المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر مسجد البيعة من منى وتفسير ما كان فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم - أخبار مكة - الفاكهي - ط ٢ - جـ ٤

[أبو عبد الله الفاكهي]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الصَّلَاةُ بِمَكَّةَ وَآثَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌فَمِنْهَا الْبَيْتُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي دَارِ أَبِي يُوسُفَ

- ‌وَمِنْهَا بَيْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌وَمِنْهَا الْمَوْضِعُ الَّذِي بِأَجْيَادَ الصَّغِيرِ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْمُتَّكَأُ

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ عِنْدَ الصَّفَا فِي الدَّارِ الَّتِي تُعْرَفُ الْيَوْمَ بِالْخَيْزُرَانِ

- ‌وَمِنْهَا مَوْضِعٌ فَوْقَ أَبِي قُبَيْسٍ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِعَرَفَةَ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ فِي الْمَوْقِفِ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدُ الْكَبْشِ الَّذِي بِمِنًى

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِأَعْلَى مَكَّةَ عِنْدَ الرَّدْمِ الْأَعْلَى عِنْدَ بِئْرِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ رضي الله عنه

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِأَعْلَى مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ الْحَرَسِ

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدُ الْبَيْعَةِ بَيْعَةُ الْأَنْصَارِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، عَقَبَةِ مِنًى وَقَدْ فَسَّرْنَا ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهَا

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِذِي طُوًى عِنْدَ مُفْتَرَقِ الطَّرِيقَيْنِ: طَرِيقِ التَّنْعِيمِ، وَطَرِيقِ جُدَّةَ، يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ الشَّجَرَةِ

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ: السُّرَرُ

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ عِنْدَ الْبَرَامِينِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مُقَابِلَ دَارِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ عِنْدَ شِعْبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِذِي طُوَى

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدُ الشَّجَرَةِ

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ

- ‌وَمِنْهَا مَسْجِدٌ فِي جَبَلِ حِرَاءٍ

- ‌ذِكْرُ الدَّابَّةِ وَخُرُوجِهَا وَمِنْ أَيْنَ تَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ وَمَا جَاءَ فِيهِمَا

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ مَقْبَرَةِ مَكَّةَ وَاسْتِقْبَالِهَا الْقِبْلَةَ وَذِكْرُ مَقْبَرَةِ مَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

- ‌ذِكْرُ مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ وَهِيَ الَّتِي عِنْدَ الْحَصْحَاصِ وَمَا جَاءَ فِيهَا

- ‌ذِكْرُ الْمُحَصَّبِ، وَحُدُودِهِ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ جَبَلِ ثَوْرٍ وَفَضْلِهِ

- ‌ذِكْرُ حِرَاءٍ وَفَضْلِهْ

- ‌ذِكْرُ الْآبَارِ الَّتِي كَانَتْ بِمَكَّةَ تُشْرَبُ مَعَ زَمْزَمَ

- ‌ذِكْرُ الْآبَارِ الَّتِي حُفِرَتْ بَعْدَ زَمْزَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

- ‌ذِكْرُ الْآبَارِ الْإِسْلَامِيَّةِ

- ‌ذِكْرُ مَا عُمِلَ بِمَكَّةَ مِنْ سِقَايَاتٍ بَعْدَ الْآبَارِ

- ‌ذِكْرُ مَا أُجْرِيَ مِنَ الْعُيُونِ بِمَكَّةَ وَحَوْلَهَا فِي الْحَرَمِ

- ‌فَمِنْهَا حَائِطُ عَوْفٍ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطٌ يُقَالُ لَهُ: الصَّفِّيُّ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطُ مُقَيْصِرَةَ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطٌ يُقَالُ لَهُ حَائِطُ مُوَرِّشٍ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطُ خُرْمانَ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطُ حِرَاءٍ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطُ ابْنِ طَارِقٍ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطُ فَخٍّ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطُ بَلْدَحٍ

- ‌وَمِنْهَا حَائِطُ الْحَمَّامِ

- ‌ذِكْرُ طُرُقَاتِ مَكَّةَ وَشَوَارِعِهَا الَّتِي يُدْخَلُ مِنْهَا

- ‌ذِكْرُ مَعْلَاةِ مَكَّةَ وَمَسْفَلَتِهَا

- ‌ذِكْرُ مَعْلَاةِ مَكَّةَ الْيَمَانِيَّ وَمَا يُعْرَفُ اسْمُهُ مِنَ الْمَوَاضِعِ وَالسِقَايَاتِ وَالْجِبَالِ وَمَا أَحَاطَ بِهِ الْحَرَمُ

- ‌فَاضِحٌ:

- ‌الْخَنْدَمَةُ:

- ‌وَالْجَبَلُ الْأَبْيَضُ:

- ‌جَبَلُ مَرَازِمَ:

- ‌قَرْنُ مَصْقَلَةَ

- ‌جَبَلُ نَبْهَانَ:

- ‌جَبَلُ زِيقْيَا

- ‌جَبَلُ الْأَعْرَجِ:

- ‌الْمَطَابِخُ:

- ‌ثَنِيَّةُ أَبِي مَرْحَبٍ

- ‌شِعْبُ أَبِي دُبٍّ

- ‌الْحَجُونُ:

- ‌كَدَاءُ:

- ‌شِعْبُ الصَّفِّيِّ

- ‌وَنَزَّاعَةُ الشَّوَى

- ‌شِعْبُ بَنِي كِنَانَةَ

- ‌شِعْبُ الْخُوزِ

- ‌شِعْبُ عُثْمَانَ

- ‌وَالْفَدَّاحِيَّةُ

- ‌الْعَيْرَةُ

- ‌خَطْمُ الْحَجُونِ:

- ‌رَبَابُ:

- ‌الْمَفْجَرُ:

- ‌شِعْبُ حَوَّاءَ

- ‌وَاسِطٌ

- ‌الرَّبَابُ

- ‌ذُو الْأَرَاكَةِ:

- ‌شِعْبُ الرَّخَمِ

- ‌الْأَثْبِرَةُ

- ‌وَثَبِيرُ النِّصْعِ:

- ‌وَثَبِيرُ الْأَعْرَجِ:

- ‌الثُّقْبَةُ:

- ‌السِّدْرُ:

- ‌الْمُشَقَّرَاتُ:

- ‌السِّدَادُ

- ‌سِدْرَةُ خَالِدٍ

- ‌وَبَكَّةُ الْوَادِي

- ‌وَالْغَمِيمُ:

- ‌سِدْرَةُ خَالِدٍ:

- ‌الْمَقْطَعُ:

- ‌ثَنِيَّةُ خَلٍّ:

- ‌وَالسُّقْيَا:

- ‌وَالسِّتَارُ:

- ‌ذِكْرُ شِقِّ مَعْلَاةِ مَكَّةَ الشَّامِيِّ وَتَسْمِيَةِ مَا فِيهِ مِنَ الشِّعَابِ وَالْجِبَالِ وَالْمَوَاضِعِ مِمَّا أَحَاطَ بِهِ الْحَرَمُ مِنْ ذَلِكَ

- ‌شِعْبُ قُعَيْقِعَانَ:

- ‌جَبَلُ شَيْبَةَ:

- ‌جَبَلُ الدَّيْلَمِيِّ:

- ‌الْجَبَلُ الْأَبْيَضُ:

- ‌وَالْخَافِضُ:

- ‌جَبَلُ تِفَّاحَةَ:

- ‌جَبَلُ الْحُبْشِيِّ:

- ‌أُولَاتُ يَحَامِيمَ:

- ‌شِعْبُ الْمَقْبَرَةِ:

- ‌كَدَاءُ

- ‌أَبُو دُجَانَةَ

- ‌غُرَابٌ الْقَرْنُ

- ‌شِعْبُ آلِ قُنْفُذٍ:

- ‌الْعَيْرُ:

- ‌سَقَرُ:

- ‌جَبَلُ حِرَاءٍ

- ‌الْجَوَاءُ:

- ‌الْقَاعِدُ:

- ‌أَظْلَمُ

- ‌وَذَاتُ جَلِيلَيْنِ:

- ‌ضَنْكٌ:

- ‌مَكَّةُ السِّدْرِ

- ‌شِعْبُ بَنِي عَبْدِ اللهِ:

- ‌الْخَضْرَمَتَيْنِ:

- ‌الْقِمْعَةُ:

- ‌الْقُنَيْنَةُ:

- ‌النَّقْوَاءُ السُّفْلَى:

- ‌ثَنِيَّةُ الشُّعَيْبَةِ الشَّرْقِيَّةِ:

- ‌ثَنِيَّةُ أَذَاخِرَ:

- ‌النَّقْوَاءُ الْعُلْيَا:

- ‌وَالْمُسْتَوْفِرَةُ:

- ‌ذِكْرُ شِقِّ مُسْفِلَةِ مَكَّةَ الْيَمَانِيِّ وَمَا فِيهِ مِمَّا يُعْرَفُ مِنَ الْمَوَاضِعِ وَالْجِبَالِ وَالشِّعَابِ وَالْآبَارِ إِلَى مُنْتَهَى مَا أَحَاطَ بِهِ الْحَرَمُ

- ‌رَأْسُ الْإِنْسَانِ:

- ‌أَنْصَابُ الْأَسَدِ:

- ‌شِعْبُ الْخَاتَمِ:

- ‌جَبَلُ نُفَيْعٍ:

- ‌الْمَيْغَةُ:

- ‌وَالْمَشَاجِبُ:

- ‌مَحْرَزَةُ الْغَوْثِ:

- ‌قَرْنُ الْقُرْطِ:

- ‌السَّلَمَاتُ:

- ‌شِعْبُ الْعَرُوسِ:

- ‌صَخْرَةُ الْغُرَابِ

- ‌الْبَوَّالَةُ:

- ‌الْجَرُّ وَالْمِيزَابُ:

- ‌الْحَفْرُ:

- ‌الْأَصْفَى:

- ‌اللَّاحِجَةُ:

- ‌الْغُرَابَاتُ:

- ‌الْمَيْثِبُ:

- ‌ثَمَدُ:

- ‌ثَنِيَّةُ بَنِي عَظْلٍ:

- ‌الْيَحَامِيمُ:

- ‌شِعْبُ الْبَيْنِ:

- ‌ذَاتُ الرِّمَاضِ:

- ‌سَامِي الْمَنْظَرِ:

- ‌أَضَاءَةُ لَبَنٍ:

- ‌السَّرْدُ:

- ‌أَضَاءَةُ الْحِمَامِ:

- ‌الْمُرَوَّحُ:

- ‌ذَنَبُ الطَّاوُسِ:

- ‌اللَّاحِجَةُ السَّلَمَاتُ:

- ‌اللَّاحِجَةُ الْأُخْرَى:

- ‌وَثَمَدٌ:

- ‌غَارُ بَنِي الْحَلَّاقِ

- ‌بِئْرُ خُمٍّ

- ‌عَدَافَةُ الْجَبَلُ

- ‌الْمُقَنَّعَةُ:

- ‌الْفَدْفَدَةُ:

- ‌ذَاتُ اللهَا:

- ‌ذُو مُرَاخٍ

- ‌السِّلَفَانِ الْيَمَانِيُّ وَالشَّامِيُّ:

- ‌التَّنَاضُبُ:

- ‌الضَّحَاضِحُ:

- ‌ذُو السَّدِيرِ:

- ‌ذَاتُ السُّلَيْمِ:

- ‌الْوَتِيرُ:

- ‌أَضَاءَةُ النَّبَطِ:

- ‌ثَنِيَّةُ أُمِّ قِرْدَانَ

- ‌يَرَمْرَمُ

- ‌قَرْنُ ابْنِ شِهَابٍ

- ‌قَائِدٌ:

- ‌وَالدَّحْضَةُ:

- ‌ذَاتُ اللَّجَبِ:

- ‌ذَاتُ أَرْحَاءَ

- ‌النِّسْوَةُ:

- ‌الْقُفَيْلَةُ:

- ‌ثَوْرٌ:

- ‌شِعْبُ الْبَانَةِ:

- ‌الرَّمْضَةُ:

- ‌الضَّحَاضِحُ:

- ‌الْحُبْشِيُّ:

- ‌الْغُرَابُ

- ‌ذِكْرُ حُدُودِ مُسْفِلَةِ مَكَّةَ الشَّامِيَّةِ وَمَا يُعْرَفُ فِيهَا مِنَ الْأَسْمَاءِ وَالْمَوَاضِعِ وَالْجِبَالِ فِيمَا أَحَاطَ بِهِ الْحَرَمُ

- ‌الْحَزْوَرَةُ:

- ‌الْحَثْمَةُ:

- ‌زُقَاقِ النَّارِ:

- ‌بَيْتُ الْأَزْلَامِ:

- ‌شِعْبُ اللَّيْلِ:

- ‌جَبَلُ زُرْزُرٍ:

- ‌جَبَلُ النَّارِ

- ‌جَبَلُ أَبِي يَزِيدَ:

- ‌جَبَلُ عُمَرَ:

- ‌جِبَالُ الْإِذْخَرِ:

- ‌الْحَزَنَةُ:

- ‌شِعْبُ أَرِنِي:

- ‌ثَنِيَّةُ كُدًى:

- ‌الْأَبْيَضُ:

- ‌قَرْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ:

- ‌بَطْنُ ذِي طُوًى:

- ‌بَطْنُ مَكَّةَ:

- ‌الْمَقْلَعُ:

- ‌فَخٌّ:

- ‌الْمُمْدَرَةُ:

- ‌الْمَغَشُّ:

- ‌خَزَرُورَعُ:

- ‌السِّتَارُ:

- ‌مَقْبَرَةُ النَّصَارَى:

- ‌جَبَلُ الْبَرُودِ:

- ‌الثَّنِيَّةُ الْبَيْضَاءُ:

- ‌الْحَصْحَاصُ:

- ‌الْمُدَوَّرُ:

- ‌الْمَرْبَعُ:

- ‌حِيَاضُ مَجَنَّةَ:

- ‌ثَنِيَّةُ أُمُّ الْحَارِثِ:

- ‌مُسْلِمٌ:

- ‌مَتْنُ ابْنِ عَلْيَاءَ:

- ‌جَبَلُ أَبِي لَقِيطٍ:

- ‌شِعْبُ أَشْرَسَ:

- ‌الْغُرَابُ:

- ‌شِعْبُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ:

- ‌ذَاتُ جَلِيلَيْنِ:

- ‌شِعْبُ زُرَيْقٍ:

- ‌الْبُغَيْبِغَةُ:

- ‌كَتَدٌ:

- ‌جَبَلُ الْمَغَشِّ:

- ‌ذُو الْأَبْرَقِ:

- ‌ذَاتُ الْجَيْشِ:

- ‌الشَّيْقُ:

- ‌ذَاتُ الْحَنْظَلِ:

- ‌أَنْصَابُ الْحَرَمِ:

- ‌الْعَقْلَةُ

- ‌الْأَرْنَبَةُ:

- ‌وَذَاتُ الْحَنْظَلِ:

- ‌الْعِبْلَاتَيْنِ:

- ‌الثَّنِيَّةُ الْبَيْضَاءُ:

- ‌شِعْبُ الْبَيْنِ

- ‌مِلْحَةُ الْغُرَابِ:

- ‌مِلْحَةُ الْحُرُوبِ:

- ‌قَبْرُ الْعَبْدِ:

- ‌الْجِفَّةُ

- ‌التَّخَابُرُ:

- ‌كَبْشٌ:

- ‌رَحَا: وَقَالُوا: ذَاتُ أَرْحَاءَ

- ‌ذِكْرُ مَسْجِدِ الْبَيْعَةِ مِنْ مِنًى وَتَفْسِيرُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَسْمِيَةُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ

- ‌ذِكْرُ مِنًى وَحُدُودِهَا وَمَنْ كَانَ يَرُدُّ النَّاسَ مِنَ الْعَقَبَةِ أَنْ يُبَيِّتُوا مِنْ وَرَائِهَا وَالْعَمَلُ بِهَا فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ

- ‌ذِكْرُ التَّكْبِيرِ بِمِنًى أَيَّامَ مِنًى وَالسُّنَّةِ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ لِمَ سُمِّيَ الْمَوْسِمُ: الْمَوْسِمَ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ: أَيَّامَ التَّشْرِيقِ

- ‌ذِكْرُ مَا قِيلَ مِنَ الشِّعْرِ بِمِنًى

- ‌ذِكْرُ مَنْزِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مِنًى وَمَوْضِعِهِ صلى الله عليه وسلم وَالْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِهِ وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَفَضْلِهِ وَفَضَلِ الصَّلَاةِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ مَا قِيلَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ مِنَ الشِّعْرِ

- ‌ذِكْرُ مَسْجِدِ الْكَبْشِ وَفَضْلِهِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ شِعْبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَاتِّسَاعِ مِنًى بِأَهْلِهِ

- ‌ذِكْرُ طَرِيقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مِنًى

- ‌ذِكْرُ قَرْنِ الثَّعَالِبِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ الْبِنَاءِ بِمِنًى وَكَرَاهِيَتِهِ

- ‌ذِكْرُ رَمْيِ الْجِمَارِ وَأَوَّلِ مَنْ رَمَاهَا، وَذِكْرُ رَمْيِ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام بِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام، وَالسُّنَّةِ فِي رَمْيِهَا وَمَنْ كَرِهَ الرُّكُوبَ إِلَيْهَا

- ‌ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي الرُّكُوبِ إِلَى الْجِمَارِ وَمَنْ كَرِهَهُ وَذِكْرُ مَشْيِ الْأَئِمَّةِ إِلَيْهَا وَتَعْظِيمِهَا

- ‌ذِكْرُ حَصَى الْجِمَارِ أَنَّهُ يُرْفَعُ إِذَا قُبِلَ

- ‌ذِكْرُ مِنْ حَيْثُ تُرْمَى الْجِمَارُ وَوَقْتِ ذَلِكَ وَالدُّعَاءِ

- ‌ذِكْرُ الْقِيَامِ عِنْدَ الْجِمَارِ وَالدُّعَاءِ وَرَفْعِ الْأَيْدِي

- ‌ذِكْرُ مَا قِيلَ فِي الْجِمَارِ مِنَ الشِّعْرِ

- ‌ذِكْرُ مَقْبَرَةِ مِنًى وَاسْمِهَا

- ‌ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ نَصَبَ الْأَصْنَامَ بِمِنًى

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الْجِمَارِ وَذَرْعِ مِنًى

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ مَسْجِدِ مِنًى وَطُولِهِ وَعَرْضِهِ وَذَرْعُ مَسْجِدِ الْخَيْفِ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ أَسْفَلِ مِنًى وَمَا بَيْنَ مَأْزَمَيْ مِنًى وَالْعَقَبَةِ

- ‌ذِكْرُ الْمُزْدَلِفَةِ وَحُدُودِهَا وَذِكْرُ فَضْلِهَا وَمَا جَاءَ فِيهَا

- ‌ذِكْرُ قُزَحَ وَالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَالْجَبَلِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَذِكْرُ الْوَقُودِ بِالنَّارِ عَلَى قُزَحَ

- ‌ذِكْرُ قُزَحَ وَصِفَتِهِ وَكَيْفَ هُوَ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ مَسْجِدِ الْمُزْدَلِفَةِ

- ‌ذِكْرُ طَرِيقِ ضَبٍّ

- ‌ذِكْرُ نَمِرَةَ وَمَنْزِلِ الْخُلَفَاءِ بِهَا فِي الْحَجِّ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ حَدِّ الْحَرَمِ إِلَى نَمِرَةَ وَالْمَوْقِفِ وَمَنْزِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ

- ‌ذِكْرُ مَا بَيْنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى عَرَفَةَ

الفصل: ‌ذكر مسجد البيعة من منى وتفسير ما كان فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم

‌ذِكْرُ مَسْجِدِ الْبَيْعَةِ مِنْ مِنًى وَتَفْسِيرُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

ص: 231

2539 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتَتَبَّعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بِمِجَنَّةَ وَعُكَاظَ وَمَنَازِلِهِمْ بِمِنًى: " مَنْ يَقْرِينِي وَيَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ " وَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَلَا يُؤْوِيهِ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يَرْحَلُ مِنَ الْيَمَنِ أَوْ مِنْ مُضَرَ إِلَى ذِي رَحِمِهِ فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ فَيَقُولُونَ لَهُ احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ حَتَّى بَعَثَنَا اللهُ تَعَالَى لَهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ تَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ يَثْرِبَ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ بَعَثَنَا اللهُ تَعَالَى فَائْتَمَرْنَا وَاجْتَمَعْنَا سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَّا فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى نَذَرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطْرَدُ فِي جِبَالِ

⦗ص: 232⦘

مَكَّةَ، وَيَخَافُ، فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ فَوَاعَدْنَاهُ شِعْبَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه: يَا ابْنِ أَخِي إِنِّي لَا أَدْرِي مَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الَّذِينَ جَاءُوكَ، إِنِّي ذُو مَعْرِفَةٍ بِأَهْلِ يَثْرِبَ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ، فَلَمَّا نَظَرَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه فِي وُجُوهِنَا فَقَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا أَعْرِفُهُمُ، هَؤُلَاءِ أَحْدَاثٌ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى مَا نُبَايِعُكَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللهِ لَا يَأْخُذُكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِيَ إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ، فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَلَكُمُ الْجَنَّةُ " فَقُمْنَا نُبَايِعْهُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ صلى الله عليه وسلم أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ رضي الله عنه وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ إِلَّا أَنَا "

ص: 231

2540 -

فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا جَاءَتِ الْأَنْصَارُ وَعَدَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعَقَبَةَ، فَأَتَاهُمْ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ تَكَلَّمُوا وَأَوْجِزُوا فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا " فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ رضي الله عنه: اشْتَرِطْ لِرَبِّكَ وَاشْتَرِطْ لِنَفْسِكَ وَاشْتَرِطْ لِأَصْحَابِكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" أَشْتَرِطُ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَلِنَفْسِي أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ، وَلِأَصْحَابِي الْمُسَاوَاةَ فِي ذَاتِ أَيْدِيكُمْ " ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً لَمْ يَخْطُبِ الْمُرْدُ وَلَا الشِّيبُ خُطْبَةً مِثْلَهَا قَالَ: فَمَا لَنَا قَالَ: " الْجَنَّةُ " قَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ بَايِعُكَ.

⦗ص: 233⦘

ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: فَقَالَ يَعْنِي أَبَا أُمَامَةَ رضي الله عنه: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ وَأَنْ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَيْهَا إِذَا مَسَّتْكُمْ وَقُتِلَ خِيَارُكُمْ وَمُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً فَذَرُوهُ فَهُوَ أَعْذَرُ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ، فَقَالُوا يَا أَسْعَدُ أَمِطْ عَنْهُ يَدَكَ فَوَاللهِ لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ وَلَا نَسْتَقِيلُهَا، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ رَجُلًا رَجُلًا يَأْخُذُ عَلَيْنَا بِشَرْطِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ.

ص: 232

2541 -

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَسَمِعَ الْأَذَانَ صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: فَمَكَثَ عَلَى ذَلِكَ حِينًا لَا يَسْمَعُ الْأَذَانَ لِلْجُمُعَةِ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا يُعْجِزُنِي أَنْ لَا أَسْأَلَهُ مَا لَهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَمَا كُنَّا نَخْرُجُ،

⦗ص: 234⦘

فَلَمَّا سَمِعَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَهُ مَا لَكَ إِذَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّيْتَ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ؟ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ بِنَا بِالْمَدِينَةِ فِي هَزْمٍ مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ نَقِيعُ الْخَضَمَاتِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ وَكَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ قَالَ: أَرْبَعُونَ رَجُلًا "

ص: 233

2542 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ أَنَّ أَخَاهُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ كَعْبٌ مِمَّنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَخَرَجْنَا فِي حُجَّاجِ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ فَقِهْنَا وَصَلَّيْنَا وَمَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رضي الله عنه سَيِّدُنَا وَكَبِيرُنَا، فَلَمَّا وَجَّهْنَا لِسَفَرِنَا وَخَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رضي الله عنه: يَا هَؤُلَاءِ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأَيًا وَاللهِ مَا أَدْرِي أَتُوَافِقُونِي عَلَيْهِ أَمْ لَا، فَقُلْنَا مَا هُوَ؟ قَالَ: تُصَلُّونَ إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ: قُلْنَا: مَا أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم نُصَلِّي إِلَّا إِلَى الشَّامِ، وَمَا نُرِيدُ أَنْ نُخَالِفَهُ، قَالَ: إِنِّي لِمُصَلٍّ إِلَيْهَا، قَالَ: قُلْنَا: لَا تَفْعَلْ، قَالَ: فَكُنَّا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ نُصَلِّي إِلَى الشَّامِ وَيُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ وَقَدْ عِبْنَا عَلَيْهِ مَا صَنَعَ

⦗ص: 235⦘

وَأَبَى إِلَّا الْإِقَامَةَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ: يَا أَخِي أَنْطَلِقُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسْأَلَهُ عَمَّا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا فَإِنِّي وَاللهِ لَقَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ خِلَافِكُمْ إِيَّايَ فِيهِ، فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكُنَّا لَا نَعْرِفُهُ لَمْ نَرَهْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَقِينَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ؟ قَالَ: قُلْنَا: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُونَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه؟ قَالَ: قُلْنَا نَعَمْ، وَكُنَّا نَعْرِفُ الْعَبَّاسَ، كَانَ لَا يَزَالُ يَقْدَمُ عَلَيْنَا تَاجِرًا، قَالَ: فَإِذَا دَخَلْتُمَا الْمَسْجِدَ فَهُوَ الرَّجُلُ الْجَالِسُ مَعَ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه، فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا الْعَبَّاسُ رضي الله عنه جَالِسٌ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ جَالِسٌ، فَسَلَّمْنَا ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ رضي الله عنه:" هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ؟ " قَالَ: نَعَمْ هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الشَّاعِرُ؟ " يُرِيدُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رضي الله عنه: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي قَدْ خَرَجْتُ فِي سَفَرِي هَذَا وَقَدْ هَدَانِي اللهُ تَعَالَى إِلَى الْإِسْلَامِ فَرَأَيْتُ أَلَّا أَضَعَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ بِظَهْرٍ فَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا، وَقَدْ خَالَفَنِي أَصْحَابِي فِي ذَلِكَ حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَمَاذَا تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا " قَالَ: فَرَجَعَ الْبَرَاءُ رضي الله عنه إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ وَأَهْلُهُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ حَتَّى مَاتَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ كَمَا قَالُوهُ وَنَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ. ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْحَجِّ وَوَاعَدْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَقَبَةَ مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ

⦗ص: 236⦘

التَّشْرِيقِ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الْحَجِّ وَكَانَتْ لَيْلَةُ الَّتِي وَاعَدْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَقَبَةَ مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَمَعَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا، وَكُلُّنَا يَكْتُمُ مَنْ مَعَنَا مِنْ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَرَنَا فَكَلَّمْنَاهُ وَقُلْنَا: يَا أَبَا جَابِرٍ إِنَّكَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا وَشَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِنَا وَإِنَّا نَرْغَبُ بِكَ عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونَ حَطَبًا لِلنَّارِ غَدًا ثُمَّ دَعَوْنَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبَرْنَاهُ بِمِيعَادِنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَقَبَةَ، قَالَ: فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَنَا مِنْ رِجَالِنَا لِمِيعَادِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْفِينَ تَسَلُّلَ الْقَطَا إِذِ اجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْهُمُ امْرَأَتَانِ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ أُمُّ عُمَارَةَ إِحْدَى بَنِي عَامِرِ بْنِ النَّجَّارِ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنُ نَابِي إِحْدَى بَنِي سَلَمَةَ وَهِيَ أُمُّ مَنِيعٍ قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا بِالشِّعْبِ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَاءَنَا لَيْلَتَئِذٍ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ إِلَّا أَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ ابْنِ أَخِيهِ فَيُوثِقُ لَهُ، فَلَمَّا جَلَسْنَا كَانَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ يُسَمُّونَ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ الْخَزْرَجَ أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مِنَّا حَيْثُ عَلِمْتُمْ، وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِنْ قَوْمِنَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى رَأْيِنَا وَهُوَ فِي عَزٍّ مِنْ قَوْمِهِ وَمَنَعَةٍ مِنْ بَلَدِهِ، قَالَ: قُلْنَا: مَا قُلْتَ، فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَى إِلَى اللهِ تَعَالَى وَرَغَّبَ فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:" أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ " قَالَ: فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رضي الله عنه بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَبَايِعْنَا، فَنَحْنُ وَاللهِ

⦗ص: 237⦘

أَهْلُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، فَاعْتَرَضَ الْقَوْلَ وَالْبَرَاءُ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّاسِ حِبَالًا، وَإِنَّا قَاطِعُوهَا، فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: " بَلِ الدَّمُ بِالدَّمِ وَالْهَدْمُ بِالْهَدْمِ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي، دَمِي مَعَ دِمَائِكُمْ، وَهَدْمِي مَعَ هَدْمِكُمْ، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ " وَقَدْ قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَخْرِجُوا إِلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا يَكُونُونَ عَلَى قَوْمِهِمْ " فَأَخْرَجُوا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا تِسْعَةً مِنَ الْخَزْرَجِ وَثَلَاثَةً مِنَ الْأَوْسِ "

ص: 234

2543 -

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَأَمَّا مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رضي الله عنه، وَتَتَابَعَ الْقَوْمُ، فَلَمَّا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَرَخَ الشَّيْطَانُ مِنْ رَأْسِ الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ: يَا أَهْلَ الْجُبَاجِبِ - وَالْجُبَاجِبُ: الْمَنَازِلُ - هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ وَالِصُّبَاءِ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ؟ وَالْمُذَمَّمُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: الْمَهِينُ الْكَسِيرُ.

⦗ص: 238⦘

قَالَ الشَّاعِرُ فِي ذَلِكَ:

[البحر الكامل]

حَامُوا عَلَى مَنْ عَابَ غَيْرَ مُذَمَّمِ

سَكَنَ الصَّرِيحَةَ مِنْ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ

ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَذَا ابْنُ أُزْيَبَ تَسْمَعُ يَا عَدُوَّ اللهِ، أَمَا وَاللهِ لَأَفْرُغَنَّ لَكَ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ارْفُضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى غَدًا بِأَسْيَافِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَمْ أُؤْمَرْ بِذَلِكَ " قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى مَضَاجِعِنَا فَنِمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَتْ عَلَيْنَا جُلَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ حَتَّى جَاؤُونَا فِي مَنَازِلِنَا، قَالَ: فَقَالُوا يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ جِئْتُمْ إِلَى صَاحِبِنَا هَذَا تَسْتَخْرِجُوهُ مِنْ بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَتُبَايِعُونَهُ عَلَى حَرْبِنَا، وَإِنَّهُ وَاللهِ مَا مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ تَشُبَّ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مِنْكُمْ قَالَ: فَاتَّبَعَهُ هُنَالِكَ قَوْمٌ مِنْ قَوْمِنَا يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ وَمَا عَلِمْنَاهُ وَصَدَقُوا لَمْ يَعْلَمُوا مَا كَانَ مِنَّا وَبَعْضُنَا يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ قَالَ: ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ وَفِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ جَدِيدَانِ، فَقُلْتُ كَلِمَةً كَأَنِّي أُرِيدُ أُشْرِكُ الْقَوْمَ فِيمَا قَالُوا يَا أَبَا جَابِرٍ أَمَا تَسْتَطِيعُ وَأَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا أَنْ تَتَّخِذَ نَعْلَا مِثْلَ نَعْلَ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ فَسَمِعَهَا الْحَارِثُ فَخَلَعَهَا ثُمَّ رَمَى بِهَا إِلَيَّ قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَرُدُّهَا، فَأْلٌ صَالِحٌ قَالَ: وَاللهِ لَئِنْ صَدَقَ الْفَأْلُ لَأَسْلُبَنَّهُ هَذَا حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْعَقَبَةِ وَمَا حَضَرَ مِنْهَا، فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ

⦗ص: 239⦘

الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ سَبْعُونَ رَجُلًا، وَقَدْ حَضَرَ الْبَيْعَةَ مِنْهُمُ امْرَأَتَانِ يَزْعُمُونَ أَنْ قَدْ بَايَعَتَا

ص: 237

2544 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ حَضَرَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ الْحَرْبُ "

ص: 239

2545 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، يَذْكُرُ الْبَيْعَةَ قَالَ رضي الله عنه: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسِهِ فَقَالَ: " تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا - فَقَرَأَ عَلَيْنَا الْآيَةَ - " فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللهِ عز وجل إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ "

ص: 239

2546 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ،

⦗ص: 240⦘

عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، رضي الله عنهما يَقُولُ: شَهِدَ بِي خَالَايَ الْعَقَبَةَ "

ص: 239