المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ابن العاص.   ‌ ‌(حرف القاف) • (قابلوا النعال) أي اعملوا لها قبالاً وهو - السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير - جـ ٣

[العزيزي]

الفصل: ابن العاص.   ‌ ‌(حرف القاف) • (قابلوا النعال) أي اعملوا لها قبالاً وهو

ابن العاص.

(حرف القاف)

(قابلوا النعال) أي اعملوا لها قبالاً وهو السير الذي يكون بين الإصبعين وقيل المراد أن يضع إحدى نعليه على الأخرى في المسجد (ابن سعد والبغوي والباوردي (طب) وأبو نعيم عن إبراهيم الطائفي الثقفي وماله غيره

(قاتل الله اليهود) قتلهم الله أو لعنهم أو عاداهم فأخرج في صورة المغالبة (أن الله عز وجل لما حرم عليهم الشحوم) أي أكلها في زعمهم إذ لو حرم عليهم بيعها لم يكن لهم حيلة في إذابتها المذكورة بقوله (جملوها) بفتح الجيم أي أذابوها لتخرج عن اسم الشحم فإنها بعد الإذابة تسمى ودكا (ثم باعوها) مذابة (فأكلوا أثمانها) قال العلقمي وتحريم البيع مشكل لأنه غير متعلق التحريم أي لأن متعلقه الأكل والجواب انه عليه السلام لما لعن اليهود لكونهم فعلوا غير الأكل دلنا ذلك على أن المحرم عموم منافعها لا خصوص أكلها وفي هذا إبطال كل حيلة يتوصل بها إلى كل محرم فإنه لا يتغير حكمه بتغير هيئته وتبديل اسمه (حم ق 4) عن جابر بن عبد الله (ق) عن أبي هريرة (حم ق ن هـ) عن عمر

(قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قال المناوي أي اتخذوها جهة قبلتهم لما فيه من المغالاة في التعظيم وخص اليهود لابتدائهم هذا الاتخاذ فهم أظلم وضم إليهم في رواية النصارى وهم وإن لم يكن لنبيهم قبر لأن المراد النبي وكبار أتباعه (ق د) عن أبي هريرة

(قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون) قال المناوي قاله لما دخل الكعبة ورأى فيها لتصاوير فمحاها (الطيالسي والضياء عن أسامة) بن زيد

(قاتل دون مالك) من أراد أخذه أو إتلافه أي يجوز لك دفعه بالأخف فالأخف فإن لم يندفع إلا بالقتل فقتلته فلا ضمان عليك إلا إذا كان مضطراً إلى طعامك فيجب عليك ان تعطيه ما يحتاج إليه إن فضل عن كفايتك بثمنه إن لم تسمح (حتى تحوز مالك أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة) والتسليم أفضل من المقاتلة إن كان المقاتل مسلماً (حم طب) عن مخارق

(قاتل عمار) بن ياسر (وسالبه) أخذ ثيابه (في النار) قتله طائفة معاوية في وقعة صفين قال العلقمي والسبب في قتله أنه قاتل مع عليّ بن أبي طالب في صفين قتالاً شديداً وكان عمره يزيد على سبعين سنة وكانت الحربة في يده ويده ترعد وقال هذه راية قاتلت بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة ودعا بقدح من لبن فشرب منه ثم قال صدق الله ورسوله اليوم ألقى الأحبة محمد وحزبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخر رزقي من الدنيا فضيح من لبن والفضيح اللبن الرقيق الممزوج ولم يزل يقاتل حتى استشهد رضي الله تعالى عنه (طب) عن عمرو بن العاص وعن ابن عبد الله

(قارئ سورة الكهف) مبتدأ خبره محذوف أي يحال بينه وبين النار دل عليه قوله (تدعى) أي تسمى (في التوراة الحائلة) لأنها

ص: 395

(تحول بين قارئها وبين النار) فتمنعه من دخولها وتخلصه من الزبانية (هب فر) عن ابن عباس

(قارئ اقتربت) تبيض وجهه يوم القيامة (تدعى) أي السورة (في التوراة المبيضة) لأنها (تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه) وهو يوم القيامة (هب فر) عن ابن عباس

(قارئ الحديد وإذا وقعت) الواقعة (والرحمن يدعي في ملكوت السموات والأرض ساكن الفردوس) قال المناوي أي محكوم له بأنه سيسكنها (هب فر) عن فاطمة الزهراء

(قارئ ألهاكم التكاثر) أي سورتها بكمالها (يدعى في الملكوت مؤدى الشكر) لله تعالى (فر) عن اسما بنت عميس) رضي الله عنها وإسناده ضعيف

(قاربوا) اقصدوا أقرب الأمور فيما تعبدتم به ولا تغلوا فيه ولا تقصروا (وسددوا) أقصدوا السداد في كل أمر (ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة) بالجر (ينكبها أو الشوكة يشاكها) قال المناوي ولذلك سأل بعض أفاضل الصحب أن لا يزال محموماً فأجيب قال أبو هريرة لما نزل من يعمل سوأ يجز به بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فذكره (حم م ت) عن أبي هريرة

(قاضيان في النار وقاض في الجنة قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة وقاض عرف الحق فجار متعمداً أو قضى بغير علم فهما في النار) فيحرم على من ليس أهلاً للقضاء أن يتولاه (ك) عن بريدة

(قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار) قال المناوي المراد قاطع سدر في فلاة يستظل ب ابن السبيل وغيره بغير حق (هق) عن معاوية بن حيده وإسناده حسن

(قال الله تعالى) أي تنزه ن ل ما لا يليق بكماله (يا ابن آدم لا تعجز) بكسر الجيم أفصح من فتحها (عن أربع ركعات) أي عن صلاتها (من أول النهار أكفك آخره) أي شر ما يحدث في آخر ذلك اليوم من المحن والبلايا (حم د) عن نعيم بن هماز (طب) عن النواس بن سمعان

(قال الله تعالى يا ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره) قيل هذه الأربع الفجر وسنته (حم) عن أبي مرة الطائفي (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح

(قال الله إني والجن والإنس في نبأ) وفي نسخة شأن (عظيم أخلق ويعبد) بالبناء للمفعول (غيري وارزق ويشكر) بالبناء للمفعول (غيري) لكن وسعهم حلمه فأخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار الحكيم (هب) عن أبي الدرداء

(قال الله تعالى من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليلتمس رباً سواي) فيه الحث على الرضا بالقضاء والصبر على البلاء (طب) عن أبي هند الداري

(قال الله تعالى من لم يرض بقضائي وقدري فليلتمس رباً غيري) أمر تهديد (هب) عن أنس

(قال الله الصيام جنة) بالضم (يستجن) بفتح أوله (بها العبد من النار وهو لي وأنا أجزي به) صاحبه بأن أضاعف له الجزاء بلا حساب (حم هب) عن جابر وإسناده حسن

(قال الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه خالص لي وأنا أجزي به) قال العلقمي اختلف في معناه لأن الأعمال كلها لله تعالى وهو الذي يجزي بها فقيل إنما خص

ص: 396

الصوم لأنه ليس يظهر من ابن آدم ولا يطلع عليه وإنما هو شيء في القلب بخلاف سائر الأعمال فإنها أفعال وحركات ترى وتشاهد ويؤيده حديث الصيام لا رياء في يعني بمجرد فعله وإلا فقد يدخله الرياء بأن يخبر بأنه صائم وقيل المعنى أن العبادات قد كشف مقادير ثوابها للناس وأنها تضعف من عشرة إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإن الله تعالى تفرد بمقدار علم ثوابه وتضعيف حسناته فقوله وأنا أجزي به أي جزاء كثيراً من غير تعيين لمقداره وقيل معناه أنه أحب العبادات إليّ والمقدم عندي وقيل أن الصيام لم يعبد به غير الله تعالى بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك وقيل أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصوم أخرج البيهقي عن ابن عيينة قال إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من عمله حتى ما يبقى له إلا الصوم فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة والصيام جنة قال العلقمي زاد أحمد وحصن حصين من النار والجنة بضم الجيم القاية والستر وقد تبين متعلق هذا الستر وأنه من النار وبهذا جزم ابن عبد البر وأما صاحب النهاية فقال معنى كونه جنة أنه يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات (وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث) بتثليث الفاء لايتكلم بقبيح (ولا يصخب) بصاد وسين مهملتين وبخاء معجمة أي لا يصيح ولا يخاصم قال في النهاية الصخب والسخب الصيحة اضطراب الأصوات للخصام (وإن سابه أحد) أي شاتمه (أو قاتله) أي أراد مقاتلته (فليقل) بقلبه إن كان صيامه نفلاً وبلسانه وقلبه إن كان في رمضان (إني امرء صائم) ليكف نفسه عن المسابة والمقاتلة (والذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصريفه (لخلوف) بضم الخاء المعجمة واللام وسكون الواو بعدها فاء قال عياض هكذا الرواية الصحيحة وبعض الشيوخ يقول بفتح الخاء قال الخطابي وهو خطأ وحكى عن القابسي بالوجهين وبالغ النووي في شرح المهذب فقال لا يجوز فتح الخاء واحتج لذلك بأن المصادر التي جاءت على فعول بفتح أوله قليلة ذكرها سيبويه وغيره وليس هذا منها أي ريح (فم الصائم) فيه رد على من قال لا تثبت الميم في الفم عند الإضافة إلا في ضرورة الشعر لثبوتها في هذا الحديث وغيره قاله في الفتح (أطيب عند الله من ريح المسك) قال العلقمي في الفتح اختلف في كون الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك مع أنه سبحانه وتعالى منزه عن استطابة الروايح إذ ذاك من صفات الحيوان ومع أنه يعلم الشيء على ما هو عليه والجواب على أوجه قال الماوردي هو مجاز لأنه جرت العادة بتقريب الروايح الطيبة منا فاستعير ذلك من الصوم لتقريبه من الله فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندك أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم وقيل المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك وقيل المراد أن الله يجز به في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه يفوح مسكاً وقيل المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل

ص: 397

من ريح المسك ولا سيما بالإضافة إلى الخلوف وقال الداودي وجماعة المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر ورجح النووي هذا الأخير وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضى وقد نقل القاضي حسين في تعليقه أن للطاعات يوم القيامة ريحاً يفوح فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك وقال شيخنا قد تنازع ابن عبد السلام وابن الصلاح في ذلك هل هو خاص بالآخرة أم لا فذب الأول إلى اختصاصه بها كدم الشهيد لحديث عند مسلم وأحمد والنسائي عن أبي صالح أطيب عند الله يوم القيامة وخالفه ابن الصلاح لحديث البيهقي وغيره فإن خلوف أفواههم حين يمسون وهذا صريح في كونه في الدنيا قال وأما ذكر يوم القيامة في تلك الرواية فلأنه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلباً لرضى الله حيث يؤمر باجتنابها ونظيره أن ربهم بهم يومئذ لخبير إذ هو خبير بهم في كل يوم ويؤخذ من الحديث تفضيل الخلوف على دم الشهيد لأن الدم شبيه بريح المسك والخلوف وصف بأنه أطيب (وللصائم فرحتان يفرحهما) أصله يفرح بهما فحذف الجار ووصل الضمير (إذا أفطر فرح بفطره) قال العلقمي قال القرطبي فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل أن فرحه بفطره إنما هو من حيث أنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه قلت ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكره ففرح كل احد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك فمنه من يكون فرحه مباحاً وهو الطبيعي ومنهم من يكون مستحباً وهو من يكون بسبب شيء مما ذكره (وإذا لقي ربه فرح بصومه) أي بجزائه وثوابه أو بالنظر إلى وجه ربه (ق ن) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم) زاد ابن خزيمة وابن حبان ومن كنت خصمه خصمته (يوم القيامة) والخصم مصدر خصمته اخصمه نعت به للمبالغة كعدل يطلق على الواحد وعلى الاثنين وعلى أكثر من ذلك وقال الهروي الواحد يكسر أوله وقال الفراء الأول قول الفصحاء ويجوز في اثنين خصمان وفي الثلاثة خصوم (رجل أعطى بي ثم غدر) مفعوله محذوف والتقدير أعطى يمينه بي أي عاهد عهداً وحلف عليه بالله ثم نقضه (ورجل باع حراً ثم أكل ثمنه) خص الأكل لأنه أعظم مقصوداً وإنما كان إثمه شديداً لأن المسلمين أكفاء في الحرية فمن باع حراً فقد منعه التصرف فيما أباح الله له وألزمه الذل الذي أنقذه الله منه والحر عبد الله فمن جنى عليه فخصمه سيده (ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه) ما استأجره لأجله من العمل (ولم يعظه أجره) لأنه استوفى منفعته بغير عوض واستخدمه بغير أجرة فكأنه استعبده (حم خ) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى شتمني ابن آدم) الشتم هو الوصف بما يقتضي النقص والمراد بعض بني آدم وهم من أنكر البعث من العرب وغيرهم من عباد الأوثان والدهرية ومن ادعى أن لله

ص: 398

تعالى ولداً من العرب أيضاً ومن اليهود والنصارى (وما ينبغي له أن يشتمني) بكسر التاء (وكذبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني أما شتمه إياي فقوله أن لي ولداً) سماه شتماً لما فيه من التنقيص إذ الولد إنما يكون عن والدة تحمله ويستلزم ذلك سبق نكاح والتناكح يستدعي باعثاً والله تعالى منزه عن ذلك (وأنا الله الأحد الصمد) السيد المصمود إليه في الحوائج (لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد) ومن هو كذلك فكيف ينسب إليه ذلك (وأما تكذيبه إياي فقوله كيف يعيدني كما بدأني) وهو قول منكر البعث من عباد الأوثان وغيرهم (وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته) أي الخلق (حم خ ن) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فزعم) بصيغة الماضي (اني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن اتخذ صاحبة أو ولداً) قال العلقمي إنما سماه شتماً لما في من التنقيص لأن الولد إنما يكون أي عادة عن والدة تحمله ثم تضعه ويستلزم ذلك سبق النكاح والتناكح يستدعي باعثاً له على ذلك والله سبحانه وتعالى منزه عن جميع ذلك (خ) عن ابن عباس

(قال الله تعالى أعددت) أي هيأت (لعبادي الصالحين) أي القائمين بما وجب عليهم من حقوق الحق والخلق (مالا عين رأت ولا أذن سمعت) قال المناوي بتنوين عين وأذن وروى بفتحهما (ولا خطر على قلب بشر) تمامه ثم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قال العلقمي وسببه كما في الدر المنثور أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه فقال أي رب أي أهل الجنة أدنى منزلة فقال رجل يجيء بعدما دخل أهل الجنة فيقال له ادخل فيقول كيف أدخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ما كان الملك من ملوك الدنيا فيقول نعم أي رب قد رضيت فيقال له فإن لك هذا وعشرة أمثاله معه فيقول رضيت أي رب فيقال له فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك فقال موسى أي رب فأي أهل الجنة أرفع منزلة قال إياها أردت وسأحدثك عنهم إني غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها) لأمر عاقه عنها (كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه) إن تركها خوفاً منه تعالى ومراقبة له بدليل زيادة مسلم إنما تركها من جزائي أي من أجلي فإن تركها لأمر آخر صده عنها فلا (فإن عملها كتبتها سيئة واحدة) عملاً بالفضل في جانب الخير والشر (ق ت) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى إذ أحب عبدي لقائي) بترك الشواغل عن الأعمال الصالحة وإقباله على الآخرة وجعل الموت نصب عينيه والتوبة ورد المظالم إلى أهلها (أحببت لقاءه) أي أردت له الخير (وإذا كره لقائي كرهت لقاءه مالك)(حم خ ن) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى قسمت الصلاة) أي قراءتها (بيني وبين عبدي نصفين

ص: 399

قال المناوي باعتبار المعنى لا اللفظ لأن الدعاء من قوله إياك نعبد وإياك نستعين يزيد على الثناء (ولعبدي ما سأل) أي له السؤال ومني العطاء (فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين) تمسك به من لا يرى البسملة منها لكونه لم يذكرها قال العلقمي وأجاب أصحابنا وغيرهم ممن قال أن البسملة آية من الفاتحة بأجوبة أحدها أن التنصيف عائد إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة هذا حقيقة اللفظ والثاني أن التنصيف عائد إلى ما يختص بالفاتحة من الآيات الكاملة والثالث معناه فإذا انتهى العبد في قراءته إلى الحمد لله رب العالمين (قال الله تعالى حمدني عبدي) أي مجدني وأثنى علي بما أنا أهله (فإذا قال العبد الرحمن الرحيم) أي المصوف بكمال الأنعام (قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي) لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية (فإذا قال العبد مالك يوم الدين قال مجدني عبدي) أي عظمني قال العلقمي ووجه مطابقة هذا لقوله مالك يوم الدين أن الله تعالى منفرد بالملك ذلك اليوم ويجزي العباد ويحاسبهم والدين الحساب وقيل الجزء ولا دعوى لأحد في ذلك اليوم لا حقيقة ولا مجازاً وأما في الدنيا فلبعض العباد ملك أمجازي ويدعي بعضهم دعوى باطلة وكل هذا منقطع في ذل اليوم هذا معناه وإلا فالله سبحانه وتعالى هو المالك على الحقيقة في الدارين وما فيهما ومن فيهما وكل من سواه مربوب له عبد مسخر ثم في هذا الاعتراف من التعظيم والتمجيد وتفويض الأمر مالا يخفى (فإذا قال العبد إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل) قال المناوي فالذي للعبد منها إياك نعبد والذي لله منها إياك نستعين (فإذا قال العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) قال العلقمي وفي رواية هؤلاء لعبدي وفي هذه الرواية دليل على أن اهدنا وما بعدها إل آخر السورة ثلاث آيات لا آيتان وفي المسألة خلاف مبني على ان البسملة هل هي من الفاتحة أم لا ومذهبنا ومذهب الأكثرين أنها آية منها وإن اهدنا وما بعدها آيتان ومذهب مالك وغيره ممن يقول أنها ليست من الفاتحة قال أن اهدنا وما بعدها ثلاث آيات وللأكثرين أن يقولوا قوله هؤلاء المراد به الكلمات لا الآيات وهذا أحسن من أن الجمع محمول على آيتين لأن هذا مجاز عند الأكثرين فيحتاج إلى دليل على صرفه عن الحقيقة إلى المجاز (حم م 4) عن أبي هريرة

(قال الله تعالي يا عبادي) قال المناوي جمع عبد وهو شامل للإماء أي النساء بقرينة التكليف (إني حرمت) أي منعت (الظلم على نفسي) قال المناوي أي تقدست وتعاليت عنه لأنه مجاوزة الحد أو التصرف في ملك الغير وكلاهما مستحيل في حقه تعالى انتهي والظلم لغة وضع الشيء في غير موضعه قال العلقمي قال الطوفي قلت هذا قول الجمهرو وقد ذهب قوم إلى ان عز وجل قادر على الظلم لكنه لا يفعله عدلاً منه وتنزها عنه واحتجوا بقوله وما أنا بظلام للعبيد وهو تمدح بنفي الظلم والحكيم لا يتمدح إلا بما يقدر عليه

ص: 400

ويصح منه ولو قال الأعمى إني لا أنظر إلى المحرمات على جهة التمدح لضحك منه الناس وقالوا لشيء لا يقدر عليه كيف يتمدح بتركه (وجعلته محرماً عليكم) أي حكمت بتحريمه عليكم فإذا علمت ذلك (فلا تظالموا) قال المناوي بشدة الظاء وتخفيفه أصله تتظالموا أي لا يظلم بعضكم بعضاً (يا عبادي كلكم ضال) قال العلقمي قال النووي قال المارزي ظاهر هذا أنهم خلقوا على الضلالة إلا من هداه الله وفي الحديث المشهور كل مولود يولد على فطرة الإسلام قال فقد يكون المراد بالأول وصفهم بما كانوا عليه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم أو لو أنهم تركوا مع ما في طباعهم من إيثار الشهوات والراحة وإهمال النظر لضلوا وهذا الثاني أظهر اهـ وقال المناوي كلكم ضال أي غافل عن الشرائع قبل إرسال الرسل (إلا من هديته) وفقته للإيمان أي للخروج عن مقتضى طبعه (فاستهدوني) سلوني (اهدكم) انصب لكم أدلة واضحة على ذلك (يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته) قال العلقمي وذلك لأن الناس عبيد لا يملكون شيئاً وخزائن الرزق بيد الله عز وجل فمن لا يطعمه بفضله بقي جائعاً بعد له إذ ليس عليه إطعام أحد فإن قلت كيف هذا مع قوله تعالى وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها قلت هذا التزام منه تفضلاً لا أن للدابة حقاً بالأصالة فإن قيل كيف ينسب الإطعام إلى الله عز وجل ونحن نشاهد الأرزاق مرتبة على هذه الأسباب الظاهرة من الحرف والصناعات وأنواع الاكتساب قلت هو المقدر لتلك الأسباب الظاهرة بقدرته وحكمته الباطنة فالجاهل محجوب بالظاهر عن الباطن والعارف محجوب بالباطن عن الظاهر وفي نص الحكمة ابن آدم أنت أسوء بربك ظناً حيث كنت أكمل عقلاً لأنك تركت الحرص جنيناً محمولاً ورضيعاً مكفولاً ثم أودعت عاقلاً قد أصبت رشدك وبلغت أشدك (فاستطعموني) اطلبوا مني الطعام (أطعمكم) أيسر لكم أسباب تحصيله (يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم) قال العلقمي واعلم أن العالم جماده وحيوانه مطيع لله عز وجل طاعة العبد لسيده فكما أن السيد يقول لعبده اعط فلاناً كذا واهد لفلان كذا وتصدق على هذا الفقير بكذا كذلك الله عز وجل يسخر السحاب فيسقي أرض فلان أو البلد الفلاني ويحرك قلب فلان لإعطاء فلان ويحوج فلاناً إلى فلان بوجه من الوجوه لينال منه نفعاً ونحو ذلك وتصرفات الباري عز وجل في العالم عجيبة لمن تدبرها أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (يا عبادي إنكم تخطئون) بضم أوله وكسر ثالثه أي تفعلون الخطيئة عمداً (بالليل والنهار) قال العلقمي هذا من باب مقابلة الجمع بالجمع أي تصدر منكم الخطيئة ليلاً ونهاراً من بعضكم ليلاً ومن بعضكم نهاراً إذ ليس كل العباد يخطئ بالليل والنهار مع أنه غير ممتنع فيجوز أن يكون مراداً (وأنا أغفر الذنوب جميعاً) قال العلقمي هو كقوله تعالى أن الله يغفر الذنوب جميعاً وهو عام مخصوص بالشرك وما شاء الله أن لا يغفره (فاستغفروني أي اطلبوا مني المغفرة (أغفر لكم)

ص: 401

وجاء في الحديث لو أنكم لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم وجاء بقوم غيركم فيذنبون فيستغفرون فيغفر لهم وأصل الغفر الستر وغفرت المتاع سترته والمغفر وقاية تستر الرأس في الحرب وغفر الذنب ستره ومحو أثره وأمن عاقبته (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني) بالنصب جواباً للنفي (ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) بالنصب كذلك إذ لا يتعلق بي ضرر ولا نفع فتضروني أو تنفعوني لأني الغني المطلق وأنت العبد الققير المطلق (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً) قال العلقمي معناه أن تقوى العالم بأجمعه لا يزيد في ملك الله تعالى شيئاً وكذلك فجورهم لا ينقص من ملكه شيئاً لأن ملك الله تعالى مرتبط بقدرته وإرادته وهما ذاتيتان لا انقطاع لهما فكذلك ما ارتبط بهما وإنما عائد التقوى والفجور على أهلهما نفعاً أو ضراً (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد) أي في أرض واحدة ومقام واحد (فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي) لأن أمره تعالى بين الكاف والنون إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فإن قيل هل يعقل ملك يعطى منه هذا العطاء العظيم ولا ينقص قلنا كالنار والعلم يقتبس منهما ما شاء الله ولا ينقصان بل يزيد العلم بالبذل (إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر) المخيط بكسر الميم وفتح الياء هو الإبرة قال النووي قال العلماء هذا تقريب إلى الأفهام ومعناه لا ينقص شيئاً لأن ما عند الله تعالى لا يدخله نقص وإنما يدخل النقص المحدود الفاني وعطاء الله تعالى من رحمته وكرمه وهما صفتان قديمتان لا يتطرق إليهما نقص فضرب المثل بالمخيط في البحر لأنه غاية ما يضرب به المثل في القلة والمقصود التقريب إلى الأفهام بما شاهدوه فإن البحر من أعظم المرئيات عياناً وأكبرها والإبرة من أصغر الموجودات مع أنها صقيلة لا يتعلق بها ماء (يا عبادي إنما هي أعمالكم) أي جزاء أعمالكم (أحصيها) أي اضبطها واحفظها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة قال العلقمي فإن قيل ما الحاجة إلى الحفظة مع علمه قيل ليكونوا شهوداً بين الخالق وخلقه ولهذا يقال لبعض الناس يوم القيامة كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً وبالكرام الكاتبين شهوداً وقيل فيه غير ذلك (ثم أوفيكم إياها) أي أعطيكم جزاءها وافياً تاماً والتوفية اعطاء الحق على التمام (فمن وجد خيراً فليحمد الله) قال العلقمي أي أن الطاعات التي يترتب عليها الثواب والخير بتوفيق الله عز وجل فيجب حمده على التوفيق (ومن وجد غير ذلك) أي شراً (فلا يلومن إلا نفسه) لأن المعاصي التي يترتب عليها العقاب والشر وإن كانت بقدر الله وخذلانه العبد فهي كسب للعبد فليسلم نفسه لتفريطه بالكسب القبيح (م) عن أبي ذر

(قال الله تعالى إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني وصبر على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك) بفتح الجيم

ص: 402

والظاهر أن المراد عافيته من ذلك البلاء (كيوم) بفتح الميم أفصح من الجر (ولدته أمه) سالماً من الخطايا (ويقول الرب عز وجل للحفظة أني أنا قيدت عبدي هذا وابتليته فأجروا له) بفتح الهمزة (ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر وهو صحيح) قال الغزالي لأن الصبر على ذلك شديد على النفس فلما قاسى مرارة الصبر عليه جوزى بهذا الجزاء العظيم (حم ع طب حل) عن شداد بن أوس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(قال الله تعالى يا ابن آدمإنك ما ذكرتني) أي مدة ذكرك إياي أو ما شرطية والجواب (شكرتني) ويرشد إلى الثاني قوله (وإذا ما) بزيادة ما وفي نسخة إسقاطها (نسيتني كفرتني) أي كفرت إنعامي عليك (طس) عن أبي هريرة وإسناده واه

(قال الله عز وجل أنفق) بفتح الهمزة وسكون القاف بصيغة الأمر بالإنفاق أي على عيالك والفقراء والمساكين إن وجدت سعة (أنفق عليك) بضم الهمزة وسكون القاف على الجواب بصيغة المضارع ومنه قوله تعالى وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه (حم ق) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم) قال القرطبي معناه يخاطبني من القول بما يتأذى به من يجوز في حقه التأذي والله منزه عن أن يصل إليه الأذى وإنما هذا من التوسع في الكلام والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله تعالى (يسب الدهر) قال المناوي وهو اسم لمدة العال ممن مبدأ تكوينه إلى انقراضه (وأنا الدهر) بالرفع بمعنى الداهر أي المدبر المصرف لما يحدث او هو على حذف المضاف أي صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر وكان عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر فقالوا بؤساً للدهر وتباً للدهر فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها وقال أحمد من نسب شيئاً من الأفعال إلى الدهر حقيقة كفر ومن جرى هذا اللفظ على لسانه غير معتقد لذلك فليس بكافر لكن يكره له ذلك لتشبهه بأهل الكفر في الإطلاق وقال بعضهم يجوز في الدهر النصب على انه ظرف أي فإن الله باق مقيم أبداً لا يزول (بيدي الأمر اقلب الليل والنهار) أي أنا فاعل ما يضاف إلى الدهر من الحوادث (حم ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه

(قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم) قال النووي أي يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم (يقول) إذا أصابه مكروه (يا خيبة الدهر) بفتح الخاء المعجمة وإسكان التحتانية بعدها موحدة الحرمان وهو دعاء على الدهر بالخيبة (فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر) فيه ما تقدم (اقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتها) وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فنهاهم عن ذلك أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها (م) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى سبقت رحمتي غضبي) ي غلبت آثار رحمتي على

ص: 403

آثار غضبي والمراد من الغضب لازمه وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب (م) عن أبي هريرة

(قال الله تعلى ومن أظلم ممن ذهب) أي قصد (يخلق خلقاً كخلقي) من بعض الوجوه (فليخلقوا حبة) بفتح الحاء والمراد حبة القمح بقرينة ذكر الشعير (أو ليخلقوا ذرة) بفتح المعجمة وشدة الراء نملة صغيرة (أو ليخلقوا شعيرة) والغرض تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان وهو أشد وأخرى بتكليفهم خلق جماد وهو أهون ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك (حم ق) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى لا يأتي ابن آدم النذر بشيء) ابن آدم بالنصب مفعول مقدم والنذر بالرفع هو الفاعل (لم أكن قد قدرته) يعني النذر لا يأتي بشيء غير مقدر (ولكن يلقيه) بالقاف (النذر إلى القدر) بالتحريك (وقد قدرته) أي النذر له فالنذر لا يضيع شيئاً وإنما يلقيه إلى القدر فإن كان قدر وقع وإلا فلا قال العلقمي قال الكرماني فإن قيل القدر هو الذي يلقيه إلى النذر قلنا تقدير النذر غير تقدير الإلقاء فالأول يلجئه إلى النذر والنذر يلجئه إلى الإعطاء (استخرج به من البخيل) معناه أنه لا يأتي بهذه القربة تطوّعاً مبتدئاً بل في مقابلة نحو شفاء مريض مما علق النذر عليه (فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني عليه من قبل) يعني أن العبد يؤتي الله على تحصل مطلوبه بالنذر ما لم يكن أتاه من قبل ففيه إشارة إلى ذم ذلك قال شيخ الإسلام زكريا وعن النص أنه مكروه وجزم به النووي في مجموعه لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال أنه لا يرد شيئاً وإنما استخرج به من البخيل وقال القاضي والمتولي والغزالي أنه قربة وهو قضية قول الرافعي النذر تقرب فلا يصح من الكافر وقول النووي النذر مداً في الصلاة لا يبطلها في الأصح لأنه مناجاة لله تعالى كالدعاء وأجيب عن النهي بحمله على من ظن انه لا يقوم بما التزمه أو أن للنذر تأثيراً كما يلوح به الخبر وقال ابن الرفعة الظاهر أنه قربة في نذر التبرر دون غيره (حم خ ن) عن أبي هريرة بإسناد حسن

(قال الله تعالى إذا تقرب إليّ العبد) أي طلب قربه مني بالطاعة (شبراً تقريب إليه ذراعاً وإذا تقرب إليّ ذراعاً تقربت منه باعاً) وهو قدر مد اليدين (وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة) قال الكرماني المعنى من تقرب إليّ بطاعة قليلة جازيته بثواب كثير وكلما زادني في الطاعة أزيده في الثواب وإن كانت كيفية إتيانه بالطاعة بطريق التأني تكون كيفية إتياني بالثواب بطريق الإسراع وقال صاحب النهاية المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح والمراد بقرب الله تعالى من العبد قرب نعمه وإلطافه وبره وإحسانه وترادف مننه لديه وفيض مواهبه عليه (خ) عن أنس ابن مالك وعن أبي هريرة (طب) عن سلمان الفارسي

(قال الله تعالى لا ينبغي لعبد لي) قال المناوي من الأنبياء اهـ فغيرهم بطريق الأولى (أن يقول أنا خير) وفي رواية أنا أفضل (من يونس بن متي) بفتح الميم وشد المثناة الفوقية مقصوراً أي من حيث النبوة فإن الأنبياء فيها سواء وإنما التفاوت في الدرجات قال العلماء وما جرى

ص: 404

عليه السلام لم يخطه من النبوة مثقال ذرة وخص يونس بالذكر لما جرى له مما هو مذكور في قصته عليه السلام (م) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء) بإضافة أغنى وجر الشركاء (عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) قال النووي هكذا وقع في بعض الأصول وشركه وفي بعضها وشريكه وفي بعضها وشركته ومعناه أنا غني عن المشاركة وغيرها فمن عمل شيئاً لي ولغيري لم أقبله بل أتركه لذلك الغير والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم اهـ وقال المناوي المراد بالشرك هنا العمل (م هـ) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى أنا الرحمن أنا خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي) قال الخطابي في هذا بيان صحة القول بالاشتقاق في الأسماء اللغوية ورد على الذين أنكروا ذلك وزعموا أن الأسماء كلها موضوعة وفيه دليل على أن اسم الرحمن عربي مأخوذ من الرحمة ورد على من زعم أنه عبراني (فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته ومن بتها بتته) أي قطعته لأن البت القطع فعطفه على ما قبله للتأكيد (حم خد د ت ك) عن عبد الرحمن بن عوف (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح

(قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) قال في النهاية ضرب الإزار والرداء مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أي ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما وشبههما بالإزار والرداء لأن المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان ولأنه لا يشاركه في إزار وردائه أحد كذلك الله تعالى لا ينبغي أن يشركه فيهما أحد اهـ وقال المناوي أي هما صفتان مختصتان بي فلا يلقيان إلا بي (فمن نازعني واحداً منهما قذفته) أي رميته (في النار) لتشوّفه إلى ما لا يليق إلا بالواحد القهار (حم د هـ) عن أبي هريرة (هـ) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(قال الله تعالى الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قصمته) أي أذللته وأهنته أو قربت هلاكه (ك) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعز إزاري فمن نازعني في شيء منهما غدبته) أي عاقبته (سمويه عن أبي سعيد) الخدري (وأبي هريرة)

(قال الله تعالى أحب عبادي) الصوام (إلى أعجلهم فطراً) أي أسرعهم مبادرة إلى الفطر بعد تحقق غروب الشمس (حم ت حب) عن أبي هريرة وهو حديث حسن

(قال الله تعالى المتحابون في لجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) الغبطة هي تمثل مثل ما للمغوط من غير زوال النعمة عنه والمراد أنهم يتمنون أن يكون لهم مثلهم لأنهم لا يسألون والأنبياء لابد من سؤالهم عن التبليغ (ت) عن معاذ رضي الله عنه

(قال الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في) لأن قلوبهم لهت عن كل شيء سواه (حم طب ك هب) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه بإسناد صحيح

(قال الله تعالى أحب ما تعبدني به عبدي) بفتح المثناة الفوقية (إلى) بشدة الياء (النصح لي) قال المناوي والنصح له وصفه بما هو أهله (حم) عن أبي أمامة

ص: 405

(قال الله تعالى أيما عبد من عبادي يخرج يجاهد في سبيلي ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه) إلى وطنه إن رجعته إليه (بما) أي بالذي (أصاب من أجر أو غنيمة وإن قبضته) أي توفيته (أن أغفر له وارحمه وادخله الجنة) لجوده بنفسه في رضى خالقه (حم ن) عن ابن عباس بإسناد صحيح

(قال الله تعالى يا محمد افترضت على أمتك خمس صلوات) في اليوم والليلة (وعهدت عندي عهداً أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة) أي مع السابقين الأولين (ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي) فإن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه (هـ) عن أبي قتادة بإسناد حسن

(قال الله تعالى إذا بلغ عبدي) يعني المؤمن (أربعين سنة عافيته من البلايا الثلاث من الجنون والجذام والبرص وإذا بلغ خمسين سنة حاسبته حساباً يسيراً وإذا بلغ ستين سنة حببت إليه الإنابة) أي الرجوع إليه بالتوبة (وإذا بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة وإذا بلغ ثمانين سنة كتبت حسناته وألقيت سيئاته) قال الشيخ بالبناء للمفعول فيهما (إذا بلغ تسعين سنة قالت الملائكة أسير الله في أرضه فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويشفع في أهله) قال الشيخ ببناء غفر ويشفع للمفعول قال المناوي تمامه وإذا بلغ أرذل العمر كيلا يعلم من بعد علم شيئاً كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير وأن عمل سيئة لم تكتب (الحكيم) في نوادره (عن عثمان) بن عفان وفيه مجهول وضعيف

(قال الله تعالى إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة) أي شدة وبلاء (في بدنه أو في ولده أو في ماله فاستقبلها بصبر جميل استحييت يوم القيامة أن انصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً) أي اترك النصب والنشر ترك من يستحي أن يفعلهما (الحكيم عن أنس) وإسناده ضعيف

(قال الله تعالى حقت) قال الشيخ بالبناء للمفعول فيه وفيما بعده وقال بعضهم بالبناء للفاعل (محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتواصلين في وحقت محبتي للمتناصحين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في المتحابون في) يكونون يوم القيامة (على منابر) جمع منبر (من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء) قال المناوي وليس المراد أن الأنبياء ومن معهم يغبطون المتحابين حقيقة بل القصد بيان فضلهم وعلو قدرهم عند ربهم على آكد وجه وأبلغه (حم طب ك) عن عبادة بن الصامت بإسناد صحيح (رضي الله تعالى عنه)

(قال الله تعالى إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه) أي بفقدهما قال العلقمي بالتثنية وقد فسرهما في الحديث بقوله (يريد عينيه) ولمي صرح بالذي فسرهما والمراد بالحبيبتين المحبوبتان لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به أو شر فيجتنبه وقال المناوي فسرهما الراوي أو المصنف (ثم صبر) زاد الترمذي واحتسب قال العلقمي والمراد أنه يصبر مستحضراً ما وعد الله به الصابرين من الثواب (عوضته منهما الجنة) أي دخولها مع السابقين وهذا أعظم

ص: 406

العوض (حم خ) عن أنس

(قال الله تعالى إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له بهما ثواباً دون الجنة إذا حمدني عليهما) أي على فقدهما وإذا كان له عمل صالح آخر يزاد له في الدرجات (طب حل) عن عرباض بن سارية وإسناده ضعيف

(قال الله تعالى أني أنا الله لا إله) أي لا معبود بحق (إلا أنا فمن أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني آمن من عذابي) الشديد وهو الخلود في نار جهنم أو المراد من أقر لي بالتوحيد وامتثل أمري (الشيرازي عن علي) كرم الله وجهه وإسناده ضعيف

(قال الله تعالى يا ابن آدم مهما عبدتني) قال المناوي كذا بخط المصنف وفي نسخ دعوتني بمغفرة ذنوبك كما يدل عليه السياق الآتي (ورجوتني) بأن ظننت تفضلي عليك (ولم تشرك بي شيئاً غفرت لك ذنوبك على ما كان منك) قال المناوي من المعاصي وإن تكررت وتكثرت اهـ ويحتمل على ما كان منك من العبادة والدعاء والرجاء وعدم الإشراك والتوبة النصوح (وإن استقبلتني بملء السماء والأرض خطايا وذنوباً استقبلتك بملئهن من المغفرة واغفر لك ولا أبالي بكثرتها (طب) عن أبي الدرداء وإسناده حسن

(قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) قال العلقمي قال البيضاوي يصح أجراء الظن على ظاهره أي فإني أعامله على حسب ظنه وافعل به ما يتوقعه مني اهـ قال العلقمي والمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف وحسن الظن بالله تعالى ويجوز أن يفسر بالعلم والمعنى أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إلي وحسابه علي وإن ما قضيت له من خير أو شر فلا مرد له ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت أي إذا تمكن العبد في مقام التوحيد ورسخ في الإيمان والوثوق بالله تعالى قرب منه ورفع دونه الحجاب بحيث إذا دعاه أجاب وإذا سأله استجاب (طب ك) عن واثلة ابن الأسقع رضي الله عنه وإسناده صحيح

(قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي أن ظن بي خيراً فله) مقتضى ظنه (وإن ظن بي شراً) أي أني أفعل به شراً (فله) ما ظن (حم) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى يا ابن آدم قم إلى امش إليك وامش إلى اهرول إليك) أي إذا تقربت إلي بالخدمة تقربت منك بالرحمة (حم) عن رجل من الصحابة وإسناده حسن

(قال الله تعالى لعيسى) بن مريم (يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا) الله (وشكروا) له (وإن أصابهم ما يكرهون صبروا واحتسبوا ولا حلم) باللام (ولا علم قال يا رب كيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم قال اعطيهم من حلمي وعلمي) قال المناوي قال الطيبي قوله لا حلم ولا علم تأكيد لمفهوم صبروا واحتسبوا لأن معنى الاحتساب أن يبعثه على العمل الإخلاص وابتغاء مرضات الرب لا الحلم ولا العلم (حم طب ك عب) عن أبي الدرداء وإسناده صحيح

(قال الله تعالى يا ابن آدم اثنتان لم يكن لك واحدة منهما) إحداهما (إني جعلت لك نصيباً من مالك حين أخذت بكظمك) بفتح الكاف والظاء أي جعلت لك أن توصي بالثلث عند خروج نفسك وانقطاع

ص: 407

نفسك قال المناوي والكظم بالتحريك مخرج النفس من الحلق (لأطهرك) به من أدناسك (وأزكيك) والثانية (صلاة عبادي عليك بعد انقطاع أجلك) قال العلقمي قال الدميري قال ابن الفاكهاني من خصائص هذه الأمة الصلاة على الميت والإيصاء بالثلث (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب

(قال الله تعالى من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب) أي واستغفرني (غفرت له) وظاهر شرح المناوي أن يغفر له وإن لم يستغفر فإنه قال فالاعتراف بالذنب سبب الغفران وأما العلقمي فقال سيأتي الكلام على معناه في حديث وفيه استغفار (ولا أبالي) قال العلقمي أي بذنوبك لأنه سبحانه وتعالى لا حجر عليه فيما يفعل ولا معقب لحكمه ولا مانع لعطائه وكأنه من البال فإذا قال القائل لا أبالي كأنه قال لا يشتغل بالي بهذا الأمر أو شبه ذلك (ما لم يشرك بي شيئاً) لأن الشرك لا يغفر إلا بالإيمان (طب ك) عن ابن عباس رضي الله عنهما

(قال الله تعالى ابن آدم اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة اكفك ما بينهما) أشار به إلى أن الأعمال بالخواتيم فإذا كان الابتداء والختام بخير شمل الخير الكل (حل) عن أبي هريرة

(قال الله تعالى أن المؤمن مني بعرض كل خير أني أنزاع نفسه من بين جنبيه وهو يحمدني) قال المناوي قال بعض الصحابة مررت بسالم مولى أبي حذيفة في القتلى وبه رمق فقلت أسقيك قال جرني قليلاً إلى العدو واجعل الماء في الترس فإني صائم فإن عشت إلى الليل شربته (الحكيم) في نوادره (عن ابن عباس وعن أبي هريرة معاً) رضي الله عنهم

(قال الله تعالى أنا أكرم وأعظم عفواً من أن أستر على عبد مسلم في الدنيا ثم أفضحه) بفتح الهمزة والضاد في الآخرة (بعد إذ سترته ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني) أي مدة دوام استغفاره أي طلب المغفرة مني وإن تاب ثم أذنب ثم تاب وهكذا إلى ما لا يحصى (الحكيم) في نوادره (عن الحسن) البصري مرسلاً (عق) عنه أي الحسن (عن أنس) وإسناده ضعيف

(قال الله تعالى حقت محبتي على المتحابين في أظلهم في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظلي) لأنهم لما تحابوا في الله تواصلوا وتألفوا بمحبته فالحب في الله من أرفع الطاعات (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن عبادة بن الصامت)

(قال الله تعالى لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملأ) بفتح الميم واللام مهموز أي جماعة (من ملائكتي ولا يذكرني في ملأ) قال المناوي أي جماعة من خواص خلقي المقبلين على ذكري (إلا ذكرته في الرفيق الأعلى) يحتمل أن المراد به جماعة من خواص الملائكة (طب) عن معاذ بن أنس بن مالك

(قال الله تعالى عبدي) بحذف حرف النداء (إذا ذكرتني خالياً) عن الخلائق (ذكرتك خالياً) أي بالثواب والرحمة سراً (وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكبر) وفي رواية خير من الملأ الذي ذكرتني فيهم (هب) عن ابن عباس ورواه عنه البزار بإسناد حسن

(قال الله تعالى إذا ابتليت عبدي المؤمن) أي اختبرته وامتحنته (فلم يشكني) أي لم يخبر بما عنده من الألم (إلى عوّاده)

ص: 408

أي زواره في مضه كل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد لكنه اشتهر في عيادة المريض (أطلقته من أسارى) من ذلك المرض (ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه) الذي أذهبه الألم (ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل) أي يكفر المرض عمله السيء ويخرج منه كيوم ولدته أمه ثم يستأنف وفيه أن الشكوى تحبط الثواب ومحله إذا كان على وجه الضجر والسخط (ك هق) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح

(قال الله تعالى عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي) فخواص البشر أفضل من خواص الملائكة وعوام البشر أفضل من عوام الملائكة (طس) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(قال الله تعالى وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني) بفتح الهمزة وكسر الميم غير ممدود (في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي) أي يوم القيامة (وإن هو خافني في الدنيا) أي مع حضور الرجاء (أمنته) بشدة الميم (يوم أجمع عبادي) فيه ترجيح الخوف على الرجاء قال المناوي فمن كان خوفه في الدنيا أشد كان أمنه يوم القيامة أكثر وبالعكس (حل) عن شداد بن أوس بإسناد ضعيف

(قال الله تعالى يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك) أي سراً إخلاصاً وتجنباً للرياء (ذكرتك في نفسي) أي أسر بثوابك على منوال عملك (وإن ذكرتني في ملأ) أي جماعة افتخاراً بي وإجلالاً لي بين خلقي (ذكرتك في ملأ خير منهم) أي من الملائكة المقربين وأرواح المرسلين مباهاة بك وإعظاماً لقدرك (وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً وإن أتيتني تمشي أتيت إليك أهرول) يعني من دنا إلي وتقرب مني بالاجتهاد والإخلاص في طاعتي قربته بالهداية والتوفيق وإن زاد زدت (حم) عن أنس ورجاله رجال الصحيح

(قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني) أي مدة دعائك إياي (ورجوتني) أي أمّلت مني الخير (غفرت لك) ذنوبك (على ما كان منك) قال المناوي من الجرائم لأن الدعاء مخ العبادة وهو سؤال النفع والصلاح والرجاء يتضمن حسن الظن بالله تعالى فإن الله عز وجل يقول أنا عند ظن عبدي بي وعند ذلك تتوجه رحمه الله إلى العبد إذا توجهت لا يتعاظمها شيء لأنها وسعت كل شيء (ولا أبالي) بكثرة ذنوبك (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان) بفتح المهملة قيل هو السحاب وقيل ما عن لك منها أي ظهر إذا رفعت رأسك (السماء) أي ملأت الأرض والفضاء حتى ارتفعت إلى السماء (ثم استغفرتني) أي طلبت مني المغفرة (غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض) بضم القاف وكسرها لغتان والضم أشهر ومعناهما يقارب ملئها وقيل ملؤها وهو أشبه لأن الكلام في سياق المبالغة وهو مصدر قارب يقارب (خطايا ثم لقيتني) أي مت حال كونك (لا تشرك بي شيئاً) أي معتقداً توحيدي مصدقاً برسولي محمد صلى الله عليه وسلم ومما جاء به وهو الإيمان (لأتيتك بقرابها مغفرة) قال المناوي ما دمت تائباً عنها ومستقيلاً وعبر به للمشاكلة وإلا فمغفرة الله أبلغ وأوسع ولا يجوز الاغترار به

ص: 409

وإكثار المعاصي اهـ فالمراد الحث على التوبة وأن الله تعالى يقبل توبة التائب وإن كثرت ذنوبه (ت) والضياء عن أنس بن مالك

(قال الله تعالى عبدي) بحذف حرف النداء (أنا عند ظنك بي وأنا معك) بالتوفيق أو أنا معك بعلمي (إذا ذكرتني) قال المناوي أي إذا دعوتني فاسمع ما تقول فأجيبك قال الحكيم هذا وما أشبهه من الأحاديث في ذكر عن يقظة لا عن غفلة لأن ذلك هو حقيقة الذكر فيكون بحيث لا يبقى عليه مع ذكره في ذلك الوقت ذكر نفسه ولا ذكر مخلوق فذلك الذكر هو الصافي لأنه قلب واحد فإذا شغل بشيء ذهل عما سواه وهذا موجود في المخلوقات لو أن رجلاً دخل على ملك في الدنيا لأخذه من هيبته ما لا يذكر في ذلك الوقت غيره فكيف بملك الملوك (ك) عن أنس بن مالك رضي الله عنه

(قال الله تعالى للنفس اخرجي) من الجسد (قالت لا أخرج إلا كارهة) ليس المراد نفساً معينة بل الجنس مطلقاً (خد) عن أبي هريرة بإسناد صحيح

(قال الله تعالى يا ابن آدم ثلاثة واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئاً وأما التي لك فما عملت من عمل) هو شامل للخير والشر (جزيتك به فإن اغفر) ما عملت من السيئات (فأنا الغفور الرحيم وأما التي بيني وبين فعليك الدعاء والمسألة وعلي الاستجابة والعطاء) تفضلاً وتكرماً لا وجوباً والتزاماً (طس) عن سلمان الفارسي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(قال الله تعالى من لا يدعوني) بإثبات حرف العلة (اغضب عليه) فينبغي للإنسان أن لا يغفل عن الطلب من ربه (العسكري في) كتاب (المواعظ عن أبي هريرة) بإسناد حسن

(قال ربكم أنا أهل أن أتقي) بالبناء للمفعول أي أخاف واحذر (فلا يجعل معي إله فمن اتقى أن يجعل معي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له) قال العلقمي سببه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فقال قال ربكم فذكره وفي رواية عند ابن مردويه عن ابن عباس سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة قال يقول الله أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي شريك فإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك فأنا أهل أن أغفر ما سوى ذلك اهـ وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى هو أهل التقوى حقيق بأن يتقي عقابه وأهل المغفرة حقيق بأن يغفر لعباده سيما المتقين منهم (حم ت ن هـ ك) عن أنس قال ت حسن غريب

(قال ربكم لو أن عبادي أطاعوني) بفعل المأمور وتجنب المنهي (لأسقيتهم المطر بالليل ولاطلعت عليهم الشمس بالنهار) فتنتفي عنهم المشقة الحاصلة لهم بوجود المطر وعدم الشمس بالنهار (ولما أسمعتهم صوت الرعد (حم ك) عن أبي هريرة

(قال لي جبريل لو رأيتني) يا محمد حين قال فرعن لما أدركه الغرق آمنت (وأنا آخذ من حمأ البحر) أي طينه الأسود المنتن (فأدسه في في فرعون) عندما أدركه الغرق (مخافة أن تدركه الرحمة) أي رحمة الله التي وسعت كل شيء وجواب لو محذوف أي لرأيت

ص: 410

أمراً عظيماً أو لتعجبت أو نحو ذلك (حم ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح

(قال لي جبريل بشر خديجة) أم المؤمنين (ببيت في الجنة من قصب) اللؤلؤ (لا صخب) بفتح المهملة والمعجمة والموحدة أي لا صياح (فيه ولا نصب) بالتحريك أي لا تعب (طب) عن عبد الله (بن أبي أوفى) قال المناوي بالتحريك وإسناده صحيح

(قال لي جبريل قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد وقلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد في بني أب أفضل من بني هاشم) قال المناوي إنما طاف لينظر للأخلاق الفاضلة لا للأعمال لأنهم كانوا أهل جاهلية (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (وابن عساكر) في التاريخ (عن عائشة)

(قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن) أي وإن زنى وإن سرق ومات مصراً على ذلك (خ) عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

(قال لي جبريل ليبك الإسلام) أي أهله (على موت عمر) بن الخطاب (طب) عن أبي بن كعب بإسناد فيه كذاب

(قال لي جبريل يا محمد عش ما شئت فإنك ميت) يحتمل أنه أمره بذلك وما بعده لينبه أمته ويأمرهم بالإكثار من ذكر الموت ومحبة الصالحين والعمل الصالح (وأحبب من شئت فإنك مفارقه) قال المناوي تأمل من تصاحب من الإخوان عالماً بأنه لابد من مفارقته فلا تسكن إليه بقلبك (واعمل ما شئت فإنك ملاقيه) الطيالسي (هب) عن جابر بإسناد ضعيف

(قال لي جبريل قد حببت إليك الصلاة) بالبناء للمفعول أي فعلها (فخذ) أي افعل (منها ما شئت) فإن فيها قرة عينك وجلاء فهمك وتفريج كربك وتفريج قلبك (حم) عن ابن عباس بإسناد حسن

(قال لي جبريل راجع حفصة) بنت عمر بن الخطاب وكان طلقها (فإنها صوامة قوامة) كثيرة الصيام والقيام (وإنها زوجتك في الجنة) وكذا جميع زوجاته (ك) عن أنس بن مالك (وعن قيس ابن زيد) الجهني وإسناده حسن

(قال موسى بن عمران لربه يا رب من أعز عبادك عندك قال من إذا قدر غفر) أي عفا وسامح (هب) عن أبي هريرة رضي الله عنه

(قال موسى) بن عمران (يا رب كيف شكرك آدم قال علم أن ذلك) كان (مني فكان ذلك شكره) قال المناوي أي كان بمجرد هذه المعرفة شاكراً فأذن لا تشكر إلا بأن تعترف أن الكل منه واليه (الحكيم) في نوادره (عن الحسن) البصري رحمه الله تعالى (مرسلاً)

(قال موسى لربه عز وجل ما جزاء من عزى الثكلى) بالمثلثة والثكل فقد الولد أي من مات ولدها والتعزية الحمل على الصبر بوعد الأجر (قال أظله في ظلي) أي ظل عرشي (يوم لا ظل إلا ظلي) وإذا كان هذا جزاء المعزي فجزاء المصاب أعظم والمراد من عزاها من النساء والمحارم وغيرهم (ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي بكر) الصديق (وعمران) بن حصين

(قال داود) نبي الله (يا زارع السيئات أنت تحصد شوكها وحسكها) قال في النهاية الحسك جع حسكة وهي شوكة صلبة معروفة فيه التنفير

ص: 411

عن فعل السيئات (ابن عساكر عن أبي الدرداء)

(قال داود إدخالك يدك في فم التنين) بكسر المثناة الفوقية وشدة النون المكسورة وسكون المثناة التحتية ضرب من الحيات كالنخلة السحوق إلى أن تبلغ المرفق (فيقضمها) بضاد معجمة من باب سمع يسمع أي يعضها وأصل القضم الكسر بأطراف الأسنان (خير كل من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان) أي من كان معدماً فصار غنياً وليس هو من بيت شرف قال العلقمي روى السلفي في بعض تخاريجه عن سفيان الثوري قال أوحى الله إلى موسى عليه السلام يا موسى لأن تدخل يدك إلى المنكبين في فم التنين خير من أن ترفعهما إلى ذي نعمة قد عالج الفقر ونظم معنى ذلك شاعر العصر الفارضي رحمه الله تعالى فقال:

إدخالك اليد فالتنين تولها

• لمرفق منك مستعل فيقضمها

خير من المرء يرجى في الغنى وله

• خصاصة سبقت قد كان يسأمها

(وقال غيره)

لا تحسبن الموت موت البلا

• وإنما الموت سؤال الرجال

كلاهما موت ولكن ذا

• أشد من ذاك لذل السؤال

(ومما ينسب للإمام الشافعي رضي الله عنه

أعز الناس نفساً من تراه

• يعز النفس عن ذل السؤال

ويقنع باليسير ولا يبالي

• بفضل فات من جاه ومال

فكم دقت ورقت واسترقت

• فضول العيش أعناق الرجال

(وقال غيره)

سل الفضل أهل الفضل قدماً ولا تسل

• غلاماً ربى في الفقر ثم تمولا

فلو ملك الدنيا جميعاً بأسرها

• تذكره الأيام ما كان أولا

(ابن عساكر عن أبي هريرة)

(قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة) كناية عن الجماع واللام جواب لقسم محذوف أي والله لأطوفن (على مائة امرأة) قال العلقمي وفي رواية سبعين وفي أخرى تسعين قال في الفتح ومحصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون ومائة وجمع بينها بأن الستين حرائر وما زاد عليهن كن سراري وقد حكى وهب بن منبه في المبتدأ أنه كان لسليمان ألف امرأة ثلثمائة مهرية وسبعمائة سرية (كلهن تأتي بفارس) أي كل واحدة تلد ولداً ويصير فارساً (يجاهد في سبيل الله) قاله على سبيل التمني للخير وإنما جزم به لأنه غلب عليه الرجاء لكونه قصد به الخير وأمر الآخرة لا لغرض الدنيا (قال له صاحبه) أي وزيره أو الملك الذي يأتيه بالوحي (قل إن شاء الله) ذلك (فلم يقل إن شاء الله) بلسانه لنسيان عرض له لا إباء عن التفويض إلى الله تعالى بل كان ذلك ثابتاً في قلبه فصرف عن الاستثناء بلسانه ليتم القدر السابق (فطاف عليهن) أي جامعهن (فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان) قال العلقمي

ص: 412

حكى النقاش في تفسيره أن الشق المذكور هو الجسد الذي ألقى على كرسيه وفي قول غير واحد من المفسرين أن المراد بالجسد المذكور شيطان وهو المعتمد والنقاش صاحب مناكير (والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث) قال المناوي أي لم يفت مطلوبه (وكان دركاً) بفتح الدال والراء اسم من الإدراك وهو كقوله تعالى لا تخاف دركاً أي لحاقاً أي كان لاحقاً (لحاجته) أي محصلاً لما طلب ولا يلزم من أخباره صلى الله عليه وسلم في حق سليمان في هذه القصة أن يقع ذلك لكل من استثنى في أمنيته (حم ق ن) عن أبي هريرة

(قال يحيى بن زكريا لعيسى بن مريم أنت روح الله) قال المناوي أي مبتدأ منه لأنه خلق بلا واسطة أصل وسبق مادة (وكلمته) بقوله كن بع تعلق الإرادة بغير واسطة نطفة (وأنت خير مني) أي أفضل عند الله (فقال عيسى بل أنت خير مني سلم الله تعالى عليك وسلمت على نفسي) قال تواضعاً أو قبل علمه بأنه أفضل منه (ابن عساكر عن الحسن مرسلاً) وهو البصري

(قال رجل لا يغفر الله لفلان) أي لفاعل المعاصي (فأوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أنها) بفتح الهمزة أي الكلمة التي قالها (خطيئة فليستقبل العمل) أي يستأنف عمله للطاعات فإنها قد احبطته بتأليه على الله وهذا خرج مخرج الزجر والتهويل (طب) عن جندب بن جنادة

(قالت أم سليمان بن داود لسليمان) وكانت من العابدات الصالحات (يا بني لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تترك الإنسان فقيراً يوم القيامة) لقلة عمله قال العلقمي كان شباب يتعبدون في بني إسرائيل فكانوا إذا حضر عشاهم قام فيهم عالمهم فقال يا معشر المريدين لا تأكلوا كثيراً فترقدوا كثيراً فتخسروا كثيراً وعن الثوري أنه قال خصلتان يقسيان القلب كثرة الشبع وكثرة النوم وعن مكحول أنه قال ثلاث خصال يحبها الله عز وجل وثلاث خصال يبغضها الله عز وجل أما اللاتي يحبها فقلة الأكل وقلة النوم وقلة الكلام وأما اللاتي يبغضهن فكثرة النوم وكثرة الأكل وكثرة الكلام أما النوم ففي مدامته طول الغفلة وقلة العقل ونقصان الفطنة وسهو القلب وفي هذه الثلاثة الفوت وفي الفوت الحسرة بعد الموت (هـ هب) عن جابر

(قبضات التمر للمساكين مهور الحور العين) يعني التصدق بقليل التمر إذا تقبله الله يكون له بكل قبضة حوراء في الجنة (قط) في الإفراد عن أبي أمامة قال ابن الجوزي موضوع

(قبلة المسلم أخاه) أي في الدين هي (المصافحة) قال المناوي أي هي بمنزلة القبلة وقائمة مقامها فهي مشروعة والقبلة غير مشروعة المحاملي في أماليه (فر) عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف

(قتال المسلم أخاه) في الدين (كفر) إن استحل أو يشبه عمل الكفار أو أراد الكفر اللغوي وهو التغطية (وسبابه) بكسر المهملة وخفة الموحدة أي سبه له (فسوق) خروج عن طاعة الله (ت) عن ابن مسعود (ن) عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح

(قتال المسلم) بالإضافة للمفعول أو لفاعل والفاعل محذوف

ص: 413

فيشمل الكافر المعصوم (أخاه كفر وسبابه فسوق ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام) بغير عذر (حم ع طب) والضياء عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح

(قتل الرجل صبراً) قال العلقمي قال في الدر قتل الصبر أن يمسك الحي ثم يرمي بشيء حتى يموت وكل من قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه مقتول صبراً اهـ والمرأة مثل الرجل والمراد أن ذلك بغير حق (كفارة لما قبله من الذنوب) قال المناوي جميعها حتى الكبائر على ما اقتضاه إطلاق الخبر (البزار عن أبي هريرة) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه) قال المناوي ظاهره وإن كان المقتول عاصياً ومات بلا توبة ففيه رد على الخوارج والمعتزلة (البزار عن عائشة) قال العلقمي بجانبه علام الصحة

(قتل المؤمن) بغير حق (أعظم عند الله من زوال الدنيا) فهو أكبر الكبائر بعد الشرك بالله (ن) والضياء عن بريدة تصغير بردة وإسناده حسن

(قد تركتكم على) الشريعة (البيضاء ليلها كنهارها) يعني واضحة سهلة (لا يزيغ عنها إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً) وذا من معجزاته إذ هو إخبار عن غيب وقع (فعليكم بما عرفتم من سنتي) أي الزموا ما أصلته لكم من الأحكام الاعتقادية والعملية (وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) قال المناوي والمراد بهم الخلفاء الأربعة والحسن (عضواً) قال المتولي ضبطه النووي بفتح العين (عليها بالنواجذ) قال العلقمي بالذال المعجمة هي الأضراس وقيل الضواحك وقيل الأنياب والعض بالنواجذ مثل في التمسك بهذه الوصية بجميع ما يمكن من الأسباب المعينة عليه من يتمسك بشيء يستعين عليه بأسنانه استظهاراً للمحافظة (وعليكم بالطاعة) للولاة أي الزموها (وإن كان) المولى عليكم (عبداً حبشياً) فأطيعوه واسمعوا له قال العلقمي هذا ورد على سبيل المبالغة لا التحقيق كما جاء من بني الله مسجداً ولو كمفحص قطاة يعني لا تستنكفوا عن طاعة من ولي عليكم ولو كان أدنى الخلق وقال الدميري يريد طاعة من ولاه الإمام وإن كان عبداً حبشياً ولم يرد بذلك أن يكون الإمام عبداً حبشياً وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن قال الأئمة من قريش قال الخطابي وقد يضرب المثل في الشيء بما لا يكاد يصح في الوجود كقوله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة ونظير هذا في الكلام كثير (فإنما المؤمن كالجمل الأنف) قال في النهاية أي المأنوف وهو الذي عقد الخشاش أنفه فهو لا يمتنع على قائده وقيل الأنف الذلول يقال أنف البعير إذا اشتكى أنفه من الخشاش وكان الأصل أن يقال مأنوف لأنه مفعول به وإنما جاء هذا شاذا ويروي الآنف بالمد وهو بمعناه قال في الدر والخشاش عويد يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده وبعير مخشوش جعل في أنفه الخشاش (حيثما قيد) بالبناء للمفعول (انقاد) بلا مشقة على قائده (حم هـ ك) عن عرباض بالكسر ابن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة

ص: 414

ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله أن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فذكره

(قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون) بفتح الدال المشددة جمع محدث بالفتح أي ملهم أو صادق الظن أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد أو تكلمه الملائكة بلا نبوة (فإن يك في أمتي منهم أحد) هذا شأنه (فإنه عمر ابن الخطاب) كأنه جعله لانقطاع قرينه في ذلك كأنه نبي فلذلك عبر بأن بصوره الترديد للتأكيد فكان عمر يزن الوارد بميزان الشرع فلا يخطئ ويؤيده حديث لو كان بعدي نبي لكان عمر (حم خ) عن أبي هريرة (حم ت م ن) عن عائشة

(قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليماً) من الأمراض (ولسانه صادقاً ونفسه مطمئنة) ساكنة راضية بما قدره الله تعالى (وخليقته مستقيمة وأذنه مستعمة وعينه ناظرة) وإسناد هذه الأفعال إلى الشخص على سبيل المجاز والفاعل الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى (حم) عن أبي ذر بإسناد حسن

(قد أفلح من سلم ورزق كفافاً) قال العلقمي أي بقدر الحاجة قال النووي هو الكفاية لا زيادة ولا نقص وقال القرطبي هو ما يكف عن الحاجات ويدفع الضرورات والفاقات ولا يلحق بأهل الترفهات قال ومعنى هذا الحديث أن من حصل له ذلك فقد حصل على مطلوبه فظفر بمرغوبه في الدنيا والآخرة (وقنعه الله) بشدة النون (بما آتاه) فلم تطمع نفسه لطلب ما زاد (حم م ت هـ) عن ابن عمرو بن العاص

(قد أفلح من رزق لبا) أي عقلاً كاملاً (هب) عن قرة بضم القاف وشدة الراء (ابن هبيرة) مصغراً

(قد كنت أكره لكم أن تقولوا ما شاء الله وشاء محمد) قال المناوي لإيهامه التشريك وقال العلقمي ومعنى الكراهة التشريك في المشيئة (ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد) قال المناوي وإنما أتى بثم لكمال البعد مرتبة وزماناً الحكيم (ن) والضياء عن حذيفة بن اليمان

(قد رحمها الله تعالى برحمتها ابنيها) قال العلقمي سببه كما في الكبير عن السيد الحسن قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنان لها فأعطاها ثلاث تمرات فأعطت ابنيها كل واحد منهما تمرة فأكلا تمرتيهما ثم جعلا ينظران إلى أمهما فشقت تمرتها نصفين بينهما فذكره (طب) عن الحسن بن علي بإسناد حسن

(قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء) من أهل القرى الذين يبلغهم نداء الجمعة من بلد (أجزأه) حضوره العيد (عن الجمعة) أي عن حضورها ومن شاء فليصل الجمعة (وأنا مجمعون إن شاء الله) قاله في يوم جمعة وافق العيد فإذا حصل ذلك وحضر من تلزمه الجمعة من أهل القرى وصلوا العيد سقطت عنهم الجمعة عند الشافعي والجمهور لهذا الحديث ولخبر زيد بن أرقم قال اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم واحد فصلى العيد في أول النهار وال يا أيها الناس أن هذا يومكم قد اجتمع لكم فيه عيدان فمن أحب أن يشهد معنا الجمعة فليفعل ومن أحب أن ينصرف فليفعل رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح

ص: 415

الإسناد ولخير البخاري عن عثمان أنه قال في خطبته يا أيها الناس قد اجتمع عيدان في يومكم فمن أراد من أهل العالية فلينصرف ولأنهم لو كلفوا بعدم الرجوع إلى أوطانهم أو بالعود إلى الجمعة لشق عليهم والجمعة تسقط بالمشاق وقال أحمد تسقط الجمعة عن أهل القرى وأهل البلد ولكن يجب الظهر وقال أبو حنيفة لا تسقط الجمعة عن أهل البلد ولا عن أهل القرى (د هـ ك) عن أبي هريرة (هـ) عن ابن عباس وعن ابن عمر بن الخطاب

(قد عفوت عن الخيل والرقيق) أي لم أوجب زكاتها عليكم وقد أوجب الله عليكم الزكاة فإذا أردتم معرفة ما يجب فيه وقدر الواجب (فهاتوا صدقة الرقة) بكسر الراء وفتح القاف مخففاً قال المناوي الدراهم المضروبة اهـ ويجب (من كل أربعين درهماً) أيضاً في غير المضروب إلا الحلي المباح (درهم وليس في تسعين ومائة شيء فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم) وإذا سألتم عن حكم ما زاد (فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة) بالنصب على التمييز (شاة) قال المناوي مبتدأ وفي الغنم خبره اهـ ويحتمل أن في الغنم متعلق بمحذوف وفي كل أربعين هو الخبر أي وتجب الزكاة في الغنم وفي هذه الرواية اختصار فظاهرها أن في كل أربعين شاة مطلقاً وليس مراداً وقد تقدم التفصيل في حرف الفاء (فإن لم يكن إلا تسع وثلاثون فليس عليك فيها شيء وفي البقر في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس في العوامل شيء) جمع عاملة وهي ما يعمل من إبل وبقر في نحو حرث وسقي فلا زكاة فيها عند الثلاثة وأوجبها مالك (وفي خمس وعشرين من الإبل خمسة من الغنم) تقدم في حرف الفاء أن فهيا ابنة مخاض (فإذا زادت واحدة) بالنصب (ففيها ابنة مخاض فإن لم تكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر إلى خمس وثلاثين فإذا زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين فإذا زادت واحدة ففيها حقة طروقة الحمل إلى ستين) وهنا اختصار في الرواية أي فإذا كانت واحدة وستين ففيها جذعة إلى خمس وسبعين فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين (فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتا الحمل إلى عشرين ومائة فإن كانت الإبل أكثر من ذلك ففي كل خمسين حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة) قال المناوي نهى المالك عن الجمع والتفريق بقصد سقوطها أو تقليلها (ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عور) بالفتح العيب (ولا تيس) أي فحل (الغنم إلا أن يشاء المصدق) بفتح الدال وكسرها الساعي أو المالك والاستثناء يختص بقوله تيس الغنم إلا أن يسمح المالك وتمحضت ماشيته ذكوراً أو كان المخرج عن الإبل (وفي النبات) أي فيما يقتات منه اختياراً (ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر وما سقى بالغرب) أي الدلو (نصف العشر (حم د) عن علي بإسناد صحيح

(قدر الله المقادير) أي أجرى القلم على اللوح وأثبت فيه مقادير الخلائق ما كان وما يكون إلى الأبد (قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة) المراد طول الأمد بين

ص: 416

التقدير والخلق (حم ت) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بإسناد حسن

(قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية) يوم النيروز ويوم المهرجان (وأن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى) قال المناوي زاد في رواية أما يوم الفطر فصلاة وصدقة وأما يوم الأضحى فصلاة ونسك والنيروز قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة هو الوقت الذي تنتهي فيه الشمس إلى أول برج الميزان وقال المتولي هو أول يوم من توت والمهرجان هو الوقت الذي تنتهي فيه الشمس إلى برج الحمل (هق) عن أنس وإسناده حسن

(قدمتم خير مقدم وقدمتم من الجهاد الأصغر) قال المنوي جهاد العدو المباين (إلى الجهاد الأكبر) وهو جهاد العدو المخالط (مجاهدة العبد هواه) بأن يكف نفسه عن المنهيات يوحثها على فعل المأمورات (خط) عن جابر وإسناده ضعف

(قدموا قريشاً ولا تقدموها) يفتح المثناة والقاف والدال المشددة على حذف إحدى التاءين أي ولا تتقدموا عليها في أمر شرع تقديمها في كالإمامة ونحوها (وتعلموا منها ولا تعالموها) بفتح المثناة والعين المهملة واللام وضم الميم مفاعلة من العلم أي لا تغالبوها بالعلم ولا تفاخروها في (الشافعي) في مسنده (والبيهقي في المعرفة) أي معرفة الصحابة (عن ابن شهاب بلاغاً) أي قال بلغنا عن المصطفى ذلك (عد) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف

(قدموا قريشاً) ولا تقدموها (وتعلموا من قريش ولا تعلموها) بضم أوله قال المناوي لأن التعليم إنما يكون من الأعلى للأدنى ومن الأعلم لغيره فنهاهم أن يجعلوهم في مقام التعليم والمغالبة بالعلم اهـ فإن احتاجوا للتعلم فلا حرج (ولولا أن تبطر قريش) أي تطفي بالنعمة (لأخبرتها ما لخيارها عند الله) من المنازل العالية يعني إذا علمت مالها من الثواب ربما بطرت وتركت العمل اتكالاً عليه (طب) عن عبد الله بن السائب بإسناد ضعيف

(قدموا قريشاً ولا تقدموها ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بمالها) أي بما لخيارها (عند الله) من الخير والأجر (البزار عن علي) بإسناد ضعيف

(قده) بضم القاف وسكون الدال المهملة (بيده) وسببه كما في الكبير ان النبي صلى الله عليه وسلم مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان قد ربط يده إلى إنسان آخر بسير أو بخيط أو بشيء غير ذلك فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم وذكره (طب عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة) لأنها محل المناجاة (وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير) أي فيما لم يرد فيه ذكر بخصوصه (والتسبيح أفضل من الصدقة) المالية (والصدقة أفضل من الصوم) أي صوم التطوع يحتمل أن المراد في بعض الأحوال (والصوم جنة من النار) أي وقاية من نار جهنم (قط) في الإفراد (هب) عن عائشة

(قراءة الرجل القرآن في غير المصحف) ذات (ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك إلى ألفي

ص: 417

درجة) والظاهر أن غير الرجل مثله في ذلك (طب هب) عن أوس بن أبي أوس الثقفي قال الشيخ حديث صحيح

(قراءتك نظرا) في المصحف (تضاعف على قراءتك ظاهراً) أي عن ظهر قلبك (كفضل) الصلاة (المكتوبة) على صلاة (النافلة ابن مردويه ع عمر وبن أوس)

(قرب اللحم) أي العظم الذي عليه اللحم (من فيك) عند الأكل (فإنه أهنأ وأمرأ) كلاهما بالهمز قال العلقمي يقال هنا الطعام صار هنيئاً ومرئ صار مريئاً وهو أن لا يثقل على المعدة وينهضم عنها طيباً وفي نسخة شرح عليها المناوي وابرأ بالباء الموحدة بدل الميم فنه قال أي أسلم من الداء وروى امريء بالميم وسببه عن صفوان بن أمية قال كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ اللحم من العظم بيده فذكره (حم ك طب هب) عن صفوان بن أمية قال الشيخ حديث صحيح

(قرصت نملة نبياً من الأنبياء) قال المناوي هو عزير أو موسى أو داود وهو في الذ النوم (فأمر بقرية) أي وطن (النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن) بفتح الهمزة (قرصتك نملة) أي من أجل ذلك (أحرقت) أنت (أمه) أي طائفة (من الأمم تسبح) الله وأن من شيء إلا يسبح بحمده حقيقة أو مجازاً بأن يكون سبباً للتسبيح قال العلقمي قال النووي هذا الحديث محمول على أنه كان جائزاً بأن يكون سبباً للتسبيح قال العلقمي قال النووي هذا الحديث محمول على أنه كان جائزاً في شرع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جواز قتل النمل وجواز التعذيب بالنار فإنه لم يقع عليه العتب في أصل القتل ولا في الإحراق بل في الزيادة على النملة الواحدة وأما في شرعنا فلا يجوز إحراق الحيوان بالنار إلا في القصاص بشرطه وكذا لا يجوز عندنا قتل النمل لحديث ابن عباس في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة والنحلة انتهى وقد قيد غيره كالخطابي النهي عن قتل النملة من النمل السليماني وقال البغوي النمل الصغير الذي يقال له الذر يجوز قتله اهـ قال المناوي وأما في شرعنا فإحراق الحيوان كبيرة (ق د ن هـ) عن أبي هريرة

(قرض الشيء خير من صدقة) بالتنوين وفي نسخة خير من صدقته بالإضافة وتقدم الكلام عليه وأن الصدقة أفضل عند الشافعي (هق) عن أنس

(قرض) بالتنوين (مرتين في عفاف) أي عن الربا وما يؤدي إليه (خير من صدقة مرة ابن النجار) في تاريخه (عن أنس) بن مالك

(قريش) أي المؤمنون منهم (صلاح الناس ولا يصلح الناس إلا بهم) يحتمل أن المراد العلماء منهم (ولا يعطى إلا عليهم) قال المناوي الظاهر أن المراد إعطاء الطاعة (كما أن الطعام لا يصلح إلا بالملح (عد) عن عائشة بإسناد ضعيف

(قريش خالصة الله فمن نصب هلا حرباً سلب) بالبناء للمفعول (ومن أرادها بسوء خزي في الدنيا والآخرة) لعناية الله تعالى بها وهدايته إياها بدليل أنهم لم يكن فيهم منافق في حياة المصطفى وارتدت العرب بعده صلى الله عليه وسلم ولم يرتدوا (ابن عساكر عن عمرو) بن العاص بإسناد ضعيف

(قريش على مقدمة الناس) قال الشيخ بفتح الميم وسكون القاف (يوم القيامة ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لمحسنها عند الله تعالى من الثواب)

ص: 418

(عد) عن جابر بإسناد ضعيف

(قريش والأنصار وجهينة ومزينة) بالتصغير فيهما (وأسلم وأشجع) بوزن أفعل فبهما (وغفار موالي) بشدة التحتية والإضافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي أنصاري وأحبابي (ليس لهم مولى دون الله ورسوله) ومن كان الله ورسوله مولاه لا أفلح من عاداه وهذه فضيلة ظاهرة لهؤلاء القبائل والمراد من آمن مهم والشرف يحصل للشيء إذا حصل لبعضه قيل إنما خصوا بلك لأنهم بادروا إلى الإسلام ولم يسبوا كما سبى غيرهم وهذا إذا سلم يحمل على الغالب (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه

(قريش ولاة الناس في الخير الشر) أي في الجاهلية والإسلام ويستمر ذلك (إلى يوم القيامة) فالخلافة فيهم ما بقيت الدنيا ومن تغلب على الملك بالشوكة لا ينكر أن الخلافة فيهم (حم ت) عن عمرو بن العاص بإسناد صحيح

(قريش ولاة هذا الأمر) أي الإمامة العظمى (فبر) بفتح الباء الموحدة وشدة الراء (الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم) أي هكذا كانوا في الجاهلية ويكونون في الإسلام كذلك (حم) عن أبي بكر الصديق (وسعد) بن أبي وقاص رضي الله عنه

(قسم) بفتح القاف والسين المهملة الخفيفة والتنوين (من الله) أي واقع منه تعالى (لا يدخل الجنة بخيل) وهو مانع الزكاة وقيل من لا يقري الضيف أي لا يدخلها مع السابقين (ابن عساكر عن ابن عباس) بإسناد ضعيف

(قسمت) بالبناء للمفعول (النار سبعين جزأ فللآمر) بمد المهمزة بالقتل (تسع وتسعون) جزأ منها (وللقاتل جزء حسبه) أي يكفيه وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن القاتل والآمر فذكره يحتمل أن المراد الزجر والتنفير عن الأمر بالقتل بغير حق (حم) عن رجل صحابي وإسناده صحيح

(قصوا الشوارب واعفوا) بفتح الهمزة (اللحى) بالقصر أي وفروها والأمر للندب (حم) عن أبي هريرة بإسناد صحيح

(قصوا الشوارب مع الشفاه) قال المناوي أي سووها مع الشفة بأن تقطعوا ما طال عليها ودعوا الشارب مساوياً لها فلا تستأصلوه اهـ لكن تقدم أن بعضهم ذهب إلى أن يستأصل (طب) عن الحكم بن عمير بالتصغير بإسناد ضعيف

(قصوا أظافيركم) أي اقطعوا ما طال منها (وادفنوا قلاماتكم) أي غيبوا ما قطعتموه منها في الأرض فإن جسد المؤمن ذو حرمة (ونقوا براجمكم أي نظفوا ظهور اعقد مفاصل أصابعكم قال في النهاية البراجم هي العقد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ الواحدة برجمة بالضم (ونظفوا لثاتكم) أي لحوم أسنانكم قال في النهاية اللثة بالكسر والتخفيف عمود الأسنان وهي مغارزها (من) أثر (الطعام واستاكوا) نظفوا أفواهكم بخشن يزيل القلح لئلا تتغير النكهة (ولا تدخلوا عليّ) بالتشديد (قحراً) قال الشيخ بضم القاف وسكون الحاء المهملة أي مصغرة أسنانكم (بخراً) بضم الموحدة قال في النهاية البخر تغير ريح الفم (الحكيم) الترمذي (عن عبد الله بن بشر) المازني رضي الله عنه

(قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة) يكون (يوم الخميس) أي الأولى كون ذلك

ص: 419

يوم الخميس (والغسل والطيب واللباس) الأبيض يكون (يوم الجمعة التيمي) أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل في مسلسلاته (فر) عن عليّ أمير المؤمنين كرم الله وجهه

(قفلة) هي المرة من القفول وهو الرجوع من سفر (كغزوة) يعني أن أجر الغازي في انصرافه كأجره في ذهابه لأن في قفوله راحة للنفس واستعداداً بالقوة للعدو وحفظاً لأهله برجوعه إليهم (حم د ك) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده صحيح

(قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن) قال العلقمي قال شيخنا قيل معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالى وقل هو الله أحد متمخضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء وقيل معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف وقيل هذا من متشابه الحديث الذي لا يدري تأويله مالك (حم خ د ن) عن أبي سعيد الخدري (خ) عن قتادة بن النعمان عن أبي الدرداء (ت هـ) عن أبي هريرة (هـ ن) عن أبي أيوب (حم هـ) عن ابن مسعود الأنصاري (طب) عن ابن مسعود وعن معاذ (حم) عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها البزار عن جابر ابن عبد الله (أبو عبيد) القاسم بن سلام (عن ابن عباس) وهو متواتر

(قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن) كما مر قال المناوي فائدة لسورة الإخلاص أسماء كثيرة ذكرت في أحاديث متفرقة منها سورة التجريد سورة التفريد سورة التوحيد سورة الإخلاص سورة النجاة سورة الولاية لأن من عرف الله تعالى على هذا الوجه فقد والاه سورة النسبة لأنها وردت جواباً لقول الكفار أنسب لنا ربك سورة المعرفة لأن معرفته تعالى لا تتم إلا بمعرفتها سورة الصمد سورة الأساس المانعة لأنها تمنع من فتاني القبر سورة المحضرة لأن الملائكة تحضر عند سماعها سورة المنفرة لأن الشيطان ينفر من قراءتها سورة البراءة لأن قارئها يبرأ من الشرك سورة المذكرة لأنها تذكر العبد خالص التوحيد سورة النور سورة الأمان (طب ك) عن ابن عمر بن الخطاب

(قل اللهم اجعل سريرتي) أي ما أخفيه (خيراً من علانيتي) أي ما أظهره (واجعل علانيتي صالحة اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد غير الضال) في نفسه (ولا المضل) لغيره (ت) عن عمر ابن الخطاب

(قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه) بالنصب وهو من أمثلة المبالغة قال الجلالي المحلي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى عند مليك مقتدر مثال مبالغة أي عزيز الملك واسعه (أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك) بفتح الجيم أي أردت النوم في محل ضجوعك (حم د ت حب ك) عن أبي هريرة

(قل اللهم إني أسألك نفساً مطمئنة تؤمن بلقائك) أي بالبعث بعد الموت (وترضى بقضائك وتقنع بعطائك (طب) والضياء عن أبي أمامة

• (قل اللهم

ص: 420

إني ضعيف فقوني وإني ذليل فأعزني وإني فقير فارزقني (ك) عن بريدة بالتصغير قال الحاكم صحيح

(قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي) فإنه لن يدخل أحد الجنة بعمله ولا الأكابر إلا أن يتغمدهم الله برحمته (ك) والضياء عن جابر رضي الله عنه بإسناد حسن

(قل إذا أصبحت) أي دخلت في الصباح (بسم الله على نفسي وأهلي ومالي فإنه) أي الشأن (لا يذهب لك شيء) قال المناوي هذا من الطب الروحاني المشروط نفعه بالإخلاص وحسن الاعتقاد (ابن السني في علم يوم وليلة عن ابن عباس) قال شكى رجل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه تصيبه الآفات فذكره وإسناده ضعيف

(قل كلما أصبحت وإذا أمسيت بسم الله على ديني ونفسي وولدي وأهلي ومالي) فمن لازم على هذا بنية صادقة أمن على المذكورات (ابن عساكر عن ابن مسعود)

(قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني فإن هؤلاء) الكلمات (تجمع لك) أمر (دنياك و) أمر (آخرتك) وسببه كما في العلقمي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف أقول حين اسأل ربي فذكره (حم م هـ) عن طارق بن اشيم (الأشجعي)

(قل اللهم إني ظلمت نفسي) بارتكاب ما يوجب العقوبة (ظلماً كثيراً) قال النووي روى كثيراً بالمثلثة وكبيراً بالموحدة فيستحب أن يقول الداعي كثيراً كبيراً ليجمع بينهما (وأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة) أي عظيمة قاله العلقمي (من عندك) أي تفضلاً من عندك وإن لم أكن لها أهلاً وإلا فالمغفرة والرحمة وكل النعم من عنده تعالى (وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) أي الكثير المغفرة والرحمة قال وسببه كما في ابن ماجه عن أبي بكر الصديق أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاة فذكره وهذا الدعاء وإن كان ورد في الصلاة فهو حسن نفيس ويستحب في كل موطن وقد جاء في رواية في صلاتي وفي بيتي وقال القرطبي إنما خص الصلاة بالذكر لأنها بالإجابة أجدر وقد استحب بعض العلماء أن يدعو بهذا الدعاء في الصلاة قبل التسليم والصلاة كلها ند علمائنا محل الدعاء غير أنه يكره الدعاء في الركوع وأقربه للإجابة السجود كما تقدم أي في حديث أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه الدعاء ويجوز الدعاء في الصلاة بكل دعاء سواء كان بألفاظ الكتاب والسنة أو بغير ذلك خلافاً لمن منع ذلك إذا كان بألفاظ الناس وهو أحمد وأبو حنيفة (حم ق ت ن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (وعن أبي بكر) الصديق

(قل آمنت بالله) أي جدد إيمانك بالله ذكراً بقلبك ونطقاً بلسانك (ثم استقم) أي الزم عمل الطاعات والانتهاء عن المنهيات قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا اسأل عنه أحداً بعدك فذكره وفي ابن ماجه قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم ورواه الترمذي وزاد قلت يا رسول الله ما أخوف ما يخاف علي

ص: 421

قال هذا وأخذ بلسانه (حم م ت ن هـ) عن سفيان بن عبد الله الثقفي

(قل اللهم اهدني) قال النووي الهداية هنا هي الرشاد أي أرشدني (وسددني) قال النووي معنى سددني وفقني واجعلني مصيباً في جميع أموري مستقيماً (واذكر) أي تذكر في حال دعائك (بالهدى هدايتك الطريق) واذكر (بالسداد سداد السهم) أي سداداً كسداد السهم وسداد السهم بفتح السين تقويمه فكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد عمله وتقويمه ولزومه السنة وقال المناوي أمره أن يسأل الله الهداية والسداد وأن يكون في ذكره وخاطره أن المطلوب هداية كهداية من ركب متن الطريق وأخذ في المنهج المستقيم وسداداً كسداد السهم نحو الغرض اهـ قال الشيخ والكاف في قوله هدايتك ضمير عليّ رضي الله عنه إذ الخطاب معه قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل اللهم فذكره (م د ن) عن علي

(قلب الشيخ شاب على حب اثنتين حب العيش) أي طول الحياة (والمال) قال العلقمي قال النووي هذا مجاز واستعارة ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم ذلك فيه كاحتكام قوة الشاب في شبابه هذا صوابه وقيل في تفسيره غير هذا مما لا يرتضي وكأنه أشار إلى قول عياض هذا الحديث فيه من المطابقة وبديع الكلام الغاية وذلك أن الشيخ من شأنه أن يكون آماله وحرصه على الدنيا قد بليت على بلاء جسمه إذا انقضى عمره ولم يسغ له إلا انتظار الموت فلما كان الأمر بضده ذم وقال القرطبي في هذا الحديث كراهة الحرص على طول العمر وكثرة المال وأن ليس ذلك بمحمود (م هـ) عن أبي هريرة

(قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وكثرة المال (حم ت ك) عن أبي هريرة (عد) وابن عساكر عن أنس قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي

(قلب المؤمن لو يحب الحلاوة) قال المناوي أشار إلى أن المؤمن الخير له شبه بالحيوان كالنحل يأخذ أطايب الشجر والنور الحلو ثم يعطي الناس ما يكثر نفعه ويحلو طعمه (هب) عن أبي أمامة (خط) عن أبي موسى وهو حديث ضعيف

(قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس) خبر المذكورات أي خبر ما اتخذوه كنزاً (هب) عن أبي أمامة وإسناده حسن

(قلوب بني آدم) وفي نسخ ابن بالإفراد قال المناوي ولعله من تصرف النساخ (تلين في الشتاء وذلك لأن الله خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء) فتلين فيه تبعاً لأصلها والمراد بلينها أنها تصير منقادة للعبادة أكثر (حل) عن معاذ بن جبل وهو حديث ضعيف

(قليل الفقه) وفي رواية العلم وفي أخرى التوفيق (خير من كثير العبادة) لأنه المصحح لها (وكفى بالمرء فقهاً إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه) قال المناوي أراد أن العالم وإن كان فيه تقصير في عبادته أفضل من جاهل مجتهد (وإنما الناس رجلان مؤمن وجاهل) يحتمل أنه أراد بالمؤمن العالم لمقابلته بالجاهل (فلا تؤذ المؤمن

ص: 422

ولا تحاور) بحاء مهملة من المحاورة قال في الصحاح المحاورة المجاوبة وقال في المصباح وحاورته راجعته الكلام (الجاهل) أي لاتكاله وفيه النهي عن المجادلة (طب) عن ابن عمرو بن العاص

(قليل التوفيق) وهو خلق قدرة الطاعة في العبد (خير من كثير العقل والعقل في أمر الدنيا مضرة) لما ينشأ عنه من الحرص على تحصيلها وعدم المسامحة والمساهلة فيها (والعقل في أمر الدين مسرة) لصاحبه (ابن عساكر عن أبي الدرداء)

(قليل العمل ينفع مع العلم) لصحته معه (وكثير العمل لا ينفع مع الجهل) لأن العبادة بدو العلم باطلة وإن وافقت الصحة (فر) عن أنس بن مالك

(قليل) من المال (تؤدي شكرة) المخاطب ثعلبة الذي قال ادع الله أن يرزقني (خير من كثير لا تطيقه) فخير الرزق ما كان بقدر الكفاية (البغوي الباوردي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين) عن أبي أمامة الباهلي (عن ثعلبة ابن حاطب) بمهملتين الأنصاري

(قم فصل) خطاب لأبي هريرة وكان يشكو وجعاً ببطنه (فإن في الصلاة شفاء) من الأمراض قال العلقمي وسببه كما في رواية لابن ماجه ولابن السني وأبي نعيم عن أبي هريرة قال دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في المسجد فقال سنبود اشكيت درد قلت نعم قال قم فصل فذكره قوله سنبود أي أيّ شيء وقع لك وقوله اشكيت درد أي اشكيت البطن ودرد الوجع والمعنى أي شيء وقع لك تشكي وجع بطنك (حم هـ) عن أبي هريرة

(قم فعلمها عشرين آية وهي امرأتك) قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت يا رسول الله إني قد وهبت نفسي إليك فقامت قياماً طويلاً فقال رجل يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة فقال ما تحفظ من القرآن قال سورة البقرة والتي تليها قال قم فعلمها فذكره اهـ قال المناوي فيه أنه يجوز جعل تعليم بعض القرآن صداقاً وإليه ذهب الشافعي مخالفاً للثلاثة (د) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بإسناد حسن

(قمت على باب الجنة) فتأملت فيها (فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد) بفتح الجيم أي الغني (مبحوسون) للحساب (إلا) قال المناوي بمعنى لكن (أصحاب النار) أي الكفار (فقد أمر بهم إلى النار) فلا يوقفون بل يساقون إليها وقال العلقمي قوله إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار معناه من استحق من أهل الغنى النار يكفره أو معاصيه (وقمت على باب النار) فنظرت من فيها (فإذا عامة من يدخلها النساء) لأنهن يكفرن العشير وينكرن الإحسان (حم ق ن) عن أسامة بن زيد

(قوائم منبري رواتب في الجنة) قال المناوي يقال رتب الشيء إذا استفر ودام وعد المؤلف ذا من خصائصه اهـ ورأيت بهامش نسخة رواتب درجات عالية (حم ن حب) عن أم سلمة (طب ك) عن أبي واقد بالقاف الليثي بإسناد ضعيف

(قوام أمتي) قال الشيخ بكسر القاف قال في النهاية وقوام

ص: 423

الشيء عماده الذي يقام به يقال فلان قوام أهل بيته وقوام الأمر (بشرارها) قال المناوي استقامة أمتي وانتظام أحوالها إنما يكون بوجود الأشرار فيها وفي نسخ قوام أمتي شرارها بإسقاط الموحدة م شرار وضم القاف وشدة الواو أي القائمون بأمورها وهم الأمراء أشرار الناس غالباً (حم طب) عن ميمون بن سنباذ قال المناوي بكسر السين المهملة وذال معجمة أبو المغيرة العقيلي قيل له صحبة قال الذهبي وفيه نظر

(قوام المرء) أي عماده الذي يقوم به (عقله) لأنه بدونه كالبهيمة (ولا دين لمن لا عقل له) فرتبة كل إنسان في الدين على قدر رتبة عقله (هب) عن جابر

(قوا بأموالكم عن أعراضكم) أي اعطوا الشاعر ونحوه مما تخافون لسانه ما تدفعون به شر وقيعته في أعراضكم (وليصانع أحدكم بلسانه عن دينه) فليقبل على أهل الشر ويدارهم بسلامة دينه (عد) وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها بإسناد ضعيف

(قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه) ضبطه بعضهم بضم القاف وسكون الواو وبعضهم بفتح القاف وشدة الواو مكسورة قال العلقمي قال في النهاية سئل الأوزاعي عنه فقال صغر الأرغفة وقال غيره هو مثل قوله كيلوا طعامكم وسيأتي الكلام عليه (طب) عن أبي الدرداء وإسناده حسن

(قولوا اللهم صل على محمد) أي ارحمه وعظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإبقاء شرعه وفي الآخرة بتشفيعه في أمته (وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) أي ذريته من إسماعيل وإسحاق والمراد المسلمون منهم وقد اختلف العلماء في قوله كما صليت على إبراهيم مع أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل وأجيب بان المراد كما تقدم منك الصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فتسأل منك الصلاة على محمد وعلى آل محمد بطريق الأولى لأن الذي يثبت للفاضل يثبت للأفضل بطريق الأولى وبهذا يحصل الانفصال عن الإيراد وأن التشبيه ليس من باب إلحاق الكامل بالأكمل بل من باب بيان حال من لا يعرف بما يعرف لأنه في المستقبل والذي يحصل لمحمد صلى الله عليه وسلم من ذلك أقوى وأكمل أو أن التشبيه وقع للمجموع بالمجموع لأن مجموع آل إبراهيم أفضل من مجموع آل محمد لأن في آل إبراهيم الأنبياء بخلاف آل محمد أو أن ذلك كان قبل أن يعلم الله نبيه أن أفضل من إبراهيم وغيره من الأنبياء أو أن معناه اللهم صل على محمد وتم الكلام هنا ثم استأنف وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وهذا محكي عن الشافعي رضي الله عنه (إنك حميد) أي محمود (مجيد) من المجد وهو صفة من كمل في الشرف قال المناوي وهو مستلزم للعظمة والجلال (اللهم بارك على محمد) أي أثبت وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة (وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) قال العلقمي واستدل بهذا الحديث على جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم من أجل قوله فيه وعلى آل محمد وأجاب من منع بأن الجواز مقيد بما إذا وقع تبعاً والمنع بما إذا وقع

ص: 424

مستقلاً وهل المنع من ذلك حرام أو مكروه أو خلاف الأولى حكى الأوجه الثلاثة النووي في الأذكار وصحح الثاني وسببه كما في البخاري عن كعب بن عجرة قال قيل يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك قال في الفتح والمراد بالسلام ما علمتم إياه في التشهد من قولهم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته والسائل عن ذلك هو كعب بن عجرة نفسه وقد وقع السؤال عن ذاك لبشر بن سعد أيضاً عند مسلم بلفظ أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك وروى الترمذي عن كعب ابن عجرة قال لما نزلت أن الله وملائكته الآية قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك زاد أبو مسعود في رواية إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا فذكره وذكر أبو داود أن الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كان في السنة الثانية من الهجرة وقيل في ليلة الإسراء (حم ق د ن هـ) عن كعب بن عجرة

(قولوا خيراً تغنموا) ثوابه (واسكتوا عن شر تسلموا) من العقاب عليه (القضاعي على عبادة) بن الصامت

(قوموا إلى سيدكم) سعد بن معاذ القادم عليكم لما له من الشرف المقتضي للتعظيم أو معناه قوموا لإعانته في النزول عن الدابة لمرضه والخطاب للأنصار أو لمن حضر منهم ومن المهاجرين قال النووي يستحب القيام للقادم من أهل الفضل وقد جاءت به أحاديث ولم يصح في النهي عنه شيء صريح (د) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وإسناده صحيح

(قيام ساعة في الصف للقتال في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (خير من قيام ستين سنة) قال المناوي أي من التهجد بالليل مدة ستين سنة وهذا فيما إذا تعين القتال (عد) وابن عساكر عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(قيد) ناقتك (وتوكل) على الله فإن التقييد لا ينافي التوكل (هب) عن عمرو بن أمية الضمري قال يا رسول الله أرسل ناقتي وأتوكل فذكره قال الشيخ حديث صحيح

(قيدوا العلم بالكتابة) لأنكم قد تعجزون عن حفظه ويعرض لكم النسيان قال المناوي وقد كره كتابة العلم جمع منهم ابن عباس ثم انعقد الإجماع الآن على الجواز ولا يعارضه حديث مسلم لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن لأن النهي خاص بوقت نزوله خوف لبسه بغيره أو النهي متقدم والإذن ناسخ عند أمن اللبس فكتابة العلم مستحبة وقيل واجبة (الحكيم) في نوادره (وسمو به عن أنس) بن مالك (طب ك) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وإسناده صحيح

(قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) قال في النهاية والمقيل والقيلولة الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم (طس) وأبو نعيم في الطب عن أنس بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(قيم) بفتح القاف وتشديد المثناة التحتية المكسورة (الدين الصلاة) أي عماده (وسنام العمل) أي أعلاه (الجهاد) في سبيل الله (وأفضل أخلاق الإسلام الصمت) يحتمل أن المراد الحث على السكوت عما لا ينبغي من نحو غيبة وشتم لا مطلق السكوت كما يشير إليه قوله (حتى

ص: 425

يسلم الناس منك) وأما إذا كان خالياً عن الناس فأي خصلة من خصال الإسلام ليس السكوت أفضل منها (ابن المبارك) في الزهد (عن وهب بن منبه مرسلاً)

(القائم بعدي) بالخلافة وهو الصديق (والذي يقوم بعده) وهو عمر (والثالث) وهو عثمان (والرابع) وهو عليّ (في الجنة) خبر لمن ذكر (ابن عساكر عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف

(القاتل لا يرث) من المقتول سيئاً أخذ بعمومه الشافعي فمنع توريثه مطلقاً وقال أحمد إلا الخطأ وورثه مالك من المال دون الدية (ت هـ) عن أبي هريرة وهو حديث حسن لغيره

(القاص) بالقاف وشدة الصاد المهملة الذي يقص على الناس ويعظهم ويأتي بأحاديث باطلة أو يعظ ولا يتعظ (ينتظر المقت) من الله تعالى (والمستمع) للعلم الشرعي (ينتظر الرحمة) من الله تعالى (والتاجر) الصدوق الأمين (ينتظر الرزق) أي الربح من الله تعالى (والمحتكر) الحابس في زمن الغلاء ما يقتات لبيعه بأغلى (ينتظر اللعنة) أي الطرد والبعد عن مواطن الرحمة (والنائحة) على الميت (ومن حولها من كل امرأة مستمعة) إلى نوحها والرجل مثل المرأة في ذلك (عليهن لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) إن لم يتبن والحديث مسوق للزجر والتنفير عن فعل ذلك والإصغاء إليه أو الرضى به فإنه حرام (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وبن عمرو بن العاص (وابن عباس وبن الزبير)

(القبلة) بضم القاف وسكون الموحدة (حسنة والحسنة عشرة) قال العلقمي والمراد قبلة الولد (حل) عن ابن عمر بن الخطاب

(القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة إلا الدين) قال المناوي أي ما تعلق بذمته من دين الآدمي لأن حق الآدمي لا يسقط إلا بعفو أو وفاء وقال العلقمي يمكن أن يقال أن هذا محمول على الدين الذي هو خطيئة بأن أخذه بحيلة أو غصب فثبت في ذمته البدل أو استدان غير عازم على الوفاء لأن الدين استثنى من الخطايا والأصل في الاستثناء أن يكون من الجنس ويكون الدين المأذون فيه مسكوتاً عنه في هذا الاستثناء لأنه ليس بخطيئة وهذا في شهيد البر لأن القتل في سبيل الله في البر يكفر حقوق الله تعالى فقط وفي البحر يكفر الحقوق كلها كما في حديث (م) عن ابن عمرو بن العاص (ت) عن أنس ابن مالك

(القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة) أي الخيانة فيها والمراد الوديعة ونحوها لما تقدم (والأمانة) تكون (في الصلاة) أي تقع عليها (والأمانة) تكون (في الصوم) أي تقع عليه (والأمانة) تكون (في الحديث) يحتمل أن المراد إذا حدثك شخص بحديث والتفت فهو أمانة يجب عليك كتمه ويحتمل غير ذلك (واشد ذلك الودائع) لأن حق الآدمي مبني على المشاحة والمضايقة وحق الله تعالى مبني على المسامحة (طب حل) عن ابن مسعود بإسناد صحيح

(القتل في سبيل الله شهادة والطاعون شهادة والبطن شهادة والغرق شهادة والنفساء) المراد الموت بسبب الولادة (شهادة) أي الميت بذلك ما عدا الأول من شهداء الآخرة فقط (حم) والضياء

ص: 426

عن عبادة بن الصامت

(القتل في سبيل الله شهادة والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والحرق شهادة والسل) مرض معروف قال العلقمي وفي نسخة بفتح السين بعدها مثناة تحتية اهـ وهو تكرار مع قوله والغرق (شهادة والنفساء يجرها ولدها بسررها) إلى الجنة قال المناوي أفردها عما قبلها لأنها أرفع درجة (حم) عن رافع بن حبيش بالتصغير وإسناده صحيح

(القدر) بالتحريك أي اعتقاد أن الله تعالى قدر الأشياء وأن كل شيء حصل من خير وشر فهو بقضاء الله تعالى خلقه وأوجده (نظام التوحيد) إذ لا يتم نظامه إلا باعتقاد أن الله تعالى منفرد بإيجاد الأشياء وأن كل نعمة منه فضل وأن كل نعمة منه عدل (فمن وحد الله وآمن بالقدر) أي صدق به وأن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوه لم ينفعوه إلا بشيء قدره الله تعالى له ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قدره الله عليه (فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال البيضاوي طلب الإمساك من نفسه بالعروة الوثقى من الحبل الوثيق وهي مستعارة لتمسك المحق من النظر الصحيح والرأي القويم (طس) عن ابن عباس بإسناد ضعيف

(القدر سر الله) قال المناوي قال بعضهم استأثر الله تعالى بسر القدر ونهى عن طلبه ولو كشف لهم عنه وعن عاقبة أمرهم لما صح التكليف قال العلقمي لم يذكر المخرج ولا الراوي قال في در البحار القدر سر الله فلا تفشوا سره (حل) عن ابن عمر

(القدرية مجوس هذه الأمة) قال العلقمي القدية مسلمون والمراد أنهم كالمجوس في إثبات فاعلين لا في جميع معتقد المجوس وقال الخطابي إنما جعلهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأصلين وهو النور والظلمة يزعمون أن الخير من فعل النور والشر من الظلمة فصاروا ثنوية وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله تعالى والشر إلى غيره والله تعالى خالق الأمرين معاً زاد في النهاية لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته فهما مضافين إلى الله تعالى خلقاً وإيجاداً وإلى الفاعلين لهما عملاً واكتساباً (أن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) قال المناوي أي لا تحضروا جنائزهم ولا تصلوا عليهم لاستلزام ذلك الدعاء لهم بالصحة والمغفرة اهـ وهذا ظاهره ينافي كونهم مسلمين إذ المسلم الفاسق تجب الصلاة عليه فيحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك لينزجروا عن اعتقادهم إذا بلغهم عنه ذلك والله تعالى اعلم بمراد نبيه به (دك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن

(القراء عرفاء أهل الجنة) قال المناوي لأن فيها عرفاء وأمراء فالأمراء الأنبياء والعرفاء القراء (ابن جميع) بضم الجيم (في معجمه والضياء) في المختارة (عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(القرآن شافع) قال في النهاية الشفاعة هي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم (مشفع) بالبناء للمفعول أي مقبول الشفاعة (ما حل) قال في النهاية أي خصم مجادل وقيل ساع من قولهم محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان (مصدق) بالبناء للمفعول يعني أن من اتبعه

ص: 427

وعمل بما فيه فنه شافع له مقبول الشفاعة ومصدق عليه فيما يدفع من مساويه إذا ترك العمل به (من جعله إمامه) بفتح الهمزة أي اقتدى به بالتزام ما فيه من الأحكام (قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار) نار الخلود إن لم يؤمن ونار التطهير إن آمن ولم يعمل (حب هب) عن جابر بن عبد الله (طب هب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(القرآن غني) بكسر المعجمة (لا فقر بعده) قال المناوي أي فيه غنى لقلب المؤمن إذا استغنى بمتابعته عن متابعة غيره (ولا غنى دونه) قال لأن جميع الموجودات عاجزة فقيرة ذليلة فمن استغنى بفقير زاد فقره ومن تعلق بغير الله انقطع حبله (ع) ومحمد بن نصر عن أنس بإسناد ضعيف

(القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً) على العمل بما فيه (محتسباً كان له بكل حرف) يقرأه (زوجة) في الجنة (من الحور العين) غير ماله من نساء الدنيا (طس) عن عمر ابن الخطاب وهو حديث ضعيف

(القرآن يقرأ على سبعة أحرف) لغات أو أوجه كما تقدم (فلا تماروا في القرآن) المراد الجدال (فإن مراء في القرآن كفر) قال المناوي أي كفر للنعمة وقال العلقمي قال أبو عبيد وليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل ولكنه على الاختلاف في اللفظ وهو أن يقول الرجل على حرف فيقول الآخر ليس هو كلك ولكنه على خلافه وكلاهما منزل مقروء به فإذا جحد كل واحد قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك مخرجه إلى الكفر لأنه نفي حرفاً أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم والتنكير في المراء إيذان بأن شيئاً منه كفر فضلاً عما زاد علي (حم) عن أبي جهيم تصغير جهم بن حذيفة وإسناده صحيح

(القرآن هو النور المبين) أي الضياء الذي يستضاء به إلى سلوك سبيل الهدى (والذكر) قال المناوي أي المذكور وما يتذكر به أي يتعظ (الحكيم) قال المناوي المحكم آياته أو ذو الحكمة وقال الجلال المحلي في تفسير المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني (والصراط المستقيم) فمن اتبعه اهتدى ومن أعرض عنه ضل (ص) عن رجل صحابي وإسناده ضعيف

(القرآن هو الدواء) من الأمراض القلبية والبدنية كما تقدم في عليكم بالشفاءين (السجزي في الإبانة والقضاعي عن عليّ) أمير المؤمنين وإسناده حسن

(القصاص ثلاث أمير أو مأمور أو مختال) قال العلقمي قال في النهاية والقص البيان والقصص بالفتح الاسم وبالكسر جمع قصة والقاص الذي يأتي بالقصة على وجهها كان يتبع معانيها وألفاظها ومنه الحديث لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال أي لا ينبغي ذلك إلا لأمير يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا أو مأمور بذلك فيكون حكمه حكم الأمير ولا يقص تكسباً أو يكون القاص مختالاً وهو من يفعل ذلك متكبراً على الناس أو مرائياً يرائي الناس بقوله وعمله لا يكون وعظه وكلامه حقيقة وقيل أراد الخطبة لأن الأمراء كانوا يلونها في الأول ويعظون الناس فيها ويقصون عليهم أخبار الأمم السالفة ومنه

ص: 428

الحديث القاص ينتظر المقت لما يعرض في قصصه من الزيادة والنقصان (طب) عن عوف بن مالك وعن كعب بن عياض وإسناده حسن

(القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار) فاعتبروا يا أولي الأبصار قال المناوي ورتبة القضاء شريفة لمن تبع الحق وحكم على علم (ع 4 ك) عن بريدة قال الذهبي صححه الحاكم والعهدة عليه

(القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة قاض قضى بالهوى) يحتمل أن المراد بما تهواه نفسه (فهو في النار وقاض قضى بغير علم فهو في النار) وإن أصاب (وقاض قضى بالحق فهو في الجنة) فيه إنذار عظيم للقضاة لتاركين للعدل والقاضين بغير علم (طب) عن ابن عمر بإسناد صحيح

(القلب ملك وله جنود) أي اتباع (فإذا فسد الملك فسدت جنوده وإذا صلح الملك صلحت جنوده) أي إذا أفسده صاحبه فسد الكل وإن أصلحه صلح الكل (والإذنان قمع والعينان مسلحة) بفتح الميم وسكون المهملة وفتح اللام والحاء أي سلاح بتقي بهما (واللسان ترجمان) عما في الضمير (واليدان جناحان والرجلان بريد) البريد يطلق على الرسول (والكبد رحمة) أي فيه الرحمة (والطحال) بالكسر (ضحك) أي الضحك فيه (والكليتان مكر) أي فيهما المكر (والرئة نفس) أي النفس بالتحريك في الرئة قال المناوي هكذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان كما في خبر الطبراني بين به كيف كان القلب ملكاً والجوارح جنوده (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حسن المتن

(القلس) بفتح القاف واللام وسين مهملة قال في المصباح قلس قلساً خرج من بطنه طعام أو شراب إلى الفم وسواء ألقاه أو أعاده إلىبطنه إذا كان ملء الفم أو دونه فإذا غلب فهو قيئ والقلس بفتحتين اسم للمقلوس (حدث) أي ينقض الوضوء وبه أخذ أحمد وأبو حنيفة وشرطا أن يملأ الفم وعورض بما في حديث أنه قاء وغسل فمه ولم يتوضأ فقيل له ألا تتوضأ فقال حدث القئ يجب غسله وبأنه منسوخ وبهذا أخذ الشافعي فأوجب غسله فقط (قط) عن الحسين بن علي وهو حديث ضعيف

(القناعة) قال العلقمي هي الاكتفاء بما تندفع به الحاجة من مأكل وملبس وغيرهما وهي ممدوحة ومطلوبة (مال لا ينفد) بفتح التحتية والفاء بينهما نون ساكنة قال في المصباح نفد من باب تعب نفاداً فني وانقطع ويتعدى بالهمزة قال تعالى ما عندكم ينفد اهـ وفي رواية كنز لا ينفد وفي أخرى كنز لا يفنى لأن الإنفاق منها لا ينقطع كلما تعذر عليه شيء من أمور الدنيا قنع بما دونه ورضي وثمرة القناعة في الدنيا السلامة من المطالبة بالحقوق وما يتبعها من التعب وفي الآخرة السلامة من طول الحساب (القضاعي عن أنس) وهو حديث ضعيف

(القنطار ألف أوقية) قال المناوي بضم الهمزة وشدة المثناة التحتية (ك) عن أنس قال سئل

ص: 429

المصطفى صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى والقناطير المقنطرة فذكره

(القنطار اثنتا عشرة ألف أوقية كل أوقية خير مما بين السماء والأرض) قال الشيخ هذا جواب سؤال عن قناطير الباقيات الصالحات لما ذكر قناطير اهـ وقال المناوي في تفسير القناطير المقنطرة قال أبو عبيد لا تعرف العرب وزن القنطار قال ابن الأثير الأوقية في غير هذا الحديث نصف سدس رطل وهي جزء من اثني عشر جزأ وتختلف باختلاف البلدان (هـ حب) عن أبي هريرة بإسناد صحيح

(القهقهة) أي الضحك مع صوت قال المناوي في الصلاة (من الشيطان والتبسم) أي الضحك من غير صوت (من الله) وظاهر الحديث الإطلاق (طس) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه آمين.

م

قد تم طبع الجزء الثالث من كتاب العزيزي بفضل الله ومنته وإقداره ومعونته

وكان ذلك منتصف شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف من هجرة من كان يرى من الإمام كما يرى من خلف

صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه المكملين بكماله

ص: 430