الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غايات المؤتمرات الإسلامية.
والغايات العامة للمؤتمرات الإسلامية، يجب أن تكون غايات أهل الحق في سباقهم إلى العقول، وقد سبق الحديث عنها.
ويضاف إلى تلك الغايات غايات أخرى عامة وخاصة، وغالبها يدخل ضمنا في الغايات المذكورة سابقا.
غايات للمؤتمرات العامة
.
هناك غايات عامة ينبغي أن يجعلها المشاركون في أي مؤتمر نصب أعينهم، مهما تنوعت موضوعات تلك المؤتمرات، ومن أهمها ما يأتي:
أولا: السعي الجاد في جمع كلمة الأمة الإسلامية على الحق.
ويبدأ ذلك بمحاولة تخفيف حدة الصراع والخلاف الشديدين المستمر ين بين المسلمين، على المستويين: الرسمي، وهو الخلاف بين الدول الحاكمة في الأقطار الإسلامية، على أسس الإصلاح الإسلامية التي أمر بها الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم.
وتتلخص هذه الأسس في ركنين أساسين:
الركن الأول: أن يكون الإصلاح بالعدل.
ولا يجوز أن يتعمد القائمون بالصلح الوقوف بجانب القوي، ضد الضعيف المظلوم، كما جرت عادة كثير من الناس.
الركن الثاني: مناصرة المظلوم المعتدى عليه على ظالمه إذا لم يقلع عن ظلمه له.
وقد جمعت هذين الركنين آية الحجرات، كما قال تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (1) .
وكذلك الاختلاف الحاصل على المستوى الشعبي، كالاختلاف بين الجماعات والأحزاب الإسلامية أو القبائل، يجب أن يكون من أهداف المؤتمرين العناية بالصلح بين هذه الفئات - وإن كان المؤتمر في الأصل عقد لغرض آخر، فإن التمزق الذي أصاب الأمة الإسلامية في هذا العصر سبب لها كوارث وأضعف كيانها، ولم يبق شعب أو دولة أو دول متجاورة أو متباعدة، إلا أصابها هذا الداء العضال، ولهذا كان جديرا بالعناية والاهتمام.
وهذه الغاية تحتاج - مع طرقها في كل المؤتمرات - إلى عقد مؤتمرات خاصة بها، لوضع مشروع كامل وعمل متواصل ولجان متنوعة من رجال أكفاء يكونون محل ثقة يسعون لجمع كلمة المسلمين بحكمة وتجرد وصبر، لوجود عقبات كأداء في طريقهم، منها الذاتي الداخلي ومنها الخارجي.
(1) الحجرات: 9.
ثانيا: التذكير المستمر بتحقيق الإخوة بين المسلمين.
بحيث يحب بعضهم بعضا، ويحب بعضهم لبعض ما يحب لنفسه من الخير، وذلك يقتضي التعاون فيما بينهم والتناصر والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثالثا: التنبيه على الأخطار التي تحيط بالمسلمين.
ويجب إقناع المسلمين بوجوب الوقاية من تلك الأخطار، أو دفعها بالوسائل الممكنة التي يجب أن تتخذ لها.
رابعا: الدعوة إلى تطبيق الإسلام في حياة المسلمين.
الأفراد منهم والأسر والشعوب والدول وعدم التفريط في شيء منه.
وتكرار العناية بهذه الغايات، ينبه الحاضرين وغيرهم ممن تبلغهم مناقشات المؤتمر وبحوثه وتوصياته وقراراته على أهميتها، وعلى أن الواجب عليهم جعلها من الأوليات التي يجب البدء بها، فيكون في ذلك وسيلة من وسائل السبق بالحق إلى العقول، وسوف لا يعدم المؤتمرون مناسبات في مؤتمراتهم تسوغ لهم طرق هذه الغايات ولو إجمالا.