الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجانب السادس:
أن المؤتمرين يكلفون - غالبا - لجنة لمتابعة قرارات المؤتمر وتوصياته حتى تؤتي ثمارها.
ومن هنا تظهر أهمية المؤتمرات والندوات، في التأثير على العقول وسبق الحق إليها.
سنة متبعة.
وعقد المؤتمرات للتشاور وإبداء الآراء ومناقشتها، للوصول إلى نتيجة ترضي الله تعالى سنة متبعة.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو أصحابه ويجمعهم، ليستشيرهم ويعرف رأيهم ويحاورهم بصفته ولي أمرهم، ثم يمضي ما اتفق عليه معهم، أو ما أراه الله أنه خير، كما حصل ذلك في غزوة بدر، (1) وغزوة أحد (2) ، وغزوة حنين، في شأن غنائم أهل الطائف وسبيهم (3) .
وقد عقد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مؤتمر لهم بعد وفاته وقبل دفنه، في شأن اختيار خليفة له في سقيفة بني ساعدة، وأتبعوا ذلك بمؤتمر أعم في المسجد النبوي في اليوم الثاني، تمت في كليهما البيعة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه (4) .
ولما مرض أبو بكر رضي الله عنه، شاور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في استخلاف عمر، وكتب كتابا بذلك وقرئ على الناس في المسجد، وأشرف على الناس وقال: (أترضون بمن استخلفت عليكم
…
) (5) .
ولما طعن عمر رضي الله عنه، كلف ستة نفر بأن يشاوروا الناس في اختيار خليفة له.. انتدبوا منهم عبد الرحمن بن عوف يشاور الناس ويشاورونه حتى تمت بيعة عثمان رضي الله عنه (6) .
(1) مسلم (3 / 1403) والسيرة النبوية (1 / 214) لابن هشام.
(2)
السيرة النبوية (2 / 63) . البداية والنهاية (4 / 12 - 13) . وزاد المعاد (3 / 193) .
(3)
البخاري (5 / 99 - 100) .
(4)
البخاري (8 / 25 - 28) .
(5)
الكامل في التاريخ (2 / 425) .
(6)
البخاري (4 / 204) ، (8 / 198) .
وعقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مؤتمرا، في شأن الوباء الذي انتشر في الشام، توافد عليه في هذا المؤتمر كبار الصحابة وشاورهم في القدوم بمن معه إلى الشام وعرض كل فريق رأيه، ثم أخذ عمر بما اتضح له صوابه الذي أيده - بعد ذلك - حديث رواه عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم (1) .
وكذلك جمع أصحابه رضي الله عنه في شأن أرض العراق التي رأى عدم قسمتها في الغانمين للمصلحة العامة، وخالفه بعضهم، فأخذ يستشير ويسمع الآراء ويدلي بحججه، حتى انتهى إلى ما رآه أولا، مع شدة الخلاف في ذلك (2) .
وكل تلك المؤتمرات كان الهدف منها إيصال الحق إلى العقول وإقناعها به بالحجة والبرهان.
(1) البخاري (7 / 21) ومسلم (4 / 1740) .
(2)
كتاب الخراج (24، 27) .