الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أجابت اللجنة بما يلي:
لا مانع شرعاً من قيام هيئة التلفزيون بتوفير مترجم للغة الإشارة لخطيب الجمعة التي تبث عبر التلفزيون؛ تتوفر فيه الخبرة، والدراية، والفهم الصحيح للمعاني التي يقوم بترجمتها، والقدرة على إيصالها بأمانة وإخلاص إلى الصم؛ بشرط أن يكون المكان الذي يوجد فيه المترجم بعيداً عن رؤية المصلين في المسجد منعاً من انشغالهم به، وأن يكون المترجم ممّن لا تجب عليه الجمعة. والله أعلم.
[21/ 55 / 6586]
صلاة تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة
495 -
عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم بواسطة / السيد المدير العام، ونصُّه:
ما حكم تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة؟
أجابت اللجنة بما يلي:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يسن لكل من يدخل مسجداً غير المسجد الحرام يريد الجلوس به لا المرور أن يصلي ركعتين قبل الجلوس تحية المسجد؛ للحديث الذي رواه أبو قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين» رواه البخاري ومسلم
(1)
.
واختلف الفقهاء فيمن دخل المسجد والإمام يخطب يوم الجمعة، هل يصلي تحية المسجد؟
(1)
البخاري (رقم 444)، ومسلم (رقم 714)، واللفظ له.
فذهب الشافعية والحنابلة إلى أن للداخل إلى المسجد يوم الجمعة حال خطبة الإمام أن يركع ركعتين يتجوَّز فيهما؛ لحديث جابر رضي الله تعالى عنه قال: «جاء سُلَيْكٌ الغطفاني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوّز فيهما» رواه مسلم
(1)
.
وذهب الحنفية والمالكية إلى أن الداخل يجلس، ولا يصلي تحية المسجد؛ لقوله تعالى:{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف: 204]، ذلك أن الخطبة لا تخلو من القرآن، والصلاة تُفَوِّت الاستماع والإنصات إليه، ولحديث نُبَيْشة الهذلي رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إنّ المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أقبل إلى المسجد لا يؤذي أحداً، فإن لم يجد الإمام خرج صلى ما بدا له، وإن وجد الإمام قد خرج جلس فاستمع وأنصت حتى يقضي الإمام جمعته وكلامه، إن لم يغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلها أن تكون كفارة للجمعة التي تليها» رواه أحمد
(2)
، ولأن الغاية من مشروعية الخطبة انتفاع المصلين بمعانيها، والاشتغال بالصلاة عنها يفوت هذا المعنى.
ثم إن ما استدل به الشافعية والحنابلة من حديث سليك فإنه يحتمل أن يكون خاصاً به، وربما كان اختصاصه به هو الراجح بدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أحداً غيره بذلك، والدليل إذا طرقه الاحتمال بطل به الاستدلال.
وعليه؛ فإن اللجنة بناء على اختلاف الأدلة ترى أن الداخل إلى المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب على الخيار في أن يركع ركعتين قبل أن يجلس يتجّوز بهما موافقة لمذهب الشافعية والحنابلة، واتباعاً لدليلهم، أو يجلس مباشرة
(1)
رقم (875).
(2)
رقم (20721).