الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذِكْرُ الْمُزْدَلِفَةِ وَحُدُودِهَا وَذِكْرُ فَضْلِهَا وَمَا جَاءَ فِيهَا
2683 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ:" جَمْعٌ مِنْ مَفْضَى الْمَأْزِمَيْنِ إِلَى الْقَرْنِ الَّذِي خَلْفَ وَادِي مُحَسِّرٍ "
2684 -
وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنِ الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، بِنَحْوِهِ.
2685 -
وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ
⦗ص: 312⦘
جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى يَبْلُغَ الْقَرْنَ الْأَحْمَرَ دُونَ مُحَسِّرٍ عَلَى يَمِينِ مَنْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةَ لِمُزْدَلِفِ النَّاسِ عَنْهَا، وَأَنَّهُمْ لَا يُقِيمُونَ بِهَا يَوْمًا كَامِلًا
2686 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْمُعِزِّ الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه قَالَ:" أَهْبَطَ اللهُ عز وجل آدَمَ عليه الصلاة والسلام بِالْهِنْدِ وَأَهْبَطَ حَوَّاءَ بِجُدَّةَ، وَلَا يَعْلَمُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا بِمَكَانِ صَاحِبِهِ حَتَّى اجْتَمَعَا بِجَمْعٍ، فَسُمِّيَتْ جَمْعًا لِاجْتِمَاعِهِمَا بِهَا "
2687 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَضْرِبُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى هَبَطَ مِنْ مُحَسِّرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَذَا؟ فَقَالَ: " قَدْ كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَأْمُرُ بِبَغْلَتِهَا فَتُضْرَبُ حَتَّى تَهْبِطَ مُحَسِّرًا حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهُ "
قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَأَخْبَرَنِي طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ أَنَّهُ دَفَعَ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَلَمَّا هَبَطَ مِنْ جَمْعٍ أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ " هَذَا كُلُّهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَرْوَانَ.
2688 -
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، فَلَمَّا رَأَى أَهْلَ جَمْعٍ قَالَ:" اللهُ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُخَيِّبَ أَحَدًا مِنْ هَؤُلَاءِ حَتَّى يَرُدَّهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ "
2689 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا: ثنا
⦗ص: 314⦘
سُفْيَانُ قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا، مِنْ فَهْمٍ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما بِالْمُزْدَلِفَةِ فَأَمَرَ بِجَزُوزٍ فَنُحِرَتْ، ثُمَّ أَطْعَمَنَا، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما مَعَ الْقَوْمِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يُلْقِي اللَّحْمَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" إِنَّ أَطْيَبَ لَحْمٍ لَحْمُ الظَّهْرِ " زَادَ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ لِمِسْعَرٍ: جَاءَ مَا جَاءَ بِهِ الْفَهْمِيُّ قَالَ بِالْمُزْدَلِفَةِ
2690 -
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَقَالَ:" قَدْ وَقَفْتُ هَاهُنَا وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ "
2691 -
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ جَمْعٍ قَالَ: وَدَفَعَ مَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ لَهُ ابْنَةٌ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهَا نَظَرًا شَدِيدًا فَأَمَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسِي
⦗ص: 315⦘
حَتَّى أَمَالَ وَجْهِي عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ "
2692 -
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا حَضَرَ أَحَدٌ هَذَا الْجَمْعَ يُؤْمِنُ بِاللهِ مُخْلِصًا يَدْعُوهُ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ عز وجل لَهُ "
2693 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما قَالَ:" لَمْ يَكُنْ يُحَرِّكُ فِيَّ شَيْءٌ مِنْ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ إِلَّا فِي بَطْنِ مُحَسِّرٍ "
2694 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، فِي مَسْجِدِ مِنًى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحِمْصِيِّ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ بِلَالًا رضي الله عنه فِي مَوْقِفِ جَمْعٍ قَبْلَ الدَّفْعَةِ أَنْ أُسْمِعَ النَّاسَ، فَنَادَى فِي النَّاسِ:" إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ فَادْفَعُوا بِسْمِ اللهِ "
2695 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَنَا أُغَيْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا أَيْ بَنِيَّ لَا تَرْمُوا الْحِجَارَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ "، وَكَانَ قَدَّمَهُمْ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ "
2696 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَجَّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَقَدْ شَابَ، فَقَالَ: "
[البحر الوافر]
رَأَيْتُ أَبَا الْوَلِيدِ غَدَاةَ جَمْعٍ
…
بِهِ شِيبٌ وَقَدْ عَدِمَ الشَّبَابَا
وَلَكِنْ تَحْتَ ذَاكَ الشَّيْبِ لُبٌّ
…
إِذَا مَا ظَنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصَابَا "
يَعْنِي بِقَوْلِهِ أَمْرَضَ أَيْ: وَقَعَ قُرْبَهُ.
2697 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيْنَ الْمُزْدَلِفَةُ؟ قَالَ: الْمُزْدَلِفَةُ
⦗ص: 317⦘
إِذَا أَفْضَيْتَ مِنْ مَأْزَمَيْ عَرَفَةَ فَذَلِكَ إِلَى مُحَسِّرٍ قَالَ: لَيْسَ الْمَأْزِمَانِ مَأْزَمَا عَرَفَةَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ وَلَكِنْ مَفْضَاهُمَا. قَالَ: وَتَقِفُ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، قَالَ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تَقِفَ دُونَ قُزَحَ، وَهَلُمَّ إِلَى مِنًى. قَالَ عَطَاءٌ: فَإِذَا أَفْضَيْتَ مِنْ مَأْزَمَيْ عَرَفَةَ، فَانْزِلْ فِي كُلِّ ذَلِكَ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ وَأَيْنَ شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَنْزِلُ فِي الْجُرُفِ إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي يَأْتِي يَمِينِي حِينَ أُفْضِيَ إِذَا أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَأْزِمَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ. قَالَ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تَنْزِلَ دُونَ قُزَحَ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَحَذْوَهُ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَنْزِلَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: سَوَاءٌ إِذَا خَفَضْتَ عَنْ قُزَحَ هَلُمَّ إِلَيْنَا، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْزِلَ الْإِنْسَانُ عَلَى الطَّرِيقِ قَالَ: تُضَيِّقُ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: وَإِنْ نَزَلْتَ فَوْقَ قُزَحَ إِلَى مَفْضَى مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ، فَلَا بَأْسَ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ إِنْ أَنْزِلْ أَسْفَلَ مِنْ قُزَحَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَجْلِ أَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ أَجْلِ طَرِيقِ النَّاسِ، إِنَّمَا يَنْزِلُ النَّاسُ فَوْقَ قُزَحَ فَتَضِيقُ عَلَى النَّاسِ طَرِيقُهُمْ فَيُؤْذِي ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: قُلْتُ: هَلْ بِكَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: فَأَبَى إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِنِ اعْتَزَلْتُ مَنَازِلَ النَّاسِ، وَذَهَبْتُ فِي الْجُرُفِ الَّذِي عَنْ يَمِينِ الْمُقْبِلِ مِنْ عَرَفَةَ لَسْتُ أَقْرَبُ أَحَدًا؟ قَالَ: لَا أَكْرَهُ ذَلِكَ، قُلْتُ: وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَنْزِلُ أَسْفَلَ مِنْ قُزَحَ فِي النَّاسِ؟ قَالَ: سَوَاءٌ ذَلِكَ إِذَا اعْتَزَلْتَ مَا يُؤْذِي النَّاسَ مِنَ التَّضْيِيقِ عَلَيْهِمْ فِي طَرِيقِهِمْ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَقُولُ نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَسْفَلَ قُزَحَ، فَأَحْبَبْتَ أَنْ يَنْزِلَ النَّاسُ أَسْفَلَ مِنْ قُزَحَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ مَا فِي ذَلِكَ مَا لِشَيْءٍ مِنْهَا عِنْدِي آثُرُهُ عَلَى شَيْءٍ، قَالَ: قُلْتُ: أَيْنَ تَنْزِلُ أَنْتَ؟ قَالَ: أَقُولُ عِنْدَ بُيُوتِ ابْنِ الزُّبَيْرِ الْأُولَى عِنْدَ حَائِطِ الْمُزْدَلِفَةِ فِي بَطْحَاءَ هُنَاكَ "
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" ارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ وَارْفَعُوا عَنْ عَرَفَاتٍ " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: رَفْعُ مَاذَا؟ قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ ارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ فَفِي الْمَنْزِلِ بِجَمْعٍ أَيْ: لَا تَنْزِلُوا مُحَسِّرًا لَا تَبْلُغُوهُ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ مُحَسِّرٌ؟ أَيْنَ يَبْلُغُ مِنْ جَمْعٍ؟ وَأَيْنَ يَبْلُغُ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ مُحَسِّرٍ؟ قَالَ: لَمْ أَرَ النَّاسَ يَخْلُفُونَ بِمَنَازِلِهِمُ الْقَرْنَ الَّذِي يَلِي حَائِطَ مُحَسِّرٍ الَّذِي هُوَ أَقْرَبُ قَرْنٍ فِي الْأَرْضِ مِنْ مُحَسِّرٍ عَنْ يَمِينِ الذَّاهِبِ مِنْ مَكَّةَ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ، قَالَ: وَمُحَسِّرٌ إِلَى ذَلِكَ الْقَرْنِ يَبْلُغُهُ مُحَسِّرٌ وَيَنْقَطِعُ إِلَيْهِ قَالَ: فَأَحْسَبُ أَنَّهَا كُدْيَةُ مُحَسِّرٍ حَتَّى ذَلِكَ الْقَرْنِ، قَالَ: فَلَا أُحِبُّ أَنْ يَنْزِلَ أَحَدٌ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ الْقَرْنِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ. وَيُقَالُ إِنَّهَا سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةُ لِازْدِلَافِ النَّاسِ عَلَيْهَا، وَأَنَّهُمْ لَا يُقِيمُونَ بِهَا يَوْمًا وَاحِدًا، وَلَا لَيْلَةً تَامَّةً، وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي الْمُزْدَلِفَةِ يَذْكُرُهَا:
[البحر الرجز]
أَقْبَلَ شَيْخَانِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ
…
كِلَاهُمَا لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفَهْ
وَقَالَ أَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي جَمْعٍ:
[البحر الطويل]
وَلَيْلَةِ جَمْعٍ وَالْمَنَازِلُ مِنْ مِنًى
…
وَمَا فَوْقَهَا مِنْ حُرْمَةٍ وَمَنَازِلِ
وَجَمْعٍ إِذَا مَا الْمُقْرَبَاتُ أَجَزْنَهُ
…
سِرَاعًا كَمَا يَخْرُجْنَ مِنْ وَقْعِ وَابِلِ
⦗ص: 319⦘
قَالَ ابْنُ رَبِيعَةَ يَذْكُرُ مُحَسِّرًا أَيْضًا:
[البحر الكامل]
وَمَقَالُهَا بِالنِّعْفِ نِعْفِ مُحَسِّرٍ
…
لِفَتَاتِهَا هَلْ تَعْرِفِينَ الْمُعْرِضَا
هَذَا الَّذِي أَعْطَى مَوَاثِقَ عَهْدِهِ
…
حَتَّى رَضِيتُ وَقُلْتِ لِي لَنْ يَنْقُضَا
بِاللهِ رَبِّكِ إِنْ ظَفَرْتُ بِمِثْلِهَا
…
مِنْهُ لَيَعْتَرِفَنَّ مَا قَدْ أُقْرِضَا