الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول
في نسب الخرقي (*) ومولده ومنزلته العلمية
هو العلامة الفقيه عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد، أبو القاسم الخرقي (1)، كذا ذكره غالب من ترجم له، الحنبلي البغدادي ثم الدمشقي.
فهو ابن العلامة الحنبلي، أبي علي، الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقي.
ولد ونشأ ببغداد، ولم يعرف تاريخ مولده والله أعلم.
أخذ العلم عن طائفة من الشيوخ، وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل فصار ضليعاً فيه، وانتهت اليه رئاسته في عهده رحمه الله.
2 -
منزلته العلمية وثناء الناس عليه:
كانت لأبي القاسم منزلة علمية رفيعة اكتسبها من كثرة مجالسته
(*) أخباره في: (طبقات الحنابلة: 2/ 75 - 118، تاريخ بغداد: 11/ 234، سير أعلام النبلاء: 15/ 363، المنتظم لابن الجوزي: 6/ 346، الأنساب: 5/ 99، تاريخ دمشق لابن عساكر: 12/ 352 أ، وفيات الأعيان: 3/ 441، العبر: 2/ 238، البداية والنهاية: 11/ 214، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: ص 515، شذرات الذهب: 2/ 336، المدخل لابن بدران: ص 209، المنهج الأحمد: 2/ 61، اللباب 1/ 435، تذكرة الحفاظ: 3/ 847، النجوم الزاهرة: 3/ 178، مختصر دول الإسلام 1/ 164).
(1)
الخرقي: - بكسر "الخاء" المعجمة، وفتح "الراء" وفي آخرها "قاف" نسبة إلى بيع الخرق والثياب. انظر:(الأنساب: 5/ 98).
للشيوخ، وسعة اطلاعه، حتى صارت له اختيارات وترجيحات داخل المذهب، أوصلها بعضهم إلى الستين مسألة، وقيل: ثمان وتسعين مسألة سردها القاضي ابن أبي يعلى في طبقاته. (1)
ثم إن كتابه "المختصر" - الذي أودعه مادة علمية ثرية في مضمونها، سهلة في تناولها مستوعبة لجميع ما يحتاج إليه طالب فقه أحمد رحمه الله. هذا المختصر - الذي أطبقت شهرته عالم المثقفين كان له الأثر البالغ في بروز هذه الشخصية على الساحة العلمية وفي جلاء مكانتها وسط النخبة الفاضلة من أهل العلم والمعرفة.
وإذا أحببنا أن نتوج كلامنا هذا بلباس الثقة، فهذه طائفة من شهادات الأقران من أهل الاختصاص تفوح منها رائحة الإنصاف لهذا العلم الفذ.
قال ابن الجوزي: "كان فقيه النفس حسن العبارة بليغاً، وكانت له مصنفات كثيرة وتخريجات على المذهب"
…
(2)
وأشاد الذهبي بالشيخ فقال: "كان من كبار العلماء تفقه بوالده الحسين صاحب المروذي وصنف التصانيف". (3)
ونوه به ابن خلكان في "وفياته" فقال: "كان من أعيان الفقهاء الحنابلة، وصنف في مذهبهم كتباً كثيرة من جملتها المختصر الذي يشتغل به أكثر المبتدئين من أصحابهم" .. (4)
كما نعته ابن عساكر بالفقه عندما قال: "أبو القاسم البغدادي الخرقي الفقيه الحنبلي". (5)
(1) انظر: (طبقات الحنابلة: 2/ 76 - 118).
(2)
انظر: (المنتظم: 6/ 346).
(3)
انظر: (سير أعلام النبلاء: 15/ 363).
(4)
انظر: (وفيات الأعيان: 3/ 441).
(5)
انظر: (تاريخ دمشق: 12/ 352 أ).
أما الحافظ ابن كثير فقد وصفه بما هو أهل له. قال: "وقد كان الخرقي هذا من سادات الفقهاء العباد، كثير الفضائل والعبادة، خرج من بغداد مهاجراً لما كثر بها الشر والسب للصحابة". (1)
ووثقه ابن العماد الحنبلي عندما قال: "الإمام العلامة الثقة أبو القاسم الخرقي"
…
(2). كما توج العليمي ترجمة أبي القاسم بقوله: "أحد أئمة المذهب، كان عالماً بارعاً في مذهب أبي عبد الله، وكان ذا دين وأخا ورع رحمه الله". (3)
هذه بعض الشهادات المنصفة أدلى بها أولو العلم والفضل في حق أبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي رحمه الله، الفقيه الألمعي الذي كان لمختصره الحظ الأوفر من العناية بالدراسة والشرح والتعليق، كان له من ورائه الأجر الجزيل. حتى أن أحدهم قال:"كل من انتفع بشيء من شروح الخرقي، فللخرقي من ذلك نصيب من الأجر، إذ كان الأصل في ذلك". (4)
هذا وقد أفاد الخرقي أثناء تلقيه من طائفة من الشيوخ والفقهاء الذين كان لهم الأثر الهام في صياغة هذه الشخصية وتكوينها العلمي.
(1) انظر: (البداية والنهاية: 11/ 214).
(2)
انظر: (الشذرات: 2/ 336).
(3)
انظر: (المنهج الأحمد: 2/ 61).
(4)
انظر: (المطلع: ص 445 - 446).