من أنه توفي في أواخر سنة سبع وستين.
قال ابن السمعاني: قرأ أبو علي بالأمصار، وسافر في طلب القراءات وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى صار طبقة العصر، ورحل الناس إليه من الأقطار، قلت:
قرأ عليه القلانسي، وأبو المجد محمد بن محمد بن جهور، قاضي واسط وعلي بن علي بن شيراز1.
8-
أبو القاسم الهذلي المقرئ الجوال، أحد من طوف الدنيا في طلب القراءات، واسمه يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة المغربي البسكري، وبسكرة بليدة بالمغرب، ورحل من أقصى المغرب، إلى بلاد الترك.
وكانت رحلته في سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وبعدها، فقرأ بحران على أبي القاسم الزيدي، صاحب النقاش وهو أكبر شيوخه، وعلى الأهوازي بدمشق، وعلى إسماعيل بن عمرو بن راشد الحداد، وجماعة بمصر، وعلى مهدي بن طراره.
والحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي، صاحب الروضة، وتاج الأئمة أحمد بن علي المصري، وأبي العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني.
وقد ذكر الشيوخ الذين قرأ عليهم، وعدتهم مائة واثنان وعشرون شيخا وهم تاج الأئمة ابن نفيس، وابن راشد الحداد، وصاحب الروضة، وعبد الملك بن سابور، ومحمد بن الحسين الشيرازي بمصر، وعبد العزيز، وابن سمحان.
وابن أبي رماد بالقيروان2، وخلف الله السبتي بفاس3، وعلي بن النمر بأطرابلس4، وعبد الواحد بن عبد القادر بدمياط5، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية6.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 329". غاية النهاية "1/ 228".
2 القيروان: بلدة بالمغرب.
3 فاس: بلد بالمغرب.
4 أطرابلس: بلد بالشام، وبلدة بالمغرب.
5 دمياط: بلد بمصر.
6 اللاذقية: بلد من تحتمل حلب الآن.
وأبو الحسين الخشاب بتنيس1، وعبد الرحمن بن علي القروي، ومحمد بن إسماعيل المبيض بالرملة2، وعبد الملك بن سعيد ببيت المقدس، وسعيد الحداد بها.
وابن رجاء بعسقلان3، وإسماعيل بن عليان بأرسوف4، وجامع بن الخضر بصيدا5، والخضر بن أحمد بها، وسليم بصور6، وأبو طاهر الحنائي، وعبد الملك الرهاوي، ومحمد الإسكاف.
والأهوازي بدمشق7، ومحمد بن إسماعيل ببيروت8، وعبد الله بن منير بقنسرين9، وأبو المجد، وأبو المهذب بالمعرة10، وإسماعيل بن الطبر بحلب11 وعبد الله بن الأقرع، ومحمد بن المعلم.
وعقيل بن علي بالرحبة12، وحسين بن الكاتب بالرقة13 ومحمد بن البحتري بالخانوقة14، وحمزة بن علي الزيدي بحران15 كذا سماه فَوَهِمَ.
وصدقة بن المهذب الخطيب بحران، ومحمد بن البغل القاضي بآمد16، وحسين بن منصور بميافارقين17، ووهبان بالجزيرة18.
ومنصور بن ودعان بالموصل19، ومحمد بن سماعة بها، ومسروق بن جعفر
1 تنيس: بلد بجزيرة من جزائر بحر الروم قرب دمياط تنسب إليه الثياب الفاخرة.
2 الرملة: بلد بالشام.
3 عسقلان: مدينة عظيمة من فلسطين على ساحل البحر بين غزوة وبين جبرين.
4 أرسوف: بلد بساحل الشام.
5 صيدا: بلد بساحل الشام.
6 صور: بلد بساحل الشام.
7 دمشق: بلد بالشام "عاصمة سوريا الآن".
8 بيروت: بلد بالشام "عاصمة لبنان الآن".
9 قنسرين: كورة بالشام.
10 المعرة: بلد بين حماة وحلب وتضاف إلى النعمان.
11 حلب: كورة بالشام.
12 الرحبة: قرية حذاء القادسية وناحية بين المدينة والشام وبالفتح قرية بدمشق.
13 الرقة: بلد على الفرات وبلدة بقوهستان.
14 الخانوقة: بلد على الفرات.
15 حران: بلد بالشام.
16 آمد: بلد بالثغور.
17 أفارقين: مدينة معروفة نسبت إلى مية بنت أد وأصلها "فارقين".
18 الجزيرة أرض بالبصرة.
19 الموصل: أرض بين العراق والجزيرة وسميت بذلك لوصلها بين دجلة والفرات.
بهيت، والفضل بن فراس بالأنبار1، وعبد الخالق بغانة2 وحسن بن خشيش بالكوفة3، وأحمد بن الصقر.
ومحمد بن يعقوب، يعني أبا العلاء، وأبو نصر بن مسرور، وإسماعيل الشرمقاني، وإبراهيم بن الخطيب ببغداد، وأحمد بن علي بالإسكندرية.
ويوسف بن عبد الله بالمغرب، وحسان بن سكينة بجرجرايا4، وحسين بدير العاقول5، وأبو الحسن الماورائي، وأحمد بن علان، وعبد الرحمن بن الهرمزان، وأبو رجاء بواسط6، وأبو الوفاء بالصليق7.
وأحمد الحاجي بالأبله8، وابن أبي شيخ، والشاموخي، وأبو عمرو بن سعيد، وأبو الحسن الجوردكي بالبصرة9، وجماعة بها سماهم، وأبو القاسم العسكري بالأهواز10، وأبو غانم بالكرج11، وأبو الحسن الأصم.
ومحمد النوشجاني بكازرون12، وأبو يعقوب بالبيضاء13، وأبو نصر بن قيراط، وأبو زرعة الخطيب وأخوه أبو طاهر بشيراز14، وعبد الملك بن علي بفسا15.
وأبو الفضل بن عبدان، ومحمد بن لال بهمذان16، وأبو غانم بجيرفت17 وأبو الحسين القاضي بكرمان18.
1 الأنبار: بلد بالعراق، وقرية ببلخ منها محمد بن علي الأنباري المحدث.
2 غانة: بلد بالمغرب.
3 الكوفة: مدينة بالعراق.
4 جرجرايا.
5 دير الصاقول: بلد النهروان.
6 واسط: مدينة من مدن العراق.
7 الصليق: بلد بواسط.
8 الأبلة: مدينة على شاطئ دجلة قرب البصرة.
9 البصرة: بفتح الباد، بلد مشهورة، مصرها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي من سواد العراق.
10 الأهواز: تتسع لور بين البصرة وفارس لكل كورة منها اسم ويجمعهن الأهواز.
11 الكرخ: قحلة ببغداد.
12 كازرون: بلدة معروفة بفارس.
13 البيضا: بلدة بفارس وكورة بالمغرب وأربع قرى بمصر وموضع بالبحرين.
14 شيراز: مدينة عظيمة شهيرة الذكر فسيحة الأرجاء من بلاد فارس.
15 فسبا: بلدة بفارس.
16 همذان: مدينة من بلاد فارس.
17 جرفة: موضع باليمامة.
18 كرمان: وراء أصبهان إلى ناحية الهند مسيرة مائة وثلاثين فرسخا.
وأبو الفضل الضرير ببست1، ويوسف بن يعقوب، وأحمد السكاك بسمرقند2، وأبو أحمد العطار وأبو القاسم الدلال، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وعبد الله بن شبيب، وعبد الله بن اللبان.
وجماعة بأصبهان، وذكر جماعة إلى أن قال: فجملة من لقيت في هذا العلم، ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا من آخر المغرب إلى باب فرغانة3 يمينا وشمالا وجبلا وبحرا.
ولو علمت أحدا يقدم علي في هذه الطريقة، في جميع بلاد الإسلام لقصدته.
قلت: إنما ذكرت شيوخه، وبأن كان أكثرهم مجهولين لتعلم كيف كانت همة الفضلاء في طلب العلم.
قال: وألفت هذا الكتاب، يعني الكامل، فجعلته جامعا للطرق المتلوة، والقراءات المعروفة، ونسخت به مصنفاتي، كالوجيز، والهادي، وغيرهما قلت:
وحدث عن أبي نعيم الحافظ، وجماعة، روى عنه إسماعيل بن الإخشيد، وأبو العز محمد بن الحسين القلانسي، وقرأ عليه أبو العز بما في الكامل.
قال ابن ماكولا: كان يدرس علم النحو، ويفهم الكلام، وذكره عبد الغافر، ونعته بأنه ضرير فكأنه عمي في أواخر عمره، وكان قد أرسله نظام الملك الوزير ليجلس في مدرسته بنيسابور فقعد سنين وأفاد.
وكان مقدما في النحو والصرف عارفا بالعلل، كان يحضر مجلس أبي القاسم القشيري، ويقرأ عليه في الأصول.
وكان القشيري يراجعه في مسائل النحو، ويستفيد منه، وكان حضوره في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة إلى أن توفي.
قلت: بلغني أنه مات في سنة خمس وستين وأربعمائة -سامحه الله تعالى.
وله أغاليط كثيرة في أسانيد القراءات، وحشد في كتابه أشياء منكرة لا تحل القراءة بها، ولا يصح لها إسناد4.
9-
أبو علي ابن البناء الحنبلي هو الحسن بن أحمد بن عبد الله البغدادي، الفقيه المقرئ، المحدث، صاحب التصانيف.
1 تبست: واد بأرض إبل وبالضم بلدة بسجستان.
2 سمرقند: مدينة في أوزبكستان.
3 فرغانة: مدينة عظيمة متاخمة لتركستان، وبلدة بالمغرب.
4 انظر/ شذرات الذهب "3/ 324". غاية النهاية "2/ 397-401".
قرأ القراءات على أبي الحسن الحمامي، وسمع من هلال الحفار، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وجماعة.
قرأ عليه بالروايات مثل أبي عبد الله البارع، وأبي العز القلانسي، وهو من قدماء تلامذة القاضي أبي يعلي بن الفراء.
وكانت له حلقتان للفتوى، والوعظ، وكان شديدا على المبتدعة ناصرا للسنة.
روى عنه ولداه أبو غالب أحمد، ويحيى وأبو الحسين بن الفراء وأبو بكر قاضي المارستان.
وبالإجازة الحافظ محمد بن ناصر، توفي سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ببغداد1.
10-
محمد بن محمد الشيخ أبو الفضل العكبري المقرئ.
كان من أعيان القراء ومسنديهم في زمانه، قرأ على أبي الفرج النهرواني، والحسن بن محمد الفحام السر من رآى، وأبي الحسن الحمامي، وسمع من ابن رزقويه، روى عنه عبد الله بن السمرقندي، وأخوه أبو القاسم إسماعيل وكان صدوقا، توفي بعكبرا في ربيع الآخر، سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة2.
11-
محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح الرعيني، أبو عبد الله الإشبيلي المقرئ الأستاذ، مصنف كتاب الكافي وكتاب التذكير.
وكان من جلة قراء الأندلس، أجاز له مكي بن أبي طالب، وأخذ عنه، وعن أبي ذر عبد بن أحمد، وأبي العباس أحمد بن نفيس المصري وعثمان بن أحمد القيشطالي وجماعة.
وقرأ بالروايات على ابن نفيس، وأحمد بن محمد القنطري، نزيل مكة وتاج الأئمة أحمد بن علي، والحسن بن محمد بن إبراهيم، صاحب الروضة حمل عنه ابنه الخطيب أبو الحسن شريح وغيره.
توفي في رابع شوال، سنة ست وسبعين وأربعمائة، وله أربع وثمانون سنة3.
12-
أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي الطبري المقرئ، القطان مقرئ أهل مكة، ومصنف التلخيص.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 338، 339". غاية النهاية "1/ 206".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 258، 259".
3 انظر/ شذرات الذهب "3/ 354". غاية النهاية "2/ 153".
قرأ القراءات على أبي القاسم الزيدي بحران، وأبي عبد الله الكارزيني وابن نفيس، وإسماعيل بن راشد الحداد، والحسين بن محمد الأصفهاني، وخلق أسند عنهم في تواليفه، وجماعة.
وسمع الحديث من أبي عبد الله بن نظيف وأبي النعمان تراب بن عمر وعبد الله بن يوسف بتنيس، وأبي الطيب الطبري، قرأ عليه أبو علي بن العرجاء، وجماعة.
وله كتاب سوق العروس، فيه ألف وخمسمائة طريق، وحدث عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي، وإبراهيم بن أحمد الصميري، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، ومحمد بن المسبح الفضي، والحسن بن عمر الطبري وأبو القاسم خلف بن النحاس.
وممن قرأ عليه الحسن بن خلف بن بليمة، وآخرون، قال محمد بن طاهر المقدسي: سمعت أبا سعيد الحرمي بهراة، يقول: لم يكن سماع أبي معشر الطبري
لجزء ابن نظيف صحيحا، وإنما أخذ نسخة فرواها.
قلت: توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بمكة1.
13-
عبد الله بن سهل بن يوسف الإمام، أبو محمد الأنصاري، الأندلسي المرسي، مقرئ أهل الأندلس في زمانه.
أخذ القراءات عن أبي عمر الطلمنكي، ومكي بن أبي طالب القيسي وعبد الجبار الطرسوسي، قرأ عليه بمصر، وأبي عمرو الداني، وأبي عبد الله محمد بن سفيان القيرواني مؤلف الهادي، ومحمد بن سليمان الأبي.
وكان رأسا في القراءات وعللها ومعانيها، أكثر الناس عنه.
قال أبو علي بن سكرة: هو إمام وقته في فنه، لقيته بالمرية، لازم أبا عمرو الداني، ثمانية عشر عاما، ورحل ولقي جماعة.
أقرأ بالأندلس، وبعد صيته، فمن شيوخه مكي والطلمنكي وأبو ذر الهروي، وأبو عمران الفاسي، وأبو عبد الله بن عابد، والحسن بن حمود التونسي، وعبد الباقي بن فارس الحمصي.
قال: وجرت بينه وبين شيخه أبي عمرو الداني عند قدومه منافسة ومقاطعة، وكان أبو محمد شديدا على أهل البدع قوالا بالحق مهيبا، جرت له في ذلك أخبار كثيرة.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 358". غاية النهاية "1/ 401".
وامتحن وغرب ولفظته البلاد، وغمزه كثير من الناس، فدخل سبتة، وأقرأ بها مدة، ثم خرج إلى طنجة، ثم رجع إلى الأندلس، فمات برندة1، قال ابن سكرة: عزمت على القراءة عليه، فقطع عن ذلك قاطع.
وقال القاضي عياض: حدث عنه خالي أبو بكر محمد بن علي، وأبو إسحاق بن جعفر، وقال أبو الأصبغ بن سهل: أشكلت علي مسائل من علم القرآن، لم أجد من يشفيني فيها، حتى لقيت أبا محمد بن سهل.
قال: وكانت بين القاضي أبي الوليد الباجي وبينه منافرة عظيمة، بسبب مسألة الكتابة، فكان ابن سهل يلعنه في حياته وبعد موته، فبالغ أصحاب أبي الوليد في القول في ابن سهل، والإكثار عليه.
قلت: كان أبو الوليد يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب اسمه يوم الحديبية في كتاب الصلح، ويحتج بالحديث المروي فيه، وكان ابن سهل يعظم ذلك على أبي الوليد.
وقد قرأ القراءات على ابن سهل طائفة، منهم أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المذكور في إجازات الشاطبي، توفي ابن سهل سنة ثمانية وأربعمائة2.
14-
علي بن عبد الله بن فرح أبو الحسن الجذامي الطليطلي المقرئ الأستاذ، خطيب طليطلة 3، ويعرف بابن الألبيري.
أخذ القراءات وغيرها عرضا ورواية، عن مكي بن أبي طالب القيسي وأبي القاسم وليد وأبي محمد بن عباس، ومحمد بن مشاور وطائفة، وأقرأ الناس دهرا، وكان ثقة عارفا بالفن، صالحا واعظا.
قدم قرطبة وتصدر بجامعها للإقراء، فأقرأ الناس نحو شهرين، ومات سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وولد سنة عشر4.
15-
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عباس، أبو محمد القرطبي.
قرأ القراءات على مكي، وسمع من حاتم بن محمد، ومحمد بن عتاب قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين، وخيارهم، عارفا بالقراءات ضابطا مجودا مع العفاف والدين.
1 رندة: حصن من تاكرني بالأندلس.
2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 364". غاية النهاية "1/ 421، 422".
3 طليطلة: بلد بالمغرب.
4 انظر/ غاية النهاية "1/ 553، 554".
أخبرنا عنه جماعة، توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة1.
16-
محمد بن أحمد بن علي بن حامد، الإمام أبو نصر الكركانجي، المقرئ الأستاذ صاحب أبي الحسين الدهان، مقرئ أهل مرو 2 في عصره.
قال أبو سعد السمعاني: له مصنفات كثيره، ككتاب المعول، وكتاب التذكرة، طوف الكثير إلى العراق، والحجاز والشام والجزيرة وكان زاهدا ورعا عابدا، قرأ بمرو على أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان.
وببغداد على مسند العراق أبي الحسن الحمامي، وبنيسابور على محمد بن علي الخبازي، وسعيد بن محمد العدل، وبالموصل على الحسين بن عبد الواحد المعلم.
وبحران على أبي القاسم علي بن محمد الزيدي، وبدمشق على الحسين بن عبيد الله الرهاوي، وبمصر على إسماعيل بن عمرو الحداد.
ولد سنة تسعين وثلاثمائة تقريبا، ومات سنة إحدى وثمانين، وقيل سنة أربع وثمانين وأربعمائة3.
17-
أحمد بن الحسين بن أحمد أبو بكر المقدسي القطان، المقرئ.
أحد من جرد العناية في طلب القراءات، أخذ عن أبي القاسم الزيدي، بحران، وأبي علي الأهوازي بدمشق، وأبي عبد الله الكارزيني بمكة، وعتبة العثماني ببغداد.
أخذ عنه أبو بكر المزرفي وغيره، توفي سنة ثمان وستين وأربعمائة4.
18-
عبد السيد بن عتاب أبو القاسم البغدادي الضرير، المقرئ من كبار القراء المسندين.
قرأ على أبي الحسن الحمامي، وأبي العلاء الواسطي، والحسن بن علي بن الصقر الكاتب، وأبي طاهر محمد بن ياسين الحلبي، وأبي بكر محمد بن علي بن زلال المطرز، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، وجماعة.
قرأ عليه أبو علي بن سكرة الصدفي، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو الكرم المبارك بن الشهرزوري، وآخرون.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 377".
2 مرو: مدينة في بلاد فارس.
3 انظر/ شذرات الذهب "3/ 372". غاية النهاية "2/ 72".
4 انظر/ غاية النهاية "1/ 48".
توفي في نصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين وأربعمائة، على نحو تسعين سنة1.
19-
رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد أبو محمد التميمي البغدادي الحنبلي، المقرئ الفقيه الواعظ.
ولد سنة أربعمائة، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي، وسمع من أبي الحسين أحمد بن المتيم، وأبي عمر بن مهدي، وأبي الحسين بن بشران وجماعة.
وكان إماما مقرئا فقيها محدثا، واعظا أصوليا مفسرا لغويا، فرضيا كبير الشأن وافر الحرمة.
قال ابن سكرة: قرأت عليه لقالون ختمة.
وقال أبو زكريا يحيى بن منده الحافظ: سمعت رزق الله يقول: أدركت من أصحاب ابن مجاهد، رجلا يقال له أبو القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف.
وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد، قلت: وممن قرأ لقالون على رزق الله، محمد بن الخضر المحولي، شيخ تاج الدين الكندي، والشيخ أبو الكرم الشهرزوري.
وقد روى أبو سعد السمعاني، حديث "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"، وعن أربعة وسبعين نفسا، سمعوه من رزق الله التميمي، وآخر من روى عنه ببغداد، أبو الفتح بن البطي، وآخر من روى عنه مطلقا أبو طاهر السلفي، روى عنه إجازة، قال ابن ناصر: توفي شيخنا أبو محمد التميمي، في نصف جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، ودفن بداره، ثم حول بعد ثلاث سنين2.
20-
يحيى بن أحمد بن محمد بن علي أبو القاسم السيبي القصري المقرئ.
ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، بقصر ابن هبيرة، وقدم بغداد، فقرأ على أبي الحسن الحمامي القرآن، وسمع من أبي الحسن بن الصلت، وأبي الحسن بن بشران، وأبي الفضل عبد الواحد التميمي وجماعة.
ولو سمع على قدر مولده لسمع من أصحاب البغوي وابن صاعد، وكان حسن الإقراء مجودا عارفا، ختم عليه خلق، وكان خيرا دينا صالحا ثقة ممتعا بقواه.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 387".
2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 384". غاية النهاية "1/ 284".
روى عنه أبو بكر قاضي المارستان، وإسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وإسماعيل بن محمد التميمي الأصبهاني، وأبو الفرج عبد الخالق اليوسفي، وآخرون.
وقرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري، توفي في ربيع الآخر، سنة تسعين وأربعمائة، وله مائة وسنتان1.
21-
محمد بن عيسى بن فرج المغامي، أبو عبد الله التجيبي، الطليطلي المقرئ صاحب أبي عمرو الداني.
كان أحد الحذاق بالقراءات، أخذ عن الداني، ومكي بن أبي طالب، وسليمان بن إبرهيم، قال ابن بشكوال: كان عالما بوجوه القراءات ضابطا لها متقنا لمعانيها، إماما دينا، أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا ووصفوه بالتجويد والمعرفة.
وقال ابن سكرة: هو مشهور بالتقدم والإمامة في الإقراء، وشدة الأخذ على القراءة، والالتزام للسمت والهيبة، ومن شيوخه مكي وأبو عمر الطلمنكي، ومغام حصن بثغر طليطلة.
قال ابن بشكوال: توفي بأشبيلية2 في نصف ذي القعدة، سنة خمس وثمانين وأربعمائة3.
22-
أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الفرج، أبو نصر الهاشمي البصري، ثم البغدادي المقرئ المعروف بالهباري، وبالعاجي الفرضي.
قدم بغداد، عام سنة عشر وأربعمائة، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي، وقرأ القراءات بحران على الشريف أبي القاسم الزيدي، وبدمشق على أبي علي الأهوازي.
وجال في العراق وخراسان، وحدث بمرو بكتاب السنن، عن أبي عمر.
قرأ عليه القراءات جمعا، إلى سورة الفتح، أبو الكرم الشهرزوري وسمع منه أبو بكر بن السمعاني، والد أبي سعد كتاب السنن، قال أبو طاهر محمد بن محمد المروزي الخطيب: لما ورد أبو بكر بن السمعاني بغداد طعنوا في الهباري ورموه بالكذب والتعمد فيه، وشرطوا عليه أن لا يروي عنه.
وقال الدقاق: أبو نصر الهباري كذاب، وقال خميس الحوزي: ولد أبو نصر
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 396". غاية النهاية "2/ 365".
2 أعظم بلد بالأندلس.
3 انظر/ شذرات الذهب "3/ 376". غاية النهاية "2/ 224، 225".
بالبصرة، سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وحدث بواسط في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة1.
23-
محمد بن إبراهيم بن إلياس أبو عبد الله اللخمي، الأندلسى المعروف بابن شعيب المقرئ، وشعيب هو جده لأمه.
أخذ عن جده وعن مكي بن أبي طالب، وأبي العباس المهدي، وأبي عمرو الداني، قال ابن الأبار، تصدر بجامع المرية، لإقراء القرآن والعربية والآداب، روى عنه أبو الحسن بن موهب، وأبو الحسن بن نافع، وأبو عبد الله بن معمر، قلت:
وقرأ عليه بالسبع أبو الحسن عون الله بن عبد الرحمن، شيخ ابن الفحام، قال ابن الأبار: وقفت على السماع منه، في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة2.
24-
خازم بن محمد بن خازم الإمام أبو بكر المخزومي القرطبي، ولد سنة عشر وأربعمائة.
وأخذ عن مكي بن أبي طالب، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد الشنيتجالي، وأبي القاسم بن الإفليلي وطائفة، وتصدر للإقراء والتسميع وطال عمره وبعد صيته، إلا أنه ضعيف.
قال ابن بشكوال: كان قديم الطلب، وافر الأدب، ولم يكن بالضابط، وكان يخلط في أسمعته، وقفت له على أشياء قد اضطرب فيها.
وكان أبو مروان بن سراج، ومحمد بن فرج يضعفانه، قلت: روى عنه جماعة، آخرهم وفاة، محمد بن عبد الله بن خليل القيسي، نزيل مراكش3 توفي سنة ست وتسعين وأربعمائة4.
25-
محمد بن أحمد بن الهيثم الإمام أبو بكر البلخي، ثم الروذباري المقرئ.
قرأ بالروايات على أبي علي الأهوازي، واستوطن مدينة غزنة، من أول حد الهند، وأقرأ بها القراءات، وكان بصيرا بالعلل، عالي الرواية قال الحافظ ابن عساكر: أنبأ عبد السلام بن عبد الرحيم الهروي، المقرئ بهراة، أنبأ أبو بكر الروذباري بغزنة، سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وكان عالما بالقراءات5.
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 88، 89".
2 انظر/ غاية النهاية "2/ 47".
3 بلدة بالمغرب.
4 انظر/ غاية النهاية "1/ 269".
5 انظر/ شذرات الذهب "3/ 353". غاية النهاية "1/ 85".
26-
أبو الخطاب الصوفي المقرئ واسمه أحمد بن علي البغدادي، من شيوخ الإقراء ببغداد.
توفي سنة ست وسبعين وأربعمائة، قرأ على أبي الحسن الحمامي وغيره، قرأ عليه أبو الفضل محمد بن المهتدي بالله، وهبة الله بن المجلي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن بغراج.
وروى عنه أبو بكر قاضي المارستان، قال أبو الفضل بن خيرون: كان عنده عن الحمامي السبعة تلاوة، وله قصيدة في السنة، وقصيدة في عدد الآي، ولد سنة اثنين وتسعين وثلاثمائة1.
27-
عبد القاهر بن عبد السلام بن علي العباسي، الشريف أبو الفضل المكي، النقيب المقرئ.
قرأ بالروايات الكثيرة على أبي عبد الله، محمد بن الحسين بن آذر بهرام الكارزيني، وطال عمره، وكان من آخر من مات من أصحاب الكارزيني.
وكان نقيب بني هاشم بمكة، سكن بغداد، وأقرأ القراءات، وكان ضابطا لها وكان من سروات العباسيين.
قال أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف: رحمة الله على هذا الشريف.
فلقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف، من دين مكين وعقل رزين، قدم من مكة وسكن المدرسة النظامية، فأقرأ بها القرآن عن جماعة، وحدث.
قلت: قرأ عليه دعوان بن علي، وأبو محمد عبد الله بن علي سبط الخياط، وأبو الكرم الشهرزوري وآخرون.
وتوفي في يوم الجمعة من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وقد حدث عن أبي الحسن بن صخر وغيره2.
28-
أبو طاهر بن سوار صاحب المستنير في القراءات العشر، هو أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار البغدادي.
أحد الحذاق، ولد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وقرأ القراءات على عتبة بن عبد الملك العثماني، وأبي علي الشرمقاني، والحسن بن علي العطار وجماعة.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 353". غاية النهاية "1/ 85".
2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 400". غاية النهاية "1/ 399".
وسمع الحديث الكثير من محمد بن عبد الواحد بن رزمة، ومحمد بن الحسين الحراني، ومحمد بن محمد بن غيلان، وعلي بن المحسن التنوخي وطائفة.
قرأ عليه القراءات أبو علي بن سكرة الصدفي، ومحمد بن الخضر المحولي، وأبو محمد بن سبط الخياط، وحدث عنه ابن ناصر وأبو طاهر السلفي، وعبد الوهاب الأنماطي، وآخرون.
قال ابن سكرة: هو حنفي المذهب، ثقة خير، حبس نفسه على الإقراء والتحديث، وقال ابن ناصر نبيل ثقة ثبت متقن.
وقال السمعاني: كان ثقة أمينا مقرئا حسن الأخذ للقرآن، ختم عليه جماعة كتاب الله، وكتب بخطه الكثير من الحديث.
توفي في شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة ببغداد1.
29-
يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد أبو الحسين بن البياز اللواتي المرسي المقرئ، أحد شيوخ الوقت بالأندلس.
ذكر أنه قرأ القراءات وسمعها، على مكي بن أبي طالب، وأبي عمرو الداني، وعبد الرحمن بن الحسن الأستاذ، وغيرهم ورحل إلى مصر فسمع الحروف من عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي.
وسمع كتاب التلقين من القاضي عبد الوهاب المالكي، وتصدر للإقراء. وعمر دهرا. قال أبو القاسم بن بشكوال: أخبرنا عنه جماعة.
وسمعت بعضهم يضعفه وينسبه إلى الكذب، وإلى ادعاء الرواية، عمن لم يلقه ولا أجاز له، ويشبه أن يكون ذلك في وقت اختلاطه لأنه اختلط في آخر عمره.
ومات بمرسية في ثالث المحرم سنة ست وتسعين وأربعمائة، وله تسعون سنة.
قلت: أخذ عنه القراءات أبو عبد الله بن سعيد الداني، ابن غلام الفرس، وعلي بن عبد الله بن ثابت الخزرجي، وأبو داود سليمان بن يحيى بن سعيد وغيرهم.
وقد وقع لنا سنده بالقراءات عاليا، وفرحنا به وقتا، ثم أوذينا فيه وبان لنا ضعفه2.
30-
سليمان بن أبي القاسم نجاح أبو داود المقرئ، مولى الأمير المؤيد بالله، ابن المستنصر الأموي الأندلسي، شيخ الإقراء مسند القراء، وعمدة أهل الأداء.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 403". غاية النهاية "1/ 86".
2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 404". غاية النهاية "2/ 364".
أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني، ولازمه مدة، وأكثر عنه، وهو أجل أصحابه، وكتب عن أبي عمر بن عبد البر، وابن دلهاث العذري وأبي عبد الله بن سعدون القروي، وأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، وأبي شاكر الخطيب.
قرأ عليه بشر كثير، منهم أبو عبد الله بن سعيد الداني، وأبو علي الصدفي، وأبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عاصم الثقفي، وأحمد بن سحنون المرسي، وإبراهيم بن جماعة البكري الداني، وجعفر بن يحيى بن ختال، ومحمد بن علي النوالشي، وعبد الله بن فرج الزهيري، وأبو الحسن علي بن هذيل، وأبو نصر فتح بن خلف البلنسي، وأبو نصر فتح بن يوسف بن أبي كبة، وأبو داود سليمان بن يحيى القرطبي.
قال ابن بشكوال:
كان من جلة المقرئين وفضلائهم وأحبارهم، عالما بالقراءات وطرقها، حسن الضبط ثقة دينا، له تواليف كثيرة في معاني القرآن العظيم وغيره.
أخبرنا عنه جماعة ووصفوه بالعلم والفضل والدين، قلت: قرأت بخط بعض تلامذة أبي داود، قال: تسمية الكتب التي صنفها أبو داود.
كتاب البيان الجامع لعلوم القرآن في ثلاثمائة جزء، كتاب التبيين لهجاء التنزيل، في ستة مجلدات، كتاب الرجز المسمى بالاعتماد الذي عارض به شيخه أبا عمرو في أصول القراءات.
وعقود الديانة وهو عشرة أجزاء، وعدد هذه الأرجوزة ثمانية عشر ألف بيت، وأربعمائة وأربعون بيتا.
وله كتاب الجواب عن قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] . في مجلد، ثم سمى تتمة ستة وعشرين مصنفا.
قال ابن بشكوال: ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي ببلنسية في سادس عشر رمضان، سنة ست وتسعين وتزاحموا على نعشه1.
31-
عبد الرحمن بن علي بن أحمد أبو الحسن بن الدوش، الشاطبي المقرئ.
أخذ القراءات عرضا عن أبي عمرو الداني، وسمع منه ومن ابن عبد البر وأقرأ الناس دهرا.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 403، 404". غاية النهاية "1/ 316".
قال ابن بشكوال: أقرأ الناس وأسمعهم، وكان ثقة فيما رواه ثبتا فيه دينا فاضلا.
قلت: قرأ عليه القراءات أبو عبد الله بن غلام الفرس، وأبو داود سليمان بن يحيى القرطبي، وإبراهيم بن محمد بن خليفة النفري الداني، وعلي بن محمد بن أبي العيش الطرطوشي، ثم الشاطبي، ومحمد بن علي بن خلف التجيبي وآخرون.
توفي في رابع شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة بشاطبة رحمه الله قرأت القراءات من طريقة، ويقال فيه ابن الدش بلا واو وابن أخي الدوش1.
32-
علي بن أحمد بن علي أبو الحسن الأبهري المقرئ الضرير، المعروف بالمصيني.
قرأ القراءات بدمشق، على أبي علي الأهوازي، وأقرأ بالديار المصرية قرأ عليه الشريف أبو الفتوح ناصر الخطيب، وعليه دارت في وقتنا طرق الأهوازي.
ولا أعلم أحدا ذكر له ترجمة، وكان موجودا في حدود عام خمسمائة2.
33-
عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس، الأستاذ أبو القاسم القرطبي، مؤلف المفتاح في القراءات، ومقرئ أهل قرطبة.
رحل وقرأ القراءات على أبي علي الأهوازي3.
34-
أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس، أبو البركات البغدادي المقرئ، نزيل دمشق، ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
وقرأ القراءات على الحسن بن علي العطار، وأبي بكر محمد بن علي الخياط، وسمع من عبيد الله الأزهري، وأبي طالب بن بكير، وابن غيلان، والعتيقي، وبدمشق من أبي القاسم الحنائي وغيره، وصنف في القراءات، ورأس فيها.
وأقرأ الناس، وكان ثقة دينا مجودا محققا، روى عنه الفقيه نصر المقدسي، وهو أكبر منه، ونصر الله بن عبد القوي المصيصي، وحمزة بن كروس.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 404". غاية النهاية "1/ 375".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 521".
3 وبحران علي بن أبي القاسم الزيدي، وبمصر على أبي العباس نفيس وبمكة على أبي عبد الله الكارزيني، سمع بدمشق من أبي الحسن بن السمسار. وبلغنا أنه كان عجبا في تحرير هذا الشأن ومعرفة فنونه.
قال ابن بشكوال: كانت الرحلة إليه في وقته. ولد سنة ثلاث وأربعمائة ومات في ذي القعدة سنة إحدى وستين وأربعمائة، قرأ عليه أبو القاسم خلف بن النحاس وأبو الحسين يحيى بن البياز وجماعة.
انظر/ غاية النهاية "1/ 482". نفح الطيب "3/ 393".
وقرأ عليه ابنه هبة الله بن أحمد وجماعة، توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة1.
35-
عتيق بن محمد أبو بكر الردائي المقرئ، شيخ الإقراء بقلعة حماد، من أرض المغرب، رحل.
وقرأ على الأهوازي، لم يذكره ابن عساكر، وهو من شرطه، وقرأ بمصر على أبي العباس بن نفيس وغيره، وعمر دهرا.
رحل إليه أبو بكر محمد بن محمد بن معاذ الإشبيلي فقرأ عليه2.
36-
محمد بن المفرج بن إبراهيم البطليوسي، المقرئ أبو عبد الله.
قيل إنه قرأ على مكي بن أبي طالب، وأبي عمرو الداني، وأبي علي الأهوازي ومحمد بن الحسين الكارزيني، وما علمت أحدا جمع الأخذ عن هؤلاء.
قال ابن بشكوال: روى ابن المفرج عن أبي عمرو الداني، فيما كان يزعم، وذكر أن له رحلة إلى المشرق، روى فيها عن الأهوازي، وكان يكذب فيما ذكره من ذلك كله، وقد وقف على ذلك كله أصحابنا، وأنكروا ما ذكره.
توفي بالمرية سنة أربع وتسعين وأربعمائة، قلت: وقعت لنا القراءات من طريق هذا، لكن بإسناد واه، من رواية أبي عيسى عن ابن الخلوف عن أبيه، وعن سليمان بن يحيى كلاهما عنه3.
37-
أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأصبهاني، الحداد المقرئ التاجر.
سبط الحافظ أبي عبد الله بن منده، شيخ جليل عالي السند، كبير القدر عارف بالقراءات، قرأ على أبي عمر بن أحمد بن عمر الخرقي الأصبهاني، صاحب أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي.
وجاور بمكة، فقرأ بالروايات، على أبي عبد الله الكارزيني، قرأ عليه علي بن أحمد بن محمويه اليزدي، وأبو طاهر السلفي وغيرهما، وكان أعلى من بقي سماعا، فإنه
ولد سنة ثمان وأربعمائة، وسمع من أبي سعيد النقاش، وغلام محسن وابن عبد
1 انظر/ غاية النهاية "1/ 74".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 500".
3 انظر/ غاية النهاية "2/ 265".
كويه، وتلك الطبقة، وأجاز له من مرو. إسماعيل بن ينال مولى ابن محبوب، الذي انفرد عن مولاه محمد بن أحمد بن محبوب، بسماع جامع الترمذي.
روى عنه طائفة، آخرهم وفاة أبو الفتح عبد الله الخرق، توفي أبو الفتح الحداد في ذي القعدة سنة خمسمائة1.
38-
سعيد بن أحمد بن عمرو القاضي أبو منصور الجزري.
قرأ بالسبع بكتاب الموجز، وسمعه من مؤلفه أبي علي الأهوازي، وأقرأ به سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ببلد الجزيرة الجديدة جزيرة ابن عمر.
قرأ عليه أبو بكر محمد بن علي بن سلامة الدارمي الآمدي، وطريقه متصلة لابن عبد الله بن خروف الموصلي، الذي قدم علينا2.
39-
أبو الخطاب بن الجراح هو علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن هارون بن الجراح البغدادي، المقرئ الشافعي النحوي، الكاتب.
ولد سنة تسع أو عشر وأربعمائة، وقرأ بعد الثلاثين وأربعمائة، على جماعة، ورأس في القراءات، وصنف منظومة في القراءات، وحدث عن عبد الملك بن بشران، ومحمد بن عمر بن بكير النجار، وجماعة.
وختم عليه جماعة كثيرة، روى عنه عبد الوهاب الأنماطي، وعمر المغازلي وابن ناصر والسلفي، وخطيب الموصل، وآخرون، ذكره السلفي فقال: إمام في اللغة، ونظمه ففي أعلى درجة، وخطه فمن أحسن الخطوط.
والقول يتسع في فضائله، وكان يصلي بأمير المؤمنين المستظهر بالله التراويح، قلت: مات في ذي الحجة سنة سبع وتسعين وأربعمائة3.
40-
أبو منصور الخياط الزاهد المقرئ، هو محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق البغدادي، الملقن.
ولد سنة إحدى وأربعمائة، وسمع في كبره من أبي القاسم بن بشران وعبد الغفار المؤدب، وأبي بكر محمد بن عمر بن الأخضر الفقيه، وجماعة.
وقرأ القرآن على أبي نصر أحمد بن مسرور، وكان يمكنه التلاوة على الحمامي، والسماع على أبي عمر بن مهدي، ولقن خلقا كثيرا، قرأ عليه سبطاه أبو محمد عبد الله وأبو عبد الله الحسين، وحدث عنه أحمد بن عبد الغني الباجسري، وسعد الله بن الدجاجي، وأبو طاهر السلفي، وأبو الفضل خطيب الموصل وغيرهم.
1 انظر شذرات الذهب "13/ 410". غاية النهاية "1/ 101، 102".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 304".
3 انظر شذرات الذهب "3/ 406". غاية النهاية "1/ 548، 549".
قال أبو سعد السمعاني: كان له ورد بين العشاءين يقرأ فيه سبعا من القرآن، قائما وقاعدا حتى طعن في السن، وكان صاحب كرامات وقال ابن نصر: كانت له كرامات.
قلت: كان إمام مسجد ابن جردة بالحريم، ثم اعتكف فيه مدة يعلم العميان، ويسأل لهم وينفق عليهم.
قال ابن النجار في تاريخه: بلغ عدد من أقرأهم أبو منصور القرآن سبعين ألفا، ثم قال: هكذا رأيته بخط أبي نصر اليونارتي الحافظ، قلت: هذا مستحيل، فلعله أراد أن يكتب سبعين نفسا فسبقه القلم، فكتب سبعين ألفا.
قال أبو منصور بن خيرون: ما رأيت مثل يوم صلي على أبي منصور الخياط، من كثرة الخلق والتبرك بالجنازة، وقال السمعاني: رأوه بعد موته فقيل له ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بتعليمي الصبيان فاتحة الكتاب.
وقال السلفي: ذكر لي المؤتمن الساجي، في ثاني جمعة من وفاة الشيخ أبي منصور، اليوم ختموا على قبره مائتين وإحدى وعشرين ختمة.
يعني أنهم كانوا قد قرءوا الختم قبل ذلك، إلى سورة الإخلاص، فختموا هناك، ودعوا عقيب كل ختمة.
قال السلفي: وقال لي علي بن الأيسر العكبري: وكان رجلا صالحا، حضرت جنازة أبي منصور، فلم أر أكثر خلقا منها،
فاستقبلنا يهودي، فرأى كثرة الزحام والخلق، فقال: أشهد أن هذا الدين هو الحق، وأسلم.
توفي يوم الأربعاء، سادس عشر محرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة1.
41-
محمد بن عبد الله بن يحيى أبو البركات بن الوكيل الخباز الدباس، الشيرجي المقرئ البغدادي، الكرخي، كما رأيت مثله في من بقي من القراء بالعراق.
قرأ بالروايات على أبي العلاء الواسطي، والحسن بن الصقر، ومحمد بن بكير النجار، وعلي بن طلحة، وتفقه على القاضي أبي الطيب، وسمع من عبد الملك بن بشران، وعلي بن أيوب صاحب المنيني.
وكان مولده في سنة ست وأربعمائة، قرأ عليه القراءات أبو الكرم الشهرزوري، وغيره، وحدث عنه ابن ناصر والسلفي، وقرأ عليه ختمة، وأبو بكر عبد الله بن النقور.
قال ابن ناصر: كان رجلا صالحا، اتهم بالاعتزال، ولم يكن يذكره ولا يدعو إليه، وقال أبو المعمر المبارك بن أحمد: دخلت على أبي البركات الوكيل في مرضه.
1انظر شذرات الذهب "3/ 406". غاية النهاية "2/ 74".
فقال له المؤتمن الساجي: يا شيخ يبلغنا عنك أشياء، فقال: ذاك صحيح، وأنا قد رجعت إلى الله وتبت عن ذلك الاعتقاد، توفي في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وأربعمائة1.
42-
علي بن خلف بن ذي النون، بن أحمد الأستاذ أبو الحسن العبسي الأندلسي، الإشبيلي، ثم القرطبي، شيخ القراء بقرطبة.
ولد سنة سبع عشرة وأربعمائة، رحل وأخذ القراءات بمصر، عن أبي العباس أحمد بن نفيس وغيره، وسمع من أبي محمد بن خزرج، والقاضي أبي عبد الله القضاعي، وأبي محمد بن الوليد الأندلسي وجماعة.
وأقرأ بجامع قرطبة وأسمع، أخذ عنه عبد الجليل بن عبد العزيز الأموي وعبد الله بن موسى القرطبي، ويحيى بن محمد بن سعادة، وأحمد بن خلف بن عيسون، ومحمد بن علي النوالشي وآخرون.
قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين وعلمائهم، ثقة شهر بالخير والزهد، والتقلل والصلاح، والتواضع، وشهرت إجابة دعوته وعلمت من غير ما قصة بالغ ابن حزم في تعظيمه في العلم والعمل.
قال: وتوفي في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وكانت جنازته مشهودة2.
43-
العاص بن خلف بن محمد الأستاذ أبو الحكم الإشبيلي المقرئ، مصنف كتاب التذكرة في القراءات السبع، وكتاب التهذيب، وأسانيده في صدور كتبه.
ذكر ابن بشكوال وفاته، في سنة سبعين وأربعمائة، وذكر ابن عيسى الإسكندري، أنه قرأ بكتابه في القراءات على ابن خلف الداني3.
44-
أحمد بن عثمان بن سعيد الشيخ أبو العباس بن الحافظ أبي عمرو الداني.
قرأ القراءات على أبيه، وتصدر للإقراء، وأخذ عنه الناس.
حمل عنه أبو القاسم بن عدي وغيره، توفي سنة إحدى وسبعين وأربعمائة4.
1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 410". غاية النهاية "2/ 187".
2 انظر/ غاية النهاية "1/ 541".
3 انظر/ غاية النهاية "1/ 346".
4 انظر/ غاية النهاية "1/ 80".