الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة أخيرة
وأحبّ -في نهاية هذه الرسالة- أن أنبّه على حقيقة إسلامية مقررة وهي: أنّ الله لا يكلفنا ما لا نطيق {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} .
فعلينا أن نسعى جهدنا إلى الخشوع في الصلاة، ولنحذر من وسوسة الشيطان بتهوين صلاتنا، وهناك شباب يبالغون مبالغة بعيدة عن الواقع في هذا الموضوع، ويطلبون من الناس أن يفعلوا ما لا يستطيعون هم فعله. وقد أعجبتني كلمة لأستاذنا الشيخ علي الطنطاوي حفظه الله، فقد قال:
(فلمّا انتهيت من صلاتي قال لي -أي
الشيطان-: ما هذه الصلاة؟ ! أين هذه الصلاة من صلاة الخاشعين؟ إنّ الصلاة إذا لم تكن على وجهها كان وجودها كعدمها.
فأدركت أن هذه حيلة من حيله، طالما أضاع على كثير من المسلمين صلاتهم بها، يقول لهم: ليست الصلاة ركوعاً وتلاوة وذكراً، ولكن الصلاة الحق هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فلا يأتي المرء معها معصية ولا ذنباً، والتي يقف فيها بين يدي مولاه لا يفكر في شيء قط من أمر الدنيا ولا يذهب إليه ذهنه، ولا يبصر بعينيه ما حوله لا يحسه ولا يدري به، فلما استقر ذلك في نفوس طائفة من الناس، ورأوا أنهم لا يقدرون عليه، قالوا: إذا لم تكن صلاتنا صلاة، ولم نقدر على خير منها، فما لنا نتعب أنفسنا بالركوع والسجود في غير ثواب؟ وتركوا الصلاة جملة؛ فكان لإبليس ما أراد مع أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وشريعة الله لا تنافي طبائع البشر التي
طبع الله عليها، وليس على المصلّي إلا أن يخشع ما استطاع. وأقل درجات الخشوع أن يدرك معاني ما ينطق به، وأن يتصورها، وكلما عرض له عارض من الأفكار الدنيوية التي لا يخلو منها ذهن مصلّ، ذكر أنه بين يدي الله وأن الله أكبر منها فطردها بقوله (الله أكبر)؛ يقولها كلما قام أو قعد، أو ركع أو سجد.
أما أن يُكلِّفَ المصلّي ألا يرى ما حوله، ولا يسمع به ولا يحسه ونجعل ذلك شرطاً لصحة الصلاة فهذا ما لم يقل به أحد
…
) (1).
إنّ المبالغة في هذا الموضوع وأمثاله قد تؤدي إلى تضييع الواجبات، وهذا يقود إلى الوقوع في المحرمات.
نسأل الله العليَّ القدير أن يوفقنا إلى ما يرضيه، وأن يختم لنا بالحسنى وأن يقينا من
(1) صور وخواطر 181 - 182.
شرور أنفسنا، وأن يعيذنا من سيئات أعمالنا، سبحانه لا نحصي ثناء عليه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه محمد بن لطفي الصباغ
الرياض 1 المحرم سنة 1419 هـ
***
كتب المؤلف
1 -
الحديث النبوي: مصطلحه، بلاغته، كتبه.
2 -
لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير.
3 -
قضايا في الدين والحياة والمجتمع.
4 -
من هدي النبوة.
5 -
التشريع الإسلامي وحاجتنا إليه.
6 -
من صفات الداعية.
7 -
تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية والاختلاط المستهتر.
8 -
التصوير الفني في الحديث.
9 -
نظرات في الأسرة المسلمة.
10 -
بحوث في أصول التفسير.
11 -
أقوال مأثورة وكلمات جميلة.
12 -
من أسباب تخلف العمل الإسلامي.
13 -
نداء إلى الدعاة.
14 -
خواطر في الدعوة إلى الله.
15 -
توجيهات قرآنية في تربية الأمة.
16 -
وقفات مع الأبرار ورقائق من المنشور والأشعار.
17 -
أيها المؤمنون.
18 -
الإنسان في القرآن.
19 -
الحكم الشرعي في ختان الذكور والإناث.
20 -
الابتعاث ومخاطره.
21 -
أبو داود: حياته وسننه.
22 -
أبو نعيم وكتابه الحلية.
23 -
تاريخ القُصّاص وأثرهم في الحديث النبوي.
24 -
سعيد بن العاص بطل الفتوح وكاتب المصحف.
25 -
أم سليم.
26 -
أسماء بنت أبي بكر.
27 -
المناهج والأطر التأليفية.
28 -
يوم بدر يوم الفرقان.
29 -
معركة شقحب.
كتب حققها المؤلف:
1 -
الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة لملاّ علي القاري.
2 -
تحذير الخواص من أكاذيب القُصّاص للإمام السيوطي.
3 -
الباعث على الخلاص من حوادث القصاص للإمام العراقي.
4 -
أحاديث القصاص للإمام ابن تيمية.
5 -
القصاص والمذكرون للإمام ابن الجوزي.
6 -
القرامطة للإمام ابن الجوزي.
7 -
الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة للعلاّمة مرعي الكرمي.
8 -
مختصر المقاصد الحسنة للإمام الزرقاني.
9 -
كتاب الضعفاء والمتروكون للدارقطني.
10 -
الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للإمام السيوطي.
11 -
أسرار الصوم للإمام الغزالي.
12 -
التذكرة في الأحاديث المشتهرة للإمام الزركشي.
***