الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك من بدء أحدهم بجزء من الآية وإكمال الآخر لها، الأمر الذى يتنافى مع قدسية القرآن وجلاله.
أدعو الله لى ولكل مبتل بشيء من هذه المحرمات أن يغفر الله لنا ما مضى، وأن يوفقنا للصواب، وإلى تلاوة القرآن على الوجه الذى يرضاه ربنا وأنزله به على رسولنا فيما بقى من عمرنا.
أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن:
كان بعض السلف الصالح إذا ختم القرآن أمسك عن الدعاء اكتفاء بما فى القرآن منه، ولجأ إلى الاستغفار مع الخجل، والحياء اعترافا بالتقصير وخوفا من الله.
ومنهم من كان إذا ختم القرآن أردف الختام مباشرة بقراءة فاتحة الكتاب وأول البقرة حتى قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ رجاء أن يكون مثلهم.
ومنهم من كان إذا ختم القرآن دعا بما شاء من الأدعية، أو بالدعاء المأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم بعد ختم القرآن، وهو:
«اللهم إنا عبيدك، وأبناء عبيدك، وأبناء إمائك، ناصيتنا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته فى كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وشفاء صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وسائقنا وقائدنا إليك، وإلى جناتك جنات النعيم، ودارك دار السلام، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم اجعله لنا شفاء وهدى وإماما ورحمة، وارزقنا تلاوته على النحو الذى يرضيك عنا، ولا تجعل لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا عدوا إلا كفيته، ولا غائبا إلا رددته، ولا عاصيا إلا عصمته، ولا فاسدا إلا أصلحته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا عيبا إلا سترته، ولا عسيرا إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها فى يسر منك وعاقبة يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم».
وإلى هنا بحمد الله وعونه، وحسن توفيقه تم كتاب «العميد فى علم التجويد» مشتملا على ما أفاض الله به علىّ من هذا العلم الجليل حين تأليفه، وقد راعيت فيه التحرى والتدقيق فى كل موضوعاته، مع التبسيط فى أسلوبه قدر جهدى، ليعم نفعه كل المعنيين بالقرآن وتجويده، فلا يلومننى أحد على ما قد يكون فيه من قصور، وليتداركه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وإنى لأرجو الله لى ولكل من قرأه حسن الختام، والتوفيق على الدوام، وأن ينفعنا به فى الدنيا والآخرة، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، فإنه خير مرجو وأكرم مسئول.
وأوصيك أيها القارئ، لهذا الكتاب بتقوى الله، وأن لا تنسانى من صالح الدعوات فى حياتى، وبعد الممات، وبمدارسة القرآن وأحكامه، وتعليمها لكل من أتاك راغبا، وأن تخفض جناحك لمن قصدك لهذا طالبا، وأن لا يدفعك علمك بما فى الكتاب أو غيره إلى التعالى على إخوانك أو تسفيههم، والله يرشدنى ويوفقنى وإياك إلى ما فيه الخير دائما.
ونسألك اللهم يا ربنا أن لا تشمت أعداءنا بديننا. وأن تجعل القرآن العظيم شفاءنا ودواءنا، وأن تمنحنا به علما نافعا، ورزقا واسعا، وريا وشبعا، وشفاء من كل داء من الأدواء الظاهرة والخفية، وأن تغسل به قلوبنا وتملأها من خشيتك، وأن تجعله إمامنا فى الدنيا وشفيعنا فى الآخرة، وأن ترضينا وترضى عنا، وأن تعيننا على طاعتك، وأن توفقنا إلى ما تحبه وترضاه منا دائما يا رب العالمين، فإنك على ذلك قدير.
وكان الفراغ من تأليف هذا الكتاب ليلة الأحد الثامن عشر من شهر رجب المبارك سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وألف هجرية على صاحبها أفضل السلام، وأزكى التحية.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبى الأمى، وعلى آله وصحبه، وسلم.
***