الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يبلغه أو لم يحاوله فصلاته صحيحة على الراجح من أقوال العلماء وقد أجزأته .. إن الخشوع واجب وجدير بالمسلم أن يحرص عليه وأن يأتي بأسبابه الموصلة إليه والحديث: «المصلّي يناجي ربه» (1). يقتضي أن يكون المصلّي حاضر القلب لأن المناجاة لا تتم إلا بحضور القلب.
ثمرة الخشوع:
إن ثمرة الخشوع تكون في تكفير الذنوب، وتحصيل الثواب الجزيل الذي أعدَّه الله للطائعين الخاشعين من عباده، وفي استجابة الدعاء الذي يكون منهم في الصلاة وما أكثره، وتكون في القبول الذي يتقبل الله به عباده أعمالهم وطاعتهم.
(1) قال الحافظ العراقي فيه: متفق عليه من حديث أنس. انظر صحيح البخاري برقم 405 و 413 و 417، وصحيح مسلم برقم 551.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت له كفارة من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كلّه» رواه مسلم (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كلّ يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء» ؟
قالوا: لا يبقى من درنه شيء.
قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا» (2).
فإذا ضممنا هذين الحديثين الصحيحين أحدهما إلى الآخر تبيّن -والله أعلم- أن الصلاة
(1) مسلم برقم 228.
(2)
رواه البخاري برقم 528، ومسلم برقم 667.
المكفرة للذنوب هي التي يحسن المرء وضوءها وخشوعها وركوعها، والذنوب -هنا المراد بها الصغائر كما صرح بذلك العلماء. وكما جاء في الحديث الصحيح؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهنّ ما لم تُغْشَ الكبائر» (1).
ولقد ذكر الله تبارك وتعالى أن الخاشعين هم المفلحون، كما جاء في الآية التي سبق أن أوردناها وهي قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
…
} ويا لها من ثمرة عظيمة.
ومن ثمرات الخشوع التأثر بهذا الجو الروحي الذي يقود إلى التزام شرع الله والقيام بالواجبات والبعد عن المحرّمات.
(1) رواه مسلم برقم 233.