الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَوْ حَصِيرًا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيهَا فَتَتَبَّعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ وَجَاءُوا يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ ثُمَّ جَاءُوا لَيْلَةً فَحَضَرُوا وَأَبْطَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَحَصَبُوا الْبَابَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مُغْضَبًا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا زَالَ بِكُمْ صَنِيعُكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُكْتَبُ عَلَيْكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ
بَاب الْحَذَرِ مِنْ الْغَضَبِ
لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} وَقَوْلِهِ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
5738 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
ــ
طرفيه بعود أو خيط والغضب والشدة في أمر الله واجبان وذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لاسيما على الأئمة والملوك ليحفظ أمر الشريعة ولا يطرأ عليها التغيير والتبديل، فإن قلت: لم غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين صلوا. قلت: لأنهم صلوا في مسجده الخاص به بغير إذنه أقول أو لرفع أصواتهم أو لحصب الباب أو كان ذلك غضب شفقة وخوفا عليهم أن يفرض ذلك عليهم فلا يقوموا بحقه فيعاقبوا عليه قوله {تتبعوا} من التتبع وهو الطلب ومعناه طلبوا موضعه واجتمعوا عليه و {حصبوا} أي رموه بالحصباء وهي الحصاة الصغيرة تنبيها له لظنهم أنه صلى الله عليه وسلم نسي و {بكم} أي متلبسا بكم وفيه أن أفضل النافلة ما كان في البيوت وعند الستر عن أعين الناس إلا ما كان من شعار الشريعة كالعيد و {الصنيع} بمعنى المصنوع أي صلاتكم و {المكتوبة} أي المفروضة {باب الحذر من الغضب} وهو غليان دم القلب لإرادة الانتقام
ابْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ
5739 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَقَالُوا لِلرَّجُلِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ
5740 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ هُوَ ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
ــ
و {الصرعة} بضم المهملة وفتح الراء الذي يصرع الرجال مكثرا فيه وهو بتاء المبالغة كالحفظة أي كثير الحفظ و {يملك نفسه} فلا يغضب ويكظم الغيظ ويعفو وفيه أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو وهي الجهاد الأكبر والشجاعة الحقيقية. قوله {عثمان بن أبي شيبة} بفتح المعجمة ضد الشباب و {سليمان بن صرد} بضم المهملة وفتح الراء وبالمهملة الخزاعي الكوفي و {لذهب} لأن الشيطان هو الذي يزين للإنسان الغضب فالاستعاذة بالله من أقوى السلاح على دفع كيده ومر الحديث في باب صفة لإبليس في كتاب بدء الخلق، وقوله {الزمي} بالزاي وتشديد الميم. {أبو بكر} وهو ابن عياش بشدة التحتانية وباعجام الشين القاري الكوفي و {أبو حصين} بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية عثمان الأسدي وإنما قال صلى الله عليه وسلم لا تغضب لأنه عليه الصلاة والسلام كان مكاشقًا بأوضاع الخلق فيأمرهم بما هو أولى بهم ولعل الرجل كان غضوبا فرضاه بتركه، القاضي