الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهديك من أدب السياسة ما به
…
تبْأَى الملوكُ على الملوك وتَفْضُل
لا تَغْفِل الحَزْمَ الذي بعقاله
…
إبلُ الإمارة والإدارة تُعقل
واجعل صُماتَكَ عِبْرةً فيما مضى
…
وعليه قِسْ مِنْ بعدُ مَا يُستقبل
والأمرُ تحقِرُه وقد يَنْمى كما
…
تَنْمِي الجسومُ على الغِذَاء وتَعْبَلُ
فاحذر صَغِيرَ الأمر ولتحفلْ به
…
وإذا غَفَلْتَ فإنه يستحفل
فالنارُ أولَ ما تكون شرارة
…
والغيثُ بعد رذاذه يسترسل
شاوِرْ إذ الشورى دعتك أولي النهي
…
فخطاب غير أولي النهي لا يَجمل
وأجز المُسِيءَ إذا أساءَ بفعله
…
والمحسنَ الحسنى جزاءً يَعْدِل
وإذا عَدَلْتَ فلا الهوادةُ والهَوَى
…
مِنْ بعده أبداً لديك تُؤمل
ومن استبحت ذمارَه بعقوبةٍ
…
فبغيره من بعدها يُستبدل
وإذا عَقَدْتَ فللغَنا لا للهوى
…
فبكُلِّ قَدُرٍ رتبةٌ لا تُهمل
وصُنْ اللسانَ عن القبيح فربما
…
يمضي اللسانُ بحيث ينبو المُنصُل
وإذا جرحتَ فؤادَ حرٍّ لم تُطِق
…
إدمالَه وبأيِّ شيءٍ يَدْمُل
واقبل وصيةَ من أتى لك ناصحاً
…
واشكرْهُ وهو الكاذب المتحيل
وعلى التثبت في السعاية فاعتمد
…
فمَردُّ أمرٍ فات لا يُسْتَسْهَل
وإذا جنى جانٍ تبيَّنَ جهلُهُ
…
فاحلُمْ عليه فأيْنَ مَنْ لا يجْهَلُ
وارْعَ السوايقَ لا تُضِعْها إنها
…
ديْنٌ يُلام لأجله من يَمْطُلُ
وإذا ترحَّل عن جوارك راحل
…
فانظر بعقلك عنك ماذا يَنْقُلُ
واجعل على السِّيَرِ التي رتَّبْتَهَا
…
عيناً تجيءُ بكل ما يُتَقَوَّلُ
لا تُبْدِ هَوْناً في الشدائد إن عَرَتْ
…
فبقدر ما تُبديه قدرُك يَخْمُلُ
والمالَ خذْهُ بحقِّهِ واعلمْ بأنَّ
…
المالَ للغرضِ البعيد يُوَصِّلُ
وازِنْ به مؤنَ السياسةِ وادَّخِر
…
فضلاً وواز بخرجه ما يدخل
والمنْحُ والمنْعُ اعتبر قسطاسَه
…
فالبُخْلُ والتبذيرُ مما يُرْذَلُ
وعليك بالتقوى وبالخلق الذي
…
ينهى النفوس عن القبيح ويعذِل
واشغَل عن اللذات نفسَك بالذي
…
نفسُ الحكيم به تلذُّ وتُشْغَلُ
وبنو الزمان على سبيل أبيهِمُ
…
إن عزَّ عزوا أو يُذَلُّ تَذَلَّلُوا
بالعفو خُذْ منهم ولا تَكْشِفْ لَهُمْ
…
سِتراً فلستَ على كبير تَحْصُل
ذُمَّ الزمانُ وأهلُهُ مِنْ قَبْلِنَا
…
فمتى حلا أو لذَّ هذا الحنظلُ؟
هذا وعقلُك في الخلافة قدرُه
…
أسنى ورأيُكَ في السياسة أفضل
مولايَ هاضَنِيَ الزمانُ وسامني
…
جوْراً وأنت هو الإمام الأعدل
أَنْحَى عَلَى وَفْرِي وروَّع مأمني
…
ظُلماً وحمَّلَني الذي لا يُحْمَل
وَرَمَى بنا البحرُ المحيط ولو درى
…
مِن دونِهِ مرمىً لقالَ لنا ارحلوا
إِنَّا قُتلنا بالنوى سِيَّانِ مَنْ
…
يُجْلَى عن الأوطان أو مَنْ يُقْتَل
هذا قياسٌ ليس يُدفع حكْمُه
…
من بعدِ ما شَهِدَ الكتاب المُنْزَلُ
أصبحتُ في زغبٍ كأفراخِ القَطَا
…
والماءُ شرطُ حياتِهم والسنبلُ
فإذا سموتُ لقَصْدِهِم لم أسْتَطِعْ
…
وإذا اعتذرتُ إليهِمُ لم يَقْبَلُوا
وأنا الذي ما لي إليك وسيلةٌ
…
أُدْلي بها لِعُلَاكَ أو أتَوَسَّل
أنت الوسيلةُ لِي إليكَ فلا تُضِع
…
قَصْدِي فمثلُكَ مَنْ يقولُ ويَفْعَل
مَا لِي ولا لِبَنِيَّ غيرك رَحْمَةٌ
…
لكنَّ عُذري واضحٌ لا يُجْهَل
خُذْهَا كما شاءَ الخلوص كأنها
…
عقدٌ بألقاب البديع مفصل
أَهْدَى البيانُ بها فرائدَ حكمةٍ
…
يبأى النَّدِيُّ بنشرِها والمحفل
واشكر صنيعَ اللهِ فيك فإِنَّهُ
…
يُنْمِي ثوابَ الشاكرين ويُجْزِلُ
رَجْعُ التاريخ
سياسة البرميخو المغتصب لعرش غرناطة
بعد عبور السّلطان الشرعي محمد الخامس إلى الأندلس