الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جزء ثالث
من كتاب العزيزي
(حرف الباء)
(بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب) من الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله قال صاحب الاستغنى في شرح الأسماء الحسنى عن شيخه التونسي أجمع علماء كل ملة أن الله عز وجل افتتح كل كتاب بالبسملة (خط في الجامع) لآداب الراوي (عن أبي جعفر) معضلاً
• (باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة)
• أي باب الجنة المختص بأمتي من بين الأبواب وهو المسمى باب الرحمة فهو مختص بهم ويشاركون غيرهم في بقية الأبواب (عرضه) أي مساحة عرضه (مسيرة الراكب المجوّد) بصيغة اسم الفاعل أي صاحب الجواد وهو الفرس الجيد والمرد الراكب الذي يجوّد ركض الفرس الجيد (ثلاثاً من الأيام بلياليها ثم أنهم ليضغطون) أي يزحمون (عليه حتى تكاد مناكبهم تزول) من شدة الزحام (عن ابن عمر) بن الخطاب
• (بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا) أي قبل موت فاعلهما (البغي) أي مجاوزة الحدّ في الظلم (والعقوق للوالدين) وأن علياً أو أحدهما قال في النهاية يقال عق والده يعقه عقوقاً فهو عاق إذا آذاه وعصاه وخرج عليه وهو ضد البرّ به انهى فلوخالفهما فيما يخالف الشرع فليس عقوقاً (ك عن أنس) وهو حديث صحيح (بادروا) أي سابقوا وتعجلوا (الصبح بالوتر)
• أي صلوا الوتر قبل دخول وقت الصبح (م ت عن ابن عمر) بن الخطاب
• (بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم) أي ظهوره للناظرين فإن المبادرة بها مندوبة لضيق وقتها ويبقى وقتها إلى مغيب الشفق (حم قط عن أبي أيوب)
• (بادروا أولادكم بالكنى) بالضم أي بوضع كنية حسنة للولد من
صغره (قبل أن تغلب عليهم الألقاب) أي قبل أن يكبروا فيلقبهم الناس بألقاب غير مرضية والأمر للإرشاد وكما ينبغي مبادرتهم بالكنى ينبغي مبادرتهم بالأدب ومن ثم قيل بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال (قط) في الأفراد (عد) عن ابن عمر) بن الخطاب بإسناد ضعيف (بادروا بالأعمال الصالحة فتناً) أي وقوع فتن
• (كقطع الليل المظلم) قال العلقمي قال شيخنا معناه المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر ووصف صلى الله عليه وسلم نوعاً من شواهد تلك الفتن بقوله (يصبح الرجل) أي الإنسان (فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً) لعظمتها ينقلب الإنسان من الإيمان إلى الكفر وعكسه في اليوم الواحد هذه رواية الترمذي بالواو ورواية مسلم بلفظ أو على الشك (يبيع أحدهم دينه بعرض) بفتح الراء من الدنيا قليل أي بقليل من حطامها والعرض ما عرض لك من منافع الدنيا (حم م ت عن أبي هريرة)
• (بادروا بالأعمال هرماً) من باب تعب إذا كبر وضعف (ناغصاً) بالنون والغين المعجمة والصاد المهملة أي مكدراً قال في الصحاح نغص الله عليه العيش تنغيصاً أي كدره (وموتاً خالساً) بالخاء المعجمة أي يختلسهم بسرعة على غفلة كأنه يختطف الحياة بهجومه قال في المصبح خلست الشيء خلساً من باب ضرب اختطفته بسرعة على غفلة (ومرضاً حابساً) الحبس ضد التخلية وحبسه واحتبسه بمعنى أي مانعاً معوقاً (وتسويفاً مؤيساً) التسويف المطل والتأخير كان يقول الإنسان سوف أفعل فلا يعمل حتى يأتيه أجله فييئس من ذلك فيه ندب المبادرة بالأعمال الصالحة حذراً من الفوت وحصول الندم (هب) عن أبي أمامة
• (بادروا بالأعمال ستاً) أي أسرعوا بالعمل الصالح قبل وقوعها قال في النهاية في تأنيث الست إشارة إلا أنها مصائب ودواهي ومعنى مبادرتها بالأعمال الانكماش في الأعمال الصالحة والاهتمام بها قبل وقوعها (طلوع الشمس من مغربها) فإنها إذا طلعت منه لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل (والدخان) بالتخفيف أي ظهوره (ودابة الأرض والدجال) أي خروجهما (وخويصة أحدكم) تصغير خاصة بسكون الياء لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة والمراد حادثة الموت التي تخص الإنسان وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك (وأمر العامة) أي القيامة لأنها تعم الخلائق أو الفتنة التي تعمى وتصم (حم م عن أبي هريرة)
• (بادروا بالأعمال ستاً) من أشراط الساعة (أمارة السفهاء) بكسر الهمزة أي ولايتهم على الرقاب (وكثرة الشرط) بضم فسكون أو ففتح أعوان الولاة والمراد كثرتهم بأبواب الأمراء فيكثر الظلم (وبيع الحكم) بأخذ الرشوة عليه (واستخفافاً بالدم) أي بحقه بأن لا يقتص من القاتل (وقطيعة الرحم) أي القرابة بإيذاء وهجر ونحو ذلك (ونشوا) بسكون الشين المعجمة كأنه تسميته بالمصدر أي جماعة إحداثاً (يتخذون القرآن) أي قراءته (مزامير)
أي يتغنون به ويتمشدقون ويأتون به بنغمات مطربة (يقدمون) يعني الناس الذين هم أهل ذلك الزمان (أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلها فقهاً) لأن غرضهم التلذذ بتلك النغمات (طب) عن عابس بعين مهملة وباء موحدة مكسورة ثم مهملة (الغفاري) بكسر الغين المعجمة مخففاً (بادروا بالأعمال سبعاً) قا الطيبي أي سابقوا وقوع الفتن بالاشتغال بالأعمال الصالحة واهتموا بها قبل نزولها (ما) قال المناوي في رواية هل (ينتظرون) بمثناة تحتية بخط المؤلف (إلا فقراً منسياً) بفتح أوله أي نسيتموه ثم يأتيكم فجأة وضبطه بعضهم بضم الميم وهو أوضح لأن الفقر يشغل وينسى (أو غنى مطغياً) أي موقعاً في الطغيان (أو مرضاً مفسداً) للمزاج مشغلاً للحواس (أو هرماً مفنداً) أي موقعاً في الكلام المحرف عن سنن الصحة من الخرف والهذيان قال العلقمي الفند في الأصل الكذب وأفند تكلم بالفند ثم قالوا الشيخ إذا هرم قد أفند لأنه يتكلم بالمحرّف من الكلام عن متن الصحة وأفنده الكبر إذا أوقعه في الفند (أو موتاً مجهزاً) بجيم وزاي آخره أي سريعاً يعنى فجأة يقال أجهز على الجريح يجهز إذا أسرع قتله (أو الدجال) أي خروجه (فإنه شر منتظر) بل هو أعظم الشرور المنتظرة كما يأتي في خبر (أو الساعة والساعة أدهى) أي اشدّوا مرّوا لقصد الحث على البدار بالعمل الصالح قبل حلول شيء من ذلك وأخذ منه ندب تعجيل الحج (ت ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح
• (باكروا بالصدقة) أي سارعوا بها (فإن البلاء لا يتخطى الصدقة) وفي نسخة لا يتخطاها أي لا يجاوزها يعني لا يلحق صاحبها طس) عن عليّ (هب) عن أنس) وهو حديث ضعيف (باكروا في طلب الرزق والحوائج) أي اطلبوهما في أول النهار (فإن الغدوّ بركة ونجاح) أي هو مظنة الظفر بقضاء الحوائج (طس عد) عن عائشة وهو حديث ضعيف
• (بحسب المرء) بفتح الحاء وسكون السين المهملتين أي يكفيه في الخروج عن عهدة الواجب والباء زائدة (إذا رأى منكراً) أي ما أنكره الشرع (لا يستطيع له تغييراً) بيده ولا بلسانه (أن يعلم الله تعالى أنه له منكر) بقلبه لأن ذلك مقدوره فيكرهه بقلبه (تخ طب عن ابن مسعود) وهو حديث ضعيف
• (بحسب امرء من الإيمان) أي يكفيه منه من جهة القول (أن يقول رضيت بالله ربا) وحده لا شريك له (وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً) أتدين بأحكامه دون غيره من الأديان وإذا قال ذلك بلسانه أجريت عليه أحكام الإيمان الدنيوية أي مع نطقه بالشهادتين فإن اقترن به تصديق قلبي صار مؤمناً حقيقة (طس) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف
• (بحسب امرء من الشر أن يُشار إليه بالأصابع) كناية عن اشتهاره (في دين أو دنيا) فيقال هذا فلان العابد أو العالم أو الكريم (إلا من عصمه الله تعالى) بحيث صار له ملكة يقتدر بها على قهر نفسه فلا يستفزه الشيطان بسببه ولا يعجب بنفسه (هب) عن أنس وعن أبي هريرة
• (بحسب امرء يدعو) أي يكفيه إذا أراد أن يدعو (أن يقول اللهم اغفر لي وارحمني وأدخلني الجنة) فإنه لم يترك شيئاً يهتم به
إلا وقد دعا به (طب) عن السائب بن يزيد بن سعد المعروف بابن أخت نمر
• (بحسب أصحابي القتل) أي بالجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله وقال المناوي أي يكفي المخطى منهم في قتاله في الفتن القتل فإنه كفارة لذنوبه أما المصيب فشهيد (حم طب) عن سعيد ابن زيد
• (بخ بخ لخمس) بفتح الموحدة وكسر المعجمة صيغة تعظيم قال في النهاية هي كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء وتكرر للمبالغة وهي مبنية على السكون فإن وصلت جرت وتؤنث فقلت بخ بخ وربما شددت ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه (ما أثقلهنّ) أي ما أثقل ثوابهنّ (في الميزان لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح) أي المسلم يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه عند الله أي يقصد بصبره على فقده حصول الثواب من الله سبحانه وتعالى (البزار عن ثوبان)(ن حب ك) عن أبي سلمى (حم) عن أبي أمامة وهو حديث حسن
• (بخل الناس بالسلام) أي لا كلفة فيه ولا بذل مال ومن بخل به فهو بغيره ابخل (حل) عن أنس وهو حديث ضعيف
• (براءة من الكبر لبوس) بفتح اللام قال المناوي لفظ رواية البيهقي لباس (الصوف) بقصد هضم النفس لا ليقال أنه زاهد متعبد (مجالسة فقراء المؤمنين) بقصد إيناسهم وجبر خواطرهم (وركوب الحمار واعتقال البعير) أو قال البعير كذا هو على الشك في رواية مخرجه يعني اعتقاله ليحلب والقصد أن المذكورات بنية صالحة تبعد فاعلها من التكبر (حل هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (برئ) فعل ماض (من الشح) الذي هو أشد البخل (من أدى الزكاة وأقرى الضيف وأعطى في النائبة) أي أعان إنساناً على ما نابه من العوارض قال في النهاية النائبة ما ينوب الإنسان أي ينزل به من المهمات والحوادث (هناد) في الزهد (ع طب) عن خالد بن زيد بن جارية وهو حديث حسن (برئت الذمة) أي ذمة أهل الإسلام (ممن) أي من مسلم (أقام مع المشركين في ديارهم) أي لم يهاجر مع تمكنه من الهجرة فكانت الهجرة في صدر الإسلام واجبة (طب) عن جرير البجلي
• (بردوا طعامكم) حتى لا ينالكم مشقة في تناوله (يبارك) بالبناء للمفعول (لكم فيه) فإن الحار لا بركة فيه كما تقدم (عد) عن عائشة
• (بر الحج إطعام الطعام وطيب الكلام) أي إطعام المسافرين ومخاطبتهم بالتلطف واللين (ك عن جابر) بن عبد الله
• (بر الوالدين) بكسر الباء الموحدة أي الإحسان إليهما قولاً وفعلاً (يجزئ عن الجهاد) أي ينوب عنه ويقوم مقامه قال المناوي وهذا ورد جواباً لسائل اقتضى حال ذلك وإلا فالجهاد أعلى (ش عن الحسن البصري مرسلاً) قال المناوي وهذا ذهول من المؤلف فقد عزاه الديلمي وغيره إلى الحسن بن علي فلا يكون مرسلاً
• (بر الوالدين يزيد في العمر)
• أي يبارك في عمر البار بأن يمضي في الطاعات أو بالنسبة لما في صحف الملائكة (والكذب) أي الذي لغير مصلحة (ينقص الرزق) أي ينزع البركة منه فكأنه نقص (والدعاء يرد القضاء) أي قضاء الله أي يسهله فكأنه رد وقال المناوي أي غير المبرم في الأزل كما بينه قوله ولله في
خلقه قضا آن قضاءنا فذو قضاء محدث) مكتوب في صحف الملائكة أو اللوح فهذا هو الذي فيه التغيير وأما الأزلي المبرم فلا (وللأنبياء) والمرسلين على العلماء العاملين (فضل درجتين وللعلماء على الشهداء فضل درجة) فأعظم بدرجة تلي درجة الأنبياء وفوق درجة الشهداء (أبو الشيخ) الأصفهاني (في كتاب التوبيخ (عد) عن أبي هريرة وضعفه المنذري
• (بروا آباءكم) أي وأمهاتكم (تبركم أبناؤكم) أي وبناتكم وكما تدين تدان (وعفواً) بكسر أوله عن نساء الناس فلا تتعرضوا لهن بالزنا (تعف نساؤكم) عن الرجال أي عن الزنا بهم قال البرماوي في شرحه على لامية ابن مالك والحاصل في مضارع المضاعف اللازم الكسر والمتعدي الضم وما سمع من المضموم في الأول نادر وما سمع من المكسور في الثاني نادر فيحفظ في كل منهما ولا يقاس عليه (طس) عن ابن عمر بإسناد حسن
• (بروا آباءكم) أي أصولكم (تبركم أبناءكم وعفوا عن النساء تعف نساؤكم ومن تنصل إليه) بالبناء للمفعول قال في النهاية أي انتفى من ذنبه واعتذر إليه أي إل أخيه (فلم يقبل) اعتذاره (فلن يرد على الحوض) الكوثر يوم القيامة (طب ك) عن جابر قال الحاكم صحيح وابن الجوزي موضوع
• (بركة الطعام) أي حصول الزيادة فيه أو نفع البدن به لسر علمه الشارع (الوضوء قبله) أي تنظف اليد بغسلها (والوضوء بعده) كذلك فالمراد الوضوء اللغوي وفيه رد على مالك حيث قال يكره قبله لأنه من فعل الأعاجم (حم د ت ك) عن سلمان الفارسي) بإسناد حسن
• (بشرى الدنيا أي بشرى المؤمن في الدنيا (الرؤيا الصالحة) يراها في منامه أو ترى له (طب) عن أبي الدرداء
• (بشر من شهد بدراً) أي حضر وقعة بدر لقتال الكفار (بالجنة) أي بدخولها من غير سبق عذاب لأنهم مغفور لهم وأن فرض وقوع ذنب من أحدهم وفقه الله للتوبة (قط) في الإفراد عن أبي بكر الصديق
• (بشر هذه الأمة بالسناء) بالفتح والمدّ أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله عز وجل (والدين) أي التمكن فيه (والرفعة) أي العلو في الدارين (والنصر) على الأعداء (والتمكن في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا) أي جعل عمله الأخروي وسيلة إلى تحصيلها (لم يكن له في الآخرة من نصيب) لأنه لم يعمل لها (حم حب ك هب) عن أبي بن كعب ورجال أحمد رجال الصحيح
• (بشر) قال العلقمي قال شيخنا هذا من الخطاب العام ولم يرد به أمر واحد بعينه (المشائين) بالهمز والمد (في الظلم) بضم الظاء وفتح اللام جمع ظلمة بسكونها أي ظلمة الليل (إلى المساجد) بصلاة أو اعتكاف (بالنور التام) أي الذي يحيط بهم من جميع جهاتهم (يوم القيامة) أي على الصراط قال ابن رسلان ويحتمل أن يراد بالنور المنابر التي من النور لرواية الطبراني بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون (دت) عن بريدة (هـ ك) عن أنس وعن سهل بن سعد الساعدي وهو حديث صحيح
• (بطحان) بضم الموحدة وسكون المهملة واد بالمدينة هذه رواية المحدثين وضبطه أهل اللغة بفتح فكسر على بركة من برك الجنة وفي رواية على ترعة
من ترع الجنة أي يكون في الآخرة هنالك (البزار عن عائشة
• (بعثت أي أرسلت (أنا والساعة) قال أبو البقاء العكبري الساعة بالنصب والواو فيه بمعنى مع ولو قرئ بالرفع لفسد المعنى لأنه لا يقال بعثت الساعة ولا هو في موضع المرفوع لأنها لم توجد بعد وأجاز الوجهين بل جزم عياض بأن الرفع أحسن وهو عطف على ضمير المجهول في بعثت اهـ قال ابن حجر والجواب عن الذي أعتل به أبو البقاء أولاً أن يضمن بعثت معنى يجمع إرسال الرسول ومجئ الساعة نحو جئت وعن الثاني بأنها نزلت منزلة الموجود مبالغة في تحقق مجيئها والنصب على المفعول معه أي بعثت مع الساعة كقولهم جاء البرد والطيالسة أو على فعل مضمر يدل عليه الحال أي فأعدوا الطيالسة ويقدر هنا فانتظروا الساعة وقال القرطبي قد اختار بعضهم النصب بناء على أن التشبيه وقع بملاصقة الإصبعين واتصالهما واختار الآخرون الرفع بناء على أن التشبيه وقع بالتفاوت الذي بين رؤوسهما قال فعلى النصب يقع بالضم وعلى الرفع يحتمل هذا ويحتمل أن يقع بالتقارب الذي بينهما في الطول كهاتين حال أي مقترنين زاد الطبراني وأشار بالسبابة والوسطى قال البيضاوي معناه أن نسبة تقدم البعثة النبوية على قيام الساعة كنسبة فصل إحدى الإصبعين عن الأخرى وقال القرطبي حاصل الحديث تقريب أمر الساعة وسرعة مجيئها (فائدة) قال الطبري الوسطى تزيد على السبابة بنصف سبع أصبع كما أن نصف يوم سبعه نصف سبع (فائدة) قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول روى لنا عن أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشيرة منها كانت أطول من الوسطى والوسطى أقصر منها ثم البنصر أقصر من الوسطى ثم استدل بما أخرجه من حديث ميمونة بنت كردم قالت خرجت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وسأله أبي عن أشياء فلقد رأيتني أتعجب وأنا جارية من طول إصبعه التي تلي الإبهام على سائر أصابعه ورد هذا الجلال السيوطي في فتاويه فقال ما قاله الترمذي الحكيم خطأ نشأ عن اعتماد رواية مطلقة ولكن الحديث في مسند أحمد وسنن أبي داود عن ميمونة بنت كردم قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو على ناقة له وأنا مع أبي فذكرت الحديث إلى قولها فدنى منه أبي فأخذ بقدميه فأقر له رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فما نسيت طول إصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه الحديث (حم ق ت) عن أنس بن مالك (حم ق) (عن سهل بن سعد الساعدي
• (بعثت إلى الناس) العرب والعجم (كافة فإن لم يستجيبوا لي فإلى العرب كافة فإن لم يستجيبوا لي فإلى قريش فإن لم يستجيبوا لي فإلى بني هاشم أي والمطلب فإن لم يستجيبوا لي فإلىّ وحدي أي فلا أكلف حينئذ إلا نفسي ولا يضرني من خالف وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم حكيماً يأمر كلا بما يصلح له أما في رتبة الدعوة فإنه كان يعمم (ابن سعيد) في طبقات عن خالد بن معدان بفتح الميم مرسلاً
• (بعثت من خير قرون بني آدم) قال في الفتح القرن الطبقة من الناس
المجتمعين في عصر واحد ومنهم من حده بمائة سنة وقيل تسعين قرناً فقرنا بالنصب على الحال أي طبقة بعد طبقة (حتى كنت من القرن) قال العلقمي في رواية الإسماعيلي حتى بعثت من القرن (الذي كنت) وجدت وظهرت (فيه) قال المناوي وما أحسن ما قال بعضهم:
قريش خير بني آدم
• وخير قريش بنو هاشم
وخير بني هاشم أحمد
• رسول الإله إلى العالم
(خ) عن أبي هريرة
• (بعثت بجوامع الكلم) قال المناوي القرآن سمى به لاحتواء لفظه اليسير على المعنى الكثير (ونصرت بالرعب) أي الفزع يلقى في قلوب أعدائي (وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض) قال العلقمي قال أهل التعبير المفتاح عز ومال وسلطان فمن رأى أنه فتح باباً بمفتاح فإنه يظفر بحاجته بمعونة من له بأس وإن رأى أن بيده مفاتيح فإنه يصيب سلطاناً عظيماً قال الخطابي المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الخزائن من دخائر كسرى وقيصر وغيرهما ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة وقال غيره بل يحمل على أعم من ذلك (فوضعت) بالبناء للمفعول أي المفاتيح (في يدي) قال المناوي بالإفراد وفي رواية بالتثنية أي حقيقة أو مجازاً باعتبار الاستيلاء (ق ن) عن أبي هريرة
• (بعثت بالحنيفية أي الشريعة المائلة عن كل دين باطل السمحة أي السهلة في العمل ومن خالف سنتي أي طريقتي بأن شدد وعقد فليس مني أي ليس من المتبعين لي فيما أمرت به من اللين والرفق والقيام بالحق والمساهلة مع الخلق (خط) عن جابر وهو حديث حسن لغيره
• (بعثت بمداراة الناس) المداراة بلا همز قال المناوي أي خفض الجناح ولين الكلمة لهم وترك الإغلاظ عليهم وذلك من أسباب الألفة واجتماع الكلمة وانتظام الأمر ولهذا قيل من لانت كلمته وجبت محبته وحسنت أحدوثته وظمئت القلوب إلى لقائه وتنافست في مودته والمداراة تجمع الأهواء المتفرقة وتؤلف الآراء المتشتتة وهي غير المداهنة المنهي انتهى وقال العلقمي قال ابن بطال المدارة من أخلاق المؤمنين وهي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول وذلك من أقوى أسباب الألفة وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط لأن المداراة مندوب إليها والمداهنة محرمة والفرق أن المداهنة هي الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضى بما هو فيه من غير إنكار عليه والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن فعله وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما فيه أو الإنكار عليه بلطف القول والفعل ولا سيما إذا احتاج إلى تألفه ونحو ذلك (هب) عن جابر بإسناد ضعيف
• (بعثت بين يدي الساعة بالسيف قال المناوي خص نفسه به وإن كان غيره من الأنبياء أمر بالقتال لأنه لا يبلغ مبلغه فيه (حتى) حرف تعليل (يعبد الله وحده لا شريك له) أي ويشهد أني رسوله
(وجعل رزقي تحت ظل رمحي) يعني الغنائم وكان سهم منها له صلى الله عليه وسلم خاصة والمراد أن معظم رزقه كان منه وإلا فقد كان يأكل من الهبة والهدية وغيرهما (وجعل الذل) أي الهوان والخسران (والصغار) بالفتح الذل والضيم (على من خالف أمري) أي ومن أطاع أمري فله العز في الدنيا والآخرة (ومن تشبه بقوم فهو منهم) قال المناوي أي حكمه حكمهم لأن كل معصية ميراث من الأمم التي أهلكها الله فكل من لابس منها شيئاً فهو منهم انتهى ويحتمل أن المراد به التحذير من المخالفة أي لا تخالفوا ما أمركم به فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم بمخالفتهم أنبياءهم (حم ع طب) عن ابن عمر بإسناد حسن
• (بعثت داعياً ومبلغاً) الناس ما أمرني الله بتبليغه (وليس إليّ من الهدى شيء) ما على الرسول إلا البلاغ (وخلق إبليس مزيناً) للدنيا والمعاصي يضل بها من أراد الله إضلاله (وليس إليه من الضلالة شيء (عق عد) عن عمر بن الخطاب
• (بعثت برحمة) أي رحمة للعالمين (وملحمة) أي مقتلة لأعداء الله وقال العلقمي يعني بالقتال وهو كقوله بعثت بالسيف (ولم أبعث تاجراً) أي احترف التجارة (ولا زارعاً) وفي رواية زراعاً بصيغة المبالغة (إلا) حرف تنبيه (وأن شرار الأمة) أي من شرارهم (التجار) الذين هم ليسوا أهل صدق وأمانة أو الذين يكثرون الحلف لترويج السلعة (والزراعون) يحتمل أن المراد الذين يكثرون الاشتغال بالزراعة ويتركون الجهاد أو غيره مما افترض عليهم فقد قال الفقهاء أفضل المكاسب الزراعة قال المناوي وهذا يوهن ما ذكره اليعمري في سيرته من أنه كان يزرع أرض بني النضير أو خيبر (إلا من شح على دينه) أي حرص عليه ولم يفرط في شيء من أحكامه وهذا يرشد إلى الاحتمال السابق (حل) عن ابن عباس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره
• (بغض بني هاشم والأنصار كفر) أن بغض بني هاشم من حيث كونهم آله عليه الصلاة والسلام وبغض الأنصار من حيث كونهم ظاهروه ونصروه وإلا فالمراد كفر النعمة (وبغض العرب نفاق) حقيقة أن بغضهم من حيث كون النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فالمراد النفاق العملي لا الاعتقادي (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن صحيح
• (بكاء المؤمن) أي الكامل الإيمان ناشئ من قلبه أي من رقته وحزنه (وبكاء المنافق من هامته) الهامة الرأس كناية عن بعضها أي العين أي يرسله متى شاء فهو يملك إرساله دفعة (عق طب حل) عن حذيفة بإسناد ضعيف
• (بكروا بالإفطار من الصوم) أي عجلوا به بعد تحقق غروب الشمس (وأخروا السحور إلى آخر الليل) ما لم تقعوا في شك في طلوع الفجر والأمر للندب (عد) عن أنس بن مالك
• (بكروا بالصلاة في يوم الغيم) أي حافظوا عليها وقدموها بد دخول وقتها لئلا يخرج وقتها وأنتم لا تشعرون وإخراج الصلاة عن وقتها شديد التحريم خصوصاً العصر كما يشير إليه قوله (فإنه) أي الشان (من ترك صلاة العصر) بغير عذر (حبط عمله) أي بطل ثوابه قال الطيبي وليس ذلك من إحباط ما سبق من عمله
فإن ذلك في حق من مات مرتداً بل يحمل الحبوط على نقصان عمله من يومه لا سيما في الوقت الذي يقرب من أن ترفع فيه أعمال العباد إلى الله تعالى (حم هـ حب) عن بريدة بن الحصيب الأسلمي
• (بلغوا عني) أي انفلوا عني ما أمكنكم ليتصل بالأمة نقل ما جئت به (ولو) كان المبلغ (آية) واحدة من القرآن وجعلها غاية ليسارع كل سامع إلى تبليغ ما وقع له من الآي وإن قل قال المناوي ولم يقل ولو حديثاً لأن حاجة القرآن إلى التبليغ أشد اهـ قال البيضاوي قال ولو آية ولم يقل ولو حديثاً لأن الأمر بالتبليغ للحديث يفهم من هذا بطريق الأولى به فإن الآيات مع انتشارها وكثرة حملته تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظها وصونها عن الضياع والتحريف فإذا كانت واجبة التبليغ فالحديث الذي لا شيء فيه مما ذكر أولى (وحدثوا عن بني إسرائيل) بما بلغكم عنهم مما وقع لهم من الأعاجيب (ولا حرج) قال المناوي لا ضيق عليكم في التحديث إلا أن يعلم أنه كذب أو ولا حرج أن لا تحدثوا وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر لأن المأذون فيه التحديث بقصصهم والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها اهـ وقال العلقمي أي لا ضيق عليكم في التحديث عنهم لأنه كان تقدم منه صلى الله عليه وسلم الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ثم حصل التوسع في ذلك وكان النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمنهم من الاعتبار وقيل لا حرج في أن لا تحدثوا عنهم لأن قوله أولا حدثوا صيغة أمر تقتضي الوجوب فأشار إلى عدم الوجوب وأن الأمر فيه للإباحة بقوله ولا حرج أي في ترك التحديث عنهم وقيل المراد لا حرج عن حاكي حديثهم لما في إخبارهم من الألفاظ المستبشعة نحو قولهم اذهب أنت وربك فقاتلا وقولهم اجعل لنا إلها وقيل المراد ببني إسرائيل أولاد إسرائيل نفسه وهم أولاد يعقوب والمراد حدثوا عنهم بقصتهم مع أخيهم يوسف وهذا أبعد الأوجه (ومن كذب عليّ متعمداً) قال المناوي يعني لم يبلغ حق التبليغ ولم يحتط في الأداء ولم يراع صحة الإسناد (فليتبوأ) بسكون اللام (مقعده من النار) أي فليدخل في زمرة الكاذبين نار جهنم والأمر بالتبوء تهكم (حم ت خ) عن ابن عمر بن الخطاب
• (بلوا أرحامكم ولو بالسلام) قال العلقمي قال في الدر كأصله أي ندوها بصلتها وهم يطلقون النداوة على الصلة كما يطلقون اليبس على القطيعة لأنهم لما رأوا بعض الأشياء تتصل وتختلط بالنداوة ويحصل منها التجافي والتفرق باليبس استعاروا البلل للوصل واليبس للقطيعة (البزار عن ابن عباس (طب) عن أبي الطفيل (هب) عن أنس بن مالك (وسويد بن عمرو) الأنصاري وطرقه كلها ضعيفة لكنها تفوّت
• (بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) أي كشيء واحد في الكفر والإسلام ولم يخالف بنو المطلب بني هاشم في شيء أصلاً فلذلك شاركوهم في خمس الخمس دون بني عبد شمس ونوفل أخوى هاشم والمطلب وسببه
عدم إعطائه صلى الله عليه وسلم بني عبد شمس ونوفل من خمس الخمس فقيل له في ذلك فذكره قال المناوي وهو في البخاري بلفظ إنما (طب) عن جبير بن مطعم
• (بني الإسلام) بالبناء للمجهول أي أسس (على خمس) دعائم كما في رواية عبد الرزاق فإن قيل هذه الخمس هي الإسلام المبني عليه فالجواب المبني هو الإسلام الكامل لا أصل الإسلام وقال ابن حجر فإن قيل المبني لابد أن يكون غير المبني عليه أجيب بأن المجموع غير من حيث الانفراد عين من حيث الجمع ومثاله البيت من الشعر يجعل على خمسة أعمدة أحدها أوسط والبقية أركان فإذا دام الأوسط قائماً فمسمى البيت موجود ولو سقط مهما سقط من الأركان فإذا سقط الأوسط سقط مسمى البيت فالبيت بالنظر إلى مجموعه شيء واحد وبالنظر إلى إفراده أشياء وأيضاً فبالنظر إلى أسه وأركانه الأس أصل والأركان تبع وتكملة اهـ وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام وأن أريد به أي الإسلام الانقياد فالانقياد هو الطاعة والطاعة فعل المأمور به والمأمور به هو هذه الخمس لا على سبيل الحصر فيلزم بناء الشيء على نفسه قال والجواب ن يقال أنه التذلل العام الذي هو اللغوي لا التذلل الشرعي الذي هو فعل الواجبات حتى يلزم بناء الشيء على نفسه ومعنى الكلام أن التذلل اللغوي يترتب عليه هذه الأفعال مقبولاً من العبد طاعة وقربة (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) بجر شهادة وما بعدها على البدل من خمس ويجوز الرفع على حذف الخبر والتقدير منها شهادة أن لا إله إلا الله أو على حذف المبتدأ والتقدير أحدها شهادة أن لا إله إلا الله قال المناوي ولم يذكر الجهاد منها لأنها فروض عينية وهو فرض كفاية ولم يذكر الإيمان بالملائكة وعبر بها في خبر جبريل لأنه أراد بالشهادة تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ما جاء به فيستلزم ذلك (وأقام) أصله إقامة حذفت تاؤه للازدواج (الصلاة) قال المناوي أي المداومة عليها اهـ وقال العلقمي المراد المداومة عليها أو مطلق الإتيان بها (وإيتاء الزكاة) أي إعطائها أهلها ورتب الثلاثة في كل رواية لأنها وجبت كذلك أو تقديماً للأفضل فالأفضل (وحج البيت وصوم رمضان) قال العلقمي ووجه الحصر في الخمس أن العبادة إما قولية وهي الشهادة أو غير قولية فإما تركي وهو الصوم أو فعلي إما بدني وهو الصلاة أو مالي وهو الزكاة أو مركب منهما وهو الحج قال النووي حكم الإسلام في الظاهر ثبت بالشهادتين وإنما أضيف إليهما الصلاة ونحوها لكونها أظهر شرائع الإسلام وأعظمها وبقيامه بها يتم استسلامه وبتركه لها يشعر بانحلاله انتهى فالإسلام الحقيقي يحصل بالشهادتين بشرط التصديق (حم ق ت) عن ابن عمر بن الخطاب (بورك لأمتي في بكورها) خص البكور بالبركة لكونه وقت النشاط وفي الخميس أعظم بركة (طس) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف (عبد الغني في) كتاب (الإيضاح) أي إيضاح الإشكال (عن ابن عمر بن الخطاب (بول الغلام) الذي لم يطعم غير لبن التغذي ولم يعبر حولين
(ينضح) بالبناء للمجهول أي يرش بماء يغلبه وإن لم يسل إذا النضح الرش بلا سيلان والغسل سيلان الماء على الشيء ولابد من زوال صفاته من طعم ولون وريح (وبول الجارية) أي الأنثى (يغسل) والفرق بينهما أن بوله أرق من بولها فلا يلصق بالمحل لصوق بولها وبغير ذلك والخنثى كالأنثى في ذلك (هـ) عن أم كرز وفيه انقطاع
• (بيت لا تمر فيه جياع أهله) وفي رواية لمسلم لا يجوع أهل بيت عندهم التمر قال ابن رسلان قال القرطبي ما ملخصه هذا إنما عني به النبي صلى الله عليه وسلم أهل المدينة ومن كان على حالهم ممن غالب قوتهم التمر وذلك أنه إذا خلا البيت عن غالب القوت في ذلك الموضع يجوع أهله إذ لا يجدون شيئاً في بعض الأوقات ويصدق هذا القول على كل بلد ليس فيه إلا صنف واحد أو يكون الغالب صنفاً واحداً فيقال على بلد ليس فيه إل البر بيت لا بر فيه جياع أهله ويفيد هذا التنبيه على مصلحة تحصيل القوت وادخاره فإنه أسكن للنفس غالباً وأبعد عن تشويش الفكر اهـ وقال النووي فيه فضيلة التمر وجواز الادخار للعيال والحث عليه (حم م د ن هـ) عن عائشة
• (بيت لا صبيان فيه) يعني لا أطفال فيه ذكوراً أو إناثاً (لا بركة فيه) قال المناوي تمامه عند مخرجه وبيت لا خل فيه فقراء أهله وبيت لا تمر فيه جياع أهله (أبو الشيخ) في الثواب (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف
• (بيع المحفلات) أي المجموعات اللبن في ضروعها لا بهام كثرة لبنها وتسمى المصراة قال في النهاية المحفلة الشاة أو البقرة أو الناقة لا يحلبها صاحبها أياماً حتى يجتمع لبنها في ضرعها فيظنها المشتري غزيرة فيزيد في ثمنها ثم يظهر له بعد ذلك نقص لبنها فيثبت له الخيار (خلابة) بكسر الخاء المعجمة أي غش وخداع (ولا تحل الخلابة لمسلم) ولا لغيره وإنما خصه للتنفير عنها (حم هـ) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف
• (بين كل أذانين) قال العلقمي أي أذان وإقامة قال الشرح وهو تغليب كالقمرين قال ابن حجر ويحتمل خلافه وإن تسمى الإقامة أذاناً حقيقة لأنها إعلام بحضور فعل الصلاة (صلاة) أي نافلة أو وقت صلاة ونكرت لتناول كل عدد نواه المصلي من النافلة كركعتين أو أربع أو أكثر ويحتمل أن يكون المراد به الحث على المبادرة إلى المسجد عند سماع الأذان لانتظار الإقامة لأن منظر الصلاة في صلاة قاله ابن المنير وإنما لم يجر ذلك على ظاهره لأن الصلاة بين الأذانين مفروضة والخبر ناطق بالتخيير لقوله بعد (لمن شاء) قال في النهاية يريد بها السنن الرواتب التي تصلي بين الأذان والإقامة قبل الفرض اهـ وشمل عمومه المغرب ولا يعارضه الحديث الآني لضعفه (حم ق ع) عن عبد الله بن مغفل
• (بين كل أذانين صلاة إلا المغرب قال المناوي فإنه ليس بين أذانها وإقامتها صلاة بل تندب المبادرة بالمغرب في أول وقتها اهـ وتقدم إن هذا لا يعارض الصحيح فتندب ركعتان قبل المغرب (البزار عن بريدة) بإسناد ضعيف
• (بين الرجل) أي الإنسان ذكراً كان أو أنثى (وبين الشرك) بالله (والكفر) عطف عام على خاص وكرر بين لمزيد
التأكيد (ترك الصلاة) مبتدأ والظرف خبره ومتعلقه محذوف تقديره ترك الصلاة وصلة بني العبد والكفر والمعنى يوصله إليه وبهذا التقدير زال الإشكال فإن المتبادر أن الحاجز بين الإيمان الكفر فعل الصلاة لا تركها قال بعضهم هو محمول على المستحل أو أن فعله فعل أهل الكفر أو أنه يستحق بتركها عقوبة الكافر وهي القتل (م د ت هـ) عن جابر
• (بين الملحمة) بفتح الميمين الحرب وموضع القتال والجمع ملاحم مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسداء وقيل هي مشتقة من اللحم لكثرة لحوم القتلى فيها (وفتح المدينة) هي القسطنطينة بضم القاف وإسكان السين وضم الطاء الأولى وكسر الثانية وبعدها ياء ساكنة ثم نون قال النووي هكذا ضبطناه وهو المشهور ونقله القاضي في المشارق عن المتقنين والأكثرين وعن بعضهم زيادة ياء مشددة بعد النون وهي مدينة مشهورة من أعظم مدائن الروم (ست سنين ويخرج المسيح الدجال في السابعة) قال العلقمي قال شيخنا قال ابن كثير هذا مشكل مع حديث الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينة وخروج الدجال في سبعة أشهر اللهم إلا أن يكون بين أول الملحمة وآخرها ست سنين ويكون بين آخرها وفتح المدينة وهي القسطنطينة مدة قريبة بحيث يكون ذلك مع خروج الدجال في سبعة أشهر (حم د هـ) عن عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة
• (بين الركن والمقام ملتزم ما يدعو به صاحب عاهة) أي آفة حسية أو معنوية (الأبرء) يعني استجيب دعاؤه وبرئ من عاهته أن صحب ذلك صدق نية وقوة يقين (طب) عن ابن عباس (بين العبد والجنة) أي دخولها (سبع عقبات) قال المناوي جمع عقبة كذا في نسخ الكتاب ثم رأيت خط المؤلف عقاب (أهونها الموت وأصعبها الوقوف بين يدي الله تعالى إذا تعلق المظلومون بالظالمين) يشكل بحديث القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أهون منه انتهى وقال الشيخ وجاء ذكر الخمس الأخر منها القبر والقيام مع الإسراع إلى المحضر وتطاير الصحف والميزان والصراط وأما رواية القبر وأنه إن نجا منه فما بعده أيسر منه الخ فذلك من باب تهويل أمره (أبو سعيد النقاش) بالقاف (في معجمه وابن النجار عن أنس) بن مالك بإسناد ضعيف
• (بين يدي الساعة) أي قدامها (أيام الهرج) قال المناوي أي الفتن والشرور اهـ قال العلقمي وتمامه كما في البخاري يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل قال في النهاية أي قتال واختلاط وقد هرج الناس يهرجون هرجاً إذا اختلطوا وأصل الهرج الكثرة في الشيء والاتساع فيه (حم طب) عن خالد بن الوليد
• (بين يدي الساعة فتن) فساد في الهاء والعقائد (كقطع الليل المظلم)(ك) عن أنس بن مالك (بين يدي الساعة مسخ) تحويل صورة إلى أقبح منها أو مسخ القلوب (وخسف) من باب ضرب وخسوفاً أيضاً أي غور في الأرض وذكر الخطابي أن المسخ يكون في هذه الأمة وكذلك الخسف كما كانا في سائر الأمم خلاف
قول من زعم أن ذلك لا يكون إنما مسخها بقلوبها (وقذف) أي رمي بالحجارة من السماء (هـ) عن ابن مسعود (بين العالم) العامل بعلمه (والعابد) الجاهل (سبعون درجة) أي هو فوقه بسبعين منزلة في الجنة والمراد بالسبعين التكثير (فر) عن أبي هريرة
• (بين كل ركعتين تحية) أي تشهد وسلام أي الأفضل في النفل ذلك (هق) عن عائشة)
• (بئس كلمة ذم (العبد عبد تخيل) بخاء معجمة قال المناوي أي تخيل في نفسه فضلاً على غيره (واختال) تكبر وقال العلقمي تخيل واختال هما تفعل وافتعل من الخيلاء والتكبر والعجب (ونسي) الله (الكبير المتعال) بكسر اللام ونصبه بفتحه مقدرة على الياء المحذوفة للتخفيف أي نسي أن الكبرياء والتعالي ليسا إلا له (بئس العبد عبد تجبر) بالجيم من الجبر القهر (واعتدى) في تجبره فمن خالفه قهره بقتل أو غيره (ونسي الجبار الأعلى) الجبار من أسمائه تعالى ومعناه الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي وقيل العالي فوق خلقه (بئس العبد عبد سهى) باستغراقه في الأماني وجمع الحطام (ولها) اشتغل باللعب ونيل الشهوات (ونسي المقابر والبلا) بكسر الموحدة والقصر أو بفتحها والمد أي لم يستعد ليوم نزول قبره ولم يتفكر فيما هو صائر إليه من بيت الوحشة والدود (بئس العبد عبد عتا) من العتوّ وهو التكبر والتجبر (وطغى) من الطغيان وهو مجاوزة الحد (ونسي المبتدأ والمنتهى) أي نسي المبدأ والمعاد وما هو صائر إليه بعد حشر الأجساد (بئس العبد عبد يختل) بتحتية مفتوحة ثم خاء معجمة فمثناة فوقية مكسورة (الدنيا بالدين) أي يطلب الدنيا بعمل الآخرة بخداع وحيلة (بئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات) قال المناوي أي يتشبث بالشبهات ويؤول المحرمات (بئس العبد عبد طمع) قبله مضاف أو بعده وصف أي ذو طمع أو طمع عظيم فهو مبتدأ (يقوده) خبر والجملة صفة عبد (بئس العبد عبد هوى بالقصر) أي هوى النفس يضله وجمعه أهواء وأما الهواء المسخر بين السماء والأرض فهو ممدود وجمعه أهوية (بئس العبد عبد رغب) بفتح الراء والغين المعجمة أي سعة الأمل وطلب الكثير والحرص على الدنيا والانهماك في تحصيلها (يذله ت ك هب) عن أسماء بنت عميش) بضم المهملة وفتح الميم (طب هب) عن نعيم بن حماد بكسر المهملة وخفة الميم وهو حديث ضعيف
• (بئس العبد المحتكر) أي حابس القوت ثم بين جهة ذمّه بقوله (أن أرخص الله) تعالى (الأسعار حزن وإن أعلاها فرح) فهو يحزن لمسرة الخلق ويفرح لحزنهم فاحتكار القوت حرام لكن خصه الشافعية بما إذا اشتراه في الغلاء وحبسه ليرتفع السعر (طب هب) عن معاذ
• (بئس البيت الحمام ترفع فيه الأصوات وتكشف فيه العورات) أي عورات غالب الداخلين خصوصاً النساء (عد) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف
• (بئس البيت الحمام بيت لا يستر) أي لا تستر فيه العورة (وماء لا يطهر) بضم المثناة التحتية وشدة الهاء وكسرها أي لكونه
ماء مستعملاً غالباً (هب) عن عائشة وهو حديث ضعيف
• (بئس الشعب) قال في المصباح الشعب بالكسر الطريق وقيل الطريق في الجبل (جياد) أرض بمكة أو جبل بها (تخرج الدابة) أي منه (فتصرخ ثلاث صرخات) أي تصيح بشدة (فيسمعها من بين الخافقين) قال العلقمي الخافقان هما طرفا السماء والأرض وقيل المشرق والمغرب وعلى الأول اقتصر في الدر (طس) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف (بئس الطعام طعام العرس) بالضم أي طعام الزفاف ثم بين وجه ذمّه بقوله (يطعمه) بالبناء للمجهول (الأغنياء ويمنعه المساكين) والفقراء فإن لم يخص الأغنياء فليس بمذموم (قط) في فوائد وفي نسخة زوائد (ابن مردك عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره
• (بئس القوم قوم لا ينزلون الضيف) قال المناوي فإنه من شعائر الدين فإذا أهملها أهل محل دل على تهاونهم به (هب) عن عقبة بن عامر
• (بئس القوم قوم يمشي المؤمن فيهم بالتقية والكتمان) قال المناوي أي يتقيهم ويكتم عنهم حاله لما يعلمه منهم من أنهم بالمرصاد للأذى والإضرار إن رأوا حسنة ستروها أو سيئة نشروها اهـ وقال العلقمي قال في النهاية التقية والتقاة بمعنى يريدون أنهم يتقون بعضهم بعضاً ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك (فر) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف
• (بئس الكسب أجر الزمارة) بفتح الزاي والميم المشددة الزانية أي ما تأخذه على الزنا بها وقيل هو بتقديم الراء على الزاي من الرمز وهو الإشارة بنحو عين أو حاجب والزواني يفعلن ذلك (وثمن الكلب) ولو كلب صيد لعدم صحة بيعه (أبو بكر بن مقسم في جزئه عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف
• (بئس مطية) بكسر الطاء المهملة وشدة المثناة التحتية (الرجل) وكذا المرأة (زعموا) قال العلقمي معناه أن الرجل إذا أراد المسير إلى بلد أو الظعن إلى حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي أربه فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زعموا كذا وكذا بالمطية التي يتوصل بها إلى الحاجة وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا تثبت فيه وإنما يحكى على الألسن على سبيل البلاغ فذم من الحديث ما كان هذا سبيله وأمر بالتثبت فيما يحكيه والاحتياط فيما يرويه قال ابن بطال ومعنى الحديث أن من أكثر الحديث لما يعلم صدقه لم يؤمن عليه الوقوع في الكذب فبئست هذه اللفظة مطية لنقل ما لا يعلم فنها تؤدي إلى الكذب (حم د) عن حذيفة
• (بئسما) نكرة موصوفة أي بئس شيئاً كائناً (لأحدكم أن يقول) هو المخصوص بالذم (نسيت آية كيت) وكيت) بفتح التاء أشهر من كسرها أي كذا وكذا لنسبة الفعل إلى نفسه وهو فعل الله (بل هو نسي) بضم النون وشدة المهملة المكسورة فنهوا عن نسبة ذلك إليهم وإنما الله أنساهم قال النووي إنما كره ذلك لأنه يتضمن نسبة التساهل والتغافل عنها إلى نفسه وقال عياض أولى ما يتأول عليه الحديث أن معناه ذم الحال لا ذم القول أي بئست
الحالة حالة من حفظ القرآن فغفل عنه حتى نسيه (حم ق ت هـ ن) عن ابن مسعود.
• (فصل في المحلى بأل من هذا الحرف) *
• (البادئ) أخاه (بالسلام) إذا لقيه (بريء من الصرم) بفتح المهملة وسكون الراء القطع والتصارم التقاطع قال في المصباح صرمته صرماً من باب ضرب قطعته (حل) عن ابن مسعود
• (البادئ بالسلام برئ من الكبر) بكسر الكاف وسكون الموحدة أي التعاظم قال بعضهم الكبر والتكبر والاستكبار ألفاظ متقاربة (هب خط) في الجامع عن ابن مسعود
• (البحر) الملح وهو المراد حيث أطلق أي ركوبه (من جهنم) لكثرة آفاته وغلبة الغرق فيه (أبو مسلم) إبراهيم بن عبد الله (الكجي) بفتح الكاف وشدة الجيم (في سننه ك هق) عن يعلي بفتح التحتية وسكون المهملة وفتح اللام (بن أمية) بضم الهمزة وفتح الميم وشدة التحتية
• (البحر الطهور) أي المطهر (ماؤه الحل ميتته) بفتح الميم وهي السمك وإن لم يشبه السمك المشهور ككلب وخنزير وسببه أن سائلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته والطهور بفتح الطاء ما يتطهر به وبضمها الفعل أي الطهر وقيل بالفتح فيهما وقيل بالضم فيهما وفي الحديث أنه يستحب للعالم إذا سئل عن شيء وعلم أن بالسائل حاجة إلى أمر آخر يتعلق بالمسئول عنه لم يذكره السائل أن يذكره له لأنه سأله عن ماء البحر فأجاب بحكمه وحكم ميتته لأنهم يحتاجون إلى الطعام كالماء (هـ) عن أبي هريرة بإسناد صحيح (البخيل) أي الكامل في البخر كما يفيده تعريف المبتدأ (من ذكرت عنده فلم يصل علي) لأنه بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشراً إذا هو صلى واحدة (حم ت ن حب ك) عن الحسين بن علي بأسانيد صحيحة
• (البذاء) بفتح الموحدة وبالمد ويقصر الفحش في القول (شوم) ضد اليمن أي شر وأصله الهمز فخفف واواً (وسوء الملكة) أي الإساءة إلى نحو المماليك قال في النهاية أي الذي يسيء صحبة المماليك يقال فلان حسن الملكة إذا كان حسن الصنيع إليهم وقال الطيبي يعني سوء الملكة يدل على سوء الخلق وهو شوم والشوم يورث الخذلان ودخول النار (لؤم) أي دناءة وشح نفس قال الجوهري اللئيم الدنيء الأصل الشحيح النفس (طب) عن أبي الدرداء بإسناد حسن
• (البذاذة) بفتح الموحدة وذالين معجمتين قال في النهاية رثاثة الهيئة (من الإيمان) قال المناوي أي من أخلاق أهل الإيمان أن قصد به تواضعاً وزهداً وكفا للنفس عن الفخر لا شحاً بالمال وإظهاراً للفقر وإلا فليس منه (حم هـ ك) عن أبي أمامة بن ثعلبة (الحارثي) واسمه إياس بإسناد حسن أو صحيح
• (البر بالكسر) أي الفعل المرضي أي معظمه (حسن الخلق) بالضم أي التخلق مع الحق والخلق والمراد هنا المعروف وهو طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى ونحوها وقال النووي قال
العلماء البر يكون بمعنى الصلة وبمعنى الصدق وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة العشرة وبمعنى الطاعة وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق (والإثم ما حاك) بحاء مهملة (في صدرك) أي تحرك فيه وتردد ولم ينشرح له الصدر وحصل في القلب منه الشك وخوف كونه ذنباً (وكرهت أن يطلع عليه الناس) أي أماثلهم الذين يستحي منهم (خد م ت) عن النواس بفتح النون وشدة الواو بن سمعان
• (البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب) لأنه تعالى فطر عباده على الميل إلى الحق والسكون إليه وركز في طبعهم حبه (وإن أفتاك المفتون) أي جعلوا لك رخصة والكلام في نفي ريضت وتمرنت حتى صفت وتحلت بأنوار اليقين (حم) عن أبي ثعلبة بفتح المثلثة (الخشنى) بضم المعجمة الأولى وفتح الثانية وكسر النون ورجاله ثقات
• (البر لا يبلى) أي الإحسان وفعل الخير لا يبلى ثناؤه وذكره في الدارين (والذنب لا ينسى) بصيغة المجهول قال المناوي أي لابد من الجزاء عليه لا يضل ربي ولا ينسى (والديان لا يموت) فيه جواز إطلاق الديان عليه تعالى (اعمل ما شئت) تهديد شديد (كما تدين تدان) كما تجازي تجازى (عب) عن أبي قلابة مرسلاً
• (البربري) بفتح الموحدتين وإسكان الراء الأولى قال المناوي نسبة إلى بربر قوم بين اليمن والحبشة سموا به لبربرة في كلامهم انتهى وقال العلقمي نسبة إلى بلاد البربر ناحية كبيرة من بلاد المغرب انتهى وقال في القاموس والبرابرة جيل وهم بالمغرب وأمة أخرى بين الحبوش والزنج (لا يجاوز إيمانه تراقيه) التراقي جمع ترقوة وهو العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان من الجانبين ووزنها فعولة بالفتح زاد في رواية أتاهم نبي فذبحوه وطبخوه وأكلوه (طس) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف
• (البركة) أي الخير من أجر وغنيمة ونسل حاصلة (في نواصي الخيل) أي ذواتها قال ابن حجر والأولى أن يقدر المتعلق ما ثبت في رواية أخرى فقد أخرجه الإسماعيلي من طريق عاصم بن علي عن شعبة بلفظ البركة تنزل في نواصي الخيل (حم ق ن) عن أنس بن مالك
• (البركة) حاصلة (في ثلاثة) من الخصال (في الجماعة) أي صلاتها أو لزوم جماعة المسلمين (والثريد) مرقة اللحم والخبز (والسحور) لأنه يقوى على الصوم ففيه رفق (طب هب) عن سلمان الفارسي
• (البركة في صغر القرص) أي تصغير أقراص الخبز (وطول الرشاء) بالكسر والمد حبل الدلو وقيل الحبل الذي يستقي به الماء قال في المصباح الرشاء الحبل والجمع أرشية مثل كساء وأكسية (وقصر الجدول) قال في المصباح والجدول فعول وهو النهر الصغير اهـ قال المناوي لأنه أكثر فائدة على الزرع والشجر من الطويل (أبو الشيخ) ابن حبان في الثواب عن ابن عباس (السلفي) بكسر المهملة وفتح اللام مخففة الحافظ أبو طاهر (من الطيوريات عن ابن عمر) وهذا كما قاله النسائي وغيره كذب
• (البركة في المماسحة) أي المصافحة في البيع ونحوه كملاقاة
الإخوان قال العلقمي عن خالد بن أبي مالك قال بايعت محمد بن سعد سلعة فقال هات يدك أماسحك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البركة فذكره (د) في مراسيله (عن محمد بن سعد البركة في أكابركم) أي المجربين للأمور المحافظين على تحصيل الأجور فجالسوهم لتقتدوا برأيهم أو المراد من حاز العلم والعمل وإن صغر سنه (حب حل ك هب) عن ابن عباس بإسناد صحيح
• (البركة في أكابرنا) يحتمل أن المراد بالأكابر الأئمة ونوابهم كما يرشد إليه قوله (فمن لم يرحم صغيرنا ويجل) أي يعظم (كبيرنا فليس منا) أي ليس عاملاً بهدينا متبعاً لطريقتنا (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف
• (البزاق في المسجد سيئة) أي حرام (ودفنه) في أرضه إن كانت ترابية (حسنة) أي مكفرة لتلك السيئة أما المبلط فيتعين إزالة ذلك منه ولا يكفي دلكه لأنه زيادة في التقذير (حم طب) عن أبي أمامة بإسناد صحيح
• (البزاق والمخاط والحيض والنعاس) قال المناوي يعني بعين مهملة كما وقفت عليه بخط المؤلف فما في نسخ من أنه بالفاء تحريف أي طروّ المذكورات (في الصلاة من الشيطان) أي يحبه ويرضاه لقطع الأخيرين الصلاة وللاشتغال بالأولين عن القراءة والذكر (هـ) عن دينار بإسناد ضعيف
• (البصاق في المسجد) ظرف للفعل لا للفاعل فيتناول من كان في المسجد ومن كان خارجاً عنه ولو في جداره (خطيئة) بالهمز أي إثم (وكفارتها دفنها) إن كانت الأرض ترابية وإلا وجب إزالتها (ق 3) عن أنس بن مالك
• (البضع) بكسر الباء وفتحها (ما بين الثلاث) من الآحاد (إلى التسع) منها قاله صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى في بضع سنين (طب) وابن مردويه عن نيار بكسر النون ومثناة تحتية (ابن مكرم) بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء الأسلمي بإسناد ضعيف
• (البطن) الموت بداء البطن من نحو استسقاء وذات الجنب (والغرق) أي الموت بالغرق في الماء (شهادة) أي الميت بأحدهما من شهداء الآخرة قال العلقمي قال في المصباح وبطن بالبناء للمفعول فهو مبطون أي عليل البطن وقال الجوهري وبطن الرجل على ما لم يسم فاعله اشتكى بطنه وبطن بالكسر يبطن بطناً عظم بطنه من الشبع (طس عن أبي هريرة) ورجاله رجال الصحيح
• (البطيخ) بالكسر أي أكله (قبل) أكل (الطعام يغسل البطن) أي المعدة والأمعاء (غسلاً) مصدر مؤكد للغسل (ويذهب بالداء) الذي بالبطن (أصلاً) أي مستأصلاً أي قاطعاً له من أصله قال المناوي قيل المراد الأصفر لأنه المعهود عنهم وقال ابن القيم المراد الأخضر قال الحافظ العراقي وفيه نظر (ابن عساكر) في التاريخ (عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم وقال) أي ابن عساكر (شاذ) بل (لا يصح) أصلاً لأن فيه مع شذوذه أحمد الجرجاني وضاع لا تحل الرواية عنه
• (البغايا) جمع بغى بالتشديد وهي الزانية التي تبغي الرجال (اللاتي ينكحن أنفسهن بغير بينة) أي شهود فالنكاح باطل عند الشافعي والحنفي ومن لم يشترط الشهود أوله بأنه أراد
بالبينة ما به يتبين النكاح من الولي (ت) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح
• (البقرة) ومثلها الثور تجزى (عن سبعة) في الأضاحي (والجزور) من الإبل خاصة يطلق على الذكر والأنثى يجزئ (عن سبعة) في الأضاحي قال المناوي وبه قال كافة العلماء إلا مالك وقال العلقمي فيه دليل على أنه يجوز أن يشترك السبعة في التضحية بالجزور والبقرة واجباً كان أو تطوعاً سواء كانوا كلهم متقربين أو بعضهم يريد القربة وبعضهم يريد اللحم وبهذا قال الشافعي ومالك وأحمد وقال أبو حنيفة يجوز للمتقربين ولا يجوز إذا كان بعضهم غير متقرب (حم د عن جابر) بن عبد الله بإسناد صحيح
• (البقرة) أي البالغة من السن سنتين ودخلت في الثالثة (تجزئ عن سبعة والجزور) المستكمل خمس سنين ودخل في السادسة يجزئ (عن سبعة) في الأضاحي (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح) (البكاء) من غير صراخ (من الرحمة) أي رقة القلب (والصراخ من الشيطان) أي يرضاه ويحبه فيحرم (ابن سعد) في الطبقات (عن بكير) بالتصغير (ابن عبد الله بن الأشج) بفتح المعجمة والجيم المدني (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح
• (البلاء موكل بالقول) يعني أن العبد في سلامة ما سكت ابن أبي الدنيا أبو بكر في كتاب (ذم الغيبة) بكسر المعجمة (عن الحسن البصري مرسلاً (هب) عنه أي الحسن (عن أنس)
• (البلاء موكل بالقول ما قال عبد لشيء) أي على شيء (لا والله لا أفعله أبداً إل ترك الشيطان كل عمل وولع بذلك منه حتى يؤثمه) أي يوقعه في الإثم بإيقاعه في الحنث بفعل المحلوف عليه (هب خط) عن أبي الدرداء
• (البلاء موكل بالمنطق) قال المناوي زاد في رواية ابن أبي شيبة ولو سخرت من كلب لخشيت أن أحوّل كلباً (القضاعي عن حذيفة) بن اليمان (و) ابن (السمعاني في تاريخه عن علي) ورواه البخاري في الأدب عن ابن مسعود
• (البلاء موكل بالمنطق فلو أن رجلاً عير رجلاً برضاع كلبة لرضعها) يعني من عير أخاه بشيء وقع فيه (خط) عن ابن مسعود) رضي الله تعالى عنه
• (البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما أصبت خيراً فأقم) أي الزم الإقامة بأي مكان من أماكن بلاد الإسلام يتيسر لك فيه حصول رزقك من وجه حلال وأمر دينك (حم عن الزبير) بن العوام بإسناد ضعيف
• (البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراء الأهل السماء كما تتراء النجوم لأهل الأرض) أي يرونه مضيئاً كما يرون النجوم كذلك وفي رواية بدل يقرأ فيه القرآن يذكر فيه الله (هب) عن عائشة
• (البيعان) بشدة المثناة التحتية أي المتبايعان يعني البائع والمشتري (بالخيار) في فسخ البيع وهذا الخيار خيار المجلس ما لم يتفرقا بأبدانهما عن محلهما الذي تبايعا فيه عند الشافعي وقال أبو حنيفة ومالك بالكلام وهل للتفرق المذكور حد ينتهي إليه المشهور الراجح من مذاهب العلماء في ذلك أنه موكول إلى العرف فكل ما عد في العرف تفرقا حكم به وما لا فلا (فإن صدقا) أي صدق كل منهما في قدر عوضه وصفته (وبينا) أي بين