الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ ذِكْرِ كَثْرَةِ مَنْ شَفَعَ لَهُ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْتُ قَبْلَ أَنْ يَشْفَعَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرُ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام
حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا بِشْرُ، وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ أَنَا رَابِعُهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: قُلْنَا: سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: سِوَايَ " قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: ثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُقَالُ لَهُ ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ مُحَمَّدٌ: هَكَذَا يُقَالُ لَهُ ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ
حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: ثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُقَدِّمَانِ ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَذُو الِاثْنَيْنِ قَالَ: وَذُو الِاثْنَيْنِ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ سَيَعْظُمُ لِلنَّارِ، حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ أَحَدِ زَوَايَاهَا، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ سَيُدْخِلُ اللَّهُ بِشَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ يَعْنِي أَكْثَرَ مِنْ مُضَرَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَرَّجْتُ بَعْضَ طُرُقِ هَذَا الْخَبَرِ فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ
حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَارُودِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيَشْفَعُ لَكَثِيرٍ مِنْ مُضَرٍ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ، حَتَّى يَكُونَ أَحَدٌ زَوَايَاهَا، وَمَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُقَدِّمَانِ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِهِمَا إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ» ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: أَوْ ثَلَاثَةٌ، قَالَ:«أَوْ ثَلَاثَةٌ» ، قَالَتْ: أَوِ اثْنَيْنِ، قَالَ:«أَوِ اثْنَيْنِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ أُعْلِمْتُ أَنَّ اسْمَ الْأُمَّةِ قَدْ يَقَعُ عَلَى مَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا: مَنْ قَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، وَآخَرُ مَنْ أَجَابَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَى
⦗ص: 744⦘
مَا دَعَا إِلَيْهِ، وَهَذَا الرَّجُلُ الَّذِي أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَعْظُمُ لِلنَّارِ مِنْ أُمَّتِهِ، حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ أَحَدٍ زَوَايَاهَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مِنْ أُمَّتِهِ مِمَّنْ قَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يُجِيبُوا إِلَى مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ لَا مِنْ أُمَّتِهِ الَّذِينَ أَجَابُوهُ، فَآمَنُوا بِهِ، وَارْتَكَبُوا بَعْضَ الْمَعَاصِي
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:" يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلرَّجُلِ: يَا فُلَانُ، قُمْ فَاشْفَعْ، فَيَقُومُ الرَّجُلُ، فَيَشْفَعُ لِلْقَبِيلَةِ وَلِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَلِلرَّجُلِ، وَلِلرَّجُلَيْنِ عَلَى قَدْرِ عَمَلِهِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ لِلَّفْظَةِ الَّتِي فِي خَبَرِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقٍ رضي الله عنه، قَبْلَ ذِكْرِ الْأَنْبِيَاءِ، مَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا: الصِّدِّيقُونَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، أَيِ الْأَفْضَلُ مِنْهُمْ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: 55] ، فَيَكُونُ مِنْهُمْ صِدِّيقُونَ
⦗ص: 745⦘
بَعْدَ نَبِيِّنَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُ الْأَنْبِيَاءَ أَيْ غَيْرَ الصِّدِّيقِينَ الَّذِينَ قَدْ شُفِّعُوا قَبْلُ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي: أَنَّ الصِّدِّيقِينَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ يَأْمُرُهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ يَشْفَعُوا، فَتَكُونُ هَذِهِ الشَّفَاعَةُ الَّتِي يَشْفَعُهَا الصِّدِّيقُونَ مِنْ أُمَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَمْرِهِ، شَفَاعَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُضَافَةٌ إِلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ الْآمِرُ، كَمَا قَدْ أَعْلَمْتُ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كُتُبِي، أَنَّ الْفِعْلَ يُضَافُ إِلَى الْآمِرِ، كَإِضَافَتِهِ إِلَى الْفَاعِلِ، فَتَكُونُ هَذِهِ الشَّفَاعَةُ مُضَافَةً إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لِأَمْرِهِ بِهَا، وَمُضَافَةً إِلَى الْمَأْمُورِ بِهَا، فَيَشْفَعُ؛ لِأَنَّهُ الشَّافِعُ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ يَشْفَعُ لِلرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ وَالرَّجُلُ لِلرَّجُلِ»
وَرَوَى مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَشْفَعُ لِلْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ قَالَ: ثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ
⦗ص: 747⦘
وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، وَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي أُمَّتِي لَرِجَالًا يَشْفَعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فِي الْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ، وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ وَيُشَفَّعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لِلرِّجَالِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ، فَقَالَ: " أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا
⦗ص: 748⦘
أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يُخْرِجُ قَوْمًا مِنَ النَّارِ حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ حَرَقْتَ بَنِيَّ فَيَخْرُجُونَ "
وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْفِلَسْطِينِيِّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَيُخْرِجَنَّ اللَّهُ بِشَفَاعَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَهَنَّمَ مِثْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: ثَنَا عَمِّي، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَسْتُ أَعْرِفُ أَبَا عِمْرَانَ الْفِلَسْطِينِيَّ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ
وَرَوَاهُ سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو ظِلَالٍ الْقَسْمَلِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَمْكُثُ رَجُلٌ فِي النَّارِ، فَيُنَادَى أَلْفَ عَامٍ: يَا حَنَّانُ، يَا مَنَّانُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: يَا جِبْرِيلُ، أَخْرِجْ عَبْدِي مِنَ النَّارِ فَإِنَّهُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَيَأْتِي جِبْرِيلُ النَّارَ، فَإِذَا أَهْلُ النَّارِ مُنْكَبِّينَ عَلَى مَنَاخِيرِهِمْ، فَيَقُولُ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ، فَإِنَّهُ بِمَكَانِ كَذَا، وَكَذَا، فَيُخْرِجُهُ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تبارك وتعالى يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَيْ عَبْدِي، كَيْفَ رَأَيْتَ مَكَانَكَ، قَالَ: شَرُّ مَكَانٍ، وَشَرُّ مَقِيلٍ، فَيَقُولُ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ
⦗ص: 750⦘
وَتَعَالَى: رُدُّوا عَبْدِي، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا كَانَ هَذَا رَجَائِي، فَيَقُولُ الرَّبُّ سبحانه وتعالى أَدْخِلُوا عَبْدِيَ الْجَنَّةَ " ثَنَاهُ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: ثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا سَلَّامٌ