الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما شواهد المحتسب فكثيرة، لكن يشيع فيها تكرار مقتضيات الاستشهاد بها وأغلبها من الشعر، وفيها قليل من حديث الرسول وكلام البلغاء والأمثال السائرة وطريقته في إيرادها لا تخالف طريقة العلماء الآخرين، فهو ينسب بعضها ولا ينسب بعضها الآخر، ويرويها في أكثر الأمر أبياتاً كاملة1. وإليك مثالاً من الكتاب، قال أبو الفتح عن قوله تعالى: {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلاً} 2 88. وقوله: {سَلامٌ قَوْلاً} : أما الرفع فعلى أوجه، أحدها: أن يكون مقطوعاً مستأنفاً: والثاني: أن يكون على ما يدعون سلم لهم، أي مسلم لهم ووجه ثالث وهو: أن يكون (لهم) خبراً عن (ما يدعّون) ، (وسلم) بدل منه، ووجه رابع وهو: أن يكون (لهم) خبراً عن (ما يدعون) و (سلم) خبر آخر ونصب (قولاً) على المصدر أي: قال الله ذلك قولاً (وأما سلاماً) بالنصب فحال مما قبله. أي كان ذلك لهم مسلماً3.
والكتاب طبع بتحقيق علي النجدي ناصف والدكتور عبد الحليم النجار والدكتور عبد الفتاح شلبي، عناية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عام 1386هـ بالقاهرة، في مجلدين.
1 انظر: مقدمة المحقق لكتاب المحتسب 1/5-15.
2 سورة (يس) وهي قراءة شاذة كما هو واضح من عنوان الكتاب.
3 انظر: المحتسب 2/215 بتصرف.
كتاب حجة القراءات
مؤلفه:
الإمام الجليل أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة.
عاش ابن زنجلة، في القرن الرابع الهجري وعاصر أمثال الفارسي1. والسيرافي2، وابن فارس3، وابن جني، وكان قاضيا على مذهب الإمام مالك - رحمه الله4.
ألف كتابه "حجة القراءات" قبل سنة 403هـ على الأقل، وله كتاب "شرف القراء في الوقف والابتداء"(خ) جزآن في خزانة عاكف العاني ببغداد.
منهج المؤلف في كتابه:
اتبع المؤلف في كلامه على القراءات الترتيب المعروف للسور من فاتحة الكتاب إلى خاتمته، إلا بعض السور القصار التي ليس فيها خلاف يذكر، فهو يذكر عنوان السورة في منتصف السطر ثم يشرع في الكلام على الآيات التي فيها أوجه للقراءات على ترتيبها في السورة، فينسب كل قراءة إلى قارئها من السبعة، ثم يذكر الحجة من القرآن نفسه بدأ بها، وإذا كانت الحجة في حديث ذكره، كما يحتج بالشعر وبالنثر وبكلام اللغويين وأهل
1 الفارسي هو: أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي عالم نحوي وكان شيخه في القراءة ابن مجاهد ورحل في طلب العلم له عدة مؤلفات منها كتابه الحجة في القراءات، توفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. غاية النهاية 1/206.
2 والسيرافي هو: الحسن بن عبد الله المرزبان، نحوي، عالم بالأدب، أصله من بلاد فارس تفقّه في عمّان وسكن بغداد وتوفي فيها سنة ثمان وستين وثلاثمائة من الهجرة وله عدة كتب. انظر الأعلام 2/195-196.
3 ابن فارس هو: أحمد بن فارس بن زكريا الرازي من أئمة اللغة والأدب له تصانيف كثيرة منها معجم مقاييس اللغة توفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة من الهجرة. انظر الأعلام 1/193.
4 والإمام مالك هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة وإليه تنسب المالكية مولده ووفاته بالمدينة المنورة وله كتب منها الموطأ. سير أعلام النبلاء 8/48-135.