الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدرس العشرون فى التفخيم والترقيق
تعريفهما:
أما التفخيم: فهو لغة التسمين والتغليظ. واصطلاحا: حالة من القوة والسمنة تلحق الحرف عند النطق به فيمتلئ الفم بصداه.
وأما الترقيق: فهو لغة: التنحيف. واصطلاحا: حالة من الرقة والنحافة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه.
تقسيم الحروف الهجائية بالنسبة لهما:
وتنقسم الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام:
قسم مفخم دائما، وقسم مرقق دائما، وقسم مفخم فى بعض الأحوال مرقق فى بعضها الآخر، وفيما يلى تفصيلها.
الحروف المفخمة دائما، ومراتب تفخيمها، ووجه ترتيبها على هذا النحو:
فأما الحروف المفخمة دائما فهى عبارة عن أحرف الاستعلاء السبعة المجموعة فى: «خص ضغط قظ» .
وبما أن الحروف الهجائية تتفاوت قوة وضعفا تبعا لقوة ما تتصف به من الصفات القوية أو الضعيفة، فإن حروف الاستعلاء وإن وجب تفخيمها جميعا فإنها متفاوتة فى هذا التفخيم قوة وضعفا تبعا لقوة ما تتصف به من الصفات وضعفه بالإضافة إلى استعلائها المشتركة فيه كلها.
ولذا تجد أحرف الإطباق أقوى من غيرها من حروف الاستعلاء المنفتحة لأن الإطباق أقوى من الانفتاح، بل إن لكل حرف من هذه الحروف السبعة مطبقا كان أو منفتحا مرتبته الخاصة به التى لا يشاركه فيها غيره من هذه الحروف.
وعلى هذا فلأحرف الاستعلاء السبعة سبع مراتب: أقواها الطاء المقلقلة، ثم الضاد المستطيلة، ثم الصاد الصفيرية، ثم الظاء، ثم القاف، ثم الغين، ثم الخاء. ويجمعها حسب ترتيبها على هذا الوجه أوائل كلم البيت الآتي:
طب ضيفنا صدرا ظلال قوانا
…
غوث خفى- سبع الاستعلاء
وإنما كانت أقواها جميعا لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها جهرية شديدة مطبقة مقلقلة.
وهذه كلها صفات قوية لا توجد مجتمعة فى غيرها من الحروف.
وإنما اعتبرت الضاد فى المرتبة الثانية لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها جهرية مطبقة مستطيلة، وهو ما لا يوجد فيما بقى من أحرف الاستعلاء مجتمعا فى أى حرف منها، ثم إنها ليست مقلقلة ولا شديدة مع ذلك حتى تكون فى مرتبة الطاء من التفخيم.
وإنما اعتبرت الصاد فى المرتبة الثالثة لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها مطبقة صفيرية وهما صفتان معينتان على التفخيم ومظهرتان له ولا توجدان فيما بقى بعدها من أحرف الاستعلاء، وهى أضعف من الطاء لانعدام الجهر، والشدة، والقلقلة فيها، ومن الضاد لانعدام الجهر والاستطالة فيها.
وإنما اعتبرت الظاء فى المرتبة الرابعة لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها مطبقة دون الحروف الثلاثة الباقية وهى أضعف من الثلاثة السابقة لأنها غير شديدة، ولا مقلقلة كالطاء، ولا مستطيلة كالضاد، ولا صفيرية كالصاد.
وقد يقال إن الظاء أقوى من الصاد للجهر فى الأولى والهمس فى الثانية، والجواب أن الهمس من الصفير يساعدان على جريان النفس بصوت صفيرى مما يؤدى إلى امتلاء الفم بصدى الصاد عند النطق بها أكثر من الظاء.
وإنما اعتبرت القاف فى المرتبة الخامسة لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها جهرية شديدة مقلقلة وهى صفات لا توجد فى الغين والخاء