الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الإسكندرونة
لواء الإسكندرونة أو سنجق الإسكندرونة هو الاسم القديم
لمحافظة هاتاى الواقعة جنوب تركيا وأقصى الشمال الغربى
من جمهورية سوريا، كانت الإسكندرونة إحدى المدن السورية
حتى سنة (1939 م) حيث ضمت إلى تركيا. والإسكندر الأكبر
المقدونى هو الذى بنى مدينة الإسكندرونة سنة (333 ق. م)
تخليدًا لذكرى انتصاره فى معركة إسوس، وأتاح لها موقعها
الجغرافى أن تكون أحد المنافذ الرئيسية لتجارة الشرق الآتية
من بلاد الفرس والهند حتى فتح قناة السويس. كانت
الإسكندرونة ضمن المناطق العربية التى عقدت بشأنها اتفاقية
سايكس بيكو بين فرنسا وإنجلترا سنة (1916 م)، وكانت من
نصيب فرنسا التى أعلنت الانتداب على سوريا. وكان عدد من
سكان لواء الإسكندرونة تركيًّا؛ لذلك سعى أتاتورك - الذى كان
يسعى إلى كسب ود الشعب التركى - إلى إعادة جميع المناطق
التى تسكنها عناصر تركية إلى تركيا، ونجح فى عقد اتفاقية
سنة (1921 م) مع فرنسا وهى اتفاقية أنقرة التى قدمت فرنسا
بمقتضاها إلى تركيا بعض الامتيازات فى هذا اللواء، منها:
السماح للأتراك بحرية تطوير ثقافتهم، واعتبار اللغة التركية لغة
رسمية. ثم أخذت الحكومة التركية تشجع سكان هذا اللواء
الأتراك على مطالبة فرنسا بالانفصال عن سوريا وعرضت القضية
على عصبة الأمم المتحدة سنة (1936 م)، فأرسلت لجنة لعمل
استفتاء؛ لمعرفة رغبات السكان. وعلى الرغم من أن الاستفتاء
الذى أجرى أظهر أن نسبة الأتراك لاتزيد على (35 %) فإن هذه
اللجنة أوصت بمنح هذا اللواء استقلالاً ذاتيًّا فى شئونه الداخلية
، على أن تتولى عصبة الأمم إدارته، وكانت هذه الخطوة
بموافقة كل من إنجلترا وفرنسا؛ حيث كانتا ترغبان فى كسب
عطف الشعب التركى وتأييده؛ إذ كانت العلاقة تزداد سوءًا
بينهما وبين ألمانيا، وكانت الحرب بينهم على وشك الوقوع
فخشيت هاتان الدولتان من انضمام تركيا إلى ألمانيا. وأحس
السوريون أن ذلك مخطط لاقتطاع جزء من بلادهم؛ فأخذوا
يتصدون للدعاوى التركية، ولكن دون فائدة؛ إذ نجحت تركيا
سنة (1939 م) فى عقد معاهدة مع فرنسا ضمت بمقتضاها هذا
اللواء إليها نهائيًّا، ثم عُرف باسم مقاطعة هاتاى، وهو الآن
محافظة من المحافظات التركية. ولاتزال سوريا تطالب
بالإسكندرونة باعتباره لواءً سُلِبَ منها.