الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكيف رجَّح إسناد هذا الحديث، وفيه من الخلاف ما تقدَّم؛ لأنَّ من الرُّواة من وقَّفه، ومنهم من أسقط من إسناده أبيَّ بن كعبٍ، ومنهم من ذكر فيه: عبد اللَّه بن سعيد بن جبيرٍ، ومنهم من لم يذكره.
وقال بعضهم فيه: عن أيوب عن عكرمة بن خالد.
قال: فنقول وباللَّه التَّوفيق: إنَّ هذا الخلاف إذا نظره المتبحر في الصنعة، وتأمله علم أنَّ الخلاف الظاهر فيه إنما يعود إلى وفاق؛ ولأنَّه لم يدفع بعضه بعضًا، ولأجل هذا حكم البخاريُّ بصحَّته، والمسندون له أئمَّة حفَّاظ والواقفون ثمَّ قليل.
وإسقاط «أبيِّ بن كعبٍ» من إسنادٍ لا يوهنه؛ لأنَّ اتِّصاله بابن عبَّاسٍ اتَّصال، ولا نبالي أسُمِّي لنا مَن رواه عنه ابن عبَّاسٍ أو لم يسمَّ؛ لأنَّا قد علمنا أنَّ أكثر رواية ابن عبَّاسٍ الحديث عن جلَّة الصَّحابة من المهاجرين والأنصار، وليس يعدُّ مرسل الصَّحابيِّ مرسلًا، فقد كان يأخذ بعضهم عن بعضٍ، ويروي بعضهم عن بعضٍ، هذا عمر بن الخطَّاب كان له جار من الأنصار يتناوب معه النُّزول إلى رسول اللَّه، وكلُّ واحدٍ منهما يخبر صاحبه في يوم نزوله بما يقع في ذلك اليوم من الوحي وغيره.
وقد روى عبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه، عن وكيعٍ، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السَّبيعيِّ، عن أنسٍ، أنَّه قال: «ما كلُّ ما نحدِّثكم به عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سمعناه من رسول اللَّه، ولكن سمعناه منه
(1)
، وحدَّثنا أصحابنا وكنَّا لا نكذب».
وفي
الأنبياء أيضًا {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ}
[مريم: 16]
52 -
قال البخاريُّ: حدَّثنا محمَّد بن كثيرٍ، عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه: «رأيت عيسى وموسى، وإبراهيم، فأمَّا عيسى فأحمر جعد عريض الصَّدر، وأمَّا موسى فآدم جسيم سبط كأنَّه من رجال الزُّطِّ
…
». [خ¦3438]
هكذا رواه البخاريُّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر.
قال أبو عليٍّ الغسَّانيُّ: والمحفوظ فيه: مجاهد، عن ابن عبَّاسٍ.
وقال أبو مسعودٍ الدِّمشقيُّ: إنَّ البخاريَّ أخطأ في قوله: «ابن عمر» ، وإنَّما رواه محمَّد بن كثيرٍ، وإسحاق بن منصورٍ السَّلوليُّ، وابن أبي زائدة، ويحيى بن آدم وغيرهم، عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاسٍ.
وقد نبَّه أبو ذرٍّ في نسخته على ذلك.
وفي الحديث: قالوا له: وإبراهيم؟ قال: «انظروا إلى صاحبكم» .
قال الغسَّانيُّ: وقد تقدَّم هذا الحديث في «كتاب الحجِّ» ، وفي «كتاب الأنبياء» في قصة إبراهيم من رواية ابن عونٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاسٍ
(1)
في (ب) : «سمعناه من رسول الله» .
على الصَّواب.
فقال: حدَّثنا محمَّد بن المثنَّى قال: حدثنا ابن أبي عديٍّ، عن ابن عونٍ (ح).
وحدَّثنا بيان بن عمرو، عن النَّضر، عن ابن عونٍ، عن مجاهدٍ، أنَّه سمع ابن عبَّاسٍ وذكروا له:«الدَّجَّال، بين عينيه كافر، أو: ك ف ر» . قال: لم أسمعه، ولكنَّه قال:«أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم، وأمَّا موسى فجعد آدم على جملٍ أحمر مخطومٍ بخلبةٍ، كأنِّي أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبِّي» .
واللَّفظ لبيان بن عمرٍو.
ومن
بني إسرائيل
53 -
حدَّثنا مسدَّد: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك
(1)
بن عميرٍ، عن ربعيِّ بن حراشٍ، قال: قال عقبة لحذيفة: ألا تحدِّثنا ما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعته يقول: «إنَّ رجلًا حضره الموت» إلى قوله: «فذروها في يومٍ حارٍّ» . ثمَّ قال: حدَّثنا مسدَّد، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عميرٍ، قال: وقال: يومًا راحًا. [خ¦3450][خ¦3451][خ¦3452]
هكذا رويت هذه المتابعة، عن ابن السَّكن، وأبي زيدٍ المروزيِّ، وأبي أحمد الجرجانيِّ، وعن بعض شيوخ أبي ذرٍّ.
وفي نسخةٍ عن النَّسفيِّ، عن البخاريِّ: حدَّثنا موسى، عن أبي عوانة، عن عبد الملك، وقال:«يومًا براحًا» . جعل «موسى» موضع «مسدَّدٍ» .
وكذلك عن الحمويِّي، وهو موسى بن إسماعيل أبو سلمة، وهو الصَّواب؛ لأنَّه ساق الحديث أوَّلًا بكماله عن مسدَّدٍ، ثمَّ ساق الخلاف في لفظةٍ من المتن عن موسى بن إسماعيل، وكذلك قال أبو ذرٍّ، الصَّواب: موسى بن إسماعيل.
ومن
باب كنية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
54 -
حدَّثنا محمَّد بن كثيرٍ، عن شعبة، عن منصورٍ، عن سالمٍ، عن جابرٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:«تسمَّوا باسمي» . [خ¦3538]
هكذا الإسناد في رواية أبي زيدٍ وأبي أحمد، وغيرهما.
وعند ابن السَّكن: حدثنا محمَّد بن كثيرٍ: أخبرنا سفيان، عن منصورٍ، عن سالمٍ، عن جابرٍ.
جعل «سفيان» بدل: «شعبة» ، ومن حديث شعبة، عن منصورٍ، أخرجه مسلم.
كتاب المناقب
قال في
آخر مناقب أبي بكرٍ:
55 -
حدَّثنا محمَّد بن يزيد الكوفيُّ، عن الوليد بن مسلمٍ، عن الأوزاعيِّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن محمَّد بن إبراهيم بن الحارث التَّيميِّ، عن عروة، سألت عبد اللَّه
(2)
بن عمرو عن أشدِّ ما صنعه المشركون برسول اللَّه
…
الحديث. [خ¦3678]
كذا هو في رواية أبي زيدٍ وأبي أحمد، عن الفربريِّ، عن البخاريِّ، عن محمَّد بن يزيد الكوفيِّ.
قال الكلاباذيُّ والحاكم: وليس هذا بأبي هشامٍ محمَّد بن يزيد بن رفاعة الرِّفاعيِّ.
وعند ابن السَّكن عن الفربريِّ،
(1)
في (ب) إلى: «عبد الله» ، وهو تصحيف، وكذا في الموضع القادم.
(2)
في الأصلين: «عبيد الله» ، وهو تصحيف.