الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والنافعة لاتقاء شر العائن أو الحاسد اجتنابه والبعد عنه كأن يجتنب الرجل المرور من أمام هذا الحسود ولا يخالطه ولا يؤاكله ولا يسلم عيه ولا يزوره ولا يجيبه إذا سأله عن تجارته أو ماله أو أولاده أو زرعه أو بهائمه أو كل ما يخافه على نفسه حتى إن بعضهم قد يحسد علاقة الرجل بأهله وأقربائه فيرى الرجلان متآخيان فيحسدهما فتدب بينهما الوحشة وتعمل البغضاء عملها بينهما فتنقلب صداقتهما عداوة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ويجب على ولى الأمر القيام على الحساد بالحبس والمنع عن الناس والتعزير بما يليق بحال العائن حتى يرتدع عن هذا الفعل المشين فإن أضرار الحسد وخيمة حسبك منها بذهاب البركة ووقوع البغضاء والشحناء بين الناس وتنغيص عيش المحسود عافانا الله بمنه وكرمه.
قال ابن القيم رحمه الله: وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء: أن من عرف بذلك حبسه الإمام وأجرى له ما ينفق عليه إلى الموت وهذا هو الصواب قطعا. الطب النبوى
وقال العينى: وقال القاضي عياض: قال بعض العلماء: ينبغي إذا عرف واحد بالإصابة بالعين أن يجتنب وأن يحترز منه وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس، ويلزمه بلزوم بيته، وإن كان فقيرا لزمه ما يكفيه فضرره أكثر من آكل الثوم والبصل الذي منعه النبي صلى الله عليه وسلم من دخول المسجد لئلا يؤذي الناس ومن ضرر المجذوم الذي منعه عمررضى الله تعالى عنه. (1)
ثالثا: وما ينبغى تحصين العبد نفسه بالصلاة
فإنها الصلة بين الله تعالى وبين العبد فكلما حافظ عليها العبد كان من الله تعالى أقرب وكان أعون له على استجابة دعائه ومعافاته وفى الحديث عن نعيم بن همار الغطفانى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
(1) عمدة القاري بشرح صحيح البخارى (17/ 405)
قال: يا ابن آدم صل لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. (1)
وبسند ضعيف عن أبى الدرداء رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يقول يا ابن آدم لا تعجزن من الأربع ركعات من أول نهارك أكفك آخره. (2)
(1) حسن: أخرجه أحمد (21964 - 21965 - 21966 - 21967 - 21969) والدارمى (1451) كلاهما من طريق مكحول عن كثير بن مرة عن قيس الجذامى عن نعيم بن همار .. وأخرجه أحمد (21963 - 21968) من طريق معاوية عن أبى الزهراية عن كثير عن نعيم .. ومعاوية صدوق يهم من رجال مسلم. وأخرجه أحمد (17339) من طريق قتادة عن نعيم عن عقبة بن عامر .. وهذا منقطع بين قتادة ونعيم ثم هو من مسند عقبة بن عامر.
(2)
ضعيف: أخرجه أحمد (26934 - 27002) من طريق صفوان بن عمرو السكسكى حدثني شريح بن عبيد الحضرمي وغيره عن أبي الدرداء .. وهذا ضعيف فأما شريح فلم يدرك أبا الدرداء وأما غيره فمجهول ، قال الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب (4/ 329): قال ابن أبى حاتم فى " المراسيل "، عن أبيه: لم يدرك أبا أمامة، ولا المقدام، ولا الحارث بن الحارث، وهو عن أبى مالك الأشعرى مرسل. انتهى. وإذا لم يدرك أبا أمامة الذى تأخرت وفاته فبالأولى أن لا يكون أدرك أبا الدرداء، وإنى لكثير التعجب من المؤلف كيف جزم بأنه لم يدرك من سمى هنا، ولم يذكر ذلك فى المقداد وقد توفى قبل سعد بن أبى وقاص، وكذا أبو الدرداء، وأبو مالك الأشعرى، وغير واحد ممن أطلق روايته عنهم، والله الموفق. اهـ
وفى الختام أنبه على أهمية الصبر على السنة والتواصى بها وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وقد بينا هديه صلى الله عليه وسلم فى علاج العين من وجوه عدة لا ينبغى لمسلم أن يخرج عن هذا كله لا سيما وقد كفى مؤنته. قال حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال: يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. (1)
وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: لو تركتم سنة نبيكم لضللتم. رواه مسلم.
وقال أيضا رضى الله عنه: اتبعوا آثاءرنا ولاتبتدعوا فقد كفيتم. (2)
وعن عبد العزيز بن رفيع قال: سئل عطاء عن شئ فقال: لاأدرى قال: قيل له ألا تقول فيها برأيك؟ قال: إنى أستحيى من الله عزوجل أن يدان فى الأرض برأيى. (3)
(1) صحيح: أخرجه البخارى (7282)
(2)
صحيح: أخرجه الدارمى فى المقدمة (205) والبغوى فى شرح السنة باب رد البدع والأهواء.
(3)
صحيح: أخرجه الدارمى فى سننه فى المقدمة (107)