الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد سئل شيخنا ابن باز رحمه الله عن الداعية إلى الله هل يدخل في بيوت بعض الناس التي فيها صور، فأجاب رحمه الله: إذا دعت الحاجة دخل، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وإن لم تدعُ الحاجة فلا يدخل (1).
ويدخل في التصوير المحرم لذوات الأرواح: تصوير ما لا ظل له
كما تقدم، والتصوير الفتوغرافي؛ لأدلة كثيرة تقدمت، منها حديث عائشة رضي الله عنها: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت من أجلها، والنمرقة المخدَّة، والصورة التي فيها ليس لها ظل، وكذلك القرام الذي كان عند عائشة وهو سترٌ فيه رقم ونقش، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من أجله وهتكه، وتقدم تخريج هذه الأحاديث، وكذلك عام الفتح لم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت أي الكعبة حتى أمر بالصور التي فيها فمحيت كما في هذا الحديث، ولا شك أن قوله: محيت: أي طمست أو غسلت.
النوع الثاني: استخدام السينما:
تمتاز السينما على التلفزيون في أن روادها يكونون في حالة
(1) سمعته منه أثناء تقريره على حديث البخاري رقم 3351، ورقم 3352.
تهيئة نفسية واستعداد – عند حضورهم لدارها – مما يزيد من فرص تأثيرها فيهم، ويضاف إلى ذلك ما تمتاز به السينما على وسائل الاتصال الأخرى من الحجم الكبير للشاشة والصوت الكبير، ووجود المشاهد وسط حجم جماهيري، وكأن المشاهد قد انتقل إلى عالم جديد؛ لهذا كانت هذه وسيلة مؤهلة لأن تقدم خدمة عظيمة للدعوة الإسلامية في سبيل تحقيق هداية الناس وتمسكهم بالدين الحنيف، كما أنها تعد مؤهلة لكسب أنصار جدد للإسلام، فإذا تركت السينما لأهل الفساد ضرَّت، فإذا كان لا بد من وجودها ولا يستطاع إغلاقها، وأهل الشر ينشرون فيها باطلهم وشركهم؛ فهذا مفسدة كبرى، والدخول في التصوير مفسدة أصغر من مفاسد نشر الباطل والشرك، فارتكاب المفسدة الصغرى وتفويت الكبرى أسهل، وأقرب لقواعد الشريعة، فعلى المصلحين في هذه الحالة استخدامها في سبيل نشر الإسلام وإعلاء كلمته (1).
وينبغي ألا يعرض في هذه الوسيلة إلا ما هو صحيحاً وواقعياً، ولا يخالف الدين، وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله يفتي بعدم جواز تمثيل الأنبياء والصحابة، وقال: إن في ذلك كذباً على الأنبياء وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعلى هذا لا بد من نقل الحقيقة في السينما بحيث لا يعرض فيها إلا ما هو حقيقي حتى تحصل الفائدة المرجوة إن شاءالله، فإذا كانت
(1) انظر: وسائل الاتصال المعاصرة (ص 84) بتصرف.