الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدفعنا إلى أن نقول: إنه يجب على وسائل الإعلام على اختلاف أشكالها وتباين أغراضها أن تدعو إلى دين الله الحنيف (1). فقد أرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً.
قال تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً
لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (2).وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَاّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين} (3).
وأمام العلماء والدعاة - خاصة - والمسلمين عامة، نحو الوسيلة الجديدة - ثلاثة مواقف لا رابع لها:
1 - هدم الوسيلة الجديدة وتحطيمها
.
2 - مقاطعتها والإعراض عنها
.
3 - تحويلها وتسخيرها، واستخدامها، والاستفادة منها في الدعوة إلى الله تعالى
ونشر دينه في أنحاء العالم كافة.
وقد هيأ الله تعالى لهذه الوسائل سرعة هائلة يستطيع: العلماء، والدعاة والمصلحون، والولاة المخلصون أن يسخروا هذه الوسائل لنشر دين الله، فإنه لا مفر لهم من الموقف الثالث المذكور آنفاً، فهو الذي ينبغي لكل مسلم أن يسلكه حسب علمه ومقدرته، وتوفيق الله له (4).
وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
(1) المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة، د/ طه عبد الفتاح (ص 1) و (ص 8) بتصرف.
(2)
سورة سبأ، الآية:28.
(3)
سورة الأنبياء، الآية:107.
(4)
انظر الإعلام الإسلامي والعلاقات الإنسانية بين النظرية والتطبيق (ص 305) من بحث لزين العابدين الركابي بتصرف. وانظر: مدخل الإعلام د/ سيد محمد ساداتي (ص 32) مذكرة.
يقول: ((وسائل الإعلام خطيرة جداً، وهي أسلحة ذات حدين إن وُجِّهت إلى الخير وعُمرت بالخير، وعمل فيها الخير نفعت العالم، وإن كان الأمر الآخر ضرَّت العالم، وهي الآن فيها شر كثير وخير قليل، وخطرها بلا شك عظيم، والواجب على ولاة الأمور في كل مكان، وعلى المصلحين من العلماء والأخيار أن يعنوا بها، وأن يبذلوا المستطاع في إصلاحها من جهات كثيرة.
فهناك إصلاح من جهة تضييق الأوقات وعدم التوسع في الوقت، وهناك إصلاح من جهة ما يبث فيها من مرئي، ومسموع، ومقروء، فيما يتعلق بالوسائل التي تحت إدارة المسلمين ومن يرجى فيه الخير، وأما الوسائل الأخرى التي تحت أيدي الكفرة ودعاة الهدم، ودعاة الإلحاد، فلا طريق إلى السلامة منها إلا إغلاقها وعدم السماح لها هذا شأن المؤمن أن يغلق كل شيء يضره ولا يسمح به
…
وقد تكلم المصلحون، وكتب المصلحون في هذه الوسائل والتوفيق بيد الله عز وجل، [و] الله الذي يهدي القلوب ويوفق المسؤولين ويأخذ بأيديهم لا رب سواه ولا إله غيره
…
ونحن في آخر الزمان نحن في القرن الخامس عشر قد تكالب أعداء الإسلام على الإسلام، وبذلوا كل ما يستطيعون في تشويه سمعة الإسلام، والكذب على الإسلام، وعلى نبي الإسلام، هذا واقع، ملؤا الدنيا مصنفات ومؤلفات ومجلدات كثيرة، وأذاعوا في الإذاعات، ونشروا في التلفاز وبثوا فيه، وفي الصحف السيارة ما لا يحصى ولا يعد مما يضر المسلمين ومما يضر العالم