الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعاة حقوق الإنسان يحرمون الإنسان من المساواة التي منحه الله
.
والتفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا استمرت عشرات السنين، والأوروبيون يدوسون كرامة السود وهم أهل البلد: قتلوهم وعذبوهم وسجنوهم واعتقلوهم وشردوهم، ودعاة التحضر وحماة حقوق الإنسان ينكرون ذلك في أجهزة الإعلام، ويمدون أبناء جنسهم الأوروبيين بكل ما يريدون من مال وسلاح وغيرهما، بطرق خبيثة ماكرة، وبخاصة عن طريق ربيبتهم المشابهة لدولة جنوب أفريقيا: دولة اليهود، ولا زالت الأغلبية السوداء صاحبة البلد تناضل من أجل حقوقها إلى الآن ولم تنلها. [كانت كتابة هذه السطور قبل تحرر جنوب أفريقيا من حكم البيض] .
والتفرقة العنصرية اليهودية في فلسطين لا زالت جاثمة على صدور أهل البلد من الفلسطينيين الذين تداس كرامتهم في منازلهم وشوارعهم ومساجدهم ومعتقلاتهم ومخيماتهم بكل وحشية، والدول الغربية المتحضرة تمد اليهود بالسلاح والمال والاقتصاد والدعم الكامل، سياسيا وعسكريا إذا اقتضى الأمر ذلك، أي إن حقوق الإنسان الفلسطيني مهدرة كحقوق الإنسان الأفريقي.
وتلك الهند تحتل أرض المسلمين في كشمير برغم قرارات "مجلس الأمن! " التي أعطت الحق للكشميريين في تقرير مصيرهم باستفتاء يجري بينهم، تقتلهم الهند وتسجنهم وتشردهم، والدول الغربية المتحضرة الحامية لحقوق الإنسان تسمع وترى وتهز كتفيها غير عابئة بما يجري.
والمسلمون في بورما يقتلون ويشردون ويعذبون ويموتون جوعا، ودول الغرب المتحضرة حامية حقوق الإنسان تتفرج وكأن الأمر لا يعنيها.
والأغلبية المسلمة في الحبشة وإريتريا تحكمها أقلية تتصرف في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، والدول المتحضرة حامية حقوق الإنسان تتفرج ولا تحرك ساكنا.
والأغلبية المسلمة في جنوب الفلبين تطالب بحقوقها، والدولة الصليبية تدوس كرامتها وتقتل وتشرد المسلمين أمام أعين حماة حقوق الإنسان فلا تتحرك ضمائرهم.
والأغلبية المسلمة في جنوب تايلاند تضطهد وتحرم من حقوقها أمام أعين حماة حقوق الإنسان!
والأغلبية المسلمة في البوسنة والهرسك تستأصل في بلدها من قبل الصليبيين الصرب والدول الغربية تنذر وتتوعد ولا تحرك ساكنا.
والمسلمون في ليبريا يذبحون وتقطع ألسنة أئمتهم وتهدم مساجدهم وتنتهك أعراضهم، وحماة حقوق الإنسان يشاهدون دون أن يفعلوا شيئا!
لماذا كل هذا السكوت ولماذا يغض حماة حقوق الإنسان الطرف عن هذه المآسي، ولماذا لا يتدخل مجلس الأمن الظالم لنصر حقوق الإنسان المسلم.
لا سبب أمامنا نراه إلا شيء واحد، وهو أن هذا الإنسان مسلم، لا قيمة له لأن المسلمين أذلوا أنفسهم لغير الله فزادوهم ذلا.
لكن حماة حقوق الإنسان لا ينامون ولا يهدؤون إذا ما انتهكت حقوق إنسان آخر غير مسلم أو انتهكت حقوق مسلم ولهم في التدخل لحماية حقوقه -في الظاهر- مصلحة، ومصلحة حماة حقوق الإنسان هي المحور الأساس.
وإليك بعض الأمثلة:
عندما أعلنت كرواتيا في هذه الأيام -كان هذا وقت اشتداد الاعتداء على المسلمين في البوسنة والهرسك- استقلالها عن صربيا، وأعلن الصرب الحرب ضدها قامت دول التحضر الحامية لحقوق الإنسان بحملة سريعة ضد صربيا، وأعلن مجلس الأمن "اللعبة" بعث قوة تفصل بين الدولتين وتم ذلك، ولكنها لم تفعل ذلك مع البوسنة والهرسك، وكلاهما دولتان اعترف بهما، وهما من دول يوغوسلافيا السابقة ويجاور بعضهما بعضا، فلماذا!؟
أعلنت دول الغرب المتحضر الحامي لحقوق الإنسان حربا إعلامية ضد حكومة السودان، بسبب قتلها موظفَيْنِ سودانيين لدى الإدارة الأمريكية، لأنهما نصرانيان والغالب أنهما جاسوسان لأمريكا؛ لأن الحكومة السودانية سوغت قتلهما بالخيانة العظمى.
وأعلنت الحرب الإعلامية ضد ليبيا بتهمة أن اثنين من الرعايا الليبيين فجرا طائرة لوكوربي، وهددوا ليبيا بحرب عسكرية ولا زالوا.
أعلنوا حمايتهم لحقوق الإنسان الشيعي -الذي يظهرون كراهته- في جنوب العراق من أجل أغراض خاصة لهم في العراق.
أعلنوا حمايتهم لحقوق الإنسان الكردي في شمال العراق وأدخلوا قواتهم لأجله -في زعمهم- ولكنهم (يحمونه من العراق ويسمحون لتركيا أن تطارده وتقتله وتشرده وتتابعه حتى في الأرض العراقية) .
عجب والله لحماة حقوق الإنسان الكردي من صدام حسين، وإهدار حقوقه للأتراك ما هذا المكيال الذي يكيل به حماة حقوق الإنسان؟!