الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1-
اثنان، لا واحد له من لفظه، وقد أميت مفرده فيما نقدّر.
2-
المِذْروان، طرفا الأليتين، ليس لهما واحد، وقيل واحده مِذْري، وفي اللِّسان:((قيل: المِذروان: أطراف الأليتين، ليس لهما واحد، وهو أجود القولين؛ لأنه لو قال مِذرى لقيل في التثنية مِذْريان بالياء للمجاورة)) 1.
ذكره أبو الطيب اللغويّ فيما ليس له مفرد من لفظه2.
3-
هجاجان؛ يقال هم هجاجيه، أي عن يمينه وشماله، ذكر أبو الطّيّب أنه لا واحد له من لفظه3.
4-
دَوَاليك، ومعناه مُداولة بعد مُداولة، قال الزّجَاجيّ:((ولا يفرد له واحد)) 4.
1 اللّسان (ذرا) 14/285.
2 ينظر: المثنّى 59.
3 نفسه 62.
4 أمالي الزّجّاجيّ 130.
الفصل الخامس
أسماء مصغرة أميت مكبرها
من الأسماء ما جرى في العربيّة مصغّراً وأميت مكبّره، مثل: كُعَيت وكُميت، وقد تناوله علماء اللغة في كلامهم في التّصغير1 على وجه من الإيجاز، ومثّلوا له بألفاظ قليلة من أبرزها:
1 -
كُعَيت؛ وهو البلبل، وحُكِىَ عن المبرّد أنّه قال: يشبه البلبل ويقاربه، وقد يصغّر الشيء لمقاربة الشيء كقولهم دُوين ذلك وفويقه، ويقولون في جمعه:
1 ينظر: الكتاب 3/477، والمقتضب 3/233، والأصول في النحو 3/61، والمخصص 14/106، وشرح المفصل لابن يعيش 5/136، والتسهيل 287، والمساعد 3/520.
كعتان؛ لأنّ تقدير مكبّره الممات أن يكون على كُعَت1.
2 -
جُميل، وهو البلبل - أيضاً - لا يستعمل إلا مصغّراً بعد إماتة مكبّره.
3 -
كُمَيت، لون ليس بأشقر ولا أدهم، بين السّواد والحمرة، قال سيبويه:"سألت الخليل عن كُميت، فقال: هو بمنزلة جُمَيل؛ وإنما هي حمرة مخالطها سواد، ولم يخلص؛ فإنما حقّروها لأنّها بين السّواد والحمرة، ولم يخلص أن يقال له أسود ولا أحمر، وهو منهما قريب، وإنّما هو كقولك: دوين ذلك"2.
4 -
الثُّريّا، كواكب في السماء، سمّيت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مرآتها، فكأنها كثيرة العدد بالإضافة إلى ضيق المحلّ، لازمت التّصغير3 بعد إماتة مكبّرها، وهو ((ثَرْوَى)) 4.
5 -
القَصَيرى، وهي أسفل الأضلاع، وقيل: هي الضِّلع الّتي تلي الشّاكلة، وهي الواهنة، وقيل: هي آخر الضّلوع5. استغنى بمصغّرها عن مكبّرها الممات.
6 -
ويكثر ذلك في الأعلام، مثل حُنين، موضع بين الطائف ومكّة، وأمّ حُبين؛ دويّبة على خلقة الحرباء، وهُذيل، وقُريظة، وقصيّ، وطُهيّة، وبُثينة6.
وتكاد تنحصر نظرة علماء العربيّة إلى مكبّر هذه الكلمات في أحد أمرين:
1 ينظر: المخصص 14/106.
2 الكتاب 3/477.
3 ينظر: المساعد 3/520.
4 ينظر: تفسير رسالة أدب الكاتب 87.
5 ينظر: اللسان (قصر) 5/103.
6 ينظر: شرح الكافية الشافية 4/1921.
الأوّل: أنّ المكبّر لم يستعمل أصلاً، ولم ينطق به، وإنّما نطق بالمصغّر ابتداء، فجرى في الكلام دون غيره ((كأنهم في أصل الوضع فهموا تصغيره، فوضعوا اسمه على التّصغير)) 1 وقد نطقوا بهذه الكلمات مصغّرة؛ لأنها عندهم مستصغرة2، والصّغر من لوازمها، فوضعوا الألفاظ على التّصغير)) 3.
قال الرّضي: "وقولهم في جُمَيل وكعيت: جِملان وكِعتان؛ كصِردان ونِغْران تكسير لمكبّريهما المقدّرين، وهما الجُمَل والكُعَت، وإنّما قُدّرا على هذا الوزن؛ لأنه أقرب وزن مكبّر من صيغة المصغّر، فلمّا لم يسمع مكبّراهما قُدّرا على أقرب الأوزان من وزن المصغّر"4.
الثّاني أن المكبّر كان مستعملاً ثم أميت وتُرِك5، واستغنى عنه بالمصغّر، وتنوسي التّصغير فأصبح كالمكبّر.
قال سيبويه: "هذا باب ما جرى في الكلام مصغّراً وترك تكبيره؛ لأنه عندهم مستصغر، فاستغنى بتصغيره عن تكبيره"6 ولا يكادون يلفظون به7.
ومما يقوّي هذا الرأي أنّ المصغّر فرع كالجمع والمثنّى، والمكبّر أصل كالمفرد، والفرع تالٍ والأصل سابق في الوضع، فدلّ هذا على سبق المكبر في الاستعمال.
1 الإيضاح في شرح المفصل 1/584.
2 ينظر: شرح المفصل لابن يعيش 5/136.
3 ينظر: شرح الشافية للرضي 1/280.
4 المصدر السابق 1/280، 281.
5 ينظر: المفصل 206.
6 الكتاب 3/477.
7 ينظر: شرح المفصل لابن يعيش 5/136.
ويقويه - أيضاً - أن للمصغّر قياساً يتّبع في التّصغير، وهو أن يكون على وزن واحد من الأوزان الثلاثة المعروفة، وهي: فُعَيل للثّلاثي وفعيعل للرّباعي، وفعيعيل للخماسي الذي رابعه حرف لين، أو ما حذف منه وعُوّض عن محذوفه، ويتعذر اختيار أحد الأوزان الثّلاثة في التّصغير قبل معرفة المكبّر وعدد حروفه، فدلّ قولهم: جُمَيل وكُعَيت - مثلاً - على معرفتهم بأن المكبر ثلاثي وهو: جُمَل وكُعَت، وليس رباعياً أو خماسياً.