المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صنعة بان آخر - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ١٢

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني عشر

- ‌[تتمة فن الرابع في النبات]

- ‌القسم الخامس من الفنّ الرابع فى أصناف الطّيب والبخورات والغوالى والنّدود والمستقطرات والأدهان والنّضوحات وأدوية الباه والخواصّ

- ‌الباب الثالث من القسم الخامس من الفن الرابع فى العود وأنواعه ومعادنه وأصنافه

- ‌وأمّا أنواع العود ومعادنه وأصنافه

- ‌فأمّا السّنبل الهندىّ

- ‌وأمّا أصله

- ‌أمّا عمل الغوالى

- ‌فأمّا الوقت الذى يصلح أن تعمل فيه

- ‌وأمّا الآلات التى تصلح لعملها وسحق أجزائها فيها

- ‌فمن ذلك غالية من غوالى الخلفاء

- ‌غالية حجّاجيّة تسمّى الساهريّة

- ‌غالية هشام بن عبد الملك- وهى غالية صفراء

- ‌صفة غالية أخرى من كتاب محمّد بن العبّاس

- ‌غالية متوسّطة نسبها التّميمىّ الى كتاب أبى الحسن المصرىّ

- ‌وأمّا عمل النّدود

- ‌صنعة ندّ آخر

- ‌صفة ندّ [آخر] كانت تصنعه لجعفر المتوكّل على الله

- ‌وأمّا الّذى يصنع فى عصرنا هذا بالديار المصرية

- ‌ذكر كيفيّة عمل النّدّ فى وقتنا هذا ومفرداته ومقاديره

- ‌فالنوع الأوّل المثلّث

- ‌وأمّا النوع الثانى- وهو المعتدل

- ‌وأمّا النوع الثالث- وهو السّوقىّ

- ‌ذكر صفة خلط أجزاء النّدّ وتركيبه

- ‌الباب الثامن من القسم الخامس من الفن الرابع فى عمل الرّامك والسّكّ من الرامك والأدهان

- ‌فأمّا عمل الرّامك والسّكّ

- ‌صنعة سكّ آخر

- ‌صنعة رامك وسكّ آخر

- ‌ولنبدأ بذكر دهن البان وحبّه ومعادنه وكيفيّة طبخه

- ‌وأمّا كيفيّة إخراج دهنه

- ‌أمّا الكوفىّ

- ‌وأمّا البان المدنىّ

- ‌صنعة بان آخر

- ‌وأمّا المولّد

- ‌وأمّا دهن الخيرىّ

- ‌فأمّا الأصلىّ الخالص

- ‌وأمّا المولّد

- ‌وأمّا دهن التّفّاح وما قيل فيه

- ‌وأما الأدهان المركّبة العطرة

- ‌صنعة دهن آخر من الكتاب المصنّف للمعتصم بالله

- ‌صنعة دهن آخر يسمّى دهن السيّدة

- ‌صنعة دهن آخر صنع للمأمون من كتاب يوحنّا بن ماسويه

- ‌صنعة دهن برمكىّ مبخّر من كتاب يوحنّا بن ماسويه

- ‌صنعة دهن آخر [كان] يعمل للعبّاس بن محمّد

- ‌صنعة دهن العنبر من كتاب ابن العبّاس

- ‌الباب التاسع من القسم الخامس من الفنّ الرابع فى عمل النّضوحات والمياه المستقطرة وغير المستقطرة

- ‌فأمّا النّضوحات

- ‌صفة عمل نضوح نقلته من كتاب الزّهراوىّ يدخل فى أصناف الطّيب، ويستعمل للشّرب

- ‌وأمّا المياه المستقطرة وغير المستقطرة

- ‌فمنها ماء الجورين

- ‌وأمّا ماء الصّندل

- ‌صفة تصعيد ماء القرنفل

- ‌صفة تصعيد ماء السّنبل

- ‌صفة تصعيد ماء الكافور

- ‌تصعيد ماء الزّعفران عن ابن ماسويه

- ‌تصعيد آخر استنبطه التّميمىّ

- ‌صفة تصعيد ماء الورد الطيّب الّذى يسمّى الغنج

- ‌تصعيد ماء ورد آخر ألّفه التّميمىّ يستخرج من الورد اليابس

- ‌تصعيد ماء ورد ملوكىّ مرتفع عن ابن العبّاس

- ‌تصعيد ماء المسك وماء الورد

- ‌وأمّا تصعيد ماء الخلوق من كتاب الزّهراوىّ

- ‌تصعيد ماء خلوق آخر من كتاب أبى الحسن المصرىّ

- ‌تصعيد ماء خلوق من كتابه أيضا

- ‌وأمّا ماء الميسوس

- ‌وأمّا ماء التّفّاح ونضوحه الّذى يصنع منه

- ‌صنعة عقيد ماء التّفّاح من كتاب أبى الحسن المصرىّ

- ‌صفة نضوح ماء التّفّاح ممّا ألّفه التّميمىّ وركّبه فجاء غاية فى الطّيب

- ‌وأمّا ماء العنب المطيّب والعقيد المصنوع منه

- ‌صنعة أخرى لماء العنب المطيّب من كتاب محمد بن العبّاس

- ‌ذكر الأطعمة النافعة لذلك

- ‌صفة عجّة أخرى

- ‌صفة لون يزيد فى الباه

- ‌صفة هريسة

- ‌صفة لون آخر

- ‌وأمّا الأشربة المركّبة الّتى تزيد فى الباه

- ‌آخر يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة اليابسة

- ‌صفة شراب آخر

- ‌صفة شراب آخر

- ‌ذكر الأدوية المركّبة النافعة لزيادة الباه وتغزير المنىّ

- ‌صفة‌‌ دواء آخر

- ‌ دواء آخر

- ‌ذكر‌‌ دواء آخرعجيب الفعل فى زيادة الباه

- ‌ دواء آخر

- ‌صفة دواء آخر يزيد فى الباه، ويصفّى اللّون، وينفع الكبد والمعدة

- ‌دواء آخر يهيج شهوة الجماع ويصلح لمن انقطعت شهوته فإنّه يقوّيها، ويزيد فيها

- ‌دواء آخر

- ‌صفة دواء آخر عجيب الفعل

- ‌صفة لبانة تمضغ تزيد فى الباه، وتنعظ إنعاظا شديدا، وتهيج فلا يسكن حتّى تنزع من فم الماضغ

- ‌صفة جوارش يقوّى الباه وبزيد فى الشّهوة

- ‌صفة جوارش التّفّاح، يقوىّ المعدة ويزيد فى الباه

- ‌ذكر المربّيات المقوّية للشّهوة والمعدة والباه

- ‌صفة عمل الرّاسن» المربّى، وهو مسخّن للكلى والظّهر محرّك لشهوة الباه

- ‌صفة عمل الجزر المربّى الّذى يزيد فى الباه

- ‌صفة عمل التّفّاح المربّى

- ‌ذكر السّفوفات الّتى تزيد فى الباه فمن ذلك صفة سفوف

- ‌سفوف آخر يزيد فى الباه

- ‌ذكر الحقن والحمولات المهيّجة للباه والمغزرة للمنىّ والمسمّنة للكلى

- ‌صفة حقنة أخرى تغسل الأمعاء

- ‌صفة حقنة تسمّن الكلى وتزيد فى الباه

- ‌صفة حقنة أخرى تسمّن الكلى وتزيد فى الباه

- ‌صفة حقنة أخرى تنفع من انقطاع الجماع، وتقوّى الشهوة وتسخّن الكلى، وتزيد فى الباه زيادة حسنة

- ‌صفة حقنة أخرى

- ‌صفة حقنة أخرى من كتاب الرّازىّ تهيج الباه

- ‌وأمّا الحمولات الّتى تحدث الإنعاظ الشديد

- ‌صفة أخرى

- ‌‌‌صفة أخرى

- ‌صفة أخرى

- ‌صفة أخرى

- ‌ذكر المسوحات والضّمادات الّتى تزيد فى الباه، المقويّة للذّكر صفة مسوح يمرخ به القضيب فيهيج شهوة الجماع ويزيد فى الباه

- ‌صفة مسوح آخر يمرخ به الذّكر والعانة، يزيد فى الإنعاظ ويسخّن الكلى والمثانة

- ‌مسوح آخر يمرخ به الذّكر يزيد فى الإنعاظ

- ‌مسوح آخر ملوكىّ

- ‌مسوح آخر ينعظ ويزيد فى الباه، ويعين على الجماع إذا مرخ به القضيب والعانة

- ‌‌‌مسوح آخر

- ‌مسوح آخر

- ‌‌‌‌‌مسوح آخريلطخ به الذّكر المرخى القليل القيام

- ‌‌‌مسوح آخر

- ‌مسوح آخر

- ‌‌‌مسوح آخر

- ‌مسوح آخر

- ‌وأمّا الضّمادات التى تزيد فى الباه وتعين على الجماع

- ‌صفة ضماد يجعل على الظّهر، يزيد فى الباه، ويقوّى الإنعاظ

- ‌صفة ضماد يجعل على الإبهام من الرّجل اليمنى، يزيد فى الباه ويقوّى الجماع

- ‌ذكر الأدوية الملذّذة للجماع

- ‌صفة دواء آخر

- ‌صفة دواء آخر يزيد فى اللّذّة عند الجماع

- ‌صفة دواء آخر يحدث من اللّذّة ما لا يوصف

- ‌‌‌صفة دواء آخريزيد فى اللّذّة

- ‌صفة دواء آخر

- ‌ذكر الأدوية الّتى تعظّم الذّكر وتصلّبه

- ‌فمن ذلك صفة دواء يعظّم الذّكر ويصلّبه ويعين على الجماع

- ‌صفة دواء آخر يعظّم الذّكر ويحسّن منظره

- ‌صفة‌‌ دواء آخرلذلك

- ‌ دواء آخر

- ‌‌‌صفة دواء آخر

- ‌صفة دواء آخر

- ‌ذكر الأدوية الّتى تضيّق فروج النّساء وتسخّنها وتجفّف رطوبتها

- ‌فمن ذلك صفة دواء يضيّق الفرج

- ‌صفة دواء آخر

- ‌صفة دواء آخر فيه منافع

- ‌صفة‌‌‌‌ دواء آخريضيّق القبل

- ‌‌‌ دواء آخر

- ‌ دواء آخر

- ‌دواء آخر

- ‌وأمّا الأدوية الّتى تسخّن القبل

- ‌دواء آخر مثله

- ‌صفة دواء آخر

- ‌وأمّا الأدوية الّتى تجفّف رطوبة الفرج

- ‌‌‌صفة‌‌ دواء آخرمثله

- ‌صفة‌‌ دواء آخر

- ‌ دواء آخر

- ‌دواء آخر

- ‌دواء آخر مثله

- ‌صفة قرص حادّ يقطع الصّنان

- ‌دواء آخر يقطع رائحة العرق

- ‌صفة دواء آخر يذهب رائحة الإبط، ولا يحتاج بعده إلى دواء آخر

- ‌صفة دواء آخر يطيّب البدن، وينفع أصحاب الأمزجة الحارّة

- ‌صفة دواء آخر يقطع العرق، وينفع أصحاب الأمزجة الحارّة

- ‌ذكر الأدوية الّتى تجلو الأسنان من الصّفرة والسواد وتطيّب رائحة الفم والنّكهة

- ‌سنون آخر

- ‌صفة سنون آخر يقوّى الأسنان ويجلوها

- ‌وأمّا الأدوية الّتى تطيّب رائحة الفم والنّكهة- فمنها دواء

- ‌صفة حبّ آخر يزيل البخر

- ‌صفة حبّ آخر ينفع من البخر

- ‌صفة دواء آخر

- ‌صفة حبّ آخر ملوكىّ ذكره التّميمىّ فى كتابه، وقال: إنّه أخذه عن أحمد بن أبى يعقوب؛ وهو:

- ‌صفة حبّ آخر مثله يطيّب النّكهة، ويستعمل كما تقدّم أيضا

- ‌ذكر الأدوية الّتى تعين على الحبل، والأدوية الّتى تمنعه

- ‌صفة دواء آخر

- ‌‌‌دواء آخر

- ‌دواء آخر

- ‌صفة دواء آخر وهو من الأسرار

- ‌‌‌وأمّا الأدويةالتى تمنع الحبل

- ‌وأمّا الأدوية

- ‌دواء آخر مثله

- ‌صفة دواء آخر يفعل فعل ما تقدّم

- ‌ذكر الأدوية الّتى تنقص الباه وتمنع من الجماع وتسكّن الشهوة وهذه الأدوية منها مفردة ومنها مركّبة

- ‌أمّا المفردة

- ‌وأمّا المركبّات- فمنها أغذية وأدوية

- ‌أمّا الأغذية

- ‌وأمّا الأدوية

- ‌‌‌صفة دواء آخريقطع شهوة الجماع البتّة، وهو من الخواصّ

- ‌صفة دواء آخر

- ‌ذكر الخواصّ المختصّة بالنساء والنكاح الّتى استقرئت بالتجربة

- ‌خاصّيّة من خواصّ الهنود

- ‌سرّ آخر

- ‌سرّ آخر لجعفر الطّوسىّ

- ‌ذكر نبذة من خواصّ الحروف والأسماء

الفصل: ‌صنعة بان آخر

الأسود، يطبخونه بكلّ واحد من هذه الأصناف أيّاما مع الماء الصافى؛ ثم يبرّد ويطبخ بالصّنف الآخر حتّى ينتهى- على ما نصفه إن شاء الله [تعالى]- إلّا أنّ هذا الدّهن لا يصلح للغوالى، لأنّه يتغلّب على روائح العنبر والمسك بروائح الأفاويه وحدّتها، فلا تستعمله الملوك إلّا أن تدهن به أيديها فى الشتاء، وتستعمله النساء فى أطيابهنّ وخمرهنّ.

‌صنعة بان آخر

- قال التّميمىّ فيه: هذا بان ركّبته أنا، واخترعته رأيا من ذات نفسى، فجاء غاية فى الطّيب؛ وهو أن ينقّى من حبّ البان البالغ فى شجره ما كان قشره يضرب إلى السواد، فتنقّى منه مقدار ما يخرج لك من الدّهن زيادة على ثلاثين منّا، وذلك يخرج من مائة منّ من الحبّ البالغ إذا طحن وطبخ وأحكم طبخه- على ما قاله أبو عمران موسى اليهودىّ المعروف بالبانىّ «1» . وقال أبو سعيد اليهودىّ العطّار- وكان عالما بعمل البان وعلاجه وطبخه-: إنّ الكيلجة الفلسطينيّة تخرج منا «2» من الدّهن، وكلّ كيلجة وربع نصف ويبة بالكيل المصرىّ والويبة سدس إردبّ، فتجعل من الثلاثين منا عشرين منا أوّلا، وعشرة أمناء ثانيا.

قال: فاذا حصّلت من حبّ البان ما يخرج لك ذلك، وطحنته، وجمعت

ص: 83

دهنه كما تقدّم، تعمد الى قدر برام «1» لم يدخلها شىء من الدنس، تسع أربعين منا- فتصبّ فيها من دهن البان عشرين منّا بعد أن يجلس «2» ، وتصفّيه؛ ثم تعمد الى منوين من السّليخة «3» الحمراء تكون قضبانا دقاقا، فتغلى لها من الماء فوق غمرها، وتصبّه عليها فى إناء غضار «4» أو صفر، وتكمر «5» الإناء ليرجع بخار الماء اليها وتتركها منقوعة يوما وليلة، أو يومين. ورأى أبو سعيد أن تغلى على النار بعد نقعها ثم يصفّى ماء السّليخة على دهن البان، وتعاود بماء ثان فتغلى به أيضا حتى تخرج قوّتها، وتصفّيه على دهن البان أيضا، وتطبخه حتى ينشف الماء ويبقى الدّهن فترفعه فى قراريب «6» بعد ترويقه؛ ثم تعمد إلى السّليخة فتغمرها بماء ثالث «7» ، وتطبخها به

ص: 84

طبخة خفيفة لتستخرج قوّتها، ثم تصفّيها، وتطبخ بالماء الّذى يخرج منها العشرة «1» أمناء البان الثانية، وتعزلها فى قراريب «2» مفردة؛ فإن كانت السّليخة قد ضعفت بعد استخراجك منها الماء الأوّل فقوّها بنصف منّ آخر لتطيّب به العشرة أمنان الثانية؛ وكذلك تفعل فى كلّ نوع من الأنواع التى نذكرها إذا استخرجت ماءه الأوّل ورأيته يضعف عن أن يطيّب البان الثانى فقوّه بشىء منه طرىّ، ثم تنقع من السّليخة»

الحمراء التّفّاحيّة المنسوفة منّا ونصف منّ فى ماء حارّ يوما وليلة، ثم تغليه وتصفّيه على العشرين منّ «4» بان المطبوخة بالسّليخة فى القدر، ثم صبّ عليه من الماء ما تكمّله به حتى يصير الماء نظير الدّهن، واطبخه على الرسم حتّى ينشف الماء ويبقى الدّهن فأعده فى قراريبه، ثم انقع السّليخة أيضا فى ماء ثان، وقوّها إن ضعفت، واطبخ بها العشرة أمناء الدّهن الثانية كما تقدّم؛ ثم برّده، وأعده فى قراريبه؛ ثم خذ من قرفة «5»

ص: 85

القرنفل الحارّة الذّكيّة منوين فدقّهما تهشيما، ثم اغل لهما عشرين منا من الماء وصبّه عليهما، واكمره «1» بالغطاء يومين وليلتين، ثم اغله بهما غلية واحدة، وصفّه على البان الأوّل، واطبخه نصف يوم حتّى ينشف الماء ويبقى الدّهن، فبرّده، وأوعه وأحكم سدّه، وانقع القرفة أيضا بماء حارّ، وقوّها بربع منّ، ودعها يوما وليلة ثم اغلها، وصفّ ماءها على البان الثانى حتّى ينشف الماء ويبقى الدّهن، فبرّده وأعده إلى ظروفه، وأحكم سدّها.

قال: فإن أحببت أن ترفعه بالقرنفل- وهو أفضل-، فخذ من القرنفل الجيّد

ص: 86

الحبّ المنسوف نصف منّ، فهشّمه، واغل له من الماء عشرين منا، وصبّه عليه وهو حارّ، وغطّه يومين وليلتين، ثم صفّه على البان الأوّل فى القدر، واطبخه به وافعل فى طبخه نحو ما تقدّم؛ وانقع القرنفل المسلوق فى سبعة أمناء من الماء الحارّ ثم اغله، واطبخ به البان الثانى كما تقدّم؛ ثم خذ من البسباسة «1» الحمراء نصف منّ فانقعها فى عشرة أمنان من الماء الحارّ يوما وليلة، وصفّ الماء على البان، واطبخه به كما تقدّم، وافعل فى البان الثانى كما تقدّم، ثم يطبخ بماء الورد بعد البسباسة؛ ثم خذ من الورد الفارسىّ الأحمر المنقّى من أقماعه منوين، واغل لهما من الماء الصافى عشرين منا، وصبّها عليهما، واكمره بما يردّ بخاره فيه، ودعه فيه يومين ثم صفّه على البان الأوّل من غير أن تغليه، واطبخه به على الرسم، وصبّ على الورد عشرة أمناء من الماء الحارّ، وقوّه بنصف منّ من الورد الطرىّ، وصفّه على البان

ص: 87

الثانى، واطبخه به كما تقدّم؛ ثم خذ من السّنبل «1» العصافير الجيّد منا واحدا، واغل له من الماء عشرين منا، وصبّه عليه، واكمره بما يردّ بخاره فيه يومين؛ ثم اسلقه سلقة خفيفة، وصفّه على البان الأوّل، واطبخه على الرسم، وقوّ السّنبل بثمن منّ وانقعه يوما وليلة فى ثمانية أمنان من الماء؛ واغله على النار، وصفّه على البان الثانى، واطبخه به كما تقدّم؛ ثم خذ من الهرنوة «2» منّا وربع منّ فهشّمه «3» ، واغل له من الماء عشرين منا، وصبّه عليها «4» ، واكمره حتّى ينعكس بخاره اليها، واتركه يومين وصفّه على البان الأوّل، واطبخه به؛ ثم قوّ الهرنوة بثمن منّ منها، وانقعها فى عشرة أمناء من الماء الحارّ؛ وصفّه على البان الثانى، واطبخه به كما تقدّم؛ ثم خذ من الصّندل الأصفر المقاصيرىّ «5» الدّسم منا وأوقيّتين، واخرطه خرطا رفيعا على نطع واجعله فى سفن «6» ، واغل له عشرين منا ماء، وصبّه عليه، واكمره يومين وليلتين، ثم اغله به، وصفّه على البان الأوّل فى القدر، واطبخه به حتّى ينشف الماء، وبرّده، وأعده إلى ظروفه؛ ثم قوّ الصّندل بأوقيّتين، وانقعه يوما وليلة واغله؛ ثم صفّه على البان الثانى، واطبخه به نحو ما تقدّم؛ ثم خذ من العود

ص: 88

الأسود السّنّ نصف منّ أو ثلثى منّ إن أحببت فانقعه فى الماء الحارّ، واتركه فيه ثلاثة أيّام وثلاث ليال، ثم اغله على النار، وصفّه على البان الأوّل، وثنّ العود وثلّثه بالماء الحارّ والغليان، واجمع ماءه الثانى والثالث، وصبّهما على البان الأوّل واطبخه بالمياه الثلاثة حتى ينشف الماء ويبقى الدّهن، ثم برّده وأعده إلى ظروفه ثم اغل العود بخمسة أمناء ماء غليانا جيّدا، واطبخ به البان الثانى حتّى ينشف الماء ويبقى الدّهن، فبرّده وأودعه فى ظروفه.

قال: فهذا البان الأوّل الذى لا بعده، والثانى الذى دونه، ولم يبق إلّا نشّه «1» بالمسك وسكّ المسك، على ما نصف إن شاء الله تعالى.

قال التّميمىّ: ورأيت أبا سعيد العطّار يؤثر أن يهشّم القرفة والقرنفل والهرنوة، ويجمع ذلك مع السّنبل فى إناء كبير، ويصبّ عليه من الماء الحارّ ثلاثين منّا، وينقعه فيه يومين وليلتين، ثم يصفّى ويعزل، ويصبّ على الأفواه «2» ماء حارّا عشرين منّا، ويصفّى على الماء الأوّل فى سفن «3» ؛ ثم يطبخ به البان الأوّل فى ثلاث سقيات وهو على النار، كلّما نشف ثلث الماء صبّ عليه الثلث الآخر فإذا انتهى يبرّد ويوعى فى ظروفه حتى تثنّى الأفواه بماء ثان للبان الثانى، وتطبخ به على الرسم.

ص: 89

وقال: هذا أروح وأخفّ مؤونة من تكرار الطبخ بكلّ نوع على حدته إلّا الصّندل والعود، فإنّه لابدّ من طبخهما بماء، كلّ منهما على الانفراد.

قال: ورأى سعيد بن عمّار البانىّ وأبو عمران بن الحارث البانىّ أن يطبخ البان بالماء والأفاويه جميعا بعد نقعها، ولا يصفّى الماء عنها.

وقالا: طبيخه بالأفاويه مع الماء أقوى له، لأن «1» البان ينمحق «2» فى الأفاويه.

وقال سعيد بن عمّار: تسلق الأفاويه بعد إخراجها من البان، كلّ صنف منها على انفراده، ويؤخذ ماء كلّ صنف منها على حدته، ويترك بما بقى فيه من البان ويعجن به السّكّ «3» كما ذكرناه قبل.

قال التّميمىّ: وأنا أرى عجن السّكّ بأفواه «4» قويّة منقوعة خيرا وأفضل. وقال:

عرضت هذه النّسخة «5» التى اخترعتها- وهى الّتى تقدّم ذكرها- على أبى عمران موسى بن الحران البانىّ فعجب من ذلك، وقال: والله إنّ هذه الطريق لطريقى فى عمل البان وطريق كلّ حاذق، ما عدوت منها شيئا، وما كنت أظنّ أحدا يصل إلى علم مثل هذا من عند نفسه من غير أن يأخذه عن صانع؛ [والله أعلم] .

ص: 90

صفة نشّ «1» البان على رأى ابى عمران البانىّ

قال أبو عمران: إذا أردت (نشّ) البان فاسحق للعشرين منّا منه بعد أن يبرد ويجلس «2» من المسك التّبّتىّ مثقالين، ومن سكّ المسك المرتفع أربعة مثاقيل وانخلهما بحريرة، واعجنهما بماء ورد، ثم حلّهما بماء الورد بعد عجنهما حتى يصيرا مثل الحساء، وصبّهما على البان «3» الذى تريد نشّه فى قدر جديدة معدّة للنّشّ واجعله على الكانون الذى يسمّونه (نافخ نفسه «4» ) ، أو غيره، وأوقد تحته بنار فحم، وحرّكه بقصبة فارسيّة دائما وهو يغلى حتى ينشف ماء الورد، وعلامة ذلك أن يعلق المسك والسّكّ برأس القصبة مثل الشّمع أو مثل الغالية، فأنزله عند ذلك عن النار واتركه حتّى يبرد، وارفعه.

وأمّا نشّه على ما ورد فى كتاب «5» العطر المؤلّف للمعتصم بالله-

فهو أن تأخذ من البان الأصلىّ الأوّل الجيّد رطلين، فتجعلهما فى طنجير برام جديد لم يدخله شىء غير البان، ثم خذ لهما من السّكّ «6» المثلّث المرتفع أوقيّة، ومن العود

ص: 91

الهندىّ أوقيّة، واسحق كلّ واحد منهما، وانخله بحريرة، ثم اعجنهما بماء الورد حتّى يصيرا أرقّ من الحساء المصنوع من الدقيق، وصبّهما على البان فى الطّنجير وارفعه على نار ليّنة حتى يغلى غليانا رفيقا وأنت تحرّكه دائما بأنبوبة قصب فارسىّ حتّى ينشف ماء الورد، ويعلق السّكّ والعود برأس الأنبوبة، فأنزله حينئذ عن النار، ودعه حتّى يبرد، وصفّه فى إنائه، ثم انزع ما فى أسفل الطّنجير من السّكّ والعود بزأس سكّين، أو بملعقة من حديد، واعزله لعمل الغالية؛ ثم اغسل الطّنجير غسلا جيّدا، وجفّفه، وأعد اليه البان الّذى نششته بالسّكّ والعود، واسحق للرّطلين من المسك أوقيّة، ومن العنبر الشّحرىّ أوقيّة، وانخل المسك بحريرة صفيقة، والعنبر بخامة «1» ، ثم اجمعهما على الصّلاية، واسحقهما جميعا، ثم حلّهما بماء الورد مثلما حللت السّكّ والعود، وصبّهما فى الطّنجير على البان، وارفعه على نار ليّنة، وأدم تحريكه بأنبوبة القصب. ولا تغفل عن تحريكه، وتكون ناره الآن ألين من النار الأولى التى نششت بها السّكّ والعود، فاذا نشف ماء الورد وتعلّق المسك برأس القصبة، فأنزله عن النار، وبرّده، وارفعه.

قال: ونشّ على أثره بما بقى فى الطّنجير من ثفل «2» المسك والعنبر بانا ثانيا يكون دون الأوّل.

وأمّا دهن الزّنبق «3» وما قيل فيه

- فمنه أصلىّ خالص، ومنه مولّد؛ فأمّا الخالص فمعروف، ولم أقف على كيفيّة عمله فأذكرها.

ص: 92