الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الخامسة:
1-
وهب بن واضح أبو الأخريط، رواد، المكي القارئ مولى عبد العزيز بن أبي رواد ويكنى أيضا أبا القاسم قرأ القرآن على شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وإسماعيل بن عبد الله القسط، وانتهت إليه رياسة الإقراء بمكة.
قرأ عليه أبو الحسن أحمد بن محمد البزي، وأبو الحسن أحمد بن محمد القواس النبال.
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل، ثم عرض على شبل، ومعروف قلت توفي سنة تسعين ومائة1.
2-
عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر، أبو القاسم المكي المقرئ، مولى آل شيبة الحجي قرأ القرآن على شبل بن عباد، وإسماعيل القسط.
قرأ عليه أحمد بن محمد البزي وغيره، وقد تفرد عنه البزي بحديث التكبير من والضحى، وعكرمة شيخ مستور ما علمت أحدا تكلم فيه2.
3-
إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد المسيبي المخزومي، المدني المقرئ قرأ على نافع بن أبي نعيم، وهو من جلة أصحابه المحققين.
وقد روى عن ابن أبي ذئب وغيره، أخذ القراءة عنه ولده محمد، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل.
وخلف بن هشام البزار، ومحمد بن سعدان، ومحمد بن جبير وطائفة كبيرة، وحدث عنه ابن ذكوان، وأحمد بن حنبل، روى له أبو داود في سننه حديثا.
وقال عبد الله بن الصقر السكري: حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب المسيبي، عن أبيه، توفي سنة ست ومائتين3.
1 انظر/ طبقات القراء لابن الجزري "2/ 361".
2 انظر/ طبقات القراء لابن الجزري "1/ 515".
3 انظر/ تهذيب التهذيب "1/ 249". طبقات القراء لابن الجزري "1/ 515".
4-
أيوب بن تميم أبو سليمان التميمي، الدمشقي المقرئ.
قرأ القرآن على يحيى بن حارث الذماري، صاحب ابن عامر، وهو الذي خلف يحيى في القيام بالقراءة، أخذ القراءة عنه عرضا عبد الله بن ذكوان، والوليد بن عتبة.
وأخذ عنه الحروف عبد الحميد بن بكار، وأبو مسهر الغساني، وهشام بن عمار.
قال ابن ذكوان: قلت لأيوب بن تميم: أنت تقرأ بقراءة يحيى بن الحارث؟ قال: نعم، أقرأ بحروفه كلها، إلا قوله جبلا في "يس"، فإنه رفع الجيم، وأنا أكسرها.
قال محمد بن إسماعيل الترمذي: قال ابن ذكوان: توفي أيوب سنة ثمان وتسعين ومائة1.
5-
أيوب بن المتوكل البصري، الصيدلاني المقرئ.
عرض القراءة على سلام القارئ، وأبي الحسن الكسائي، وحسين الجعفي، وحدث عن فضيل بن سليمان، وجماعة، واختار لنفسه مقرءا وكان إماما ضابطا ثقة، متبعا للأثر.
وثقه علي بن المديني وغيره.
قرأ عليه جماعة، أجلهم محمد بن يحيى القطعي، وحدث عنه ابن المديني، ويحيى بن معين، وجماعة، قال إسحاق بن إبراهيم الشهيدي دخلت الكوفة.
فأتيت أبا عبد الله بن إدريس، فأول ما سألني عن أيوب بن المتوكل، قلت: هو بخير، قال: يقرئ؟ قلت: نعم، قال: ذاك أقرأ الناس.
وقال أحمد بن سنان: سمعت أيوب بن المتوكل يقول: قرأت على يحيى القطان، وسألني كتاب الحروف فسمعه مني.
قال أبو حاتم السجستاني: أيوب بن المتوكل من أقرأ الناس وأرواهم للآثار في القرآن، وروى عن أيوب بن المتوكل، قال: ما غلبت الحضرمي يعقوب إلا بالأثر.
وجاء عن أيوب أخبار كثيرة، وكان من جلة القراء، وبلغنا أن يعقوب الحضرمي وقف على قبر أيوب عندما دفن، فقال: يرحمك الله. يا أيوب، ما تركت خلقا أعلم بكتاب الله منك، قلت: مات سنة مائتين2.
1 انظر/ طبقات القراء لابن الجزري "1/ 172".
2 انظر/ طبقات القراء ابن الجزري "1/ 172".
6-
عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري الدمشقي المقرئ أبو الضحاك.
صاحب يحيى الذماري، ومقرئ أهل دمشق في عصره، قرأ عليه هشام بن عمار، والربيع بن ثعلب، وحدث عنه ابن ذكوان، ومحمد بن وهبة بن عطية، وموسى بن عامر المري.
وله رواية عن أبيه، وعن ابراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني وجماعة، قال أبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث، وليس بالقوي.
وقال الدارقطني: لا بأس به، قلت: لم يخرجوا له في الكتب الستة شيئا، توفي قبل المائتين1.
7-
سويد بن عبد العزيز بن نمير أبو محمد السلمي، مولاهم الدمشقي، قاضي بعلبك، قرأ القرآن على يحيى بن الحارث، وأقرأ الناس، فأخذ عنه الربيع بن ثعلب، وأبو مسهر الغساني، وهشام بن عمار.
وقد حدث عن أيوب السختياني، وأبي الزبير المكي، وثابت بن عجلان، وعاصم الأحول، وطائفة من التابعين.
روى عنه داود بن رشيد، وعلي بن حجر، ودحيم، ومحمد بن هاشم البعلبكي، وخلق كثير، ولم يوثقه إلا دحيم فقط، وكان كثير الحديث، قال يحيى بن معين: كان قاضيا بدمشق بين النصارى، ليس بشيء.
وقال البخاري: في بعض حديثه نظر، قلت: ولد سنة ثمان ومائة، وتوفي سنة أربع وتسعين ومائة2.
8-
يحيى بن المبارك اليزيدي الإمام أبو محمد البصري النحوي، المقرئ وعرف باليزيدي، لاتصاله بيزيد بن منصور، خال المهدي يؤدب ولده، جود القرآن على أبي عمرو، وحدث عنه وعن ابن جريج.
قرأ عليه الدوري والسوسي، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وأبو أيوب الخياط، وسليمان بن الحكم، وعامر بن عمر المعروف بأوقية وأبو حمدون، وجعفر غلام سجادة
1 انظر/ تهذيب التهذيب "4/ 276، 277". شذرات الذهب "1/ 340". طبقات القراء لابن الجزري "1/ 511".
2 انظر/ شذرات الذهب "412". طبقات ابن الجزري "1/ 321".
وطائفة سواهم، وله اختيار كان يقرئ به أيضا خالف فيه أبا عمرو في أماكن يسيرة، وقد اتصل بالرشيد وأدب المأمون.
وكان ثقة علامة فصيحا مفوها، بارعا في اللغات والآداب، أخذ عن الخليل وغيره، حتى قيل: إنه أملى عشرة آلاف ورقة، عن أبي عمرو خاصة.
وله عدة تصانيف منها: كتاب النوادر: كتاب المقصور، وكتاب الشكل، وكتاب نوادر اللغة، وكتاب في النحو مختصر، وله عدة أولاد فضلاء علماء، محمد وعبد الله وإبراهيم، وإسماعيل وإسحاق، أخذوا عنه.
وأخذ عنه ابن ابنه أحمد بن محمد، توفي سنة اثنتين ومائتين1.
9-
عثمان بن سعيد الملقب بورش أبو سعيد المصري المقرئ.
وقيل: أبو عمرو.
وقيل: أبو القاسم، عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان.
وقيل: عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان، بن داود بن سابق القبطي مولى آل الزبير بن العوام.
وقيل: أصله من إفريقية، ويقال له الرواس ولد سنة عشر ومائة وأرخه الأهوازي.
قرأ القرآن وجوده على نافع عدة ختمات، في حدود سنة خمس وخمسين ومائة.
ونافع هو الذي لقبه بورش لشدة بياضه، والورش شيء يصنع من اللبن.
وقيل: لقبه بالورشان2، وهو طائر معروف.
وكان يقول: اقرأ يا ورشان، وهات يا ورشان، ثم خفف وقيل ورش، وكان لا يكرهه ويعجبه، ويقول: أستاذي نافع سماني به، وكان في أول أمره رأسا ثم اشتغل بالقرآن والعربية ومهر فيهما.
وكان أشقر أزرق سمينا، مربوعا، يلبس مع ذلك ثيابا مقدرة، وإليه انتهت رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه.
1 انظر/ شذرات الذهب "412". سير أعلام النبلاء "9/ 562". طبقات ابن الجزري "2/ 375".
2 قال صاحب القاموس المحيط: والورشان محركة طائر وهو ساق حر لحمه أخف من الجمام ج ورشان بالكسر ووراشين وفي المثل: بعلة الورشان يأكل رطب المشان يضرب لمن يظهر شيئا والمراد منه شيء آخر. "القاموس المحيط ص290، 291 جـ2".
فقرأ عليه أحمد بن صالح الحافظ، وداود بن أبي طيبة، وأبو يعقوب الأزرق وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، ويونس بن عبد الأعلى. وعامر بن سعيد الخرشي، وسليمان بن داود المهري.
وسمع منه عبد الله بن وهب، وإسحاق بن حجاج وغير واحد، وكان ثقة حجة في القراءة.
قال إسماعيل النحاس: قال لي أبو يعقوب الأزرق:
إن ورشا لما تعمق في النحو وأحكمه، اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش.
وقال محمد بن عبد الرحيم: الأصبهاني المقرئ، سمعت أبا القاسم، ومواسا أبا الربيع وغيرهم، ممن قرأت عليه يقولون: إن ورشا إنما قرأ على نافع، بعد ما حصل نافع القراءة.
وقال الداني: أخبرنا علي بن الحسن وعلي بن إبراهيم وأبو محمد الإمام قالوا: حدثنا محمد بن علي هو الأذفوي.
حدثني محمد بن سعيد، عن أبي جعفر، أحمد بن هلال، حدثني محمد بن سلمة العثماني قال: قلت لأبي: أكان بينك وبين ورش مودة؟
قال: نعم، حدثني ورش قال: خرجت من مصر، لأقرأ على نافع، فلما وصلت إلى المدينة، صرت إلى مسجد نافع، فإذا هو لا يطاق القراءة عليه من كثرتهم، وإنما يقرئ ثلاثين.
فجلست خلف الحلقة، وقلت لإنسان: من أكبر الناس عند نافع؟ فقال لي: كبير الجعفريين، فقلت: فكيف به؟ قال: أنا أجيء معك إلى منزله.
وجئنا إلى منزله، فخرج شيخ فقلت: أنا من مصر، جئت لأقرأ على نافع، فلم أصل إليه، وأخبرت أنك من أصدق الناس له، وأنا أريد أن تكون الوسيلة إليه، فقال: نعم وكرامة.
وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى نافع، وكان لنافع كنيتان، أبو رويم وأبو عبد الله فبأيهما نودي أجاب، فقال له الجعفري: هذا وسيلتي إليك، جاء من مصر ليس معه تجارة، ولا جاء لحج، إنما جاء للقراءة خاصة.
فقال: ترى ما ألقى من أبناء المهاجرين والأنصار، فقال صديقه: تحتال له، فقال لي نافع: أيمكنك، أن تبيت في المسجد؟ قلت: نعم، فبت في المسجد فلما أن كان الفجر جاء نافع.
فقال ما فعل الغريب: فقلت: ها أنا رحمك الله، قال: أنت أولى بالقراءة، قال: وكنت مع ذلك حسن الصوت، مدادا به، فاستفتحت فملأ صوتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقرأت ثلاثين آية فأشار بيده أن اسكت فسكت، فقام إليه شاب من الحلقة، فقال: يا معلم أعزك الله، نحن معك وهذا رجل غريب.
وإنما رحل للقراءة عليك، وقد جعلت له عشرا واقتصر على عشرين فقال: نعم وكرامة فقرأت عشرا فقام فتى آخر، فقال كقول صاحبه فقرأت عشرا وقعدت واقتصرت على عشرين، حتى لم يبق له أحد ممن له قراءة.
فقال لي: اقرأ فأقرأني خمسين آية فما زلت أقرأ عليه خمسين في خمسين حتى قرأت عليه ختمات قبل أن أخرج من المدينة، توفي ورش بمصر سنة سبع وتسعين ومائة1.
10-
قالون أبو موسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي، مولى بني زهرة.
قارئ أهل المدينة في زمانه ونحويهم.
قيل: إنه كان ربيب نافع، وهو الذي لقبه قالون لجودة قراءته، وهي لفظة رومية معناها جيد، لم يزل يقرأ على نافع حتى مهر وحذق.
وروى الحديث عن شيخه، وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعرض القرآن أيضا على عيسى بن وردان الحذاء وتبتل لإقراء القرآن والعربية.
وطال عمره وبعد صيته، قال عثمان بن خرزاذ: حدثنا قالون، قال: قال لي نافع: كم تقرأ علي؟ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ، وقال علي بن الحسن الهسنجاني الحافظ: كان قالون شديد الصمم، فلو رفعت صوتك، لا إلى غاية لا يسمع فكان ينظر إلى شفتي القارئ، فيرد عليه اللحن والخطأ، قلت: قرأ عليه بشر كثير منهم ولداه أحمد وإبراهيم، وأحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن هارون أبو نشيط، وحمد بن صالح المصري.
وسمع منه إسماعيل القاضي، وموسى بن إسحاق الأنصاري القاضي، وأبو زرعة الرازي، وإبراهيم بن ديزيل ومحمد بن عبد الحكم القطري.
1 انظر/ شذرات الذهب "1/ 349". سير أعلام النبلاء "9/ 295". طبقات ابن الجزري "1/ 502".
وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي، توفي سنة عشرين ومائتين وله نيف وثمانون سنة -رحمه الله1.
11-
يعقوب بن إسحاق الحضرمي.
قارئ أهل البصرة في عصره، الإمام أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين.
قرأ القرآن على أبي المنذر، سلام بن سليم، وعلى أبي الأشهب العطاردي، ومهدي بن ميمون، وشهاب بن شرقة.
وسمع من حمزة الزيات، وشعبة وهارون بن موسى النحوي، وسليم بن حيان، وهمام بن يحيى، وزائدة، وأبي عقيل الدورقي، والأسود بن شيبان. وبرع في الإقراء.
قرأ عليه روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل رويس، والوليد بن حسان التوزي، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، وأبو حاتم السجستاني وأبو عمر الدوري، وخلق سواهم.
وحدث عنه أبو حفص الفلاس، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن يونس الكديمي، قال أبو حاتم السجستاني:
هو أعلم من رأيت بالحروف، والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه، ومذاهب النحو.
وقال أحمد بن حنبل هو صدوق ولبعضهم:
أبوه من القراء كان وجده
…
ويعقوب في القراء كالكوكب الدري
تفرده محض الصواب ووجهه
…
فمن مثله في وقته وإلى الحشر
قال طاهر بن غلبون: وإمام أهل البصرة بالجامع.
لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب -رحمه الله تعالى- يعني في الصلوات.
وقال علي بن جعفر السعيدي، كان يعقوب أقرأ أهل زمانه.
وكان لا يلحن في كلامه، وكان أبو حاتم من بعض تلامذته، وقال أبو القاسم الهذلي: لم ير في زمن يعقوب مثله.
1 انظر/ شذرات الذهب "2/ 48". سير أعلام النبلاء "1/ 326". طبقات ابن الجزري "1/ 615".
كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا نقيا تقيا، ورعا زاهدا بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه في الصلاة، ولم يشعر ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة.
وبلغ من جاهه بالبصرة، أنه كان يحبس ويطلق، وقال ابن سوار وغيره: توفي في ذي الحجة سنة خمس ومائتين1.
12-
أبو يوسف الأعشى هو يعقوب بن محمد بن خليفة الكوفي.
قرأ على أبي بكر بن عياش وكان أجل من قرأ على أبي بكر، تصدر للإقراء بالكوفة، فقرأ عليه أبو جعفر محمد بن غالب الصيرفي، وأبو جعفر بن محمد بن حبيب الشموني.
وأخذ عنه الحروف أحمد بن جبير، وخلف بن هشام، وعمرو بن الصباح، ومحمد بن خلف التيمي، ومحمد بن إبراهيم الخواص، قال أبو بكر النقاش.
كان أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولست أقدم عليه أحدا في القراءة على أبي بكر، كما لا أقدم أحدا على يحيى بن آدم عن أبي بكر، وقال أبو العباس بن عقدة: حدثنا القاسم بن أحمد، حدثنا أبو جعفر الشموني عن أبي يوسف، الأعشى قال: قال لي أبو بكر، يا أبا يوسف أنا أصلي خلف فلان، وهو يقرأ قراءة حمزة.
فقد شككني في بعض الحروف التي أقرؤها، فأعرض علي عرضة تكون لك، أتحفظها عنك.
قال: فجلس له في أصحاب الشعير فقرأ واجتمع الناس حوله يكتبون الحروف2.
13-
سقلاب بن شيبة أبو سعيد المصري، قرأ القرآن على نافع.
قرأ عليه يونس بن عبد الأعلى، وأبو يعقوب الأزرق وغيرهما، وكان يقرئ في أيام ورش، توفي سنة إحدى وتسعين ومائة3.
14-
معلى بن دحية المصري، أبو دحية.
قرأ القرآن وجوده على نافع، قرأ عليه يونس بن عبد الأعلى، وعبد القوي بن كمونة، وأبو مسعود المدني، وسمع منه الحروف هشام بن عمار، وبلغنا عن معلى بن دحية.
1 انظر سير أعلام النبلاء "10/ 169". طبقات ابن الجزري "2/ 386".
2 انظر/ طبقات ابن الجزري "2/ 390".
3 انظر/ طبقات ابن الجزري.
قال: سافرت بكتاب الليث بن سعد، إلى نافع بن أبي نعيم لأقرأ عليه، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات، فقلت له: يا أبا رويم، ما هذا؟
فقال: إذا جاءني من يطلب حرفي أقرأته به1.
15-
العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة الواقفي الأنصاري، المقرئ قاضي الموصل، أبو الفضل.
قرأ القرآن وجوده على أبي عمرو بن العلاء، وبرع في معرفة الإدغام الكبير، وورد أنه ناظر الكسائي في الإمالة.
وعن أبي عمرو قال: لو لم يكن من أصحابي إلا عباس لكفاني.
قلت: وإنما لم يشتهر؛ لأنه لم يجلس للإقراء، وما علمت أحدا قرأ عليه، إلا عامر بن عمر المعروف بأوقية الموصلي، وهو ضعيف في الحديث. ولد سنة خمس ومائة. ورأى نافعا مولى ابن عمر، ومحمد بن المنكدر، وروى عن يونس بن عبيد، وداود بن أبي هند، وخالد الحذاء وغيرهم، ومن أهل بلده.
روى عنه بشر بن سالم الكوفي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومسعود بن جويدية.
وزكريا بن يحيى زحمويه وآخرون، ومما نقم عليه حديثه، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أبي الشعثاء، عن أبي عباس، إذا كان سنة مائتين يكون كيت وكيت.
قال أبو أحمد بن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وقال أحمد بن حنبل: ما أنكرت عليه إلا حديثا واحدا.
قلت توفي سنة ست وثمانين ومائة، روى له ابن ماجه2.
16-
شجاع بن أبي نصر البلخي المقرئ الزاهد، أبو نعيم.
قرأ القرآن على أبي عمرو وجوده، وأقرأه وحدث عن الأعمش وغيره، أخذ عنه القراءة أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن غالب.
وروى عنه أبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وسريج بن يونس وهارون الحمال،
1 انظر/ طبقات الجزري "1/ 304".
2 انظر/ طبقات الجزري "1/ 353".
وثقه أبو عبيد، وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: بخ بخ، وأين مثله اليوم توفي شجاع ببغداد سنة تسعين ومائة -رحمه الله تعالى1.
17-
عبد الوارث بن سعيد التنوري أبو عبيدة العنبري، مولاهم البصري، الحافظ المقرئ.
ولد سنة اثنتين ومائة.
وقرأ القرآن وجوده على أبي عمرو بن العلاء، وجلس للإقراء، فقرأ عليه محمد بن عمر القصبي، وأبو معمر المنقري، وعمران بن موسى القزاز وغيرهم.
وكان ممن روى الكثير عن أيوب السختياني وشعيب بن الحبحاب ويزيد الرشك وأيوب بن موسى، والجعد أبي عثمان وطائفة.
وعنه ابنه عبد الصمد، وبشر بن هلال الصواف، ومسدد وقتيبة وخلق كثير، وكان ثقة حجة، موصوفا بالعبادة والدين والفصاحة، والبلاغة قال أبو عمر الجرمي: ما رأيت فقيها أفصح من عبد الوارث، إلا حماد بن سلمة، قلت: لكنه اتهم بالقدر، قال محمود بن غيلان:
قيل لأبي داود الطيالسي: لم لا تحدث عن عبد الوارث.
فقال: أحدثك عن رجل، كان يزعم يوما أن عمرو بن عبيد، أكبر من عمر أيوب، ويونس وابن عون.
قلت: مات عبد الوارث، في المحرم سنة ثمانين ومائة2.
18-
حسين بن علي الجعفي مولاهم الكوفي، أبو عبد الله الزاهد، أحد الأعلام قرأ القرآن على حمزة وأخذ الحروف عن أبي عمرو، وعن أبي بكر بن عياش، وبرع في القراءة والحديث.
روى عن جعفر بن برقان، والأعمش.
وفضيل بن مرزوق، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ومجمع بن يحيى الأنصاري، وسفيان الثوري، وزائدة وطائفة، وأقرأ الناس بعد حمزة.
1 انظر/ طبقات الجزري "1/ 324".
2 انظر/ تهذيب التهذيب "6/ 441". شذرات الذهب "1/ 293". سير أعلام النبلاء "8/ 300". طبقات ابن الجزري "1/ 478".
قرأ عليه أيوب بن المتوكل وغيره، وأخذ عنه أحمد بن حنبل، والطيب بن إسماعيل، ومحمد بن الهيثم، وهارون بن حاتم، وأبو هاشم الرفاعي، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وأحمد بن عمر الوكيعي.
وأحمد بن الفرات، وعبد بن حميد، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي.
وقال قتيبة بن سعيد: قالوا لسفيان بن عيينة: قدم حسين الجعفي، فوثب قائما، وقال: قدم أفضل رجل يكون قط.
وقال موسى بن داود: كنت عند ابن عيينة، فأتاه حسين الجعفي، فقام سفيان بن عيينة فقبل يده.
وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: إن كان بقي من الأبدال أحد فحسين الجعفي، وقال محمد بن رافع: كان راهب أهل الكوفة، يعني عابدهم.
وروى أبو هشام الرفاعي عن الكسائي قال: قال لي الرشيد: من أقرأ الناس؟ قلت: حسين الجعفي. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان الجعفي يقرئ الناس وهو رأس فيه.
ولم أر رجلا قط أفضل منه، وهو ثقة، ولم نره إلا مقعدا، ولم يطأ قط، وكان جميلا لباسا، يخضب، خلف ثلاثة عشر دينارا، مات في ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين.
قلت: عاش أربعا وثمانين سنة1.
19-
عبد الله بن صالح العجلي الكوفي المقرئ أبو أحمد، من كبار المقرئين.
قرأ على حمزة، وحدث عنه، وعن أبي بكر الهشلي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
وفضيل بن مرزوق، وحماد بن سلمة، وأسباط بن نصر، وزهير بن معاوية، وشبيب بن شيبة، والحسن بن صالح، وطائفة، وسكن بغداد في آخر أيامه، وأقرأ بها.
تلا عليه أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وإبراهيم بن نصر الرازي، وجماعة،
1 انظر/ طبقات الجزري "1/ 247".
وسمع منه ولده العلامة أبو صالح، أحمد بن عبد الله العجلي، نزيل المغرب، وأبو زرعة الرازي، وبشر بن موسى.
ومحمد بن غالب تمتام، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن يحيى البلاذري، وطائفة سواهم، قال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث توفي قبل العشرين ومائتين.
وقيل إن البخاري روى عنه وما صح ذلك1.
20-
يحيى بن آدم بن سليمان، الإمام أبو زكريا القرشي، مولى آل أبي معيط الكوفي الأحول، الحافظ المقرئ، صاحب أبي بكر بن عياش.
قال أبو عمرو الداني وغيره: روى حروف عاصم سماعا، من غير تلاوة عن أبي بكر، قلت: وحدث عن فطر بن خليفة، وعيسى بن طهمان، ويونس بن أبي إسحاق، وفضيل بن مرزوق، ومسعر بن كدام، ومفضل بن مهلهل، وسفيان الثوري وإسرائيل، وورقاء، وخلق.
أخذ عنه القراءة إسحاق بن راهويه، وأحمد بن عمر الوكيعي، وأبو حمدون الطيب، وخلف بن هشام، وشعيب بن أيوب، الصريفيني وموسى بن حزام الترمذي، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وآخرون وحدث عنه هؤلاء بها.
وبعضهم أقرأ بالرواية عنه.
وروى عنه أيضا أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو كريب، وهارون الحمال وعبد بن حميد، والحسن بن علي بن عفان وخلق كثير.
وثقه ابن معين والنسائي، وسئل عنه أبو داود، فقال: ذاك واحد الناس.
وقال علي بن المديني: يرحم الله يحيى بن آدم، أي علم كان عنده، وجعل يطريه.
وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بن آدم إلا ذكرت الشعبي، يعني أنه كان جامعا للعلم كان عمر في زمانه، رأس الناس، وكان بعده ابن عباس، ثم كان بعده الشعبي، في زمانه، وكان بعد الشعبي الثوري في زمانه، وكان بعد الثوري يحيى بن آدم، قلت: أثبت الروايات عن أبي بكر، رواية يحيى بن آدم.
1 انظر/ تهذيب التهذيب "5/ 261-263". وشذرات الذهب "2/ 27". طبقات القراء لابن الجزري "1/ 423".
وما ذكر صاحب التيسير غيرها، وهي كما قال: سماع لا تلاوة.
قال جماعة: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا يحيى بن آدم، قال: سألت أبا بكر عن حروف عاصم، التي في هذه الكراسة أربعين سنة، فحدثني بها كلها.
وقرأها علي حرفا حرفا.
توفي يحيى بفم الصلح في ربيع الأول، سنة ثلاث ومائتين، وهو في عشر السبعين، رحمه الله تعالى1.
21-
عبيد الله بن موسى العبسي مولاهم الكوفي أبو محمد المقرئ الحافظ الشيعي، شيخ البخاري.
ولد بعد العشرين ومائة، وقرأ القرآن وجوده على عيسى بن عمر الهمداني، وعلي بن صالح بن حي.
وأخذ الحروف عن حمزة والكسائي، وشيبان النحوي وجلس للإقراء وحدث عن هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة وابن جريج.
والأوزاعي وشيبان وخلق، قرأ عليه أحمد بن جبير الأنطاكي، وأيوب بن علي، وإبراهيم بن سليمان، ومحمد بن عبد الرحمن، وطائفة، وحدث عنه أحمد بن حنبل قليلا.
وأحمد بن أبي عرزة الغفاري ويحيى بن معين، وعبد بن حميد، وابن نمير وعباس الدوري، وخلق كثير، وعمر دهرا وثقه أبو حاتم وغيره، وكان ثبتا في إسرائيل.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: عالم بالقرآن، رأس فيه، ما رأيته رافعا رأسه، وما رؤي ضاحكا قط.
وقال أبو داود: كان شيعيا متحرقا.
قلت: حديثه في الكتب الستة بواسطة، وعند البخاري بلا واسطة، وكان صاحب عبادة، وتهجد وزهد، صحب حمزة الزيات، وتخلق بسيرته إلا في التسنن.
قال أحمد بن حنبل: حدث بأحاديث سوء، وأخرج تلك البلايا فحدث بها.
قال ابن سعد: توفي في ذي القعدة، سنة ثلاث عشرة ومائتين2.
1 انظر/ شذرات الذهب "2/ 81". تذكرة الحفاظ "1/ 353" العبر: "1/ 364". طبقات ابن الجزري "2/ 363".
2 انظر/ شذرات الذهب "2/ 29" طبقات ابن الجزري "1/ 493".