الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- والخلاصة لواجب العلماء والدعاة نحو الإعلام أن يعملوا في ميدانين في وقتٍ واحد، إحداهما دفاعي والآخر تبليغي:
*
أما الميداني الدفاعي
فيرد فيه على أعداء الإسلام ويُبيِّن ما في حملاتهم من زيفٍ وأباطيل تهدف إلى تشكيك المسلمين في دينهم حتى ينصرفوا عنه، وحتى يتوقف الذين يبحثون عن الإسلام لاتخاذه ديناً، فيجب على العلماء والدعاة والذين يعملون في هذا الميدان الدفاع عن دين الله عن طريق الإعلام الإسلامي أن يفضحوا أكاذيب أعداء الإسلام وما يُلفِّقُونه من أباطيل ويروِّجونها بواسطة وسائل الإعلام المختلفة للتشويش على الدعوة الإسلامية.
*
أما الميدان التبليغي:
فيقوم العلماء والدعاة، والعاملون فيه كافة من طلبة العلم عن طريق الإعلام بالدعوة إلى دين الله في المواطن التي خلت من الدين، وفي المواطن التي خف ميزان الدين بين أهلها، ويستطيع الداعون إلى الله عن طريق الإعلام الإسلامي أن يُبيِّنوا حقائق الإسلام للناس بلغاتهم المختلفة في جميع ربوع العالم، ويبينوا للناس أن الإسلام دين يتفق مع الفطرة، وأنه حرر الإنسانية من ظلم البشرية، وأنه النظام الإلهي الذي يسعد الإنسان في جميع المجالات، وأن دين الله واحد، وأنه كله لله، ويجب أن يبيِّنوا للناس أن الله ختم بالإسلام جميع الديانات السماوية وجعل نبي الإسلام آخر نبي على وجه المعمورة، وليس بعده نبي فهو نبي الساعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال ((والذِي نَفْسُ
محمدٍ بِيَدِهِ لا يسْمَعُ بِي أحَدٌ مِنْ هذِهِ الأمَّة يَهوديّ ولا نَصْرانيٌّ ثمَّ يَموتُ ولمْ يُؤْمِنْ بالذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إلا كَانَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ)) (1).
ويجب على الدعاة أن يبينوا للناس العقيدة السليمة، من: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالبعث والجزاء بالأدلة: من الكتاب، والسنة، وبما يقتضيه العقل تحقيقاً لقاعدة العدل فلا يعقل أن تكون هذه الحياة القصيرة - التي يحياها الناس في الدنيا - هي الغاية من خلق هذا العالم الكبير، وأن تكون نهاية المؤمن والكافر سواء، ونهاية الظالم والمظلوم سواء، ونهاية البر والفاجر سواء، قال تعالى:{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّار} (2).
فإذا علم الإنسان أنه مسؤول عما يعمل ومحاسب على ما يقدم، وأن سعيه سوف يُرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه} (4) سلك في حياته المسلك
(1) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته (رقم 153).
(2)
سورة ص، الآية:28.
(3)
سورة الجاثية، الآية:21.
(4)
سورة الزلزلة، الآيتان: 7، 8.