الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه ذوي الهمم العاليات وسلم تسليماً وبعد:
فأحمد الله الذي سهل إتمام هذا البحث على هذا النحو، وقد توصلت فيه إلى بعض النتائج التالية:-
صدق وعد الله تعالى بالتكفل بحفظ كتابه العزيز كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (سورة الحجر: 9) وذلك بتهيئة العلماء الذين يقومون بتعليم القرآن وعلومه عبر الأجيال الإسلامية.
التأليف في مجال القرآن وقراءاته وقف جنباً إلى جنب مع تعليم القرآن وتدريسه فظهرت المؤلفات الباهية الواضعة لأسس القرآن وقراءاته.
مدى اهتمام الأمة بالقرآن من العصر النبوي إلى عصرنا هذا فالاهتمام به مستمر حتى الآن.
ومن أهم التوصيات والمقترحات التي أرجو أن تتحقق هي:
أولاً: ينبغي للمسلمين أن يلقنوا أولادهم منذ الصغر، وأن يعودوهم العناية به؛ لأنه المصدر الأول، الذي به تعرف الشريعة الإسلامية، الخالدة، وعلى الناشئة من أبناء المسلمين أن يتلقوا القرآن من أفواه القراء؛ لأنه طريقة مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتقيد بها واجب شرعاً.
ويجب الحرص على وجود فئة من كل جيل تحفظ القرآن بقراءته غيباً، تلقيناً عمن قبلهم من القراء؛ لتتصل سلسلة السند في حفظ القرآن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ثانياً: ينبغي لوزارة الشؤون الإسلامية وجمعيات تحفيظ القرآن في الدول الإسلامية أن تعتني بدراسة الوسائل الناجعة لنشر القرآن بين المسلمين على نطاق واسع؛ لأنه السبيل الوحيد لرأب الصدع وتوحيد الصف وجمع الكلمة، وأن توضع لذلك مناهج جديدة تعنى بالقرآن الكريم تلاوة واستحفاظاً وتفسيراً وبياناً لأهم مسائل علوم القرآن والقراءات، وتشجيع مدرسي القرآن الكريم برواتب ومكافآت تعينهم على أداء واجبهم.
ثالثاً: أقترح على المسلمين وعلمائهم كافة أن يواصلوا اهتمامهم بنشر الكتب التي توضح للمسلمين - وبخاصة طلبة العلم - أهمية علم القرآن والقراءات وتبين لهم حقيقة هذا العلم وأصوله، كذلك حث طلبة الدراسات العليا بإعادة تحقيق بعض كتب القراءات التي حققها المستشرقون الذين لا يوثق بتحقيقاتهم غالباً لقلة أمانتهم العملية، وعدم تعمقهم بالعربية ووقوعهم في تصحيفات وأخطاء منكرة، كما لا يوثق بعزوهم إلى ما يعزون إليه، لقلة فهمهم كلام العرب، ولتعمد بعضهم التشويه والكذب والتحريف.
رابعاً: أن تتبنى الجهات ذات العلاقة لخدمة القرآن برامج إذاعية تهدف إلى توعية الأمة الإسلامية بحقيقة هذا القرآن، وتقوية الصلة به، والاستزادة من الثقة فيه، والتماس الوسائل الكفيلة بذلك.
وفي ختام هذه الدراسة أقول: إن هذه محاولة متواضعة غاية التواضع. أردت أن أشارك بها في ميدان البحث العلمي، خدمة للدراسات القرآنية. وما أبرئ نفسي من القصور أو التقصير، فتلك شيمة الإنسان في كل زمان ومكان؛ ذلك أن الكمال المطلق لكتاب الله وحده. أما أعمال بني الإنسان فإنها عرضة للخطأ والنسيان، موصولة بمدد لا يكاد ينقطع من عشرات
الهفوات والزلات، ومهما بالغ المرء في الحرص واليقظة فلا بد من العثار في هافية القول، أو عافية العقل.
وإن تجد عيباً فسدّ الخللا
…
جل من لا عيب فيه وعلا
{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.