الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لذلك كله ناس يعرفونه. وكذلك يعلمون معنى ما نستغربه اليوم نحن من قولنا: عُبسُور، في الناقة، وعَيْسَجور، وامرأة ضِناكٌ وفرس أَشَقُّ أمقُّ خِبَقٌ ذهب هذا كله بذهاب أهله"1.
16-
عَيْسجُور، وهي الناقة الصلبة، وقيل السريعة القوية، ذكر ابن فارس أنه مما ذهب بذهاب أهله - كما تقدم في النص السابق في الفقرة (15) .
17-
ضِناك، في قولهم: امرأة ضِناك، وهي ثقيلة العجز الضخمة، ذكر ابن فارس أنه مما ذهب بذهاب أهله - كما تقدم في الفقرة رقم (15) .
18-
خِبَقٌّ، في قولهم: فرس: أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ، وناقة كذلك، وهي السريعة، وقيل: خِبقٌّ إتباع، وذكر ابن فارس أنه مما ذهب بذهاب أهله - كما تقدم.
1 الصاحبي 65،66.
الفصل الرابع
أسماء أميت مفردها
وهو نوعان: الجمع، والمثنى، وهما على النحو التالي:
أ – الجمع:
المفرد من الأسماء هو الأصل للجمع، فلكل جمع مفرد مسموع أو مقدّر، قياساً على الكثير الغالب من كلام العرب، وثمّة جموع قليلة لم يوجد من مادّتها مفرد البتة1؛ روى اللحياني عن الأصمعيّ: "أن المطايب والأطايب والمحاسن
1 ثمة خلاف في همزة البتة فهي همزة وصل عند بعض العلماء، وهي همزة قطع عند بعضهم الآخر، وقد بحثتُ في هذه المسألة قبل سنوات، ولم أصل إلى ما أقطع به في ذلك، وأنا أتّبع الأصل فيها، وهو أن الهمزة فيها همزة وصل، وعلى هذا كثير من علمائنا، والذي يكتبها همزة قطع فهو مصيب غير مخطئ.
والمساوئ والمغازي والمقاليد لا يعرف لها واحد"1 وكذلك نسوة وعبابيد وعباديد ومذاكير.
وأغلب الظن أن مفرداتها أميتت فانقرضت2، وظلّت تلك الجموع دليلاً على مفرداتها، ولا خلاف بين العلماء أن المفرد من تلك الجموع مقدر، وأنه يكون عند التقدير على حسب القياس3، ولكنه مهجور في الاستعمال لإماتته، اكتفاء - فيما نقدر - بلفظ الجمع، وهو يسمّى عند بعض العلماء ((المفرد التقديري)) أو ((الخيالي)) أو ((غير الحقيقي)) 4 ولو سمّي المفرد الميت أو الممات أو المتروك لكان صحيحاً.
أما المفردات التي لم يسمع لها جموع، نحو المرء والمرأة، والدّبور؛ وهي ريح الصبا؛ فإنه لا يصح أن يقال: إن تلك الجموع مماتة؛ لأن الجمع فرع والمفرد أصل، ووجود الأصل - وهو المفرد - لا يقتضي وجود الفرع وهو الجمع، ويصح معكوس ذلك لفظاً ومعنى؛ أي أن وجود الفرع في الاستعمال يقتضي وجود الأصل في الاستعمال ولو مرة واحدة قبل الإماتة.
ومن الجموع الّتي أميتت مفرداتها وزالت من الاستعمال5:
1-
الخَلابيس، وهي الأمور التي لا نظام لها، لم يعرف البصريون لها واحداً، وقال البغداديون: خِلْبِيس - كما يقول ابن دريد6.
1 التهذيب 14/40.
2 ينظر: في علم الصرف 125.
3 ينظر: تصريف الأسماء 233.
4 ينظر: المعجم المفصل في النحو العربي 2/1034.
5 ينظر: الكتاب 2/282، 3/23، 256، 379، 275، 425، والجمهرة 3/1271، والمزهر 2/197، وأزاهير الفصحى 256.
6 ينظر: الجمهرة 3/1271.
2-
سَمادير العين، وهو ما يراه المُغْمَى عليه من حُلْم، والمفرد ممات.
3-
معاليق، وهو ضرب من التّمر، والمفرد ممات.
4-
عبابيد وعباديد، وهم الفرق من الناس، والخيل الذاهبون في كل وجه، والمفرد ممات.
5-
تَبَاشير الصّباح، وهي أوائلة الّتي تبشربه، وتباشير النخل بواكيره، والتباشير - أيضاً - البشرى، وأميت مفرده.
6-
التَّعَاشِيب في قولهم: أرض مملوءة بالتعاشيب، وقيل: هو أول ما يظهر من العشب، ويكون متفرقاً، وهو مما أميت مفرده.
7-
تضاعيف الشيء، وهو ما ضُعِّف منه، والمفرد ممات، قال ابن سيده: "ليس له واحد، ونظيره في أنه لا واحد له: تباشير الصبح
…
وتعاشيب الأرض، لما يظهر من أعشابها أولاً"1.
8-
التعاجيب، وهي العجائب، وتعاجيب الدهر: ما يأتي من عجائبه. أميت المفرد.
9-
التماسي، وهي الدواهي، قال أبو عمرو بن العلاء:"لقيت من فلان التماسي، أي الدواهي، لا يعرف واحده"2.
10-
الهزائز، وهي الشدائد، حكاها ثعلب، قال: ولا واحد لها3.
11-
الزآنب، وهي القوارير، ذكر ابن الأعرابي أنّه لا واحد لها4، أي أنّ المفرد ممات.
1 المحكم 1/255.
2 اللسان (مسا) 15/281.
3 ينظر: اللسان (هزز) 5/425.
4 ينظر: التاج (زأنب) 1/384.
12-
مطايب اللحم وغيره: خياره وأطيبه، قال ابن منظور نقلاً عن ابن سيده:"ومطايب اللحم وغيره: خياره وأطيبه؛ لا يفرد، ولا واحد له من لفظه، وهو من باب محاسن وملامح؛ وقيل: واحدها مَطَاب ومَطَابة، وقال ابن الأعرابي: هي من مطايب الرطب، وأطايب الجزور. وقال يعقوب: أطعمنا من مطايب الجزور ولا يقال: من أطايب. وحكى السيرافي أنه سأل بعض العرب عن مطايب الجزور، ما واحدها؟ فقال: مَطْيَب، وضحك الأعرابي من نفسه كيف تكلّف لهم ذلك في كلامه"1.
13-
المحاسن، وهي المواضع الحسنة من البدن، قال ابن سيده:"قال بعضهم: واحدها محسن، وليس هذا بالقوي ولا بذلك المعروف، إنّما المحاسن عند النحويين، وجمهور اللغويين جمع لا واحد له، ولذلك قال سيبويه: إذا نسبت إلي محاسن قلت: محاسنيّ، فلو كان له واحد لردّه إليه في النسب، وإنما يقال: إنّ واحده: حَسَنٌ على المسامحة"2.
14-
ملامح الإنسان: ما بدا من محاسن وجهه ومساويه مفرده: ((مَلْمَحَة)) استغنوا عنه بلمحة، فأميت3.
ب – المثَنَّى:
من المثنّيات في العربيّة ما أميت واحده، وترك في الاستعمال، وهي قليلة منها4:
1 اللسان (طيب) 1/566.
2 المحكم 3/143.
3 ينظر: الكتاب 3/275، 425.
4 ينظر: المثنّى لأبي الطّيّب اللّغويّ 56 - 62.