الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَائِمَةً على أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ من خَالَفَهُمْ حتى يَأْتِيَ أَمْرُ الله)) (1).
8 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا سَهَّلَ الله له طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رضاً بمَا يَصْنَعَ، وَإِنَّ العالمَ يَسْتَغْفِرُ له من في السَّمَوات ومَنْ في الْأَرْضِ حتى الْحِيتَانِ في الْمَاءِ، وَفضْلُ الْعَالِمِ على الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ على سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وإنَّ الْأَنْبِيَاءَ لم يُوَرِّثُوا دِينَارًا، ولا دِرْهَمًا إنَّما وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)) (2).
9 -
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ من الناس، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حتَّى لم يَتْركَ عَالِمًا اتَّخَذَ الناسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)) (3).
10 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((فَضْلُ
(1) أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين (رقم71)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة (رقم 1037).
(2)
أخرجه ابن حبان (1/ 289 رقم 88)، والهيثمي في موارد الظمآن (رقم 80)، وأبو داود، كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم (رقم 3641)، والترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (رقم 2682)، والدارمي (رقم 342)، وأحمد (5/ 196)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 224 رقم 1231). قال الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 407 رقم 3641): صحيح، وكذا قال في صحيح سنن الترمذي (3/ 71 رقم 2682).
(3)
أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم (رقم 100)، ومسلم، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان (رقم 2673).
العلمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ العِبَادةِ، وخَيرُ دينِكُم الوَرَعُ)) (1).
11 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حَسَدَ إلَاّ في اثْنَتَين: رَجُلٌ آتَاهُ الله مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورَجُلٌ آتَاهُ الله حِكْمَةً فَهُو يَقْضِي بِها ويُعَلِّمُها)) (2). والمراد بالحسد في هذا الحديث الغبطة.
12 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((الدُّنْيا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونَ مَا فِيْها إلا ذِكْرَ الله ومَا وَلاهُ، وعَالمِاً أو مُتَعَلِّماً)) (3).
13 – وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أدْنَاكُمْ، وأنَّ الله عز وجل ومَلائِكَتَهُ، وأَهْلُ السَّمواتِ والأرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا، وحتَّى
(1) أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (3/ 264 رقم 1068)، والحاكم (1/ 171 رقم 317)، والطبراني في الأوسط (4/ 196 – 197 رقم 3960)، والبزار (7/ 370 – 371 رقم 2969)، وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 50 رقم 130). وقال عنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 137 رقم 68): صحيح لغيره.
(2)
أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة (رقم 73)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها (رقم 815).
(3)
أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب منه (رقم 2322) وحسنه، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 265 رقم 1708)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (4/ 179)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 3414). وقال عنه في صحيح سنن الترمذي (2/ 533 رقم 2322):«حسن» .
الحَوتُ يُصَلُّونَ عَلى مُعَلِّم النَّاسِ الخيرِ)) (1).
14 – وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْل أَجْرِ فَاعِلُه)) (2).
15 – وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فَقَدْ غَزَا، ومَنْ خَلَفَهُ في أهْلِهِ بِخيرٍ فَقَدْ غَزَا)) (3).
16 – وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأجْرُ مَنْ عَمِلَ بَها بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أجُوْرِهِم شَيْءٌ، ومَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئةً كانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بها مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أوْزَارِهم شَيْءٌ)) (4).
17 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دَعَا إلى هُدًى كان له من الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ من تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذلك من أُجُورِهِمْ شيئاً، وَمَنْ دَعَا إلى ضَلَالَةٍ كانَ عَلَيْهِ من الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ من
(1) أخرجه الترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (رقم 2685)، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/ 72 رقم 2685): «صحيح» .
(2)
أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره وخلافته في أهله بخير (رقم 1893).
(3)
أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره وخلافته في أهله بخير (رقم 1895).
(4)
أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار (رقم 1017).
اتَّبَعَهُ لَا يَنْقُصُ ذلك من آثَامِهِمْ شيئاً)) (1).
18 – وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((فوالله لأنْ يَهْدِيَ الله بِكَ رَجُلاً واحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النِّعَم)) (2).
19 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مَاتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلَهُ إلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إلَاّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أوْ عِلْمٍ يُنتفَعُ بِهِ، أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)) (3).
وهذا فضل عظيم يؤتيه الله من يشاء من عباده، فهو المتفضل على عبده بالعلم النافع ويثيبه على طلبه وعلى نشره.
وما على المسلم الراغب في فضل الله العظيم إلا أن يبذل الأسباب، ويسأل الله العلم النافع والعمل الصالح، وهذه الآيات والأحاديث إنما هي في حق العالِم العامل بعلمه، وأما العالم غير العامل فإنه من أشد الناس عذاباً يوم القيامة، وكذا العالم الذي لم يبتغ بعلمه وجه الله عز وجل لا يشم رائحة الجنة، وهو أحد الثلاثة الذين تسعَّر بهم النار قبل الخلائق كلهم (4).
(1) أخرجه مسلم، كتاب العلم، كتاب، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة (رقم 2674) ..
(2)
أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام (رقم 2942)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه (رقم 2406).
(3)
أخرجه مسلم، كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته (رقم 1631).
(4)
ثواب العمل الصالح للدمياطي (ص 8)، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (رقم 1905).
ومن أعظم الأدلة على فضل الدعوة إلى الله – إضافة إلى ما تقدم –
20 -
قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين} (1). وليس هناك أحد أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل بما يعلم، وطابق قوله واعتقاده فعله.
(1) سورة فصلت، الآية:33.