الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمذاء) قال الشيخ بكسر الميم والمذ (من النفاق) العملي قال في النهاية قيل هو أن يدخل الرجل على أهله ثم يخليهم يماذى بعضهم بعضاً يقال أمذى الرجل وماذى إذا قاد على أهله مأخوذ من المذي البزار (هب) عن أبي سعيد الخدري بإسناد حسن
• (الغيلان) بكسر المعجمة وسكون المثناة التحتية (سحرة الجن) بسين وحاء مهملتين جمع ساحر قال العلقمي قال شيخنا قالوا وخلقها خلق الإنسان ورجلاها رجلا حمار قال القزويني ورأى الغول جماعة من الصحابة منهم عمر حين سافر إلى الشام قبل الإسلام وضربه بالسيف وروى الترمذي والحاكم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال كانت لنا سهوة فيها تمر فكانت الغول تجئ كهيئة السنور فتأخذ منه فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله وقال أبو الشيخ حدثنا أبو سعيد ابن يحيى حدثنا محمد بن سهل المقري حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمر والدباغ عن أبيه أنه سلك طريقاً فيها غول وقد كان نهى أن يسلك ذلك الطريق قال فسلكتها وإذا امرأة عليها ثياب معصفرة على سرير وقناديل وهي تدعوني فلما رأيت ذلك أخذت في قراءة يس فطفئت قناديلها وهي تقول يا عبد الله ما صنعت بي فسلمت منها قال المقري فلا يصيبنكم شيء من خوف أو مطالبة من سلطان أو عدو إلا قرأتم يس فإنه يدفع عنكم (ابن أبي الدنيا) في كتاب مكائد الشيطان عن عبد الله ابن عبيد مرسلاً.
(حرف الفاء)
• (فاتحة الكتاب) سميت بذلك لافتتاح القرآن (بها شفاء من السم) لمن تدبر وتفكر وأخلص وقوي يقينه (ص هب) عن أبي سعيد الخدري (أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً)
• (فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) قال المناوي من أدواء الجهل والمعاصي والأمراض الظاهرة والباطنة (هب) عن عبد الملك ابن عمير رضي الله عنه مرسلاً
• (فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن) لاشتمالها على أكثر مقاصده (عبد بن حميد عن ابن عباس)
• (فاتحة الكتاب أنزلت من كنز تحت العرش ابن راهويه عن علي)
• (فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرهما عبد في دار فيصيبهم) أي أهل الدار (ذلك اليوم عين إنس أو جن) قال المناوي وفي الثواب لأبي الشيخ عن عطاء إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب تقضي (فر) عن عمران بن حصين
• (فاتحة الكتاب تجزئ) أي تقضي وتنوب (ما لا يجزي شيء من القرآن) فتجب قراءتها في الصلاة عند الشافعي وقال أحمد ومالك تس (ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان) بكسر الكاف وتفتح (وجعل القرآن) أي باقية (في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات) قال المناوي لاحتوائها على ما فيه وزيادتها بأسرار (فر) عن أبي الدرداء
• (فارس) أي أهل فارس (نطحة أو نطحتان
ثم لا فارس بعد هذا أبداً) قال في النهاية معناه أن فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ثم يبطل ملكها ويزول فحذف الفعل لبيان معناه (والروم ذات القرون) جمع قرن (كما هلك قرن خلفه قرن أهل صبر وأهله لآخر الدهر هم أصحابكم ما دام في العيش خير) قال المناوي يريد بأصحابكم أن فيهم السلطنة والإمارة على العرب اهـ وهذا لا يعارضه الحديث الآتي لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان أي إلى يوم القيامة لأنه مقيد بما إذا أقاموا أمور الدين فإذا لم يقيموها حرج عليهم بتسليط غيرهم عليهم (الحارث بن أبي أسامة عن أبي محيريز) بإسناد ضعيف
• (فاطمة) بنته صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة رضي الله تعالى عنهما ولدت في الإسلام وقيل قبل البعثة (بضعة) بفتح الموحدة وتضم وتكسر أي جزء (مني) كقطعة لحم مني وللبعض من الإجلال والتوقير ما للكل (فمن أبغضها) بفعل ما لا يرضيها اغضبني (خ) عن المسور
• (فاطمة بضعة) وفي رواية مضغة (مني يقبضني ما يقبضها) أي أكره ما تكرهه (ويبسطني ما يبسطها) أي يسرني ما يسرها (وأن الأنساب تنقطع يوم القيامة) قال تعالى فلا أنساب بينهم يومئذ (غير نسبي وسبي) النسب بالولادة والسبب بالزواج (وصهري) قال في النهاية الصهر حرمة التزويج والفرق بينه وبين النسب أن النسب ما رجع إلى ولادة قريبة من جهة الآباء والصهر ما كان من خلطة تشبه القرابة يحدثها التزويج (حم ك) عنه أي عن المسور
• (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران) قال السبكي الذي ندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة (ك) عن أبي سعيد وصححه وأقروه
• (فاطمة أحب إليّ منك) يا عليّ (وأنت أعز عليّ منها) وقوله (قاله لعلي) مدرج للبيان من الصحابي أو المؤلف (طس) عن أبي هريرة ورجاله رجال الصحيح
• (فتح) بالبناء للمفعول (اليوم) بالنصب على الظرفية (من ردم) أي سد (يأجوج ومأجوج) بالهمز وتركه ومنع الصرف للعلمية والعجمة أي السد الذي بناه ذو القرنين وهما قبيلتان من ولد يافث بن نوح وروى الحاكم من حديث حذيفة مرفوعاً يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة ألف رجل لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل منهم من صلبه كلهم قد حمل السلاح لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه ويأكلون من مات منهم اهـ وقيل هم ثلاث أصناف صنف أجسادهم كالأرز بفتح الهمزة وسكون الراء ثم زاي وهو شجر كبار جداً وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى وقيل أطولهم ثلاثة أشبار وأقصرهم شبر (مثل) بالرفع نائب الفاعل (هذه) أي كالحلقة الصغيرة (وعقد بيده تسعين) قال العلقمي وصورتها أن يجعل طرف السبابة اليمنى في أصل الإبهام ويضمها ضماً محكماً بحيث تنضم عقدتاها حتى تصير مثل الحية المطوّقة (حم ق) عن أبي هريرة
• (فتح الله) تعالى (باباً للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين عاماً لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه) أي من جهته (تخ) عن
صفوان بن عسال) قال الشيخ بالتشديد
• (فتنة الرجل) أي ضلاله ومعصيته ما يعرض له من الشر (في أهله) بأن يفعل لأجلهم ما لا يحل (وماله) بأن يأخذه من غير حله أو يمنع الحق الواجب فيه (ونفسه) بالركون إلى شهواتها (وولده) بنحو فرط محبته والشغل به عن المطلوبات الشرعية (وجاره) بنحو حسد وفخر ومزاحمة في حق وإهمال تعهدوا الفتنة لا تختص بهذه الأربع بل كل ما يلهي عن الله تعالى فهو فتنة (يكفرها) أي الفتنة المتصلة بما ذكر (الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) قال تعالى أن الحسنات يذهبن السيئات (ق ت هـ) عن حذيفة بن اليمان
• (فتنة القبر في) أي تكون في السؤال عن نبوته فمن أجاب حين يسأل بأنه عبد الله ورسوله وأنه آمن به نجا ومن تلعثم عذب (فإذا سئلتم عني) في القبر (فلا تشكوا) أي لا تأتوا بالجواب على الشك بل اجزموا التنجوا (ك) عن عائشة رضي الله عنها
• (فجرت أربعة أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان) تقدم الكلام عليه في حديث سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة وتقدم ان العلقمي قال هو على ظاهره ولها مادة من الجنة وقال المناوي أي هي لعذوبة مائها وكثرة منافعها ومزيد بركتها كأنها من الجنة أو أصولها منها (حم) عن أبي هريرة بإسناد صحيح
• (فجور المرأة الفاجرة) أي المنبعثة في المعاصي (كفجور ألف رجل فاجر) في الإثم والفساد والإضرار (وبر المرأة) أي عملها في وجوه الخير (كعمل سبعين صديقاً) قال المناوي أي يضاعف لها ثواب عملها حتى يبلغ ثواب عمل سبعين صديقاً (أبو الشيخ عن ابن عمر)
• (فخد المرء المسلم) قال المناوي بزيادة المسلم تزيينا للفظ (من عورته) فيجب ستره عن أعين الناس وفي الصلاة لا في الخلوة (طب) عن جرهد بضم الجيم والهاء وبفتحهما قال الشيخ حديث صحيح
• (فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان قال النووي قال العلماء معناه أن ما زاد على الحاجة فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا وأضيف إل الشيطان لأنه يرتضيه ويوسوس به ويحسنه وقيل أنه على ظاهره وأنه إذا كان لغير حاجة كان للشيطان عليه مبيت ومقيل كما أنه يحصل له المبيت بالبيت الذي لا يذكر الله تعالى صاحبه عند دخوله عشاء (حم م د ن) عن جابر
• (فرج) بضم الفاء وخفة الراء المكسورة وبالجيم أي فتح قال العلقمي والحكمة فيه أن الملك انصب إليه من السماء انصبابة واحدة ولم يعرج على شيء سواه مبالغ في المفاجأة وتنبيهاً على أن الطلب وقع على غير ميعاد ويحتمل أن يكون السر في ذلك التمهيد لما وقع من شق صدره فكأن الملك أراه بانفراج السقف والتئامه في الحال كيفية ما سيصنع به لطفاً به وتنبيهاً له (سقف بيتي) إضافة لنفسه لصدق الإضافة بأدنى ملابسة وإلا فهو بيت أم هانئ (وأنا بمكة) جملة حالية (فنزل جبريل) من الموضع الذي فتحه من السقف فانطلق به من البيت إلى الحجر ومنه كان الإسراء (ففرج) بفتحات أي شق (صدري)
قال المناوي ما بين النحر إلى اللبة انتهى وفي رواية فنزل جبريل فشق من نقرة نحره إلى أسفل بطن والحكمة في شق صدره الطمأنينة لما يرى من عظم الملكوت وقال مكي المراد بالصدر القلب لأنه وعاء الفهم والعلم وإنما ذكر الصدر لقربه من القلب وقال الحكيم الترمذي ذكر الصدر دون القلب لأن محل الوسوسة في الصدر فأزال تلك الوسوسة وأبدلها بدواعي الخير وقد تكرر شق الصدر الشريف أربع مرات (الأولى) وهو صغير في بني سعد (الثانية) وهو ابن عشر سنين روى عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد المسند بسند رجاله ثقات أن أبا هريرة قال يا رسول الله ما أول ما ابتديت به من أمر النبوة فقال أني لفي صحراء ابن عشر حج بكسر الحاء وفتح الجيم الأول السنون إذا أنا برجلين فوق رأسي قول أحدهما لصاحبه أهو هو قال نعم فأخذاني فاستقبالني بوجوه لم أرها من خلق قط أرواح لم أرها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فاقبلا إليّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما لصاحبه اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا عصر فقال أحدهما لصاحبه افلق صدره فهوى أحدهام إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع فكان أحدهما يختلف بالماء في طست من ذهب والآخر يغسل جوفي ثم قال فشق قلبه فشق قلبي فقال اخرج الغل والحسد منه فاخرج شب العلقة فنبذ به ثم قال ادخل الرأفة والرحمة في قلبه فادخل شيئاً كهيئة الفضة ثم قال أحدهما لصاحبه اغلق صدره فإذا صدري فيما أرى مغلوقاً لا أجد له وجعاً ثم أخرج ذروراً كان معه فذره عليه ثم نقر إبهامي ثم قال اغدوا سلم فرجعت بما لم اغد به من رحمتي للصغير ورأفتي للكبير (المرة الثالثة) عند البعث (المرة الرابعة) ليلة الإسراء والحكمة في تكرر ذلك أن الأولى في زمن الطفولية لينشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان ثم عند التكليف وهو ابن عشر تقريباً حتى لا يتلبس بشيء مما يعاب على الرجال ثم عند البعث زيادة في الكرامة ليتلقى ما يلقى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير ثم عند إرادة العروج ليتأهب للمناجاة (ثم غسله) ليصفو ويزداد قابلية لما عجز القلب عن معرفته (بماء زمزم) قال العلقمي يؤخذ منه أنه أفضل المياه وبه جزم البلقيني قال ابن أبي جمرة إنما لم يغسل بماء الجنة لما اجتمع في زمزم من كون أصل مائها من الجنة ثم استقر في الأرض فأريد بذلك بقاء بركته صلى الله عليه وسلم في الأرض (ثم جاء جبريل (بطست) بفتح الطاء وبكسرها وسكون السين المهملة وقد تدغم السين في التاء بعد قلبها سيناً خصه دون بقية الأواني لأنه آلة الغسل عرفاً (من ذهب) خص لكونه أعلى أواني الجنة ولسرور القلب برؤيته لا يقال فيه استعمال آنية الذهب لنا لأنا نقول هذا الاستعمال فعل الملائكة لا فعلنا أو كان ذلك قبل تحريم آنية الذهب (ممتلئ) صفة لطست كذا وقع بالتذكير على معنى الإناء لا على لفظ الطست لأنها مؤنثة وفي رواية مملوأ قال أبو البقاء بالنصب على الحال وصاحب الحال
طست لأنه وإن كان نكرة فقد وصف بقوله من ذهب فقرب من المعرفة ويجوز أن يكون حالاً م الضمير في الجار لأن تقديره بطست ائن من ذهب أو مصنوع من ذهب فنقل الضمير إلى الجار (حكمة) أي علماً وحلماً (وإيماناً) أي تصديقاً وكمالاً استعد به لخلافة الحق ونصبهما على التمييز والمعنى أن الطست جعل فبها شيء يحصل بكمال الإيمان والحكمة فسمى حكمة إيماناً مجازاً أو مثلاً له بناء على جواز تمثيل المعاني كما يمثل الموت كبشاً (فأفرغها) أي الطست والمراد ما فيها (في صدري) صبها فيه (ثم أطبقه) غطاه وجعله مطبقاً وختم عليه (ثم أخذ بيدي) قال العلقمي استدل به بعضهم على أن المعراج وقع غير مرة لكون الإسراء إلى بيت المقدس لم يذكر هنا ويمكن أن يقال هو من اختصار الراوي والإتيان يثم المقتضية للتراخي لا ينافي وقوع أمر الإسراء بين الأمرين المذكورين وهما الإطباق والعروج بل يشير إليه وحاصله أن بعض الروا ذكر ما لم يذكره الآخر اهـ قال الشيخ نجم الدين الغيطي ثم أتى بالبراق مسرجاً ملجماً وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه مضطرب الأذنين إذا أتى على جبر ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه له جناحان في فخذيه يحفز بهما رجليه بحاء مهملة بعدها فاء فزاي قال في النهاي الحفز الحث والاستعجال فاستصعب عليه فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال ألا تستحيي يا براق فوالله ما ركبك خلق أكرم على الله منه فاستحى حتى أرفض عرقاً أي جرى عرقه وسأل وقر حتى ركبها وكانت الأنبياء تركبها قبله وقال سعيد بن المسيب وغيره وهي دابة إبراهيم التي كان يركب عليها فانطلق به وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وعند أبي سعيد فكان الآخذ بركابه جبريل وبزمام البراق ميكائيل فساروا حتى بلغوا أرضاً ذات نخل فقال له جبريل انزل فصل هنا ففعل ثم ركب فقال أتدري أين صليت قال لا قال صليت بطيبة وإليها المهاجرة فانطلق البراق يهوى به يضع حافره حيث أدرك طرفه فقال له جبريل انزل فصل ففعل ثم ركب فقال له جبريل أتدري أين صيلت قال لا قال صليت بمدين عند شجرة موسى ثم ركب فانطلق البراق يهوى به ثم قال انزل فصل ففعل ثم ركب فقال أتدري أين صليت قال لا قال صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى ثم بلغ أرضاً بدت له منها قصور فقال له جبريل انزل فصل ففعل ثم ركب فانطلق البراي يهوي به فقال له جبريل أتدري أين صليت قال لا قال صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى وبينما هو يسير على البراق إذ رأى عفريتاً يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رأه فقال له جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شلته وخر لفيه فقال بلى فقال جبريل قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن فانكب لفيه وانطفت
شعلته فسار وأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل ما هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ووجد ريحاً طيبة فقال يا جبريل ما هذه الرائحة قال هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط فقالت بسم الله تعس فرعون فقالت ابنة فرعون أولك رب غير أبي قالت نعم قالت أفأخبر بذلك أبي قالت نم فأخبرته فدعاها فقال لها الك رب غيري قالت نعم ربي وربك الله وكان للمرأة ابنان وزوج فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا فقال إني قاتلكما قالت إحساناً منك إلينا إن قتلتنا أن تجعلنا في بيت واحد وتدفننا جميعاً فقال ذلك لك بما لك علين من الحق فأمر ببقرة وهي إناء كبير من نحاس يشب الحلة فأحميت ثم أمر بها لتلقى فيها هي وأولادها فالقوا واحداً بعد واد حى بلغاو أصغر رضيع فيهم فقال يا أماه قعي ولا تقاعسي فإنك على الحق فألقيت هي وولدها قال وتكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم وقد تكلم في المهد جماعة غيرم قد وصلوا بالأربعة المذكورة عشرة ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة فذكر عيسى وصاحب جريج وابن المرأة التي مر عليها بامرأة يقال لها زنت وفي صحيح مسلم في قصة أصحاب الأخدود أن امرأة جيء بها لتلقي في النار والتكفر ومعها صبي مرضع فتقاعست فقال يا أمه اصبري فإنك على لحق وفي رواية عد ابن قتيبة أنه كان ابن سبعة أشهر وروى الثعلبي عن الضحاك أن يحيى بن زكريا تكلم في المهد وذكر البغوي في تفسيره أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم تكلم في المهد وفي سيرة الواقدي أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم تكلم في أوائل ما ولد وقد تكلم في زمنه مبارك اليمامة وهو طفل كما في الدلائل فهؤلاء عشرة وأما قوله صلى الله عليه وسلم المروي في الصحيحين كما تقدم لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة إلى آخره فقال الزركشي من بني إسرائيل وقال غيره قاله قبل أن يعلم الزيادة وقد نظم أسماء المتكلمين في المهد العشرة الحافظ الجلال السيوطي رحمه الله تعالى فقال:
تكلم في المهد النبي محمد
• ويحيى وعيسى والخليل ومريم
ومبرى جريج ثم شاهد يوسف
• وطفل لذي الأخدود يرويه مسلم
وطفل عليه مر بالأمة التي
• يقال لها تزني ولا تتكلم
وماشطة في عهد فرعون طفلها
• وفي زمن الهادي المبارك يختم
وأتى على قوم ترضخ رؤسهم أي تدق وتكسر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة ثم أتى على قوم على إقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع وهو نبت بالحجاز له شوك كبار والزقوم ورضف جهنم
وحجارتها فقال من هؤالء يا جبريل قال هؤلاء الذين لا يؤتون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله تعالى شيئاً ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدور ولحم آخر نيئ خبيث فجعلوا يأكلون من النيئ الخبيث ويضعون النضيج الطيب فقال ما هؤلاء يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك يكون عنه المرأة الحلال الطيب فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً فتأتي رجلاً خبيثاً فتبيت معه حتى تصبح ثم أتى على خشبة على الطريق لم يمر بها ثوب ولا شيء إلا خرقته فقال ما هذا يا جبريل قال هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه وتلا ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ورأى رجلاً يسبح في نهر من دم يلتقم الحجارة فقال ما هذا يا جبريل قال آكل الربا ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات الناس لا يقدر على أدائها ويريد أن يتحمل عليها وأتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت لا يفتر عنهم فقال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء خطباء الفتنة أي المفتنون من خطباء أمتك يقولون ما لا يفعلون ومر بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدرهم فقال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم النسا ويقعون في أعراضهم وأتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع فقال ما هذا يا جبريل فقال هذا الرجل الذي يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها وبينما هو يسير إذ دعاه داع عن شماله يا محمد انظرني أسألك فلم يجبه فقال ما هذا يا جبريل قال هذا داعي اليهود أما إنك لو أجبته لتهودت أمتك وبينما هو يسير إذ دعاه داع عن يمينه يا محمد انظرني اسألك فلم يجبه فقال ما هذا يا جبريل قال هذا داعي النصارى أما إنك لو أجبت لتنصرت أمتك وبينما هو يسير إذا هو بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله تعالى فقالت يا محمد انظرني أسألك فلم يلتفت إليها فقال من هذه يا جبريل قال تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة وبينما هو يسير فإذا هو بشيخ يدعوه منتحياً عن الطريق يقول هلم يا محمد فقال جبريل بل سر يا محمد فقال من هذا فقال هذا عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه ثم سار فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقالت يا محمد انظرني أسألك فلم يلتفت إليها فقال من هذه يا جبريل قال إنه لم يبق من عمر الدنيا إلا ما بقى من عمر هذه العجوز وسار حتى أتى بيت المقدس ودخله من بابه اليماني ثم نزل عن البراق وربطه بباب المسجد بالحلقة التي كانت تربط بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي رواية أن جبريل أتى الصخرة فوضع اصبعه فيها فخرقها وشد بها البراق ودخل المسجد من باب تميل فيه الشمس والقمر ثم صلى هو وجبريل كل واحد ركعتين فلم يلبث إلا يسيراً حتى اجتمع ناس كثير فعرف
النبيين من بين قائم وراكع وساجد ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة فقاموا صفوفاً ينتظرون من يؤمهم فأخذ جبريل بيده فقدمه فصلى بهم ركعتين وع كعب فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء وحشر الله له المرسلين فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين فلما انصرف قال جبريل يا محمد أتدري من صلى خلفك قال لا قال كل نبي بعثه الله تعالى ثم اثنى كل نبي من الأنبياء على رب بثناء جميل فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي ثم شرع يقول الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيراً ونذيراً وأنزل على الفرقان فيه تبيان لكل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل امتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون والآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحاً خاتماً فقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام بهذا فضلكم محمد أي غلبكم في الفضل وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من العطش أشد ما أخذه فجاءه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار اللبن فقال له جبريل يا محمد اخترت الفطرة أي علامة الإسلام والاستقامة ولو شربت الخمر لغوت أمتك ولم يتبعك منهم إلا القليل وفي رواية أن الآنية كانت ثلاثة والثالث فيه ماء وأن جبريل قال له لو شربت الماء لغرقت أمتك وفي رواية أن أحد الآنية التي عرضت عليه كان فيه عسل بدل الماء وأنه رأى عن يسار الصخرة الحور العين وسلم عليهن فرددن عليه السلام وسألهن فأجبنه بما تقرّ به العين ثم أتى بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم تر الخلائق أحسن منه له مرقاة من فضة ومرقاة من ذهب وهو من جنة الفردوس منضد باللؤلؤ عن يمينه ملائكة وعن يساره ملائكة (فعرج) بالفتح أي صعد (بي) جبريل (إلى المساء الدنيا) أي القربى منا وهي التي تلينا (فلما جئنا إلى السماء الدنيا) أقام المظهر مقام المضمر للإيضاح (قال جبريل لخازن السماء الدنيا افتح) أي بابها وذا يدل على أن الباب كان مغلقاً قال ابن المير حمكته التحقق أن السماء لم تفتح إلا من أجله بخلاف ما لو وجده مفتوحاً (قال) الخازن (من هذا) الذي قال افتح (قال هذا جبريل) قال المناوي لم يقل أنا لأن قائلها يقع في العنا قال العلقمي فيه من أدب الاستئذان أن المستأذن يسمى نفسه لئلا يلتبس بغيره (قال هل معك أحد قال نعم معي محمد) قال المناوي فيه إشارة إلى أنه ما استفتح إلا لمصاحبة غيره من الإنس وإلى أن السماء محروسة لا يدخلها أحد إلا بإذن (قال فأرسل إليه) قال العلقمي يحتمل أن يكون خفي عليه أصل إرساله لاشتغاله بعبادته ويحتمل أن يكون استفهم عن الإرسال إليه للعروج إلى السماء وهو الأظهر لقوله إليه ويؤخذ منه أن رسول الرجل يقوم مقام إذنه لأن الخازن لم يتوقف عن الفتح له على الوحي إليه بذلك بل عمل بلازم الإرسال (قال نعم فافتح) ففتح (فلما علونا السماء الدنيا فإذا) للمفاجأة (رجل عن يمينه أسود) قال العلقمي بوزن أزمنة وهي الأشخاص من كل شيء اهـ والمراد جماعة من بني آدم (وعن يساره
أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك) فرحاً وسروراً (وإذا نظر قبل شماله بكى) غما وحزناً (فقال) أي فسلمت عليه فقال (مرحباً) مفعول مطلق أي لقيت رحباً وسعة لا ضيقاً وهي كلمة تقال عند تأنيس القادم (بالنبي الصالح والابن) الصالح (قلت يا جبريل من هذا) قال العلقمي ظاهره أنه سأل عنه بعد أن قال له آم مرحباً ورواية مالك ابن صعصعة بعكس ذلك وهي المعتمدة فتحمل هذه عليها إذ ليس في هذه أداة ترتيب (قال هذا آدم أبو البشر وهذه الأسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه) أي أرواحهم والنسم قال العلقمي بالنون والمهملة المفتوحتين جمع نسمة وهي الروح وظاهره أن أرواح بني آدم من أهل الجنة والنار في السماء وهو مشكل قال القاضي عياض قد جاء أن أرواح الكفار في سجين وأن أرواح المؤمنين منعمة في الجنة يعني فكيف تكون مجتمعة في سماء الدنيا وأجاب بأنه يحتمل أنها نعرض على أدم أوقاتاً فصادف وقت عرض مرور النبي صلى الله عليه وسلم اهـ وقال المناوي ولا يلزم منه كون أرواح الكفار في السماء لأن الجنة في جهة يمينه والنار في جهة يساره فالرائي في السماء والمرئي في غيرها (فأهل اليمين أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء اثانية فقال لخازنها افتح فقال خازنها مثل ما قاله خازن السماء الدنيا ففتح فلما مررت بإدريس) فيها (قال) لي (مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت) لجبريل (من هذا) المرحب (قال هذا إدريس) النبي (ثم مررت بموسى فقال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا قال هذا موسى ثم مررت بعيسى بن مريم فقال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال عيسى بن مريم ثم مررت بإبراهيم) الخليل (فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا قال إبراهيم) ورؤيته كل نبي في سماء تدل على تفاوت رتبهم وعبوره على كلهم يدل على أنه أعلاهم رتبة قال العلقمي ليس ثم هنا على بابها في الترتب إلا أن قيل بتعدد المعراج إذ الروايات متفقة على أن المرور به أي بعيسى كان قبل المرور بوسى فهي للترتيب الإخباري لا للترتيب الزماني ثم قال (فوائد) الأولى إذا لم نقل بتعدد المعراج فأثبت ما قيل في ترتيبهم في السموات أن في الولى آدم وفي الثانية يحيى وعيسى وفي الثالثة يوسف وفي الرابعة إدريس وفي الخامسة هارون وفي السادسة موسى وفي السابعة إبراهيم أشار إلى ذلك في الفتح الثانية استشكل رؤية الأنبياء في السموات مع أن أجسادهم مستقرة في قبورهم وأجيب بأن أرواحهم تشكلت بصور أجسادهم أوأحضرت أجسادهم لملاقاته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة تشريفاً ومثله الذين صلوا معه في بتي المقدس فيحتمل الأرواح خاصة ويحتمل الأجسا بأرواحها وقال المناوي والمرئي أرواحهم لا أجسادهم إلا عيسى الثالثة اختلف في حكمة اختصاص من ذكر من الأنبياء بالسماء التي لقيه فيها والأشهر على حسب تفاوتهم في الدرجات وعلى هذا قال ابن أبي
جمرة اختص آدم بالأولىلأنه أول الأنبياء وأول الآباء وهو الأصل فكان أولاً في الولى ولأجل تأنيس النبوة بالأبوة وعيسى بالثانية لأنه أقرب الأنبياء عهداً من محمد صلى الله عليه وسلم ويليه يوسف لأن أمة محمد تدخل الجنة على صورته وإدريس في الرابعة لقوله تعالى ورفعناه مكاناً علياً والرابعة من السبع وسط معتدل وهارون في الخامسة لقربه من أخيه وموسى أرفع منه لفضل كلام الله تعالى وإبراهيم فوقه لأنه أفضل الأنبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم الرابعة قول الأنبياء بالابن الصالح والنبي الصالح واقتصارهم على ذلك وتواردهم عليها لأن الصلاح صفة تشمل خلال الخير ولذلك كررها كل منهم عند كل صيغة والصالح هو الذي يقوم بما يلزمه من حقوق الله وحقوق العباد فمن ثم كانت كلمة جامعة لخلال الخير وفي قول آدم بالابن الصالح إشارة إلى افتخاره بأبوة النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة عبر إدريس بالأخ تلطفاً وتواضعاً إذ الأنبياء إخوة وإنما لم يقل والابن كما قال آدم لأنه لم يكن من آبائه صلى الله عليه وسلم (ثم عرج بي حتى ظهرت) أي ارتفعت (بمستوى) بفتح الواو موضع مشرف مستوى عليه (اسمع فيه صريف الأقلام) بفتح الصاد المهملة صريرها على اللوح حال كتابتها في تصاريف الأقدار (ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة) قال العلقمي في رواية عند مسلم ففرض الله علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة ونحوه في البخاري فيحتمل أن يقال في كل من رواية الباب والرواية الأخرى اختصاراً ويقال ذكر الفرض عليه يستلزم الفرض على الأمة وبالعكس إلا ما يستثنى من خصائصه أشار إلى ذلك في الفتح (فرجعت بذلك) أي بما فرض (حتى مررت على موسى في رواية ونعم الصاحب كان لكم (فقال موسى ماذا فرض ربك على أمتك قلت فرض عليهم خمسين صلاة قال لي موسى فراجع ربك) في رواية فارجع إلى ربك أي إلى المحل الذي ناجيته فيه (فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت ربي فوضع عني شطرها) يعني بعضها قال العلقمي قال شيخنا في رواية مالك ابن صعصعة فوضع عني عشراً وفي رواية ثابت فحط عني خمساً قال ابن المنير ذكر الشطر أعم من كونه وقع دفعة واحدة زاد في الفتح قلت وكذا العشر فكان وضع العشر في دفعتين والشطر في خمس دفعات أو المراد بالشطر في حديث الباب البعض وقد حققت رواية ثابت أن التخفيف كان خمساً خمساً وهي زيادة معتمدة يتعين حمل باقي الروايات عليها (فرجعت إلى موسى فأخبرته) بذلك (فقال راجع ربك) أي ارجع إلى محل المناجاة (فإن أمتك لا تطيق ذلك) أي الدوام عليه (فراجعت ربي فقال هي خمس) عدد (وهي خمسون) ثواباً (لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك) قيل ما وجه اعتناء موسى عليه الصلاة ولسلام بهذه الأمة من بين سائر الأنبياء المذكورين في الحديث وأجيب بأنه لما قال يا رب اجعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما رأى من كرامتهم على ربهم اعتنى بهم كما يعتني بالقوم من هو منهم (فقلت قد استحييت
من ربي) أي راجعت حتى استحييت فلا أرجع فإن رجعت كنت غير راض ولكن ارضني وأسلم أمري وأمرهم إلى الله تعالى قال ابن المنير رحمه الله تفرس النبي صلى الله عليه وسلم من كون التخفيف وقع خمساً خمساً أنه لو سأل التخفيف بعد أن صارت خمساً لكان سائلاً في رفعها مع ما فهم من الإلزام في الأخير بقوله هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي وفيه دليل على عدم فرضية ما زاد على الصلوات الخمس كالوتر وعلى جواز النسخ في الإنشآت وعلى جواز النسخ قبل الفعل (ثم انطلق بي) جبريل (حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى) والسدرة واحدة السدر وهي شجرة النبق سميت بذلك لأنه ينتهي إليها ما يهبط من فوقها فيقبض منها وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منه يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن أي غير متغير وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها (ونبقها) بفتح النون والموحدة ويجوز إسكان الموحدة (مثل قلال) أي جرار هجر (وورقها كآذان الفيلة تكاد الورقة تغطي هذه الأمة) فالتشبيه في الشكل لا في الكبر وفي رواية الورقة منها تظلل الخلق على كل ورقة ملك وقلال هجر الواحدة منها تسع قربتين أو أكثر وهي قرية بقرب المدينة النبوية قال ابن دحيان اختيرت السدرة دون غيرها لأن فيها ثلاثة أوصاف ظل مديد وطعم لذيذ ورائحة زكية فكانت بمنزلة الإيمان الذي يجمع القول والعمل والنية فالظل بمنزلة العمل والطعم بمنزلة النية والرائحة بمنزلة القول وقال العلقمي قال النووي سميت سدرة المنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال القرطبي ظاهر حديث أنس انها في السابعة لقوله بعد ذكر السماء السابعة ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى وفي حديث ابن مسعود أنها في السادسة وهذا تعارض لا شك فيه وحديث أنس هو قول الأكثرين وهو الذي يقتضيه وصفها بأنا التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرّب على ما قاله كعب قال وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه ويترجح حديث أنس بأنه مرفوع وحديث ابن مسعود بأنه موقوف كذا قال ولم يعرج على الجمع بل جزم بالتعارض قلت ولا يعارض قوله أنها في السادسة ما دامت عليه بقية الأخبار انه وصل إليها بعد أن دخل في السماء السابعة لأنه يحمل على أن أصلها في السادسة وأغصانها وفروعها ومعظمها في السابعة وليس في السادسة منها إلا أصل ساقها (فغشيها ألوان لا أدري ما هي) قال العلقمي فيه من الإيهام لتفخيم والتهويل مثل ما في بقية حديث ابن مسعد قال الله تعالى إذ يغشى السدرة ما يغشى قال فراش من ذهب كذا فسر المبهم في قوله ما يغشى بالفراش ووقع في رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس جراد من ذهب قال البيضاوي وذكر الفراش وقع على سبيل التمثيل لأن من شأن والشجر أن يسقط عليه الجراد شبهه وجعلها من ذهب لصفاء لونها وإضاءتها في تغشيها
اهـ ويجوز أن تكون من الذهب حقيقة ويخلق فيه الطيران والقدرة صالحة لذلك وفي حديث أبي سعيد وابن عباس عند البيهقي تغشاها الملائكة وفي حديث أبي سعيد عن البيهقي على كل ورقة منها ملك ووقع في رواية ثابت عن أنس عند مسلم فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها وفي رواية حميد عن أنس عند ابن مردويه نحوه لكن قال تحولت ياقوتاً ونحو ذلك اهـ وروى مرفوعاً غشيها نور من الله عز وجل حتى ما يستطيع أحد ينظرإليها ففي هذه الروايات بيان المبهم ويغشى السدرة أي يسترها أو من معنى الإتيان يقال فلان يغشاني كل وقت أي يأتيني (ثم أدخلت الجنة) في رواية وهي جنة المأوى (فإذا فيها جنابذة اللؤلؤ) بجيم فنون فموحدة بعد الألف فذال معجمة جمع جنبذ بضم أوله وثالثه وهو ما ارتفع من الشيء واستدرا كالقبة فارسي معرب (وإذ ترابها المسك) فيه أن الجنة في السماء وأنها موجودة (ق) عن أبي ذر الغفاري (إلا قوله ثم عرج بي جبريل حتى ظهرت بمستوى اسمع فيه صريف الأقلام فإنه عن ابن عباس وأبي حبة البدري) بحاء مهملة مفتوحة الأنصاري
• (فرخ الزنا) قال المناوي بخاء معجمة بخط المؤلف فما في نسخ بالجيم تصحيف (لا يدخل الجنة) قال المناوي أي مع السابقين الأولين اهـ وهذا يعارضه قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى وقد يقال منعه من الدخول مع السابقين فيه زجر الأم عن الزنا لوفور شفقتا على ولدها فإذا علمت ذلك انكفت عن الزنا وسعت في طلب الحلال فالمراد الزجر عن الزنا (عد) عن أبي هريرة
• (فرغ الله إلى كل عبد من خمس) متعلق بفرغ (من أجله) أي عمره (ورزقه وأثره) أي أثر مشيه في الأرض (ومضجعه) أي سكونه وجمع بينهما ليشمل جميع أحواله (وشقي أو سعيد) بالرفع أي وهو شقي وقد تقدم معناه في أن أحدكم (حم طب) عن أبي الدرداء وإسناده صحيح
• (فرغ) بالبناء للمفعول (إلى ابن آدم من أربع الخلق) بسكون اللام (والخلق) بضمها (والرزق والأجل) أي انتهى تقدير هذه الأمور في الأزل وكذا يقال فيما قبله (طس) عن ابن مسعود بإسناد حسن
• (فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس) أي لبس العمامة على القلنسوة وهي ما يلف عليه العمامة فالمسلمون يلبسون القلنسوة وفوقها العمامة ولبس القلنسوة وحدها زي المشركين فلبس العمامة سنة (دت) عن ركانة بضم الراء وتخفيف الكاف ابن عبد يزيد
• (فسطاط) بضم الفاء وتكسر (المسلمين) قال في النهاية هي المدينة التي فيها مجتمع الناس وكل مدينة فسطاط (يوم الملجمة الكبرى) قال في النهاية الملحمة هي الحرب وموضع القتال والجمع الملاحم مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسداء وقيل هي من اللحم لكثرة لحوم القتلى فيها تكون (بأرض يقال لها الغوطة) اسم للبساتين والمياه التي حول دمشق وهي غوطتها (فيها مدينة يقال لها دمشق) هي (خير منازل
المسلمين يومئذ) أي يوم وقوع الملحمة أي الحرب والقتال (حم) عن أبي الدرداء
• (فصل) بصاد مهملة (ما بين) النكاح (الحلال والحرام ضرب الدف) بالضم والفتح معروف (والصوت) قال الشيخ أي صوت الغناء الجائز (في النكاح) تنازعه ضرب والصوت والمراد الحث على إعلان النكاح فيندب إظهاره (حم ت ن هـ ك) عن محمد بن حاطب بحاء وطاء مهملتين قال ك صحيح وأقروه
• (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) قال النووي المشهور وضبطه الجمهور بفتح الهمزة مصدر للمرة من الأكل كالغدوة والعشوة وإن كثر المأكول وضبطه المغازية بالضم قال القرطبي وفيه بعد لأن الأكلة بالضم هي اللقمة وليس المزاد أن المتسحر يأكل لقمة واحدة قال ويصح أن يقال عبر عما يتسحر به باللقمة لقلته أي الفارق والمميز بين صيامنا وصيام اليهود والنصارى السحور وذلك أن الله أباح لنا إلى الفجر ما حرم عليهم من نحو أكل وجماع بعد النوم (حم م 3) عن عمرو بن العاص
• (فضل) بالضاد المعجمة (ما بين لذة المرأة ولذلة الرجل) في الجماع (كأثر المخيط) بالكسر الإبرة في الطين وذلك تأثير بليغ فلذتها أبلغ من لذة الرجل (إلا أن الله تعالى سترهن بالحياء) فهن يكتمن ذلك (طس) عن ابن عمر بإسناد صحيح
• (فضل الجمعة) أي صلاتها (في رمضان كفضل رمضان) أي صيامه (على الشهور) أي على جميعها (فر) عن جابر
• (فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة) أي البعيدة عنه (كفضل الغازي على القاعد) قال المناوي أضاف الفضل للدار والمراد أهلها على حد واسأل القرية اهـ والظاهر أن المراد غير مراد لأنه ورد أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم وأجاب العلقمي عن التعارض بأن ما هنا في نفس البقعة وذاك في الفعل فالبعيد داراً مشيه أكثر وثوابه أعظم والبيت القريب أفضل من البيت البعيد (حم) عن حذيفة وإسناده حسن
• (فضل الشاب العابد الذي تعبد) بمثناة فوقية (في) حال (صباه على الشيخ الذي تعبد بعدماكبرت) بكسر الموحدة (سنه) أي طعن في السن (كفضل المرسلين على سائر الناس) هذا من قبيل الترغيب في لزوم العبادات للشاب (أبو محمد التكريتي) قال الشيخ بمثناتين فوقيتين (في) كتاب معرفة النفس (فر) عن أنس بن مالك
• (فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفا) وفي رواية سبعين صلاة قال أبو البقاء وقع في الرواية سبعين وصوابه سبعون وتقديره فضل سبعين اهـ يعني فحذف المضاف وبقي المضاف إليه على حاله وهو قليل (حم ك) عن عائشة بإسناد صحيح
• (فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي) قال المناوي قال الغزالي أراد العالم بالله (الحارث) بن أبي أسامة (عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه
• (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) أي نسبة شرف العالم إلى شرف العابد كنسبة شرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى أدنى شرف الصحابة (أن الله عز جل وملائكته وأهل السموات
والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير) ولا رتبة فوق رتبة من يرحمه الله وتشتغل الملائكة وجميع الخلق بالاستغفار والدعاء له (ت) عن أبي أمامة وهو حديث حسن
• (فضل العالم) العامل بعلمه وكذا يقال فيما قبله وما بعده (على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) المراد بالفضل كثرة الثواب الشامل لما يعطيه الله للعبد في الآخرة من درجات الجنة ولذاتها ومآكلها ومشاربها ومناكحها وما يعطيه الله تعالى للعبد من مقامات القرب ولذة النظر إليه وسماع كلامه (حل) عن معاذ بن جبل
• (فضل العالم على العاب سبعون درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) لأن نفعه متعد بخلاف العابد (ع) عن عبد الرحمن بن عوف
• (فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة) فيه الحث على تعلم العلم الإخلاص فيه (ابن عبد البر عن ابن عباس) وإسناده ضعيف
• (فضل العالم على غيره كفضل النبي على أمته) لأنه وارثه وقائم مقامه في التبليغ والهداية (خط) عن أنس
• (فضل العلم أحب إليّ من فضل العبادة) قال المناوي أي نفل العلم أفضل من نفل العمل كما أن فرض العلم أفضل من فرض العمل (وخير دينكم الورع) أي من أرفع خصال دينكم الورع البزار (طس ك) عن حذيفة ابن اليمان (ك) عن سعد بن أبي وقاص
• (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن) تعالى (على سائر خلقه) وهذا لا ينافي أن بعض الأذكار والأدعية قد تكون أفضل من قراءة القرآن في مواضع مخصوصة (ع) في معجمه (هب) عن أبي هريرة
• (فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل المكتوبة على التطوع) أخذ بظاهره الحنفية ومذهب الشافعي أن المشي أمامها أفضل لدليل آخر (أبو الشيخ عن عليّ) كرم الله وجهه وإسناده ضعيف
• (فضل الوقت الأول على الآخر) أي فضل الصلاة في أول الوقت على الصلاة في آخره (كفضل الآخرة على الدنيا) قال المناوي هذا نص صريح في أن الآخرة أفضل من الدنيا وبه قال جمع فقول جمع الدنيا أفضل لأنها مزرعة الآخرة يرد بهذا (أبو الشيخ عن ابن عمر) بإسناد ضعيف
• (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره) من المساجد (مائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة) تقدم الكلام عليه في صلاة في مسجدي هذا (هب) عن أبي الدرداء
• (فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة الجماعة على صلاة (المنفرد) وورد ما يفيد الزيادة على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم صلاة أحدكم في بيته فضل من صلاته في مسجدي هذا قال بعض الشراح فصلاة النفل في البيت أفضل منها بمسجد المصطفى بل والحرم المكي إلا المكتوبة وكل نفل شرع جماعة (ابن السكن عن ضمرة ابن حبيب) الزبيدي الحمصي (عن أبيه حبيب)
• (فضل صلاة الجمع) أي
الجماعة (على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر) قال العلقمي وفي رواية في اعصر والفجر قال في الفتح قيل هم الحفظة وقال القرطبي الأظهر عندي أنهم غيرهم ويقويه أنه لم ينقل أن الحفظة يفارقون العبد ولأن حفظة الليل غير حفظة النهار وبأنهم لو كانوا هم الحفظة لم يقع الاكتفاء في السؤال منهم عن حالة الترك دون غيرها في قوله كيف تركتم عبادي قال عياض والحكمة في اجتماع الملائكة في هاتين الصلاتين من لطف الله تعالى بعباده وإكرامه لهم بأن جعل اجتماع ملائكة في حال طاعة عباده لتكون شهادتهم لهم بأحسن الشهادة (ق) عن أبي هريرة
• (فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة) لسلامته من الرياء والمراد النفل الذي لا تشرع له جماعة وأما الفرض فإظهاره أولى لأنه شرع لإشادة الدين (طب) عن صهيب بالتصغير ابن (النعمان) بإسناد حسن
• (فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية) قال المناوي يؤخذ منه أن المقتدي به المعلم غيره صلاة النهار في حقه أفضل كما في إظهار المقتدي به الصدقة بقصد أن يتبعه الناس (ابن المبارك) عبد الله (طب حل) عن ابن مسعود وإسناده صحيح
• (فضل غازي البحر على غازي البر كفضل غازي البر على القاعد في أهله وماله) لما فيه من المشقة (طب) عن أبي الدرداء وإسناده حسن
• (فضل غازي البحر على غازي البر كفضل عشر غزوات) في البر (طب) عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه
• (فضل حملة القرآن على الذي لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق) المراد بحملته حفظته العاملون به (فر) عن ابن عباس
• (فضل الثريد) الخبز المفتوت في مرق اللحم وعليه اللحم (على الطعام كفضل عائشة على النساء) لم يذكر المؤلف من خرجه فيما رأيت من النسخ لكن في شرح المناوي (هـ) عن أنس بن مالك رضي الله عنه
• (فضل قراءة القرآن نظراً) في المصحف (على من يقرؤه ظاهراً كفضل الفريضة) على النافلة قال بعضهم هذا إن استوى خشوعه وتدبره في القراءة في المصحف والقراءة عن ظهر قلب فإن حصل له الخشوع والتدبر في القراءة عن ظهر قلب ولم يحصل له ذلك في القراءة في المصحف فالقراءة عن ظهر قلب أفضل (أبو عبيد) الهروي (في فضائله) أي القرآن (عن بعض الصحابة) رضي الله عنهم
• (فضل الله قريشاً بسبع خصال لم يعطها أحد قبلهم ولا يعطاها أحد بعدهم فضل الله قريشاً) إعادة تأكيد (أني) أي بأني (منهم وأن النبوة فيهم) أي النبي صلى الله عليه وسلم العربي المبعوث آخر الزمان منهم (وأن الحجابة فيهم) هي سدانة الكعبة بكسر السين وبالدال المهملتين أي خدمتها والقيام بأمرها وكانت أولا بيد بني عبد الدار ثم صارت في بني شيبة بتقرير المصطفى (وأن السقاية فيهم) قال المناوي أي المحل الذي يتخذ فيه الشراب في الموسم وقال العلقمي هي ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب
المنبوذ في الماء وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام وأقره النبي صلى الله عليه وسلم فهي لآل العباس أبداً (ونصرهم على الفيل وعبدوا الله تعالى عشر سنين) أي من أسلم منهم (لا يعبده) من العرب (غيرهم) في تلك المدة وهي ابتداء البعثة (وأنزل الله فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحداً غيرهم) وهي سورة (لئلاف قريش) بكمالها (تخ طب ك) والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ بنت عم المصطفى أبي طالب رضي الله عنها قال الشيخ رحمه الله حديث صحيح
• (فضل الله قريشاً) بسبع خصال (فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله) فيها (إلا قريش) وذلك في ابتداء الإسلام والمراد لا يعبده عبادة صحيحة الأهم ليخرج أهل الكتابين (وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل) على أصحاب الفيل (وهم مشركون وفضلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين) معهم (وهي لئلاف قريش وفضلهم بأن فيهم النبوة الخلافة) أي الإمامة العظمى لا يجوزان يليها إلا قرشي (والحجابة) للبيت (والسقاية) للحجاج أيام الموسم (طس) عن الزبير بن العوام رضي الله عنه (فضلت على الأنبياء بست) لا يعارضه لا تفضلوني لأن هذا إخبار عن الأمر بالواقع لا أمر بالتفضيل (أعطيت جوامع الكلم) أي جمع المعاني الكثيرة في ألفاظ يسيرة (ونصرت بالرعب) يقذف في قلوب أعدائي (وأحلت لي الغنائم) وكان من قبله لا يحل ل منها شيء بل كانت تجمع فتأتي نار من السماء فتحرقها (وجعلت لي الأرض طهوراً) بفتح الطاء (ومسجداً وأرسلت إلى الخلق كافة) لا يعارضه أن نوحاً بعد الطوفان أرسل للكل لأن ذلك إنما كان لانحصار الخلق في الذين بقوا معه ونبينا عموم رسالته في أصل البعثة (وختم بي النبيون) فلا نبي بعده وعيسى إنما ينزل بتقرير شرعه (م ت) عن أبي هريرة
• (فضلت على الأنبياء بخمس) من الخصال (بعثت إلى الناس كافة وذخرت شفاعتي لأمتي) إلى يوم القيامة (ونصرت بالرعب شهراً أمامي وشهراً خلفي وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) تمسك به أبو حنيفة ومالك على صحة التيمم بجميع أجزاء الأرض وخصه الشافعي وأحمد بالتراب لحديث مسلم وجعلت تربتها لنا طهوراً (طب) عن السائب بن يزيد بإسناد ضعيف
• (فضلت بأربع) أي بخصال أربع (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة فلم يجد ما يصلي عليه وجد الأرض مسجداً وطهوراً وأرسلت إلى الناس كافة ونصرت بالرعب من مسيرة شهرين يسير بين يدي وأحلت لي الغنائم) لا تنافي بين قوله أربع وقوله آنفاً ست وخمس لأن ذكر العدد لا يدل على الحصر وقد يكون أعلم أولا بأربع ثم بأكثر (هق) عن أبي أمامة الباهلي
• (فضلت بأربع جعلت أنا وأمتي) نصف (في الصلاة كما تصف الملائكة) المراد به التراص وانضمام الصفوف وإتمامها الأول فالأول (وجعل الصعيد) أي التراب (لي وضوءاً) بفتح الواو (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأحلت
لي الغنائم (طب) عن أبي الدرداء
• (فضلت على الناس بأربع) خصها باعتبار ما فيها من النهاية التي لا ينتهي إليها أحد غيره لا باعتبار مجرد الوصف (بالسخاء) أي الجود فإنه كان أجود من الريح المرسلة (والشجاعة) قال المناوي هي خلق عضبى بين إفراط يسمى تهور أو تفريط يسمى جبناً (وكثرة الجماع) بكمال قوته (وشدة البطش) فيما ينبغي على ما ينبغي (طس) والإسماعيلي في معجمه عن أنس ورجال الطبراني موثقون
• (فضلت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافراً فأعانني الله تعالى عليه حتى أسلم وكن أزواجي) الحق الفعل علامة الجمع كما في قوله أو مخرجي هم وذلك لغة (عوناً لي) على طاعة ربي (وكان شيطان آدم كافراً) أي ولم يسلم (وكانت زوجته عوناً على خطيئته) فإنها حملته على أن أكل من الشجرة (البيهقي في الدلائل) أي دلائل النبوة (عن ابن عمر) ابن الخطاب
• (فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين) فسجدات التلاوة أربع عشرة منها سجدتا الحج وغيرها ليس فيها إلا سجدة واحدة (د) في مراسيله (هق) عن خالد ابن معدان بفتح الميم مرسلاً
• (فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين ومن لم يسجدهما لم يقرأها) أي السورة بكمالها (حم ت ك حب) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
• (فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين جزأ من اللذة) أي لذة الجماع (ولكن الله ألقى عليهن الحياء) فهو المانع لهن من إظهار تلك اللذة والاستكثار من نيلها (هب) عن أبي هريرة
• (فضلنا) أي هو وأمته (على الناس بثلاث جعلت صفوفنا) في الصلاة (كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً وجعلت تربتا لنا طهورا) إذا لم يجد الماء أو خفيف من استعماله (وأعطيت هذه الآيات) اللاتي (من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي (حم م ن) عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
• (فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة) قال المناوي أي العار الحاصل للنفس من كشف العيب في الدنيا بقصد التنصل منه هون من كتمانه إلى يوم القيامة حتى ينتشر ويشهر في الموقف اهـ وفيما قاله نظر لأن المطلوب من الإنسان الستر على نفسه فالأولى حمل الحديث على ما إذا حصل له ذلك بغير اختياره (طب) عن الفضل ابن عياض
• (فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون وعرفة يوم تعرفون) قال الشيخ بفتح العين المهملة قال الخطابي معنى الحديث أن الخطأ موضوع عن الناس فيما سبيله الاجتهاد فلو أن قوماً اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعاً وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض ولا عتاب عليهم وكذا في الحج إذا أخطؤا يوم عرفة فإنه ليس عليهم إعادة ويجزيهم أضحاهم وهذا تخفيف من الله ورفق بعباده (الشافعي) في مسنده (هق) عن عطاء مرسلاً ورواه الدارقطني عن عائشة
• (فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون وكل عرفة موقف وكل منى منحر وكل فجاج مكة منحر وكل جمع موقف) المراد بجمع
مزدلفة وقد مر شرحه (دهق) عن أبي هريرة وإسناده صحيح
• (فعل المعروف يقي مصارع السوء) أي الوقوع في الهلكات (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد) الخدري
• (فقدت) بالبناء للمجهول (أمة) جماعة أو طائفة (من بني إسرائيل لا يدري) بالبنات للمفعول (ما فعلت وأني لا أراها) بضم الهمزة (إلا الفأر) بسكون الهمزة أي لأظنها ظنا مؤكداً يقرب من الرؤية البصرية (ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب) لأن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل (وإذا وضع لها ألبان الشاء) بفتح المعجمة والمد أي الغنم (شربت) لأنه حلال لهم كلحمها قال العلقمي قال النووي معنى هذا أن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها فدل امتناع الفأر من لبن الإبل دون الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل وقال في الفتح ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم القردة والخنازير فقال أن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عقباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم لا أراها إلا الفأر على أنه كان يظن قبل ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي (حم ق) عن أبي هريرة
• (فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قيل أغنيائهم بخمسمائة عام) وفي رواية بأربعين خريفاً وفي رواية بسبعين وذلك مختلف باختلاف أحوال الناس (ت) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن
• (فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) قال الطيبي رحمه الله لأن الشيطان كلما فتح باباً على الناس من الأهواء وزين الشهوات في قلوبهم بين الفقيه العارف مكايده فيسد ذلك الباب ويجعله خائباً خاسراً بخلاف العابد فإنه ربما يشتغل بالعبادة وهو في حبائل الشيطان ولا يدري (ت هـ) عن ابن عباس
• (فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة) قال العلقمي قال في المصباح الفكر بالكسر تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني ولي في الأمر فكرة أي نظر وروية ويقال هو ترتيب أمور في الذهن يتوصل بها إلى مطلوب يكون علماً أو ظناً اهـ قلت والمراد من الحديث فكرة ساعة في علم شرعي أو في مصنوعات الله تعالى الدالة على وحدانيته لزيادة الإيمان وقوته ونحو ذلك اهـ وقال المناوي أي صرف الذهن لحظة من العبد في تأمل تفريطه في حق الحق أو الخلق (أبو الشيخ في العظمة) رضي الله عنه بإسناد واه
• (فكوا العاني) بمهملة ونون وزن القاضي قال ابن بطال فكاك الأسير واجب على الكفاية وبه قال الجمهور وقال إسحاق بن راهويه من بيت المال (وأجيبوا الداعي) إلى نحو وليمة أو إغاثة أو شفاعة (وأطعموا الجائع) ندباً أو وجوباً أن كان مضطراً (وعودوا المريض) ندباً إن كان مسلماً وإلا فجواز إن كان نحو قريب كجار أو رجي إسلامه (حم خ) عن أبي موسى الأشعري
• (فلق البحر لبني إسرائيل) فدخلوا في فتبعهم فرعون وجنوده فكان ما كان (يوم عاشوراء) بالمد عاشر المحرم فمن ثم صاموه شكراً على نجاتهم وهلاك عدوّهم فيه (ع) وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه
• (فمن أعدى الأوّل) قاله لمن استشهد
على العدوى بأعداء البعير الأجرب للإبل وهو من الأجوبة المسكتة إذ لو جلبت الأدواء بعضها بعضاً لزم فقد الداء الأول لفقد الجالب فالذي فعله في الأول هو الذي فعله في الثاني وهو الله سبحانه وتعالى الخالق القادر على كل شيء (ق د) عن أبي هريرة
• (فناء أمتي) أي بعضها (بالطعن) أي طعن بعضهم بعضاً أو في جهاد الكفار (والطاعون وحز أعدائكم من الجن وفي كل) من الطعن والطاعون (شهادة (حم طب) عن أبي موسى الأشعري (طس) عن بن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح
• (فهلا) تزوجت (بكراً تلاعبها وتلاعبك) اللعب معروف وقيل من اللعاب وهو الريق ويؤيد الأول قوله (وتضاحكها وتضاحكك) وذلك ينشأ عنه تمام الألفة قاله لجابر بن عبد الله لما أخبره أنه تزوج ثيباً بعد قوله أتزوجت بعد أبيك وفيه ندب تزوج البكر والملاعبة إلا لعذر كضعف آلته عن الافتضاض أو احتياجه إلى من يقوم على عياله ومنه ما اتفق لجابر فإنه لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما تقدم اعتذر له فقال أن أبي قتل يوم أحد وترك تسع بنات فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن ولكن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أصبت (حم ق د ن هـ) عن جابر رضي الله تعالى عنه
• (فهلا بكراً تعضها وتعضك) على وجه اللعب فيدوم بذلك الائتلاف ويبعد وقوع الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله (طب) عن كعب بن عجرة رضي الله عنه وإسناده صحيح
• (فوالهم) بضم الفاء وألف التثنية أمر لحذيفة وأبيه وسببه كما في الكبير عن حذيفة أن المشركين أخذوه وأباه وأخذوا عليهما العهد أن لا يقاتلاهم يوم بدر فقالا للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فذكره أي قبل عذرهما وأمرهما بالوفا والتوكل على الله في دفع شرهم كما صرح به في قوله (ونستعين بالله عليهم) أي على قتالهم فإنما النصر من عند الله لا بكثرة عدد ولا عدد (حم) عن حذيفة
• (في الإبل صدقتها وفي الغنم صدقتها وفي البقر صدقتها وفي البر صدقته) قال المناوي الذي في المستدرك البر بضم الموحدة وراء مهملة وقيل هو بفتح الموحدة وزاي (ومن رفع دنانير أو دراهم أو تبراً أو فضة لا يعدها الغريم ولا ينفقنها في سبيل الله فهو) أي ما ذكر (كنز يكوي به يوم القيامة) قال تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (ش حم ك هق) عن أبي ذر وإسناده صحيح
• (في الإبل فرع وفي الغنم فرع) قال الشيخ الفرع بالتحريك أول ولادة الإبل والغنم يذبح ويتصدق به قال العلقمي قال في النهاية قيل كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكراً فذبحه لصنمه وهو الفرع وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ (ويعق عن الغلام ولا يمس رأسه بدم) فيه ندب العقيقة والمنع من التضمخ بالنجس (طب) عن يزيد ابن عبد الرحمن المزني عن أبيه وإسناده صحيح
• (في الأسنان خمس خمس من الإبل) أي الواجب في كل سن خمس من الإبل (د ن) عن ابن عمرو بن العاص
• (في الأصابع
عشر عشر) أي الواجب في كل أصبع من أصابع اليدين والرجلين عشر من الإبل (حم د ن) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
• (في الأنف الدية إذا استوعى) قال المناوي كذا هو بخط المؤلف والظاهر أنه سبق قلم وأنه استوفى بالفاء أو أنه استوعب اهـ ورأيت في بعض النسخ استوفى (جدعه مائة من الإبل وفي اليد خمسون وفي الرجل خمسون وفي العين خمسون وفي المأمومة) وفي نسخ الأمة بالمد وشدة الميم بدل المأمومة وهي التي تبلغ خريطة الدماغ (ثلث النفس وفي الجائفة) وهي جرح ينفذ إلى جوف باطن يحيل أو طريق له كبطن أو صدر (ثلث النفس وفي المنقلة) وهي ما ينقل العظم من موضعه وخصه الشافعي بما إذا سبقت بإيضاح أو هشم (خمس عشرة وفي الموضحة خمس وفي السن خمس وفي كل إصبع مما هنا لك عشر
• (هق) عن عمر بن الخطاب وإسناده حسن
• (في الإنسان ستون وثلثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة) قالوا ومن يطيق ذلك قال (النخاعة) قال العلقمي هي البزقة التي تخرج من أصل الفم مما يلي أصل النخاع والنخامة البزقة التي تخرج من أصل الحلق من مخرج الخاء المعجمة (في المسجد تدفنها) أي دفنها يجزي عنك (والشيء تنحيه) أي وتنحية الشيء المؤذي (عن الطريق) يجزي عنك (فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزي عنك (حم دحب) عن بريدة وإسناده صحيح
• (في الإنسان ثلاث) من الخصال يحتمل أن المراد جنس الإنسان وقال المناوي يعني قلما يخلو إنسان منها (الطيرة) بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي التشاؤم بالشيء وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهي عنه وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر (والظن) قيل أراد سوء الظن (والحسد فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع) بل يتوكل على الله ويمضي (ومخرجه من الظن أن لا يحقق) ما خطر في قلبه (ومخرجه من الحسد أن لا يبغي) على المحسود (هب) عن أبي هريرة
• (في البطيخ عشر خصال هو طعام وشراب وريحان وفاكهة واشنان) أي يغسل به الأيدي كالأشنان (ويغسل البطن) في رواية المثانة (ويكثر ماء الظهر) أي المنيّ (ويزيد في الجماع ويقطع إلا بردة وينقي البشرة) إذا دلك به ظاهر البدن في الحمام (الرافعي) في تاريخ قزوين (فر) عن ابن عباس أبو عمر والنوقاني في) كتاب (البطيخ عنه موقوفاً) قال المناوي ولا يصح في البطيخ شيء
• (في التلبينة شفاء من كل داء) مر توجهه (الحارث) ابن أبي أسامة (عن أنس) بن مالك
• (في الجمعة) أي في يومها (ساعة) أي لحظة لطيفة (لا يوافقها) لا يصادفها (عبد) مسلم (يستغفر الله إلا غفر له) وفيها أكثر من أربعين قولاً أرجحها قولان أحدهما ورجحه المناوي على الآخر أنها ما بين قعود الإمام على المنبر إلى انقضاء الصلاة والآخر أنها ساعة بعد العصر (ابن السني عن أبي هريرة) ورواه مسلم رحمه الله بلفظ أن في الجمعة لساعة إلخ
• (في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين) مسيرة (مائة عام) قال المناوي في رواية خمسمائة وفي أخرى أكثر
ولا تعارض لاختلاف السير في السرعة والبطئ والنبي صلى الله عليه وسلم ذكره تقريباً للأفهام (ت) عن أبي هريرة
• (في الجنة ثمانية أبواب) أصلية (فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون) تطوّعاً والسبعة الباقية باب الإنفاق في سبيل الله وباب الصلاة وباب الصدقة وباب الجهاد وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والباب الأيمن باب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليهم ولا عذاب قال ابن حجر وأما الثامن فلعله باب الذكر ويحتمل أنه باب العلم وأن يكون المراد بالأبواب التي يدعي منها أبواب من داخل أبواب الجنة الأصلية لأن الأعمال الصالحة أكثر عدداً من ثمانية قال وبقى من الأبواب الحج فله باب بلا شك اهـ والمراد ما يتطوع به من الأعمال المذكورة لا واجباتها (خ) عن سهل بن سعد الساعدي
• (في الجنة باب يدعى الريان) مشتق من الري وهو مناسب لحال الصائمين (يدعى) يوم القيامة (له الصائمون) فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لا يظمأ أبداً (ق هـ) عنه أي عن سهل بن سعد الساعدي
• (في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوّفة عرها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل لا يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن) قال المناوي أي يجامعهم فالطواف كناية عنه (حم م ت) عن أبي موسى
• (في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر) أي تنفجر (أنهار الجنة الأربعة) نهر الماء ونهر اللبن ونهر الخمر ونهر العسل (ومن فوقها يكون العرش) أي عرش الرحمن فهو سقفها (فإذا سألتم الله) الجنة (فسلوه الفردوس) لأنها أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها لقربها من العرش (ش حم ت ك) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
• (في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) أي فيها من النعيم ما لا يحصى البزار (طس) عن أبي سعيد وإسناده صحيح
• (في الحبة السوداء شفاء من كل داء) بالمد فهي نافعة جميع الأمراض الباردة وتدخل في الأمراض الحارة بالعرض فتوصل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها وإذا دقت وعجنت بالعسل وشربت بالماء الحار أذابت الحصاة وأدرت البول والطمث وإذا طبخت بالخل وتمضمض بها نفعت من وجع الأسنان الكائن عن برد (إلا السام) وهو الموت فيه أن الموت داء من الأدواء (حم ق هـ) عن أبي هريرة
• (في الحجم شفاء) وهو في البلاد الحارة أنجح من الفصد سمويه (حل) والضياء عن عبد الله بن سرجس ورواه مسلم رحمه الله بلفظ أن في الحجم شفاء
• (في الخيل السائمة في كل فرس دينار) يعارضه خبر ليس في الخيل والرقيق زكاة وخبر عفوت عن الخيل والرقيق وخبر ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة (قط هق) عن جابر رضي الله عنه
• (في الخيل وأبوالها وأرواثها كف من مسك الجنة) أي مقدار قبضة منه قال المناوي ولا يلزم أنا نشم ذلك والمراد خيل الجهاد (ابن أبي عاصم في) كتاب (الجهاد عن عريب) بفتح المهملة وكسر الراء (المليكي) بضم ففتح بضبط
المؤلف وإسناده ضعيف
• (في الذباب أحد جناحيه) قال الشيخ بالجر على البدل قيل هو الأيسر (داء) أي سم كما ورد في رواية (وفي الآخر شفاء فإذا وقع في الإناء) الذي فيه مائع كعسل (فارسبوه) أي اغمسوه (فيذهب شفاؤه بدائه) فيه أن الماء القليل لا ينجس بالميتة التي لا يسيل دمها عند قتلها أو شق عضو منها لأن الغمس قد يفضي إلى القتل (ابن النجار عن عليّ) كرم الله وجهه
• (في الركاز) وهو دفين الجاهلية قال العلقمي سمى ركاز الآن صاحبه قد كان ركزه في الأرض (الخمس) لسهولة نيله واختلفوا في مصرف الركاز فقال أبو حنيفة يصرف مصرف الفيء وقال الشافعي يصرف مصرف الصدقات واحتجوا لأبي حنيفة بأنه مال مأخوذ من أيدي المشركين واحتجوا للشافعي بأنه مال مستفاد من الأرض كالزرع وبأن الفيء يكون أربعة أخماسه للمقاتلة وهذا يختص به الواجد له كمال الصدقة (هـ) عن ابن عباس (طب) عن أبي ثعلبة (طس) عن جابر وعن ابن مسعود
• (في الركاز العشر) مذهب الأئمة الأربعة أن فيه الخمس لكن شرط الشافعي النصاب والنقد لا الحول (أبو بكر بن أبي داود في جزء من حديثه عن ابن عمر) بن الخطاب
• (في السماء ملكان أحدهما يأمر بالشدة والآخر باللين وكلاهما مصيب أحدهما جبريل والآخر ميكائيل ونبيان أحدهما يأمر باللين والآخر بالشدة وكل منهما مصيب إبراهيم ونوح إبراهيم باللين ونوح بالشدة ولي صاحبان أحدهما يأمر باللين والآخر بالشدة أبو بكر وعمر) فأبو بكر يشبه ميكائيل وإبراهيم وعمر يشبه جبريل ونوحاً (طب) وابن عساكر عن أم سلمة رضي الله عنها بإسناد صحيح
• (في السمع مائة من الإبل) أي إذا جنى على مسلم معصوم فأبطل سمعه فعليه دية كاملة وهي مائة من الإبل (وفي العقل مائة من الإبل) كذلك (هق) عن معاذ بن جبل
• (في السواك عشر خصال) فاضلة (يطيب الفم) أي يذهب بريحه الكريه ويكسبه ريحاً طيبة (ويشد اللثة) لحم الأسنان (ويجلو البصر ويذهب البلغم ويذهب الحفر) بفتح المهملة والفاء داء يصيب الأسنان (ويوافق السنة) أي الطريق المحمدية (ويفرح الملائكة) لأنهم يحبون الرائحة الطيبة (ويرضى الرب) أي يثيب فاعله (ويزيد في الحسنات) لأن فعله منها (ويصحح المعدة) أي ما لم يبالغ فيه جد أو يستحب أن يكون السواك باليد اليمنى ويبدأ بجانب فمه اليمن إلى الوسط ثم يفعل بالأيسر كذلك قال الحنفية يكون السواك غلظ الخنصر وطوله شبراً وهل تتأدى السنة بمجرد الاستياك أو لابد من زوال الرائحة الكريهة قال العراقي مقتضى التعليل بتأذي الملائكة بالرائحة الكريهة الثاني (أبو الشيخ في الثواب وأبو نعيم في) كتاب (السواك عن ابن عباس) بإسناد ضعيف
• (في الضبع) إذا قتله المحرم أو أزمنه أو غير المحرم وكان بالحرم (كبش) وهو ذكر الضأن والأنثى نعجة قال شيخ الإسلام زكريا والضبع بضم الموحدة وتسكن ويقال للذكر والأنثى عند جماعة وللأنثى فقط عند الأكثر وأما الذكر فضبعان بكسر الضاد وإسكان
الباء فمن منع إخراج الذكر عن الأنثى يحمل الضبع على الذكر أو يستثنى هذا أخذاً بظاهر المأثور اهـ وقال العلقمي واجب الضبع في قول الأكثر نعجة الكبش (هـ) عن جابر بن عبد الله
• (في الضبع كبش وفي الظبي) الغزال (شاة) من الغنم ثم لها سنة فتتناول الذكر والأنثى من ضأن ومعز (وفي الأرنب عناق) وهي أنثى المعز إذا قويت ما لم تبلغ سنة وفي الروضة وأصلها أنها أنثى المعز من حين تولد حتى ترعى (وفي اليربوع جفرة) هي أنثى المعز إذا بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها والذكر جفر سمى به لأنه جفر جنباه أي عظماه قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة وظاهر كلامه أي الناظم أن الذكر لا يجزى عن الأرنب واليربوع والظبي وليس كذلك كما مر بيانه قال الشيخان أي الرافعي والنووي والمراد بالجفر هنا ما دون العناق إذ الأرنب خير من اليربوع (هق) عن جابر بن عبد الله (عد هق) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح
• (في العسل في كل عشرة أزق) بفتح الهمزة وضم الزاي وشدة القاف وفي رواية أزقاق (زق) بكسر الزاي وبه أخذ أبو حنيفة وأحمد والشافعي في القديم فأوجبوا فيه العشر وفي الجديد لا زكاة في العسل وهو مذهب مالك قال العلقمي اتفق الحفاظ على ضعف ما جاء في زكاة العسل (ت هـ) عن ابن عمر وهو حديث منكر
• (في الغلام عقيقة فأهريقوا) بفتح الهاء (عنه دماً وأميطوا عنه الأذى) أي أزيلوه عنه (ن) عن سلمان ابن عامر الضبي رضي الله عنه
• (في الكبد الحارة أجر) أي في سقي كل ذي روح من الحيوان المحترم ثواب (هب) عن سراقة بضم المهملة (ابن مالك)
• (في اللبن صدقة) قال المناوي أي زكاة ولم أر من أخذ بقضيته (الروياني عن أبي ذر) رضي الله تعالى عنه وهو حديث ضعيف
• (في اللسان الدية إذا منع) بالبناء للمفعول (الكلام وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة وفي الشفتين الدية)(عد هق) عن ابن عمرو بن العاص
• (في المؤمن) أي الغير الكامل الإيمان (ثلاث خصال الطيرة والظن) السيء (والحسد فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع) عن مقصده بل يعزم ويتوكل على ربه (ومخرجه من الظن أن لا يحقق) بالدوام عليه بل يترك (ومخرجه من الحسد أن لا يبقى) على المحسود (ابن صصرى في أماليه (فر) عن أبي هريرة
• (في المنافق ثلاث خصال إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا ائتمن خان) والمراد النفاق العملي أو الإنذار والتخويف كما تقدم (البزار عن جابر) بإسناد فيه مجهول
• (في المواضح) جمع موضحة وهي التي ترفع اللحم عن العظم وتوضحه أي تظهر بياضه (خمس خمس) من الإبل إن كانت في رأس أو وجه وإلا ففيها الحكومة عند الشافعي (حم 4) عن ابن عمرو بن العاص
• (في الضوء إسراف) أي مجاوزة الحد في قدر الماء أو الغسلات (وفي كل شيء) يأتي فيه الإسراف (إسراف) بحسبه وهو مذموم (ص) عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني مرسلاً قال الذهبي ثقة
• (في أحد جناحي) قال المنوي في خط المؤلف جناح بالإفراد وهو سبق قلم
(الذباب سم والآخر شفاء فإذا وقع في الطعام) المراد المائع دل على ذلك قوله (فامقلوه) قال في النهاية أي اغمسوه (فيه) يقال مقلت الشيء أمقله مقلاً إذا غمسته في الماء ونحوه (فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء) والأمر للندب (هـ) عن أبي سعيد الخدري
• (في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم) قال المناوي الذرب بالتحريك فساد المعدة وقيل داء يعرض لها فلا تهضم الطعام وقيل الذرب الاستسقاء وبه أخذ من قال بطهارة بول مأكول اللحم كما لك وأحمد اهـ ولا دليل فيه لأن التداوي بالنجس غير الخمر جائز (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس) وفيه ابن لهيعة
• (في أصحابي) قال النووي معناه الذي ينتسبون إلى صحبتي كما قال في الرواية الأخرى في أمتي (اثنا عشر منافقاً) قال المناوي هم الذين جاؤه متلثمين قاصدين قتله ليلة العقبة فحماه الله (منهم ثمانية لا يدخلون الجنة) زاد في رواية ولا يجدون ريحها (حتى يلج الجمل في سم الخياط) قال العلقمي وسم الخياط بفتح السين وضمها وكسرها والفتح أشهر وبه قرأ القراء السبعة وهو ثقب الإبرة ومعناه لا يدخلون أبداً كما لا يدخل الجمل في ثقب الإبرة (حم م) عن حذيفة بن اليمان
• (في أمتي خسف ومسخ وقذف) رمي بالحجارة من جهة السماء (ك) عن ابن عمرو وقال صحيح على شرط مسلم
• (في أمتي كذابون ودجالون) مكارون ملبسون من الدجل وهو التلبيس أي هم كثير والكذب والتلبيس قال المناوي يزعمون النبوة ولعل مراده أن بعضهم ادعى النبوة (سبعة وعشرون منهم أربع نسوة وأني خاتم النبيين لا نبي بعدي) وعيسى إنما ينزل بشرعه (حم طب) والضياء عن حذيفة بن اليمان وإسناده صحيح
• (في بيض النعام يصيبه المحرم) أي يبتلعه (ثمنه) قال المناوي أي يضمن قشره بقيمته لأنه ينتفع به بخلاف قشر غيره (هـ) عن أبي هريرة
• (في بيض نعام) يتلفها المحرم أو الحلال وهو بالحرم (صيام يوم أو إطعام مسكين) مداً من طعام وهذا محمول على ما إذا كانت قيمتها تساوي مداً أو أقل (هق) عن أبي هريرة
• (في ثقيف) اسم قبيلة (كذاب) قال المناوي قيل هو المختار بن عبيد الزاعم أن جبريل يأتيه (ومبير) أي مهلك وهو الحجاج لم يكن أحد في الإهلاك مثله قتل مائة وعشرين ألفاً صبراً (ت) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن سلافة بنت الحسن قال العلقمي بجانبه علامة الصحة
• (في ثلاثين من البقر تبيع) التبيع ماله سنة كاملة سمى تبيعاً لأنه يتبع أمه وقيل لأن قرنه يتبع إذنه (أو تبيعة) فتجزى عن الذكر بطريق الأولى للأنوثة (وفي أربعين من البقر مسنة) وتسمى ثنية وهي مالها سنتان كاملتان سميت مسنة لتكامل أسنانها (ت هـ) عن ابن مسعود بإسناد حسن
• (في جهنم واد وفي الوادي بئر يقال لها) وفي نسخة شرح عليها المناوي له (هبهب) فإنه قال سمى به للمعانه لشدة اضطراب النار فيه أو سرعه إيقاد ناره اهـ وهبهب قال الشيخ بفتح الهاءين وسكون الموحدة ومنع الصرف (حق على الله أن يسكنها كل جبار) أي كافر متمرد على الله عات
متكبر (ك) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث صحيح
• (في خمس من الإبل شاة) قال شيخ الإسلام زكريا ول وذكر الصدق الشاة فيجزى الذكر أن أخرج عن الإبل وتمحضت ماشيته ذكوراً والشاة المخرجة جذعة ضأن لها سنة وإن لم تجذع أي تسقط مقدمة أسنانها أو جذعت وإن لم يتم لها سنة أو ثنية معزلها سنتان (وفي عشر شانان وفي خمس عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرين ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين فإذا زادت واحدة ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا زادت واحدة ففيها حقة إلى ستين فإذا زادت واحدة ففيها جذعة) وسميت الأولى من المخرجات من الإبل بنت مخاض لأن أمها آن لها أن تحمل مرة ثانية فتكون من المخاض أي الحوامل والثانية بنت لبون لأن أمها آن لها أن تلد ثانياً فتكون ذات لبن والثالثة حقة لأنها استحقت أن يطرقها الفحل أو أن تركب ويحمل عليها والرابعة جذعة لأنها أجذعت مقدم أسنانها أي أسقطت واعتبر في الجميع الأنوثة لما فيها من رفق الدر والنسل (إلى خمس وسبعين فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين فإذا زادت واحدة ففيها حقتان إلى عشرين ومائة فإذا كانت الإبل أكثر من ذلك) أي بعشر كما يفيده ما بعده (ففي كل خمسين حقة وفي كل أربعين بنت لبون فإذا كانت إحدى وعشرين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون حتى تبلغ تسعاً وعشرين ومائة فإذا كانت ثلاثين ومائة ففيها بنتاً لبون وحقة حتى تبلغ تسعاً وثلاثين ومائة فإذا كانت أربعين ومائة ففيها حقتان وبنت لبون حتى تبلغ تسعاً وأربعين ومائة فإذا كانت خمسين ومائة ففيها ثلاث حقاق حتى تبلغ تسعاً وخمسين ومائة فإذا كانت ستين ومائة ففيها أربع بنات لبون حتى تبلغ تسعاً وستين ومائة فإذا كانت سبعين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون وحقة حتى تبلغ تسعاً وسبعين ومائة فإذا كانت ثمانين ومائة ففيها حقتان وابنتا لبون حتى تبلغ تسعاً وثمانين ومائة فإذا كانت تسعين ومائة ففيها ثلاث حقاق وبنت لبون حتى تبلغ تسعاً وتسعين ومائة فإذا كانت مائتين ففيها أربع حقاق أو خمس بنات لبون أي الستين وجدت أخذت وفي سائمة الغنم) أي راعيتها إلا المعلوفة (في كل أربعين شاة شاة إلى عشرين ومائة فإذا زادت واحدة فشاتان إلى مائتين فإذا زادت على المائتين ففيها ثلاث إلى ثلثمائة فإذا كانت الغنم أكثر من ذلك) أي بمائة كما يفيده قوله (ففي كل مائة شاة) بالجر (شاة ليس فيها شيء حتى تبلغ المائة ولا يفرق) بضم أوله وبفتح ثالثه مشدداً (بين مجتمع) بكسر الميم الثانية (ولا يجمع) بضم أوله وفتح ثالثه أي لا يجمع المالك والساعي (بين متفرق) بتقديم المثناة على الفاء (مخافة) وفي رواية للبخاري خشية (الصدقة) أي مخافة المالك كثرة الصدقة أو وجوبها والساعي قلتها أو سقوطها وفيه أن الخلطة تجعل مال الخليطين كواحد لكن بشروط (وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان) قال المنوي أي مهما كان من خليطين أي مخلوطين أو خالطين فإنهما
أي الخليطين بالمعنى الثاني أو مالكيهما بالمعنى الأول (بالسوية) أي بالنسبة يعني إذا أخذ الساعي الواجب من مال أحدهما رجع على الآخر بقدر ما يخصه من مثله في المثلى أو قيمته في المقوم (ولا يؤخذ في الصدقة هرمة) بكسر الراء أي كبيرة السن (ولا ذات عوار) بفتح العين وضمها أي عيب (من الغنم ولا تيس الغنم) أي فحل المعز (إلا أن يشاء المصدق) قال المناوي بتخفيف الصاد أي الساعي وبشدتها أي المالك والمراد لا يأخذ الساعي شرار الأموال كما لا يأخذ كرائمها اهـ والظاهر أن الاستثناء راجع لقوله ولا تيس الغنم وأن المصدق المالك (حم 4) ك عن ابن عمر
• (في دية الخطأ) أي في قتل الرجل المسلم خطأ (عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض وعشرون بنت لبون وعشرون بني مخاض ذكر) لم يأخذ بهذا الحديث الشافعي بل أوجب عشرين بني لبون بدل بني المخاض قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة لخبر الترمذي وغيره بذلك من رواية ابن مسعود قالوا وأخذ به الشافعي لأنه أقل ما قيل واختار البلقيني على أصل الشافعي في الأخذ بأقل ما قيل وجوب عشرين بني مخاض بدل بني اللبون فقد قال به ابن مسعود وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق ولم يبلغ ذلك الشافعي قال الشارح يعني الشيخ ولي الدين العراقي وسبقه لاختيار ذلك لهذا المدرك ابن المنذر ولم يصح في ذلك حديث (د) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الدارقطني والبيهقي رحمهما الله الصحيح وقفه
• (في طعام العرس مثقال من ريح الجنة) قال المنوي الله أعلم بمراد نبيه (الحارث عن عمرو) وفي نسخة شرح عليها المناوي عمير فإنه قال بالتصغير
• (في عجوة العالية) موضع بالمدينة مما يلي نجد (أول البكرة) بضم فسكون أول النهار (على ريق النفس) أي قيل أن يأكل شيئاً (شفاء من كل سحر أو سم) لخاصية فيه أو لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له أو لغير ذلك (حم) عن عائشة
• (في كتاب الله) القرآن (ثمان آيات للعين الفاتحة وآية الكرسي) تمامه لا يقرؤها عبد في دار فيصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن (فر) عن عمران بن حصين مصغر
• (في كل إشارة في الصلاة عشر حسنات) لعله أراد الإشارة بالمسبحة في التشهد عند قوله إلا الله (ننومل بن أهاب في جزئه عن عقبة بن عامر) الجهني ورواه الطبراني بنحوه وإسناده حسن
• (في كل) أي في إرواء كل (ذات كبد) بفتح فكسر (حرى) قال في النهاية الحري فعلى من الحر وهو تأنيث حران وهي للمبالغة يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش والمعنى أن في سقي كل ذي كبد حري (أجر) قال العلقمي قال النووي أن عمومه مخصوص بالحيوان المحترم وهو ما لم يؤمر بقتله فيحصل الثواب بسقيه ويلحق به إطعامه وغير ذلك من وجوه الإحسان وقال ابن التيمي لا يمتنع إجراؤه على عمومه يعني فيسقى ثم يقتل لأنا أمرنا بأن نحسن القتلة ونهينا عن المثلة (حم هـ) عن سراقة ابن مالك (حم) عن ابن عمرو ورواه الشيخان عن أبي هريرة
• (في كل ركعتين تسليمة) أي بعد التشهد
لمن أراد وذلك في صلاة النافلة ورواتب الفرائض ونحوها (هـ) عن أبي سعيد رضي الله عنه
• (في كل ركعتين التحيات) قال العلقمي قال النووي فيه حجة لأحمد بن حنبل ومن وافقه من فقهاء أصحاب الحديث أن التشهد الأول والأخير واجبان وقال مالك وأبو حنيفة والأكثرون هما سنتان ليسا بواجبين وقال الشافعي الأول سنة والثاني واجب واحتج أحمد بهذا الحديث مع قوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي وبقوله كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة وبقوله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم فليقل التحيات والأمر للوجوب واحتج الأكثرون بأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك التشهد الأول وجبره بسجود السهو ولو وجب لم يصح جبره كالركوع وغيره من الأركان قالوا وإذا ثبت هذا في الأول فالأخير بمعناه وبأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمه الأعرابي حين علمه الصلاة اهـ قلت ويجاب بأنه كان معلوماً عنده ما لم يعلمه النية والسلام (م) عن عائشة
• (في كل ركعتين تشهد وتسليم على المرسلين وعلى من تبعهم من عباد الله الصالحين) وهم القائمون بما عليهم من حقوق الله وحقوق عباده (طب) عن أم سلمة
• (في كل قرن من أمتي سابقون) هم البدلاء الصديقون الذين بهم يرفع البلاء عن وجه الأرض (الحكيم عن أنس) رضي الله عنه وإسناده ضعيف
• (في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن) أي مخاصم واستثنى في رواية أخرى جماعة آخر (هب) عن كثير بن مرة بالضم (الحضرمي) بالفتح (مرسلاً) هو الحمصي
• (في ليلة النصف من شعبان يوحى الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس من الآدميين وغيرهم يريد قبضها) أي موتها (في تلك السنة) كلها والمراد غير شهداء البحر الذين يتولى قبض أرواحهم (الدينوري) أبو بكر أحمد بن مروان (في) كتاب (المجالسة عن راشد بن سعد مرسلاً) وهو الحمصي
• (في مسجد الخيف قبر سبعين) بالإضافة (نبياً) وفي رواية قبر سبعون نبياً ببناء قبر للمفعول (طب) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
• (في هذا مرة وفي هذا مرة) يعني القرآن والشعر يشير إلى أنه ينبغي للطالب عند وقوف ذهنه ترويحه بنحو شعر جائز أو حكاية فإن الفكر إذا أغلق ذهب عن تصور المعنى (ابن الأنباري) بالفتح (في) كتاب (الوقف والابتداء عن أبي بكرة) الثقفي
• (في هذه الأمة خشف ومسخ وقذف في أهل القدر)(ت هـ) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما
• (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ويكون ذلك إذا ظهرت القيان) بكسر القاف (والمعازف) جمع معزف (وشربت الخمور)(ت) عن عمران بن حصين رضي الله عنه بإسناد حسن
• (فيما سقت السماء) أي المطر قال العلقمي قال في المصباح والسماء المطر مؤنثة لأنها في معنى السحابة (والأنهار) جمع نهر وهو الماء الجاري المتسع (والعيون أو كان عثرياً) بفتح المهملة والمثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية هو ما يسقي بالسيل الجاري في حفر ويسمى البعل ومنه ما يشرب
من النهر بلا مؤنة أو بعروقه لقربه من الماء (العشر) زكاة (وفيما سقى بالسواني) بالنون بخط المؤلف جمع سانية وهو البئر الذي يسني عليه أي يستقي (أو النضح) بفتح النون وسكون المعجمة بعدها مهملة هو السقي بالرشا فواجبه (نصف العشر) والفرق ثقل المؤنة وخفتها وذا مخصوص بخبر الشيخين ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة (حم خ 4) عن ابن عمر
• (فيهما فجاهد) وذا قاله لرجل استأذنه في الجهاد فقال أحي أبواك قال نعم فذكره أي أن كان لك أبوان فأبلغ جهدك في برهما فإنه يقوم مقام الجهاد (يعني الوالدين) مدرج للبيان قال العلقمي قال جمهور العلماء يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين لأن برهما فرض عين عليه والجهاد فرض كفاية فإذا تعين الجهاد فلا إذن (حم ق 3) عن ابن عمرو بن العاص
• (الفاجر الراجي لرحمة ربه أقرب منها من العابد المقنط) أي الآيس من الرحمة لأن الفاجر الراجي لعلمه بالله قريب من الرحمة فقربه الله والعابد المقنط جاهل به وبجهله بعد منها (الحكيم) الترمذي (والشيرازي في الألقاب عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف
• (الفار من الطاعون كالفار من الزحف) فكما يحرم لفرار من الزحف يحرم الخروج من بلد وقع فيها الطاعون بقصد الفرار (والصابر فيه كالصابر في الزحف) في حصول الثواب (حم) وعبد بن حميد عن ابر
• (الفار من الطاعون كالفار من الزحف ومن صبر فيه كان له أجر شهيد) لما في الثبات من الرضى والوقوف مع المقدور (حم) عن جابر بإسناد ضعيف
• (الفال مرسل) أي الفال الحسن مرسل من قبل الله يستقبلك به كالبشير لك فإذا تفاءلت فقد أحسنت الظن به والله عند ظن عبده به (والعطاس شاهد عدل) أي دلالة صادقة على صدق الحديث الذي قارنه (الحكيم) في نوادره (عن الرويهب) تصغير راهب السلمى
• (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) أي أبعده عن رحمته (الرافعي عن أنس) بن مالك
• (الفجر فجران فجر يحرم فيه) على الصائم (الطعام) والشراب أي الأكل والشرب (وتحل فيه الصلاة) أي صلاة الصبح (وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام) وهو الفجر الكاذب الذي يطلع كذنب السرحان ثم يذهب وتعقبه ظلمة (ك هق) عن ابن عباس قال ك على شرطهما
• (الفجر فجران فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان) ثم يذهب وتعقبه ظلمة (فلا يحل الصلاة) أي صلاة الصبح فإن وقتها لا يدخل به (ولا يحرم الطعام) والشراب على الصائم (وأما الفجر الذي يذهب مستطيلاً) باللام هذا ما رأيته في النسخ التي اطلعت عليها وعبارة شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة ثم يطلع الفجر مستطيراً بالراء أي منتشراً (في الأفق) أي نواحي السماء (فإنه يحل الصلاة) لدخول وقت الصبح (ويحرم الطعام) والشراب على الصائم فالفجر الأول ويسمى الكاذب لا معول عليه (ك هق) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
• (الفخذ عورة) أي من العورة التي يجب سترها وذا قاله لما مر على جرهد وهو كاشف فخذه (ت)
عن جرهد بفتح الجيم وسكون الراء وفتح الهاء الإسلمي من أهل الصفة (وعن ابن عباس)
• (الفخر) قال في النهاية ادعاء العظم والكبر والشرف (والخيلاء) بالضم والمد الكبر والعجب (في أهل الإبل) وفي نسخة شرح عليها المناوي والوبر بدل الإبل فإنه قال في أهل البيوت المتخذة من الوبر (والسكينة والوقار في أهل الغنم) لأنهم غالباً دون أهل الإبل في التوسع والكثرة (حم) عن أبي سعيد بإسناد صحيح
• (الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف) في لحوق الإثم وفي نسخة الفار من الطاعون كالفار من الزحف (ابن سعد عن عائشة)
• (الفردوس ربوة الجنة) بفتح الراء وضمها (وأعلاها وأوسطها) أي أشرفه وأفضلها (ومنها تفجر أنهار الجنة) الأربعة (طب) عن سمرة بن جندب قال الشيخ حديث صحيح
• (الفريضة) تكون (في المسجد) فيندب فعلها فيه (والتطوع) الذي لا تشرع له جماعة يكون (في البيت) ففعله فيه أفضل لبعده عن الرياء (ع) عن عمر بن الخطاب
• (الفضل) الكامل (في أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك) وإنما يعين على ذلك أن يلاحظ بعمله وجه الله (هناد عن عطاء مرسلاً)
• (الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس) تقدم الكلام على معناه (ت) عن عائشة بإسناد صحيح
• (الفطرة) أي زكاة الفطر واجبة (على كل مسلم) عن نفسه وعمن تلزمه نفقته (خط) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف
• (الفقر) الذي لا يؤدي إلى الاحتياج إلى الناس (أزين على المؤمن من العذار الحسن على خد الفرس (طب) عن شداد بن أوس (هب) عن سعد بن مسعود بإسناد ضعيف
• (الفقر) الذي لا يؤدي إلى الاحتياج إلى الناس (أزين على المؤمن من العذار الحسن على خد الفرس (طب) عن شداد بن أوس (هب) عن سعد بن مسعود بإسناد ضعيف
• (الفقر أمانة فمن كتمه كان) كتمه (عبادة ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين) أي قلدهم كلفة التوسعة عليه وفيه ندب كتمان الفقر ما لم يضطر (ابن عساكر عن عمر) بإسناد ضعيف
• (الفقر شين عند الناس وزين عند الله يوم القيامة) لسلامة صاحبه في الدارين (فر) عن أنس وإسناده ضعيف
• (الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم) قال المناوي فإن ضررهم على الدين والمسلمين أعظم من ضرر الجاهلين (العسكري) في الأمثال (عن عليّ) بإسناد حسن
• (الفقه) أي الفم في الدين (يمان والحكمة) أي العلم المصحوب بالعمل (يمانية) بتخفيف الياء وتشدد (ابن منيع عن بن مسعود)
• (الفلق) بالتحريك (جب) أي بئر (في جهنم مغطى) أي عليه غطاء إذا كشف عنه خرج منه نار تصيح جهنم من شدة ما يخرج منه كذا في حديث (ابن جرير) في تفسيره (عن أبي هريرة) ورواه الديلمي عن ابن عمر وإسناده ضعيف
• (الفلق سجن في جهنم يحبس فيه الجبارون والمتكبرون وأن جهنم تتعوذ بالله منه) أي من شدة عذابه وسببه وأوله كما في الدر المنثور عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله قل أعوذ برب الفلق قال هو سجن في جهنم فذكره (ابن مردويه عن ابن عمرو)