المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الراهن واستدل طائفة بالحديث على جواز انتفاع المرتهن بالرهن إذا - السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير - جـ ٣

[العزيزي]

الفصل: الراهن واستدل طائفة بالحديث على جواز انتفاع المرتهن بالرهن إذا

الراهن واستدل طائفة بالحديث على جواز انتفاع المرتهن بالرهن إذا قام بمصلحته وإن لم يأذن المالك وحمله الجمهور على ما تقدم (ولبن الدر) قال العلقمي بفتح المهملة وتشديد الراء مصدر بمعنى الداراة أي ذات الضرع (يشرب بنفقته إذا كان مرهوناً وعلى الذي يركب ويشرب النفقة) وهو الراهن كما تقدم وكذا عليه نفقته وإن لم ينتفع به لما تقدم (خ ت هـ) عن أبي هريرة.

(حرف العين)

(عائد المريض) الذي تطلب عيادته (يمشي في مخرفة الجنة حتى يرجع) المخرفة بالفتح البستان والجمع مخارف أي يمشي في التقاط فواكه الجنة ومعناه أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها من حيث إن فعله يوجب ذلك (م) عن ثوبان

(عائد المريض يخوض في الرحمة فإذا جلس عنده غمرته الرحمة ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده فيسأله كيف هو وتمام تحيتكم بينكم المصافحة) عند الملاقاة بعد السلام (حم طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف

(عائشة زوجتي في الجنة) قال المناوي هي أحب زوجاته إليه فيها وإلا فزوجاته كلهن زوجاته فيها (ابن سعد عن مسلم البطين) قال الشيخ حديث حسن

(عاتبوا الخيل فإنها تعتب) قال المناوي بالبناء للمفعول أي ادّبوها وروّضوها للحرب والركوب فإنها تتأدب وتقبل العتاب وقال الشيخ بالبناء للفاعل (طب) والضياء عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره

(عادى الله من عادى علياً) قال المناوي يرفع الجلالة على الفاعلية أي عادى الله رجلاً عادى علياً رضي الله عنه وهو دعاء أو خبر ويجوز النصب على المفعولية أي عادى الله رجل عادى علياً ويؤيد الأول حديث اللهم عاد من عاداه (ابن منده عن رافع) مولى عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(عادى الأرض) بشدة المثناة التحتية أي القديم الذي من عهد عاد والمراد الأرض غير المملوكة الآن وإن تقدم ملكها فليس ذلك مختصاً بقوم عاد (لله ورسوله) أي مختص بهما (ثم) هي (لكم) أيها المسلمون (من بعد) أي من بعدي (فمن أحيي شيئاً من موتان) بفتح الميم والواو (الأرض) بعدي وإن لم يأذن الإمام عند الشافعي خلافاً للحنفية (فله رقبتها) ملكاً وخاطب المسلمين بقوله لكم إشارة إلى أن الذمي ليس له الإحياء بدارنا (هق) عن طاوس مرسلاً وعن ابن عباس موقوفاً عليه

(عارية) بشدة المثناة التحتية وتخفف (موداة) إلى صاحبها وفي رواية مضمونة قاله لما أرسل يستعير من صفوان دروعاً لحنين عام الفتح فقال أغصبا يا محمد فقال لا وذكره (ك) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشيخ حديث صحيح

(عاشوراء) بالمد (عيد نبي كان قبلكم فصوموه أنتم) ندباً روى أنه يوم الزينة الذي كان فيه ميعاد موسى لفرعون وأنه كان عيدهم (البزار عن أبي هريرة) بإسناد حسن

(عاشوراء يوم العاشر) أي عاشر المحرم وقيل

ص: 304

هو يوم الحادي عشر (قط فر) عن أبي هريرة

(عاشوراء يوم التاسع) قال المناوي لا يخالف ما قبله لأن القصد مخالفة أهل الكتاب في هذه العبادة مع الإتيان بها وذلك يحصل بنقل العاشر إلى التاسع أو بصيامهما معاً (حل) عن ابن عباس

(عاقبوا) قال المناوي بقاف في خط المؤلف وفي نسخة عاتبوا بمثناة فوقية وهو الأنسب بقوله (أرقاءكم على قدر عقولهم) أي بما يليق بعقولهم من العتاب لا على حسب عقولكم أنتم (قط) في الإفراد وابن عسارك عن عائشة رضي الله عنها

(عالم ينتفع بعلمه) الشرعي (خير من ألف عابد) ليسوا بعلماء لأن نفع العالم متعد ونفع العابد مقصور عليه (فر) عن علي بإسناد فيه متهم

(عامة أهل النار) أي أكثر أهلها (لنساء) يكفرانهن العشير (طب) عن عمران بن حصين بالتصغير قال الشيخ حديث صحيح المتن

(عامة عذاب القبر من البول) أي أكثره بسبب التهاون في التحفظ منه وتمامه فاستنزهوا من البول وظاهره وجوب الاستبراء وبه قال بعضهم (ك) عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو حديث صحيح

(عباد الله) حذف منه حرف النداء (لتسوّن) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وضمير الجمع وهو الواو لالتقاء الساكنين (صفوفكم) في الصلاة (أو ليخالفن الله بين وجوهكم) أي وجوه قلوبكم (ق د ت) عن النعمان بن بشير

(عباد الله وضع الله) تعالى (الحرج) عن هذه الأمة قال في النهاية الحرج في الأصل الضيق ويقع على الإثم والحرام وقيل الحرج أضيق الضيق (إلا امرءاً) ذكراً كان أو أنثى (اقترض) بالقاف (امرءاً ظلماً) أي نال منه وعابه وقطع وده بالغيبة (فذاك يحرج) قال المناوي بضم أوله وكسر ثالثه أي يوقع في الحرج أي الإثم (ويهلك) بالضم أي في الآخرة وضبط بعضهم يحرج بفتح أوله وثالثه ويهلك بفتح أوله وكسر ثالثه فاسم الإشارة على الضبط الأول راجع للمصدر المفهوم من الفعل السابق وعلى الثاني راجع للشخص (عباد الله تداووا فإن الله لا لم يضع داءاً وضع له دواء) علمه من علمه وجهله من جهله (الأداء واحدا الهرم) يجوز نصبه بدلاً ورفعه خبر مبتدأ محذوف (الطيالسي) أبو داود (عن أسامة بن شريك) الثعلبي

(عبد الله بن سلام) بالتخفيف ابن الحارث بن يوسف الإسرائيلي (عاشر عشرة في الجنة) لا يعارضه أنه ليس من العشرة المشهود لهم بها لأن هذه عشرة غير تلك وكان من علماء الصحب وأكابرهم (حم طب ك) عن معاذ بن جبل وإسناده صحيح

(عبد الله ابن عمر) بن الخطاب (من وفد الرحمن) أي من الجماعة المقدمين عنده (وعمار) بالفتح والتشديد بن ياسر (من السابقين) الأولين إلى الإسلام (والمقداد) ابن الأسود (من المجتهدين) أي في العبادة أو في نصرة الدين (فر) عن ابن عباس

(عبد أطاع الله وأطاع مواليه) لم يقل مولاه إشارة إلى أن دأبه الطاعة لكل من ملكه وإن انتقل من مولى إلى مولى (أدخله الجنة قبل مواليه بسبعين خريفاً فيقول السيد رب هذا كان عبدي في الدنيا قال جازيته بعمله وجازيتك بعملك) والمراد أن ذلك سيكون في الآخرة

ص: 305

وعبر عنه بالماضي لتحقق الوقوع (طب) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد حسن

(عتق النسمة أن تنفرد بعتقها) فلا يشاركك في عتقها أحد بأن ينفذ منك إعتاق كلها (وفك الرقبة أن تعين في عتقها) بأن تعتق شقصاً منها أو تتسبب في عتقها (الطيالسي عن البراء) ابن عازب وإسناده حسن

(عثمان بن عفان وليي في الدنيا ووليي في الآخرة) يحتمل أن يكون المراد له بي اتصال وقرب في الدارين (ع) عن جابر قال ابن الجوزي موضوع

(عثمان في الجنة) أي يدخلها مع السابقين الأولين (ابن عساكر عن جابر) ابن عبد الله

(عثمان حي) أصله حيي بمثناتين تحتيين فحذفت الأخيرة لعلة تصريفية أي كثير الحياء (تستحي منه الملائكة) فمقامه مقام الحياء والحياء يتولد منه إجلال الحق تعالى ورؤية النفس بعين التقصير والنقص (ابن عساكر عن أبي هريرة)

(عثمان أحيي أمتي) أي أكثرها حياء من الله (وأكرمها) أي أسخاها وأجودها أعتق ألفي وأربعمائة رقبة وجهز جيش العسرة من ماله (حل) عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد ضعيف

(عجباً) أصله أعجب عجباً (لأمر المؤمن) ثم بين وجه العجب بقوله (أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء) بالمد كصحة وسلامة ومال وجاه (شكر) الله على ما أعطاه (وكان خبراً له) فإنه يكتب في ديوان الشاكرين (وإن أصابته ضراء) بالمد كمصيبة (صبر) واحتسب فكان خيراً له فإنه يصير من أحزاب الصابرين الذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه المبين (حم م عن صهيب) بضم المهملة وفتح الهاء وسكون التحتية (ابن سنان) بالنون الرومي رضي الله عنه

(عجب ربنا) قال المناوي أي رضي واستحسن اهـ وقال في النهاية أي عظم عنده وكبر لديه وإطلاق التعجب على الله مجاز لأنه لا يخفى عليه أسباب الأشياء والعجب ما خفي سببه ولم يعلم (من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل) يعني الأسرى الذين يؤخذون عنوة في السلاسل فيدخلون في الإسلام فيصيرون من أهل الجنة قال شيخ الإسلام زكريا أو المراد بهم أسارى المسلمين يموتون أو يقتلون في أيدي الكفار مسلسلين فيحشرون ويدخلون الجنة على حالهم لإظهار شرفهم كما في الشهيد يدخل ودمه عليه (حم خ د) عن أبي هريرة

(عجب ربنا من رج غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه) قال الماوي من حرمة الفرار اهـ وقال العلقمي فيه دليل على أن الغازي إذا انهزم أصحابه وكان في ثباته للقتال نكاية للكفار فيستحب الثبات ولا يجب كما قاله السبكي وأما إذا كان الثبات موجباً للهلاك المحض من غير نكاية فيجب الفرار قطعاً (فرجع حتى أهريق) بضم الهمزة وفتح الهاء الزائدة أي أريق (دمه) نائب فاعل (فيقول الله عز وجل لملائكته) مباهياً به (انظروا إلى عبدي) إضافة لنفسه تعظيماً لمنزلته عنده (رجع) إلى القتال (رغبة فيما عندي) من الثواب (وشفقة) أي خوفاً (مما عندي) من العقاب (حتى أهريق دمه) فيه إن نية المجاهد طمعاً في الثواب وخوفاً من العقاب على الفرار

ص: 306

معتبرة لتعليله الرجوع بالرغبة والإشفاق (د) عن ابن مسعود بإسناد حسن

(عجب ربنا من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم) لأن الشاة أفضل الأنعام وأطيبها لحماً (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف

(عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر) للغزو (كالملوك على الأسرة) قال ابن عبد البر أراد والله أعلم أنه رأى الغزاة في البحر من أمته مولكاً على الأسرة في الجنة ورؤياه وحي وقال عياض هذا محتمل ويحتمل أيضاً أن يكون خبراً عن حالهم في الغزو من سعة أحوالهم وقوام أمرهم وكثرة عددهم وجودة عددهم فكأنهم الملوك على الأسرة قال العلقمي وأو له مع سببه وتمامه كما في البخاري عن أنس بن مالك قال حدثتني أم حرام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً في بيتها أي استراح نصف النهار فاستيقظ وهو يضحك قالت قلت يا رسول الله ما يضحكك قال عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم وفي رواية فدعا لي وفي أخرى فقال اللهم اجعلها منهم ثم نام فاستيقظ وهو يضحك فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثاً قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فيقول أنت من الأولين فتزوج بها عبادة ابن الصامت فخرج بها إلى الغزو فلما رجعت قربت إليها دابة لتركبها فوقعت فاندقت عنقها فماتت وفيه جواز تمني الشهادة وأن من يموت غازياً يلحق بمن يقتل في الغزو ولكن لا يلزم من الاستواء في أصل الفضل الاستواء في الدرجات (خ) عن أم حرام بفتح المهملتين بنت ملحان وهي خالة أنس

(عجبت للمؤمن أن الله تعالى) بكسران على الاستئناف (لم يقض له قضاء إلا كان خيراً له) إن أصابته ضراء صبر وإن أصابته سراء شكر (حم حب) عن أنس وإسناده صحيح

(عجبت للمؤمن وجزعه) الجزع من باب تعب نقيض الصبر وقال في النهاية هو الحزن والخوف (من السقم) أي المرض قال في المصباح سقم سقماً من باب تعب طال مرضه (ولو يعلم ماله في السقم) من الثواب ومحو الذنوب (أحب أن يكون سقيماً حتى يلقى الله عز وجل الطيالسي)(طس) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن

(عجبت لملكين من الملائكة نزلا) من السماء (إلى الأرض يلتمسان عبداً) أي يطلبانه (في مصلاه) أي مكانه الذي يصلي فيه ليكتبا عمله (فلم يجداه) فيه لكونه مرض فتعطل (ثم عرجا) صعدا (إلى ربهما فقالا يا رب كنا نكتب لعبدك المؤمن في يومه وليلته من العمل كذا وكذا فوجدناه قد حبسته في حبالتك) أي عوقته بالمرض (فلم نكتب له شيئاً فقال عز وجل اكتبا لعبدي عمله في يومه وليلته ولا تنقصا من عمله شيئاً علي) بشدة المثناة التحتية (أجره) تفضلا إذ لا يجب عليه تعالى شيء (ما حبسته) أي مدة دوام حبسي إياه (وله أجر ما كان يعمل) وهذه الجملة موضحة لما قبلا مؤكدة له الطيالسي (طس) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(عجبت للمسلم إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر) أي من شأنه ذلك أو المراد المسلم الكامل (وإذا أصابه خير حمد الله

ص: 307

وشكران المسلم يؤجر في كل شيء) أخلص فيه لله (حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه) ليأكلها إن قصد بذلك التقوى على العبادة الطيالسي (هب) عن سعد بن أبي وقاص قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(عجبت لأقوام يساقون إلى الجنة في السلاسل وهم كارهون) تقدم معناه قريباً (طب) عن أبي أمامة الباهلي (حل) عن أبي هريرة وإسناده حسن

(عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه) حيث جاد بالعلم وعبر الرؤيا قبل خروجه (والله يغفر له حيث أرسل إليه ليستفتى) بالبناء للمفعول فيهما أي أرسل إليه الملك ليستفتيه (في الرؤيا) التي رآها في منامه ولم يجد عند أحد تعبيرها فعبرها وهو في الحبس (ولو كنت أنا) المرسل إليه (لم أفعل) أي لم أعبرها (حتى أخرج) بالبناء للمفعول (وعجبت لصبره وكرمه والله يغفر له أتى) بضم الهمزة ومثناة فوقية مكسورة بضبط المؤلف بخطه أي أتاه رسول الملك وفي رواية أبي (ليخرج) من السجن لما أرسل إليه (فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره) بقوله ارجع إلى ربك الآية (ولو كنت أنا) المرسل إليه (لبادرت الباب) بالخروج ولم ألبث لطول مدة الحبس (ولولا الكلمة) وهو قوله للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك (لما لبث في السجن) تلك المدة الطويلة وذلك (حيث يبتغي) أي يطلب (الفرج من عند غير الله عز وجل فأدب بطول مدة الحبس وذا مسوق لكمال صبر يوسف وكرمه فالمصطفى أصبر وأكرم (طب) وابن مردويه عن ابن عباس بإسناد ضعيف

(عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه وعجبت لغافل وليس بمغفول عنه وعجبت لضاحك ملء فيه ولا يدري أرضى عنه أم سخط) عليه ببناء رضي وسخط للمفعول والفاعل الله (عد هب) عن ابن مسعود

(عجبت لمن يشتري المماليك بماله ثم يعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه فهو أعظم ثواباً) وأيسر مؤنة وفيه أن فعل المعروف أفضل من العتق لكن يظهر أن لامراد فعله مع المضطر (أبو الغنائم النرسي) بفتح النون وسكون الراء وكسر اسين المهملة ووهم وحرف من جعلها واواً (في) كتاب فضل (قضاء الحوائج عن ابن عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما

(عجبت وليس بالعجب وعجبت وهو العجب العجيب عجبت وليس بالعجب أني) بفتح الهمزة بضبط المؤلف (بعثت) إليكم حال كوني (رجلاً منكم) أي من عشيرتكم (فآمن بي من آمن بي منكم وصدقني من صدقني منكم فإنه العجب وما هو بالعجب (و) لكني (عجبت وهو العجب العجيب لمن لم يرني وصدق بي) لأنهم آمنوا به وصدقوه إيقاناً ولم يروه عياناً فلذلك كان هو العجب (ابن زنجويه في ترغيبه) وترهيبه (عن عطاء مرسلاً)

(عج حجر إلى الله تعالى) أي رفع صوته متضرعاً (فقال إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا سنة ثم جعلتني افي اس) بضم الهمزة وشدة السين المهملة (كنيف) أي مرحاض (فقال أو ما ترضى) استفهام إنكاري توبيخي (إن عدلت بك عن مجالس القضاة) أي قضاة السوء قيل العج حقيقي بأن جعل الله فيه إدراكاً ونطقاً وقيل على التشبيه فهو مجاز على سبيل الكناية

ص: 308

وضرب المثل (تمام) في فوائده (وابن عساكر عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف

(عجلوا الإفطار) من الصوم ندباً إن تحققتم غروب الشمس (واحزوا السحور) ندباً إلى آخر الليل ما لم يوقع التأخير في شك (طب) عن أم حكيم

(عجلوا الخروج إلى مكة) لأداء الحج والعمرة (فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) بكسر الراء (من مرض أو حاجة) أو فقراً وغير ذلك من الموانع والأمر بالتعجيل للندب عند لشافعي وللوجوب عند الحنفي (حل هق) عن ابن عباس رضي الله عنهما

(عجلوا الركعتين) اللتين (بعد المغرب لترفعا) إلى السماء (مع العمل) أي مع عمل النهار (هب) عن حذيفة بإسناد ضعيف

(عجلوا الركعتين) اللتين (بعد المغرب فإنهما ترفعان) بمثناة فوقية مضمومة (مع المكتوبة) والأمر فيه وفيما قبله للندب (ابن نصر عنه) أي عن حذيفة

(عجلوا صلاة النهار) أي العصر وفي رواية العصر بدل النهار (في يوم غيم) بعد غلبة الظن بدخول الوقت بالاجتهاد بورد ونحوه (وأخروا المغرب) قيل المراد به تعجيل العصر وجمعها مع الظهر في السفر وأما المغرب فتؤخر إلى العشاء (د) في مراسيله عن عبد العزيز بن رفيع مرسلاً وإسناده قوي مع إرساله

(عد من لا يعودك) أي زر أخاك في مرضه وإن لم يزرك في مرضك (واهد لمن لا يهدي لك) هذا من قبيل قوله في الحيدث المار صل من قطعك واعط من حرمك (تخ هب) عن أيوب بن ميسرة مرسلاً

(عد) بضم العين وفتح الدال وتشديدها بضبط المؤلف (الآي) جمع آية (في الفريضة والتطوّع) والظاهر أن المراد الآيات التي تقرء بعد الفاتحة (خط) عن وائل بن الأسقع بإسناد ضعيف

(عدة المؤمن دين) بفتح الدال (وعدة المؤمن كالأخذ باليد) ظاهره وجوب الوفاء بالوعد والمراد أنه يندب ندباً مؤكداً (فر) عن عليّ أمير المؤمنين

(عدد درج الجنة عدد آي القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن) وهم من لازم تلاوته تدبراً وعملاً لا من قرأه وهو يلعنه (فليس فوقه درجة) لأنه في أعلاها فيكون مع الأنبياء وذا من خصائص القرآن (هب) عن هائشة بإسناد صحيح

(عدد آنية الحوض) أي حوضه الذي يسقي منه أمته يوم القيامة (كعدد نجوم السماء) أي كثيرة جداً فالمراد المبالغة لا التساوي (أبو بكر بن أبي داود في كتاب البعث عن أنس)

(ابن مالك عدل) بالبناء للمفعول (صوم يوم عرفة بسنتين سنة مستقبلة وسنة متأخرة) وقد مر توجيهه (قط) في الإفراد وابن مردويه (ك) عن ابن عمر بن الخطاب

(عذاب القبر حق) قال المناوي فمن أنكره فهو مبتدع محجوب عن نور الإيمان ونور القرآن اهـ ويؤخذ من كلامه في شرح الحديث الآتي أنه لا يكفر (خط) عن عائشة وهو في البخاري أيضاً

(عذاب القبر من أثر البول) أي غالبه من عدم التنزه منه (فمن أصابه بول فليغسله فإن لم يجد) ما يطهره به (فليمسحه) وجوباً (بتراب طيب) أي طهور فإنه أحد الطهورين وبه أخذ بعض المجتهدين ومذهب الشافعي أن التراب لا يطهر الخبث (طب)

ص: 309

عن ميمونة بنت سعد أو سعيد صحابية وإسناده صحيح

(عذاب هذه الأمة جعل بأيديها في دنياها) بقتل بعضهم بعضاً مع اتفاق الكل على كلمة التوحيد ولا عذاب عليهم في الآخرة والمراد أكثرهم ويكفي في صدق العذاب وجوده للبعض ولو واحداً (ك) عن عبد الله بن يزيد الأنصاري وهو حديث صحيح

(عذاب أمتي في دنياها) وفي رواية في دنياهم (طب ك) عنه ورجاله ثقات

(عذاب القبر حق فمن لم يؤمن) أي يصدق (به عذب فيه) قال المناوي إن لم يدركه العفو وتمامه وشفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها (ابن منيع عن زيد بن أرقم)

(عرامة الصبي) بضم المهملة وفتح الراء أي حدته وشدته وقال الجوهري وصبي عارم بين العرامة بالضم أي شرس وقال في المصباح العرام مثل عذاب الحدة والشرس يقال شرس شرساً فهو شرس من باب تعب والاسم الشراسة بالفتح وهو سوء الخلق (في صغره زيادة في عقله في كبره) أي يدل على وفر عقله إذا كبر (الحكيم) في نوادره (عن عمرو بن معدي كرب وأبو موسى المديني عن نس) بن مالك

(عرى الإسلام) أي الأمور التي يستمسك بها فيه جمع عروة بالضم وأصلها إذن لكوز فاستعملت في ذلك على التشبيه (وقواعد الدين) جمع قاعدة وهي الأمر الكلي المنطبق على جميع جزئياته (ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها) أي بتركها أي بسببه (كافر حلال الدم) زاده دفعاً لتوهم أن المراد كفر النعم (شهادة أن لا إله إلا الله) أي وأن محمداً رسول الله فاكتفى بإحداهما عن الأخرى (والصلاة المكتوبة) أي الصلوات الخمس (وصوم رمضان) وهذا بالنسبة للشهادة على بابه وبالنسبة للصلاة والصوم أن ترك ذلك جاحداً لوجوبه وإلا فهو زجر وتهويل (ع) عن ابن عباس رضي الله عنه

(عرج بي) بالبناء للمفعول أي أعرجني يعني رفعني جبريل إلى فوق السماء السابعة (حتى ظهرت) أي ارتفعت (بمستوى) بفتح الواو أي مصعد أي علوته (اسمع فيه صريف الأقلام) بفتح الصاد المهملة تصويت أقلام الملائكة بما يكتبونه من الأقضية الإلهية (خ طب) عن ابن عباس وأبي حبة) بحاء مهملة وموحدة تحتية (البدري)

(عرش كعرش موسى) قال المناوي كذا هو بخط المؤلف وفي نسخة عريش كعريش موسى بزيادة مثناة تحتية بين الراء والشين قال الشيخ وكان من خشب وسعف وسببه أنه صلى الله عليه وسلم سئل أن يكحل له المسجد فأبى وذكره (هق) عن سالم بن عطية مرسلاً

(عرض عليّ) بالبناء للفاعل (ربي ليجعل لي بطحاء مكة) أي حصباءها (ذهباً فقلت لا يا رب ولكني أشبع يوماً وأجوع يوماً فإذا جعت تضرعت إليك) بذلة وخضوع (وذكرتك) في نفسي وبلساني (وإذا شبعت حمدتك) بلساني (وشكرتك) بجميع أعضائي (حم ت) عن أبي أمامة بإسناد حسن

(عرض عليّ) بالبناء للمفعول (أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة) أي من غير سبق عذاب (فالشهيد

ص: 310

ومملوك حسن عبادة ربه ونصح لسيده) أي قام بخدمته (وعفيف) عن تعاطي مالا يحل (متعفف) عن سؤال الناس (وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط) على رعيته بالجور ومنه أن يستعملهم في نحو بناء وحصد زرع بلا أجرة (وذو ثروة) بمثلثتا مفتوحة وسكون الراء وفتح الواو كثرة (من مال لا يؤدى حق الله) تعالى (في ماله) كالزكاة وإطعام المضطر (وفقير فخور) أي كثير الفخر على الناس (حم ك هق) عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد حسن

(عرضت عليّ) بشدة الياء (الجنة والنار) أي مثلتا لي (آنفاً) بالمد والنصب على الظرفية أي قريباً (في عرض هذا الحائط) بضم العين المهملة جانبه (فلم أر كاليوم) أي لم أبصر يوماً كهذا اليوم وأراد باليوم الوقت (في الخير والشر) أي ما أبصرت مثل الخير الذي في الجنة والشر الذي في النار (ولو تعلمون ما أعلم) من شدة عذاب الله (لضحكتم قليلاً) أي لتركتم الضحك في غالب الأحوال (ولبكيتم كثيراً) لغلبة الوجل على قلوبكم (م) عن أنس بن مالك

(عرضت علىّ أمتي بأعمالها حسنها وسيئها) قال المناوي حالان من الأعمال والظاهران ذلك بدل من الأعمال (فرأيت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق) أي تنحيته عنها فيه التنبيه على أن لك ما نفع المسلمين أو أزال عنهم ضرراً كان من حسن الأعمال (ورأيت في سيء أعمالها النخاعة) أي البصاق (في المسجد لم تدفن) فإن دفنت فهو كفارتها كما في حديث قال النووي ظاهره أن الذم لا يختص بصاحب النخاعة بل يدخل فيه هو وكل من رأها ولا يزيلها (حم م هـ) عن أبي ذر الغفاري

(عرضت عليّ أجور أمتي حتى القذاة) بالرفع والذال المعجمة والقصر ما يقع في العين من تراب أو تبن ووسخ ولابد هنا من تقدير مضاف أي أجور أعمال أمتي وأجر إخراج القذاة ويحتمل الجر وحتى بمعنى أي فحينئذ التقدير أي أجر إخراج القذاة وجوّز بعضهم النصب أي حتى رأيت القذاة (يخرجها الرجل من المسجد) جملة مستأنفة للباين قال ابن رسلان وسمعت من بعض المشايخ أنه ينبغي لمن أخرج قذاة من المسجد أو أذى من طريق المسلمين أن يقول عند أخذها لإزالتها إلا إله إلا الله ليجمع بين أدنى شعب الإيمان وأعلاها وهي كلمة التوحيد وبين الأقوال والأفعال وإن اجتمع القلب مع اللسان كان ذلك أكمل (وعرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة) أي من نسيان سورة (من القرآن أو آية) منه (أوتيها) بضم الهمزة وفتح المثناة التحتية أي حفظها (رجل) أو غيره من مكلف (ثم نسيها) لأنه إنما نشأ عن تشاغله عنها وعدم الاهتمام بها ولا ينافيه خبر رفع عن أمتي النساين لأن ما هنا في المفرط فالمعدود ذنباً هو التفريط قال الشيخ ولي الدين العراقي وهذا الحديث إن صح يقتضي أن هذا أكبر الكبائر ولا قائل به وقد يحمل نسيانها على رفضها ونبذها كما في قوله تعالى أتتك آياتنا فنسيتها وهذا يقتضي الكفر وهو أكبر الكبائر بلا توقف وقد يحمل على الذنوب التي اطلع عليها في ذلك الوقت اهـ قال العلقمي

ص: 311

ويحتمل أن المراد بالذنوب التي عرضت الصغائر فيكون نسيان ما أوتيه الإنسان من القرآن أعظم الصغائر (دت) عن أنس بإسناد ضعيف

(عرضت على أمتي البارحة) هو أقرب ليلة مضت وذا إشارة لقرب عهده بالعرض (لدى هذه الحجرة) أي عندها (حتى لأنا أعرف بالرجل منهم من أحدكم بصاحبه) ثم بين كيفية العرض بقوله (صور وإلى في الطين) قالوا وهذا من خصائصه (طب) والضياء عن حذيفة بن أسيد ابن خالد الفزاري وهو حديث صحيح

(عرف الحق لأهله) وسببه عن الأسود ابن سريع قال جئ بأسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتوب إلى الله ولا أتوب إلى محمد وتمامه خلوا سببه (حم ك) عن الأسود بن سريع كقريب قال ك صحيح

(عرفت جعفراً) بن أبي طالب (في رفقة من الملائكة) أي يطير معهم (يبشرون أهل بيشة بالمطر) بكسر الموحدة وسكون المثناة التحتية وشين معجمة واد من أودية تهامة (عد) عن عليّ بإسناد ضعيف

(عرفة كلها موقف) فأي موضع منها وقف به الحاج أجزأه (وارتفعوا) أيها الواقفون بها (عن بطن عرنة) بضم العين المهملة وسكون الراء وفتح النون هي ما بين الميلين الكبيرين من جهة عرفة والعلمين الكبيرين من جهة مني (ومزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن محسر) بكسر السين المهملة محل فاصل بين مزدلفة ومنى (ومنى كلها منحر) فيجري النحر في أي بقعة منها (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح

(عرفة اليوم الذي يعرف فيه الناس) المراد إذا اتفق على ذلك المعظم فإذا غم الهلال فأكملوا القعدة ثلاثين وقفوا في تاسع الحجة في ظنهم ثم أنهم إن وقفوا العاشر أجزأهم (ابن منده وابن عساكر عن عبد الله بن خالد بن أسيد)

(عريشاً كعريش موسى) بياء قبل الشين قال في النهاية العرش والعريش كل ما يستظل به وقال في المصباح عرش البيت سقفه والعرش أيضاً شبه بيت من جريد يجعل فوق الثمار والجمع عروش مثل فلس وفلوس والعريش مثله وجمعه عرش مثل بريد وبرد وهو (ثمام) بضم المثلثة كغراب نبت صغير قصير (وخشيبات والأمر أعجل من ذلك) أي حضور الأجل أعجل من إشادة البناء قاله حين استأذنوه في بناء المسجد (المخلص) قال الشيخ بشدة اللام المكسورة (في فوائده وابن النجار) في تاريخه (عن أبي الدرداء) بإسناد ضعيف

(عزمت على أمتي) قال المناوي أي أقسمت عليهم اهـ فظاهر كلامه إن عزمت فعل وفاعل لكن في نسخ رسم التاء هاء ولهذا قال الشيخ عزمة بالرفع على الابتداء أي وجوب عليهم (أن لا يتكلموا في القدر) بالتحريك بل يجزموا بأن الله خالق الخير والشر (خط) عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد فيه متهم

(عزمت على أمتي أن لا يتكلموا في القدر ولا يتكلم في القدر اشرار أمتي في آخر الزمان) القائلون بأن العبد يخلق فعل نفسه فعلى هذه الأمة أن يعتقدوا أن الله تعالى خلق أفعال العباد كلها كتبها عليهم في اللوح المحفوظ قبل خلقهم (عد) عن أبي هريرة رضي الله عنه

ص: 312

بإسناد فيه كذاب

(عزيز على الله تعالى أن يأخذ كريمتي عبد مسلم) أي يذهب بصر عينيه (ثم يدخله النار) أي لا يفعل ذلك بل يدخله الجنة مع السابين إن صبر ذلك العبد واحتسب (حم طب) عن عائشة بنت قدامة قال الشيخ حديث حسن

(عسى رجل يحدث) الناس (بما يكون بينه وبين أهله) أي حليلته من أمر الجماع ونحوه (وعست امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها) كذلك (فلا تفعلوا) أي يحرم عليكم ذلك وعلله بقوله (فإن مثل ذلك) قال الشيخ بفتح الميم (مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق) لفظ الظهر مقحم (فغشيها) أي جامعها (والناس ينظرون) إليهما فكما تستقبحون هذا ولا تفعلونه فاستبحوا ذاك ولا تفعلوه (طب) عن أسماء بنت يزيد ابن السكن بإسناد حسن

(عشر) أي عشر خصال (من الفطرة) أي من سنة الأنبياء الذين أمرنا أن نقتدي بهم وقيل من الدين (قص الشارب وإعفاء اللحية) فيكره أخذ شيء منها والمراد لحية الذكر (والسواك واستنشاق الماء) في الوضوء والغسل (وقص الأظفار وغسل البراجم) بفتح الموحدة وبالجيم عقد الأصابع ومفاصلها ونبه بها على ما عداها مما يجتمع فيه الوسخ كالأذن والأنف (ونتف الإبط وحلق العانة) أي عانة الرجل بخلاف غيره فالمطلوب في حقه النتف (وانتقاص الماء) قال العلقمي بالقاف والصاد المهملة على المشهور قال في النهاية يريد انتقاص البول بالماء إذا غسل المذاكير به وقيل هو الانتضاح بالماء وقيل الصواب بالفاء أي مع الصاد المهملة قال في القاموس الانتقاص رش الماء من خلل الأصابع على الذكر والمراد نضحه على الذكر من قولهم نضح الدم القليل نقصه وجمعه نقص اهـ وفي الفائق انتقاص الماء هو أن يغسل به مذاكيره ليرتد البول لأنه إذا لم يغسل نزل منه الشيء بعد الشيء فيعسر استبراؤه فلا يخلو الماء من أن يراد به البول فيكون المصدر مضافاً إلى الفاعل على معنى التعدية والانتقاص يكون متعدياً ولازما (حم م ع) عن عائشة

(عشر خصال عملها قوم لوط بها) أي بسببها (اهلكوا وتزيدها أمتي) أي تفعلها وتزيد عليها (بخلة) بفتح الخاء المعجمة وشدة اللام المفتوحة أي خصلة وهي (إتيان الرجال بعضهم) بالجر (بعضاً ورميهم بالجلاهق) بضم الجيم البندق المعمول من الطين الواحدة جلاهقة وهو فارسي لأن الجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة عربية ويضاف القوس إليه للتخصيص فيقال قوس الجلاهق كما يقال قوس النشاب (والخذف) بالخاء والذال المعجمتين قال في النهاية هو رميك حصاة او نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها أو تتخذ مخذفة من خشب ثم ترمي بها الحصا بين إبهامك والسبابة (ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف وشرب الخمور وقص اللحية وطول) أي تطويل (الشارب والصفير) هو الصوت بالفم والشفتين الخالي من الحروف (والتصفيق) ضرب صفحة الكف على صفحة الأخرى (ولباس الحرير) أو ما أكثره حرير (وتزيدها أمتي بخلة إتيان النساء بعضهن بعضاً) وذلك كالزنا في حقهن كما في خبر قال العلقمي وهذا قد

ص: 313

ينافيه ما أخرجه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن حذيفة قال إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء (ابن عساكر) في تاريخه (عن الحسن) البصري (مرسلاً)

(عشرة) قال المناوي زاد تمام في فوائده من قريش (في الجنة النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعليّ في الجنة وطلحة في الجنة والزبير بن العوام في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة (حم ده) والضياء عن سعيد بن زيد بإسناد صحيح

(عشرة أبيات بالحجاز أبقى) قال الشيخ بموحدة تحتية فقاف أي أكثر بقاء (من عشرين بيتاً بالشام)(طب) عن معاوية بن أبي سفيان قال الشيخ حديث حسن

(عصابتان) بكسر العين المهملة تثنية عصابة وهي الجماعة قال في النهاية العصابة الجماعة م الناس من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها (من أمتي احرزهما الله) تعالى (من النار) أي من عذبها (عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم) يقاتل بها الدجال (حم ن) والضياء عن ثوبان بإسناد حسن

(عظم الأجر عند عظم المصيبة) قال الشيخ بكسر العين وفتح الظاء أي كبره وزيادته (وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم) قال المناوس تمامه فمن رضي فله الرضى ومن جزع فله الجزع (المحاملي في أماليه عن أبي أيوب) الأنصاري قال الشيخ حديث حسن

(عفو الله أكبر) بموحدة تحتية (من ذنوبك) أي فضل الله على العبد أكثر من تقصيراته فمع التوبة النصوح لا يضر العبد المسلم ذنب وإن لم يتب فرحمة الله ترجى له قال الشيخ قال رجل يا رسول الله إني فعلت وفعلت أيعفو الله عني مع ما أتيت فذكره (فر) عن عائشة رضي الله عنها بإسناد ضعيف

(عفو الملوك) بضم الميم جمع ملك بفتحها وكسر اللام (أبقى) بالموحدة والقاف (للملك) أي أدوم وأثبت ويمد في العمر أيضاً كما في حديث الحكيم أي يبارك فيه بصرفه في الطاعات فكأنه زاد وأفاد بمفهومه أن التسارع إلى العقوبة لا يطول معه الملك قييل وهذا مجرب (الرافعي عن عليّ)

(عفوت لكم عن صدقة الجبهة) بفتح الجيم وسكون الموحدة التحتية أي تركت لكم أخذ زكاة الخيل وتجاوزت عنه (والكسعة) بالضم الحمير وقيل الرقيق من الكسع وهو ضرب الدبر (والنخة) بضم النون وفتح وخاء معجمة مفتوحة مشددة البقر العوامل أو كل دابة استعملت (هق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(عفوا تعف نساؤكم) قال في المصباح عف عن الشيء عفا من باب ضرب وعفة بالكسر وعفافاً بالفتح كف عنه أي كفوا عن الفواحش تكف نساؤكم عنها أبو القاسم بن بشران في أماليه (عد) عن ابن عباس قال ابن الجوزي موضوع

(عفوا تعف نساكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن اعتذر إلى خيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره) زاد في رواية محقا كان أو مبطلاً (لم يرد على الحوض) الكوثر يوم القيامة (طس) عن عائشة وفيه كذاب

(عفوا عن نساء الناس) أي عن الزناء

ص: 314

بهن (تعف نساؤكم) عن الزنا (وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه) أخوه في الدين وإن لم يكن من النسب (متنصلاً) قال في المصباح ونصل الشيء من موضعه من باب قتل خرج منه ومنه يقال تنصل فلان من ذنبه أي خرج منه (فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً) في تنصله (فإن لم يفعل) ذلك (لم يرد عليّ الحوض) يوم يرده المؤمنون في الموفق (ك) عن أبي هريرة وقال صحيح ورده المنذري وغيره

(عقر) بفتح المهملة وسكون القاف (دار الإسلام) أي أصله وموضعه (بالشام) أي يكون الشام زمن الفتن محل أمن وأهل الإسلام به أسلم (طب) عن سلمة بن نفيل بالتصغير بإسناد صحيح

(عقل) أي دية قال في المصباح قال الأصمعي سميت الدية عقلاً تسمية بالمصدر لأن الإبل كانت تعقل بغناء ولي القتيل ثم كثر الاستعمال حتى أطلق العقل على الدية إبلاً كانت أو نقداً (شبه العمد) وهو العمد من وجه دون وجه كضرب بنحو سوط أو عصى خفيفة (مغلظ) مثلث ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة (مثل عقل العمد) في التثليث لكنها مخففة بكونها مؤجلة عى ثلاث سنين وبكونها على العاقلة (ولا يقتل صاحبه) أي لا يجب قود على صاحب شبه العمد (د) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه

(عقل المرأة مثل عقل الرجل) أي دية الأنثى مثل دية الذكر (حتى يبلغ الثلث من ديته) يعني أنها تساويه فيما كان من أطرافها إلى ثلث الدية فإذا تجاوزت الثلث وبلغ العقل نصف الدية صارت دية المرأة على النصف من دية الرجل قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي المالكي في شرح الرسالة مثال ذلك أني قطع للمرأة المسلمة ثلاثة أصابع فيها ثلاثون بعيراً لمساواتها الرجل فيما يقصر عن ثلث ديته وإن قطع لها أربع أصابع ففيها عشرون بعيراً لأنها لو ساوته فيها لزم أن يجب لها أربعون وذلك أكثر من ثلث ديته فرجعت إلى نصف الواجب للرجل وهو عشرون وعلى هذا إجماع أهل المدينة والفقهاء السبعة انتهى ومذهب الشافعي أنها على النصف فيما قل أو كثر (ن) عن ابن عمرو بن العاص

(عقل أهل الذمة نصف عقل المسلمين) أي دية الذمي نصف دية المسلم وبه قال مالك وأحمد بن حنبل وقال أبو حنيفة ديته كدية المسلم وقال الشافعي ثلث دية المسلم وحجته أن ذلك أقل ما قيل (ن) عن ابن عمرو بن العاص

(عقوبة هذه الأمة) المحمدية في الدنيا (بالسيف) أي بقتل بعضهم بعضاً فلا يعذبون بخسف ولا مسخ كما فعل بالأمم المتقدمة (طب) عن رجل صحابي قال المناوي هو بعد الله بن يزيد الخطمي (خط) عن عقبة ابن مالك ورجاله رجال الصحيح

(علامة إبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئاً) من الخلق (أبداً) لأن اللعنة الطرد والبعد عن رحمة الله وهم إنما يقربون الناس إلأى الله تعالى (ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن أبي بكر بن خنيس) بالتصغير (مرسلاً)

• (علامة حب الله حب ذكر الهل وعلامة بغض الله بغض ذكر الله عز وجل قال المناوي أي علامة حب الله لعبده حب عبده لذكره لأنه إذا أحب عبداً ذكره وإذا ذكره حبب إليه

ص: 315

ذكره وعكسه (هب) عن أنس بن مالك

(على الخمسين) من الرجال (جمعة) قال المناوي وتمامه ليس فيما دون ذلك وبه أخذ بعض السلف واعتبر الشافعي أربعين لدليل آخر (قط) عن أبي أمامة ثم ضعفه

(على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السموات والأرض فإذا مررتم به فقولوا ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فإنه يقول آمين آمين) أي استجب يا ربنا (خط) عن ابن عباس مرفوعاً (هب) عنه موقوفاً

(على النساء ما على الرجال) من الفرائض (إلا الجمعة والجنائز والجهاد) في سبيل الله نعم إن لم يكن هناك ذكر لزم النساء تجهيز الميت ويلزمهن الجهاد إن دخل الكفار بلدة من بلاد الإسلام (عب) عن الحسن البصري (مرسلاً)

(على الوالي) أي الإمام الأعظم ونوابه (خمس خصال جمع الفئ من حقه ووضعه في حقه وأن يستعين على أمورهم) أي المسلمين (يخبر من يعلم) منهم أي بأفضلهم وأعظمهم كفاءة وديانة (ولا يجمرهم) بالجيم (فيهلكهم) أي لا يجمعهم في الثغور دائماً ويحبسهم عن العود إلى أهليهم قال في النهاية تجمير الجيش جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهليهم (ولا يؤخر أمر يوم لغد) من الأمور التي يخشى فواتها أو يتضرر الناس بتأخيرها (عق) عن واثلة بن الأسقع بإسناد ضعيف

(على اليد ما أخذت حتى تؤديه) أي يجب على من وضع يده على عين لغيره بغصب أو إعارة أو محو ذلك أن يردها إلى مالكها إن كانت باقية فإن تلفت لزمه رد بدلها (حم 4 ك) عن سمرة ابن جندب وإسناده حسن

(على أنقاب المدينة) جمع نقب بالسكون وأصل النقب الطريق بين الجبلين والمراد هنا طرق المدينة وفجاجها (ملائكة) موكلون بها (لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) فإنه يجيئ ليدخلها فتمنعه الملائكة ومكة تشاركها في ذلك مالك (حم ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه

(على أهل كل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب وفي كل) عيد (أضحى شاة (طب) عن مخنف بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح النون (ابن سليم)

(على ذروة كل بعير) أي على سنامه وذروة كل شيء أعلاه (شيطان فامتهنوهن بالركوب) لتلين وتذل ولا تعجبوا من حملها فإنما يحمل الله تعالى (ك) عن أبي هريرة رضي الله عنه

(على ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموها) أي الإبل المفهومة من البعير (فسموا الله ثم لا تقصروا عن حاجاتكم) يحتمل أن يكون المعنى ثم سيروا صوب مقصدكم (حم ن حب) عن حمزة بن عمرو الأسلمي وإسناده جيد

(على كل بطن عقوله) قال العلقمي وأوله كما في مسلم كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن قال النووي هو بضم العين والقاف ونصب اللام مفعول كتب والهاء ضمير البطن والعقول الديات واحدها عقل كفلس وفلوس ومعناه أن الدية في قتل الخطأ وعمد الخطأ تجب على العاقلة وهم العصبات سوى الآباء والأبناء وإن علوا أو سفلوا وقال في النهاية كتب على كل بطن عقوله البطن ما دون القبيلة وفوق الفخذ أي كتب عليهم

ص: 316

ما تفرمه العاقلة من الديات وتجمع على أبطن وبطون (حم م) عن جابر بن عبد الله

(على كل سلامي) بضم المهملة وخفة اللام وهو العضو وجمعه سلاميات بفتح الميم مخففاً وقيل عظام الأصابع وقيل الأنامل وقيل المفاصل وقيل العظام كلها (من ابن آدم في كل يوم صدقة) أي شكر حيث يصبح سليماً من الآفات (ويجزى من ذلك كله) بفتح أول يجزى وضمه أي يكفي مما وجب للسلامي من الصدقة (ركعتا الضحى) لأن الصلاة عمل بجميع الأعضاء فيقوم كل عضو بشكره (طس) عن ابن عباس وفيه مجهول

(على كل محتلم) أي بالغ (رواح الجمعة) إذا توفرت الشروط المذكورة في الفروع (وعلى كل من راح الجمعة) أي أراد الرواح إليها (الغسل) لها إن قدر على استعمال الماء وإلا يتيمم والمراد أن الغسل يتأكد تأكداً يقرب من الواجب (د) عن حفصة أم المؤمنين بإسناد صالح

(على كل رجل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم وهو يوم الجمعة) والمراد ما تقدم (حم ن حب) عن جابر

(على كل مسلم صدقة) أي في مكارم الأخلام وليس ذلك بفرض إجماعاً بل على سبيل الاستحباب المتأكد وعلى ما هو اعم من ذلك والعبارة صالحة للإيجاب والاستحباب (فإن لم يجد) ما يتصدق به (فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق) فيه التنبيه على العمل والتكسب ليجد المرء ما ينفقه على نفسه ويتصدق به ويقيه من ذل السؤال (فإن لم يستطيع فيعين ذا الحاجة الملهوف فإن لم يفعل) أي فإن لم يقدر (فيأمر بالخير) زاد في رواية وينهى عن المنكر (فإن لم يفعل) أي لم يمكنه (فيمسك عن الشر فإنه) أي الإمساك قال المناوي كذا بخطه والذي في البخاري فإنها أي الخصلة (له) أي للمسك عن الشر (صدقة) على نفسه وغيره فيه الحث على فعل الخير ما أمكن وإن من قصد شيئاً منها فتعسر عليه فلينتقل إلى غيره فإن أمكنه فعل الجميع فليفعل وفيه الحث على الشفقة على خلق الله بالمال وغير ما أمكن (حم ق ن) عن أبي موسى

(على مثل جعفر) بن أبي طالب الذي استشهد بغزوة مؤنة (فلتبك الباكية) لأنه بذل نفسه لله وقاتل حتى قتل إيثاراً للآخرة على الدنيا (ابن عساكر عن أسماء بنت عميس) بعين وسين مهملتين مصغراً

(على م) بحذف ألف ما الاستفهامية لدخول حرف الجر عليها كما في عم يتساءلون أي لم (يقتل أحدكم أخاه) قاله لما مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف فأصابه بعينه فصرع (إذا رأى أحدكم من أخيه) في الإسلام (ما يعجبه) من بدنه أو ماله (فليدع له بالبركة) اعلم صلى الله عليه وسلم به أن البركة ترفع المضرة قال العلقمي وتمامه ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره فأمره أن يصب عليه (ن هـ) عن أبي أمامة بضم الهمزة

(على م تدغرن) بالدال المهملة والغين المعجمة المفتوحة والراء خطاب لنسوة والد غر غمز الحلق أي لم تغمزن (أولادكن) أي حلوقهم قاله لام قيس وقد دخلت عليه بولد لها وقد أعلقت عنه أي عالجت رفع لهاته بإصبعها (بهذا العلاق) بكسر العين المهملة وقد تفتح الآفة

ص: 317

والداهية يعني لا تفعلن بهم ذلك وفي الصحاح والأعلاق الذغر يقال أعلقت المرأة ولدها من العذرة إذا رفعتها بيدها ولكن (عليكن بهذا العود الهندي) أي الزموا معالجتهم بالقسط قال العلقمي والقسط نوعان هندي وهو أسود وبحري وهو أبيض والهندي أشدهما حرارة أخرج أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعاً أيما امرأة أصاب ولدها ذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فتحكه بماء ثم تسعطه إياه أي لأنه يصل إلى العذرة فيقبضها (فإن فيه سبعة أشفية) جمع شفاء (من سبعة أدواء منها ذات الجنب ويسعط به من العذرة) بضم المهملة وسكون المعجمة وجع في الحلق يعتري الصبيان أو قرحة في الأذن (ويلد به من ذات الجنب) بأن يصب الدواء في أحد شقي الفم قال العلقمي كذا وقع الاقتصادر في الحديث من السبعة على اثنين فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصر الراوي أو اقتصر على اثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلا وقد ذكروا أكثر من سبعة وأجاب بعض الشراح بأن السبعة علمت بالوحي وما زاد عليها بالتجربة فاقتصر على ما هو بالوحي لتحققه قلت ويحتمل أن تكون السبعة أصول صفة التداوي به لأنها إما طلا أو شرب أو تكميداً وتنطيل أو تبخيراً وتسعط أو لدود فالطلاء يدخل في المراهم ويحمل بالزيت ويلطخ وكذلك التكميد والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء أو غيرهما وكذا التنطيل والسعوط يسخن في زيت ويقطر في الأنف وكذا الدهن والتبخير واضح (حم ق ده) عن أم قيس بنت محصن بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد المهملتين

(علقوا الصوت حيث يراه أهل البيت) لينكفوا عن الوقوع في الرذائل قال المناوي ولم يرد به الضرب وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم (حل) عن ابن عمر بإسناد ضعيف

(علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم) أي باعث على التأدب والتخلق بأخلاق الفضلا (عب طب) عن ابن عباس وهو حديث حسن

(علم لا يقال به) أي لا يعمل به أولا يعلم لأهله (ككنز لا ينفق منه) في وجوه الخير أو لا تؤدي زكاته بجامع الحبس عن الانتفاع به والظلم يمنع المستحق منه (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب

(علم لا ينفع ككنز لا ينفق منه) لما تقدم (القضاعي عن ابن مسعود) وهو حديث ضعيف

(علم) بفتحتين أي منار (الإسلام) وفي نسخة الإيمان (الصلاة) المفروضة (فمن فرغ لها قلبه وحافظ عليها بحدها) يحتمل أن المراد بإتيانه بما هينها من أقوالها وأفعالها (ووقتها) مع باقي شروطها (وسننها فهو مؤمن) أي كامل الإيمان (خط) وابن النجار عن أبي سعيد الخدري وإسناده ضعيف

(علم) بكسر أوله (الباطن سر من أسرار الله عز وجل وحكم من حكم الله) تعالى (يقذفه في قلب من يشاء من عباده) يحتمل أن المراد به علم المكاشفة (فر) عن عليّ أمير المؤمنين كرم الله وجهه

(علم النسب) أي معرفة

ص: 318

الأنساب (علم لا ينفع وجهالة) أي والجهل به جهالة (لا تضر) لا ينافي ما مر من الأمر بتعلمه لتعين حمل هذا على التعمق فيه وذاك على ما يعرف به الإنسان فقط (ابن عبد البر) في كتاب العلم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه

(علمني جبريل الوضوء) أي كيفيته أول ما أوحي إليه كما مر في حديث (وأمرني أن أنضح) بكسر الضاد المعجمة أي أرش (تحت ثوبي مما يخرج من البول بعد الوضوء) والأمر للندب وفائدته دفع الوسواس (هـ) عن زيد ابن حارثة بإسناده ضعيف

(علموا الصبي) يعني الطفل ولو أنثى (الصلاة ابن) بالرفع خبر مبتدء محذوف كما شرح المناوي وخالفه الشيخ فقال ابن (سبع سنين) بالنصب على الحال أي حال كونه بالغ هذا السن أي أن ميز عندها كما هو الالب ليألفها فلا يتركها إذا بلغ (واضربوه عليها) أي على تركها (ابن عشر) أي إذا شرع في العاشرة على المعتمد عند الشافعية والمخاطب بذلك الولي (حم ت طب ك) عن سبرة قال الشيخ بفتح المهملة وسكون الموحدة وفتح الراء ابن معبد وإسناده صحيح

(علموا أولادكم السباحة) بالكسر العوم (والرمي بالسهام والمرأة المغزل) أي الغزل بالمغزل ويجوز فتح الميم والزاي على أنه مصدر ميمي فلا حاجة لتقدير المضاف لأنه لائق بها والله يحب المؤمن المحترف ويبغض البطال (هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال البيهقي حديث منكر

(علموا أولادكم اسباحة والرماية ونعم لهو المؤمنة في بيتها الغزل وإذا دعاك أبواك فأحب أمك) أولاً ثم أباك أفاد أنها مقدمة على الأب في البر (ابن منده في المعرفة) أي معرفة الصحابة (وأبو موسى) المديني (في) كتاب الذيل (فر) عن بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري بإسناد ضعيف لكن له شواهد

(علموا نبيكم الرمي) بالسهام (فإنه نكاية العدو) فتعلمه للأبناء سنة مؤكدة وهو أفضل من الضرب بالسيف (فر) عن جابر بن عبد الله بإسناد ضعيف لكن له شواهد

(علموا) الناس ما يحتاجون إليه من أمر الدين (ويسروا ولا تعسروا) الواو للحال أي علموهم وحالكم في التعليم اليسر لا العسر (وبشروا ولا تنفروا) المتعلم (وإذا غضب أحدكم فليسكت) فإن السكوت يسكن الغضب (خد) عن ابن عباس بإسناد صحيح

(علموا) بالرفق (ولا تعنفوا فإن المعلم) بالرفق (خير من) المعلم (المعنف) فإن الخير كله في الرفق والشر في ضده فعلى العالم أن لا يعنف سائلاً عما لا يعرفه فإن ظهر له منه خلاف ذلك فلا بأس بتأديبه (الحارث) بن أبي أسامة (عد عب) عن أبي هريرة

(علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور) لأن ذلك لائق بكل منهما (ص هب) عن مجاهد مرسلاً

(علمي) يا شفاء بكسر المعجمة وخفة الفاء والمد بنت عبد الله (حفصة) بنت عمر (رقية النملة) النملة قروح تخرج في الجنبين ويقال أنها قد تخرج في غير الجنبين فترقى فتذهب بإذن الله تعالى وتسمى نملة لأن صاحبها يحس في مكانها كأن نملة تدب عليه وتعضه وقال في النهاية قيل أن هذا من معر الكلام ومزاحه كقوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عجوز وذلك

ص: 319

أن رقية النملة شيء كانت تستعمله النساء يعلم من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع ورقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال العروس تحتفل أي تتزين وتختضب وتكتحل وكل شيء تفتعل غير ان لا تعصبي الرجل (أبو عبيدة في) كتاب (الغريب عن أبي بكر ابن سليمان) بن أبي خيثمة

(عليك) اسم فعل بمعنى ألزم (السمع والطاعة) بالنصب على الإغراء أي ألزم طاعة أميرك في كل ما يأمر به وإن شق ما لم يكن إثماً وجع بينهما تأكيد للاهتمام بالمقام وفي سخة عليك بالسمع (في عسرك) أي ضيقك وشدتك (ويسرك) نقيض العسر يعني في حال فقرك وغناك (ومنشطك) مفعل من النشاط (ومكرهك) اسم زمان أو مكان (وأثرة) بمثلثة وفتحات ويجوز ضم الهمزة وكسرها مع إسكان المثلثة أي إذا فضل ولي أمرك أحداً (عليك) بلا استحقاق ومنعك حقك فاصبر ولا تخالفه (حم ن) عن أبي هريرة

(عليك بالإياس) بكسر الهمزة مخففاً وفي رواية باليأس (مما في أيدي الناس) واليأس ضد الرجاء (وإياك والطمع) أي احذره (فإنه الفقر الحاضر) لأن صاحبه لا يزال في تعب وإن كان ذا كثرة من المال (وصل صلاتك وأنت مودع) أي صلاة من لا يعود إليها فإن من استحضر ذلك ترك الشواغل الدنيوية وأقبل على ربه (وإياك وما يعتذر منه) أي احذر أن تنطق بما يحوجك إلى الاعتذار (ك) عن سعد قال المناوي ظاهر صنيع المؤلف أنه ابن أبي وقاص لأنه المراد حيث أطلق لكن ذكر ابن منده أنه سعد بن عمارة

(عليك بالبز) بفتح الموحدة وزاي قيل هو نوع من الثياب وقيل ثياب خاصة من أمتعة البيت وقيل أمتعة التاجر من الثياب ورجل بزاز والحرفة البزازة بالكسر أي اتجر فيه (فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس بخير وفي خصب) بكسر المعجمة وسكون المهملة النماء والبركة وكثرة العشب والكلأ يقال أخصب الله الموضع أنبت فيه العشب والكلأ لأن الناس إذا كانوا كذلك انبسطت أيديهم بشراء الكسوة لعيالهم بخلاف المتجر في القوت يعجبه أن يكون الناس في جدب ليبيع ما عنده بثمن غال وسببه كما في الكبير سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم بما تأمرني أن اتجر فذكره (خط) عن أبي هريرة

(عليك بالخيل فإن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) كما مر بيانه (طب) والضياء عن سودة ابن الربعي قال المناوي قال البخاري له صحبة يعد في البصريين والربيع اسم أمه

(عليك بالصعيد) أي التراب أو وجه الأرض (فإنه يكفيك) لكل صلاة ما لم تحدث أو تجد الماء أو يكفيك لإباحة فرض واحد وحمله البخاري على الأول والجمهور على الثاني وسببه كما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فصلي بالناس فلما فرغ من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم فقال ما منعك أن تصلي مع القوم قال أصابتين جنابة ولا ماء قال عليك فذكره (ن) عن عمران بن حصين

(عليك بالصوم) أي ألزمه (فإنه لا مثل له) قال العلقمي وسببه كما في النسائي عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله مرني

ص: 320

بأمر ينفعني الله به وفي رواية مرني بأمر آخذه عنك قال عليك فذكره (ن حب ك) عن أبي أمامة

(عليك بالصوم فإنه مخصي) بفتح الميم منوّنا وفي رواية فنه مجفرة كني به عن كسر شهوته بكثرة الصوم (هب) عن قدامة بالضم (ابن مظعون) بن حبيب الجمحي (عن أخيه عثمان) بإسناد حسن

(عليك بالعلم) الشرعي النافع (فإن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه) أي أصله الذي ينشأ منه ويتفرع عليه (واللين أخوه والصبر أمير جنوده) تقدم شرحه (الحكيم عن ابن عباس) قال كنت ذات يوم رديفاً للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت بلى فذكره

(عليك بالهجرة) أي الهجرة مما حرم الله (فإنه لا مثل لها) في الفضل (عليك بالجهاد فإنه لا مثل له عليك بالصوم فإنه لا مثل له عليك بالسجود) أي ألزم كثرة الصلاة (فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة)(طب) عن أبي فاطمة بإسناد حسن

(عليك بأول السوم فإن الربح مع السماح) فإن الإنسان إذا باع بربح يسير رغب الناس في الشراء منه فيكثر ربحه (ش د) في مراسيله (هق) عن الزهري مرسلاً

(عليك بتقوى الله) أي ألزم فعل ما أمر به وانكف عما نهى عنه (والتكبير على كل شرف) أي مكان عال قال رجل يا رسول الله أريدسفراً فأوصني فذكره (ت) عن أبي هريرة بإسناد حسن

(عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين) قال في المصباح رهب رهباً من باب تعب خاف والاسم الرهبة فهو الراهب من الله اهـ وقال في النهاية يريد ان الرهبان وإن تركوا الدنيا وزهدوافيها وتخلوا عنا فلا ترك ولا تخلى ولا زهد أكبر من بذل النفس في سبيل الله عز وجل وكما أنه ليس عند النصراني عمل أفضل من الترهب ففي الإسلام لا عمل أفضل من الجهاد ولهذا قال ذروة سنام الإسلام الجهاد اهـ وحاصل كلام النهاية أن الرهبانية هي التخلي من أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها وتحمل مشاقها كالخصي ووضع السلسلة في العنق وغير ذلك من أنواع التعذيب (وعليك بذكر الله وتلاوة كتابه) القرآن وفي نسخ كتاب الله (فإن نور لك في الأرض وذكر لك في السماء) بمعنى أن أهلها يتنون عليك (واخزن) بهمزة الوصل (لسانك) أي صنه واحفظه عن النطق (إلا من خير) كذكر ودعاء وتعلم علم وتعليمه (فإنك بذلك تغلب الشيطان) إبليس وحزبه وهذا من جوامع الكلم ابن الضريس (ع) عن أبي سعيد الخدري قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني فذكره وإسناده حسن

(عليك بتقوى الله عز وجل ما استطعت واذكر الله عند كل حجر وشجر) قال المناوي أراد بالحجر السفر وبالشجر الحضر أو أراد الشدة والرخاء فالحجر كناية عن الجدب (وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية) قال المناوي السر فعل القلب والعلانية فعل الجوارح فيقابل كل شيء بمثله اهـ ويحتمل أن يكون

ص: 321

المراد إذا أذنبت سراً فتب سراً وإذا أذنبت ذنباً اطلع عليه الناس فأظهر التوبة ليثنوا عليك خيراً (حم) في الزهد (طب) عن معاذ بن جبل قلت يا رسول الله أوصني فذكره وإسناده حسن

(عليك بحسن الخلق) أي ألزمه فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم يناً (طب) عن معاذ قال بعثني المصطفى إلى اليمن فقلت أوصني فذكره وفيه كذاب

(عليك بحسن الخلق وطول الصمت) أي السكوت حيث لا ثواب في الكلام (فوالذي نفسي بيده) أي بتصريفه (ما تحمل الخلائق بمثلهما) إذ هما جماع الخصائل الحميدة ولهذا كانا من خصال الأنبياء (ع) عن أنس بإسناد صحيح

(عليك بركعتي الفجر) أي ألزم فعلهما (فإن فيهما فضيلة) هي أنهما خير من الدنيا وما فيها كما في خبر وهما أفضل الرواتب بعد الوتر (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن

(عليك بحسن الكلام) قال المناوي بأن تزن ما تتكلم به قبل النطق بميزان العقل والشرع (وبذل الطعام) لمن يحتاج إليه (خدك) عن هانئ بن يزيد المد حجي الحارثي قال الشيخ رحمه الله حديث صحيح

(عليك بركعتي الفجر فإن فيهما فضيلة)(طب) عن ابن عمر

(عليك بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) أي ألزم هذه الكلمات الباقيات الصالحات (فإنهن يحططن الخطايا) أي يسقطنها (كما تحط الشجرة ورقها) أيام الشتاء والمراد الصغائر (هـ) عن أبي الدرداء بإسناد حسن

(عليك بكثرة السجود) أي ألزم الإكثار من صلاة النافلة (فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة) منزلة عالية في الجنة (وحط بها عنك خطيئة (حم م ت ن هـ) عن ثوبان مولى المصطفى (وأبي الدرداء)

(عليك) خطاب لعائشة (بالرفق) أي بلين الجانب والاقتصاد في جميع الأمور والأخذ بالتي هي أحسن (أن) وفي نسخة فإن (الرفق لا يكون في شيء إلا زانه) إذ هو سبب لكل خير (ولا ينزع من شيء إلا شانه) قال العلقمي وسببه كما في مسلم ركبت عائشة بعيراً فيه صعوبة فعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك فذكره (م) عن عائشة

(عليك) يا عائشة (بالرفق وإياك والعنف) بتثليث العين والضم أفصح الشدة والمشقة أي احذري العنف فن كل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله (والفحش) التعدي في القول والجواب (خد) عن عائشة قاله لها حين قالت لليهود عليكم السام واللعنة بعد قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم السام عليك وإسناده حسن

(عليك) خطاب لأم أنس (بالصلاة) المفروضة بالإتيان بها في أوقاتها بشروطها وأركانها وسننها أو النافلة أي إلزمي الإكثار منها أو المفروضة والنافلة (فإنه أفضل الجهاد واهجري المعاصي فإنه) أي هجرها (أفضل الهجرة) أي أكثرها ثواباً (المحاملي في أماليه عن أم أنس) الصحابية وليس لها غيره

(عليك) يا عائشة (يجمل الدعاء) بضم الجيم وفتح الميم قال في المصباح وأجملت الشيء إجمالاً جمعته من غير تفصيل وجمله هي ما قل لفظه وكثر معناه أو التي تجمع الأغراض الصالحة

ص: 322

والمقاصد الصحيحة (قولي اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وىجله ماعلمت من وما لم أعلم واسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك مما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك مما تعوذ به محمد صلى الله عليه وسلم وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً) قال المناوي كذا بخط المؤلف وفي رواية خيارً وقد مر (خد) عن عائشة بإسناد حسن

(عليكم بالأبكار) أي بتزوجهن وإيثارهن على غيرهن والبكارة بالفتح عذرة المرأة (فإنهن أعظم أفواها) قال الدميري أي ألين كلمة وقال العلقمي أي أطيب ريقاً (وانتق أرحاماً) أي أكثر أولاداً (وأرضى باليسير) من الجماع أو أعم وفيه وفيما بعده ندب تزوج البكر حيث لا عذر (هـ هق) عن عويم ابن ساعدة الأنصاري

(عليكم بالأبكار فإنهن انتق أرحاماً وأعذب أفواهاً وأقل خبا) بالكسر والتشديد قال العلقمي الخب بالكسر الخداع (وأرضى باليسير) لأنها لم تتعود من معاشرة الأزواج ما يدعوها إلى استقلال ما تجده (فائدة) روى الحافظ أبو نعيم عن شجاع ابن الوليد قال كان فيمن كان قبلكم رجل حلف لا يتزوج حتى يستشير مائة نفس وأنه استشار تسعة وتسعين رجلاً فاختلفوا عليه فقال بقى واحد وهو أول من يطلع من هذا الفج فآخذ بقوله ولا أعدوه فبينما هو كذلك إذ طلع عليه رجل يركب قبضة فأخبروه بقصته فقال النساء ثلاثة واحدة لك وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك فالبكر لك وذات الولد عليك والثيب لا لك ولا عليك ثم قال له اطلق الجواد فقال له أخبرني بقصتك فقال أنا رجل من علماء بني إسرائيل مات قاض فركبت هذه القصبة وتبالهت لأخلص من القضاء (طس) والضياء عن جابر وإسناده ضعيف

(عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وانتق أرحاماً وأسخن إقبالاً) بفتح الهمزة فروجاً (وأرضى باليسير من العمل) أي الجماع (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن ابن عمر) بإسناد ضعيف

(عليكم بالأترح) أي الزموا أكله (فإنه يشد الفؤاد) أي القلب (فر) عن عبد الرحمن بن دلهم معضلاً

(عليكم بالإثمد) بكسر الهمزة والميم بينهما مثلثة ساكنة وحكى فيه ضم الهمزة حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة يكون ببلاد الحجاز وأجوده يؤتي به من أصبهان أي الزموا الاكتحال به (فإنه يجلو البصر) أي يزيد نور العين بدفعه المواد الرديئة المنحدرة من الرأس (وينبت الشعر) أي شعر هدب العين لأنه يقوي طبقاتها فالاكتحال به يحفظ صحة العين لا سيما عين المشايخ والصبيان لكنه لا يوافق الرمد الحار وخاصته النفع للجفون ذوات الفضول الغليظة والأحاديث دالة على استحباب الاكتحال به (حل) عن ابن عباس وصححه ابن عبد البر

(عليكم بالإثمد عند النوم فإنه يجلو البصر وينبت الشعر) قال المناوي تعلق به قوم وكرهوا الاكتحال به للرجل نهاراً وهو خطأ وإنما نص على الليل لأنه فيه أنفع (هـ) عن جابر

ص: 323

وفيه وضاع (هـ ك) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقال صحيح وأقره الذهبي

(عليكم بالإثمد فإنه منبتة) مفعلة (للشعر مذهبة للقذا) جمع قذاة ما يقع في العين من تبن ونحوه (مصفاة للبصر) من النزلات المنحدرة من الرأس (طب حل) عن علي كرم الله وجهه وإسناده جيد

(عليكم بالباءة) بالمد التزوج وقد يطلق على الجماع والباءة في الأصل المنزل لأن من تزوج امرأة بوأها منزلاً وقيل لأن الرجل يتبوء من أهله أي يتمكن كما يتبوء من منزله (فمن لم يستطع) لفقد الأهبة (فعليه بالصوم) فإنه له وجاء بكسر الواو أي مانع من الشهوات بإضعافه لها (طس) والضياء عن أنس رضي الله عنه بإسناد حسن

(عليكم بالبياض من الثياب) أي بلبس الثياب البيض (فليلبسها أحياؤكم) ندباً (وكفنوا فيها موتاكم فإنه من خير ثيابكم) أي أطهرها وأحسنها رونقاً فلبس الأبيض مستحب إلا في العيد فالأنفس (حم ن ك) عن سمرة بن جندب وإسناد صحيح

(عليكم بالبغيض النافع) فعيل بمعنى مفعول لأنه مبغوض للمريض أي الزموا أكله قالوا وما هو قال (التلبينة) بفتح فسكون حسا يعمل من دقيق رقيق فيصير كاللبن بياضاً (فوالذي نفسي بيده) أي بقدرته وتصريفه (أنه) أي البغيض وفي رواية أنها أي التلبينة (ليغسل بطن أحدكم) من الداء (كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء) تحقيق لوجه الشبه (هـ ك) عن عائشة وقال صحيح

(عليكم بالتواضع فإن التواضع في القلب) لا في الزي واللباس (ولا يؤذي مسلم مسلماً فلرب متضاعف في اطمار) بفتح الهمزة جمع طمر بالكسر وهو الثوب الخلق (لو أقسم على الله) أي حلف عليه ليفعلن (لأبره) أي أبر قسمه وفعل مطلوبه فيجب أن لا يحتقر أحد أحدا (طب) عن أبي أمامة رضي الله عنه وفيه وضاع

(عليكم بالثفاء) بالمد ومثلثة مضمومة وفاء مفتوحة الخردل أو حب الرشاد وهو يسخن ويلين البطن ويخرج الدود وحب القرح ويحلل أورام الطحال ويحرك شهوة الجماع ويجلو الجرب المتقرح والقوبا وشربه ينفع من نهش الهوام ولسعها وإذا بخر به في موضع طرد الهوام ويمسك الشعر المتساقط وإذا خلط بسويق الشعير والخل وضمد به نفع من عرق النساء وحلل الأورام الحارة في آخرها وينفع من الاسترخاء في جميع الأعضاء ويشهي الطعام وينفع من عرق النساء ووجع حق الورق إذا شرب أو احتقن به ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج وإن شرب منه بعد سحقه وزن خمسة دراهم بالماء الحار أسهل الطبيعة وحلل الرياح ونفع من وجع القولنج البارد وإذا سحق وشرب نفع من البرص وإذا لطخ عليه وعلى البهق مع الخل نفع منهما وينفع من الصداع الحادث من البرد والبلغم وإن قلى وشرب عقد البطن وإذا غسل بمائه الرأس نفاه من الأوساخ والرطوبات اللزجة (فإن الله تعالى جعل فيه شفاء من كل داء) وهو حار يابس في الثالثة (ابن السني وأبو نعيم عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف

(عليكم بالجهاد في سبيل الله) تعالى (فإنه باب من أبواب الجنة) أي طريق

ص: 324

من الطرق الموصلة إليها مع السابقين (يذهب الله به الهم والغم) عمن جاهد في سبيله لإعلاء كلمته (طس) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف ورواه الحاكم بإسناد صحيح

(عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة) بفتح القاف والميم وسكون المهملة وضم الدال المهملة وفتح الواو نقرة القفا وجوزتها هي الناشزة فوقها التي تصير على الأرض إذا استلقى الإنسان (فإنها دواء من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس) أي وخمسة أدواء زيادة على ذلك فذكر خمسة وعدا ربعا فكأن الخامسة سقطت من بعض الرواة أو من بعض النساخ (طب) وابن السني وأبو نعيم عن صهيب الرومي رضي الله تعالى عنه ورجال الطبراني ثقات

(عليكم بالحزن) بالضم (فإنه مفتاح القلب) قالوا كيف الحرن (قال أجيعوا أنفسكم وأظمؤها) إلى حد لا يضر وبذلك ينور القلب (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن

(عليكم بالحناء) بالمد أي بصبغ الشعر به ندباً (فإنه ينور رؤسكم) أي يحسنها وينبت شعرها وكذا جميع الشعر (ويطهر قلوبكم) لسر علمه الشارع (ويزيد في الجماع) لما فيه من تهييج قوى المحبة ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري بصبي فخضب أسافل رجليه بالحناء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء وهو صحيح مجرب لا شك فيه وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها وقلع السوس عنها وإذا نفع ورقه في ماء عب ثم عصر وشرب من صفوه أربعون يوماً كل يوم عشرون درهماً مع عشرة دراهم سكر ثم تغذى عليه بلحم الضأن الصغير فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة وحكى أن رجلاً تعفنت أظافيره وأنه بذل لمن يبرئه مالا فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشرة أيام حناء فلم يقدر عليه ثم نقعه بماء وشربه فبرئ ورجعت أظافيره والحناء إذا ألزمت بها الأظفار معجوناً حسنها ونفعها وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر نفعها وينفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقوي ويحسنه كما تقدم ويقوي الرأس وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن (وهو شاهد في القبر) أي علامة تعرض بها الملائكة فيه المؤمن من الكافر (ابن عساكر عن واثلة) بن الأسقع وذا حديث منكر

(عليكم بالدلجة) بالضم والفتح سير الليل يقال ادلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل وأدلج بالتشديد إذا سار من آخره (فإن الأرض تطوى بالليل) أي ينزوي بعضها إلى بعض ويدخل فيه فيقطع المسافر من المسافة البعيدة ما لا يقطعه في النهار خصوصاً آخر الليل الذي ما فعل فيه شيء من العبادات والمباحات إلا وكانت البركة الكثيرة فيه فإنه الوقت الذي ينزل الله فيه إلى سماء الدنيا فيقول هل من تائب إلى آخره وقد قال الله تعالى فأسر بأهلك بقطع من الليل أي سرف في سواد الليل إذا بقى منه قطعة (دك هق) عن أنس بإسناد صحيح

(عليكم بالرمي) بالسهام (فإنه من خير لهوكم) أي لعبكم وأصله ترويح النفس

ص: 325

بما لا تقتضيه الحكمة وقال في المصباح اللهو معروف تقول أهل نجد لهوت عنه الهو لهياً والأصل على فعول من باب قعد وأهل العالية لهيت عنه ألهى من باب تعب ومعناه السلوان والترك ولهوت به لهواً من باب قتل أولعت به وتلهيت به أيضاً واللعب بفتح اللام وكسر العين ويجوز تخفيفه بكسر اللام وسكون العين (البزار عن سعد) بن أبي وقاص وإسناده صيح

(عليكم بالرمي فإنه خير لعبكم)(طس) عن سعد

(عليكم بالزبيب) أي الزموا أكله (فإنه يكشف المرة) بكسر الميم وشدة الراء (ويذهب بالبلغم ويشد العصب ويذهب بالعيا) أي التعب (ويحسن الخلق) بالضم (ويطيب النفس ويذهب بالهم) أخرج ابن السني وأبو نعيم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء كل يوم لم ير في جسده شيئاً يكرهه والزبيب حار رطب في الأولى وهو كالعنب المتخذ منه الحلو منه حار والحامض والقابض بارد والأبيض أشد بضاً من غيره وإذا أكل لحمه وافق قبضه الرئة ونفع من السعال ووجع الكلا والمثانة ولين البطن ويقوي المعدة والكبد والطحال وينفع من وجع الضرس والحلق والرئة ويغذو غذاء صالحاً ولا يسد كما يفعل التمر وما أكل بعجمه كان أكثر نفعاً للمعدة والكبد والطحال وفيه نفع للحفظ قال الزهري من أحب ان يحفظ الحديث فليأكل الزبيب أخرجه السلفي في الطوريات (أبو نعيم) في الطب النبوي (عن علي) أمير المؤمنين رضي الله عنه

(عليكم بالسراري فإنهن مباركات الأرحام) قال عمر ليس قوم أكيس من أولاد السراري لأنهم يجمعون فصاحة العرب ودهاء العجم (طس ك) عن أبي الدرداء (د) في مراسيله والعدلي عن رجل من بني هاشم من التابعين (مرسلاً) وهو حديث ضعيف

(عليكم بالسكينة) أي الوقار والتأني (عليكم بالقصد) أي التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط (في المشي بجنائزكم) بأن يكون بين المشي المعتاد والخبب (طب هق) عن أبي موسى الأشعري بإسناد حسن

(عليكم بالسناء) بفتح السين والمد والقصر معروف بأن يدق ويخلط بعسل وسمن ويلعق (والسنوت) قال في مختصر النهاية بفتح السين أفصح من ضمها قلت قال ابن الجوزي وبضم النون الشبت أو العسل أو رغوة السمن أو حب الكمون أو الكمون الكرماني أو الرازيانج أو التمر أو العسل الذي في رقاق السمن (فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام) بالمهملة من غير همز (وهو الموت) قال المناوي فيه أن الموت داء من جملة الأدواء (هـ ك) عن عبد الله ابن أم حرام) قال الحاكم صحيح

(عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم) بزواله الرائحة الكريهة (مرضاة للرب) أي يثيب عليه (حم) عن ابن عمر

(عليكم بالسواك فنعم الشيء السواك يذهب بالحفر) داء يفسد أصول الأسنان قال في المصباح وحفرت الأسنان حفراً من باب ضرب وفي لغة لبني أسد حفر حفراً من باب تعب إذا فسدت أصولها بسلاق يصيبها لكن ابن السكيت جعل المفتوح من لحن العامة وهو محمول

ص: 326

على أنه ما بلغه لغة بني أسد (وينزع البلغم ويجلو البصر ويشد اللثة) بكسر اللام لحم الأسنان (ويذهب بالبخر ويصلح المعدة ويزيد في درجات الجنة ويحمد) بضم أوله (الملائكة ويرضى الرب ويسخط الشيطان) ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليه (عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا عن أنس) قال الشيخ بفتح الدال والمثناة التحتية المشددة قرية بالشام

(عليكم بالشام) بالهمزة وتركه يذكر ويؤنث لأن المراد البلاد أي الزموا سكناه لكونها أرض المحشر والمنشر والمراد آخر الزمان لأن جيوش المسلمين تنزوي إليها عند غلبة الفساد (طب) عن معاوية ابن حيده بإسناد ضعيف

(عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه) أي يجمع إليها المختارين من عباده (فمن أبى) أي امتنع منكم عن القصد إلى الشام (فليلحق بيمنه) أضاف اليمن إليهم لأنه خاطب به العرب واليمن من أرض العرب (وليسق من غدره) بضم الغين المعجمة والدال المهملة جمع غدير وهو الحوض أمرهم بسقي دوابهم مما يختص بهم وترك المزاحمة فيما سواه والتغلب حذراً من الفتنة (فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله) أي ضمن لي حفظها وحفظ أهلها القائمين بأمر الله (طب) عن واثلة بن الأسقع وإسناده ضعيف

(عليكم بالشفاء من العسل) وهو لعاب النحل وله زها مائة اسم وله منافع كثيرة منها أنه ينفع البشرة وينعمها وإن اكتحل به جلا البصر وإذا استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة وإذا تغرغر به نفع من أورام الحلق ومن الخفقان ويوافق السعال البلغمي ويدر البول ويلين البطن ويفتح سددها ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث وينفع من لسع العقرب ومن نهش الهوام ذوات السموم ومن عضة الكلب ولعقه على الريق يذيب البلغم ويغسل خمل المعدة ويدفع الفضل وينضحه ويسخنها باعتدال ويفتح سددها ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلأ والمثانة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب كل يوم قدح عسل ممزوجاً بالماء على الريق فهذه حكمة عجيبة في حفظ الصحة لا يعقلا إلا العالمون وقد كان بعد ذلك يغتذي بخبز الشعير مع الملح أو الخل أو نحوه ويصابر شظف العيش فلا يضره لما سبق له من الإصلاح وقد كان عليه الصلاة والسلام يراعي في حفظ صحته أموراً فاضلة جداً منها تقليل الغذاء وتجنب التخم ومنها شرب بعض المنقوعات يلطف بها غذاءه كنقيع التمر والزبيب أو الشعير ومنها استعمال الطيب وجعل المسك في مفرقه والأدهان والاكتحال وكان عليه الصلاة والسلام يغذي روح الدماغ والقلب بالمسك وروح الكبد والقلب بماء العسل فما اتقن هذا التدبير وما أفضله (والقرآن) جمع بين الطب البشري والطب الإلهي وبين الفاعل الطبيعي والفاعل الروحاني وبين طب الأجساد وطب الأنفس وبين السبب الأرضي والسبب السماوي وشفاء القرآن بحسب إزالته للريب وكشف غطاء القلب لفهمهم المعجزات والأمور الدالة على الله المقررة لشرعه ويحتمل أن يريد بالشفاء نفعه من

ص: 327

الأمراض بالرقي والتعويذ ونحوه كما في الرقية بفاتحة الكتاب وبالمعوذتين وغير ذلك ومما جرب نفعه للاستشفاء أن يكتب آيات الشفاء ويشف صدور قوم مؤمنين وشفاء لما في الصدور يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وإذا مرضت فهو يشفين قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ثم يكتب بسم الله الرحم نالرحيم قل هو الله أحد أي والله أي والله أي والله الله الصمد أي والله أي والله أي والله لم يلد ولم يولد لا والله لا والله لا والله ولم يكن له كفؤاً أحد لا والله لا والله لا والله رب الناس اذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم في أناء نظيف ويسقي للمريض (هـ ك) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح

(عليكم بالصدق) أي الزموا الأخبار بما يطابق الواقع (فإنه مع البر) بالكسر أي العبادة (وهما في الجنة) أي يدخلان صاحبهما الجنة (وإياكم والكذب) أي اجتنبوه واحذروا الوقوع فيه (فإنه مع الفجور) أي الخروج عن الطاعة والفاجر هو المنبعث في المعاصي والمحارم (وهما في النار) أي الكذب مع الفجور يدخلان صاحبهما النار (وسلوا الله اليقين والمعافاة) قال الحليمي هو من جوامع الكلم الذي أوتيه انبي صلى الله عليه وسلم قاله للرجل الذي سأله أن يعلمه ما يدعو به أي سل ربك اليقين والعافية وذلك أنه ليس شيء مما يعمل للآخرة يتلقى إلا باليقين وليس شيء من الدنيا يهنأ لصاحبه إلا مع العافية وهي الأمن والصحة وفراغ القلب فجمع أمر الآخرة كله في كلمة وأمر الدنيا في كلمة أخرى (فإنه) أي الشأن (لم يؤت أحد بعد اليقين خيراً من المعافاة ولا تحاسدوا) أي لا يحسد بعضكم بعضاً (ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا) كما أمركم الله (حم خده) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه

(عليكم بالصدق) أي القول الحق (فإن الصدق يهدي إلى البر) بالكسر العمل الصالح (وأن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل) أي الإنسان (يصدق ويتحرى الصدق) أي يجتهد فيه (حتى يكتب عند الله صديقا) أي يحكم له بذلك ويستحق الوصف به (وإياكم والكذب) أي احذروه (فإن الكذب يهدي إلى الفجور) أي الانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) أي يحكم له بذلك ويستحق الوصف به والمراد إظار ذلك لخلقه بكتابته في اللوح وبإلقائه في القلوب وعلى الألسنة (حم خدم ت) عن ابن مسعود

(عليكم بالصدق فإنه باب من أبواب الجنة) أي طريق من الطرق الموصلة إليها (وإياكم والكذب فإنه باب من أبواب النار) كذلك (خط) عن أبي بكر الصديق وفيه كذاب ورواه الطبراني مختصرا بإسناد حسن

(عليكم بالصف الأول) أي الزموا الصلاة فيه وهو الذي يلي الإمام (وعليكم بالميمنة) أي صلوا في الجهة التي عن يمين الإمام (وإياكم والصف بين السواري) جمع

ص: 328

سارية وهي العمود فإنه خلاف الأولى (طب) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد ضعيف

(عليكم بالصلاة فيما بين العشاءين) المغرب والعشاء فهو من باب التغليب فإنها تذهب بملاغاة النهار (فر) عن سلمان الفارسي وفيه كذاب

(عليكم بالصوم فإنه محسمة) بفتح الميم وسكون المهملة الأولى وفتح الثانية والميم قال في المصباح حسمه حسماً من باب ضرب فانحسم بمعنى قطعه فانقطع وحسمت العرق على حذف مضاف والأصل حسمت دم العرق إذا قطعته ومنعته السيلان بالكي بالنار اهـ وقال في النهاية محسمة للعرق مقطعة للنكاح (للعروق) أي مانع للمنى من السيلان بمعنى أنه يقلله جداً (ومذهبة للأشر) أي البطر أي يخفف المنى ويكسر النفس فيذهب بطرها (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن شداد بن أوس) وفي نسخة ابن عبد الله

(عليكم بالعمائم) أي الزموا لبسها (فإنها سيما الملائكة بالقصر أي كانت علامة لهم يوم بدر (وارخوا لها خلف ظهوركم) أي ارخوا من طرفها (نحو ذراع (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (هب) عن عبادة بن الصامت بإسناد ضعيف

(عليكم بالغنم) أي اقتنوها وأكثروا من اتخاذها (فإنها من دواب الجنة وصلوا في مراحها) بالضم مأواها (وامسحوا رغامها تمامه قلت يا رسول الله ما الرغام قال المخاط والأمر للإباحة (طب) عن ابن عمر بإسناد فيه مجهول

(عليكم بالقرآن) أي الزموا تلاوته وتدبره (فاتخذوه إماماً) أي اقتدوا به إذ الإمام العالم المقتدي به (وقائدا فإنه كلام رب العالمين الذي هو منه وإليه يعود فآمنوا بمتشابهه واعتبروا بأمثاله) قال تعالى ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل وضرب المثل اعتبار الشيء بغيره وتمثيله به وضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس فإن الأمثال تصور المعاني بصورة الأشخاص لأنها أثبت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس ومن ثم كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي والشاهد بالغائب (ابن شاهين في) كتاب (السنة وابن مردويه) في تفسيره (عن عليّ) أمير المؤمنين

(عليكم بالقرع) أي الزموا أكله (فإنه يزيد في الدماغ) أي في قوته أو في العقل الذي فيه قال العلقمي قال شيخنا القرع بارد رطب سريع الانحدار وإن لم يفسد قبل الهضم تولد منه خلط محمود وأن طبخ بالسفرجل غذى البدن غذاء جيداص وهو لطيف مائي وينفع المحرورين وماؤه يقطع العطش ويذهب الصداع الحار وهو ملين للبطن كيف استعمل ولا يتداوى المحرورون بمثله ولا أعجل منه نفعاً وهو شديد النفع لأصحاب الأمزجة الحارة والمحمومين قال ابن القيم وبالجملة فهو من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالاً (وعليكم بالعدس فإنه قدّس على لسان سبعين نبياً) زاد البيهقي آخرهم عيسى بن مريم وهو يرق القلب ويسرع الدمعة قال الحافظ أبو موسى المديني أنه باطل روى بغير إسناد عن ابن عباس وواثلة ثم أسند أبو يوسف

ص: 329

ابن أبي طيبة عن أبي إدريس عن الليث أنه ذكر العدس فقالوا بارك عليه كذا وكذا نبياً وكان الليث يركع فالتفت إليهم يعني بعد فراغه وقال ولا نبي واحد أنه لبارك أنه ليؤذي وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (طب) عن واثلة بإسناد ضعيف

(عليكم بالفرع فإنه يزيد في العقل ويكبر الدماغ) أي يقوّى حواسه (هب) عن عطاء مرسلاً

(عليكم بالقنا) جمع قناة وهي الرمح ويجمع على قنوات (والقسي) بكسر القاف والسين المهملة (العربية) التي يرمي بها بالنشاب فخرج قوس الجلاهق وهي التي يرمي بها بالبندق المعمول من الطين والإضافة فيه للتخصيص فيقال قوس الجلاهق كما يقال قوس النشاب (فإن بها) جمع باعتبار الأفراد (يعز الله دينكم ويفتح لكم البلاد) وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع (طب) عن عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة رضي الله عنه

(عليكم بالقناعة) الرضا باليسير وقيل القناعة الاكتفاء بما تندفع به الحاجة من مأكل وملبس وغيرهما وقيل القناعة رضى النفس بما قسم لها من الرزق وهي ممدوحة ومطلوبة وثمرتها في الدنيا السلامة من المطالبة بالحقوق وما يتبعها من التعب وفي الآخرة السلامة من طول الحساب قيل في قوله تعالى أن الأبرار لفي نعيم النعيم هو القناعة في الدنيا وفي قوله وأن الفجار لفي جحيم هو الحرص على الدنيا وفي الزبور القانع غني وإن كان جائعاً وقيل وضع الله خمسة أشياء في خمسة مواضع العز في الطاعة والذل في المعصية والهيبة في قيام الليل والحكمة في البطن الخالي والغنى في القناعة ولهذا قيل من قنع استراح من مزاحمة أهل زمانه أي في الأسواق وغيرها واستطال على أقرانه (فإن القناعة مال لا ينفذ) لأن الإنفاق منها لا ينقطع لأن صاحبها كلما تعذر عليه شيء من الدنيا رضي بما دونه يقال قنع يقنع قناعة بكسر عين الماضي وفتح عين المضارع إذا رضي بما رزقه الله تعالى وقنع يقنع قنوعاً إذا سأل قال بعضهم:

العبد حران قنع

• والحر عبدان قنع

فاقنع ولا تقنع فما

• شيء يشين سوى الطمع

قوله العبد حران قنع أي رضي بما رزقه الله والحر عبدان قنع أي طمع فاقنع أي أرض ولا تقنع أي تطمع وقيل من قنع استراح من الشغل أي بغير الطاعة واستطال على الكل أي بالعزو والمروءة وقيل من طمحت عيناه لما في أيدي الناس طال حزنه وهمه أي على امتيازهم عنه لأن المقادير لا تجري على وفق غرضه وأنشدوا في ذلك:

وأحسن بالفتى من يوم عار

• ينال به الغنى كرم وجوع

أحسن مبتدأ كرم وجوع خبره والمعنى يوم يكون العبد فيه جائعاً كريم النفس على الحرص والشدة أحسن من يوم يكون فيه ذا عار وذل لينال بذلك الغنى (طس) عن جابر رضي الله عنه بسناد ضعيف

(عليكم بالكحل) أي الزموا الاكتحال بالإثمد (فإنه ينبت الشعر) شعر الأهداب (ويشد العين) لتقليله الرطوبة وتجفيف الدمع

ص: 330

(البغوي في مسند عثمان) بن عفان (عنه) أي عن عثمان

(عليكم بالمرز بحوش) بفتح الميم وسكون الراء وفتح الزاي وسكون النون وضم الجيم وشين معجمة الريحان الأسود أو نوع من الطيب أو نبت له ورق كالآس (فشموه) إرشاداً (فإنه جيد للخشام) بخاء معجمة مضمومة ثم شين معجمة الزكام قال في المصباح وخشم الإنسان خشماً من باب تعب أصابه داء في أنفه فأفسده فصار لا يشم فهو أخشم والأنثى خشماً (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن أنس)

(عليكم بالهليلج) وفي نسخة الأهليلج (الأسود فاشربوه) إرشاداً (فإنه من شجر الجنة طعمه مر وهو شفاء من كل داء) يطفئ الصفراء وينفع الخفقان والجذام والتوحش والطحال ويقوّي حمل المعدة ويصفي اللون والكابل ينفع الحواس والحفظ والعقل ومن الاستسقاء ويسهل السوداء والبلغم والأصفر يسهل الصفراء ويقلل البلغم والأسود يسهل السوداء وينفع البواسير (ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعي ف

(عليكم بالهند فإنه ما من يوم إلا وهو يقطر عليه قطر من قطر الجنة) هذه منقبة جليلة وفضيلة عظيمة ومن الأطباء من يسميها البقلة المباركة لكثرة منافعها فتنفع من ضعف القلب والمعدة وتفتح من الكبد والطحال السدد وهو من أفضل دواء المعدة والكبد الحارين وتسكن التهاب المعدة والكب إذا ضمد بها وأكلت وتنفع من الحميات والاستسقاء والأورام وأكثر السموم ولسع الهوام ويضمد بها من الورم الحار في عين الإنسان وماؤها إذا على وصفى وشرب بسكنجبين ينقى الرطوبات العفنة وينفع من الحميات المزمنة وإن طلى به الأورام بردها وليحذر الهند يا أصحاب السعال فإنه لا يوافقهم بحال (أبو نعيم في الطب عن ابن عباس) بإسناد ضعيف

(عليكم بأبوال الإبل البرية) أي التي ترعى في البراري (وألبانها) قال العلقمي أي تداووا بها في المرض الملايم لذلك أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رفعه عليكم بأبوال الإبل فإنها نافعة للذربة بطونهم والذرية بفتح المعجمة وكسر الراء جمع ذرب والذرب بفتحتين فساد المعدة والتداوي بالنجس عندنا جائز إلا بالخمر وما الحق به من المسكر على أن جماعة من الشافعية قالوا بطهارة أبوال الإبل تبعاً للمالكية (ابن السني وأبو نعيم عن صهيب) رضي الله عنه

(عليكم بأسقية الادم) أي بالشرب منها قال في النهاية السقاء ظرف الماء ويجمع على أسقية وقال في المصباح السقا يكون للماء واللبن والأديم الجلد المدبوغ والجمع إدم بفتحتين وبضمتين أيضاً وهو القياس مثل بريد وبردا (التي يلاث) بالمثلثة أي يشد ويربط (على أفواهها) فإن الشرب منها أطيب وأنظف وسببه كما في أبي داود عن ابن عبسا في قصة وفد عبد القي سقالوا فيم نشرب يا نبي الله فقال عليكم فذكره (د) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(عليكم باصطناع المعروف) مع كل بر وفاجر (فإنه يمنع مصارع السوء وعليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الله عز وجل ابن أبي الدنيا في) كتاب (قضاء الحوائج عن

ص: 331

ابن عباس) بإسناد ضعيف

(عليكم بألبان الإبل والبقر فإنها ترم) أي تجمع (من الشجر كله) يحتمل أن يكون المراد من شأنها ذلك حتى لو أكلت نوعاً واحداً كالبرسيم كان فيه النفع أيضاً (وهو) أي اللبن أو شرب الألبان (دواء من كل داء) يناسبه (ابن عساكر عن طارق) بالقاف (ابن شهاب)

(عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر وهو شفاء من كل داء) يقبل العلاج به (ك) عن ابن مسعود

(عليكم بألبان البقر فإنها دواء وأسمانها (بالجر (فإنها شفاء من كل داء) وسمن البقر والمعز إذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب (وإياكم ولحومها) أي احذروا أكلها (فإن لحوهما داء) قال المتبولي إذا كانت مهزولة أما السمينة فلا يضر أكلها (ابن السني وأبو نعيم)(ك) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(عليكم بألبان البقر فإنها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء) بقيده السابق (ابن السني وأبو نعيم عن صهيب) الرومي رضي الله عنه

(عليكم بإنقاء الدبر) بالنون والقاف أي استنجوا بالماء (فإنه يذهب بالباسور) بخلاف الحجر (ع) عن ابن عمر بن الخطاب

(عليكم بثياب البيض فالبسوها) بفتح الموحدة (وكفنوا فيها موتاكم) والأمر للندب (طب) عن ابن عمر ابن الخطاب ورجاله ثقات

(عليكم بثياب البيض فليلبسها) بفتح الموحدة (احياؤكم وكفنوا فيها موتاكم) ندباً فيهما (البزار عن أنس)

(عليكم بحصا الخذف الذي ترمي به الجمرة) قال في مختصر النهاية الخذف بالخاء والذال المعجمتين رميك حصاة أو نواة تأخذها بين اصبعيك قاله في حجة الوداع حين هبط محسراً (حم ن حب) عن الفضل ابن عباس بإسناد صحيح

(عليكم بذكر ربكم) أي بالإكثار منه (وصلوا صلاتكم في أول وقتكم) أي في أول وقتها (فإن الله تعالى يضاعف لكم) أجور أعمالكم (طب) عن عياض

(عليكم برخصة الله التي رخص لكم) المراد هنا الفطر في السفر قالالعلقمي وسببه كما في مسلم عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه فقال ماله قالوا رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر أن تصوموا في السفر وزاد من طري شعبة عليكم برخصة الله فذكره (م) عن جابر بن عبد الله

(عليكم بركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب) جمع رغيبة أراد فيهما أجر عظيم (الحارث بن أبي أسامة عن أنس) بن مالك رضي الله عنه

(عليكم بركعتي الضحى فإن فيهما الرغائب) وأقلها ركعتان وأكثره ثمان (خط) عن أنس بإسناد ضعيف

(عليكم بزيت الزيتون فكلوه وادهنوا به فإنه ينفع من الباسور) قال المناوي وهو دم قد دفعته الطبيعة إلى كل موضع في البدن يقبل الرطوبة كالمقعدة والأنثيين (ابن السني) في الطب النبوي (عن عقبة) بالقاف (ابن عامر) الجهني رضي الله عنه

(ليكم بسيد الخضاب الحناء) فإنه (يطيب البشرة) أي يحسن لونها (ويزيد في الجماع) للرجل والمرأة لسر علمه الشارع (ابن السني وأبو نعيم عن أبي رافع) بإسناده ضعيف

ص: 332

(عليكم بشواب النساء) أي أنكحهن وآثروهن على العجائز (فإنهن أطيب أفواها وأنتق أرحاماً وأسخن أقبالاً) أي فروجاً والبكر في ذصلك أعلى رتبة من الثيب (الشيرازي) أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن (في) كتاب (الألقاب) والكنى (عن بشير) قال المناوي بالتصغير (ابن عاصم) بن سفيان الثقفي قال الذهبي ثقة (عن جده) عبد الله الطائفي

(عليكم بصلاة الليل ولو) كان ما تصلونه (ركعة واحدة) ظاهره أنها غير الوتر وفيه جواز التنفل بركعة (حم) في الزهد وابن نصر (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف

(عليكم بغسل الدبر فإنه مذهبة للباسور) قال المناوي وقوله بغسل بغين معجمة على ما رجعوا عليه لكن ذهب بعضهم إلى أنه بعين مهملة والدبر بفتح فسكون النحل وقال أراد الأمر بأكل عسل النحل (ابن السني وأبو نعيم) في الطب (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف

(عليكم بقلة الكلام) إلا في خير (ولا يستهوينكم الشيطان فإن تشقيق الكلام) أي التعمق فيه ليخرج أحسن مخرج (من شقايق الشيطان) أي هو يحب ذلك ويرضاه وسببه أن أعرابياً مدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى أزيد شدقه فذكره (الشيرازي) في الألقاب (عن جابر) ابن عبد الله وإسناده ضعيف

(عليكم بقيام الليل) أي التهجد فيه (فإنه دأب الصالحين قبلكم) أي عادتم وشأنهم قال الطيبي أي هي عادة قديمة واظب عليها الأنبياء والأولياء السابقون (وقربة إلى الله ومنهاة) بفتح الميم وسكون النون (عن الإثم) قا في النهاية أي حالة من شأنها أن تنهى عن الإثم وهي مكان مختص بذلك وهي مفعلة من النهي والميم زائدة (وتكفير للسيئات) قال البيضاوي أي خصلة تكفر سيئاتكم (ومطردة للداء عن الجسد) قال في النهاية أي حالة من شأنها إبعاد الداء أو مكان مختص به وهي مفعلة من الطرد اهـ والمعنى أن قيام الليل قربة تقربكم إلى ربكم وخصلة تكفر سيئاتكم وتنهاكم عن المحرمات وتطرد الداء عن أجسادكم (حم ت) عن أبي أمامة الباهلي (ابن عساكر عن أبي الدرداء (طب) عن سلمان الفارسي (ابن السني عن جابر) وهو حديث صحيح

(عليكم بلباس الصوف تجدوا) قال المناوي لفظ رواية البيهقي تجدون بنون الرفع (حلاوة الإيمان في قلوبكم) تمامه وبقلة الأكل تعرفوا في الآخرة (ك هب) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف

(عليكم بلحم الظهر) أي بأكله (فإنه من أطيبه) أي من أطيب اللحم قال المناوي وأطيب منه لحم الذراع وقال شيخي محبي السنة في زمانه إبراهيم اللقاني رحمه الله تعالى لحم الظهر أطيب اللحم على الإطلاق كما صرح به في حديث أطيب اللحم لحم الظهر ولا يعارضه أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب لحم الذراع لأنه كان يحبه لمعنى آخر كسرعة نضجه وسهولة تناوله (أبو نعيم عن عبد الله ابن جعفر)

(عليكم بماء الكمأة الرطبة) بفتح الكاف وسكون الميم بعدها همزة مفتوحة تطلق على الواحد والجمع وهي نبات لا أوراق لها ولا ساق توجد في أرض من غير أن تزرع

ص: 333

وهي كثيرة بأرض العرب وتوجد بالشام ومصر وأجودها ما كانت أرضه رملة قليلة الماء ومنها صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة سميت بذلك لاستتارها يقال كمأ الشهادة إذا كتمها وأكلها يورث القولنج والسكتة والفالج وعسر البول (فإنها من المن) المنزل على بني إسرائيل وهو الطل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل ومنه الترنجبيل شبه الكمأة به بجامع وجود كل منهما بلا علاج (وماؤها شفاء للعين) بأن تقشر ثم تسلق حتى تنضج أدنى نضج وتشق ويكتحل بمائها فإنه يجلو البصر وقد جرب فأزال أثر الجدري من العين وإذا أضيف إلى الإثمد نفع نفعاً جيداً فماؤها ينفع العين مفرداً ومركباً قال الخطابي إنما اختصت بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة وقال النووي الصواب أن ماءها شفاء للعين مطلقاً فيعصر ماؤها ويجعل في العين منه قال وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من كان أعمى وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجرداً فشفي وعاد إليه بصره (ابن السني وأبو نعيم عن صهيب) الرومي

(عليكم بهذا السحور) بالفتح (فإنه هو الغذاء المبارك) زاد في رواية الديلمي وإن لم يصب أحدكم إلا جرعة ماء فليتسحر بها (حم ن) عن المقدام بن معدي كرب

(عليكم بهذا العود الهندي) أي تداووا به (فإن فيه سبعة أشفية) جمع شفاء (يستعط به من العذرة) بالضم وجع يكون بالحلق يعتري الصبيان ويلد به من ذات الجنب (خ) عن أم قيس بنت محصن

(عليكم بهذا العلم) الشرعي الصادق بالحديث والفقه والتفسير أي الزموا تعلمه وتعليمه (قبل أن يقبض) بقبض أهله (وقبل أن يرفع) قال المناوي من الأرض بانقراضهم اهـ ويحتمل أن يكون المراد رفعه من الصدور (العالم) العامل (والمتعلم) لوجه الله (شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس) أي باقيهم (بعد) أي بعد العالم والمتعلم (هـ) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

(عليكم بهذه الحبة السوداء) أي الزموا أكلها (فإن فيها شفاء من كل داء) يحدث من الرطوبة والبرودة فتستعمل تارة مفردة وتارة مركبة بحسب ما يقتضيه المرض (إلا السام) بمهملة غير مهموز (وهو الموت) فلا حيلة في رده (هـ) عن ابن عمر (ت حب) عن أبي هريرة (حم) عن عائشة رضي الله عنها وإسناده صحيح

(عليكم بهذه الخمس كلمات) أي واظبوا على قولها وهي (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها الباقيات الصالحات في قول ابن عباس (طب) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ رحمه الله حديث صحيح

(عليكم بهذه الشجرة المباركة) أي بما يستخرج من ثمرتها (زيت الزيتون فتداووا به فإنه مصحة) بفتح الميم والصاد (من الباسور) قال المناوي في أكثر النسخ بموحدة تحتية ورأيت في بعض الأصول الصحيحة القديمة بالنون اهـ (طب) وأبو نعيم في الطب (عن عقبة ابن عامر) الجهني

(عليكم حج نسائكم) أي إحجاج زوجاتكم حجة الإسلام (وفك عانيكم) أي أسيركم من أيدي الكفار وهذا في الأسير على بابه

ص: 334

بالنسبة لمياسير المسلمين عند تعذر بيت المال وفي الحج محمول على أن من باب المروءة (ص) عن مكحول مرسلاً

(عليكم هدياً قاصداً عليكم هدياً قاصداً عليكم هدياً قاصداً) قال في النهاية طريقاً معتدلاً انتهى أي الزموا القصد في العمل وهو الأخذ بالأرفق بغير غلو ولا تقصير (فإنه) أي الشأن (من يشاد) بشدة الدال (هذا الدين يغلبه) أي من يقاومه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته يجره ذلك إلى التقصير في العمل وترك الواجبات (حم ك هق) عن بريدة تصغير بردة قال الشيخ حديث صحيح

(عليكم من الأعمال بما تطيقون) قال المناوي لفظ رواية مسلم ما تطيقون بإسقاط الباء أي الزموا من العبادة من صلاة وصيام ودعاء ما تطيقون المداومة عليه بلا ضرر (فإن الله لا يمل) بفتح المثناة التحتية والميم أي لا يترك الثواب عنكم (حتى تملوا) بفتح المثناة الفوقية والميم أي تتركوا عبادته فعبر بالملل للمشاكلة والازدواج وإلا فالملل مستحيل في حقه تعالى (طب) عن عمران بن حصين وإسناده حسن

(عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء) بالمد جمع هوى بالقصر هوى النفس وقال في المصباح والهوى مقصور مصدر هويت من باب تعب إذا أحببته وعلقت به ثم أطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال اتبع هواه من هو من أهل الأهواء فالمراد أهلكتهم بميل نفوسهم إلى الأشياء المذمومة (وهم يحسبون) أنهم مهتدون أي على هدى (ع) عن أبي بكر الصديق وإسناده ضعيف

(عليكن) أيها النسوة (بالتسبيح) أي بقول سبحان الله (والتهليل) أي قول لا إله إلا الله (والتقديس) أي قول سبوح قدوس رب الملائكة والروح (واعقدن بالأنامل) أي اعددن عد مرات التسبيح وتألييه بها (فإنهن مسئولات) عن عمل صاحبهن (مستنطقات) بالبناء للمفعول للشهادة عليه بما حركهن من خير أو شر (ولا تغفلن) بضم الفاء (فتنسين) بضم المثناة الفوقية وسكون النون وفتح السين (الرحمة) أي منها (ت ك) عن يسيرة بمثناة تحتية مضمومة وسين مهملة وراء بينهما مثناة تحتية وهي بنت ياسر قال الشيخ حديث حسن

(عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) بالتشديد يعني الأمراء والرعية قال العلقمي وسببه ما أخرجه ابن جرير وابن قانع والطبراني عن علقمة ابن وائل الحضرمي عن سلمة بن يزيد الجعفي قال قلت يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء من بعدك يأخذون بالحق الذي علينا ويمنعونا من الحق الذي جعله الله لنا نقاتلهم ونعصبهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فذكره فيحتمل أن يكون المعنى عليهم ما كلفوا من العدل وترك الظلم والشفقة على الرعية وعليكم ما كلفتم به من بذل الطاعة في غير معصية (طب) عن يزيد بن أبي سلمة الجعفي بإسناد حسن

(عليّ آخي في الدنيا والآخرة) قال المناوي وكيف لا وقد

بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين فأسلم

ص: 335

وصلى يوم الثلاثاء ولما آخى المصطفى بين الناس آخى بينه وبين علي (طب) عن ابن عمر

(علي أصلي وجعفر فرعي) أو جعفر أصلي وعلي فرعي هكذا ورد الشك عند الطبراني (طب) والضياء عن عبد الله بن جعفر

(علي إمام البررة وقاتل الفجرة) أي المنبعثين في المعاصي أو الكفار (منصور من نصره) أي معان من عند الله (مخذول من خذله) أي متروك من رعاية الله أو إعانته (ك) عن جابر وهو حديث ضعيف

(على باب حطة) أي طريق حط الخطايا (من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً) يحتمل أن المراد الحث على إتباعه والزجر عن مخالفته وقال المناوي أي أنه تعالى كما جعل لبني إسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سبباً للغفران جعل الاهتداء بهدي عليّ سبباً للغفران وهذا نهاية المدح اهـ وقال العلقمي أشار إلى قوله تعالى وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم أي قولوا حط عنا ذنوبنا وارتفعت على معنى مسألتنا أو أمرا فعلي رضي الله عنه من اقتدى به واهتدى بهديه وأتبعه في أفعاله وأقواله كان مؤمناً كامل الإيمان (قط) في الإفراد عن ابن عباس

(عليّ عيبة علمي) قال العلقمي قال الجوهري العيبة ما يجعل فيه النشاب اهـ قلت والمراد كما في النهاية أنه مظنة استنصاحي وخاصتي وموضع سري ومعدن نفايسي وقال المناوي العيبه ما يحوز الرجل فيه نفائسه (د) عن ابن عباس

(علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض) يوم القيامة فهو من اعلم الناس بتفسيره (طس ك) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح

(علي مني وأنا من علي) أي هو متصل بي وأنا متصل به في الاختصاص والمحبة (ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي) كان الظاهر أن يقال لا يؤدي عني إلا علي فأدخل أنا تأكيد المعنى الاتصال (حم ت ن هـ) عن حبشي بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة التحتية ثم شين معجمة (ابن جنادة)

(علي مني بمنزلة رأسي من بدني) فيه من المبالغة في الاتصال والمعزة ما لا يخفى (خط) عن البراء بن عازب (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

(عليّ مني بمنزلة هارون من) أخيه (موسى) يعني متصل بي ونازل مني منزلة هارون من أخيه موسى حين خلفه في قومه (إلا أنه لا نبي بعدي) ينزل بشرع ناسخ نفي الاتصال به من جهة النبوة فبقى الاتصال من جهة الخلافة لأنها تلي النبوة في المرتبة ثم أما أن تكون في حياته أو بعد مماته فخرج بعد مماته لأن هارون مات قبل موسى فتعين أن تكون الخلافة في حياته صلى الله عليه وسلم وقد استخلف علياً رضي الله عنه عند مسيره إلى غزوة تبوك (أبو بكر المطيري) بفتح الميم وكسر الطاء بضبط المؤلف رحمه الله تعالى (في جزئه عن أبي سعيد) الخدري

(علي ابن أبي طالب مولى من كنت مولاه) أي من كنت أتولاه فعلي يتولاه (المحاملي في أماليه عن ابن عباس)

(علي يزر) بفتح المثناة والهاء من باب منع (في الجنة ككواكب الصبح) أي كما تزهر الكواكب التي تظهر عند الفجر (لأهل الدنيا) يعني يضيء لأهل الجنة

ص: 336

كما يضيء الكوكب المشرق لأهل الدنيا (البيهقي في) كتاب فضائل الصحابة (فر) عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف

(علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين) قال في النهاية ليعسوب السيد والرئيس والمقدم وأصله فحل النحل اهـ أي على يلوذ به المؤمنون ويلوذ المنافقون والكفار والظلمة بالمال كما يلوذ النحل بيعسوبها الذي هو أميرها ومن ثم قيل العلي أمير النحل (عد) عن علي

(على يقضي ديني) بفتح الدال (البزار عن أنس) وإسناده ضعيف

(عم الرجل صنو أبيه) بكسر المهملة وسكون النون أي مثله يعني أصلهما واحد فتعظيمه كتعظيمه وإيذاؤه كايذائه (ت) عن علي عن ابن عباس

(عمار) بن ياسر (ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما) أي الأكثر إصابة للصواب فعليكم بهديه قال في المصباح الرشد الصلاح وهي خلاف الغي والضلال وهو إصابة الصواب ورشد رشداً من باب تعب ورشد يرشد من باب قتل فهو راشد ورشيد (هـ) عن عائشة بإسناد حسن

(عمار ملئ إيماناً إلى مشامشه) بضم الميم أي ملئ جوفه به حتى وصل إلى العظام الظاهرة والمشامش رؤوس العظام (حل) عن علي وإسناده ضعيف

(عمار يزول مع الحق حيث يزول) أي يدور معه حيث دار فاهتدوا بهديه (ابن عساكر عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف

(عمار خلط الله الإيمان ما بين فرقه إلى قرنه وخلط الإيمان بلحمه ودمه يزول مع الحق حيث زال ولا) وفي نسخة ليس (ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً) المراد نار الآخرة (ابن عساكر عن علي)

(عمار تقتله الفئة الباغية) أي الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام الحق والمراد بهذه الفئة فئة معاوية كما في رواية وذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه وقع كذلك (حل) عن أبي قتادة

(عمدا صنعته يا عمر) قاله لما صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال له عمر بن الخطاب قد صنعت شيئاً لم تكن صنعته قال النووي في هذا الحديث أنواع من العلم منها جواز المسح على الخف وجواز الصلوات المفروضات والنوافل بوضوء واحد ما لم يحدث وهذا جائز بإجماع من يعتد به وحكى عن طائفة أنهم أوجبوا الوضوء لكل صلاة وإن كان متطهراً واحتجوا بقوله تعالى إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا الآية وما أظن هذا يصح عن أحد ولعلهم أرادوا استحباب تجديد الوضوء عند كل صلاة ودليل الجمهور الأحاديث الصحيحة التي منها هذا الحديث وأما الآية الكريمة فالمراد بها والله أعلم إذا قمتم محدثين وقيل أنها منسوخة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم (حم م 4) عن بريدة تصغير بردة

(عمر) بن الخطاب (سراج أهل الجنة) أي يزهو ويضيء لأهلها كمايضيء السراج لأهل الدنيا وينتفعون بهديه كما ينتفعون بالسراج (البزارعن ابن عمر (حل) عن أبي هريرة ابن عسارك عن الصعب ابن جثامة بفتح الجيم وشدة المثلثة الليثي

(عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان) أي يدور معه حيث دار (طب عد) عن الفضل بن عباس

(عمرو بن العاص بن صالحي قريش) القائمين بحق الحق والخلق

ص: 337

(ت) عن طلحة بن عبيد الله وإسناده صحيح

(عمران بيت خراب يثرب) أي عمران بيت المقدس يكون سبب خراب يثرب (وخراب يثرب خروج الملحمة) أي خراب يثرب خروج الملحمة وهي معترك القتال (وخروج الملحمة فتح القسطنطينية) بضم القاف وسكون المهملة وفت حالطاء الأولى وتضم وكسر الثانية أي بخروجهم إليها مقاتلين فيكون ذلك لقتالهم وليس المراد أن الفتح يكون نفس الخروج (وفتح القسطنطينية خروج الدجال) قال المناوي لما كان استيلاء الكفار على بيت المقدس وكثرة عمارتهم فيه إمارة مستعقبة لخراب يثرب وهو إمارة مستعقبة لخروج الملحمة وهو لفتح القسطنطينية وهو لخروج الدجال وكل واحد منهما عين ما بعده عبر به عنه (حم م د) عن معاذ بن جبل

(عمرة في رمضان تعدل حجة) وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة تخلفت عن الحج ما منعك أن تحجي معنا فاعتذرت له فأعلمها أن العمرة في رمضان تعدل الحجة في الثواب لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع علىأن الاعتمار لا يجزي عن حج الفرض (حم خ هـ) عن جابر (حم ق ده) عن ابن عباس (د ت هـ) عن أم معقل الأسدية وقيل الأنصارية (هـ) عن وهب بن خنبش بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الموحدة التحتية آخره شين معجمة كذا في القاموس (طب) عن الزبير بن العوام

(عمرة في رمضان كحجة معي) في حصول الثواب (سمو به عن أنس) بن مالك

(عمل الأبرار) جمع بار وهو المطيع (من الرجال) لفظ رواية الخطيب من رجال أمتي (الخياطة) أي خياطة الثياب (وعمل الأبرار من النساء المغزل) بكسر الميم وفتح الزاي أي الغزل بالمغزل تمام (خط) وابن لال وابن عساكر عن سهل بن سعد وهو حديث ضعيف

(عمل البر) بالكسر (كله نصف العبادة والدعاء نصف فإذا أراد الله تعالى بعبد خيراً انتحى قلبه للدعاء) أي مال قلبه للدعاء وتوجه إليه (ابن منيع) في معجمه (عن أنس) ابن مالك رضي الله عنه

(عمل الجنة) أي عمل أهل الجنة أو العمل الموصل إلى الجنة (الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن) أي كمل إيمانه (وإذا آمن دخل الجنة) أي مع السابقين (وعمل النار الكذب وإذا كذب العبد فجر وإذا فجر كفر) يحتمل أن المراد فعل كفعل الكفار وإذا كفر دخل النار (حم) عن ابن عمرو ابن العاص وإسناده حسن

(عمل قليل في سنة) أي موافق لها قال في النهاية الأصل فيها الطريقة وإذا أطلقت السنة فإنما يُراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً مما لم ينطق به الكتاب العزيز (خير من عمل كثير في بدعة) أي مصاحب لها ففي بمعنى مع الرافعي (عن أبي هريرة (فر) عن ابن مسعود

(عمل هذا قليلاً وأجر كثيراً) سببه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال أسلم ثم قاتل ففعل فقتل فذكره (ق) عن البزار بن عازب

(عموا بالسلام) قال المناوي بأن يقول المبتدي إذا سلم على جمع السلام عليكم اهـ وظاهر

ص: 338

الحديث طلب الإتيان بميم الجمع ولو كان المسلم عليه واحداً (وعموا بالتشميت) بأن يقول المشمت يرحمكم الله فلو قال يرحمك الله حصل أصل السنة لا كمالها والأمر للندب فيهما (ابن عساكر عن ابن مسعود)

(عمي وصنو أبي العباس) بن عبد المطلب (أبو بكر) الشافعي (في الغيلانيات عن مر) بن الخطاب

(عن الغلام عقيقتان وعن الجارية عقيقة) قال في النهاية العقيقة الذبيحة التي تذبح عن المولود وأصل العق الشق والقطع وقيل للذبيحة عقيقة لأنها يشق حلقها اهـ أي يجزى عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة وأخذ بظاهره الليث فأوجب العقيقة وقال الجمهور تندب لانه صلى الله عليه وسلم علقها في خبر على محبة فاعلها (طب) عن ابن عباس

(عن الغلام شاتان مكافأتان) بفتح الفاء لأنه يريد شاتين قد سوى بينهما أي مساوي بينهما وقيل بكسرها أي مساويتان سناً وحسناً أو معادلتان لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان أو مذبوحتان والمحدثون على الأول وهو أولى وأما لكسر فمعناه مساويتان فيحتاج أن يذكر أي شيء ساوياه (وعن الجارية شاة) على قاعدة الشريعة فإنه تعالى فاضل بين الذكر والأنثى في الإرث ونحوه فكذا العق (حم د ن هـ حب) عن أم كرر (حم هـ) عن عائشة (طب) عن أسماء بنت يزيد

(عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة لا يضركم أذكراناً كن) أي الشياه أم إناثاً (حم د ت ن حب) عن أم كرز (ت) عن سلمان بن عامر وعن عائشة

(عن يمين الرحمن وكلنا يديه يمين) قال في النهاية أي أن يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأن الشمال تنقص عن اليمين وكلما جاء في القرآن في الحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله تعالى منزه عن التشبيه والتجسيم (رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر النظارين يغبطهم) بكسر الباء من باب ضرب (النبيون والشهاء بمقعدهم وقربهم من الله تعالى) قال في النهاية الغبطة حسد خاص يقال غبطت الرجل غبطة وغبطاً إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ماله وأن يدوم عليه ما هو فيه وقال في المصباح الغبطة حسن الحال وهو اسم من غبطته غبطاً من باب ضرب إذا تمنيت مثل ماله من غير أن تريد زواله مما أعجبك منه وعظم عندك وهو جائز فإنه ليس بحسد (هم جماع) قال الشيخ بضم لجيم وشدة الميم (من نوازع القبائل) أي جماعات من قبائل شتى (يجتمعون على ذكر الله فينتقون) أي يختارون (أطايب الكلام) أي أحاسنه وخياره (كما ينتقي آكل) بالمد (التمر أطايبه) ومقصود الحديث الحث على ذكر الله والاجتماع عليه (طب) عن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه وإسناده حسن

(عند الله خوائن الخير والشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر) قال في المصباح الشر الفساد والسوء والظلم والجمع شرور (وويل) قال في الضياء الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب (لمن جعله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير)

ص: 339

(طب) والضياء المقدسي (عن سهل بن سعد) الساعدي

(عند الله علم أمية) بضم أوله تصغير أمة (ابن أبي الصلت) قال الشريد ردفت المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال هل معك شيء من شعر أمية قلت نعم فأنشدته مائة قافية كلما أنشدته قال هيه أي زدني ثم ذكره (طب) عن الشريد بن سويد ورواه عنه مسلم

(عند اتخاذ الأغنياء الدجاج) أي اقتنائهم إياها (يأذن الله بهلاك القرى) أي يكون ذلك علامة على قرب إهلاكها قال الموفق البغداديأمر كلا في الكسب بحسب مقدرته لأن به عمارة الدنيا وحصول التعفف ومعنى الحديث أن الأغنياء إذا ضيقفوا على الفقراء في مكاسبهم وخالطوهم في معايشهم تعطل حال الفقراء ومن ذلك هلاك القرى وبوارها اهـ قال أبو هريرة أمر المصطفى الأغنياء باتخاذ الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج ثم ذكره (هـ) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(عند أذان المؤذن) للصلاة (يستجاب الدعاء فإذا كان الإقامة لا ترد دعوته) أي الداعي كأنه يقول الدعاء عند الإقامة أرجى قبولاً منه عند الأذان (خط) عن أنس وإسناده ضعيف

(عند كل ختمة) من القرآن يختمها القارئ (دعوة مستجابة) فيه لعموم القارئ والمستمع والسامع (حل) وابن عساكر عن أنس وهو حديث ضعيف

(عندي أخوف عليكم من الذهب أن الدنيا ستصب عليكم صبا فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب) أي عند صب الدنيا عليها وما هم بتاركيه (حم) عن رجل) صحابي بإسناد حسن

(عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس) عليه في الدنيا وعنوان الكتاب علامته التي يعرف بها ما في الكتاب من حسن وقبيح (فر) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بإسناد ضعيف

(عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب) أي حبه علامة يعرف المؤمن بها يوم القيامة (خط) عن أنس وهو حديث ضعيف

(عهد الله أحق ما أدى) بالبناء للمفعول أي أحق ما أداه العبد وهو شامل لجميع العبادات لكن قال المناوي أراد الصلاة المكتوبة لقوله في حديث آخر العهد بيننا وبينهم الصلاة (طب) عن أبي أمامة بإسناد حسن

(عهدة الرقيق ثلاثة أيام) فإذا وجد المشتري فيه عيباً رده على بائعه بلا بينة وإن وجده بعدها لم يرد إلا بها هذا مذهب مالك ولم يعتبر الشافعي ذلك فإن لم يمكن حدوث العيب بين القبض والخصومة فالقول قول المشتري وإن أمكن حدوثه فالقول قول البائع مطلقاً في الثلاثة وبعدها ولا فرق بين الرقيق وغيره (حم دك هق) عن عقبة بن عامر الجهني (هـ) عن سمويه بن جندب بإسناد صحيح

(عودوا المريض) بضم العين والدال بينهما واو أي زوروه (واتبعوا الجنازة) قال الشيخ بسكون المثناة الفوقية وفتح الموحدة التحتية (تذكركم الآخر) أي أحوالها وأهوالها والأمر للندب (حم حب هق) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه

(عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور) فيه شمول الكبائر والكلام في مريض مسلم معصوم

ص: 340

(طس) عن أنس

(عودوا المريض واتبعوا الجنائز) تذكركم الآخرة (والعيادة) بمثناة تحتية أي زيارة المريض تكون (غبا) أي يوماً بعد يوم (أو ربعا) بكسر فسكو بأن يترك يومين بعد العيادة ثم يعاد في الرابع (إلا أن يكون مغلوباً) على عقله بأن أن لا يعرف العائد (فلا يعاد) حينئذ لعدم فائدة العيادة بل يدعي له (والتعزية) أي تسلية أقارب الميت وأصدقائه بالحمل على الصبر ووعد الأجر تكون (مرة) واحدة فيكره تكرارها لأنه يجدد الحزن (البغوي في مسند عثمان) بن عفان (عنه) أي عن عثمان

(عوّدوا) بفتح المهملة وكسر الواو المشددة من العادة (قلوبكم الترقب) من المراقبة وهي شهود نظر الله إلى العبد (وأكثروا التفكر) من الفكر وهو تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني (والاعتبار) أي الاستدلال والاتعاظ قال في النهاية والمعتبر المستدل بالشيء على الشيء (فر) عن الحكم بن عمير مصفراً وإسناده ضعيف

(عوذوا) بضم فسكون وذال معجمة أي اعتصموا (بالله من عذاب القبر) فإنه حق خلافاً للمعتزلة (عوذوا بالله من عذاب النار عوذوا بالله من فتنة) المسيخ (الدجال) فإنه أعظم الفتن (عوذوا بالله من فتنة المحيا والممات) أي الحياة والموت (ن) عن أبي هريرة

(عورة المؤمن) قال المناوي الموجودة في النسخ القديمة الرجل بدل المؤمن (ما بين سرته إلى ركبته سمويه عن أبي سعيد) الخدري بإسناد ضعيف

(عورة الرجل على لارجل كعورة المرأة على المرأة) فيحرم نظر الرجل إلى ما بين سرة الرجل وركبته وكذا المرأة مع المرأة (وعورة المرأة) يحتمل أن المراد المسلمة (على المرأة) الكافرة (كعورة المرأة على الرجل) وفي نسخة وعورة الرجل على المرأة كعورة المرأة على الرجل وهي واضحة (ك) عن علي قال الشيخ حديث صحيح

(عوضوهن) أي الزوجات عن صداقهن (ولو بسواط) أي ولو كان التعويض بشيء حقير فيجوز جعله صداقاً عند الشافعي إذا كان متمولاً والمتمول ما تقضي به حاجة قووله (يعني في التزويج) مدرج (طب) والضياء عن سهل ابن سعد

(عون العبد أخاه) في الدين (يوماً) فيما يحتاجه (خير من اعتكافه شهراً) والظاهر أنه لا خصوصية للاعتكاف بل سائر العبادات كذلك (ابن زنجويه عن الحسن) البصري رحمه الله (مرسلاً)

(عويمر) مصغر عامر بن زيد بن قيس الأنصاري أبو الدرداء صحابي جليل اشتهر بكنيته (حكيم أمتي) تقدم الكلام على بعض حكمه في أن لكل أمة حكيماً (وجندب) ابن جنادة الغفاري وكنيته أبو ذر (طريد أمتي) أي مطرودها يطردونه (يعيش وحده ويموت وحده والله يبعثه) يوم القيامة (وحده) قال العلقمي وسبب الحديث ما ذكره أهل السير روى ابن اسحاق عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل الناس يتخلفون عنه فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وابطأ به بعيره فقال صلى الله

ص: 341

عليه وسلم فإن يك فهي خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه وتلوم أبو ذر على بعيره فطا ابطأ عليه أخذ متاعه فحمله على ظهره ثم خهرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشياً فنظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله إن هذا الرجل يمشي على الطريق وحده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده وسبب الوحدة ما أخرجه البخاري عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة بفتح الراء والباء الموحدة والذال المعجمة مكان بين مكة والمدينة فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في الذين يكنزون الذهب والفضة الآية قال معاوية نزلت في أهل الكتاب فقلت نزلت فينا وفيهم وكان بيني وبينه في ذلك ما كان فأشار إليّ عثمان بنزولي في هذا المنزل وكان أبو ذر يحدث الناس بالشام ويقول لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم إلا ما ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم فكتب معاوية إلى عثمان إن كان لك بالشام حاجة فابعث إلى أبي ذرك فكتب إليه عثمان أن أقدم إليّ فقدم المدينة فكثر عليه الناس حتى كأنهم لم يروه قبل ذلك فخشي عثمان على أهل المدينة من مذهبه الشديد كما خشي على أهل الشام فأشار إليه بإقامته بالربذة لأنه كان يألفها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة لاتفاق أبي ذر ومعاوية على أن الآية نزلت في أهل الكتاب وفيه ملاطفة الأئمة للعلماء فإن معاوية لم يجسر على الإنكار عليه حتى كاتب من هو أعلى منه وتقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة لأن في بقاء أبي ذر بالمدينة مصلحة كبيرة من بث علمه في طالب العلم ومع ذلك ترجح عند عثمان دفع ما يتوقع من المفسدة بالأخذ بمذهبه الشديد في هذه المسئلة ولم يأمره مع ذلك بالرجوع عنه لأن كلا منهما كان مجتهداً وعن ابن مسعود قال لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة وأصابه بها قدره لم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن غسلاني وكفناني ثم ضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عماراً فلم يرعهم إلا الجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطؤها وقام إليهم الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه قال فاستهل عبد الله يبكي ويقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ثم نزل هو وأصحابه فواروه (الحارث) بن أسامة عن (أبي المثنى مرسلاً)

(عيادة المريض أعظم أجراً من اتباع الجنازة) لأن فيها جبر خاطر المريض وأهله (فر) عن ابن عمر

(عينان لا تمسهما النار أبداً) أي لا تمس صاحبهما (عين بكت من خشية الله) أي من

ص: 342

خوف عقابه أو مهابة جلاله وعين بات تحرس في سبيل الله (ع) والضياء عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(عينان لا تريان النار عين بكت وجلاً) أي فزعاً (من خشية الله وعين باتت تكلأ) أي تحرس (في سبيل الله) قال المناوي والمراد نار الخلود اهـ والظاهر أن هذا المراد غير مراد لأن كلا من الحرس في سبيل الله والوجل من خشية الله المصحوب بالندم والعزم على عدم العود مكفر للكبائر وأيضاً فكل مسلم لا يرى نار الخلود اللهم سلمنا من مكر كل جبار حسود (طس) عن أنس رضي الله عنه بإسناد ضعيف

(عينان لا تصيبهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى) أي في الثغر أو في الجيش (ت) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

(العائد في هبته كالعائد في قيئه) أي كما يقبح أن يقئ شيئاً ثم يأكله يقبح أن يهب شيئاً ثم يسترجعه فيمتنع الرجوع في الموهوب بعد قبضه عند الشافعي إن وهب لأجنبي لا لفرعه ما دام باقياً في ملكه (حم ق د هـ) عن ابن عباس

(العارية) بتشديد الياء وقد تخفف وفيهما لغة ثالثة عاره بوزن ناقة وهي اسم لما يعار ولعقدها من عار إذا ذهب وجاء ومنه قيل للغلام عيار لكثرة ذهابه ومجيئه وحقيقتها شرعاً إباحة الانتفاع بما يحل الانتفاع به مع بقاء عينه والأصل فيها قبل الإجماع قوله تعالى ويمنعون الماعون فسره جمهور المفسرين بما يستعيره الجيران بعضهم من بعض قال الروياني وغيره وكانت واجبة أول الإسلام للآية السابقة ثم نسخ وجوبها فصارت مستحبة أي أصالة وإلا فقد تجب كإعارة الثوب لحر أو برد وإعارة الحبل لإنقاذ غريق والسكين لذبح حيوان محترم يخشي موته وق تحرم كإعارة الصيد من المحرم والأمة من الأجنبي وقد تكره كإعارة العبد المسلم من كافر (مؤداة) أي واجبة الرد على مالكها عيناً حال الوجود وقيمة عند التلف وهو مذهب الشافعي وأحمد وقال أبو حنيفة أمانة لا تضمن إلا بالتعدي (والمنحة) بكسر فسكون (مردودة) قال الخطابي هي ما يمنحه الرجل صاحبه من أرض يزرعها مندة ثم يردها أو شاة يشرب درها ثم يردها أو شجرة يأكل ثمرها لأنه لم يعطه عينها وإنما أباح المنفعة واللين والثمرة وهي في معنى العواري وحكمها الضمان كالعارية (هـ) عن أنس بإسناد صحيح

(العارية مؤداة والمنحة مردودة والدين) بالفتح (مقضي) إلى صاحبه (والزعيم) بمعنى الكفيل والضامن (غارم) لما ضمنه بمطالبة المضمون له (حم د ت هـ) والضياء عن أبي أمامة

(العافية عشرة أجزاء تسعة في الصمت) أي السكوت عما لا ثواب فيه (والعاشرة في العزلة عن الناس) إذا استغنى عنهم واستغنوا عنه وإلا فمتى دعاه الشرع إلى الخلطة بهم للتعلم أو التعليم فلا خير في البعد عنهم وبهذا يجمع بي الأدلة الدالة على طلب العزلة والأدلة الدالة على طلب الخلطة قال المناوي فينبغي للعاقل أن يختار العافية فمن عجز واضطر إلى الخلطة لطلب المعيشة فليلزم الصمت (فر) عن ابن عباس

(العافية عشرة أجزاء تسعة في طلب المعيشة) قال في المصباح والمعيش والمعيشة مكسب الإنسان

ص: 343

الذي يعيش بسببه والجمع معايش هذا على قول الجمهور أنه من عاش والميم زائدة ووزن معايش مفاعل فلا يهمز ربه قرأ السبعة وقيل هو من معش فالميم أصلية ووزن معيش ومعيشة فعيل وفعيلة ووزن معائش فعائل فيهمز وبه قرأ أبو جعفر المدني والأعرج (وجزء في سائر الأشياء) أي باقيها (فر) عن أنس بن مالك

(العالم أمين الله في الأرض) على ما أودع من العلوم (ابن عبد البر في) كتاب (العلم عن معاذ) بن جبل رضي الله عنه وإسناده ضعيف

(العالم والمتعلم شريكان في الخير) لاشتراكهما في التعاون على نشر العلم (وسائر الناس) أي باقيهم (لا خير فيه (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن

(العالم إذا أراد بعلمه وجه الله) تعالى (هابه كل شيء) فكان عند أهل الدنيا والآخرة في الذروة العليا (وإذا أراد أن يكثر به الكنوز هاب من كل شيء) فسقط من مرتبته وهان على أهل الدنيا والآخرة (فر) عن أنس

(العالم سلطان الله في الأرض) بين خلقه (فمن وقع فيه) أي ذمه وعابه واغتابه (فقد هلك) أي فعل فعلاً يؤدي إلى الهلاك الأخروي قال العلقمي قال في المصباح وقع فلان في فلان وقوعاً ووقيعة سبه وعيبه اهـ ولهذا كانت الغيبة في العلماء وحملة القرآن كبيرة قال المناوي في التبيان نقلاً عن الحافظ أبي القاسم ابن عساكر أنه قال اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة وإن من أطلق لسانه في العلماء بالسب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (فر) عن أبي ذر

(العالم والعلم والعمل في الجنة فإذا لم يعمل العالم بما يعلم كان العلم والعمل في الجنة وكان العالم في النار) فالجاهل المعذور بل وغيره خير منه (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(العامل بالحق على الصدقة) أي الزكاة (كالغازي في سبيل الله عز وجل في حصول الأجر ويستمر ذلك (حتى يرجع إلى بيته) أي محل إقامته (حم ت هـ ك) عن رافع ابن خديج قال الشيخ حديث صحيح (العباد عباد الله والبلاد بلاد الله فمن أحيى من موات الأرض شيئاً فهو له) بشرط أن يكون المحيي في دار الإسلام مسلماً وإن لم يأذن له الإمام عند الشافعي (وليس لعرق ظالم حق) قال المناوي روى بالإضافة وبالصفة والمعنى أن من غرس أرض غيره أو زرعها بغير إذنه فليس لزارعه وغارسه حق الإبقاء بل لمالك الأرض قلعه مجاناً أو أراد أن من غرس أرضاً أحياها غيره أو زرعها لم يستحق به الأرض (هق) عن عائشة بإسناد حسن

(العبادة في الهرج) قال المناوي المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس (كهجرة إلى) في كثرة الثواب قال النووي سبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد (حم م ت هـ) عن معقل بن يسار ضد اليمين

(العباس مني وأنا منه) أي من أصلي وأنا من أصله (ت ك) عن ابن عباس

ص: 344

وهو حديث حسن

(العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن عم الرجل صنو أبيه) أي مثله (ت) عن أبي هريرة بإسناد حسن

(العباس وصيي ووارثي) أي لو كان يورث (خط) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(العباس عمي وصنو أبي فمن شاء قليبا هي) أي يفاخر (بعمه) أي من له عم كالعباس قليباه به (ابن عساكر عن علي)

(العبد من الله وهو منه) أي قريب من الله والله قريب منه قرب لطف ومكانة (ما لم يخدم) بالبناء للمفعول (فإذا خدم وقع عليه الحساب (ص هب) عن أبي الدرداء بإسناد حسن

(العبد مع من أحب) أي يكون يوم القيامة مع من أحبه فلينظر الإنسان من يحب (حم) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح

(العبد عند ظنه بالله) وهذا لا ينافي اجتماع الخوف والرجاء فيكون خائفاً راجياً ظاناً أن الله يرحمه ويعفو عنه (وهو مع من أحب أبو الشيخ عن أبي هريرة) بإسناد حسن

(العبد الآبق) بلا عذر (لا تقبل له صلاة حتى يرجع إلى مواليه) أي لا ثواب له فيها وإن صحت (طب) عن جرير وإسناده حسن

(العبد المطيع لوالديه ولربه في أعلى عليين) قال المناوي هذا ما في نسخ الكتاب والذي في نسخ الفردوس الصحيحة المقروءة العبد المطيع لوالديه والمطيع لرب العالمين في أعلى عليين (فر) عن أنس وإسناده ضعيف

(العتل) قال المناوي هو الشديد الجافي الفظ الغليظ هذا أصله لكن فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (كل رغيب الجوف) أي واسع ذي رغبة في كثرة الأكل (وثيق الخلق) قال في المصباح وثق الشيء بالضم وثاقة قوى وثبت فهو وثيق ثابت قوي (أكول شروب جموع للمال منوع له) فهو مشتمل على صفات دميمة ويقال الأول هيئة ذاته والثاني صفة الذات (ابن مردويه عن أبي الدرداء)

(العتل الزنيم) قال في النهاية الزنيم هو الدعي في النسب الملحق بالقوم وليس منهم تشبيهاً له بالزنمة وهو شيء يقطع من أذن الشاة ويترك معلقاً بها هو (الفاحش) أي ذو الفحش في فعله أو قوله (اللئيم) أي الدنيء الخسيس لأن اللؤم ضد الكرم قال المناوي وذا قاله لما سئل عن تفسير الآية (ابن أبي حاتم) عبد الرحمن (عن موسى بن عقبة) بالقاف (مرسلاً) هو مولى ابن الزبير بإسناد ضعيف

(العتيرة) بفتح العين المهملة وكثر المثناة الفوقية وسكون المثناة التحتية وفتح الراء بوزن عظيمة سميت عتيرة بما يفعل من الذبح وهو العتر فهي فعيلة بمعنى مفعولة حتى قال العلقمي قال في النهاية كان الرجل من العرب ينذر النذر يقول إذا كان كذا وكذا أو بلغ شيئاً هي كذا فعليه أن يذبح في كل عشر منها في رجب كذا وكانوا يسمونه العتائر وقد عتر يعتر عتراً إذا ذبح العتيرة وهذا كان في صدر الإسلام ثم نسخ قال الخطابي العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب وهذا هو الذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين وأما العتيرة التي كان يعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام ويصب دمها على رؤسها (حم ن) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن

(العجب)

ص: 345

بفتحتين (أن ناساً من أمتي يؤمون) يقصدون (البيت) الكعبة (لرجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيهم المستبصر) هو المستبين لذلك القاصد له عمداً وهو بسين مهملة ومثناة فوقية وموحدة تحتية وصاد مهملة ثم راء (والمجبور) أي المكره يقال أجبرته فهو مجبر هذه اللغة المشهورة ويقال أيضاً جبرته فهو مجبور حكاها الفراء وغيره وجاء هذا الحديث على هذه اللغة (وابن السبيل) أي سالك الطريق معهم وليس منهم (يهلكون مهلكاً واحداً) أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم (ويصدرون) يوم القيامة (مصادر شيء يبعثهم الله) مختلفين (على) حسب (نياتهم) فيجازيهم بمقتضاها وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به وفيه إن من أكثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه فقلنا يا رسول الله صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله فقال العجب فذكره قال النووي قوله عبث هو بكسر الباء قيل معناه اضطرب بجسمه وقيل حرك أطرافه كمن يأخذ شيئاً أو يدفعه (م) عن عائشة

(العجماء) قال العلقمي بفتح المهملة وسكون الجيم وبالمد تأنيث أعجم وهو البهيمة ويقال أيضاً لكل حيوان غير الإنسان ويقال أيضاً لمن لا يفصح والمراد هنا الأول وسميت البهيمة عجماء لأنها لا تتكلم (جرحها) قال في النهاية الجرح هنا بفتح الجيم على المصدر لا غير قاله الأزهري فأما الجرح بالضم فهو الاسم والمراد بجرحها ما يحصل بالواقع منها من الجراحة وليست الجراحة مخصوصة بذلك بل كل الإتلافات ملحقة بها (جبار) بضم الجيم وتخفيف الموحدة هو الهدر الذي لا شيء فيه والمراد أن صاحبها لا يضمن ما لم يفرط (والبئر جبار) أي وتلف البئر هدر لا ضمان فيه قال العلقمي يتأول بوجهين بأن يحفر بئراً بأرض فلاة للمارة فيسقط فيها إنسان فيهلك وبأن يستأجر من يحفر له بئراً في ملكه فتنهار عليه فلا ضمان (والمعدن جبار) يطلق على الشيء المستخرج وعلى المكان وهو المراد هنا لأن المستخرج تحب فيه الزكاة بشرطه والمعنى أن من استأجر رجلاً ليعمل في معدن فانهار عليه فلا ضمان على المستأجر أو حفر مكاناً بملكه أو في موات لاستخراج ما فيه فوقع فيه إنسان أو انهار عليه فلا ضمان (وفي الركاز) هو دفين الجاهلية (الخمس) قال المنوي لبيت المال والباقي لواجده اهـ وقال العلقمي خصه الشافعي بالذهب والفضة وقال الجمهور لا يخص مصرفه عند مالك وأبي حنيفة والجمهور مصرف خمس الفيء وعند الشافعي مصرف الزكاة وعند أحمد روايتان وينبني على ذلك ما إذا وجده الذمي فعند الجمهور يؤخذ منه الخمس وعند الشافعي لا يؤخذ منه شيء واتفقوا على أنه لا يشترط فيه الحول بل يجب إخراج الخمس في الحال (فائدة) قال شيخنا وقع في زمن شيخ الإسلام عز الدين

ص: 346

ابن عبد السلام أن رجلاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له اذهب إلى موضع كذا فاحفره فإن فيه ركازاً فخذه لك ولا خمس عليك فيه فلما أصبح ذهب إلى ذلك الموضع فحفره فوجد الركاز فاستفتى علماء عصره ففتوه بأنه لا خمس عليه لصحة الرؤيا وأفتى الشيخ عز الدين بن عبد السلام بأن عليه الخمس قال وأكثر ما ينزل منامه منزلة حديث روى بإسناد صحيح وقد عارضه ما هو أصح منه وهو الحديث المخرج في الصحيحين في الركاز الخمس فيقدم عليه مالك (حم ق 4) عن أبي هريرة (طب) عن عمرو ابن عوف

(العجم يبدؤن بكبارهم) وفي نسخة بأكابرهم (إذا كتبوا) إليهم كتاباً ولا ينبغي ذلك (فإذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ (في كتابه (بنفسه) ندباً فإنه سنة الأنبياء أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم (فر) عن أبي هريرة وفي إسناده متهم

(العجوة من فاكهة الجنة) قال المناوي يعني هذه العجوة تشبه عجوة الجنة في الشكل والاسم لا في اللذة والطعم (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن بريدة) تصغير بردة وإسناده حسن

(العجوة والصخرة) صخرة بيت المقدس (والشجرة) الكرمة أو شجرة بيعة الرضوان (من الجنة) قال المناوي في مجرد الاسم والشبه الصوري غير أن ذلك الشبه يكسبها فضلاً انتهى وقال العلقمي العجوة هي نوع من التمر بالمدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد من غرس النبي صلى الله عليه وسلم قاله في النهاية وقال الدميري قال عبد اللطيف العجوة غذاء فاضل كاف ليس شيء مما رزقنا الله تعالى مما ليس لنا فيه عمل اكتفى من التمر ولا أغذى واحفظ للصحة منه فهو وحده غذاء كاف طبيعي فإن انضاف إليه سمن فقد تمت كفايته (حم هـ ك) عن رافع بن عمر والمزني

(العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم) قال العلقمي والذي ينبغي أن يقال لخاصة عجوة المدينة كما أخبر به الصادق صلى الله عليه وسلم (والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين) كما تقدم لكن قال المناوي أي الماء الذي تنبته فيه وهو مطر الربيع (حم ت هـ) عن أبي هريرة (حم ن هـ) عن أبي سعيد الخدري (وجابر) بن عبد الله رضي الله عنهم بإسناد حسن أو صحيح

(العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم) قال المناوي قيل أراد نوعاً من تمر المدينة غرسه صلى الله عليه وسلم (والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النساء يؤكل من لحمه ويحسى من مرقه) تقدم الكلام عليه في شفاء (ابن النجار عن ابن عباس)

(العدة دين) أي هي كالدين في تأكد الوفاء بها فيكره الحلف في الوعد بلا عذر (طس) عن علي وعن ابن مسعود

(العدة دين ويل لمن وعد ثم أخلف ويل لمن وعد ثم اخلف ويل لمن وعد ثم أخلف) قال العلقمي الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب انتهى قال المناوي تنبيه ما وقع للمؤلف رحمه الله من أن الحديث هكذا خلاف الموجود في الأصول الصحيحة ولفظه العدة دين ويل لمن وعد ثم أخلف ويل ثم ويل له (ابن عساكر عن عليّ)

(العدة عطية) أي بمنزلة العطية فلا ينبغي إخلافها

ص: 347

كما لا ينبغي الرجوع في العطية (حل) عن ابن مسعود بإسناد فيه ضعيف

(العدل) فإن العلقمي هو الذي لا يميل به الهواء فيجور في الحكم وهو في الأصل مصدر سمى به فوضع موضع العادل وهو أبلغ منه انتهى والظاهر أن هذا غير مراد في الحديث (حسن) قال المناوي لأنه يدعو إلى الألفة ويبعث على الطاعة (ولكن) هو (في الأمراء أحسن) لأن الآحاد إذا لم يعدل أحدهم قوم بالسلطان (السخاء) بالمد (حسن) من كل أحد (ولكن) هو (في الأغنياء أحسن) إذ به تحصل المواساة من غير مشقة عليهم (الورع حسن) في جميع الناس (ولكن) هو (في العلماء أحسن) منه في غيرهم لأن الناس يقتدون بهم ويتبعونهم (الصبر حسن) لكل أحد (ولكن) هو (في الفقراء أحسن) فإنهم يتعجلون به الراحة مع اكتساب المئوية (التوبة) شيء (حسن) لكل عاص (ولكن) هي (في الشباب أحسن) منها في غيرهم والله يحب الشاب التائب (الحياء حسن) في الذكور والإناث (ولكن) هو (في النساء أحسن) منه في الرجال (فر) عن علي

(العرافة) بكسر المهملة وفي رواية الإمارة (أولها ملامة وآخرها ندامة والعذاب يوم القيامة) إلا من اتقى الله (الطيالسي عن أبي هريرة)

(العرب للعرب أكفاء) قال في النهاية الكفؤ النظير والمساوي ومنه الكفاءة في النكاح وهو أن يكون الزوج مساوياً للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وغير ذلك انتهى فليس العجم كفؤاً للعرب (والموالي أكفاء للموالي إلا حايك أو حجام) هو بصورة المرفوع مع أن الاستثناء من كلام تام موجب فيحتمل أنه منصوب على طريقة المتقدمين الذين يرسمون المنصوب بلا ألف كما مر نظيره (هق) عن عائشة

(العربون) بفتح العين والراء وبضم العين وإسكان الراء (لمن عربن) متعلق بمحذوف أي مملوك أو نحوه وبيع العريون هو أن يشتري السلعة ويدفع إلى صاحبها شيئاً على أنه إن أمضى البيع حسب من الثمن وإن لم يمض البيع كان هبة لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري قال المناوي وهو باطل عند الثلاثة لما فيه من الشرط والغرر دون أحمد (خط في) كتاب (رواة مالك عن ابن عمر)

(العرش) الذي هو أعظم المخلوقات (من ياقوتة حمراء) قال المناوي فيه رد لما في الكشاف وغيره أنه جوهرة خضراء (أبو الشيخ (في) كتاب (العظمة عن الشعبي مرسلاً)

(العرف) يعني المعروف (ينقطع فيما بين الناس) لأن من فعل معه ربما جحد وأنكر (ولا ينقطع فيما بين الله وبين من فعله) إذا كان فعله لله فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً (فر) عن أبي اليسر قال الشيخ بفتح المثناة التحتية والمهملة

(العسيلة) بالتصغير المذكورة في حديث المرأة التي طلقها زوجها ثلاثاً فأرادت الرجوع إليه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا حتى تذوقي عسيلته أي الزوج الثاني ويذوق عسيلتك هي (الجماع) فكنى بها عنه لأن العسل فيه حلاوة ويلتذ به والجماع كذلك فأفاد به أن مجرد العقد لا يكفي في التحليل (هق) عن عائشة

• (العشر عشر

ص: 348

الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر) قاله لما سئل عن قوله تعالى وليال عشر والشفع والوتر (حم ك) عن جابر

(العطاس) بالضم (من الله) أضيف إليه سبحانه وتعالى لأنه نشأ عن قلة الأكل الناشئ عنها النشاط للعبادة (والتثاؤب من الشيطان) أضيف إليه لأنه ينشأ عن كثرة الأكل الناشئ عن الكسل (فإذا تثاءب أحدكم) أي أخذ في مباديه (فليضع) ندباً (يده) اليسرى (على فيه) ليمنعه من الدخول (فإذا قال هاها) حكاية صوت التثاؤب (فإن الشيطان يضحك من جوفه وأن الله عز وجل يحب العطاس ويكره التثاؤب) لما تقدم (ت) وابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة بإسناد حسن

(العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقئ والرعاف من الشيطان) ظاهر الحديث أن الثلاث الأخيرة لا تختص بالصلاة لكن ظاهر كلام المناوي أنها تختص فإنه قال بمعنى أنه يلتذ بوقوع ذلك فيها ويحبه لما فيه من الحيلولة بني العبد وما طلب منه من الحضور بين يدي الله (ت) عن دينار

(العطاس عند الدعاء شاهد صدق) يحتمل أن المراد بالدعاء الكلام الخيري ويدل على هذا كلام الشيخ المناوي فإنه قال لأن الملك يتباعد عند الكذب ويحضر عند الصدق (أبو نعيم عن أبي هريرة)

(العفو) أي عفو الإنسان عن من ظلمه (أحق ما عمل به) فعليكم به فإن الله يزيد العافي عزاً وينتقم له من ظالمه (ابن شاهين في) كتاب (المعرفة عن حليس) بالحاء المهملة والتصغير (ابن زيد)

(العقل على العصبة) أي دية الخطأ وشبه العمد على عصبة الجاني سوى أصله وفرعه (وفي السقط) أي الجنين الذي فيه صورة خلق آدمي (غرة) أي نسمة من الرقيق (عبداً وأمة) بيان للغرة سليمة من عيب بيع وهي على عاقلة الجاني ويشترط بلوغ الغرة نصف عشر الدية فإن فقدت الغرة وجب بدلها وهو خمسة أبعرة (طب) عن حمل بن النابغة

(العقيقة حق) أي تندب ندباً مؤكداً (عن الغلام شاتان متكافئتان) أي متساويتان سناً وحسناً وعن الجارية شاة (حم) عن أسماء بنت يزيد وإسناده صحيح

(العقيقة تذبح لسبع) من الأيام (أو لأربع عشرة أو لإحدى وعشرين) من ولادة الطفل (طس) والضياء عن بريدة بالتصغير بإسناد ضعيف

(العلماء أمناء الله على خلقه) لحفظهم الشريعة من تحريف المبطلين وتأويل الجاهلين فيجب الرجوع إليهم (القضاعي وابن عساكر عن أنس) وإسناده حسن

(العلماء أمناء الرسل) أي أمناء على العلم الذي وصل إليهم من الرسل (ما لم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا) من غير احتياج إلى ذلك (فقد خانوا الرسل فاحذروهم) مقصوده زجر العلماء عن مخالطة الأمراء والاشتغال بالدنيا والحث على التفرغ للعلم الحسن بن سفيان (عق) عن أنس

(العلماء أمناء أمتي) شهادة منه صلى الله عليه وسلم بأنهم أعلام الدين وأكابر المؤمنين ما لم يدنسوا العلم (فر) عن عثمان رضي الله عنه

(العلماء) العاملون (مصابيح الأرض)

ص: 349

التي يستضاء بها من ظلمات الجهل (خلفاء الأنبياء) على أممهم (وورثتي وورثة الأنبياء) من قبلي قد ورثوا العلم قال تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا (عد) عن علي بإسناد ضعيف

(العلماء قادة) جمع قائد ويجمع على قواد فالمعنى يقودون الناس إلى أحكام الله (والمتقون سادة) أي أشراف الناس قال في المصباح وساد يسود سيادة والاسم السودد وهو المجد والشرف فهو سيد والأنثى سيدة بالهاء ثم أطلق ذلك على الموالي لشرفهم على الخدم وإن لم يكن لهم في قومهم شرف فقيل سيد العبد وسيدته والجمع سادة وسادات وزوج المرأة يسمى سيدها وسيد القوم رئيسهم وأكرمهم (ومجالستهم) أي الفريقين (زيادة) للمجالس في دينه (ابن النجار عن أنس)

(العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء) أي سكانها من الملائكة (وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة) وفي حياتهم أيضاً (ابن النجار عن أنس) رضي الله عنه

(العلماء ثلاثة رجل عاش بعلمه وعاش الناس به ورجل عاش الناس به وأهلك نفسه ورجل عاش بعلمه ولم يعش به غيره) فالأول من علم وعمل وعلم غيره والثاني من علم وعلم فعمل الناس بعلمه ولم يعمل بما علم والثالث من عمل بعلمه ولم يعلمه غيره (فر) عن أنس

(العلم) الشرعي (أفضل من العبادة) لأن نفعه متعد والعبادة مفتقرة له ولا عكس (وملاك الدين) قال في النهاية الملاك بالكسر والفتح قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه (الورع) أي الكف عن الشبات (خط) وابن عبد البر في العلم عن ابن عباس وإسناده ضعيف

(العلم أفضل من العمل) الذي لا علم معه إذ لا فائدة فيه والمراد العلم المتعدي نفعه بأن يعلمه غيره فهذا لا شك في أنه أفضل من العبادة (وخير الأعمال أوسطها) لتوسطه بين طرفين مذمومين فلا يكون في عمل الطاعة مقصراً ولا غالياً (ودين الله بين القاصر والغالي والحسنة بين السيئتين لا ينالها إلا بالله تعالى) أي بتوفيقه أراد أن الغلو في العمل سيئة والتقصير عنه سيئة والحسنة بينهما (وشر السير الحقحقة) هي التعب من السير وقيل حمل الدابة على ما لا تطيق ومقصود الحديث الرفق في العبادة وعدم إجهاد النفس فيها لئلا تمل (هب) عن بعض الصحابة بإسناد ضعيف

(العلم) الشرعي (ثلاثة) أي أقسام ثلاثة (وما سوى ذلك فهو فضل) أي زائد لا ضرورة إلى معرفته لكن علم الطب ثابت بنصوص السنة (آية محكمة) أي لم تنسخ أو لا خفاء فيها (أو سنة قائمة) أي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (أو فريضة عادلة) أي مستقيمة مستنبطة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وقال المناوي عادلة أي مساوية للقرآن في وجوب العمل بها وفي كونها صدقاً وصواباً اهـ فعلم أن المراد علم التفسير والحديث والفقه (د هـ ك) عن ابن عمرو بن العاص

(العلم ثلاثة كتاب ناطق) أي مبين واضح (وسنة ماضية) أي جارية مستمرة (ولا أدري) أي فينبغي قول المجيب لمن سأله عما لا يعلم حكمه لا أدري ومن علامة الجهل أن تجيب عن كل ما تسأل عنه (فر) عن ابن عمر بن الخطاب

• (العلم

ص: 350

حياة) وفي نسخة إسقاط التاء (الإسلام) لأن الإسلام لا تعلم حقيقته وشروطه وآدابه وما يطلب منا لمسلم إلا بالعلم (وعماد الإيمان) أي معتمده ومقصوده الأعظم (ومن علم) بشدة اللام (علما أتم الله له أجره) قال العلقمي هنا في خط الشيخ أتم بالمثناة الفوقية وسيأتي في حرف الميم من علم آية من كتاب الله تعالى أو باباً من العلم أنمى الله له أجره إلى يوم القيامة بالنون ومعنى أتم أكمل ومعنى أنمى زاد (ومن تعلم فعمل علمه الله ما لم يعلم) وفي رواية من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم قال العلقمي قال شيخنا سئل الشيخ عز الدين عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم وما العلم الذي إذا عمل به ورث وما العلم الموروث وما صفة التوريث أهو العام أم غيره فبعض الناس قال إنما هذا مخصوص بالعالم يعني أنه إذا عمل بعلمه ورث ما لم يعلم بأن يوفق ويسدد إذا نظر في الوقائع وهل يصح هذا الكلام أم لا فأجاب معنى الحديث أن من عمل بما يعلمه من واجبات الشرع ومندوباته واجتناب مكروهاته ومحرماته ورثه الله من العلم الإلهي ما لم يعلمه من ذلك كقوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا هذا هو الظاهر من الحديث المتبادر إلى الفهم ولا يجوز حمله على أهل النظر في علم الشرع لأن ذلك تخصيص للحديث بغير دليل وإذا حمل على ظاهره وعمومه دخل فيه الفقهاء وغيرهم قال المناوي أو المراد علم ما لم يعلمه من مزيد معرفة الله وخدع النفس والشيطان وغرور الدنيا وآفات العمل (أبو الشيخ عن ابن عباس) رضي الله عنهما

(العلم خزائن ومفاتيحها السؤال) وفي نسخة ومفتاحها (فاسألوا) سؤال تفهم لا تعنت (يرحمكم الله فإنه يؤجر أربعة السائل والمعلم والمستمع والمحب لهم)(حل) عن علي بإسناد ضعيف

(العلم خليل المؤمن والعقل دليله والعمل قيمه والحلم وزيره والصبر أمير جنوده والرفق والده واللين أخوه) فيه حث المؤمن على هذه الخصال فمن رزقه الله إياها كمل إيمانه وحصل له خير الدارين (هق) عن الحسن مرسلاً

(العلم خير من العبادة) لما تقدم (وملاك الدين الورع) كما مر (ابن عبد البر عن أبي هريرة)

(العلم خير من العبادة وملاك الدين الورع والعالم من يعمل بعلمه) أما غيره فالجاهل خير منه (أبو الشيخ عن عبادة) بن الصامت رضي الله عنه (العلم دين والصلاة دين فانظروا عمن تأخذون هذا العلم) أي لا تأخذوه إلا عمن يوثق به (و) انظروا (كيف تصلون هذه الصلاة) أي ائتوا بها مستكملة الأركان والشروط والآداب (فإنكم تسألون يوم القيامة) عن العلم والصلاة (فر) عن ابن عمر

(العلم) من حيث هو (علمان فعلم) ثابت (في القلب فذلك) هو (العلم النافع) الناشئ عنه الخشية والعمل (وعلم على اللسان) أي لا يصحبه عمل (فذلك حجة الله على ابن آدم) فثمرة العلم العمل (ش) والحكيم الترمذي (عن الحسن) البصري مرسلاً (خط) عن جابر قال المنذري حديث صحيح

(العلم في قريش والأمانة في الأنصار) والمراد أنهما فيهما أكثر لا أن غيرهما لا علم ولا أمانة عنده (طب) عن عبد الله بن الحارث بن جزي بفتح الجيم

ص: 351

وسكون الزاي الزبيدي بإسناد حسن

(العلم ميراثي وميراث الأنبياء قبلي) وما خلفوه من المال فهو صدقة (فر) عن أم هانئ بإسناد ضعيف

(العلم) المصحوب بالعمل (والمال) المنفق منه في وجوه الخير (يستران كل عيب) وستر العلم أتم والجهل والفقر يكشفان كل عيب (فر) عن ابن عباس

(العلم لا يحل منعه) عن المحتاج إليه فمن منعه عنه الجم يوم القيامة بلجام من نار (فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف

(العم والد) أي كالوالد في وجوب الاحترام لتفرعهما عن أصل واحد فلا ينبغي عقوقه (ص) عن عبد الله الوراق مرسلاً

(العمائم تيجان العرب) أي هي لهم بمنزلة التيجان للملوك لأنهم أكثر ما يكونون بالبوادي رؤوسهم مكشوفة والعمائم فيهم قليل (والأخبية حيطانها وجلوس المؤمن في المسجد رباطه (القضاعي (فر) عن علي وإسناده ضعيف

(العمائم تيجان العرب فإذا وضعوا العمائم وضعوا عزهم) قال المناوي لفظ رواية الديلمي وضع الله عزهم (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

(العمامة على القلنسوة) أي تلف عليها وهي بفتح القاف وسكون النون وضم المهملة وفتح الواو وقد تبدل ياء مثناة من تحت وقد تبدل الفاء فتفتح السين فيقال قلنساة غشاء مبطن يستر به الرأس وقال بعضهم هي التي يغطي بها العمائم وتستر من الشمس والمطر كأنها عقدة رأس البرنس (فصل ما بيننا وبين المشركين) أي هي العلامة المميزة بيننا وبينهم وقال العلقمي قطع ما بيننا وبينهم قال في المصباح فصلت عن غيره فصلاً من باب ضرب نحيته أو قطعته ومنه فصل الخصومات وهو الحكم بقطعها (يعطي) بالبناء للمفعول أي صاحب العمامة (يوم القيام بكل كورة يدورها على رأسه نوراً) قال في المصباح كار الرجل العمامة كوراً من باب قال أدارها على رأسه وكل دور كور تسمية بالمصدر والجمع أكوار مثل ثوب وأثواب وكورها بالتشديد مبالغة ومنه يقال كورت الشيء إذا لففته على هيئة الاستدارة قال المناوي وهذا لمن اتقى الله في الدنيا (الباوردي عن ركانة)

(العمد قود) أي موجبة بفتح الجيم قودان لم يحصل عفو (والخطأ دية) أي موجبه دية (طب) عن عمرو ابن حزم بإسناد حسن

(العمري) بضم المهملة وسكون الميم مع القصر اسم من اعمرتك الشيء أي جعلته لك مدة عمرك (جائزة لأهلها) قال النووي قال أصحابنا العمري ثلاثة أحوال (أحدها) أن يقول أعمرتك هذه الدار فإذا مت فهي لورثتك أو لعقبك فيصح بلا خلاف ويملك بهذا اللفظ رقبة الدار وهي هبة لكنها بعبارة طويلة فإذا مات فالدار لورثته فإن لم يكن له وارث فلبيت المال ولا تعود إلى الواهب بحال (الثاني) أن يقتصر على قوله جعلتها لك عمري ولا يتعرض لما سواه ففي صحة هذا العقد قولان للشافعي أصحهما وهو الجديد صحته وله حكم الحال الأول (الثالث) أن يقول جعلتها لك عمري فإذا مت عادت إلى أو إلى ورثته ففي صحته خلاف والأصح صحته ويكون له حكم الحال الأول واعتمدوا على الأحاديث الصحيحة المطلقة كون العمري جائزة وعدلوا به عن قياس

ص: 352

الشروط الفاسدة قلت أي لم يعتبروه فلم يفسدوا به العقد بل جعلوه لاغياً لإطلاق الأخبار الصحيحة ولأنه لم يشرط عليه شيئاً إنما شرط العود إليه أو إلى ورثته بعد الموت وحينئذ قد صار الملك للورثة والأصح الصحة في جميع الأحوال وأن الموهوب له يملكها ملكاً تاماً يتصرف فيها بالبيع وغيره من التصرفات هذا مذهبنا وقال احمد تصح العمري المطلقة دون المؤقة وقال مالك في أشهر الروايات عنه العمري في جميع الأحوال تمليك لمنافع الدار مثلاً ولا يملك فيها رقبة الدار بحال وقال أبو حنيفة بالصحة كنحو مذهبنا وبه قال الثوري والحسن بن صالح وأبو عبيدة وحجة الشافعي وموافقيه هذه الأحاديث الصحيحة (حم ق) عن جابر بن عبد الله (حم ق د ن) عن أبي هريرة (حم د ت) عن سمرة بن جندب (ن) عن زيد بن ثابت وعن ابن عباس

(العمري ميراث لأهلها) أي لمن وهبت له سواء أطلقت أم قيدت بعمر الآخذ (م) عن جابر وأبي هريرة

(العمري لمن وهبت له (م د ن) عن جابر

(العمري جائزة لأهلها والرقبى) بوزن العمري من الرقوب لأن كلا منهما يرقب موت صاحبه قال العلقمي وصورة الرقبى أن يقول وهبتها لك عمرك فإن مت قبلي عادت إلى أو إلى زيد وإن مت قبلك استقرت لك فهي صحيحة ويلغو الشرط أو يقول أرقبتك هذه الدار أو جعلتها لك رقبى أخذاً بإطلاق خبر أبي داود لا تعمروا ولا ترقبوا فمن أرقب شيئاً أو أعمره فهو لورثته والنهي للإرشاد أي لا تعمروا شيئاً طمعاً في عوده إليكم واعلموا أنه ميراث فلو وقت الواهب يعمر نفسه أو أجنبي كأن قال جعلتها لك عمري أو عمر فلان فسدت الصيغتان لخروجهما عن اللفظ المعتاد ولما فيهما من تأقيت الملك لجواز موته أو موت فلان قبل موت الموهوب له بخلاف قوله عمرك لأن الإنسان إنما يملك مدة حياته فلا تأقيت فيه (جائزة لأهلها) فالعمري والرقبى سواء عند الجمهور (4) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

(العمري جائزة لمن أعمرها والرقبى جائزة لمن أرقبها) قال الشيخ بالبناء للمفعول فيها (والعائد في هبته كالعائد في قيئه) أي كما يقبح أن يقئ شيئاً ثم يأكله يقبح أن يعمر شيئاً أو يرقبه ثم يجره إلى نفسه (حم ن) عن ابن عباس رضي الله عنهما

(العمري والرقبى سبيلهما سبيل الميراث) فينتقل ذلك بموت الآخر لورثته لا إلى المعمر والمرقب وورثتهما خلافاً لمالك (طب) عن زيد بن ثابت (الأنصاري

• العمرة إلى العمرة) قال المناوي العمرة حال كون الزمن بعدها ينتهي إلى العمرة (كفارة لما بنيهما) من الصغائر وقال ابن التين يحتمل أن تكون إلى بمعنى مع فيكون التقدير العمرة مع العمرة مكفرة لما بينهما (والحج المبرور) أي الذي لم يخالطه إثم أو المقبول أو الذي لا رياء فيه ولا فسوق (ليس له جزاء إلا الجنة) أي دخولها مع السابقين فهو مكفر للكبائر مالك (حم ق 4) عن أبي هريرة

(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا) الصغائر واستشكل بعضهم كون العمرة كفارة مع أن اجتناب الكبائر يكفر فماذا تكفره العمرة والجواب أن تكفير العمرة

ص: 353

مقيد بزمنها وتكفير الاجتناب عام لجميع عمر العبد فتغايرا من هذه الحيثية (والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة (حم) عن عامر بن ربيعة بإسناد حسن

(العمرتان تكفران ما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وما سبح الحاج من تسبيحة وما هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا يبشر بها تبشيرة) بالبناء للمفعول أي أخبر بحصول شيء يسره والمبشر له بذلك الملائكة ولا يلزم سماعنا لهم (هب) عن أبي هريرة

(العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد بمنزلة الزكاة من الصيام) فيه الحث على الاعتمار بل قال المناوي فيه أن العمرة واجبة (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

(العنبر) وهو شيء يقذفه البحر بالساحل أو نبات يخلقه الله في قعره أو نبع عين فيه أو روث دابة فيه (ليس بركاز) فلا زكاة فيه على واجده (بل هو لمن وجده ابن النجار عن جابر بإسناد ضعيف

(العنكبوت) قال المناوي الحيوان المعروف الذي ينسج في البيوت اهـ وقال العلقمي العنكبوت دويبة تنسج في الهواء والجمع عناكب والذكر عنكب وهي قصيرة الأرجل كثيرة الأعين لها ثمانية أرجل وست عيون إذا أرادت صيد الذباب لصقت بالأرض وجمعت نفسها ثم وثبت عليه وهي أقنع الأشياء في جمع رزقها وأحرص الأشياء والذي تنسجه لا تخرجه من جوفها بل من خارج جلدها وروى الثعلبي عن علي بن أبي طالب أنه قال طهروا بيوتكم من نسيج العنكبوت فإن تركه في البيت يورث الفقر (شيطان فاقتلوه) قال المناوي يعارضه خبر جزى الله العنكبوت عنا خيراً وقد يقال هذا في عنكبوت خاص (د) في مراسيله عن يزيد بن مرثد مرسلاً

(العنكبوت شيطان) كان امرأة سحرت زوجها كما في حديث الديلمي فلأجل ذلك (مسخه الله تعالى) حيواناً على هذا الشكل قال العلقمي وأخرج الزبير بن بكار في الموقوفات والديلمي في مسند الفردوس عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الممسوخ فقال هم ثلاثة عشر الفيل والدب والخنزير والقرد والحريث والضب والوطواط والعقرب والدعموص والعنكبوت والأرنب وسهيل والزهرة قيل يا رسول الله ما سبب مسخن فقال أما الفيل فكان رجلاً جبار لوطياً لا يدع رطباً ولا يابساً وأما الدب فكان مؤنثاً يدعو الرجال إل نفسه وأما الخنزير فكان من النصارى الذين سألوا المائدة فلما نزلت كفروا وأما القرد فيهود اعتدوا في السبت وأما الحريث فكان ديوثاً يدعوا الرجال إل حليلته وأما الضب فكان أعرابياً يسرق الحاج بمحجنه وأما الوطواط فكان رجلاً يسرق الثمار من رؤوس النخل وأما العقرب فكان لا يسلم أحد من لسانه وأما الدعموص فكان تماماً يفرق بين الأحبة وأما العنكوب فامرأة سحرت زوجها وأما الأرنب فكانت امرأة لا تطهر من الحيض وأما سهيل فكان عشاراً باليمن وأما الزهرة فكانت بنتاً لبعض ملوك بني إسرائيل افتتن بها هاروت وماروت وقال محمد بن يوسف لشيرازي المعروف بالحكم في نظم ذلك مع زيادات أخرى

ص: 354

يا سائلي عن نبأ الممسوخ

• من قول ذي البيان ولمرسوخ

أنبيك عن أحوالها فاستمع

• ومنتهى أعدادها تنتفع

قد مسخ الله من ابن آدما

• عشرين صنفاً ركبوا المآثما

الكلب والعقرب والخنزير

• والدب والقنذف والزنبور

والفيل والسهيل والقمري

• والليث والخفافش البري

والزهرة الزهراء ثم العقعق

• والعنكبوت الفاخت المطوّق

والقرد والضب مع ابن عرس

• وفارة مع ابن آوي النحس

رماهم الحرمان بالخذلان

• لما جروا في طاعة الشيطان

فالفيل كان عاصياً لربه

• بأكله الرباء ثم حبه

ثم سهيل كان عشار اليمن

• تراه في أفق السماء كالوثن

والليث كان واعظاً شريراً

• والقرد قوم خالفوا الزبورا

ومؤذى الجار ترى الزنبورا

• وابن عريس نبش القبورا

ان ابن آوي قد عدا في النفخ

• وكان قصابا رمى بالمسخ

وفي الخفافيش أخى فاعتبر

• كن نساء لم توار في النظر

والضب كان يقتل الحجاجا

• والدب كاد يفسد الفجاجا

والعنكبوت عصت الأزواجا

• وخالفت ساداتها لجاجا

وفي الخنازير اعتبر فإنها

• خالفت المسيح ما كان نهى

وكانت الفأرة قدما نائحة

• تفسد بالنوح القلوب الصالحه

يا أيها الإنسان لا تحتكر

• وانظر إلى القمري كيف تبصر

والكلب كان مفسداً للبين

• والفاخت الخائن أي للدين

وكان فيمن قد حكى حاطا

• ولم يكن في دينه محتاطا

وعقعق في دينه كابن الأشر

• ويدخل الحمام من غير أزر

والعقرب الناممة الخبيثه

• والقنفذ الدلالة الحثيثة

والزهرة الزهراء بالجمال

• والحسن وهي فتنة الرجال

فخادعت في دينه هاروتا

• واستمردت في هديه ماروتا

(فاقتلوه) ندباً (عد) عن ابن عمر بإسناد ضعيف

(العهد الذي بيننا وبينهم) يعني المنافقين هو (الصلاة) شبه الموجب لإبقائهم وحقن دمائهم بالعهد المقتضي لإبقاء المعاهد والكف عنه (فمن تركها فقد كفر) هو توبيخ لتارك الصلاة وتحذير له من الكفر أو سيؤديه ذلك إليه إذا تهاون بالصلاة وقال في النهاية قيل هو لمن تركها جاحداً (حم ت ن هـ حب ك) عن بريدة رضي الله عنه بأسانيد صحيحة

(العيافة) بالكسر والتخفيف قال العلقمي هي زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها أي جهة مسيرها

ص: 355

عند تنفيرها (والطيرة) بكسر ففتح فسهرا المناوي بما تقدم في العيافة (والطرق) بفتح فسكون قال في النهاية هو الضرب الحصا الذي تفعله النساء وقيل هو الخط بالرمل (من الجبت) قال المناوي أي من أعمال السحر فكما أن السحر حرام فكذا المذكورات اهـ وقال العلقمي الجبت قال في الصحاح كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك (د) عن قبيصة بالتصغير

(العيادة فواق ناقة) أي زمان عيادة المريض قدر فواق ناقة وهو ما بين الحلبتين من الراحة لأنها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب قال في المصباح الفواق بالضم والفتح الزمان الذي بين الحلبتين وقال الجوهري الفواق ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر وتحلب (هب) عن أنس ابن مالك

(العيدان) عيد الفطر وعيد الأضحى (واجبان على كل حالم) أي محتلم (من ذكر أو أنثى) يعني صلاتهما واجبة على كل بالغ والمراد أنها تقرب من الواجب في التأكد (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف

(العين حق) أي الإصابة بالعين شيء ثابت (حم ق د هـ) عن أبي هريرة وعن عامر بن ربيعة

(العين حق تستنزل الحالق) أي الجبل العالي (حم طب ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح

(العين) أي الإصابة بها (حق ولو كان شيء سابق القدر) بالتحريك (لسبقته العين) أي لو فرض أن شيئاً له قوة بحيث يسبق القدر لكان العين فهو مبالغة في إثبات العين لأنه لا يمكن أن يرد القدر بشيء إذا القدر عبارة عن سابق علم الله تعالى وهو لا راد لأمره (وإذا استغسلتم) بالبناء للمفعول (فاغسلوا) أي إذا أمر العاين بما أعتيد عندهم من غسل أطرافه وما تحت إزاره وتصب غسالته على المعيون فليفعل ندباً وقيل وجوباً قال العلقمي هذا الغسل ينتفع بعد استحكام النظرة وأما عند الإصابة وقبل الاستحكام فقد أرشد الشارع إلى ما يدفعه بقوله من رأى شيئاً فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره وورد أيضاً فليقل اللهم بارك فيه ولا تضره وقد اختلف في جريان القصاص في القتل بالعين فقال القرطبي لو أتلف العائن شيئاً ضمنه ولو قتل فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ومنع الشافعية القصاص في أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ومنع الشافعية القصاص في ذلك وقال النووي في الروضة ولا دية فيه ولا كفارة لأن الحكم إنما يترتب على منضبط عام دون ما يختص ببعض الناس في بعض الأحوال مما لا انضباط له كيف ولا يقع منه فعل أصلاً ثم قال القاضي في هذا الحديث من الفقه ما قاله بعض العلماء أنه ينبغي إذا عرف أحد بالإصابة بالعين أن يجتنب ويحترز منه وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس ويأمره بلزوم بيته فإن كان فقيراً رزقه ما يكفيه ويكف أذاه عن الناس (حب م) عن ابن عباس

(العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن آدم) فينبعث من عين العاين قوة سمية تتصل بالمعان فهي لك أو يفسد بإرادة الله تعالى (الكجي في سننه عن أبي هريرة)

(العين تدخل الرجل) يعني الإنسان (القبر) أي تقتله فيدفن في القبر

(وتدخل الجمل القدر) أي إذا أصابته

ص: 356