الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر
مؤلفه:
هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني، الملقب بشهاب الدين المشهور بالبنا الدمياطي.
ولد بدمياط1 ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم وجوده، كما برع في علم القراءات ومبادئ العلوم المختلفة على مشايخ دمياط، ولما أراد المزيد من العلم رحل إلى القاهرة، فلازم علماءها، وتلقى عنهم سائر العلوم المختلفة من القراءات والحديث والفقه، والأصول، والتاريخ والسير، وسائر العلوم الشرعية والعربية، حتى وصل ما لم يصل إليه نظراؤه من علماء عصره، ثم رحل بعد ذلك إلى الحجاز فحج، وأقام هناك طلباً للعلم، ثم رجع إلى دمياط ينشر العلم فيها ويستفيد منه العامة والخاصة، ثم عاد مرة ثانية إلى الحجاز فحج وظل مقيماً بالمدينة المنورة حتى توفاه الله تعالى لثلاث خلون من المحرم سنة سبع عشرة ومائة وألف ودفن بالبقيع2.
التعريف بالكتاب:
ولما كانت "القراءات" هي المقصود الأعظم من تأليف هذا الكتاب سمي بهذا الاسم وإن كان مشتملاً على كل ما يتعلق بالقراءات من علوم
1 دمياط: مدينة قديمة تقع على الوجه البحري من القاهرة عند مصب ماء النيل إلى البحر وتتميز بالهواء الطيب. انظر معجم البلدان 2/472.
2 البقيع: مقبرة أهل المدينة شرقي المسجد النبوي، وقد دفن به من الصحابة نحو عشرة آلاف. انظر كتاب البقاع الطاهرة لعبد الكريم نيازي ص:109.
أخرى، وبذلك نستطيع أن نستخلص أهم مميزات هذا الكتاب في النقاط الآتية:
1-
جمع علوم القراءات: كاد يكون هذا الكتاب جامعاً لعلوم القراءات كلها في واحد وهو عمل جليل، وجهد عظيم تبع فيه المؤلف طريقة الإمام شهاب الدين القسطلاني، في كتابه "لطائف الإشارات لفنون القراءات" واستدرك عليه كثيراً فوضح الصواب فيها مع الدقة في العزو والأمانة في النقل، وتحدث في أول كتابه على الأمور التالية:
أ- عرف القراءات، وذكر أقسامها المختلفة، ثم عرف بعلماء القراءات الأربعة عشر، ورواتهم وطرقهم، وسبب نسبة القراءات إلى هؤلاء الأئمة بالذات.
ب- عقد فصلاً خاصاً للحديث عن الرسم العثماني وضوابطه، وكل ما يتعلق بقواعد الرسم.
ج- كما عقد فصلاً مستقلاً تحدث فيه عن آداب القرآن الكريم، وكيفية تلاوته وما ينبغي لقارئ القرآن والقراءات، وكيفية جمع القراءات، مسلك السلف الصالح في ذلك.
د- ثم أعقب ذلك كله ببيان أصول القراءات، وتوجيهها من حيث العربية، ثم أعقب ذلك بالفرش، وهو ما يخص كل سورة من سور القرآن الكريم على حدة.
هـ- ثم يذكر المؤلف عند البدء بالسورة اسمها وكونها مكية أو مدنية ثم يثني بالفواصل وعدد الآيات والخلاف فيها موجهاً القراءات من حيث اللغة والإعراب إلخ..
2-
الاهتمام بالتوجيه، لا يكتفي برأي واحد في التوجيه، حتى ولو كان مشهوراً بل يروي كل ما قيل فيها ويشير إلى الراجح منها1.
3-
الاهتمام بالتفسير: الإمام البنا اعتنى بهذه الناحية عناية تامة حيث يتبع الكلام على أوجه القراءات بالحديث عن المعاني التي تفهم تبعاً لهذا الاختلاف2.
4-
العناية بالأحكام الفقهية: كذلك من مميزات هذا الكتاب أنه - أحياناً - يتعرض لبعض الأحكام الفقهية التي تمس جانب القراءات سواء في الصلاة، أو خارجها3.
والكتاب طبع في الأستانة سنة 1285هـ، ثم بالمطبعة الميمنية بالقاهرة سنة 1317هـ نشر مكتبة مصطفى البابي الحلبي، وطبع بمطبعة المشهد الحسيني سنة 1359هـ.
وأخيراً طبع بتحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل في مجلدين عن دار عالم الكتب ببيروت ومكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة في طبعة الأولى سنة 1407هـ.
1 انظر أمثلة على هذا في مقدمة الكتاب 1/54.
2 انظر أمثلة على هذا في مقدمة الكتاب 1/55.
3 انظر أمثلة على هذا في مقدمة الكتاب 1/57.