الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاسعا: من غايات أهل الحق: طلب العزة من الله تعالى وحده
.
لقد سمى الله تعالى نفسه العزيز في آيات كثيرة من كتابه الكريم، ومعناه القوي الغالب الذي يَغلِب ولا يُغلب، ويَقهَر ولا يُقهر.
كما قال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:165]
وقال تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25]
وقال تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح: 7]
وقال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء: 139]
وقال تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [يونس:65]
وقال تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8]
وقال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات: 180]
فهو سبحانه العزيز ولا عزيز سواه، وله العزة وحده ولا يملكها غيره، ومن أراد العزة فليعبد رب العزة وليطلبها منه وحده، ومن عبده حق عبادته وطلب منه العزة أعزه، ومن أطاع غيره في معصيته تعالى طالبا العزة من ذلك الغير أذله الله.
لهذا كان من غايات سباق أهل الحق إلى العقول أن يطلب عباد الله العزة من الله، لا من سواه.
وإن هذه الغاية التي يسابق بها أهلُ الحق إلى العقول، لتبين لنا سبب الذلة التي أنزلها الله بالمسلمين في هذا العصر، حيث طلبوا العزة من أعداء الله ورسوله من اليهود والنصارى والمشركين، ونسوا رب العزة العزيز الحكيم، فنسيهم العزيز الحكيم!