الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثال الرابع: هذا يموت من التخمة، وذلك يموت من الجوع
!
لقد أحضرت القنوات الفضائية للناظر والسامع من المتناقضات، ما يقتضي العجب.
ومن ذلك ما يشاهده العالم كله من الإسراف والبذخ في حفلات الأفراح والمناسبات والنوادي والقصور.
إنك لو أحصيت أثمان ملابس الأفراح، وأثمان أدوات الزينة، والمبالغ التي تنفق لإحضار الأطعمة التي يرمى كثير منها في المناسبات، وغير ذلك مما قد ينفق في المحرمات، لا في المباحات والمكروهات، لو أحصيت ذلك في مدينة واحدة من المدن الإسلامية التي من الله على بعض أهلها بالمال والغنى، ثم جلت في تلك المدينة نفسها لتتعرف على الفقراء والمحتاجين، لرأيت هنالك التخمة والترف والإسراف، ورأيت هنا الفقر والعوز والحرمان والموت
…
!
فكيف لو قارنت بين بلد غني وآخر فقير؟! الوسيلة الحادية: المؤتمرات والندوات.
كيف لو رأيت الأبدان السمينة التي لا يستطيع أهلها السير إلا على وسائل المواصلات، ولا يعيشون إلا بالأدوية والعقاقير، ورأيت الأطفال والنساء والشيوخ في ذلك البلد أو في بلد آخر قد يبست جلودهم على عظامهم، وأنهكتهم الأمراض لقلة الغذاء والدواء، وامتلأت الغبراء بجثثهم بسبب الجوع والعطش
…
!!
المشروع الإعلامي الميداني؟
إن الأمثلة على المتناقضات التي يعيشها العالم اليوم، والمسلمون جزء من هذا العالم - وهم المقصودون هنا - الأمثلة كثيرة جدا
…
والمشروع الإعلامي الميداني الذي أقصده هنا: أن توجد قناة فضائية أو أكثر، تقوم بتوعية المسلمين بهذه الأعمال المتناقضة مع مصالحهم، لعلهم يتنبهون للمصير الخاسر الذي ينتظرهم، إن هم استمروا على هذا الوضع المتردي
…
!
وعلى سبيل المثال: تعرض نماذج لما سبق: الشباب الرياضي في ملاعبه وأفراحه بالانتصارات الرياضية وأحزانه بهزائمها، وما يلقاه من دعم وتشجيع على كل المستويات، وأطفال الحجارة الواقفين بصمود أمام العدو اليهودي الذي يتفنن في قتلهم وتعذيبهم، والمسلمين الذين يدمر الصرب بيوتهم وقراهم، ويشردهم من ديارهم، وينتهك أعراضهم، ويهدم مساجدهم، في كوسوفا، ليقارن شباب الرياضة بين أهدافه ونشاطه وبين أهداف أطفال الحجارة والمسلمين في كوسوفا، لعله يخجل ويستحي ويعرف الأهداف العليا للمسلم، والأولويات التي يجب أن يبلي فيها شبابه الذي سيسأله الله عنه.
وتعرض كذلك: الفتيات اليهوديات، وهن يقدن الدبابات، في أرض المعركة أمام ضباط المسلمين - كما في سيناء - وبعض صور أطفال اليهود الصغار الذين يدربهم آباؤهم على حمل السلاح والرمي، وفي مقابل ذلك تعرض بنات المسلمين في القنوات الفضائية، وهن يغنين ويرقصن مع الفتيان عاريات، وأطفال المسلمين الذين يدربون على آلات الموسيقى والطرب، أو يقضون أوقاتهم - في أيام دراستهم - في الملاعب الرياضية في الحارات، وتكون نتيجة هذه التربية السيئة السقوط في مستنقعات الشر، ومنه تعاطي المخدرات والخمور التي تعود على ضرورات الأمة بالنقض.
لعل في عرض هذه المتناقضات ما يدعو الأسر الإسلامية، وأبناء المسلمين وفتياتهم إلى تأمل وضعهم المزري الذي يعيشون فيه، فيستيقظوا من سباتهم، بل من نومهم العميق، بل من موتهم الطويل، فيلوموا أنفسهم على ما فوتوه من أوقات في الباطل الذي يعود عليهم وعلى أمتهم بالخسران، وعلى عدوهم بالفائدة والقوة والنصر، وهكذا
…
!