المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأولالممات من أسماء الأيام - موت الألفاظ في العربية

[عبد الرزاق بن فراج الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌التمهيد

- ‌الباب الأول: الممات من الأسماء

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأولالممات من أسماء الأيام

- ‌الفصل الثانيالممات من أسماء الشهور

- ‌الفصل الثالثالممات من أسماء متفرقة

- ‌الفصل الرابعأسماء أميت مفردها

- ‌الفصل الخامسأسماء مصغرة أميت مكبرها

- ‌الباب الثاني: الممات من الأفعال

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأولأفعال أميتت صيغها وتصريفاتها

- ‌الفصل الثانيأفعال اختلف في موتها

- ‌الفصل الثالثأفعال أميت المجرد منها دون المزيد

- ‌الفصل الرابعأفعال أميتت بعض تصريفاتها

- ‌الفصل الخامسأفعال مبنية للمجهول أميت المبني للمعلوم منها

- ‌الباب الثالث: أسباب إماتة الألفاظ

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأولالعامل الصوتي

- ‌الفصل الثاني: العامل الدلالي

- ‌المبحث الأول: زوال المعنى

- ‌المبحث الثاني: الاستغناء

- ‌المبحث الثالث: العامل الديني

- ‌المبحث الرابع: العامل الاجتماعي

- ‌الباب الرابع: إحياء الممات

- ‌الفصل الأول: الحاجة إلى إحياء الممات

- ‌الفصل الثانيموقف العلماء من إحياء الممات

- ‌الفصل الثالثدور مجامع اللغة العربية في إحياء الممات

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌الفصل الأولالممات من أسماء الأيام

‌الفصل الأول

الممات من أسماء الأيام

كانت الأيام في الجاهلية على النّحو التّالي:

الأحد: أول.

الاثنين: أَهْوَن وأَوْهَد، وقالوا: هذا يوم الثُّنَى - أيضاً.

الثلاثاء: جُبار

الأربعاء: دُبار أو دِبار

الخميس: مؤنس.

الجمعة: العروبة، وحَرْبَة - أيضاً.

السبت: شِيار.

ثم أميتت هذه الألفاظ واستخدمت مكانها الأيام المعروفة: السبت والأحد.... ألخ.

وقد جمعها شاعر جاهليّ، فقال1:

أُؤَمّل أن أَعِيشَ وإنَّ يَوْمِي

بأوّلَ أو باهونَ أو جُبارِ

أَوِ التَّالِي دُبارَ2، فإن أَفُتْهُ

فمؤنِسَ3 أو عَرُوبةَ أو شِيارِ

هِيَ الأَيَّامُ دُنيانا عَلَيها

ممَرُّ اللَّيلِ دَأباً والنَّهارِ

1 ينظر: الأيام والليالي والشهور 37، والجمهرة 3/1311، والإبدال لأبي الطيب اللغوي 1/393، والمقاييس 1/159، والإنصاف 2/497.

2 ترك صرف ((دُبار)) للضّرورة، وهو منصرف، وقيل: ترك الصّرف على اللّغة القديمة الميّتة. ينظر: اللسان (عرب) 1/593.

3 ترك صرف ((مؤنس)) للضّرورة، أو على اللّغة القديمة الميّتة. ينظر: اللسان (عرب) 1/593.

ص: 366

أمّا معاني ذلك، فإنهم قالوا للأحد ((أوّل)) لأنهم جعلوه أوّل عدد الأيام، وقالوا للاثنين:((أَهْوَن)) و ((أَوْهَد)) فأهون من الهَوْن وهو السّكون، ومنه قوله تعالى {يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوناً} 1 ويدلّ ((أَوْهَدُ)) على هذا المعنى؛ لأن الوَهْدَة الانخفاض، كأنّهم جعلوا الأوّل أعلى ثم انخفضوا في العدد.

وقالوا للثلاثاء: ((جُبار)) ؛ لأن العدد جُبِرَ به، وقوي إذ حصل به فرد وزوج2، وقيل: هو من الأَرْش: ما يُهْدر، والأَرْش: الدية3.

وقالوا للأربعاء ((دُبار)) لأنه عندهم آخر العدد، وبه يتمّ العقد الأول، ودبر كلّ شيء مؤخره.

أمّا الخميس والجمعة فسمّيت بأشياء تصنع فيها، فاستغنوا بها عن عددها، فقالوا للخميس ((مؤنس)) لأنّه يؤنس به لقربه من الجمعة التي يتأهّبون فيها للاجتماع.

وقالوا للجمعة ((عروبة)) لبيانها عن سائر الأيّام، والإعراب في اللغة: الإبانة والإفصاح. وقيل: من العَرُوبة، وهي المتحبّبة إلى زوجها أو لأن كلمتهم اجتمعت، وبان لهم من الرأي ما كان خافياً؛ فتعربوا واتّفقوا.

وتسمّى الجمعة ((حَرْبة)) أيضاً، لبياضها ونورها وتعظيمها؛ فهي في الأيام كالحَرْبة.

وقالوا للسبت ((شِيار)) من قولهم: شُرت الشّيء إذا أظهرته وبيّنته4.

والعَروبة بالألف واللام، وربّما لم تدخل عليها، قال القطاميّ:

1 سورة الفرقان: الآية 63.

2 ينظر: الأزمنة والأمكنة 1/270.

3 ينظر العين 6/116.

4 ينظر: الأزمنة والأمكنة 279 - 281.

ص: 367