الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عودة للأسماء والصفات
37 -
وَأَنَّ أَحَادِيثَ الصِّفَاتِ وَأَنَّهَا
…
تُمَرُّ كَمَرِّ السُّحْبِ مِنْ غَيْرِ مَا نَشْرِ (1)
الفصل الثالث
منهج التلقي
38 -
وَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآَنِ أَوْ صَحَّ
…
عَنِ السَّيِّدِ الْمُخْتَارِ مِن نَاقِلِي الْأَثَرِ
39 -
تَلَقَّتْهُ مِنَّا بِالْقَبُولِ قُلُوبُنَا
…
وَذَلَّتْ لَهُ الْأَسْمَاعُ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ (2)
الفصل الرابع
الإيمان بالكتاب
40 -
وَأَمَّا كِتَابُ اللهِ فَهْوَ مُنَزَّلٌ
…
وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ (3) وَلَا هُوَ بِالشِّعْرِ
41 -
يَعُودُ إِلَيْهِ مِثْلَ مَا مِنْهُ أَوَّلَاً
…
بَدَا هَكَذَا قَالَ الثِّقَاتُ أُولُو. . . . . . . . . .
(1) أي تفسير، بسط، قال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن، مادة (نشر):[النشر: نشر الثوب، والصحيفة، والسحاب، والنعمة، والحديث: بسطها]، وظاهر كلام الناظم يحتمل أحد أمرين: الأول: أن يكون مقصوده بالأمر الذي يتوقف عن تفسيره هو: الكيف كمذهب السلف، والثاني أنه قد يكون مقصوده التوقف عن بيان المعنى، كمذهب المفوضة، وقد سبق الكلام على التفويض في التعليق على البيت الرابع والثلاثين.
(2)
انظر رسالة "منهج التلقي والاستدلال بين أهل السنة والمبتدعة" لأحمد بن عبدالرحمن الصويان. ورسالة "فضل إتباع السنة" لمحمد عمر بازمول.
(3)
قول السلف عن القرآن أنه غير مخلوق، أي أن الله - عزوجل - قد تكلم به على الحقيقة لفظا ومعنى، بصوت وحرف مسموع كما صحت بذلك الأحاديث. وأما من قال أن القرآن مخلوق، فمقصوده نفي صفة الكلام عن الله - عزوجل -، وأن الله خلق القرآن، ولم يتكلم به.
. . . . . . . . . . . . . . .
…
. . . . . . الْخَبَرِ (1)
42 -
حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ لِتَالٍ وَسَامِعٍ
…
وَيُكْتَبُ بِالْأَقْلَامِ فِي الصُّحْفِ بِالْحِبْرِ (2)
(1) قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (2/ 227)، وما بعدها بعد أن ساق الآيات والأحاديث التي تدل على أن القرآن صفة من صفات الله، وأنه غير مخلوق:[سياق ما روى من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق: روى عن علي رضي الله عنه قال يوم صفين: " ما حكمت مخلوقا، وإنما حكمت القرآن" ومعه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع معاوية أكثر منه، فهو إجماع بإظهار، وانتشار، وانقراض عصر من غير اختلاف، ولا إنكار، وعن ابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود مثله. وعن عمرو بن دينار: " أدركت تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: من قال القرآن مخلوق فهو كافر]. ثم أخذ يسوق هذه الروايات عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين - بأسانيده، وقد تتبعت بعضها فوجدت فيه مقال، إلا أنها تدل بمجموعها على أن لها أصلاً. ثم قال:
(2/ 234): [ذكر إجماع التابعين من الحرمين مكة والمدينة والمصرين الكوفة والبصرة
…
] ثم أخذ يسوق هذه الأسانيد
…
وقال ابن أبي العز الحنفي شرح العقيدة الطحاوية (ص/179): [الطحاوي رحمه الله يقول: كلام الله منه بدا، وكذلك قال غيره من السلف، ويقولون: منه بدا وإليه يعود، وإنما قالوا: منه بدا؛ لأن الجهمية من المعتزلة، وغيرهم كانوا يقولون: إنه خلق الكلام في محل فبدأ الكلام من ذلك المحل. فقال السلف: منه بدا، أي هو المتكلم به، فمنه بدا لا من بعض المخلوقات كما قال تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (الزمر:1)، {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} (السجدة: 13) {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقّ} (النحل: 102)، ومعنى قولهم: وإليه يعود -: يرفع من الصدور، والمصاحف فلا يبقى في الصدور منه آية، ولا في المصاحف، كما جاء ذلك في عدة آثار].
(2)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/ 401): [والقرآن الذي أنزله الله على رسوله هو هذا القرآن الذي يقرؤه المسلمون، ويكتبونه في مصاحفهم، وهو كلام الله لا كلام غيره، وإن تلاه العباد وبلغوه بحركاتهم، وأصواتهم فإن الكلام لمن قاله مبتدئاً، لا لمن قاله مبلغاً مؤدياً، قال الله تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَامَنَهُ} (التوبة: 6) وهذا القرآن في المصاحف كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (البروج:21 - 22)، وقال تعالى:{يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} (البينة:2، 3)، وقال:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} (الواقعة:77،78)، والقرآن كلام الله بحروفه، ونظمه، ومعانيه، كل ذلك يدخل في القرآن، وفي كلام الله
…
].
43 -
وَمِثْلُ الْحُرُوفِ الْآَيِ لَا خُلْفَ فِيهِمَا (1)
…
كَمَا كَالصِّفَاتِ الذَّاتُ صِينَتْ عَنِ الْحَزْرِ (2)
44 -
وَلَيْسَ مِنَ الْقُرْآَنِ تَرقِيشُ (3) خَطِّهِ
…
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(1) قال السيوطي في الإتقان (1/ 181): [قال الزمخشري: الآيات علم توقيفي، لا مجال للقياس فيه، ولذلك عدوا:(ألم) آية حيث وقعت، و (المص)، ولم يعدوا (المر)، و (الر)، وعدوا (حم) آية في سورها، و (طه)، و (يس)، ولم يعدوا (طس)
…
].
(2)
الحَزْرُ: التقدير، قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (باب الراء، فصل الحاء): [الحَزْرُ: التقديرُ والخرْصُ] ومقصود الناظم: أن القول في الصفات، كالقول في الذات، وأن الكلام في ذلك توقيفي، لا دخل للعقل في إثباته على سبيل التفصيل. ونحن لا ننكر أن العقل السليم قد يدرك ما يجب لله سبحانه وتعالى ويمتنع عليه على سبيل الإجمال، لا على سبيل التفصيل.
(3)
أي تزويقه، وزخرفته ونقطه، وفي اللسان مادة (رقش): [الأَصمعي: رُقَيْش تصغير رَقَش وهو تنقيط الخطوط والكتاب
…
والرَّقْشُ والترْقِيشُ: الكتابةُ والتنقيط
…
ورَقَّشَ كلامَه: زَوّرَه وزَخْرَفه، من ذلك؛ قال رؤبة:
عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالترْقِيشِ
…
إِليَّ سرّاً فاطْرُفي ومِيشِي].
والمقصود هنا علامات نقط الحروف، وعلامات الضبط، والرسم العثماني للمصحف كان خالياً من النقط، والشكل، وقد اختلف العلماء في حكم هذا المصحف العثماني، فذهب البعض إلى أنه توقيفي يجب الأخذ به في كتابة القرآن، وذهب البعض إلى أنه ليس توقيفياً، ولكنه اصطلاح ارتضاه عثمان رضي الله عنه وتلقته الأمة بالقبول، فيجب الالتزام به، وذهب فريق ثالث إلى أنه اصطلاحي ولا مانع من مخالفته وقد كانت المصاحف العثمانية خالية من النقط، والشكل اعتماداً على السليقة العربية السليمة، فلما تطرق إلى اللسان العرب الفساد اجتهد العلماء في تحسين الرسم العثماني بوضع النقط، والشكل، والذي اشتهر عنه فعل ذلك هو أبو الأسود الدؤلي، وربما كان للآخرين، كالحسن البصري، ويحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم الليثي جهوداً في تحسين الرسم العثماني، ثم تدرج العلماء بعد ذلك في وضع علامات الوقف، والوصل، والأرباع، ونحو ذلك، وقد كان العلماء في بداية الأمر يكرهون ذلك خوفاً من الزيادة في المصحف، وفرَّق بعضهم بين النقط الجائز، والأعشار والفواتح التي لا تجوز، ثم انتهى الأمر إلى الجواز، وقد أخرج ابن أبي داود عن الحسن، وابن سيرين أنهما قالا:" لا بأس بنقط المصاحف". وأخرج عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال: " لا بأس بشكله". وقال النووي: " نقط المصحف، وشكله مستحب؛ لأنه صيانة له من اللحن، والتحريف" وانظر الإتقان للسيوطي (2/ 454) وما بعدها، ومباحث في علوم القرآن للقطان (ص/139) وما بعدها.