الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من بالموانى مراكبهم، ولا يرون من فيها، فإذا شاهدوها أخلوا الفرضة والمينا من عشيّة، ولا يظهر منهم أحد بها، فيأتى أصحاب تلك المراكب إلى المينا وينقلون جميع ما معهم الى الفرضة، ويفرد «1» كلّ تاجر منهم بضاعته، ويتركونها ويخرجون فيقفون على مراسيهم، ويصبح أهل المدينة فيأتون الى تلك البضائع، [ويجعلون «2» الى جانب كلّ بضاعة بضاعة نظيرها، ويتركونها، ويخلون الفرضة، فيعود التجّار وينظرون الى ما جعل لهم بدل بضائعهم، فمن رضى بالعوض أخذه وترك بضاعته ومن لم يرض به تركهما جميعا؛ ويصبح أهل المدينة فيأتون إلى تلك البضائع] فما وجدوه منها قد أخذ عوضه علموا أنّ صاحبه رضى بالبيع، وما وجدوه باق هو وعوضه علموا أنّ صاحب البضاعة لم يرض بالعوض، فيزاد حتّى يرضى؛ فهذا دأبهم مع الذين يجلبون العود، وليس فيهم من رآهم. وحكى الحاكى، أنّه حكى أنّ بعض أهل المدينة كمن لهم فى مكان يراهم منه ولا يرونه، فرأى وجوههم وجوه كلاب، وبقيّة أجسامهم أجسام الآدميّين.
وأمّا أنواع العود ومعادنه وأصنافه
- فهو أنواع كثيرة، وأصناف متباينة؛ فأفضله وأجلّه وأنفسه المندلىّ، وهو الهندىّ؛ وإنّما سمّى المندلىّ نسبة الى معدنه «3» .
«والمندلىّ هو «1» الهندىّ» . قالوا: وهو يجلب من ثلاثة مواضع من أرض الهند، فأفضل ذلك القامرونىّ، وهو ما جلب من القامرون؛ والقامرون «2» : مكان مرتفع من الهند. وقيل: بل هو منسوب إلى نوع من شجر العود يسمّى القامرون وهو أغلى العود ثمنا، وأرفعه قدرا. قال: وهو قليل لا يكاد أن «3» يجلب إلّا فى [بعض «4» ] الحين؛ وهو عود رطب جدّا، شديد سواد اللّون، رزين، كثير الماء. وقال الحسين بن يزيد السّيرافىّ فى (أخبار الهند) : إنّ الصنم المعروف بالمولتان «5» - وهو بقرب المنصورة «6» - يقصده الرجل من مسيرة ثلاثة أشهر يحمل على ظهره أفخر العود الهندىّ
والقامرونىّ. قال: وقامرون: بلد يكون فيه فاخر العود، ويتجشّم الهندىّ المشقّة فى حمله حتى يأتى به إلى هذا الصنم فيدفعه إلى السّدنة ليبخّروا به الصّنم، وإنّ هذا العود القامرونىّ فيه ما قيمة المنّ «1» منه مائتا دينار؛ وإنّه ربّما ختم عليه فانطبع وقبل الختم [للينه «2» ] . قال: والتّجار يبتاعونه من هؤلاء السّدنة؛ ولمّا غلب المسلمون على المولتان «3» قلعوا هذا الصنم وكسروه، فأصابوا تحته من هذا العود، فأخذوه.
والصّنف الثانى من الهندىّ، السّمندورىّ، ويجلب من بلاد سمندور «4» ، وهى «5»
بلد سفالة «1» الهند؛ والسّمندورىّ يتفاضل، فأجوده الأزرق، الكثير الماء، الصّلب الرزين، الذى يصبر على النار؛ ومن الناس من يفضّل الأسود على الأزرق، ومنهم من يفضّل الأزرق على الأسود؛ وتكون القطعة الضّخمة منه منّا «2» واحدا، ويسمّى لطيب رائحته ريحان العود؛ وأفضل العود بعد السّمندورىّ [العود] القمارىّ ويؤتى به [من] قمار «3» ، وهى أرض سفالة الهند؛ وهو أيضا يتفاضل؛ وأجوده الأسود والأزرق، الكثير الماء، الرزين الصّلب، الذى لا بياض فيه، ويبقى على النار ويكون فى القطعة منه نصف رطل الى ما دون ذلك. قال أحمد بن أبى يعقوب:
وله سنّ نضيج جيّد، كثير الماء. قال: ولا يجتمع فى صنف من أصناف العود ما يجتمع فى العود الهندىّ من الحلاوة والمرارة والخمرة «4» والبقاء والصبر على النار.
وحكى محمد بن العبّاس المسكىّ فى كتابه فى سبب تفضيل العود الهندىّ وتقديمه على غيره، واستعمال الخلفاء له، فقال: العود الهندىّ أرفع أجناس العود وأفضلها
وأجودها، وأبقاها على النار، وأعبقها بالثياب. قال: ولم تكن التّجار تجلبه فى الجاهليّة ولا ما بعدها، إلى آخر أيّام بنى أميّة، ولا ترغب فى حمله، لأجل المرارة التى فى رائحته؛ وإنّما كانت الأكاسرة تتبخّر بالمندلىّ والقمارىّ «1» والسّمندورىّ والصّنفىّ لشدّة حلاوة روائحها. وزعم أنّ تلك الحلاوة تولّد القمل فى الثّياب. قال:
ولم يكن الهندىّ يعرف فى هذه الأمصار، ولا كانت التّجّار تجلبه مع معرفتها بفضله فلمّا كان فى آخر أيّام الدّولة الأمويّة عند ما كثر الاختلاف بينهم، وقلّت الأموال فى أيديهم، شرعوا فى مصادرات الرّعايا، وأخذوا الأموال من غير وجوهها وتعرّضوا إلى أموال الأوقاف والأيتام، فتعرّض ولاة خراسان لبرمك ولولده وطالبوهما بالأموال، وكان تحت يد برمك أوقاف جليلة، فهرب هو وولده من أعمال خراسان الى بلاد الهند، فأقاموا بها الى أن ظهرت الدّولة العبّاسيّة، فرأى الحسين بن برمك طيبة العود الهندىّ وزهد التّجّار فيه، فاستجاده، واشترى منه واستكثر؛ ثم قدم خالد بن برمك وأخوه الحسين وأهلهما على المنصور أبى جعفر لمّا أفضت الخلافة اليه، فاصطنعهم وأدناهم وقرّبهم؛ فدخل الحسين يوما على المنصور وهو يتبخّر بالعود القمارىّ، فأعلمه أنّ عنده ما هو أطيب منه رائحة [وأنه «2» حمله معه من الهند؛ فأمره المنصور بحمل ما عنده منه، فحمله اليه، فآستجاده المنصور، وأمر أن يكتب إلى الهند فى حمل الكثير منه، ولم تكره تلك المرارة
والزّعارّة «1» التى فى رائحته] ، لأنّها تقتل القمل، وتمنع من تكوّنه فى الثّياب؛ وله عبق بالثياب وبقاء فيها. قال: فلمّا اختارت الخلفاء والملوك العود الهندىّ وآثرت البخور «2» به، سقط قدر ما عداه من أصناف العود، وعزّ العود الهندىّ. قال محمد ابن أحمد: وبعد العود القمارىّ فى الفضل والجودة العود القاقلّىّ، ويجلب من جزائر فى بحر قاقلّة، وهو عود دسم له بقاء فى الثياب، وفى ريحانيّة «3» خمرة «4» ؛ وهو حسن اللّون شديد الصّلابة، إلّا أنّ قتاره «5» ربّما تغيّر على النّار، فينبغى أنّه إذا استعمل وبخّر به لا يستقصى إلى أن تنتهى النّار إلى القتار. قال ابن أبى يعقوب: وبعد العود القاقلّىّ العود الصّنفىّ، ويجلب من بلد يقال له الصّنف بناحية الصّين؛ وبين
الصّنف والصّين جبل لا يسلك، وهو أجلّ «1» الأعواد وأبقاها فى الثياب؛ ومنهم من يفضّله على القاقلّىّ، ويرى أنّه أطيب وأعبق وآمن من القتار؛ ومنهم أيضا من قدّمه على القمارىّ. قالوا: وأجود الصّنفىّ الأسود، الكثير الماء، ويكون فى القطعة منه المنّ «2» والأكثر والأقلّ. قالوا وشجر العود الصّنفىّ أعظم من شجر الهندىّ والقمارىّ. وبعد الصّنفىّ العود الصّندفورىّ. ويجلب من بلد الصّندفور «3» .
ويقال: إنّه صنف من الصّنفىّ، إلّا أنّه ليس بالقطع الكبار؛ وهو حلو الرائحة حسن اللّون، رزين صلب، لا حق بقيمة الجيّد من الصّنفىّ. وبعد الصّندفورىّ العود الصّينىّ، وهو عود حسن اللّون، أوّل رائحته يشاكل رائحة الهندىّ، إلّا أنّ
قتاره «1» غير محمود، وأفضله نوع منه يسمّى القطعىّ «2» ، وهو رطب حلو، طيّب الرائحة؛ ويؤتى به من الصّين؛ وتكون القطعة منه نصف رطل وأكثر وأقلّ.
قال أحمد بن أبى يعقوب: ومن العود أيضا صنف يسمّى القشور، رطب أزرق؛ وهو أعذب رائحة من القطعى، ودونه فى القيمة. قال: ومن الصّينىّ أيضا أصناف أخر، وهى دون كلّ هذه الأصناف: منها المنطائىّ «3» ، وهو المانطائىّ قطعه كبار ملس سود، لا عقد فيها، ليست روائحها بمحمودة، تصلح للأدوية والسّفوفات والجوارشنات. ومنه صنف يعرف بالجلّابىّ «4» ؛ وصنف يعرف باللّواقىّ وهو اللّوقينىّ؛ وهى أعواد متقاربة فى القيمة.
قال التّميمىّ: ومن الناس من رتّب العود الصّينىّ غير ترتيب أحمد بن أبى يعقوب فقالوا: إنّ أفضل العود الصّينىّ العود القطعىّ «5» ، وبعده العود الكلهىّ «6» ، وهو عود رطب
يمضغ، وفيه زعارّة «1» وشدّة مرارة، للدّهانة «2» الّتى فيه، وهو من [أعبق] الأعواد فى الثّياب وأبقاها. وبعد الكلهىّ العود العولاتى «3» ، وهو عود يجلب من (جزيرة العولات «4» ) بناحية قمار «5» من أرض الهند. وبعده اللّوقينىّ، ولوقين: طرف من أطراف الهند، وهو دون هذه الأعواد فى الرائحة والقيمة؛ وله خمرة «6» فى الثّياب. وبعد اللّوقينىّ المانطائىّ «7» ، وهو
من شجر بجزيرة تسمّى ما نطاء؛ وقيمته مثل قيمة اللّوقينىّ؛ وهو خفيف، ليس بالحسن اللّون. وبعد المانطائىّ العود الريطائىّ «1» ، وهو من جزيرة تسمّى ريطاء، وهو دون المانطائىّ فى الرائحة والقيمة، يدخل فى أعمال المثلّثات «2» والبرمكيّات «3» . وبعد العود الرّيطائىّ العود القندغلى «4» ، ويؤتى به من ناحية (كله «5» ) وهو ساحل الزّنج، وهو يشبه القمارىّ، إلّا أنّه لا طيب لرائحته. وبعده العود السّمولىّ، وهو عود حسن المنظر فيه حمرة «6» ، وله بقاء فى الثياب وعلى النار؛ وقتاره «7» غير محمود، وهو سريع القتار. وبعد السّمولىّ العود الرانجىّ «8» ، وهو عود يشبه قرون الثور، لا ذكاء له ولا بقاء؛ وهو ساقط
القيمة، وهو أردأ أنواعه وأدناها. وبعده صنف يقال له: المحرّم، سمّى بذلك لأنه كان قد وقع الى البصرة، فشكّ الناس فيه، فحرّمه السلطان، فسمّى المحرّم، وهو من أدنى أصناف العود. وقال محمد «1» بن العبّاس المسكىّ «2» فى كتابه: أفضل العود كلّه وأجوده المندلىّ، وبعده العود السّمندورىّ، وأجود السّمندورىّ الأزرق، الكثير الماء الرزين، الصّلب، الغليظ، الذى لا بياض فيه، الباقى على النار، الكثير الغليان وقوم يفضّلون الأسود منه، وآخرون يفضّلون الأزرق؛ ويكون فى القطعة الضخمة منه منّ «3» . ثمّ العود القمارىّ، وأجود القمارىّ الأسود، النقىّ من البياض، الرّزين الباقى على النار. قال: وربّما كان فيه شهبة يسيرة؛ وبعد القمارىّ الصّنفىّ الغليظ الكثير الماء، وقد يوازى القمارىّ فى بعض الحالات، وربّما فضّل عليه، وهما عودان يتقاربان فى الصّفة، وتكون القطعة من الصّنفىّ رطلين وأقلّ. وبعد الصّنفىّ القاقلّىّ، وهو عود أسود، فيه بعض شهبة، أشبه شىء بالعود
القمارىّ فى منظره؛ وهو عود حلو، طيّب الرائحة. وبعد القاقلّىّ العود الريركى وهو عود صلب، خفيف، قليل الصّبر على النار، حسن المنظر واللّون، ويشبه القاقلّىّ؛ ويؤتى به من بلاد سفالة الهند. وبعده العود العطكىّ، يؤتى به من الصّين وهو عود رطب حلو طيّب، دون الصّنفىّ، وفوق «1» القاقلّىّ. ثم صنف من العود يسمّى: القشور، وهو عود طيّب الرائحة، رطب، أزرق، عدب، رائحته مثل رائحة القطعى، وهو دونه فى القيمة، وبعده المانطائىّ «2» ، وهو جنس من العود الصّينىّ، وهو قطع كبار ملس لا عقد فيها، وليست رائحته طيّبة، وهو يصلح للأدوية والجوارشنات «3» . قال: وكذلك الجلّابى، واللّواقى، والبربطائىّ «4» ، والبوطاجىّ هذه الأصناف لا خير فيها، ولا طيب لروائحها؛ وهذه الأجناس يسمونها: الأشباه.
قال: وأمّا العود المسمّى: الإفليق، فإنّه يجلب من أرض الصّين، ويكون فى العظم مثل الخشب الرّيحىّ «5» الغليظ، يباع المنّ «6» منه بدينار وأقلّ وأكثر، والعود من قشوره؛ وأمّا داخله وقلبه فخشب أبيض خفيف مثل الخلاف؛ وإذا وضع على الجمر وجد
له فى أوّله رائحة حلوة طيّبة، فإذا أخذت النار منه ظهرت له رائحة جزازيّة «1» رديئة كرائحة الشّعر. هذا ما أمكن إيراده من أصناف العود وأجناسه ومعادنه، وهو معنى ما أورده التّميمىّ فى (جيب العروس) .
ذكر تطرية العود الأبيض وإظهار دهانته وإكسابه «2» سوادا
قال التّميمىّ فيما نقله عن أبى بكر بن محمد بن أحمد المرندج «3» المعروف بابن البوّاب:
يؤخذ من العود ما كان أبيض الظاهر، إلّا أنّ فيه رزانة تدلّ على دهانة «4» كامنة فيه فيبرى برية يسيرة، ويعمد إلى قعر قدر برام»
فيثقّب «6» حتّى يصير كهيئة المنخل، ويعمد
إلى قدر من نحاس أو غير نحاس يكون رأسها بمقدار قعر القدر المبخّش «1» ، بحيث إنها متى انطبقت عليها لا يخرج من البخار شىء، ويصبّ فى القدر ماء، ويجعل ذلك المثقّب على فم القدر، ويطيّن، ويجعل العود فيها «2» ، وتغطّى بغطاء محكم، ويوقد تحت القدر السّفلى وقيدا جيّدا حتّى يصعد بخار الماء إلى العود من تلك الأبخاش «3» ويفتقده بعد مضىّ ساعة، ثم يكشفه ويقلّبه تقليبا جيّدا، ثم يغطّيه، ويتعاهده ساعة بعد ساعة إلى أن يظهر له أنّ دهن العود قد ظهر، ويمتحن ذلك بأن يمسح القطعة منه فى خرقة، فإذا أثّرت الدّهانة «4» فيها فليخرج وينشر فى طست حتّى يبرد ويرفعه.
الباب الرابع من القسم الخامس من الفنّ الرابع فى الصّندل «1» وأصنافه ومعادنه
والصّندل أصناف: أفضلها الأصفر الدّسم، الرزين العود، الّذى كأنّه قد مسح بالزّعفران، الذكّى الرائحة؛ ويسمّى المقاصيرىّ، واختلف فى سبب تسميته بهذا الاسم ونسبته اليه، فقال قوم: هى نسبة إلى بلد تسمّى (مقاصير) . وقال قوم:
إنّ بعض الخلفاء من بنى العبّاس أمر بأن تصنع منه مقاصير لأمّهات أولاده وخواصّ سراريّه، فسمّى بذلك؛ والأوّل أصحّ. وقيل: إنّه يجلب من بلدين من أطراف الهند، إحداهما مقاصير، والأخرى تسمّى الجور؛ فما جلب من مقاصير فهو المقاصيرىّ، وما جلب من الجور فهو الجورىّ. قالوا: وهو شجر عظام؛ وإنّه يقطع وهو رطب، ويقشر؛ وله من فوق قلبه الأصفر خشب ليس بالذّكىّ الرّيح إلّا أنّه صندل يضرب إلى البياض، وهو الصّندل الأبيض؛ وفى روائحه ضعف
عن رائحة القلب الدّسم. وأجوده ما اصفرّ وذكت رائحته ولم يكن فيه زعارّة «1» .
ويلى الصندل الأصفر الصندل الأبيض، الطّيب الرّيح، الّذى هو من جنس المقاصيرىّ، لا يخالفه إلّا بالبياض؛ وبعده الصّندل الأبيض الّذى يضرب لونه الى السّمرة، وهو الجورىّ السّبط، الصّلب العود، الّذى يجلب من الجور، وهو صندل صلب سبط، ضعيف الرائحة، وله رائحة طيّبة، إلّا أنّها دون رائحة ما قبله. ويلى الجورىّ صنفان: أحدهما أصفر فيه زعارّة وطيب؛ والاخر يضرب فى لونه الى الحمرة، وفيه أيضا زعارّة ريح وجدّة، وما لونه منهما الى الصّفرة فإنّه يسمّى «الساوس» ؛ وقيل:«الكاوس «2» » ، وقد تفتق «3» بهما الذّرائر؛ ويدخلان فى المثلّثات «4» والبخورات. وبعدهما صندل جعد الشّعرة، لا سباطة له، اذا شقّق كان جعدا كتجعيد خشب الزيتون؛ وهو أذكى أصناف الصّندل، ولا يستعمل فى شىء سوى البخورات والمثلّثات؛ وبعده الصّندل الأحمر الشديد الحمرة؛ ويستعمل لتبريد الأورام الحارّة؛ وهو حسن اللّون، ثقيل الوزن، لا رائحة له ولا خاصّيّة غير تحليل الأورام الحارّة، وتتّخذ منه المنجورات والمخروطات، كالدّوىّ، والعتائد «5»
وأدوات الشّطرنج ومهارك «1» النّرد وأشباه ذلك؛ ويتّخذ ذلك من الأبيض فيما يحتاج إلى لونين. والصندل الأحمر أيضا يحكّ على الحجارة الخشنة بالماء، ويطلى به على الأورام الحارّة كما ذكرنا، وعلى الماشرا «2» ، وعلى كلّ موضع من الجسد تظهر فيه حمرة دمويّة، وعلى النّقرس «3» الحادّ المتولّد من فساد الدم فى بدء العلّة، ليقوّى العضو
ويمنع من انصباب المادّة اليه. قال التّميمىّ: وبعد الصندل الأحمر صنف يعرف بالنّجارىّ «1» ، وهو خشب صلب لا رائحة له، ولا يدخل فى شىء من الطّيب، وإنّما تتّخذ منه المنجورات والمخروطات التى ذكرناها، وذلك لصلابته ورزانته. قال:
وجميع أنواع الصّندل الّتى ذكرناها يؤتى بها من سفالة الهند.
فالأصفر الطيّب الرائحة المقاصيرىّ يدخل فى طيب النساء الرّطب واليابس وفى البرمكيّات والمثلّثات والذّرائر؛ وتتّخذ منه قلائد؛ ويدخل فى الأدوية وفى ضمادات الكبد والمعدة؛ وهو بارد منشّف محلّل للأورام.