الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصلاته عجلة تذهب كل معاني الخشوع.
الإمام
…
والخشوع
وإذا كنت يا أخي إماماً في الصلاة فعليك أن تحرص على الخشوع أنت أولاً ثم عليك أن تعين إخوانك الذي يأتمُّون على الخشوع. وذلك بأن:
تصلي وتعطي أركان الصلاة حقها الشرعي من الطمأنينة والذكر.
وأن تحسن القراءة فتقرأ بصوت حسن وأن تجوّد القراءة وفق قواعد التجويد.
وأن لا تطيل إطالة تجعل من يقف وراءك طائر اللبّ ضجراً يتمنى بكل حرقة أن تخفف من قراءتك.
فعن أبي مسعود بن عمرو البدري الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما
يطيل بنا. فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط أشدّ مما غضب يومئذٍ. فقال: «يا أيها الناس إن منكم منفرين، فأيكم أمّ فليوجز، فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة» (1).
وقد أورد ابن حجر (2) الأثر الذي رواه البيهقي في «شعب الإيمان» بإسناد صحيح عن عمر رضي الله عنه أنه قال: «لا تبغضوا الله إلى عباده؛ يكون أحدكم إماماً فيطوّل على القوم الصلاة، حتى يبغّض إليهم ما هم فيه» .
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصغير فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه» (3).
(1) رواه أحمد 4/ 118، والبخاري برقم 90، ومسلم 3/ 42 وفي ط عبد الباقي برقم 466، وابن ماجة برقم 984، والدارمي 1/ 288.
(2)
فتح الباري 2/ 195.
(3)
رواه والبخاري 709، ومسلم برقم 470.
وجدير بك أيها الإمام أن لا تعجل في صلاتك؛ ففي الركعتين الآخيرتين من الصلاة الرباعية يعجل كثير من الأئمة بحيث لا يمكّنون المأمومين من قراءة الفاتحة فيفوّت ذلك عليهم الخشوع.
والاعتدال في ذلك هو المطلوب.
وقد ورد في «صحيح مسلم» وغيره أحاديث تذكر لنا القراءة المعتدلة.
ففي الظهر والعصر يقرأ بالليل إذا يغشى (مسلم 459) وسبّح اسم ربك الأعلى (مسلم 460).
وفي المغرب بالمرسلات عرفاً (مسلم 462) وبالطور (مسلم 463).
وفي العشاء بنحو والتين والزيتون (مسلم 464).
وفي الفجر بـ ق (مسلم 457) والتكوير (مسلم 456)(1).
(1) انظر كتابنا «قضايا في الدين والحياة والمجتمع» ص: 179 - 180.