الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ ذِكْرِ شِدَّةِ شَفَقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ بِأُمَّتِهِ وَفَضْلِ شَفَقَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ، عَلَى شَفَقَةِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ، عَلَى أُمَمِهِمْ إِذِ اللَّهُ عز وجل أَعْطَى كُلَّ نَبِيٍّ دَعْوَةً وُعِدَ إِجَابَتَهَا، فَجَعَلَ كُلُّ نَبِيٍّ مِنْهُمْ صلى الله عليه وسلم مَسْأَلَتَهُ فَأُعْطِيَ سُؤْلَهُ فِي الدُّنْيَا، وَأَخَّرَ
نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم دَعْوَتُهُ لِيَجْعَلَهَا شَفَاعَةً لِأُمَّتِهِ، لِفَضْلِ شَفَقَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَرَأْفَتِهِ بِأُمَّتِهِ، فَجَزَى اللَّهُ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أَفْضَلَ مَا جَزَى رَسُولًا عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ، وَبَعَثَهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدَهُ لِيَشْفَعَ فِيهِ لِأُمَّتِهِ فَإِنَّ رَبَّنَا عز وجل غَيْرُ مُخْلِفٍ وَعْدَهُ، وَمُنْجِزٌ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم مَا أَخَّرَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَقْتَ شَفَاعِتِهِ لِأُمَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: ثَنَا شُعَيْبُ يَعْنِي ابْنَ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزٍ، أَنَّهُ قَالَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا، فَتُسْتَجَابُ لَهُ، فَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أُؤَخِّرُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ»
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا فَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي، شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ»
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، وَهُوَ ابْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا، فَتُسْتَجَابُ لَهُ، فَيُؤْتَاهَا وَإِنِّي خَبَّأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي»
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيَّ، أَخْبَرَهُ
⦗ص: 625⦘
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ لِكَعْبٍ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا، فَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُخْبِئَ دَعْوَتِي، شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي، شَفَاعَةً لِأُمَّتِي»
⦗ص: 626⦘
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الْأَيْلِيُّ، قَالَ: ثَنَا سَلَامَةُ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لِكَعْبٍ فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ سَوَاءً، وَزَادَ فَقَالَ كَعْبٌ لِأَبِي هُرَيْرَةَ:" أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ "، قَالَ يُونُسُ بْنُ الْأَعْلَى: عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: وَقَالَ ابْنُ عَزِيزٍ: إِنَّهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالصَّحِيحُ فِي عِلْمِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ ابْنُ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةِ لَا كَمَا ذَكَرَ ابْنُ عَزِيزٍ، وَنَسِيتُهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ فِي أُمَّتِهِ وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي، شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، حَدَّثَنَاهُ بُنْدَارٌ، مَرَّةً أُخْرَى، وَلَمْ يَقُلْ يُونُسُ، «فِي أُمَّتِهِ»
حَدَّثَنَاهُ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ، شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهِ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ لَهُ، فَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً يَدْعُو بِهَا وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ، شَفَاعَةً قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ الَّتِي فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً، فِيهَا اخْتِصَارُ كَلِمَةٍ أَيْ كَانَتْ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ: يَدْعُو بِهَا فَتُسْتَجَابُ لَهُ هُوَ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي قَدْ أَعْلَمْتُ فِي مَوَاضِعَ، مِنْ كُتُبِي أَنَّ الْعَرَبَ قَدْ تَقُولُ: يَفْعَلُ كَذَا، وَيَكُونُ كَذَا، عَلَى مَعْنَى: فَعَلَ كَذَا وَكَانَ كَذَا، وَبِيَقِينٍ يُعْلَمُ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ نَزَلَتْ بِهِمْ مَنَايَاهُمْ، قَبْلَ خِطَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ بِهَذَا الْخِطَابِ، لَوْ كَانَتْ دَعَوَاتُهُمْ بَاقِيَةً، قَدْ وَعَدَ اللَّهُ اسْتِجَابَتَهَا لَهُمْ، لَمْ يَكُنْ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي، مَعْنَى إِذْ لَوْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ قَدْ تَرَكُوا دَعْوَتَهُمْ، قَبْلَ نُزُولِ الْمَنَايَا بِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَدْعُونَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتُسْتَجَابُ لَهُمْ دَعْوَتُهُمْ، لَكَانُوا جَمِيعًا قَدْ أَخَّرُوا دَعْوَتَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَتُسْتَجَابُ لَهُمْ دَعْوَتُهُمْ، فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَيَكُونُوا جَمِيعًا فِي الدَّعْوَةِ وَالْإِجَابَةِ، كَالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ