الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ:" فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمُ: اذْهَبُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ صُورَتَهُ، فَأَخْرِجُوهُ، وَتُحَرَّمُ صُورَتُهُمْ عَلَى النَّارِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ بَيَّنْتُ مَعْنَى اللَّفْظَةِ الَّتِي فِي خَبَرِ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ النَّارَ عَلَى مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» ، فِي مَوْضِعِهِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ
بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ مَنْ قَضَى اللَّهُ إِخْرَاجَهُمْ مِنَ النَّارِ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ الَّذِينَ لَيْسُوا بِأَهْلِ النَّارِ، أَهْلُ الْخُلُودِ فِيهَا، يَمُوتُونَ فِيهَا إِمَاتَةً وَاحِدَةً، تُمِيتُهُمُ النَّارُ إِمَاتَةً ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، لَا أَنَّهُمْ يَكُونُونَ أَحْيَاءَ يَذُوقُونَ الْعَذَابَ، وَيَأْلَمُونَ مِنْ حَرِّ النَّارِ حَتَّى يَخْرُجُوا
مِنْهَا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ:" وَلَكِنْ نَاسٌ تُصِيبُهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ، أَوْ قَالَ: بِخَطَايَاهُمْ، قَالَ هَكَذَا أَبُو نَضْرَةَ، فَيُمِيتُهُمْ إِمَاتَةً، وَقَالَ: فَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا " وَقَالَ: الْحِبَّةُ بِخَفْضِ الْحَاءِ، وَلَمْ يَذْكُرْ تَفْسِيرَ ابْنِ عُلَيَّةَ الْحِبَّةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثَ قَالَ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي خَبَرِ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، «حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا، أَذِنَ لَهُمْ فِي الشَّفَاعَةِ» ، هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي خَبَرِ مُحَمَّدِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ عَزَّ
وَجَلَّ: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23] أَيْ لِمَنْ يَأْذَنُ اللَّهُ لَهُ الشَّفَاعَةَ مِمَّنْ يَمُوتُ فِي النَّارِ، مَوْتَةً وَاحِدَةً مِمَّنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا، أَهْلُ الْخُلُودِ فِيهَا قَدْ كُنْتُ بَيَّنْتُ مَعْنَى قَوْلِهِ:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] وَ {إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23] فِي كِتَابِ مَعَانِي الْقُرْآنِ فِي كِتَابِ الْأَوَّلِ
فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«يَخْرُجُ ضُبَارَةٌ مِنَ النَّارِ قَدْ كَانُوا فَحْمًا» ، فَيُقَالُ: بُثُّوهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَرُشُّوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّمَا كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَخْرُجُ ضُبَارَةٌ مِنَ النَّارِ، قَدْ كَانُوا حُمَمًا» ، قَالَ:" فَيُقَالُ: بُثُّوهَا فِي الْجَنَّةِ، وَرُشُّوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَأَنَّمَا كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: ثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ، لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُ اللَّهُ إِخْرَاجَهُمْ مِنْهَا، فَتُمِيتُهُمُ النَّارُ إِمَاتَةً، حَتَّى يَكُونُوا فَحْمًا، ثُمَّ يَخْرُجُونَ ضَبَائِرَ، فَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، وَيُرَشُّ عَلَيْهِمْ مِنْ مَائِهَا، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ، فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» قَالَ بُنْدَارٌ: يَعْنِي الْحِبَّةَ، وَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَقَالَا جَمِيعًا: فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ فَيُدْعَوْنَ اللَّهَ، فَيُذْهِبُ ذَلِكَ الِاسْمَ عَنْهُمْ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَقَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ،: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " أَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُ اللَّهُ إِخْرَاجَهُمْ مِنَ النَّارِ، فَإِنَّهُ يُمِيتُهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى يَكُونُوا فَحْمًا وَأَمَّا الَّذِينَ لَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخْرِجَهُمْ، فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَحْيَوْنَ وَلَا يَخْرُجُونَ، أَيِ الَّذِينَ يُرِيدُ اللَّهُ إِخْرَاجَهُمْ مِنَ النَّارِ ضَبَائِرَ مِنَ النَّارِ فَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، وَيَشْرَبُونَ مِنْ مَائِهَا، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ، قَالَ: فَبَلَغَنِي فِي حَدِيثٍ آخَرَ، أَنَّهُمْ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ، فَيُمْحَى عَنْهُمْ ذَلِكَ الِاسْمُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُ زَمَانًا، أَنَّ الِاسْمَ لَا يَقَعُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ، كُنْتُ أَحْسِبُ زَمَانًا، أَنَّ هَذَا مِنَ الصِّفَاتِ، لَا مِنَ الْأَسَامِي، كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ غَيْرَ جَائِزٍ أَنْ يُقَالَ لِأَهْلِ الْمَحِلَّةِ: إِنَّ هَذَا اسْمٌ لَهُمْ وَأَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَوْ أَهْلَ قَرْيَةِ كَذَا أَوْ أَصْحَابَ السُّجُونِ، إِيقَاعُ الِاسْمِ عَلَى مِثْلِ هَذَا؛ لِأَنَّهُ مُحَالٌ عِنْدِي فِي قَدْرِ مَا أَفْهَمُ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ أَنْ يُقَالَ: أَهْلُ كَذَا اسْمُهُمْ، أَهْلُ قَرْيَةِ كَذَا، أَوْ أَهْلُ مَدِينَةِ كَذَا، وَأَنَّ اسْمَ أَهْلِ السُّجُونِ هَذِهِ صِفَاتُ أَمْكِنَتِهِمْ، وَالِاسْمُ اسْمُ الْآدَمَيِّينَ كَمُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ أَوْقَعَ فِي هَذَا الْخَبَرِ الِاسْمَ عَلَى الْجَهَنَّمِيِّينَ، يُسَمَّوْنَ: الْجَهَنَّمِيِّونَ نِسْبَةً لِلِسَانِ الْعَرَبِ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمْتُ أَصْحَابِي مُذْ دَهْرٍ طَوِيلٍ، أَنَّ الْأَسَامِيَ إِنَّمَا وُضِعَتْ بِمَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا: لِلتَّعْرِيفِ، لِيُعْرَفَ الْفَرَقُ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيُعْلَمَ مَنْ مُحَمَّدٌ، وَمَنْ أَحْمَدُ، وَمَنِ الْحَسَنُ وَمَنِ الْحُسَيْنُ، فَيُفَرَّقُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ، وَبَيْنَ الْجَمَاعَةِ بِالْأَسَامِي
⦗ص: 691⦘
، وَهَذِهِ الْأَسَامِي لَيْسَتْ مِنْ أَسْمَاءِ الْحَقَائِقِ، وَقَدْ يُسَمَّى الْمَرْءُ حَسَنًا وَهُوَ قَبِيحٌ، وَيُسَمَّى: مَحْمُودٌ وَهُوَ مَذْمُومٌ، وَيُسَمَّى الْمَرْءُ صَالِحٌ وَهُوَ طَالِحٌ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي هُوَ أَسَامِي الصِّفَاتِ عَلَى الْحَقَائِقِ إِذَا كَانَ الْمَرْءُ صَالِحًا، فَقِيلَ: هَذَا صَالِحٌ، فَإِنَّمَا يُرَادُ صِفَتُهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ، كَذَلِكَ إِنَّمَا يُقَالُ لِمَحْمُودِ الْمَذْهَبِ: فُلَانٌ مَحْمُودٌ عَلَى هَذِهِ الصُّفَّةِ، كَذَلِكَ يُقَالُ لِلْعَالِمِ عَالِمٌ، وَلِلْفَقِيهِ فَقِيهٌ، وَلِلزَّاهِدِ زَاهِدٌ، هَذِهِ أَسَامِي عَلَى الْحَقَائِقِ وَعَلَى الصِّفَاتِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ ابْنُ أَخِي، هِلَالٍ، قَالَ: ثَنَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ
⦗ص: 692⦘
بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ: الْجَهَنَّمِيِّونَ، فَيَسْأَلُونَ اللَّهَ أَنْ يُمْحَى ذَلِكَ الِاسْمُ عَنْهُمْ، فَيَمْحَاهُ عَنْهُمْ "