المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة الثالثة عشرة: - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌الطبقة الثالثة عشرة:

‌الطبقة الثالثة عشرة:

1-

علي بن محمد بن علي بن هذيل الإمام، أبو الحسن البلنسي المقرئ الزاهد.

لازم أبا داود سليمان بن أبي القاسم، مدة سنتين بدانية، وببلنسية.

ونشأ في حجره، لأنه كان زوج أمه، فقرأ عليه القراءات، وسمع منه شيئا كثيرا، وهو أجل أصحاب أبي داود وأثبتهم، صارت إليه أصول أبي داود العتيقة.

وأجاز له أبو الحسين بن البياز، وخادم بن محمد، وسمع صحيح البخاري من أبي محمد الركلي، وسمع من أبي عبد الله بن عيسى، مختصر الطليطلي في الفقه.

وسمع صحيح مسلم من طارق بن يعيش، وانتهت إليه رئاسة الإقراء في زمانه، قرأ عليه أبو القاسم بن فيره الشاطبي، ومحمد بن خلف بن نسع البلنسي، ومحمد بن سعيد المرادي، ومحمد بن أيوب بن نوح الغافقي.

وأحمد بن علي الحصار، ومحمد بن فتوح الشاطبي وولده أبو عامر محمد بن علي، ومحمد بن عبد العزيز بن سعادة، وعتيق بن أحمد المخزومي وأبو عمر بن عياد، ومحمد بن أحمد بن مسعود صاحب الصلاة، وخلق سواهم.

قال ابن الأبار: كان منقطع القرين في الفضل والدين والورع والزهد مع العدالة والتواضع، والإعراض عن الدنيا، والتقلل صواما قواما كثير الصدقة.

كانت له ضيعة يخرج لتفقدها فتصحبه الطلبة، فمن قارئ ومن سامع وهو منشرح لذلك، طويل الاحتمال على فرط ملازمتهم ليلا ونهارا.

أسن وعمر، وهو آخر من حدث عن أبي داود، وانتهت إليه رئاسة الإقراء عامة عمره، لعلو روايته وإمامته، في التجويد والإتقان، حدث عن جلة لا يحصون، وروى العلم نحوا من ستين سنة.

ولد سنة سبعين وأربعمائة، أو سنة إحدى وسبعين، وتوفي، فحضره السلطان أبو الحجاج يوسف بن سعد، وتزاحم الناس على نعشه، ورثاه ابن واجب بقوله:

لم أنس يوم تهادى نعشه أسفا

أيدي الورى وتراميها على الكفن

ص: 284

كزهرة تتهاداها الأكف فلا

يقيم في راحة إلا على ظعن

قال الأبار: وقال لنا محمد بن أحمد بن سلمون: هذا صحيح، كان الناس يتعلقون بالنطق وبالسقف، ليدركوا النعش بأيديهم، ثم يمسحون بها على وجوههم.

وكان يتصدق على الأرامل واليتامى، فقالت له زوجته: إنك لتسعى بهذا في فقر أولادك، فقال لها: لا والله بل أنا شيخ طماع أسعى في غناهم.

توفي يوم الخميس سابع عشر رجب، سنة أربع وستين وخمسمائة، وصلي عليه من الغد، فأم الناس أبو الحسن بن النعمة -رحمه الله1.

2-

مسعود بن عبد الواحد بن الحصين الإمام، أبو منصور الشيباني البغدادي المقرئ الكاتب.

ولد سنة سبع وستين وأربعمائة، وسمع من أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري، ورزق الله وطراد والنعالي وطبقتهم، وطلب بعد ذلك وكتب الكثير، وبالغ.

وقرأ بالروايات على أبي منصور محمد بن أحمد الخياط، روى عنه ابن الأخضر، وأحمد بن صدقة، وداود بن يونس الأنصاري، وعبد الرحمن بن عمر الغزال.

قال أحمد بن شافع: كان مديما للتلاوة، قرأ بالروايات العالية، وسمع ما لا يدخل تحت الحصر، إلا أن أكثره على كبر السن، وتفقه وتميز وهو من بيت الكتابة والحديث، ما أظن أن أحدا من أهل بيته، مثله زهادة وخيرا ودينا.

وكان ثقة فهما، توفي في رابع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة -رحمه الله تعالى2.

3-

محمد بن يحيى بن محمد أبو عبد الله الأنصاري اللريي، ولرية من عمل بلنسية، شيخ مقرئ كبير ارتحل عن وطنه إلى جيان، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، فأقام بها سبعة أعوام، وأخذ القراءات عن أبي بكر بن الصناع، صاحب أبي داود.

ثم قصد أبا داود المقرئ، فوجده مريضا مرض الموت، وسمع من أبي محمد البطليوسي، وأقرأ الناس، وكان بصيرا بالتجويد، روى عنه أبو عبد الله بن نوح الغافقي، وأبو عبد الله بن الحسين الأندي.

توفي في شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة، قاله أبو عبد الله الأبار3.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 213"، غاية النهاية "1/ 573".

2 انظر غاية النهاية "2/ 296".

3 انظر غاية النهاية "2/ 277".

ص: 285

4-

عبيد الله بن عمرو بن هشام أبو مروان الحضرمي الإشبيلي المقرئ، أحد الأئمة، ويعرف بعبيد أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النحاس، وأبي الحسن عون الله وغيرهما، وسمع من أبي محمد عبد الرحمن بن عتاب، وبرع في العربية، وقال الشعر الرائق. وتصدر بمراكش للإقراء والتعليم.

ثم نزل مرسية وخطب بها، وله تصانيف مفيدة، منها الإفصاح في اختصار المصباح، وشرح مقصورة ابن دريد، وكتاب قراءة نافع، حدث عنه أبو ذر الخشني، وأخذ عنه أبو عمر بن عياد القراءات والنحو، وابنه أبو عبد الله بن عياد.

ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة بقرطبة، وبقي حيا إلى سنة خمسين وخمسمائة1.

5-

عبد الرحمن بن أبي رجاء أبو القاسم البلوي الأندلسي المقرئ.

أخذ القراءات بغرناطة؛ عن أبي الحسن بن كرز وجماعة.

وحج سنة سبع وتسعين وأربعمائة، فأخذ القراءات عن أبي علي بن العرجاء، وسمع من الغزالي، وأخذ بالمهدية عن علي بن ثابت الخولاني الأقطع، وكان عالما زاهدا مجاب الدعوة، ولي خطابة المرية.

وحمل عنه ابنه عبد الصمد، وهو آخر من روى في الدنيا عنه، وأبو القاسم بن بشكوال، وأبو القاسم بن حبيش، نزح عن المرية عام أحد وأربعين وخمسمائة، قبل تغلب الروم لعنهم الله عليها بسنة.

فنزل بلد وادي آش، توفي سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وله ثمان وسبعون سنة، وقد نقل الصفراوي أنه قرأ على أبي داود، وهذا غلط.

ولما توفي كان عمر ولده عبد الصمد عشر سنين2.

6-

عبد الوهاب بن محمد بن حسين أبو الفتح المالكي، المولد البغدادي الحنبلي المقرئ، ويعرف بالصابوني، ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.

وقرأ القراءات على أبي بكر بن بدران الحلواني، والقلانسي، وسمع من النعالي، ونصر بن البطر وجماعة، قال ابن السمعاني: كتبت عنه وهو شيخ صالح صدوق قيم بكتاب الله تعالى، يأكل من كده.

توفي في صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة، قلت: روى عنه عمر بن كرم وغيره، قال ابن النجار: أصله من المالكية، قرية على الفرات، وله دكان يبيع فيها خفاف النساء.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 490، 491".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 368، 369".

ص: 286

قرأ بالروايات الكثيرة على ابن بدران، وأبي العز القلانسي، وكان قيما بمعرفتها وطرقها، ثبتا، قرأ عليه والد التقي ابن باسويه1.

7-

علي بن الحسن بن الحسن أبو القاسم بن الماسح الكلابي، الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي الفرضي المعروف بجمال الأئمة.

ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقرأ بالروايات على جماعة، منهم أبو الوحش سبيع صاحب الأهوازي، وتفقه على جمال الإسلام، أبي الحسن السلمي، وسمع من جماعة، وحدث بكتاب الوجيز للأهوازي، عن أبي الوحش وعليه كان الإعتماد في الفتوى، وكانت له حلقة بجامع دمشق للإقراء، والفقه والنحو، درس بالمجاهدية، وأعاد بالأمينية، لجمال الإسلام.

روى عنه ابن عساكر وولده القاسم، وأبو المواهب بن صصري، وأخوه أبو القاسم بن صصري، توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة2.

8-

أحمد بن محمد بن شنيف أبو الفضل الدارقري، المقرئ أسند من بقي ببغداد في القراءات.

قرأ بالروايات على أبي طاهر بن سوار، وثابت بن بندار، وأبي منصور الخياط، وسمع منهم، وحدث وأقرأ وعمر دهرًا.

توفي في المحرم سنة ثمانٍ وستين وخمسمائة، وله ست وتسعون سنة، قرأ عليه القراءات أحمد بن سلمان الحربي السكر، وعبد الوهاب بن بزغش وأبو البركات محمد بن حسين.

وقد حصل طرفًا من مذهب أحمد، وسمع من أبي علي بن نبهان، والحافظ يحيى بن منده، قال ابن النجار: كان صدوقا فاضلا متدينا3.

9-

ناصر بن الحسن بن اسماعيل الشريف، أبو الفتوح الزيدي الخطيب، مقرئ الديار المصرية.

قرأ بالروايات، على أبي الحسن علي بن أحمد الأبهري، وأبي الحسين يحيى بن الفرج الخشاب، وسمع من أبي الحسن محمد بن عبد الله بن أبي داود الفارسي ثم المصري، صاحب ابن نظيف، ومن ابن القطاع اللغوي وغير واحد.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 177" غاية النهاية "1/ 481".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 530".

3 انظر/ شذرات الذهب "4/ 226"، غاية النهاية "1/ 117".

ص: 287

انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية، وكان من جلة العلماء في زمانه، قرأ عليه بالروايات، أبو الجود غياث بن فارس.

وعبد الصمد بن سلطان بن قراقيش، وعبد السلام بن عبد الناصر بن عديسة، وأبو الجيوش عساكر بن علي، وآخرون، وآخر من روى عنه سماعا القاضي أبو الكرم أسعد بن قادوس المتوفى في حدود الأربعين وستمائة.

توفي الشريف الخطيب، يوم عيد الفطر سنة ثلاث وستين وخمسمائة عن إحدى وثمانين سنة1.

10-

أحمد بن عبد الله بن هشام أبو العباس بن الحطيئة اللخمي المغربي الفاسي، المقرئ الناسخ الرجل الصالح.

ولد بفاس سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وقدم الإسكندرية، فقرأ بها القراءات على أبي القاسم ابن الفحام الصقلي وغيره، وسمع من أبي الحسن بن المشرف وأبي عبد الله الحضرمي وجماعة.

وقرأ الفقه والعربية، وسكن بمصر، وتصدر بها للإقراء، وتزوج، فعلم زوجته الخط، ثم ولد له بنت فعلمها الخط، كأحسن ما يكون، حتى كانتا تكتبان مثله سواء، وخطه مرغوب فيه لإتقانه.

ثم كان هو وبنته وزوجته ينسخون في الكتاب الواحد، فلا يفرق أحد بين خطوطهم، وهذا من عجيب الإتفاق، وكان صالحا عابدا متعففا كبير القدر، حصل بمصر قحط فاحتاج.

وكان لا يقبل لأحد شيئا، فتحيل عليه رجل حتى زوجه بابنته، فطلب منه أن تكون أمها معها تؤنسها فأجابه، وخف ظهره، وبلغنا أن الناس بقوا بمصر بلا قاض ثلاثة أشهر، في عام ثلاثة وثلاثين وخمسمائة.

ثم وقع اختيار الدولة على أبي العباس بن الحطيئة، فاشترط عليهم أن لا يقضي بمذهبهم، فلم يمكنوه من ذلك إلا أن يحكم على مذهب الشيعة وولوا غيره، قرأ عليه جماعة، منهم شجاع بن محمد بن سيدهم المدلجي.

توفي في المحرم سنة ستين وخمسمائة، وقد كتب عنه أبو طاهر السلفي2.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 210"، غاية النهاية "2/ 329".

2 انظر/ شذرات الذهب "4/ 188"، غاية النهاية "1/ 71، 72".

ص: 288

11-

محمد بن أحمد بن عمران بن نمارة الأستاذ أبو بكر الحجري من ولد أوس بن حجر التميمي الشاعر الجاهلي، شاعر بني تميم، وأبو بكر أندلسي من أهل بلنسية.

نزح به أبوه منها عند غلبة العدو عليها، في عام سبعة وثمانين وأربعمائة، فنشأ بالمرية، وقرأ على أبي الحسن البرجي.

ورحل فقرأ بقرطبة على أبي القاسم بن النحاس وسمع من أبي على بن سكرة، وعباد بن سرحان، وأبي بحر بن العاص، وأجاز له أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، وصحب أبا العباس بن العريف، وأخذ العربية فأحكمها، عن أبي محمد البطليوسي.

وتفقه على أبي القاسم بن الأنقر السرقسطي، وتصدر للإقراء، ونشر العلوم، وألف شرحا لمقدمة ابن بابشاذ، أخذ عنه غير واحد.

توفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وكانت جنازته مشهودة، عاش ثمانين سنة، قلت: قرأ عليه محمد بن يوسف بن الجبار، ومحمد بن هاجر البلنسي1.

12-

إبراهيم بن محمد بن خليفة أبو إسحاق النقري الداني المقرئ.

أخذ القراءات عن أبي الحسن بن الدوش، وأخذ قراءة ورش عن عبد العزيز بن شفيع، وسمع من ابن تليد، وأبي بكر بن الخياط، قال الأبار: تصدر للإقراء وحملوا عنه.

وكان متحققا بالقراءات، معروفا بالضبط والتجويد، أديبا مفوها، عمر وأسن، وتوفي سنة أربع وستين وخمسمائة، وله تسعون سنة إلا سنة2.

13-

محمد بن محمد بن عبد الله بن معاذ، الأستاذ أبو بكر اللخمي الإشبيلى، المعروف بالفلنقي.

أخذ القراءات عن شريح، وصحبه مدة، ورحل إلى قلعة حماد، فقرأ بها على عتيق بن محمد، صاحب أبي العباس بن نفيس، وروى عن ابن الأخضر، وأبي محمد بن عتاب، وأبي مروان التاجي، وطائفة.

قال الأبار: كان إماما في صناعة الإقراء، مشاركا في العربية، مليح الخط، له كتاب في القراءات سماه كتاب الإيماء، أخذ عنه أبو الحسن نجية، وأبو ذر الخشني، وأبو محمد بن عبد الله.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 78".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 23، 24".

ص: 289

ونزل فاس فأقرأ بها، إلى أن مات، في المحرم سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة1.

14-

يوسف بن المبارك بن محمد بن أبي شيبة، أبو القاسم البغدادي المقرئ الخياط الوكيل.

قرأ بالروايات على أبي الخطاب علي بن عبد الرحمن بن الجراح، وأبي العز القلانسي، وادعى أنه قرأ على أبي طاهر بن سوار، وتبين كذبه قرأ عليه جماعة.

وروى عن أبي عثمان بن ملة، حدث عنه عبد العزيز بن الأخضر، وقرأ عليه علي بن أحمد الدباس، احتاج في الآخر فصار وكيلا بأبواب القضاة.

ذكره ابن الدبيثي، وقال: توفي في شهر رجب سنة سبعين وخمسمائة2.

15-

علي بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدي الإمام أبو الحسن، المقرئ الفقيه الشافعي، سمع من الحسين بن جوانشير، وأبي المكارم محمد بن علي الفسوي.

وأحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، وعبد الرحمن بن محمد الدوني، وأبي الحسن العلاف، وأبي القاسم الربعي وطبقتهم، وقرأ بأصبهان الروايات على أبي سعد المطرز، وأبي الفتح أحمد بن محمد الحداد.

وتفقه على الإمام أبي بكر الشاشي، وقاضي واسط، أبي على الفارقي وبرع في المذهب، وصنف التصانيف، وأقرأ القراءات والفقه، وكان صالحا زاهدا عابدا، ممن جمع بين العلم والعمل، مع الثقة والجلالة.

توفي في تاسع وعشرين جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وله ثمان وسبعون سنة، روى عنه ابن سكينة وابن الأخضر الدولعي.

وقرأ عليه جماعة منهم حمزة بن القبيطي، وأبو الحسن بن الدباس وعبد العزيز بن أبي الرضى، أحمد بن الناقد3.

16-

محمد بن عبد الرحمن بن عبادة، أبو عبد الله الأنصاري الجياني المقرئ.

ولد سنة ثمانين وأربعمائة، وقرأ القراءات على أبي القاسم بن النحاس ومنصور بن الخير، وأبي الحسن شريح، وسمع من أبي محمد بن عتاب وجماعة، وتفقه بأبي الوليد بن رشد، وأبي عبد الله بن الحاج.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 242".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 402، 403".

3 انظر/ شذرات الذهب "4/ 159"، غاية النهاية "1/ 517، 518".

ص: 290

وأقرأ الناس بجيان، ثم بشاطبة، قال الأبار: كان مقرئا ماهرا توفي بشاطبة، سنة أربع وستين وخمسمائة أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله بن سعادة وغيره1.

17-

سعد الله بن نصر بن سعيد، أبو الحسن بن الدجاجي، البغدادي المقرئ الواعظ.

قرأ على أبي الخطاب بن الجراح، وأبي منصور الخياط.

وسمع منهما ومن جماعة، أقرأ ووعظ وحدث، روى عنه ابنه محمد وابن الأخضر وابن قدامة، ومحمد بن عماد، والأنجب الحمامي.

مات في شعبان، سنة أربع وستين وخمسمائة، وله أربع وثمانون سنة2.

18-

فتح بن يوسف أبو نصر البلنسي المقرئ، المعروف بابن أبي كبة.

قرأ القراءات على أبي داود، وعمر دهرا.

أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن على الشاري، الذي بقي إلى سنة أربع وعشرين وستمائة3.

19-

عبد الملك بن سلمة أبو مروان بن الصيقل الأموي، مولاهم الأندلسي، الوشقي المقرئ، أحد الحذاق.

أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النحاس، وأبي الحسن بن شفيع وأبي المطرف بن الوراق، وأبي زيد بن حيوة، وسمع من أبي محمد بن عتاب وطائفة، وتصدر زمانا ببلنسية، للإقراء والنحو.

قال الأبار: كان من أهل الضبط والفصاحة والذكاء، روى عنه أبو عمر بن عياد، وأبو عبد الله بن نوح الغافقي وجماعة، توفي سنة أربعين وخمسمائة4.

20-

محمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن صاف، أبو بكر الجياني ثم القرطبي اللخمي.

أخذ القراءات عن عبد الرحمن بن شعيب، وحازم بن محمد، وروى عن أبي

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 162".

2 انظر/ شذرات الذهب "4/ 212"، غاية النهاية "1/ 3، 3".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 7".

4 انظر/ غاية النهاية "1/ 468، 469".

ص: 291

محمد بن عتاب وجماعة، وتصدر للإقراء بقرطبة، ثم بغرناطة وبلنسية، وكان صالحا زاهدا.

قال الأبار: توفي بوهران، وقد قارب الثمانين1.

21-

علي بن محمد بن أبي العيش الأستاذ أبو الحسن الطرطوشي، المقرئ نزيل شاطبة.

قرأ القراءات على أبي الحسن بن الدوش، وأبي المطرف بن الوراق وأبي محمد بن جوشن، وتصدر للإقراء، قال الأبار: كان من أهل الصلاح والفضل، مع التقدم في صناعة القراءات.

أخذ عنه أبو بكر مفوز بن طاهر، وأخوه أبو محمد عبد الله والزاهد أبو الحسين بن جبير، وغيرهم، توفي بعد الستين وخمسمائة2.

22-

يحيى بن سعدون بن تمام العلامة أبو بكر الأزدي، القرطبي المقرئ النحوي. ضياء الدين.

ولد بقرطبة سنة ست وثمانين وأربعمائة وأخذ القراءات بها عن أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن النخاس، وسمع من أبي محمد بن عتاب، وأبي جعفر أحمد بن عبد الحق.

وارتحل فأخذ بالمهدية من المغرب، عن أبي بكر محمد بن سعيد المقرئ الضرير، وبالإسكندرية، عن أبي بكر الطرطوشي، وقرأ بها القراءات على ابن الفحام.

وسمع بمصر صحيح البخاري، سنة خمس عشرة وخمسمائة من أبي صادق المديني، وسمع من محمد بن بركات السعيدي، وعلي بن عمر الفراء.

وعلي بن صولة، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي، ورزين العبدري، وأبي القاسم الزمخشري، وبرع عليه وعلى غيره في العربية.

وسمع ببغداد من هبة الله بن الحصين، وابن كادش، وبدمشق من جمال الإسلام السلمي، وكان ثقة محققا، واسع العلم، روى عنه الحافظان ابن عساكر وابن السمعاني، وأبو الحسن القطيعي، وعبد الله بن الحسين الموصلي، وطائفة.

وقرأ عليه الفخر محمد بن أبي الفرج الموصلي، والعز محمد بن عبد الكريم

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 109".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 575".

ص: 292

البوازيحي، والقاضي أبو المحاسن بن شداد، ومحمد بن محمد الحلي وأبو جعفر القرطبي، نزيل دمشق.

وكان ذا دين ونسك وورع ووقار، توفي يوم الفطر سنة سبع وستين وخمسمائة بالموصل1.

23-

مسعود بن الحسين بن هبة الله أبو المظفر الشيباني، الحلي الضرير المقرئ.

أحد الحذاق بالعراق في زمانه، أقرأ بالروايات على أبي العز القلانسي وسمع ببغداد عندما قدمها، في سنة ست وخمسمائة، من أبي القاسم بن بيان، وأبي عثمان بن ملة.

وزعم أنه قرأ على أبي طاهر بن سوار، فافتضح، قال عمر بن على القرشي: سألته متى قرأت على ابن سوار؟ فقال: في سنة ست، فقلت: إن ابن سوار توفي قبل هذا بعشر سنين.

قال ابن النجار في تاريخه: سمعت أحمد بن أحمد بن البندنيجي يقول: كان ابن هبيرة الوزير2، قد قرأ بالروايات على مسعود الحلي وأسندها عنه في كتاب الإفصاح عن قراءته على ابن سوار.

وجمع الناس لسماع الكتاب، وكان القارئ ابن شافع، فقال لي شيخنا أبو الحسن البطائحي الضرير: خذ بيدي واحملني إلى هناك، ففعلت، وكان مجلسا حفلا.

ولم يكن البطائحي يومئذ مشهورا، ولا له ما يتجمل به، فأقعدته في غمار الناس، وقعدت معه، فلما قال ابن شافع: وأما رواية عاصم فإنك قرأت بها على مسعود بن الحسين.

قال: قرأت على ابن سوار، قام البطائحي فقال: هذا كذب، ورفع صوته.

ثم قال: قم بنا فأخذت بيده وخرجنا، فتكلم الناس، ووصل الحديث إلى الوزير، فطلب البطائحي، قال: فأتينا دار الوزير، وهو خائف نادم على كلمته، فأدخلوه من باب النساء، وجلست أنتظره.

وطلب مسعود فأحضر، وعليه الطرحة على عمامته، قال: ثم خرج البطائحي، فأعطاني مفتاح منزله، وأمرني بإحضار نسخته بكتاب المستنير، وهي بخط أبي طاهر بن سوار، فأتيته بها، فدخل بها.

1 انظر شذرات الذهب "4/ 225"، غاية النهاية "2/ 372".

2 خققنا له كتاب الإفصاح "دار الكتب العلمية/ محمد فارس".

ص: 293

ثم خرج مسعود بعد ساعة، وهو مشوش الطرحة، يسوق نفسه سوقا، ثم خرج بعده البطائحي، وعليه خلعة ثم جاء الناس يهنئونه.

فسأله ابن شافع ما جرى لك عند الوزير، قال: قال لي ما الكلام الذي قلته؟ قلت: يا مولانا إن مسعودا لم يلق ابن سوار، والخط الذي بيده مزور، بخط ابن رويح الكاتب.

وكان خطه شبيها بخط ابن سوار، وكان يكتبه للناس بالأجرة، وأحضرت المستنير بخط مؤلفه فقابل الوزير بين الخطين، فبان الفرق.

فأمر بإحضار مسعود، وسأله متى دخلت بغداد؟ فذكر أنه في سنة كذا فقلت: هذا بعد موت ابن سوار بكثير.

فقال له الوزير: لا جزاك الله خيرا يا شيخ السوء، تكذب في القرآن والله لولا أنك شيخ لنكلت بك وأمر بإخراجه ومنعه من الصلاة بالناس.

قال ابن البندنيجي: ثم قرأ الوزير على شيخنا البطائحي، وأسند عنه القراءات، وعلا قدره قال الحلي: ولدت سنة خمس وسبعين وأربعمائة، قال صدقة الحداد: توفي مسعود الحلي في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة1.

24-

المبارك بن أحمد بن زريق الحداد، أبو الفتح إمام جامع واسط.

قرأ القراءات على أبي العز القلانسي، وسبط الخياط، وسمع أبا نعيم الجمازي، وخميسا الحوزي، وصنف في القراءات.

أخذ عنه ابنه المبارك، وإبراهيم بن البناء، توفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة2.

25-

عبد الرحمن بن خلف الله بن عطية أبو القاسم الإسكندري المالكي المقرئ المؤدب.

قرأ القراءات على أبي القاسم بن الفحام، وأبي علي بن بليمة وغيرهما وحدث عن أبي عبد الله الرازي وغيره.

وأقرأ الناس مدة على صدق واستقامة قرأ عليه أبو القاسم الصفراوي وأبو الفضل الهمداني، وروى عنه علي بن المفضل الحافظ، والحافظ عبد الغني؛ والحافظ عبد القادر وآخرون.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 294، 295".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 37".

ص: 294

توفي قريبا من سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وقد قرأ على ابن بليمة صحيح البخاري.

وقال: قرأته على كريمة.

قال الصفراوي: كان شيخنا ابن خلف الله، ذا مكانة عند القاضي أبي علي الحسن بن حديد قاضي الإسكندرية1.

26-

محمد بن محمد بن حمود أبو الأزهر الصوفي، الواسطي المقرئ.

قرأ العشرة على أبي العز القلانسي، وسمع من أبي نعيم الجمازي، وأبي غالب بن البناء، وأقرأ الناس مدة، وقرأ عليه جماعة وسمع منه عمر بن علي القاضي، وعمر بن محمد الدينوري.

توفي ببغداد في رجب، سنة إحدى وسبعين وخمسمائة2.

27-

عبد الله بن محمد بن خلف الداني؛ أبو محمد الأصبحي المقرئ، سمع أبا بكر بن نمارة، وجماعة، في حدود الستين وخمسمائة.

ثم رحل فسمع الكثير من السلفي، وأبي طاهر بن عوف وجماعة، روى عنه أبو القاسم عيسى بن الوجيه عبد العزيز بن عيسى، وحمله الرواية عن قوم لم يرهم، بل ولا لهم وجود.

وكان مقرئا محدثا. غرق في البحر في رجوعه من الرحلة، سنة بضع وسبعين وخمسمائة3.

28-

علي بن عساكر بن المرحب بن العوام، أبو الحسن البطائحي المقرئ.

أحد أئمة العراق، قرأ على أبي العز القلانسي، وأبي عبد الله البارع، وأبي بكر المزرفي، وعمر بن إبراهيم الزيدي بالكوفة، وسمع من أبي طالب بن يوسف؛ وابن الحصين وطبقتهما.

وأقرأ الناس زمانا، وصنف كتابا في القراءات، وكان ثقة عارفا بالعربية.

قرأ عليه القراءات خلق منهم عبد العزيز بن دلف، ومحمد بن أبي القاسم بن سالم، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 367، 368".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 239، 240".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 448".

ص: 295

وحدث عنه الحافظان ابن الأخضر وعبد الغني المقدسي، والشهاب بن راجح، والشيخ موفق الدين، وعبد القادر الرهاوي وآخرون توفي في شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وله اثنتان وثمانون سنة.

وممن قرأ عليه الوزير عون الدين بن هبيرة، وأكرمه، ونوه باسمه1.

29-

الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الأستاذ قطب، أبو العلا الهمداني العطار، الحافظ المقرئ، شيخ أهل همذان.

ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وارتحل إلى أصبهان، فقرأ بها القراءات والحديث على أبي علي الحداد، وإلى بغداد، فقرأ على أبي عبد الله البارع، وعلى أبي بكر المزرفي، وإلى واسط، فقرأ على أبي العز القلانسي.

وسمع من ابن بيان الدزاز، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، وابن نبهان الكاتب، وأبي علي بن المهدي وأبي عبد الله الفراوي وطبقتهم، وحصل الأصول النفيسة، والكتب الكبار.

وانتهت إليه مشيخة العلم ببلده وبرع في فني القراءات والحديث، روى عنه يوسف بن أحمد الشيرازي، وأبو المواهب بن صصرى، والحافظ عبد القادر الرهاوي، والمبارك بن أبي الأزهر.

وقرأ عليه أبو أحمد عبد الوهاب بن سكينة، ومحمد بن محمد بن الكال.

وقد أثنى عليه عبد القادر، وقال: تعذر وجود مثله في أعصار كثيرة، وأربي على أهل زمانة، في كثرة السماعات، مع تحصيل أصول ما سمع، وجودة النسخ، وإتقان ما كتب.

فما كان يكتب شيئا إلا معربا منقوطا، وبرع على الحفاظ، جاءته فتوى في أمر عثمان رضي الله عنه، فكتب فيها من حفظه، ونحن جلوس درجا طويلا.

وله التصانيف في الحديث والزهد والرقائق، صنف كتاب زاد المسافر، في خمسين مجلدا، وصنف في القراءات العشرة، والوقف والابتداء والتجويد ومعرفة القراء، وأخبارهم، وهو كبير.

وكان إماما في النحو واللغة، سمعت أنه حفظ كتاب الجمهرة، وكان من أبناء التجار، فأنفق جميع ما ورثه في طلب العلم، حتى سافر إلى بغداد وأصبهان مرات ماشيا.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 232"، غاية النهاية "1/ 556".

ص: 296

وكان يحمل كتبه على ظهره قال لي: كنت أبيت ببغداد في المساجد، وآكل خبز الدخن إلى أن قال عبد القادر: ثم عظم شأنه، حتى كان يمر بالبلد، فلا يبقى أحد رآه إلا قام ودعا له حتى الصبيان واليهود.

وكان يقرئ نصف نهاره القرآن والعلم، ونصفه الآخر الحديث، وكان لا يغشى السلاطين، ولا يأخذه في الله لومة لائم، وكانت السنة شعاره ودثاره، اعتقادا وفعلا.

ولا يمس الجزء الحديثي إلا على وضوء، توفي في تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة1.

30-

اليسع بن عيسى بن حزم أبو يحيى الغافقي الأندلسي الجياني.

أخذ القراءات عن أبيه، وكان أبوه من جلة المقرئين، الذين حملوا عن أبي داود وابن البناء وابن الدوش، وأخذ أبو يحيى عن أبي العباس القصبي، وأبي الحسن شريح، وأبي القاسم بن أبي رجاء.

وسمع منهم ومن أبي عبد الله بن زغيبة وطائفة، وأجاز له أبو محمد بن عتاب، ورحل فسكن الإسكندرية وأقرأ بها ثم رحل إلى مصر، فاشتمل عليه الملك الناصر صلاح الدين، ورتب له معلوما وافرا.

قال أبو عبد الله: كان صلاح الدين يكرمه ويشفعه في مطالب الناس؛ لأنه كان أول من خطب على منابر العبيدية، عند نقل الدعوة العباسية، تجاسر على ذلك، حين تهيبه سواه.

وكان فقيها مشاورا، مقرئا محدثا حافظا نسابة، من أبدع الناس خطا، وله تاريخ في محاسن المغرب هو متهم في تأليفه.

قلت: روى عنه أبو عبد الله التجيبي وابن المفضل المقدسي، قرأ عليه الصفراوي وابن عيسى، مات في رجب سنة خمس وسبعين وخمسمائة2.

31-

علي بن أحمد بن حنين، أبو الحسن الكناني القرطبي، المقرئ الفقيه.

نزيل فاس، ولد سنة ست وسبعين وأربعمائة. وقرأ القراءات على أبي الحسن العبسي، صاحب ابن نفيس.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 231، 232"، غاية النهاية "1/ 204".

2 انظر/ شذرات الذهب "4/ 250"، غاية النهاية "2/ 385".

ص: 297

وسمع الموطأ من محمد بن فرح الطلاعي، وأخذ أيضا عن خازم بن محمد. وأبي الحسن بن شفيع، وقرأ بجيان على أبي عامر محمد بن حبيب، وحج سنة خمسمائة.

قال الأبار: لقي أبا حامد الغزالي وصحبه، وسمع منه أكثر الموطأ رواية يحيى بن بكير، وأقام تسعة أشهر يقرئ ببيت المقدس، وطال عمره.

وتصدر للإقراء، روى عنه من شيوخنا أبو القاسم بن بقي، وأبو زكريا التادلي، أنا التادلي، بكتاب الشهاب سماعا.

قال: حدثنا ابن حنين، حدثنا أبو الحسن العبسي عن القضاعي، توفي سنة تسع وستين وخمسمائة1.

32-

محمد بن علي بن محمد بن أبي العاص النفزي، الإمام أبو عبد الله بن اللايه، الشاطبي المقرئ.

أخذ القراءات وجودها عن أبي عبد الله بن سعيد الداني على ابن غلام الفرس، وكان دينا خيرا بصيرا بالروايات، وعنه أخذ أبو عبد الله بن سعادة، وأبو القاسم بن فيرة الرعيني، وغيرهما، وهو قديم الوفاة.

أظنه توفي قبل ابن هذيل، وابنه أحمد من أعيان المقرئين2.

33-

محمد بن أحمد بن محمد بن عداق أبو عبد الله الغافقي القرطبي المقرئين.

ذكره الأبار فقال: أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النحاس، وعون الله بن محمد، وسمع من أبي محمد بن عتاب، وأبي بحر الأسدي، وتصدر للإقراء والتسميع.

حدث عنه ابن حوط الله، وأبو الخطاب بن الجميل يعني ابن دحية، قال: وتوفي في رجب سنة تسع وسبعين، وله تسع وثمانون سنة3.

34-

إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان، أبو اسحاق الأنصاري الغرناطي.

قرأ بالروايات على أبي المطرف بن الوراق، وأبي الحسن بن شفيع، ومنصور بن الخير، وسمع من ابن عتاب، وأبي غالب بن عطية، وطائفة.

وكان إماما كاملا متضننا، توفي سنة تسع وسبعين وخمسمائة، وهو في عشر التسعين4.

1 انظر/ شذرات الذهب "4/ 234"، غاية النهاية "1/ 518".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 204".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 86".

4 انظر/ غاية النهاية "1/ 7".

ص: 298

35-

محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو عبد الله بن الأشقر الأموي، الداني المقرئ، نزيل سبتة.

أخذ القراءات عن أبي الحسن بن شفيع، وأبي محمد بن إدريس، قال: الأبار أقرأ القرآن.

وكان عالي الرواية، فاضلا مجاب الدعوة، أخذ عنه أبو الصبر أيوب بن عبد الله، وقال: توفي في جمادى الآخرة، سنة تسع وخمسين وخمسمائة1.

36-

عبد العزيز بن علي بن محمد بن سلمة، الأستاذ أبو حميد، وأبو الأصبغ، السماني الإشبيلي المقرئ، ويعرف في بلده بابن الطحان.

ولد سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وأخذ القراءات عن أبي العباس بن عيسون، وشريح بن محمد، وروى عنهما، وعن أبي عبد الله بن عبد الرزاق الكلبي، ويحيى بن سعادة.

وروى مصنف النسائي عن أبي مروان بن مسرة، وتصدر للإقراء ثم انتقل الى فاس، ثم حج ودخل العراق، وقرأ بواسط القراءات، وأقرأها أيضا.

وكان بارعا في معرفتها وعللها، صنف كتابا في الوقف والابتداء، ودخل الشام واشتهر ذكره، قال الأبار: سمع منه وجل قدره، وصنف تصانيف، وكان أستاذا ماهرا في القراءات، روى عنه عبد الحق الإشبيلي الحافظ، وعلي بن يونس.

وأجاز لشيخنا أبي القاسم بن بقي، وقال الدبيثي: سمعت غير واحد يقول: ليس بالمغرب أعلم بالقراءات من ابن الطحان، قرأ عليه الأثير أبو الحسن محمد بن أبي العلاء.

وأبو طالب بن عبد السميع، ونعمة الله بن أحمد بن أبي الهندبا، وتوفي بحلب بعد الستين وخمسمائة2.

37-

محمد بن أحمد بن محرز أبو بكر البطليوسي المقرئ، المعروف بالمنتانجشي، نزيل أشبيلية.

أخذ القراءات عن أبي القاسم خلف بن النحاس، وأبي عبد الله بن مزاحم، وابن طريف وسمع من أبيه وأبي الوليد العتبي، وأبي محمد بن عتاب، وأخذ العربية عن أبي عبد الله بن أبي العافية.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 180".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 395".

ص: 299

قال الأبار: كان فقيها مشاورا حافظا أديبا حافلا كاتبا، روى عنه أبو بكر بن خير، وأبو عمر بن عياد، وشيخنا أبو الخطاب بن واجب، توفي في آخر سنة تسع وستين وخمسمائة1.

38-

علي بن خلف أبو الحسن الغرناطي، أخذ القراءات عن منصور بن الخير.

وروى عن أبي القاسم بن النخاس، وأبي الحسن بن الباذش، وأبي بكر بن الخلوف، سكن ميورقه، وأقرأ القراءات، وكان عارفا بها سخيا جوادا روى عنه أبو عمر بن عياد.

وأجاز لأبي الخطاب بن واجب وعتيق بن علي، توفي في حدود السبعين وخمسمائة2.

39-

أحمد بن أحمد بن عبد العزيز أبو جعفر بن القاص البغدادي القطفطي الزاهد المقرئ.

قرأ بالروايات على ابن بدران الحلواني، وأبي الخير المبارك العسال، وسمع أبا القاسم بن بيان، أقرأ الناس وحدث.

روى عنه أبو القاسم بن صصرى وجماعة.

مات سنة ثلاث وسبعين. وقد قرأ أيضا على أبي بكر محمد بن علي بن سلامة الآمدي.

قرأ عليه بالسبع عبد العزيز بن دلف3.

40-

القاسم بن عبد الرحمن بن وجمان أبو محمد الأنصاري المالقي.

أخذ عن منصور بن الخير وجماعة. وبرع في العربية والقراءات وعللها، وتصدر مدة للإقراء. أخذ عنه السهيلي، وابن خروف.

توفي في سنة خمس وسبعين، وقد نيف على ثمانين سنة4.

41-

يوسف بن إبراهيم بن عثمان الإمام أبو الحجاج العبدري الغرناطي المقرئ الحافظ المعروف بالثغري.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 80".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 541".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 38".

4 انظر/ غاية النهاية "2/ 19".

ص: 300

ذكره الأبار، فقال: أخذ القراءات عن عبد الرحيم ابن الفرس الغرناطي، وأبي الحسن شريح، ويحيى بن الخلوف، وأبي الحسن بن الباذش وسمع منهم، ومن أبي الحسن بن مغيث، وأبي بكر بن العربي، وأبي مروان الباجي، وخلق وأجاز له أبو علي الصدفي، وأبو بكر الطرطوشي، وأحكم العربية على أبي بكر بن مسعود النحوي، قال: وكان حافظا محدثا فقيها مقرئا، راوية ضابطا مفسرا أديبا نزل في الفتنة تليوشة وولي خطابتها وأقرأ بها، أكثر عنه أبو عبد الله التجيبي، وقال: لم أر أفضل منه ولا أزهد منه، ولا أحفظ لحديث وتفسير منه، وروى عنه أبو عمر بن عباد، وأبو سليمان بن حوط الله، وأبو العباس بن عميرة. مات في شوال سنة تسع وسبعين وخمسمائة1.

42-

محمد بن خالد بن البختيار أبو بكر الأزجي الرزاز المقرئ الضرير النحوي.

قرأ بالروايات على أبي عبد الله البارع، وأبي محمد سبط الخياط، ودحوان بن علي، وأقرأ الناس مدة، وكان عارفا بوجوه القراءات.

تخرج من جماعة في العربية.

توفي في سنة ثمانين وخمسمائة2.

43-

عساكر بن علي بن إسماعيل أبو الجيوش المصري، المقرئ النحوي الشافعي، المعدل.

ولد سنة تسعين وأربعمائة، وقرأ القراءات على أبي الحسين أحمد بن محمد بن شمول، وعلي بن عبد الرحمن الحضرمي فغطويه، وإبراهيم بن أخلب النحوي، والشريف الخطيب، وتفقه على قاضي القضاة مجلي بن جميع، وقرأ العربية وتصدر للإقراء بدار العلم بالجامع الظافري، وانتفع به الناس، وكان ذا صلاح ودين.

أخذ عنه علم الدين السخاوي، وغيره والحسن بن سيف المصري، والعفيف بن الرماح، ومات في المحرم سنة إحدى وثمانين وخمسمائة3.

44-

الحسن بن علي بن عبيدة أبو محمد الكرخي، المقرئ النحوي.

قرأ بالروايات على سبط الخياط، وأبي منصور بن خيرون، وأبي البركات عمر بن إبراهيم الكوفي، وسمع من قاضي المرستان، وأخذ العربية عن أبي السعادات بن الشجري، والفرائض والحساب، وأقرأ الناس مدة وكان رأسا في القراءات.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 392، 393".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 136".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 512".

ص: 301

توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة1.

ومن شعره:

وما شنآن الشيب من أجل لونه

ولكنه حاد إلى الموت مسرع

إذا ما بدت منه الطليعة آذنت

بأن المنايا بعدها تتطلع

فإن قصها المقراض جاءت بأختها

وتطلع يتلوها ثلاث وأربع

وإن خضبت حال الخضاب لأنه

يغالب صنع الله والله أصنع

45-

الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن عريب، أبو علي الأنصاري الطرطوشي، المقرئ الفقيه.

ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وقرأ القراءات على أبي علي بن سكرة الصدفي، وابن مؤمن الطرطوشي، وابن الوراق السرقسطي، وتفقه على أبي العباس بن مسعدة القاضي.

وحدث عن أبي الحسن بن نافع وجماعة، وقرأ كتاب أدب الكاتب، على أبي العرب الصقلي، بسماعه من أبي بكر بن البر، عن النجيرمي، نزيل مصر، عن المهلبي عن أبي جعفر بن قتيبة عن أبيه، وقد أقرأ بجامع مرسية، وولي خطابتها.

وكان رأسًا في الإقراء، ذا حلقة عظيمة، وذا صلاح ولطف ولين روى عنه أبو الخطاب بن واجب، وأبو محمد بن غلبون.

توفي بمرسيه، في ذي القعدة، سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وكانت جنازته مشهودة2.

46-

يوسف بن عبد الله بن سعيد الحافظ، المقرئ بن عمر بن عياد اللريي.

أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن أبي إسحاق، إلا أنه غلب عليه علم الحديث، وكتب العالي والنازل، وصنف التصانيف مات سنة خمس وسبعين وخمسمائة3.

47-

محمد بن خلف بن محمد بن عبد الله بن صاف، أبو بكر الإشبيلي المقرئ النحوي.

أحد الحذاق، قرأ على أبي الحسن شريح، وهو من جلة أصحابه، وأخذ العربية عن أبي القاسم بن الرماك، وأجاز له أبو الحسن بن مغيث وغيره.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 224".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 251، 252".

3 انظر/ شذرات الذهب "4/ 254" غاية النهاية "397".

ص: 302

شرح الأشعار الستة، وشرح الفصيح، وأقرأ الناس نحوا من خمسين سنة، توفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة، أو بعدها، وله بضع وسبعون سنة.

أخذ عنه القراءات أبو جعفر القرطبي إمام الكلاسة، وطائفة من أهل بلده1.

48-

أحمد بن جعفر بن أحمد بن إدريس، الإمام أبو القاسم الغافقي، المقرئ الخطيب.

ولد سنة خمسمائة، وقرأ بالروايات على أبي البركات، محمد بن عبد الله بن عمر المقرئ، صاحب أبي معشر الطبري.

قرأ عليه شكر بن صبرة العوفي وأبو القاسم الصفراوي، وجماعة قال ابن المفضل: توفي سنة تسع وستين وخمسمائة بالإسكندرية2.

49-

عبد المنعم بن أبي بكر يحيى بن خلف بن نفيس بن الخلوف.

الإمام، الأستاذ أبو الطيب الحميري، الغرناطي المقرئ المكتب، أخذ القراءات عن والده، وعن أبي الحسن شريح، وأبي عبد الله النوالشي، وأبي الحسن بن ثابت الخطيب، وابن هذيل.

وحدث عن أبي بكر بن العربي، والقاضي عياض، وأبي الحسن بن موهب الجذامي، وجماعة، ونزل مراكش، فأقرأ بها مدة، ثم قدم الإسكندرية، فزعم أبو القاسم بن عيسى أنه قرأ عليه القراءات.

وسمع منه أبو الحسن المفضل، وأبو البركات محمد بن محمد البلوي، وأبو الحسن بن خيرة، قال أبو عبد الله الأبار: أخذ عنه ولم يكن بالضابط لأسماء شيوخه، مع رداءة خطه.

وكان له حظ من العربية، ثم إنه حج وتجول في بلاد المشرق، توفي في ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة3.

50-

أحمد بن محمد بن عبد الله أبو العباس بن اليتيم، الأنصاري، الأندرشي، المقرئ.

أخذ القراءات عن أبي الحسن بن موهب، وأبي علي بن غريب وأبي العباس ابن

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 137".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 43".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 471".

ص: 303

العريف، وأبي إسحاق بن صالح، لقيهم بالمرية، وسمع منهم، وأجاز له أبو علي بن سكرة وغيره.

وتصدر للإقراء، بمالقة، روى عنه ابنه أبو عبد الله، وأبو القاسم بن بقي، وأبو الخطاب بن دحية، توفي بالمرية، في رمضان سنة إحدى وثمانين1.

51-

محمد بن أحمد بن معط أبو أحمد التجيبي الأريولي المقرئ أخذ القراءات عن ابن عمار.

وحج وقرأ على أبي علي بن العرجاء، وكان صالحا ورعا محققا.

أخذ عنه نسيبه أبو عبد الله التجيبي، القراءات تلاوة، في سنة خمس وستين وخمسمائة2.

52-

محمد بن خير بن عمر أبو بكر اللمتوني، الإشبيلي المقرئ الحافظ، قرأ على شريح، إلى أن برع في القراءات.

وسمع من أبي بكر بن العربي، وأبي القاسم بن بقي، وابن مغيث، وخلق كثير، وكان مكثرا إلى الغاية تصدر بإشبيلة للإقراء والتسميع.

وكان قائما على الصناعتين، مبرزا فيهما، نحويا لغويا ثقة، رضى إليه المنتهي في التحرير، وإتقان الأصول،، ولي إمامة جامع قرطبة، قال الأبار: أكثر عنه شيخنا ابن واجب.

ومات في ربيع الأول، سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وله ثلاث وسبعون سنة3.

53-

محمد بن جعفر بن حميد بن مأمون، أبو عبد الله الأموي البلنسي المقرئ.

أخذ القراءات بإشبيلية، عن أبي الحسن شريح، بعد أن تلي بغرناطة، على أبي الحسن بن ثابت الخطيب، وأبي عبد الله بن أبي سمرة وسمع بالمرسية، من أبي جعفر بن ثعبان، وأبي محمد بن عطية.

وأجاز له أبو الحسن بن مغيث، وبرع في علم النحو، وولي قضاء بلنسية، فحمدت سيرته، ثم استوطن مرسية.

وتوفي في جمادى الأولى سنة ست أيضا، وله ثلاث وسبعون سنة، روى عنه أبو الربيع بن سالم الكلاعي وغيره4.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 121، 122".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 89".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 139".

4 انظر/ غاية النهاية "2/ 108".

ص: 304

54-

نصر الله بن علي بن منصور أبو الفتح بن الكيال، الواسطي المقرئ الفقيه، الحنفي.

شيخ الإقراء بواسط، قرأ على علي بن علي بن شيران الواسطي، وببغداد على أبي عبد الله البارع، وتفقه على القاضي أبي علي الفارقي، ثم على الحسن بن سلامة المنبجي، وقرأ الخلاف وناظر.

وأفتى وسمع من ابن الحصين، ولي قضاء البصرة ثم قضاء واسط، قال أبو عبد الله محمد بن سعيد بن الدبيثي، كان ثقة قرأت عليه بالروايات، وسمعت منه الكثير.

قلت: وروى عنه أبو الحسن القطيعي، وعبد الوهاب بن برغش، ومحمد بن محمود بن محمد الأزجي المقرئ، وقرأ عليه بالروايات، ومرجى بن شقيرة.

وأبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع، وعمر بن عبد الواحد، وعلي بن مسعود بن هياب الواسطيون، وصنف كتاب المفيدة في القراءات العشر.

سمعه وقرأ به الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش على الأزجي وابن الدبيثي، مات بواسط في جمادى الأخرة سنة ست وثمانين وخمسمائة، وهو في عشر التسعين1.

55-

يعقوب بن يوسف بن عمر أبو محمد الحربي المقرئ.

قرأ القراءات على الحسين بن محمد البارع، ومحمد بن الحسين المزرفي، وسمع من هبة الله بن الحصين، وأبي العز بن كادش وجماعة.

وأقرأ الناس مدة، وكان عارفا ثقة مبرزا في الأداء والخلاف، روى عنه البهاء عبد الرحمن، ومحمد بن سعيد الدبيثي، وعبد الرحمن بن الكل، وأجاز للزين أحمد بن عبد الدائم.

توفي في شوال سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وقد ناطح التسعين، قرأ عليه أحمد بن سليمان السكر، وعبد العزيز بن دلف2.

56-

أحمد بن الحسين الفقيه أبو العباس العراقي، المقرئ الملقن تحت النسر بدمشق.

قرأ القراءات على أبي محمد سبط الخياط، وسمع من محمد بن عبد الله.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 339، 340".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 391".

ص: 305

ابن سملون، وأبي الفتح الكروخي وجماعة، وأقرأ بدمشق بضعا وثلاثين سنة.

وكان عارفا بمذهب أحمد، داعية إلى السنة، شرح عبادات الخرقي بالشعر، وكان مجموع الفضائل، روى عنه الشيخ الموفق، والبهاء عبد الرحمن، ومحمد بن طرخان، ويوسف بن خليل، وآخرون.

توفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة1.

57-

عبد الرحمن بن محمد بن غالب أبو القاسم بن الشراط الأنصاري، مقرئ أهل قرطبة.

قرأ على أبي القاسم الحجازي، وأبي الحسن شريح، وأبي القاسم بن رضي وكان مقرئا محققا، زاهدا عابدا أقرأ دهرا ومات سنة ست وثمانين2.

58-

علي بن أحمد بن محمد بن كوثر، أبو الحسن المحاربي، الغرناطي، المقرئ الأستاذ.

رحل به أبوه فأخذ القراءات بمكة عن أبي علي بن العرجاء القيرواني، وأبي الحسن بن رضا البلنسي الضرير.

وقرأ بمصر على أبي العباس أحمد بن الحطيئة، وأبي الفتوح الخطيب، وسمع جامع الترمذي من أبي الفتح عبد الملك الكروطي.

وأكثر عن أبي طاهر السلفي، وعاد إلى بلده بعلم جم، وإسناد عال، فتصدر للإقراء والرواية، وصنف في القراءات، وبعد صيته، وحمل الناس عنه.

توفي في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وهو آخر من تلا على ابن العرجاء، صاحب أبي معشر الطبري3.

59-

عبد الله بن أحمد بن جعفر أبو جعفر الواسطي الضرير، المقرئ.

قرأ القرآن على أبي عبد الله البارع، وأظنه آخر من قرأ عليه وفاة، وحدث عن أبي القاسم بن الحصين، وأبي الحسن بن الزاغوني الفقيه، وجماعة، وكان يسكن بباب الأزج.

روى عنه أبو عبد الله الدبيثي، ويوسف بن خليل، وأحمد بن محمد بن طلحة،

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 50".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 379".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 524".

ص: 306

شيخ لابن النجار قال ابن النجار: قرأ القراءات على أبي عبد الله البارع، وقرأ أيضا على سبط الخياط، قال ابن النجار: توفي يوم عرفة، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وقد جاوز التسعين، وقال الدبيثي: توفي يوم عرفة عام أحد وتسعين وخمسمائة، وله ثمان وثمانون سنة1.

60-

نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة، أبو الحسن الرعيني الإشبيلي المقرئ النحوي.

ولد بعيد العشرين وخمسمائة، وأخذ القراءات، عن أبي الحسن شريح وأبي محمد بن شعيب اليابري، وأبي حعفر بن عيشون والكبار.

وسمع من أبي بكر بن العربي، وأبي مروان عبد الملك بن الباجي وطائفة، وأجاز له عتيق بن محمد وغيره، وتصدر للإقراء والعربية ببلده.

قال الأبار: كان إماما مقدما مع الصلاح والتواضع، استوطن مراكش مدة، وأقرأ بها وبأفريقية، وكان مقرئا محققا ونحويا حافظا، روى عنه أبو الربيع بن سالم، وجماعة من شيوخنا.

توفي بشريش، في جمادى الآخرة، سنة إحدى وتسعين وله سبعون سنة2.

61-

عوض بن ابراهيم بن علي أبو محمد البغدادي المراتبي المقرئ.

قرأ القراءات على أبي عبد الله البارع وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي أخذ عنه ابن الدبيثي وغيره وتوفي في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ببغداد3.

62-

عبد الله بن منصور بن عمران بن ربيعة، الأستاذ أبو بكر المربعي الواسطي المقرئ المعروف بابن الباقلاني، مسند القراء بالعراق.

ولد في أول سنة خمسمائة، وقرأ القراءات على أبي العز القلانسي، وعلى ابن علي بن شيران وعلى أبي محمد عبد الله بن علي، سبط الخياط.

وسمع منهم، ومن أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي، الفقيه، وخميس الحوزي الحافظ، وأبي عبد الله البارع، وأحسبه قرأ عليه وأبي القاسم بن الحصين، وأبي العز بن كادش، ونصر الله بن الجلخت وجماعة.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 406".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 334".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 605، 606".

ص: 307

ونظر في الفقه والعربية، وقال الشعر، وقدم دمشق، وسمع بها وانتهى إليه علو الإسناد، ورحل إليه الطلبة، وطار ذكره وبعد صيته، روى عنه من شعره ابن السمعاني وابن عساكر، وماتا قبله بدهر.

وقرأ عليه بالروايات الإمام أبو الفرج بن الجوزي، وابنه يوسف، وأبو عبد الله محمد بن سعيد الدبيثي، والتقي علي بن باسويه، والحسن بن أبي الحسن بن ثابت الطيبي، والمرجى بن شقيرة، ومحمد بن عمر بن الداعي الرشيدي، وغيرهم.

ودار عليه إسناد العراق، ذكره ابن عساكر في تاريخه، فقال: شاب قدم دمشق وأقرأ بها، قرأ علي كتاب الغاية لابن مهران، وتفسير الواحدي الوسيط.

ومدح بدمشق بعض الناس بقصيدة، يقول فيها:

بأي حكم دم العشاق مطلول

فليس يودي لهم في الشرع مقتول

ليت البنان التي فيها رأيت دمي

يرى بها لي تقليب وتقبيل

وقال ابن نقطة: حدث بسنن أبي داود، وقد سمعه سنة ثمان عشرة

وخمسمائة، وحدثني محمد بن أحمد بن الحسن ابن أخت ابن عبد السميع الواسطي.

وكان ثقة صالحا قال: سمعت من ابن الباقلاني السنن، وسماعه فيه صحيح، قال: وكان قد قرأ على القلانسي بكتاب الإرشاد، وقراءته به صحيحة، وما سوى ذلك فإنه كان يزوره.

قال ابن نقطة: قال لي أبو طالب بن عبد السميع: كان ابن الباقلاني يسمع كتاب مناقب علي رضي الله عنه، عن مؤلفه أبي عبد الله بن الجلابي.

فذكر أن سماعه في نسخة ليست موجودة بواسط، فقلت له: إن النسخ بها مختلفة، تزيد وتنقص، فلم يزل يسمعها من أي نسخة كانت.

وقال ابن الدبيثي: انفرد في وقته برواية العشرة عن أبي العز وادعى رواية شيء آخر من الشواذ، عن أبي العز فتكلم الناس فيه، ووقفوا في ذلك، واستمر هو على روايته للمشهور والشاذ، شرها منه، وكان عارفا بوجوه القراءات، حسن التلاوة.

قلت: يحتمل أنه روى ذلك الشاذ عن أبي العز بالإجازة، ودلس الأمر فيه، قال: وأقرأ الناس أكثر من أربعين سنه.

وتوفي في ربيع الأول، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

قال ابن الدبيثي، سمعت أبا طالب عبد المحسن بن أبي العميد الصوفي يقول: رأيت في النوم بعد وفاة ابن الباقلاني، رحمه الله، كأن شخصا يقول لي: صلى عليه سبعون وليا لله -عز وجل1.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 461".

ص: 308

63-

المبارك بن المبارك بن أحمد بن زريق، الأستاذ أبو جعفر بن الإمام، أبي الفتح الواسطي الحداد المقرئ.

ولد سنة تسع وخمسمائة، وقرأ القراءات على أبيه، وعلى أبي محمد سبط الخياط، وكان رأسا في معرفة الفن وقد سمع من علي بن علي بن شيران، وأبي علي الفارقي، ونصر الله بن الجلخت، وأبي عبد الله بن الجلابي، والمبارك بن نغوبا، وعلي بن عبد السلام الكاتب.

وأجاز له خميس الحوزي، وأبو طالب بن يوسف، وعبد الله بن السمرقندي، ورزين العبدري، أقرأ الناس وأمهم زمانا.

ذكره ابن الدبيثي، فقال: كان صدوقا، قرأت عليه القراءات ومات في رمضان، سنة ست وتسعين وخمسمائة.

قلت: وحدث عنه يوسف بن خليل وغيره، وقرأ عليه بالروايات الداعي الرشيدي1.

64-

محمد بن محمد بن هارون بن محمد بن كوكب، الأستاذ أبو عبد الله الحلي، ثم البغدادي المقرئ المعروف بابن الكال.

ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة، وعني بالقراءات المشهورة، والغريبة عناية كلية، وقرأ القراءات على أبي محمد سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري، ودعوان بن علي، وأبي العلاء الهمذاني، ويحيى بن سعدون القرطبي.

وأقرأ الناس بالحلة مدة، قال أبو عبد الله الدبيثي: قرأت عليه بالروايات العشرة، وسمعت منه بالحلة المزيدية، وله بها حانوت.

وبها توفي في حادي عشر ذي الحجة، سنة سبع وتسعين وخمسمائة قلت: وقرأ عليه القراءات الداعي الرشيد2.

65-

محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي، الشيخ أبو شجاع بن المقرون البغدادي، من أهل محلة اللوزية شيخ صالح عابد مقرئ محقق بصير بالقراءات.

تصدر للإقراء والتلقين ستين سنة، حتى لقن الآباء والأبناء والأحفاد احتسابا لله تعالى.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 41".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 256، 257".

ص: 309

فكان لا يأخذ من أحد شيئا، ويأكل من كسب يمينه، قرأ بالروايات على سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري، وسمع من علي بن الصباغ، وأبي الفتح عبد الله بن البيضاوي، وأبي الحسن بن عبد السلام وجماعة.

وكان كبير القدر كثير الخير، أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، قال أبو عبد الله بن النجار: لقن خلقا كثيرا.

ومات في ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وحملت جنازته على الرءوس، وما رأيت جمعا أكثر من جمع جنازته، وكان وقورا مستجاب الدعوة.

وقال أبو عبد الله الدبيثي: قرأنا عليه بالروايات، وسمعنا منه، ونعم الشيخ كان، ودفن بصفة بشر الحافي.

قلت: وروى عنه الضياء المقدسي، وابن خليل، والتقي اليلداني والنجيب عبد اللطيف، والزين بن عبد الدائم، وآخرون.

وقرأ عليه بالمبهج إبراهيم بن الخير1.

66-

يوسف بن عبد الرحمن بن غصن أبو الحجاج الإشبيلي المقرئ.

أحد الحذاق أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح، وأبي العباس بن حرب المسيلي، وأبي العباس أحمد بن عيشون.

وحدث عن أبي بكر بن العربي، وعمر دهرا طويلا، وتصدر للإقراء بإشبيلية، وانفرد بعلو الإسناد، بقي إلى حدود سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وقد رحل الناس إليه2.

67-

محمد بن إبراهيم بن محمد بن وضاح، أبو القاسم اللخمي الغرناطي، المقرئ.

أخذ القراءات بمكة عن أبي علي بن العرجاء، سنة سبع وأربعين وخمسمائة، قاله الأبار: وأخذ أيضا عن ابن هذيل، ودخل بغداد.

واستوطن جزيرة شقر، خطيبا ومقرئا بها، وكان صالحا زاهدا مشارا إليه بإجابة الدعوة.

أخذ عنه ابنه أبو بكر محمد بن وضاح، وأبو عبد الله بن سعادة، توفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة3.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 259".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 396، 397".

3 انظر/ غاية النهاية "2/ 46".

ص: 310

68-

عياش بن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل، الأستاذ أبو عمرو بن عظيمة العبدري، الإشبيلي المقرئ.

أخذ القراءات عن أبيه الإمام أبي الحسن، وقد ذكر وعن أبي الحسن شريح، وتصدر للإقراء، فخلف أباه، وكان رأسا في التجويد، ثقة رضي عذب الصوت، له استدراك، وزيادة على أبيه في كتاب الإفادة.

أخذ عنه القراءات ابنه أبو الحسن بن عظيمة، وأبو علي الشلوبيني توفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة.

وعاش ولده أبو الحسن محمد بن عياش، إلى سنة بضع وستمائة وهم بيت علم وقراءات بإشبيلية1.

69-

عبد الله بن أحمد بن بكران أبو محمد الداهري الضرير، والداهرية من قرى نهر عيسى.

وكان أحد الحذاق، من أصحاب سبط الخياط، وقد روى عن أبي غالب بن البناء، وأقرأ القراءات، وحج ومات بالمدينة، سنة خمس وسبعين وخمسمائة2.

70-

علي بن عباس بن أحمد بن مظفر، الأستاذ أبو الحسن الواسطي، المقرئ خطيب شافيا.

قرأ بالروايات على أبي العز القلانسي، وطال عمره، واشتهر اسمه.

قرأ عليه ابن باسويه، وعلي بن خطاب المحدثي، مات في حدود التسعين وخمسمائة3.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 607".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 405".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 547".

ص: 311