المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأولأفعال أميتت صيغها وتصريفاتها - موت الألفاظ في العربية

[عبد الرزاق بن فراج الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌التمهيد

- ‌الباب الأول: الممات من الأسماء

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأولالممات من أسماء الأيام

- ‌الفصل الثانيالممات من أسماء الشهور

- ‌الفصل الثالثالممات من أسماء متفرقة

- ‌الفصل الرابعأسماء أميت مفردها

- ‌الفصل الخامسأسماء مصغرة أميت مكبرها

- ‌الباب الثاني: الممات من الأفعال

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأولأفعال أميتت صيغها وتصريفاتها

- ‌الفصل الثانيأفعال اختلف في موتها

- ‌الفصل الثالثأفعال أميت المجرد منها دون المزيد

- ‌الفصل الرابعأفعال أميتت بعض تصريفاتها

- ‌الفصل الخامسأفعال مبنية للمجهول أميت المبني للمعلوم منها

- ‌الباب الثالث: أسباب إماتة الألفاظ

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأولالعامل الصوتي

- ‌الفصل الثاني: العامل الدلالي

- ‌المبحث الأول: زوال المعنى

- ‌المبحث الثاني: الاستغناء

- ‌المبحث الثالث: العامل الديني

- ‌المبحث الرابع: العامل الاجتماعي

- ‌الباب الرابع: إحياء الممات

- ‌الفصل الأول: الحاجة إلى إحياء الممات

- ‌الفصل الثانيموقف العلماء من إحياء الممات

- ‌الفصل الثالثدور مجامع اللغة العربية في إحياء الممات

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌الفصل الأولأفعال أميتت صيغها وتصريفاتها

‌الفصل الأول

أفعال أميتت صيغها وتصريفاتها

أمكن لي الظّفر بجملة من الأفعال المماتة بكامل تصريفاتها مستخرجة من المصادر اللّغويّة القديمة، وعلى رأسها "الجمهرة " لابن دريد الّذي عني في معجمه هذا بذكر الممات والإشارة إليه في مواضع عديدة، ولم يرد لها ذكر في معاجم الأفعال لابن القوطيّة والسّرقسطيّ وابن القطّاع أو المعاجم الكبيرة مثل "التهذيب" و"الصّحاح" و"المحكم" و"اللسان" و"القاموس المحيط" و"التاج" فدلّ ذلك على أنها مماته، كما قال ابن دريد وغيره من العلماء.

وأنبه - بين يدي هذا الفصل قبل أن أعرض لعدد من الأفعال المماتة - إلى أن ثمة خلافاً بين البصريين والكوفيين في أصل المشتقات، فالبصريون يرون أن المصدر هو الأصل والفعل منه، ويرى الكوفيون أن الفعل هو الأصل والمصدر مشتق منه.

واستدل البصريون على أن المصدر أصل الفعل بأمور، منها أن المصدر يدل على زمان مطلق، والفعل يدل على زمان معين، فكما أن المطلق أصل للمقيد فكذلك المصدر أصل للفعل.

واستدل الكوفيون على أن الفعل أصل المصدر بأمور، منها أن المصدر يصح لصحة الفعل، ويعتل لاعتلاله، كما في قولك: قاوَم قِوَاماً وقام قياماً، فلما صح المصدر لصحة الفعل واعتل لاعتلاله دلّ على أنه فرع عليه.

والخلاف في هذه المسألة مبسوط في كتب النحو والصرف1،فلا حاجة

1 ينظر: الإنصاف في مسائل الخلاف 1/235، 245، وأسرار العربية 171، وائتلاف النصرة 111.

ص: 390

لبسطه هنا، وقد رجح جمهور العلماء مذهب البصريين.

ويبدو أن ابن دريد الذي نقلت عنه قدراً صالحاً من ممات الأفعال في هذا الفصل والذي يليه - يختار مذهب الكوفيين في أصل الاشتقاق مع أنه بصري.

والحق أنه يصعب الجزم بصحة أحد المذهبين وتخطئة الآخر، فالطابع العام لهذه المسألة نظري - كما يقول بعض الباحثين المعاصرين - "ولذا كان الخلاف فيها ميداناً لتصارع الحجج النظرية، ومن هنا ترددتْ خلال الحجج قضايا فلسفية، مثل الأصالة والفرعية، والإطلاق والتقييد، والبساطة والتركيب، وفي الوقت نفسه لم تخل المسألة من استئناس بالواقع اللغوي"1.

ويبدو أن الموازنات السامية ترجح مذهب الكوفيين، وفي ذلك يقول ولفنسون: "وقد نشأ من اشتقاق الكلمات من أصل هو الفعل أن سادت العقلية الفعلية- إذا صح هذا الاستعمال - على اللغات السامية، أي أن لأغلب الكلمات في هذه الكلمات مظهراً فعلياً

وقد رأى بعض علماء اللغة العربية أن المصدر الاسمي هو الأصل الذي يشتق منه أصل كل الكلمات والصيغ ولكن هذا الرأي خطأ - في رأينا - لأنه يجعل أصل الاشتقاق مخالفاً لأصله في جميع أخواتها السامية.

وقد تسرب هذا الرأي إلى هؤلاء العلماء من الفرس الذين بحثوا في اللغة العربية بعقليتهم الآرية، والأصل في الاشتقاق عند الآريين أن يكون من مصدر اسمي.

أما في اللغات السامية فالفعل هو كل شيء، فمنه تتكون الجملة، ولم يخضع الفعل للاسم والضمير، بل نجد الضمير مسنداً إلى الفعل ومرتبطاً به

1 الخلاف بين النحويين 204.

ص: 391

ارتباطاً وثيقاً"1.

ولست بصدد مناقشة هذا الرأي، ولكن هذا يكفي - على الأقل - لجعلي أقبل - في هذا البحث - برأي ابن دريد حينما يجعل الفعل أصلاً للمصدر في الاشتقاق ويقول بموته حين يجد المصدر مستعملاً ولا فعل له.

وأذكر فيما يلي ما وقفت عليه من الأفعال المماتة، مرتبة على حروف المعجم، وهي:

1ـ بحن:

أميت الفعل "بَحِنَ" بكلّ تصريفاته وأزمنته. قال ابن دريد: "البَحَنُ: فعل ممات، ومنه اشتقاق البَحْوَن، وهو الرّمل المتراكب"2، وقوله: فِعل ممات؛ أي: فعله ممات، أي أنه مشتق من فعل ممات.

ومنه رجل بَحْوَن: عظيم البطن3.

وتقدير الفعل: بَحِنَ يَبْحَنُ.

وسأقدر جميع الأفعال التّالية وفق أقيسة الأفعال، واحتمال الخطأ في تقدير ضبط العين وارد، لعدم السّماع، لأنّ عين الماضي والمضارع في العربيّة لا تنضبطان انضباطاً كاملاً، والعمدة في كثير منهما على السماع4.

1 تاريخ اللغات السامية 14،15.

2 الجمهرة 1/285.

3 ينظر: اللسان (بحن) 13/46.

4 صوابي في تقدير ضبط عين الفعل الماضي والمضارع في هذا النوع أو خطئي فيه ليس له تأثير على إماتة الفعل، فهذا التقدير من لزوم ما لا يلزم في هذا البحث، حملني عليه رجاء الفائدة - إن شاء الله -.

ص: 392

2ـ تير:

تَيّار البحر: موجه، وهو من فعل ممات، قال الأزهري:"التَّيّار: فَيعَال من تار يَتُور، مثل القيام من قام يقوم، غير أن فعله ممات"1.

3 ـ ثتل:

قال ابن دريد: "ثتل: استعمل منها الثَّتْل، ثمّ أميت2، ومنه بناء ثَيْتَل، وهو جبل معروف

والثَّتْل ضرب من الطير زعموا"3.

وتقدير الفعل: ثَتَلَ يَثْتِلُ أو يَثْتُلُ.

4 ـ ثعر:

قال ابن دريد: "الثَّعْر ممات، وهو أصل بناء الثُّعرور، والثعروران كالحلمتين تكتنفان غرمول الفرس عن يمين وشمال، وكذلك الزائدتان على ضرع الشّاه"4.

وذكر هذا المعنى في بعض المعاجم5 ولم أجد من قدّر له فعلاً مماتاً غير ابن دريد.

وتقدير الفعل: ثَعَرَ يَثْعَرُ.

5 ـ جعتب:

قال أبو بكر: "جُعْتُب: اسم مأخوذ من فعل ممات"6.

1 التهذيب 11/310.

2 أي أميت الفعل.

3 الجمهرة 1/384.

4 المصدر السابق 1/421.

5 ينظر: اللسان (ثعر) 4/102.

6 الجمهرة 2/1110.

ص: 393

ورويَ هذا الاسم بالثّاء المثلّثة فقد جاء في التّاج: "جُعْثُب كقُنْفُذ؛ أهمله الجوهري، وهو بالمثلّثة في سائر النسخ، وقال ابن دريد هو بالثاء المثناة الفوقية؛ اسم مأخوذ من فعل ممات"1.

وتقدير الفعل: جَعْتَب يُجعتِب، أو جَعْثَبَ يُجْعثِبُ.

6 ـ حتد:

قال السّرقسطيّ: "حَتَدَ بالمكان يَحْتِد حتداً إذا أقام به

وهي لغة مرغوب عنها، وقد أميتت"2.

وفي "الجمهرة"3: "لغة مرغوب عنها" وفي "اللّسان"4: "مماتة" وكذلك في "التّاج"5.

وتقدير الفعل: حَتَدَ يَحْتِد، كما قال السَرقسطي.

7 ـ حجد أو حنجد:

حُنْجُود اسم جد جاهلي، مشتق من فعل ممات، كما يرى بعض اللّغويين، وهو ثلاثي، ولا يمتنع أن يكون رباعياً بأصالة النون؛ لأنها ثانية.

ومن أقدم من قال بإماتة هذا الفعل ابن دريد، قال في "الجمهرة6: "حُنجُود: اسم

والنّون والواو فيه زائدتان، وهو فعل ممات".

وذكر في "الاشتقاق"7 أنه من الأسماء المشتقة من الأفعال التي أميتت.

1 التاج (جعثب) 1/183.

2 الأفعال 1/394.

3 1/385.

(حتد) 3/139.

(حتد) 2/330.

6 1/435.

7 213.

ص: 394

وتقدير الفعل حَجَدَ يحجُد، مثل هَجَدَ يهجُدُ، أو حَنْجَدَ يُحَنجدُ إن كان الفعل رباعياً.

8 ـ حمط:

قال ابن دريد: "الحَمْطُ من قولهم: حَمَطتُ الشّيء أَحْمِطُهُ حَمْطاً إذا قشرته، وهذا فعل قد أُميت"1.

وقد أشار إلى إماتة هذا الفعل بعض العلماء كابن منظور2 والزّبيديّ3. وأنكر الأزهري4 الحَمْط بمعنى القشر، وذكر أنَه لم يسمعه لغير ابن دريد.

وتقدير الفعل: حَمَطَ يَحْمِط، كما قال ابن دريد.

9 ـ خنذ:

قال الأزهري: "الخِنذيذ - بوزن فِعليل - كأنه بني من خنذ، وقد أميت فعله، ويقال هو الخَصّيُّ من الخيل، ويقال الطّويل

وقال شمر: قال ابن الأعرابي: كلّ ضخم من الخيل وغيره خِنذيذ - خصياً كان أو غير خصيّ"5.

وتقدير الفعل: خَنِذَ يَخْنِذ، مثل خَنِثَ يخنِثُ، أو خَنَذَ يخنِذُ ويَخْنذُ مثل خَنَسَ يخنِسُ ويخنُسُ، ويكون بعد الإلحاق: خَنْذَذَ يُخَنْذِذُ.

1 الجمهرة 1/551.

2 ينظر: اللسان (حمط) 6/276.

3 ينظر: التاج (حمط) 5/121.

4 ينظر: التهذيب 4/401.

5 التهذيب 7/325.

ص: 395

10 ـ درح:

قال ابن دريد: "الدِّرحاية الرَّجل الضخم

واشتقاق الدِّرحَاية من الدرح، وهو فعل ممات"1، أي: أن فعله " دَرَحَ" ممات.

وتقدير الفعل: دَرَحَ يدرَح، مثل سَرَحَ يسْرَح.

11 ـ دفص:

الدَّفْصُ المُلُوسة، وفعله ممات2، ومنه اشتقاق الدّوفص وهو البصل الأبيض الأملس، والواو زائدة.

وتقدير الفعل: دَفِصَ يدفَصُ مثل: دَلِصَ يدلَص، بمعنى: زَلِقَ أو لانَ.

12 ـ ردك:

قال ابن دريد: "الرَّدْك فعل ممات استعمل منه غلام رَوْدَك، وجارية رَوْدكة: في عنفوان شبابها"3.

ونقل عنه هذا جماعة من العلماء من غير إنكار عليه؛ ومنهم الصّغاني4، والفيروز آبادي5 والزبيدي6.

وتقدير الفعل: رَدُك يردُك، أو رَدِكَ يردَك.

13 ـ زتن:

يحتمل لفظ الزّيتون – وهو الثمر المعروف – أحد أصلين: (زيت) و (زتن)

1 الجمهرة 1/501.

2 ينظر: الجمهرة 2/655، 1177، والقاموس (دفص)799.

3 الجمهرة 2/637.

4 ينظر: التكملة والذيل والصلة (ردك) 5/201.

5 ينظر: القاموس (ردك)1214.

6 ينظر: التاج (ردك) 7/135.

ص: 396

فالأول مشتقّ من الزّيت، فوزنه حينئذ (فعلون) والثاني مشتق من الزَّتن، والفعل منه ممات كما ذكر بعض العلماء1، ووزنه حينئذ (فيعول) ولذا وضعه ابن منظور في الأصلين (زيت) و (زتن) .

وتقدير الفعل الممات: زَتَنَ يزتِن أو يزتُنُ، أو زتِن يزتَن.

14 ـ زعك:

قال ابن دريد: "الزَّعْك: فعل ممات، ومنه اشتقاق قولهم رجل أزعكيّ، وهو الدّميم، وذكر يونس أنّه سمع زعكوك، قصير مجتمع الخلق"2.

وهذا مما انفرد به ابن دريد.

وتقدير الفعل: زَعَكَ يَزْعَك أو زَعِكَ يَزْعَك.

15 ـ سلحف:

قال أبو بكر: "سَلْحَف (فعل) ممات، ومنه اشتقاق السّلحفاة. تمدّ وتقصر"3.

وتقدير الفعل: سَلْحَفَ يُسَلْحِفُ.

16 ـ سمدع:

السّميدع هو السيّد الشّريف الكريم، وذكر بعض العلماء أنّه مشتق من فعل رباعيّ ممات وهو: سَمْدَع يُسَمْدِعُ4.

1 ينظر: الخصائص 3/203.

2 الجمهرة 2/815.

3 المصدر السابق 2/1142.

4 المصدر السابق 2/1148.

ص: 397

17 ـ سنر:

السّنر ضيق الخلق وشراسته، وهو مشتقّ من فعل ثلاثي ممات، تقديره: سَنَر يسنُرُ، ومنه اشتقاق السِّنَّور1.

18 ـ سهق:

السَّهْوَق هو الظّليم الطّويل الرّجلين، وربّما سمّى الرجّل الطّويل السّاقين سَهْوقاً، واشتقاقه من فعل ممات، وهو سَهْوَق كما يرى ابن دريد2. والواو فيه للإلحاق بالرّباعي.

19 ـ ضعز:

الضّعز: الوطء الشّديد، وهو مشتقّ من فعل ممات في رأي ابن دريد3 وقد ذكر ابن القطّاع هذا الفعل، قال:"ضَعَزَ المرأة نكحها"4.

وأشار الزّبيدي إلى أن هذا الفعل ممات5.

20 ـ ضعس:

قال ابن دريد: "الضَعْسُ فعل ممات، واشتق منه: رجل ضَعْوَس، وهو الحريص النَّهِم"6. وقال ابن منظور: "الضّعرس: النّهم الشّديد"7 فكأنه منه أو مرادف له أو تحريف منه، وفي "القاموس"8: الضّغرس بالغين المعجمة.

1 الجمهرة 2/722.

2 المصدر السابق 2/853.

3 المصدر السابق 2/812.

4 الأفعال 2/274.

5 ينظر: التاج (ضعز) 4/46.

6 الجمهرة 2/833.

7 اللسان (ضعرس) 6/120.

(ضعرس)713.

ص: 398

وتقدير الفعل الثلاثي: ضَعُسَ يضعُس، مثل ضَعُف يضعُف، والرباعي ضَعْوَسَ يُضَعْوِسُ وضَعْرَسَ يُضَعْرِسُ.

21 ـ طهش:

الطَّهْش: أن يختلط الرجل فيما أخذ فيه من عمل بيده فيفسده1.

وذكر جماعة من علماء العربية أن فعله أميت، ومنه بناء "طَهْوَشٍ"2 وهو اسم.

وتقدير الفعل: طَهَشَ يَطْهَشُ، مثل: طَهَسَ في الأرض يطهَس، إذا دخل فيها.

22 ـ عتص:

قال ابن دريد: "العَتَصُ: فعله ممات، وهو - زعموا - كالاعتياص، وليس بثبت؛ لأن بناءه لا يوافق أبنية العرب، استعمل الاعتياص، وهو الافتعال من قولهم اعتاص يعتاص اعتياصاً، وهذه الألف أصلها ياء كأنه اعتَيَصَ"3.

وذكر إماتة هذا الفعل "عَتَصَ" الصّغاني4، والفيروز آبادي5 والزبيديّ 6 وهو لا يوافق أبنية العرب؛ لأن العرب تتجنّب التاء بجوار الصّاد، لثقل ذلك، أو تقلب التّاء طاء، كما حدث في تاء الافتعال في اصطفى ونحوه.

1 ينظر: اللسان (طهش) 6/312.

2 ينظر: الجمهرة 2/868، والتكملة والذيل والصلة (طهش) 3/487، والتاج (طهش) 4/320.

3 الجمهرة 1/400.

4 ينظر: التكملة والذيل والصلة (عتص) 4/19.

5 ينظر: القاموس (عتص)803.

6 ينظر: التاج (عتص) 4/405.

ص: 399

وليس العتص من الاعتياص، فهما أصلان مختلفان تماماً فالأول من (ع ت ص) والثّاني من (ع وص) فالتّاء في "لاعتياص"زائدة، وهي تاء الافتعال، والتّاء في "لعتص"أصليّة، وهي عين الكلمة.

وتقدير هذا الفعل الممات: عَتَصَ يعتِص، مثل عَتَمَ يَعْتِم، إذا كفّ عن الشيء بعد المضيّ فيه.

23 ـ عضنك:

العَضَنّك: الغليظ الشّديد من الرّجال، والعجزاء اللفاء من النّساء. وذكر ابن دريد أن فعله1 أميت، وهو رباعيّ، ويجوز أن يكون ثلاثياً بزيادة النّون.

وتقدير الفعل: عَضْنَكَ يَعْضْنِكُ.

24 ـ عظر:

يقال: عَظِرَ الرّجل، أي كَرِهَ الشّيء، وهذا فعل ممات، قال ابن دريد:"جل عِظْيَرّ: كَزّ غليظ، ويقال هو الشيء الخلق، وهذا اسم مشتقّ من فعل قد أميت، وهذا من عَظِرَ الرّجل، إذا كدّه الأمر واشتد عليه، ولا يكادون يتكلمون به ولا يصرّفون له فعلاً".

وأشار ابن منظور إلى إماتة هذا الفعل وأنهم لا يكادون يتكلمون به2. وتقدير الفعل: عَظِرَ يعظَرُ.

1 ينظر: الجمهرة 2/1158.

2 ينظر: اللسان (عظر) 4/583.

ص: 400

25 ـ عقز:

العَقْز: تقارب دبيب النّمل وما أشبهه1، ذكر الزّبيديّ2 أنّ الفعل منه ممات، وتقديره: عَقَزَ يعقز، مثل: عَقَر يَعْقِر.

26 ـ عقس:

العَقَسُ شُجيرة تنبت في الثُّمام3، وكذلك العَوقس، قال ابن دريد:"لعَقسُ فعل ممات، ومنه اشتقاق عَوْقَس، وهو ضرب من النّبت"4.

وتقدير الفعل: عَقِسَ يَعْقَسُ مثل عَكِشَ يَعْكَشُ.

27 ـ عدو أو عندأ:

العِندأوة التواءٌ وعسر وجرأة في الرجل، والعندأو الدّاهية أو الجرئ المقدام من الرّجال. قال الخليل:"يقال عندأوة (فِعللوة) والأصل أميت فعله، لا يدرى أمِنْ عَنْدَى يُعندي أم عدا يعدو، فلذلك اختلف فيه"5.

وذكر الأزهري6 أن فعله ممات، وأنه "دو"يزيادة النون والهمزة، أو أنه من "ندأ".

من الممكن أن نقيس على "دو"في إماتة فعله والاختلاف في تقديره: "لحنطأو"وهو عظيم البطن من الرجال، و"لسّند أو"المقدام، و"لقندأو"الصّلب الشّديد و"لكنثأو"عظيم اللحية.

1 المصدر السابق (عقز) 5/380.

2 ينظر: التّاج (عقز) 4/59.

3 ينظر: اللسان (عقس) 6/144.

4 الجمهرة 2/840.

5 العين 2/215.

6 ينظر: التهذيب 3/118.

ص: 401

28 ـ عهج:

العَوْهَج: الطّويلة العُنُق من الظّباء والظّلمان والنّوق.

قال ابن دريد: "لعَهْج فعل ممات، ومنه اشتقاق: ظبية عَوْهَج، طويلة العنق، الواو زائدة".

وتقدير الفعل: عَهَجَ يَعْهَجُ، وأميت لسبب صوتيّ يأتي بيانه في الباب الثالث إن شاء الله.

29 ـ عهم:

العَهْم فعله ممات، ومنه اشتقاقهم: ناقة عَيْهَم وعَيهامة وعَيْهَمانة، وهي السَّريعة الجرئية على السّير1.

وتقدير الفعل: عَهِمَ يَعْهَم، مثل عَهِدَ يَعهَد.

30 ـ فسط:

أميت فعل "لفَسْط"ومنه اشتقاق الفسيط - كما يقول ابن دريد2، وهو قلامة الظفر، واحدته فسيطة.

وتقدير الفعل: فَسَطَ يَفْسُطُ أو يَفْسِط.

31 ـ فلم:

الفَيلم: الرجل العظيم، والجبان، والعظيم الجُمَّة3.

وقال ابن دريد: "لفَلْم فعل ممات، ومنه اشتقاق الفَيلَم، وهي الجُمَّةُ

1 المصدر السابق 2/954.

2 المصدر السابق 2/835.

3 ينظر: القاموس (فلم)1479.

ص: 402

العظيمة"1 وتقدير الفعل: فَلم يَفْلَم.

32 ـ قدل:

قال أبو بكر: "لقَدْل: فعل ممات، وهو أصل بناء القَنْدَل، والنون زائدة، وهو الصّلب الشّديد، وقال قوم: هو الصّلب الرأس"2.

وتقدير الفعل: قَدُلَ يَقْدُلُ أو يَقْدُلُ، أو قَدِلَ يِقْدَلُ.

33 ـ قعن:

القَيْعون من العشب: نبت على زنة (فيعول) مثل القَيصوم، وهو ما طال منه، يقال اشتقاقه من القعن، وفعله ممات3.

وتقدير الفعل: قَعَنَ يَعْعَن.

34 ـ قلط:

القلطيّ والقُلاط والقيليط: القصير المجتمع من الرجال4،وهو مشتق من فعل ممات كما يقول ابن دريد5.

وتقدير الفعل: قَلَط يقلُط، بمعنى اجتمع الشيء وقَصُر.

35 ـ قنر:

قال ابن دريد: "لقنر فعل ممات، ومنه اشتقاق: رجل قَنَوَّر، وهو السّيّء الخلق الشَّكِسه"6.

1 الجمهرة 2/970.

2 الجمهرة 2/675.

3 ينظر: العين 1/170.

4 اللسان (قلط) 7/385.

5 ينظر: الجمهرة 2/923.

6 المصدر السابق 2/793.

ص: 403

وتقدير الفعل: قَنَر يَقْنُرُ، أو قَنِرَ يَقْنَر.

36-

لخم:

قال ابن دريد: "لخْم: قبيلة من العرب، واشتقاق أصله من قولهم: لَخُم الرجل، إذا كثر لحم وجهه وغَلُظ، وهذا فعل ممات لا يكادون يتكلمون به"1.

وأيد المعجميون ابن دريد، وأشاروا إلى إماتة هذا الفعل2.

وتقدير الفعل: لَخُم يلخُم، كما قال ابن دريد.

37 ـ مدن:

ذكر علماء اللّغة أن المَدن فعل ممات، ومعناه الإقامة والثّبات، وأنّه من قولهم: مدن بالمكان إذا قام به، وبه سمّيت المدينة في لغة هؤلاء.

38 ـ نرز:

النّرز: الاستخفاء من فزع، وبه سمّي الرجل: نَرْزَة ونارزة، وفعله ممات عند بعض المعجميين كابن دريد3، والصّغاني4، وابن منظور5، والزبيديّ6.

وتقديره مع المضارع: نَرَزَ ينرِز، وهو ثقيل - كما ترى - لمجئ الراء

1 المصدر السابق 1/620.

2 ينظر: التكملة والذيل والصلة (لخم) 6/145، والقاموس (لخم) 1494، والتاج (لخم) 9/58.

3 ينظر: الجمهرة 2/711.

4 ينظر: التكملة (نرز) 3/305.

5 ينظر: اللسان (نرز) 5/416.

6 ينظر: التاج (نرز) 4/85.

ص: 404

المتحرّكة بعد النون السّاكنة، وهذا نادر في العربيّة، وهو من أسباب إماتة هذا الفعل، كما سيأتي.

39 ـ هلف:

الرجل الِهلَّوف: الكثير الشّعر الجافي، ومنه لحية هِلّوفة: كثيرة الشعر، ومنه الهَلَف، وهو مشتق من فعل ممات، كما يقول ابن دريد1 والصغاني2، وتقدير الفعل مع مضارعه: هَلِفَ الشعرُ يَهْلَف؛ أي: طال وكثر.

40 ـ وده:

قال ابن دريد: "لوَدْهُ: فعل ممات من وَدِهَ يَوْدَه وَدَها، وأودهني عن كذا وكذا؛ أي: صدّني عنه، وهي لغة قديمة"3.

وأشار جماعة من علماء العربية إلى إماتة هذا الفعل، ومنهم السرقسطي4، وابن سيده5، وابن منظور6.

41-

وذل:

قال ابن دريد: "الوَذْل فعل ممات، ومنه الوذيلة، وهي السبيكة من الفِضّة خاصّة، وقال قوم: بل من الفضة والذهب"7.

وتقدير الفعل: وَذَل يذِل.

1 ينظر: الجمهرة 2/971.

2 ينظر: العباب (هلف)660.

3 الجمهرة 2/689.

4 ينظر: الأفعال 4/282.

5 ينظر: المحكم 4/298.

6 ينظر: اللسان (وده) 13/560.

7 الجمهرة 2/702.

ص: 405