الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الخاتمة]
الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وعلى آله وصحبه أجمعين الذين حملوا الإسلام للناس في كل مكان أما بعد:
فحمدا لله تعالى الذي وفقني للقيام بهذه الجولة السريعة والمتواضعة في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم لإبراز الجوانب الإعلامية فيها، وقد كشف التحليل الإعلامي لنماذج مختارة من خطب المصطفى صلى الله عليه وسلم على الجوانب التالية:
الجانب الأول: هناك معانٍ ودلالات إعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم يمكن تأصيل المصطلحات الإعلامية في دراسات الإعلام والاتصال بالجماهير في إطارها هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد أبرز التحليل الإعلامي الكثير من المعاني الإعلامية والأساليب البلاغية لصياغة الرسالة الإعلامية ، وهي وإن اتفقت مع ما في وسائل الإعلام في الواقع المعاش، فهي بلا شك تختلف عنها في الهدف والغاية إذ هدف الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم بذل الهدى للناس، أما أهداف التأثير في وسائل الإعلام فمختلفة بحسب الفكرة الإعلامية وأغراض القائم بالاتصال.
الجانب الثاني: كشف التحليل الإعلامي لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم عن معالم بارزة لمقومات منهج الخطاب الإعلامي الإسلامي الذي نجزم واثقين أنه لو التزم به النظام الإعلامي الإسلامي فإنه سيقدم خدمة كبيرة ليس للحقيقة فحسب ولا لأمتنا الإسلامية فقط وإنما للإنسانية عامة وللنظام الإعلامي قاطبة؛ لأنه سيقدم للناس أنموذجا لإعلام يقوم على العلم
والثقة بالمصدر والتوازن بين الحرية والمسؤولية وبين المعنى الحق والشكل الجميل فهو لا يتوسل للغاية النبيلة والمقاصد الحسنة بالوسائل أو الأساليب التي تتناقض مع المعنى الحق والالتزام بالمعايير الخلقية؛ لأنه إعلام يعرف لله حقه وللإنسان حده وقدره فيصون وسائل الإعلام عن اللغو.
الجانب الثالث: أما الجانب الثالث والأخير من الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم فيظهر لنا في أصول الإقناع التي اشتملت عليها خطب الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان الإقناع بمدارسه المختلفة ونظرياته المتعددة في الدراسات الإعلامية الغربية والمستغربة قد انطلق من استهواء الناس بالإثارة تارة وبالتلقين تارة أخرى لأغراض مشكوك فيها ولمصالح وهمية فإن أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم التي تمثل الأنموذج الأمثل للاتصال في الإسلام تقوم على المصدر المقنع والكلمة الصادقة والأهداف والغايات السامية والوسائل المناسبة وأساليب العرض البليغة التي تجذب الناس إلى سماع صوت الحق ، وهذه الأصول الإقناعية ظهرت آثارها في الإعلام النبوي وفي الاتصال الإسلامي المهتدي بالهدي النبوي في عهد الخلافة الراشدة والعهود الإسلامية الزاهرة.
وبعد هذا أسأل الله العلي القدير أن يكون هذا العمل العلمي المتواضع خالصا لوجهه الكريم، وأن يجد فيه إخواني الباحثون في حقل الإعلام والعاملون فيه ما ينفعهم ويعينهم على أداء البلاغ المبين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المؤلف د. سعيد علي بن ثابت 1 / 6 / 1416هـ