الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذَّوْدَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ وَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ
بَاب مَا يُذْكَرُ فِي الطَّاعُونِ
5369 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا فَقُلْتُ أَنْتَ سَمِعْتَهُ يُحَدِّثُ سَعْدًا وَلَا يُنْكِرُهُ قَالَ نَعَمْ
5370 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ
ــ
سكانها و {الذود من الإبل} مابين الثلاث إلى العشرة، وأما شرب الأبوال فإنما كان للمداواة أو كان قبل تحريمها و {الطلب} جمع الطالب مر مرارا. {باب ما يذكر في الطاعون} قوله {الطاعون} هو بثر مؤلم جدا يخرج غالبا في الآباط مع لهب وأسواد حواليه وخفقان القلب والقيء. الجوهري: هو الموت من الوباء قوله {حفص} بالمهملتين ابن عمر و {حبيب} ضد العدو {ابن أبي ثابت} ضد الزائل قال حبيب فقلت لإبراهيم أنت سمعت أسامة يحدث سعدا أي ابن أبي وقاص أحد العشرة به وسعد لا ينكر ذلك فقال نعم. قوله {عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل} بفتح النون والفاء الهاشمي قتله السموم سنة تسع وتسعين و {سرغ} بفتح المهملة وتسكين الراء وبالمعجمة منصرفا وغير منصرف
الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّامِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ عُمَرُ ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُوا لِي الْأَنْصَارَ فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ فَقَالُوا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا
ــ
قرية من طرف الشام مما يلي الحجاز. قوله {الأجناد} قيل المراد به أمراء مدن الشام الخمس، هي فلسطين، والأردن، وحمص، وقنسرين، ودمشق و {أبو عبيدة} مصغر العبد {ابن الجراح} بالجيم وشدة الراء اسمه عامر أحد المبشرين بالجنة و {الوباء} بالمد والقصر. قال الخليل: هو الطاعون وقال آخرون: هو المرض العام فكل طاعون وباء دون العكس، والوباء الذي وقع بالشام في زمان عمر كان طاعونا وهو طاعون عمواس بفتح المهملة، وهي قرية معروفة بالشام. قوله {المهاجرون الأولون} هم الذين صلوا إلى القبلتين، و {بقية الناس} أي بقية الصحابة وإنما قال كذلك تعظيما لهم أي كأن الناس لن يكونوا إلا الصحابة قال الشاعر: هم القوم كل القوم يا أم خالد. وعطف أصحاب على الناس عطف تفسيري و {تقدمهم} من الإقدام بمعنى التقديم، والغرض أنا لا نرى أن نجعلهم قادمين عليه و {مشيخة} جمع الشيخ و {مهاجرة الفتح} الذين هاجروا عام الفتح، وقيل هم مسلمة الفتح.
عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ قَالَ فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ
5371 -
حَدَّثَنَا
ــ
قوله {مصبح} بإسكان الصاد أي مسافر في الصباح راكبا على ظهر الراحلة راجعا إلى المدينة فأصبحوا راكبين متأهبين للرجوع إليها، قوله {قدر الله} القضاء هو عبارة عن الأمر الكلي الإجمالي الذي حكم الله تعالى به في الأزل، والقدر: عبارة عن جريان ذلك الكلي ومفصلات ذلك المجمل الذي حكم بوقوعهما واحدا بعد واحد في الإنزال قالوا هو المراد بقوله تعالى "وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم" قوله {أو غيرك} جزاؤه أي لو قال غيرك لأدبته وذلك لاعتراضه على مسألة اجتهادية وافقه عليها أكثر الناس من أهل الحل والعقد أولم يعجب منه وإنما العجب من قولك ما أنت عليه من العلم والفضل قوله {عدوتان} بضم المهملة وكسرها طرفان و {الخصبة} بكسر الصاد وسكونها و {الجدبة} بسكون الدال وكسرها يعني الكل بتقدير الله سواء ندخل أو نرجع فرجوعنا أيضا بقدر الله فعمر رضي الله تعالى عنه استعمل الحذر وأثبت القدر معا فعمل بالدليلين الذين كانت تتمسك كل طائفة به من التسليم للقضاء والإحتراز عن الإلقاء في التهلكة و {عبد الرحمن} هو ابن عوف و {لاتقدموا} بفتح الدال أي ليكون أسكن لقلوبكم وأقطع للوسوسة و {لا تخرجوا} أي لئلا تكونوا قد عارضتم القدر وادعيتم الحول والقوة في الخلاص منه
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا كَانَ بِسَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ
5372 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
ــ
وفي لفظ {فرارا} دليل على جواز الخروج لغرض آخر لا بقصد الفرار منه وحمد الله على موافقة اجتهاده واجتهاد معظم أصحابه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن بطال: فإن قيل لا يموت أحد إلا بأجله، ولا يتقدم ولا يتأخر فما وجه النهي عن الدخول والخروج؟ قلنا: لم ينه عن ذلك حذرا عليه إذ لا يصيبه إلا ما كتب الله عليه بل حذرا من الفتنة في أن يظن أن هلاكه كان من أجل قدومه عليه، وأن سلامته كانت من أجل خروجه فنهى عن الدنو من المجذوم مع علمه بأنه لا عدوى فإن قلت: إذنه صلى الله عليه وسلم للذين كانوا استوخموا المدينة بالخروج حجة لمن أجاز الفرار. قلت: لم يكن ذلك فرارا من الوباء إذ هم كانوا مستوخمين خاصة دون سائر الناس بل للاحتياج إلى الضرع ولاعتيادهم المعاش في الصحارى، وفيه أن على المرء التدبر في المكاره قبل وقوعها، وتجنب الأشياء المخوفة قبل هجومها، وعليه الصبر وترك الجزع بعد نزولها. النووي: كان رجوع عمر رضي الله تعالى عنه لأنه أحوط، ولرجحان طرف الرجوع بكثرة القائلين به ولم يكن تقليدا للمشيخة لأن اجتهاده أدى إليه وساعده بعض المهاجرين والأنصار مع ما كان للمشيخة من السن والخبرة وكثرة التجارب وسداد الرأي، وفيه خروج الإمام بنفسه لمشاهدة أحوال رعيته وإزالة ظلم المظلوم، وكشف الكرب، وتخويف أهل الفساد وإظهار شعائر الإسلام، وتلقي الأمراء والمشاورة معهم، والاجتماع بالعلماء، وتنزيل الناس منازلهم، والاجتهاد في الحروب، وقبول خبر الواحد، وصحة القياس وجواز العمل به، اجتناب أسباب الهلاك. قوله {عبد الله بن عامر العنزي} بفتح المهملة وسكون النون والزاي المدني الصحابي الصغير و {نعيم} مصغر النعم {المجمر} بلفظ فاعل الإجمار