الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
بيت المقدس
مدينة عربية قديمة. أسسها اليبوسيون الكنعانيون منذ حوالى
خمسة آلاف عام، وسموها أورشليم نسبة إلى شالم، وهو معبود
كنعانى معناه السلام، جاءت تسميتها فى العهد القديم باسم
أورشليم، وهى ليست كلمة عبرية وإنما هى كنعانية الأصل
قبل أن تظهر العبرية، كما أُطلقَ عليها يبوس نسبة إلى
اليوبسيين، من بطون العرب الأوائل فى الجزيرة العربية، وهم
سكان القدس الأصليون وقد نزحوا مع القبائل الكنعانية نحو سنة
(2500ق. م). وترتفع القدس عن سطح البحر المتوسط بنحو (750)
مترًا، وعن سطح البحر الميت بنحو (1150) مترًا، وهى ذات موقع
جغرافى مهم، على هضبة القدس والخليل، وفوق القمم الجبلية.
وللقدس مكانة عظيمة فى نفوس المسلمين، فهى أولى القبلتين،
ومسرى النبى e، مما يجعلها ميراثًا إسلاميّا يجب حمايته
والمحافظة عليه. لم يدخل اليهود القدس إلا فى عهد نبى الله
داود، عليه السلام، الذى جعلها عاصمة له، حتى فتحها نبوخذ
نصر (بختنصر) سنة (586ق. م)، ودمرها، وأجلى اليهود إلى بابل،
ثم فتحها الإسكندر المقدونى سنة (332ق. م)، وتتابع عليها
البطالمة والسلوقيون. وفى عهد الملك السلوقى أنطيوخوس
الرابع أرغم اليهود على اعتناق الوثنية اليونانية، حتى نجح
اليهود فى الاستقلال بأورشليم تحت حكم الحاسمونيين سنة
(135 ق. م)، ثم استولى الرومان على سوريا وفلسطين. وعندما
ثار اليهود من جديد سنة (132 ق. م) استطاع الإمبراطور
هادريانوس إخماد ثورتهم، وخرّب أورشليم، وبنى مكانها
مستعمرة رومانية، حرّم على اليهود دخولها، وأطلق عليها اسم
إيليا كابيتولينا. ولما اعتنق قسطنطين المسيحية، أعاد إلى
المدينة اسم أورشليم، وقامت والدته هيلانة ببناء بعض الكنائس
فيها، ومنها كنيسة القيامة. وعندما فتحها المسلمون، دخلها
الخليفة عمر بن الخطاب أمّن أهلها على أرواحهم واموالهم
وعقيدتهم وكنائسهم، ورفض أن يُصلى فى كنيسة القيامة،
حتى لايتخذها من يأتى بعده سُنّةً. وفى عهد الأمويين بنى عبد
الملك بن مروان قبة الصخرة المشرّفة سنة (72هـ)، ثم أقام الوليد
بن عبد الملك المسجد الأقصى سنة (90هـ)، وواصل التعمير
والتجديد فيها العباسيون، والطولونيون والإخشيديون، ثم
الفاطميون، والسلاجقة، حتى احتلها الصليبيون سنة (492هـ)،
فقتلوا نحو سبعين ألفًا من المسلمين فى مذبحة بشعة،
وأشاعوا الفساد فى القدس ونهبوا كنوزها، ووضعوا الصليب
على قبة الصخرة، حتى عادت على يد القائد صلاح الدين
الأيوبى سنة (583 هـ). وأصبحت القدس فى زمن المماليك مركزًا
من أهم المراكز العلمية فى العالم الإسلامى، ثم تعاقب فيها
العثمانيون حتى تآمرت عليها قوى الغرب الاستعمارية، وسعت
إلى تقسيمها عن طريق وعد بلفور، الذى مهد لسيطرة اليهود
على فلسطين كلها، فتدفقت أعداد كبيرة من شتى أنحاء
العالم، إلى فلسطين عامة، والقدس خاصة حتى ضاقت بهم
المدينة، فتوسعوا خارجها، فيما يسمى بالقدس الجديدة
(الغربية). ومازالت اليهود تصرّ على ضمّ المدينتين، واتخاذ القدس
الموحدة عاصمة لها وصبغها بالصبغة اليهودية، وقد تعرضت
مبانى المدينة للتدمير والتخريب. ويتعرض المسلمون لأشد حملات
العنف والاضطهاد. وكانت جريمتا حرق المسجد الاقصى وإطلاق
النار على المصلين فيما عُرِف بمذبحة الحرم الإبراهيمى من أبشع
الجرائم التى ارتكبت فى حق الإنسانية على مرّ التاريخ. ولم تقف
ممارسات اليهود عند حدّ المذابح والإبادات الجماعية للمسلمين،
فقد تعرض القرآن الكريم والنبى e لإساءات بالغة من
المستعمرين اليهود فى القدس!